علي عبيدكاتب وإعلامي من دولة الإمارات العربية المتحدة
الإثنين ٠٧ أبريل ٢٠١٤
رغم أننا نعيش في زمن لم يعد فيه للدهشة والصدمة مكان، إلا أنني صُدمت وأنا أشاهد مقطع الفيديو الذي انتشر على "اليوتيوب"، وعرضته قناة "العربية" في سياق تقرير لها عن المقاتلين السعوديين في سوريا قبل أيام. يظهر مقطع الفيديو شابين سعوديين جاثمين على رُكبِهما، معصوبَي الأعين، يقوم مقاتلون من تنظيم "جبهة النصرة" بإطلاق الرصاص على رأسيهما، بتهمة قتال الشابين إلى جانب تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وذلك بعد أن يقوم أحد مقاتلي الجبهة بتلاوة الآية القرآنية الكريمة ((إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)). لو كان هذا المشهد لمجموعة من ثوار "الفيتكونغ" يعدمون مقاتلين من أنصار "ديم"، إبان الحرب الفيتنامية في ستينيات القرن الماضي، أو كان مقتطعاً من أحد الأفلام التي تصور الحروب الصليبية الممتدة بين القرنين الحادي عشر والرابع عشر…
الإثنين ٠٧ أبريل ٢٠١٤
أتردد كثيرا عندما أقول، في صيغة المديح، إن نهرو نقل عن الاستعمار البريطاني أفضل ما فيه، هو الذي سجنه البريطانيون وقاد النضال ضدهم إلى جانب غاندي. هل يمكن أن نمتدح الاستعباد الأجنبي؟ ولا المحلّي ولا الوطني ولا القومي. ليس أكره من العبودية، تحت أي اسم وبأي صفة وفي أي درجة وتحت أي ذريعة. لكننا لا نستطيع أن نرفض التجارب الناجحة أيا كان مصدرها. نهرو لم يقلد الاستعمار في استعباده، بل في تقدمه وصناعته وعلومه وجامعاته، التي تقدمت أحيانا على جامعات إنجلترا. واقتدت صحافة الهند بصحافة «فليت ستريت»، ولا تزال تتطور مثل باقي الصحافة الكبرى في العالم، مع أنها نشأت في فقر وعوز ومحيط شديد البؤس. حاول أن تتابع كوريا الجنوبية وتايوان. إنهما المثال الأكثر إثارة للإعجاب. لم يسجل تاريخ الاقتصاد قبلهما خمسة عقود من النمو المتواصل يفوق الخمسة في المائة. هل تذكر الأيام التي كنّا نسخر فيها من الأشياء بالقول «صنع تايوان» أو «سيارة شغل كوريا»؟ ما سر البلدين اللذين…
الإثنين ٠٧ أبريل ٢٠١٤
دعوني في بداية هذه المقالة أروي لكم هذه الواقعة الطريفة التي حدثت قبل أكثر من ثلاثين عاماً، حيث تم استدعاء رئيس تحرير إحدى الصحف المحلية "مات قبل فترة قريبة - يرحمه الله - إلى "المباحث" للتحقيق معه وبقي محجوزاً طوال الليل في غرفة ضيقة، وبقي ساهراً حتى انبلاج الصبح ومعه تم إخراجه من هذه الغرفة لمقابلة مدير المباحث ومن فوره بادر رئيس التحرير صارخاً في وجه مدير المباحث يلومه على سوء المعاملة وقلة التقدير على النحو التالي: رئيس التحرير: "دحين رئيس تحرير بطوله وعرضه وشحمه ولحمه وتقوم تحجزه في هادا المكان الضيق!! فين الاحترام.. وفين التقدير.. وفين ...؟" لكن مدير المباحث قاطعه بتريقة وسخرية مريرة: "سامحنا يا أستاذ. والله معاك حق واحنا آسفين جداً على اللي حصل بس والله ما فيه مكان تاني، كل السويتات محجوزة!" تذكرت هذه الحكاية في هذه الأيام وأنا أقرأ كلاماً إيجابياً لأحد الكتاب ممن كان في فترة شبابه مصاباً بهاجس المطاردة والظن اليقيني بأنه مستهدف…
الأحد ٠٦ أبريل ٢٠١٤
كان المذياع رفيقاً مقرّباً للناس سنوات طويلة، يستقون منه تطورات الأحداث والمعلومات، ويطرحون فيه ما يشغلهم من أفكار ومطالب، من دون أن تغيب التسلية. ويعتبر المتخصصون في مجال الإعلام أن الإذاعة تشكّل المحك الحقيقي لاختبار قدرات المذيع وإمكاناته، لأنها تخاطب حاسة السمع وحدها، ما يتطلب قدرة على جذب اهتمام المستمع بالمضمون والفكر وخامة الصوت. وتظهر دلالة ذلك في أن أبرز المذيعين التلفزيونيين في العالم انطلقوا من الإذاعة. في السعودية 6 إذاعات خاصة على موجات «إف إم»، وبعد أن كان الاحتكار من نصيب إذاعة «إم بي سي إف إم» منذ عام 1994 حتى 2010، أطلّت إذاعات أخرى توقّع كثيرون أنها ستحقّق التنوّع المطلوب الذي يتناسب مع أفكار الأفراد وتوجهاتهم، إلا أنها اقتصرت على برامج التسلية والترفيه، مستهدفة الربح المادي بالدرجة الأولى. وتصف مديرة إذاعة «بانوراما إف إم» هدى ياسين، بعض البرامج الإذاعية بـ «المُزعجة»، معتبرة أن فئة المذيعين غير المميزين من حيث الوعي والثقافة يصعّب عليهم الاستمرار في هذا المجال. وتقول…
د. خليفة علي السويديــ عضو هيئة التدريس بكلية التربية ـ جامعة الإمارات
ــ حاصل على الدكتوراة من جامعة جنوبي كاليفورنيا و الماجستير من جامعة جورج واشنطن
ــ عميد سابق لوحدة المتطلبات في جامعة الإمارات ووكيل لكية التربية
ــ من أبرز كتبه: المنهاج و أراء في التربية
الأحد ٠٦ أبريل ٢٠١٤
التطرف الفكري سمة سلبية في كل المجتمعات، لأنه مؤشر على رفض الآخر، واعتقاد بأن الحق والحقيقة مرتبطة بفكرك أنت فقط، وليس من حق غيرك أن يكون له معتقد أو رأي يتبناه، وإذا كانت أسباب هذا التطرف الفكري معقدة ومتداخلة فإن المنطلقات الدينية للتطرف الفكري أكثر تعقيداً وأصعب فهماً، لكن التأمل العلمي لأسباب نشأة الفكر الديني المتطرف، وكيف ينتقل عبر الأجيال ربما تقودنا إلى فهم هذا اللغز، فبعد أن تم اكتشاف خلايا دينية تنظيمية في مجتمع الإمارات بدأت الأسر في القلق من أن يكون أحد أبنائها متطرفاً أو مادة سهلة الاقتناص من قبل المتطرفين، فكم من أسرة كانت ترى الحل في الدين، لأنه الحصن الحصين من انحرافات الشباب نحو المخدرات والموبقات تفاجأت بأن التدين في بعض الأوقات حول بعض الأبناء كي يكونوا قنابل موقوتة في مجتمعاتهم وسلبهم هذا التيار أو ذاك حرية الاختيار والتفكير المنطقي، وغسل أدمغتهم، فجعلهم لايرون في مجتمعاتهم المسلمة إلا مظاهر الفجور والكفر، فهل التدين أصبح يشكل خطراً…
الأحد ٠٦ أبريل ٢٠١٤
أود إبلاغ وزارة الشؤون الاجتماعية أن الدكتورة مها المنيف كرمها الرئيس الأميركي بجائزة «أشجع امرأة» في الرياض، بعد أن منعتها الإصابة من تسلمها من زوجته في أميركا. وأن هذه السيدة كانت خلف نظام «الحماية من الإيذاء» الذي أقره مجلس الوزراء عبر الوزارة ذاتها بحكم الترتيبات البروتوكولية، بينما هو جهد المنيف ورعاية الحرس الوطني عبر برنامج الأمان الأسري الوطني الذي أنشئ عام 2005 بأمر ملكي. وأذكّر الوزير أنه سبق أن حضر ندوة أدارتها مها برعاية وزير التربية والتعليم السابق الأمير فيصل بن عبدالله، وأنه حضر معها جلسة نقاش في الحرس الوطني، أما ما عدا ذلك فلا يبدو أن لقاءات عمل تجمعهما، على الأقل إعلامياً. وأن الوزارة العتيدة استولت علانية على النظام مثل ما فعلت روسيا بالقرم، من دون أن تكون عاملة عليه أو أن يكون لها دور فيه. موقع الوزارة القائمة على شؤون اليتامى والأرامل وكبار السن يتزين بخريطة عشبية وصور مسؤولي الوزارة من دون صورة إنسانية واحدة، أو بسمة طفل،…
الأحد ٠٦ أبريل ٢٠١٤
في الرياض، تم تدشين تنفيذ مشروع المترو في خمسة مواقع، وأعلن أن هذا المشروع الحيوي سوف ينتهي بعد 48 شهرا، ولأننا في السنوات الأخيرة اكتشفنا أن تدشين مشروع ما لا يعني بالضرورة أنه سيرى النور فعلا، فإننا نأمل من القائمين على مترو الرياض أن يحددوا منذ الآن موعدا معينا ليوم الافتتاح، 23 مايو 2018 مثلا، أو 19 يونيو 2018، أو أي تاريخ يرون أنه يحقق مهلة الأربع سنوات التي يحتاجها المشروع، أو أي تاريخ واضح يضعنا أمام لحظة التدشين الحقيقية، بشرط ألا يكون الأول من أبريل!. لا شك أن مشروع المترو من شأنه أن يغير نمط الحياة في العاصمة التي تخنقها الازدحامات المرورية ليل نهار، وسوف تزيد الازدحامات خلال فترة تنفيذ أعمال المشروع، وسوف يغير أناس كثيرون قائمة أصدقائهم بسبب التغيرات المفاجئة التي سوف تطرأ على الشوارع، سوف يمر زمن ثمين لا يمكن استرجاعه، وسوف تصرف أموال كثيرة قد لا تتوفر في قادم الأيام، لذلك فإن أملنا بالله كبير بأن…
الأحد ٠٦ أبريل ٢٠١٤
هناك خلط، بخاصة في الأدبيات الإسلامية، بين العلمانية مفهوماً وفصل الدين عن الدولة بوصفه حالة سياسية قانونية. ما الفرق بين العلمانية وفصل الدين عن الدولة؟ أليست العلمانية في الأخير هي عملية الفصل هذه؟ هذا سؤال منطقي. قبل محاولة الإجابة عنه هناك سؤال آخر تاريخي عن التجربة الإسلامية، ولا يخرج عن حدود المنطق ذاته: هل عرفت الدول الإسلامية التي جاءت بعد انهيار دولة الخلافة الراشدة فصلاً بين الدين والدولة، أم أن هذه الدول لم تعرف هذا الفصل البتة؟ (تناولت هنا جانباً من الموضوع في مقالة سابقة. (انظر «الحياة» الأحد 23 شباط/ فبراير 2014). هناك معضلة أمام الإجابة عن هذا السؤال، انطلاقاً من فرضية أن العلمانية هي فصل الدين عن الدولة، والعكس كذلك. فإذا قلنا إجابة عن السؤال إن الدول الإسلامية لم تعرف أي شكل من أشكال الفصل بين الدولة والدين فسيترتب على هذه الإجابة أنه لا يوجد أي فرق من هذه الناحية بين جميع الدول الإسلامية التي عرفها التاريخ، منذ دولة…
مصطفى النعمانكاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد
الأحد ٠٦ أبريل ٢٠١٤
تروي الأساطير الإغريقية أن الأمير الفينيقي قدموس، مؤسس «طيبة»، رغب عند إنشائها في توفير المياه من نبع قريب يقف في وسطه تنين مائي، فأرسل مرافقيه للتخلص منه، لكنهم هلكوا جميعا، ورغم أنه حقق مطلوبه فإنه لا أحد من المستفيدين المفترضين من مشروعه بقي حيا، وهي حالة يبدو أن كثيرا من المسؤولين المولعين بإعلان الانتصارات والمنجزات يكررونها لجهل في قراءة التاريخ واستخلاص دروسه والاستفادة منها. هذه الرواية أعادتها إلى ذاكرتي الدعوات التي أطلقها أخيرا عدد من أعضاء مجلس النواب مطالبين الرئيس هادي باستخدام الجيش لوقف ما وصفوه بتمدد لـ«أنصار الله» (الحوثيون) في المناطق التي بسطوا سلطتهم عليها أخيرا، وكانت حتى أشهر قليلة مضت تحت نفوذ القوى القبلية القريبة من حزب الإصلاح، ولكن امتناع الرئيس عن إقحام الجيش أثار حفيظتهم، فردوا عليه مطالبين بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة لقراره اللجوء إلى الأسلوب القبلي المتعارف عليه عند القبائل الشمالية عبر تقديم الأثوار وعدد من البنادق. شهدت الآونة الأخيرة تكرارا في ممارسات استلاب بقايا الدولة…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ٠٥ أبريل ٢٠١٤
اكتشفنا، وربما تذكرنا الأسبوع الماضي، أن الفلسطيني لم يخسر فقط أرضه وماءه وسماءه، بل حتى خسر حقه في مقاضاة خصمه في معارك الديبلوماسية والقانون الدولي، بعدما خسر طوعاً حقه في المقاومة. اكتشفنا ذلك عندما وقّع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وفي استعراض بطولي أمام كاميرات التلفزيون طلبات الانضمام إلى 15 اتفاقاً ومنظمة دولية، أهمها اتفاقات جنيف الأربعة التي تعني الفلسطينيين بالدرجة الأولى، إذ إنها تنظم حقوق الإنسان في حالات الحرب والأسر والاحتلال، وهم في حال حرب بلا شك مع إسرائيل، حتى لو كانت الحرب من جانب واحد وهو الإسرائيلي بالطبع، وتمارسها كلما اعتقدت أنها تحتاج إلى ذلك من دون أن يحاسبها أحد، أما الأَسْرى، فالسجون الإسرائيلية مليئة بهم، وهم تحت احتلال صريح وإن وقّعوا عشرات الاتفاقات المتفرعة من اتفاق أوسلو الشهير، تجمّل ذلك الاحتلال وتسميه سلطة وطنية، وتوزع الأراضي الفلسطينية إلى منطقة «أ» و «ب» و «ج». المفارقة أن حرمانهم من التمتع بحماية هذه الاتفاقات ولو نظرياً، حصل بطلب من الولايات…
السبت ٠٥ أبريل ٢٠١٤
الابتعاث أهم إنجاز حكومي خلال السنوات الأخيرة، هو المشروع الوحيد الذي لم تتبعثر ملياراته في الهواء الطلق، فقد أطلقت العديد من المشاريع التنموية العملاقة للاستفادة من الارتفاع الكبير في أسعار النفط شملت كل القطاعات الحيوية؛ مثل الصحة والإسكان والنقل والاستثمار الصناعي وغير ذلك، ولكن المواطن لم يلمس أثرها حتى اليوم، حيث يصعب أن تجد مواطنا تعالج في المستشفيات التي أعلن عن إنشائها، أو آخر سكن في واحد من البيوت التي أعلن عن قرب توزيعها، ولكنك يمكن أن تجد عشرات الآلاف ممن استفادوا من برنامج الابتعاث، ورغم ذلك، فإن بعض المشايخ ــ جزاهم الله خيرا ــ لم يشعروا يوما بالقلق من هذه المشاريع المتعثرة، بل ذهبوا أكثر من مرة للديوان الملكي للتحذير من خطر المشروع الناجح (الابتعاث)!. يرى المتحمسون في وفد المشايخ أن المبتعثين من الجنسين يمكن أن ينقلبوا على أعقابهم ويتركوا تعاليم دينهم لمجرد تواجدهم سنوات في جامعة في الولايات المتحدة أو اليابان أو استراليا، فهل قيمنا الدينية هشة إلى…
محمد الرميحيمحمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت
السبت ٠٥ أبريل ٢٠١٤
في الثلاث سنوات السابقة ضربت المنطقة العربية موجة من التغيرات التي أطاحت عددا من الأنظمة العربية، ولم تكن هي الأولى، وربما لن تكون الأخيرة، فالمنطقة ما زالت حبلى بالاحتمالات، من يتابع ما يُكتب بشكل صريح في الخارج يعرف أن ما يُفكر فيه خلف الأبواب المغلقة في منطقتنا ويُستبعد، يفكر فيه آخرون هناك علنا، بعضه يصل إلى التضخيم، ولكنه يتداول بسبب وجود هذا الساحر الجديد الذي يسمى الإنترنت. الخلاف الخليجي البيني مثير للقلق، زاده ما يُنشر الآن في هذه الشبكة السحرية من تنابذ بين أفراد ومجموعات في دول الخليج ينبئ بأن الخصام قد تجاوز الحد، ووصلت تباشير النزاع، الذي كانت دول مجلس التعاون تحرص على إطفاء شراراته إلى أن أصبح جذوة موقدة، إن لم يتداركها العقلاء فقد تفتح أبواب الشر، هذه المرة من الداخل، كما هي أبواب الشر مفتوحة من الخارج. أبواق الدعاية التي تحت التأجير أو المتبرعة تحمل معول الهدم وتضرب به شمالا وجنوبا، ولم تعد تلك الأبواق محصورة بين…