الثلاثاء ١٤ يناير ٢٠١٤
يبدو أننا لا نستفيد أبدا من كوارث الماضي، بل إننا مع مرور السنوات نحترف تكرار الأخطاء حتى تصبح سلوكا عفويا لا يمكن معالجته، فالتعاطف مع القضية الأفغانية في الثمانينات من القرن الماضي أوجد البيئة التي شجعت أعدادا هائلة من الشباب للسفر في إلى أفغانستان وكان كل صوت يحذر من أخطار هذه الظاهرة يواجه بشتى أنواع القمع الفكري وكانت النتيجة أن عاد هؤلاء المقاتلون إلى وطنهم ليفجروا ويدمروا ويحاولوا بكل وسيلة تكرار نموذج الدولة الظلامية التي شاركوا في بنائها في أرض الأفغان داخل وطنهم. وكذلك الحال بالنسبة للشباب الذين ذهبوا للقتال في أفغانستان فبالرغم من أن الدولة حاولت هذه المرة تلافي الآثار التي واجهتها في حرب أفغانستان وسعت بمختلف الطرق لمنع الشباب من إلقاء أنفسهم في أتون حرب أهلية لا ناقة لهم فيها ولا جمل إلا أن المحرضين نجحوا في إقناع الكثيرين بالسفر إلى العراق للمشاركة في العمليات الانتحارية التي راح ضحيتها العديد من العراقيين الأبرياء، ونحن نواجه اليوم مشكلة حقيقية…
الثلاثاء ١٤ يناير ٢٠١٤
للأسف البعض لدينا يزايد على الآخرين بانتمائهم إلى وطنهم، ويطلق التهم عليهم، وبخاصة ممن يستخدمون «تويتر» لدينا، وأزعجته النسب المرتفعة، لِمَ يستخدمون هذه الوسيلة لدينا؟ ويطالب بسن التشريعات لضبط ما يدور في «تويتر» من بعضنا، وهذا مطلب الجميع، لكن ماذا عنه، وهو من يشكك في ولاء الناس لأوطانهم، وأنهم حفنة من الجواسيس تدار من الخارج من جهات لها أجندات مضادة لوطننا؟ وليته يقدم ما لديه من أدلة عن ارتباط الآلاف ممن يستخدمون «تويتر» بتلك الجهات، وكأن من يدعو إلى ذلك وقع في المحظور نفسه، ودعوته إلى ضبط ما يدور في هذا العالم الافتراضي، والغريب أن من يدعو ويفزع من هذه النسبة المرتفعة من استخدام مواطنين، يتساءل ويبحث بواقعية عن أسبابها في وجودنا في هذه الوسيلة الإعلامية الجديدة، وعليه أن يقدم لنا دراسات وبحوثاً علمية عن هذه الظاهرة السعودية، ولماذا تلقفت هذه الشعوب العربية هذه الأدوات للتعبير عن واقعها وسعيها إلى إصلاحه؟ أما قضايا الجواسيس والأجندات الخارجية فهي تذكرني بالتغريب وزوّار…
الثلاثاء ١٤ يناير ٢٠١٤
عندما أردت حجز إحدى الشقق في إحدى المناطق في محاولة لمكافأة أبنائي بعد الامتحانات بإجازة منتصف العام، فوجئت بالموظف يقول لي (الأسبوع القادم هو الموسم وسوف يتضاعف السعر مرتين) ليس غريبا طالما أن هذا حال معظم المناطق لدينا في ظل استغلال المواطن، ولكن نحن نعرف أن الهيئة العامة للسياحة والآثار قامت مشكورة بإلزام منشآت الإيواء السياحي بإعلان أسعارها في المواقع، رغم أنها جعلت تحديد الأسعار خاضعاً للعرض والطلب، لكن أجزم أن المسجل لا يتعدى 20% من أسعار هذه الوحدات. الهيئة هي الجهة الأولى المكلفة بتنظيم السياحة وتطويرها، ومراقبة الأسعار جزء لا يتجزأ من هذا التنظيم؛ إذًا لماذا لا تجبر أصحاب الوحدات بالتقيد بالأسعار وتغريم المتجاوزين للحفاظ والتشجيع على السياحة الداخلية بدلا من جعلنا نبحث عن شقق خارج الوطن أو عن واسطة لإعطائنا سعرا ما قبل الموسم، لكن لا أعتقد أن إجازتي سعودية في ظل هذا التلاعب الواضح بالأسعار. في الدول السياحية الحقيقية يعتمد تحديد سعر الوحدات السكنية على العرض والطلب،…
الثلاثاء ١٤ يناير ٢٠١٤
عندما اندلعت الثورة السورية كان المراقبون موقنين بأن عوامل نجاحها الحاسم والسريع موجودة في كينونتها حتى ولو كان النظام السوري يتكئ بقوة على الدعم الروسي الإيراني، فنظام بشار يعد من أقدم ديناصورات النظم الديكتاتورية الدموية التي تصارع من أجل البقاء، في عالم صار أكثر انفتاحا وأكثر لفظا للأنظمة الاستبدادية الباطشة، كما أن نظام بشار يعد طائفيا بامتياز وإن تدثر بالعروبة وتسربل بمقاومة إسرائيل، والأخيرة كفيلة باستعداء 90 في المائة من غير النصيريين من شعبه، ثم إن طائفته ليست متكافئة عددا مع السنة كما هو الحال في العراق، فالنصيريون لا تزيد نسبتهم على 10 في المائة في أكثر التقديرات كرما، ونظام بشار أيضا صارت تربطه بالدول العربية علاقات متوترة أو في أحسن أحوالها فاترة متكهربة، فما الذي جعل نظاما آيلا للسقوط يتماسك سنوات عجاف ثلاثا، وكانت التقديرات تتوقع أن ينهار في بضعة أشهر؟ وما الذي جعل بنية النظام تتماسك فلا يحدث فيها انشقاقات خطيرة؟ وقد كان متوقعا أن يبرز تيار في…
الإثنين ١٣ يناير ٢٠١٤
من أهم ما يميز عصر الإعلام الاجتماعي أنه قادر على تحويل القصة البسيطة إلى حدث اجتماعي كبير تسخر له الإمكانيات الفكرية والأقلام المتحمسة، كل ذلك من أجل إحداث تغيير معين في غالبه يخدم أغراض عناصر محدودة، تملك مفاتيح الأمور وتستفيد من تبدل الأحوال أو بقائها كما هي عليه. لست من المؤمنين بأن قناة العربية تخدم أغراضا صهيونية كما يدعي المغالون من المتحمسين لميدان رابعة، وكذلك لست على قناعة بأن قناة الجزيرة تحركها غرفة عمليات تديرها عناصر من حماس، والتي ترى في "الإخوان" حليفا استراتيجيا لمنهجها السياسي، فرغم تقارب الأهداف بين تلك الأطراف إلا أن هناك أجندة إعلامية مستقلة للقناة أو هكذا نعتقد. من المخزي أن يفجر البعض في الخصومة فيتهم خصمه بأقبح الأوصاف، وذلك عبر بناء سيناريوهات مؤامراتية سخيفة لدرجة يصعب تصديقها من الإنسان العاقل، فكيف يمكن تصديق أن تخدم قناة العربية -وهي قناة تعمل ضمن الغطاء السياسي السعودي- أغراضا صهيونية، والمملكة هي الدولة التي وقفت لسنوات طويلة -وما زالت-…
الإثنين ١٣ يناير ٢٠١٤
على الرغم من أن الأدب الروسي يكتب بلغة لا يعرفها الكثيرون خارج روسيا ذاتها، فإنه لا بد أن ينظر إليه باعتباره أحد أكثر الآداب تألقاً في العالم، وبصفة خاصة في ميدان كتابة النثر. فالرواية الروسية، على سبيل المثال، تترجم على نطاق واسع، وتقرأ في مختلف أرجاء العالم. والكثيرون ينظرون إلى كتـّاب أمثال تولستوي، دوستوفسكي أو بوشكين، باعتبارهم الروائيين الأعظم في العالم، رغم أن قلة خارج روسيا بمقدورهم قراءة أعمالهم باللغة التي كتبت بها. والحقيقة أنه في حالات عديدة ترجمت الروايات الروسية نقلاً عن ترجمات لها أنجزت من قبل، وهكذا أعرف مثلاً أن بعض الأعمال الروسية قد ترجم إلى العربية نقلاً عن ترجمات إلى الإنجليزية أو الفرنسية اللتين يتقنهما الكثيرون في العالم العربي بما يكفي للترجمة عنهما. كان بوشكين يقدر أعظم التقدير الفكر والأدب العربيين، وهو شعور من الجلي أنه قد انعكس في العديد من أعماله، وقد بادله إياه كثير من المؤلفين العرب الذين قدروا أعماله كثيراً. ويقال إن جد بوشكين…
الإثنين ١٣ يناير ٢٠١٤
صلى عليك الله، في الليلة الظلماء يفتقد البدر، فكيف بمن طلع بدره علينا من ثنيات الوداع؟! ليتني كنت معك، أنظر إلى بدر وجهك بدلاً من انتظار حلم أو رؤيا مازلت أنتظرها منذ خمسة وثلاثين عاماً، ولم تأتِ بعد، صلى عليك الله، لو أن أحدنا انتظر رؤيتك بعمله لما رآك أحد من هذا الزمان، ابتعدنا كثيراً عن خير القرون، لكنْ لنا أمل برحمة الله، وبـ«قليل في الآخرين». ليتني كنت معك، ليتني سُراقة، يعثر جوادي فأنهض، ثم يعثر جوادي فأنهض، ثم أرى بدر وجهك حين تبتسم، تبشرني بسوارَي كسرى، آه لو تعلم يا حبيبي ما يصنع كسرى في هذه الأيام، وكيف هي شهوة الملك في عينيه تضطرب! استعبدنا كسرى وقيصر، بعد أن حررتنا من عبودية الأصنام، فجعلناهما أصناماً جديدة لنا، لا نأكلها حين نجوع، بل نطعمها كي لا تجوع! ليتني كنت معك، ليتني بلال، أشدو بما تحبه من ألحان، صلى عليك الله، أضاف بلال «خير من النوم»، وكنت تقول له «أرحنا بها…
عمار بكاركاتب و أكاديمي متخصص في الإعلام الجديد
الإثنين ١٣ يناير ٢٠١٤
لـ"أديسون" مقولة مشهورة جدا عرفت باسمه كفهم جديد للعبقرية والتي هي حسب رؤيته: "1% نبوغ و99% عمل شاق"، ولعل ما أعطى المقولة مصداقيتها وشهرتها أنها صدرت من واحد من أذكى الناس الذين عرفهم التاريخ، حيث استطاعت اختراعاته أن تغير العالم بما في ذلك اختراعه للكهرباء والسينما وشبكة الهاتف وصناعة الألمنيوم وغيرها كثير. في زمننا هذا صارت نظرية أديسون أكثر مصداقية، ببساطة لأن طرق النجاح صارت معروفة وواضحة لمن يريد سلوكها، وتبقى المسألة متوقفة على من يعمل أكثر من الآخرين، وهذا ينطبق طبعا بدرجة أعلى على المجتمعات التي تتوفر فيها العدالة، ويقل فيها تأثير الواسطة والعلاقات الاجتماعية. من يريد أن يعمل أكثر يحتاج بالتأكيد وقبل أي شيء إلى إدارة فعالة للوقت. الوقت أصبح من أثمن الأشياء في الحياة، فهو كالألماس نادر ومحدود مع حاجة ماسة إليه، حتى نستطيع أن نلبي طلبات الحياة الكثيرة والمتعددة جدا. معظم الناجحين الذين قابلتهم في السنوات الأخيرة ومنذ أن بدأت أهتم بهذه القضية شخصيا يعانون من…
الأحد ١٢ يناير ٢٠١٤
«إما انهيار، أو التزام، أو تمديد» ثلاثة سيناريوهات لا رابع لها تترقب مصير اتفاق البرنامج النووي الإيراني الذي أبرم بين كل من إيران و5+1. ومن خلال الأسئلة التالية ننطلق مع القارئ لنستشرف مستقبل هذا الاتفاق: 1 - كيف تنظر الأطراف لهذا الاتفاق؟ 2 - ما العوامل الرئيسة المهددة له؟ 3 - هل يمكن التغلب على تلك المصاعب؟ 4 - ما السيناريو الأرجح لمصير هذا الاتفاق؟ المتتبع لحيثيات هذا الاتفاق يدرك منذ البداية الصعوبات التي تواجه هذا الاتفاق، والتي يتمثل أهمها في حاجز الشكوك التي تحوم حول ثقة كل طرف بالآخر. فانقلاب عام 1953، على حكومة مصدق، وتلكؤ الطرفين في تنفيذ وعودهما، والهواجس من نوايا كل طرف للآخر، دفعت إلى أن تمتد الأعوام تلو الأعوام حتى جرى التوصل مؤخرا إلى هذا الاتفاق. هذا الاتفاق جاءت معه معضلة التباين في قراءة بنوده، ففي الوقت الذي أعلنت فيه الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أنه جرى التوصل إلى اتفاق «على» خطة…
مصطفى النعمانكاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد
الأحد ١٢ يناير ٢٠١٤
بثت وسائل الإعلام الرسمية في 23 ديسمبر (كانون الأول) 2013 مشاهد لاجتماع خُصص للتوقيع على ما سُمي بوثيقة «حلول وضمانات القضية الجنوبية»، وأعلنت أنها ورقة الخلاص والانتقال إلى المستقبل، ولم تمر ساعات حتى اتضح أن الأمر لم يجرِ كما تمناه المستشارون، وأن المسألة ستستدعي أكثر من الإغراءات، وكان لافتا غياب المبعوث الدولي الذي قرر السفر قبل التوقيع بساعات، كأنما أحس بالعوار الذي شاب وثيقته التي كانت نصوصها تحمل الدعوة لوضع اليد على البلاد، وفيها نصوص تتناقض أو في أفضل الأحوال تحمل أكثر من معنى، والأعجب أنه على الرغم من غياب ممثلي المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي والناصريين، فإن الجهاز الإداري لمؤتمر الحوار ظل يعلن عن توقيع جميع المكونات، وظهر بعض الحاضرين وهم يقومون بتقبيل الرؤوس، وتأكد ضعف الكادر الإداري للمؤتمر سياسيا وقانونيا. الحزب الوحيد الذي كان صادقا مع توجهاته هو «المؤتمر الشعبي العام»، الذي تمسك بتحفظاته، واستعان بواحد من أهم المستشارين العرب في القانون الدولي الذي أبدى تحفظات كثيرة، ونبه…
الأحد ١٢ يناير ٢٠١٤
شبح التقسيم يحوم حول كل دول العرب من محيطهم إلى خليجهم، والكل دون استثناء مُهدد بحلول هذا الشبح في دياره ما لم تبحث هذه الدول عن السبب في وجود هذا الشبح بكل صدق وشفافية، إذ أن عصر صناعة الأوهام، وذر الرماد في العيون، والشعارات الكبيرة الخادعة، وإلقاء اللوم كل اللوم على متآمر خارجي قد ولّى، وهو من أسباب ظهور شبح التقسيم من قمقمه الذي كان قابعا فيه يتحين الفرص للخروج، وما أكثرها من فرص في دنيا العرب. السودان، الذي كان أكبر الدول العربية مساحة قد تقسم وتحول إلى دولتين تكنّان العداء لبعضهما البعض، ومع ذلك فإن شبح التقسيم ما زال يحوم في أجواء السودان العربي، ولا شأن لنا بجنوبه بعد أن أصبح كيانا مستقلا بذاته. والعراق حكايته واحدة من حكايات ألف ليلة وليلة العجائبية، حيث يحوم الجن وتنتشر الشياطين كفيروسات هذا الزمان تعيث فسادا في كل ركن من أركان بلاد حمورابي وبختنصر والرشيد. فلا شيعة العراق اليوم يريدون سنّته، ولا…
الأحد ١٢ يناير ٢٠١٤
خرج قانون الإرهاب قبل أكثر من أسبوعين، وكان يفترض مع وجود هذا القانون كنظام معتمد أن نبدأ في محاصرة الفكر من جذوره، بعد أن عانينا منه لعقود. غير أننا لم نسمع عن أية خطوات عملية على الأرض، على رغم انتشار المروجين المعروفين في كل مكان في هذا الوطن من دون اللجوء إلى التنكر أو الأسماء المستعارة. ماذا ننتظر؟ هاهم أبناؤنا يستمرون في الاستجابة لهذه الدعوات، ويغادروننا إلى «الجهاد» في سورية، وما أن يصلوا إلى هناك حتى تتلقفهم عصابات متنوعة، جميعها تدعي «الإسلام»، وترفع تلك الراية السوداء. قبل يومين طالعنا خبر قتال شابين سعوديين لبعضهما، أحدهما انضم إلى ما يسمى بـ«داعش» والآخر إلى «النصرة». هؤلاء الشبان لم يقرروا من تلقاء أنفسهم الذهاب ومغادرة البيت والأهل والوطن لولا سماعهم لخطب ودروس وتغريدات تصدر من أفراد تمردوا على المواقف الحكومية الرسمية هنا في المملكة. يدفعون الشبان إلى ساحات القتال، بينما لا يمكن أن يسمح منهم أحد لأبنائه أو أقاربه بالذهاب إلى هناك، وليت…