السبت ١٥ فبراير ٢٠١٤
ماج موقع تويتر وهاج الأسبوع الماضي بوسم ظريف تحت عنوان «الذئبة البشرية»، ومصدر طرافة الموضوع أن تداول الوسم/المصطلح حُمل على طرفي نقيض، ففي حين أخذ مطلقو الوسم أمره بجدية شديدة ووضعوا تحته كثيراً من الأفكار التي تتعلق بالمرأة المتبرجة والمتحررة والتحذير من نياتها السيئة والفاسدة، إلى درجة أن وصفها أحدهم في تغريدة بقوله «الذئبة البشرية تنادي وترغب بقانون منع التحرش لأنه يكفل لها علاقات الحب وممارسة الرذيلة وتكره الهيئات لأنها تمنعها من الاستعراض الفاجر» في مقابل هذا الهجوم الضاري أخذت فئة أخرى الموضوع بسخرية لاذعة وقامت بابتكار نكت وطرائف على المصطلح توازي في تهكمها المصطلح القديم الذي كان يطلق على الشباب ويسميهم «الذئاب البشرية». فتجد تغريدة ساخرة عن الذئبة البشرية تشخصها بأنها «تحب تتعرف دون رغبة جادة في الزواج.. ناسية أن الدنيا دوارة وأن عندها إخوان وحيصير عندها أولاد» ويضيف آخر ساخراً كذلك «أنا شخصياً تعرضت لابتزاز من ذئبة بشرية أوهمتني بالحب ووعدتني بالزواج ولم يحل الموضوع إلا في أقسام…
قينان الغامديرئيس تحرير صحيفة الشرق سابقا
- رئيس التحرير المؤسس لصحيفة الوطن السعودية (سابقاً)، رئيس تحرير صحيفة البلاد (سابقاً)، عضو مؤسسة عسير للصحافة والنشر وعضو مجلس إدارتها، عضو اللجنة التأسيسية لهيئة الصحفيين السعوديين.
- تدرج بعدة مراحل بصحيفة عكاظ، بداية من مراسل وحتى نائبا لرئيس التحرير.
- كاتب عمود يومي بصحيفة الوطن.
الجمعة ١٤ فبراير ٢٠١٤
لن تنتهي العصبية والعنصرية والطائفية في بلدنا، أو في أي بلد في الدنيا، إلا بوجود قانون يجرمها ويعاقب عليها، النظام والقانون هما اللذان يولدان الوعي وليس العكس، الإسلام يحرم هذه الممارسات، والكل يعلم ذلك، وكثيرون ينظرون فيه، ويعظون، وينصحون، لكن كل ذلك لم يكن كافيا، ولن يكون، الذي يردع الناس هو النظام الذي يجرم أفعالهم التي تستحق التجريم، والقانون الذي يعاقب من يخالف، ومع الحزم في ذلك ومع مرور الوقت، يتحول الأمر من الخوف من العقاب إلى سلوك طبيعي عام يلتزم به الجميع وهنا يكون الوعي مجلس الشورى وقد أعلن استئناف جلسات (الشأن العام) معني بمناقشة هذا الأمر، واقتراح تشريع يجرم أي فعل أو قول عنصري أو طائفي، مع اقتراح العقوبات المناسبة، ورفعه إلى ولي الأمر لإقراره، إذ لا يليق بنا ونحن وطن مسلم أن يكون بيننا من ينتقص من آخر بسبب لونه أو مذهبه أو قبيلته أو طائفته، ثم لا يجد نظاما يجرم فعله، وقانونا يعاقبه ننفق جهودا وأموالا…
الجمعة ١٤ فبراير ٢٠١٤
في قضايا النزاعات بين البشر، تبدو محاولة التفريق الواضح بين ما هو خطأ وما هو صواب أمرا من النادر أن يكون سهلا، إذ دائما ما تظهر منطقة رمادية في خضم الأقوال والأفعال المتصارعة. أما عندما يتعلق الأمر بالحروب الأهلية، فإن الأمر يبدو أكثر صعوبة. غير أنه وفي كل الأحوال تكون هناك بعض المواقف التي تتغلب فيها فكرة التدخل الفوري لوقف المأساة على إغراء توزيع نسب المشاركة في تحمل إثم تلك المأساة. وبين الحين والآخر، نواجه نوعا من الصراعات التي تبدو فيها فكرة الوقوف بجانب أحد الطرفين احتمالا نظريا وضرورة أخلاقية في الوقت ذاته. وإلى تلك الفئة من الصراعات ينتمي النزاع الذي اندلع في سوريا وكان السبب وراء الزج بالبلاد في أتون المأساة القائمة منذ أكثر من ثلاثة أعوام. وهذا ما يجعل المرء يشعر بغضب عارم عندما يجد بعض الأطراف الدولية يتبنون مواقف تقوم على نظريتي «نعم ولكن» أو «إما أو» للهروب من معضلة الوقوف بجانب أحد طرفي النزاع. وغالبا ما…
الجمعة ١٤ فبراير ٢٠١٤
قبيل مغادرتي إلى باريس بأيام قلائل، استمعت إلى محاضرة شائقة فعلا. كان ذلك في مقر مؤسسة «مؤمنون بلا حدود» الواقع قبالة المحطة الكبرى وسط الرباط العامرة. وكان ضيفها هذه المرة الدكتور يحيى اليحياوي الخبير في الإعلام والاتصالات. وقد قدمه للحضور الكريم الدكتور المنتصر حمادة ذو الروحانية الصافية والإيمان العميق، وهو مختص بالشؤون الدينية والفلسفية على حد سواء. أكاد أقول إن عنوان المحاضرة هو موضوع الساعة: «الفضائيات العربية والخطاب الديني». عندما سمعت بذلك، قلت لا ينبغي أن يفوتني لقاء كهذا. منذ زمن طويل وأنا أفكر في هذا الموضوع بشكل غامض دون أن تكون عندي أي معطيات دقيقة عنه. وهذا ما قدمه لنا الأستاذ المحاضر في عرضه الموضوعي بشكل واضح وبالأرقام. كنت أعرف أن هناك فضائيات دينية تبث على مدار الساعة. ولكن، ما كنت أعرف عنها شيئا كثيرا. ولذا، كم كانت دهشتي كبيرة عندما عرفت أنه توجد أكثر من مائة فضائية دينية في العالم العربي! 104 بالضبط. من كان يتوقع ذلك؟ من…
الجمعة ١٤ فبراير ٢٠١٤
«أوباما والسعوديون» كان هذا عنوان افتتاحية صحيفة «التايمز» البريطانية، التي أرادت أن تعطي أهمية كبيرة للقمة السعودية الأميركية المنتظرة، بعد إعلان البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي سيزور الرياض في النصف الثاني من مارس (آذار) المقبل للقاء خادم الحرمين الشريفين. وقد أبرزت الصحيفة مقطعا جاء فيه: «الزيارة إلى السعودية خبر طيب، يجب أن يطمئن أوباما السعوديين إلى أنه لن يهجرهم»! «يهجرهم»؟ هذا التصوير ينطوي على خطأ مزدوج؛ أولا لأن السعوديين لا يتملكهم الذعر، بل الاستياء من التحول المتزايد في سياسات أميركا وفي قواعد نظرتها الاستراتيجية إلى الإقليم، وثانيا لأن أوباما لا يهجرهم بل يهجر مصالح بلده في منطقة طالما كررت واشنطن أنها «حيوية للأمن القومي الأميركي». عندما اختار أوباما أزمة الشرق الأوسط لتدشين سياسته الخارجية على قاعدة «التغيير» الذي رفع شعاره، حرص على أن تكون السعودية بوابته الرئيسة إلى المنطقة، فزار الرياض في يونيو (حزيران) من عام 2009 قبل أن يصل إلى القاهرة لإلقاء خطابه الزهري عن الالتزام بقيام الدولتين، مذكرا…
الجمعة ١٤ فبراير ٢٠١٤
نعم، نعم لدخول الجلادين لساحات حرم وباحات كليات البنات؛ ولا، لا لدخول المسعفين لساحات وباحات حرم كليات البنات!. هذه الممارسات تتكرر، وما زالت وزارة التعليم العالي تتفرج؛ وكأن ما تشاهده وتسمعه يحدث في جامعات تل أبيب؛ عجيب هذا الأمر عجيب!! جامعات لا تحرص على سلامة وحياة طالباتها؛ بالطبع ستكون الأبعد في الحرص على فكر وعقل وحسن تأهيل وتدريب طالباتها. المسؤولون في الدفاع المدني ومن حسهم الوطني والمسؤولية الدينية والإنسانية أعلنوا مشكورين، عياناً بياناً، بل أنذروا وحذروا؛ بأنهم سوف يتصدون ولو بالقوة لكل من يتدخل في عملهم ويمنعهم من أداء واجبهم، عندما يستدعون للتعامل مع حالة حرجة في مدارس أو كليات البنات. وكان ذلك نتيجة ما مروا به من تجارب مريرة؛ ذهبت ضحيتها أنفس بريئة، كان من الممكن وبمقدورهم إنقاذها، لولا تدخل جهلة حماية الخصوصية، ولو أزهقت في سبيل ذلك أنفس بناتنا، واللاتي وصانا بهن رسول الهدى والرحمة، صلى الله عليه وسلم خيراً، قبل وفاته. وبرغم أن الإسلام أعطانا فسحة كبيرة…
الجمعة ١٤ فبراير ٢٠١٤
قبل يومين افتتح المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته السنوية التاسعة والعشرين، الذي تنظمه منذ ثلاثة عقود وزارة الحرس الوطني. هذا المهرجان كان طوال هذه الفترة متنفسا مهما للمجتمع، ولا سيما لسكان العاصمة الرياض. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية وجدنا تصرفات غريبة أرادت النيل من بعض الفعاليات الثقافية ومنها هذا المهرجان؛ بهدف تحجيمه كمناسبة وطنية وتقليصه كمتنفس اجتماعي، بحجج ومبررات غالبا تجعل المرء يفكر أن وراء الأكمة ما وراءها. اليوم بدأنا نفهم أن دعاوى الاعتراض والاصطفاف التي كان يقوم بها بعض الأفراد خلال السنوات العشر الماضية في المناسبات الثقافية بطريقة "كتائب الفوضى"، لفرض رؤية بمبررات "الإنكار"، غير أن الأمر اتضح له خيوط طويلة وعريضة، إذ بدأت تفوح منه رائحة التحزبات والحركات السياسية الصحوية التي تريد نشر الاضطراب، ومحاولة تقليص سلطة الدولة مقابل حصولها على سلطة اجتماعية عبر خلق حالة من التسلط الاجتماعي. إن حالة الوعي المضطردة في المجتمع السعودي اليوم لا تسمح باستمرار الوصاية عليه، من خلال التجمعات في المناسبات…
الخميس ١٣ فبراير ٢٠١٤
يجمع غالبية السياسيين على أنه لم يمر على الولايات المتحدة رئيس ضعيف متردد متذبذب، مشتت القرارات ومتناقض التصريحات وضعيف المبادرات، مثل الرئيس الحالي باراك أوباما! ففي مقارنة سريعة مع سلفه (جورج دبليو بوش) لا من سبقوه بعقود، كان بوش يقول ويفعل، يضغط ويتحرك ويحرك العالم خلفه بالقوة والإرادة الأميركية. كان الحاكم العربي لا ينام ليلَهُ إذا كان بوش سيلقي خطاباً أو يدلي بتصريح. كان زعماء العرب في عهد بوش يتحسسون كراسيهم ورؤوسهم، أما اليوم فيخطب أوباما كثيراً، لكنهم لا يكترثون بعد أن اكتشفوا أنه ليس من أصحاب القرار أو صُناعه، بل من مسوقي الأقوال، حتى أصبح محل تندر في الداخل الأميركي قبل الخارج! ومع مضي خمسة أعوام على وجود «ابن حسين» في البيت الأبيض، ظهر أنه غير فاعل أو مؤثر على رغم محاولات التلميع لشخصيته منذ تنصيبه، بل عمل على تلاشي الهيبة الأميركية والشخصية القوية، انعكاساً لشخصيته، ما دعا مجلة «فوربس» في إحدى مقالاتها إلى القول بأن تردد أوباما حيال…
الخميس ١٣ فبراير ٢٠١٤
قبل أسبوعين نشرت «الحياة» خبراً بعنوان: «وزارة التربية تحظر تنسيق المدارس مع المحاضرين لحماية الطلاب فكرياً»، كان مفاده أن الإدارات التعليمية التابعة لوزارة التربية والتعليم في السعودية، وفي خطوة تهدف لحماية الطلاب من أية أطروحات فكرية متطرفة أو متشددة، حظرت على المدارس التنسيق مع أية داعية لإقامة محاضرات للطلاب والطالبات خلال اليوم الدراسي، وأن إدارة التوعية الإسلامية في الإدارة التعليمية هي الجهة المخوّلة في عملية التنسيق بين المحاضر والمدرسة، وهي المعنية بتحديد آلية الموضوع وإدارة المحاضرة وتوقيتها... إلخ. كان من المثير للاستغراب أيضاً أنه وبعد أسبوع من نشر ذلك الخبر، نشرت إحدى الصحف المحلية عن احتفاء وتكريم إدارة تعليمية لأحد أبرز الدعاة، إثارة للجدل حول مواقفه وآرائه إن لم يكن هو أبرزهم نشاطاً على الساحة الإعلامية، وتفاعلاً في «تويتر»، وذلك نظير مشاركته بجولة في إلقاء عدد من المحاضرات واختتام جولته بمحاضرة لمنسوبي تلك الإدارة التعليمية. وعلى كل حال، لم تكن هذه الخطوة من وزارة التربية هي الأولى من نوعها، فقد…
الخميس ١٣ فبراير ٢٠١٤
في تعقيبه على مضمون وشكل الروايات الفائزة بالقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) لهذا العام، يلتقط الناقد العراقي عبدالله إبراهيم بروز ما يسميه «الفصاحة الجديدة» في تقنيات السرد الروائي العربي. لا علاقة لهذه الفصاحة باللغة ذاتها وفصاحتها التقليدية، بل هي تصف الآلية الروائية ذاتها، الصنعة، الأدوات والحيل، التمثيل الصادم، والتوظيف المفاجئ لأدوات خارجة عن التوقع، مُضافاً إلى ذلك الخيال الجامح. انخرط إبراهيم مع أربعة آخرين في لجنة تحكيم الجائزة لهذا العام مما اضطره لقراءة 156 رواية تنافست للوصول إلى القائمة الطويلة أولاً (16 رواية) ثم القائمة القصيرة (6 روايات) والتي أعلن عنها يوم العاشر من فبراير الجاري في عمان. تؤدي هذه التجربة الغنية والمكثفة والتي يجب أن تنجز تحت ضغط الوقت، في خمسة أشهر تقريباً، إلى تكثيف لحظة الاطلاع على خلاصات المنجز الروائي العربي ومقارنته ببعضه البعض، والوصول إلى خلاصات نقدية تفتح مساحات جديدة للنقاش. معنى ذلك أن آلية أية جائزة أدبية، إن اتسمت بالتماسك والديمومة والصرامة، لا تفرز…
الخميس ١٣ فبراير ٢٠١٤
ظهرت الصحف القطرية بعد يومين من التراشق الذي حصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول العلاقات بين دولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة على خلفية حديث للشيخ يوسف القرضاوي في خطبة الجمعة ، ظهرت الصحف بعنوان « أكد ثقته في حكمة سمو الأمير.. محمد بن زايد: «لا خلافات بين قطر والإمارات». وكان الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة قد تحدث عن علاقته المتميزة مع صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، مضيفاً «ولدي ثقة كبيرة بالشيخ تميم في أنه يرى مصلحة قطر من مصلحة دول مجلس التعاون». وأكد أن «الشارع العربي لديه سوء فهم وعدم رؤية لما حصل مؤخراً، ونحن نؤكد أنه ليس لدينا خلاف مع قطر». كما ظهر عنوان في الصفحة ذاتها يقول : (العطية: علاقتنا مع الإمارات أخوية، ولاخلافات مع السعودية). وكان وزير خارجية دولة قطر قد أكد خلال حديث على قناة «الجزيرة» أن…
الخميس ١٣ فبراير ٢٠١٤
تجلس إلى جواره، وتخاطبه بقولك: يا طويل العمر القضية أن كذا وكذا، فيجيبك: ولكن يا طويل العمر كان الأصل أن تفعل كذا وكذا، يستمر الحوار، أنت تقول طويل العمر، وهو يقول طويل العمر، تخرج من عنده سعيداً منشرحاً، تقول للناس إنهم يحبون أن نحدثهم كما يحدثوننا، وإنهم مستمعون جيدون، بعدها بساعات تصل إلى مكتبك، تتصل بك ذات الرداء الأسود، تقول لك إن الموظف الفلاني يريد مقابلتك لأمر يخصه، تقول لها عبارتك المعتادة: «إنتي ما تفهمين ولا شو؟»، تحاول تقليد خالد صالح في فيلمه الشهير، وترفع نبرة صوتك قائلاً: «هي فوضى؟ خليه يراجع مديره المباشر أول، وهذا الثور يرفعها لمدير الإدارة وبعدين حولولي الموضوع!». في اليوم التالي تلتقي طويل العمر في فعالية ما، تقول له بأدب: مرحبا يا سيدي، فيرد عليك: يا سيدي لا تعرف كم السعادة التي أشعر بها حين أراك، تتبادلان أطراف الحديث، وبعد انقضائه تحاول تقبيل رأسه، فيرفع هامته لكي تتواجها، تصلك الرسالة تقول لزملائك الذين ينتظرون في…