الإثنين ٠٩ ديسمبر ٢٠١٣
منذ 12 شهرا تمحورت استراتيجية نظام بشار الأسد على فكرة هزيمة المعارضة المسلحة بالقوة العسكرية، بتعزيز إمكانياته بالمزيد من الأسلحة وجلب قوات مساندة من إيران والعراق وحزب الله اللبناني. وبسببها نجح في البقاء في الحكم طوال العام الحالي، والمعارك راوحت في مكانها. إنما بكل المدد الهائل الذي حصل عليه لم يفلح في هزيمة المعارضة، التي عادت لتطوق العاصمة، وتقطع طريق المطار، وتنافسه على بقية مناطق البلاد. عمليا، فشل مشروعه ولم يعد سهلا على حلفائه من روس وإيرانيين التضحية بالمزيد من قواتهم وسلاحهم من دون أمل في الأفق، سقوط الأسد مسألة وقت، لكن الوحيد الممكن المزيد من الوقت والمزيد من التكاليف البشرية والمادية. الخطوة الجديدة ليست محاربة الجيش الحر، الذي لا يزال يمثل العمود الفقري للثورة السورية منذ أكثر من عامين، بل تخريبه من الداخل والقضاء على جيش الشعب السوري الثائر. فجأة ظهرت جماعة منافسة «الجبهة الإسلامية»، باعدت بين نفسها وبقية الفصائل الإسلامية المتطرفة، مثل «داعش» و«جبهة النصرة». ثم أعلن ثلاث…
الإثنين ٠٩ ديسمبر ٢٠١٣
في عام 2010 زرت مدينة «بعقوبة» في منطقة «ديالى» العراقية التي حوّلها تنظيم القاعدة العراقي إلى نقطة تمركز أساسي لهجماته وانتشار عناصره.. لم نكد ندخل المدينة حتى دوى انفجار ثم تلاه آخر.. انتفضتُ من مكاني من الدوي ومن الفوضى التي حلت بالمكان فما كان من ياسر، المصور الذي كان يرافقني سوى أن ضحك من جفلتي وسخر من رد فعلي الذي اعتبره مبالغة بعض الشيء. كلما اقتربنا من بؤرة توتر أو من مكان يثير الريبة كان ياسر يزداد هدوءا وتركيزا في عمله. لم يكن يردعه عن التصوير والتقاط ما تيسر له من مشاهد أي اعتبار. كان يحمل كاميرته بخفة ويتنقل بروية لا تشبه الضجة التي ترافق عادة المصورين. كان شقيقه يحمل كاميرا تصوير فوتوغرافية يرافقه غالبا ويساعده. كانا يتباهيان أحيانا بصور التقطاها للحظات صعبة مرّا بها في العراق ومن بينها صورهما جريحين جراء انفجار.. إنه ياسر فيصل الجميلي، مصوّر صحافي عراقي من الفلوجة. كل واحدة من صفاته تلك تحمل مخاطرة بحد…
الإثنين ٠٩ ديسمبر ٢٠١٣
نحو 88 مليار دولار حجم التجارة البينية بين دول الخليج العربي في 2012. هذا ما جاء في التقرير الذي نشرته "الاقتصادية الإلكترونية" أمس، ويكشف التقرير أن هناك زيادة تجاوزت 9 في المائة على 2011. لا شك أن انطلاقة مجلس التعاون بين دول الخليج العربي الست، خلال القرن الماضي، كان حاملا لجملة من البشارات والآمال. صحيح أن الخطوات كانت ولا تزال بطيئة، لكنها أوجدت تناغما واندماجا وتواصلا بين دول المجلس. ولا يمكن إنكار الآثار الإيجابية التي تحققت، وكان ولا يزال هناك كثير من الوعود التي تنتظر التحقيق. تتويج هذه التجربة باتحاد، كما تأمل السعودية ودول خليجية أخرى، يبقى حلما يراه البعض قريبا، ويراه البعض الآخر عصيا. ويبدو أن الموقف السلبي من الاتحاد الخليجي للوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في عمان يوسف بن علوي قد أثار ضجيجا. لكن إذا تأملنا الصورة مع قراءة التاريخ، سنجد أن كثيرا من الأمور التي نتعامل معها حاليا باعتبارها بدهيات، كانت في يوم من الأيام مثار خلافات…
الإثنين ٠٩ ديسمبر ٢٠١٣
سلطنة عمان، دولة هادئة جداً وعضو في مجلس التعاون الخليجي منذ تأسيسه. لا تحبذ الضجيج، وترفض الدخول في الصراعات والمنافسات، وتتجاوز المهاترات، ولا تكترث بالنزاعات البعيدة منها، وتتجاهل المراهقات السياسية التي لا تمسها. هذه الدولة الخليجية «الغامضة» سياسياً، والمنكفئة على نفسها، تعمل بصمت، وتحضر بصمت، وتغادر بصمت، وتناقش بهدوء، حتى وإن اختلفت مع شقيقاتها في المجلس على مرّ سنينه السابقة. الموقف العُماني الرافض لفكرة الانتقال إلى الاتحاد ليس وليد اليوم، بل أعلنت عنه مسقط مباشرة بعد طرح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مبادرته في قمة الرياض الخليجية عام 2011. على هامش القمة الخليجية في البحرين العام الماضي، سألت وزير الخارجية يوسف بن علوي أسئلة عدة عن أسباب عدم انشراح بلاده للاتحاد الخليجي، فرد بهدوء: «هناك متطلبات في مجالات عدة تحتاج إلى التكامل فيها قبل التعجيل بالاتحاد». رددت عليه: «لكن الأوضاع الراهنة في المنطقة تحتم التعجيل به»، فرد بهدوء أيضاً: «يجب أن ننأى بأنفسنا عن الدخول في الصراعات الإقليمية…
الأحد ٠٨ ديسمبر ٢٠١٣
يبقى نيلسون مانديلا زعيماً سياسياً، على رغم توقه منذ تخليه عن الرئاسة في جنوب أفريقيا في 1999 إلى معالجة آفتين أصابتا الإنسانية، هما الفقر ومرض «الأيدز». لا بل فشل في تحقيق حلمه تشكيل جبهة للحد من انتشار الآفتين اللتين ما تزالان تفتكان بالبشر، على رغم تمتعه برصيد دولي لا سابق له وسمعة استثنائية في شفافيتها وعلاقات على أرفع المستويات في كل أنحاء العالم. لقد نظر إلى الفقر و «الأيدز» على أنهما من صنع الإنسان، واعتبر أنه يمكن للإنسان أن يقضي عليهما. كما كان الحال بالنسبة إلى التمييز العنصري في جنوب أفريقيا، والذي شرعه الإنسان وتمكن الإنسان من القضاء عليه. على أي حال كان الرجل عظيماً في نضاله الإنساني كما كان في نضاله السياسي الذي يعطيه مكانته الخاصة بين العظماء في التاريخ. تمتع مانديلا بصفات شخصية أتاحت له أن يقرأ بدقة معنى التطورات في بلاده والعالم. سواء في مرحلة النضال المسلح أو مرحلة السجن أو مرحلة الحوار والمصالحة. لقد خبر بنفسه…
مصطفى النعمانكاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد
الأحد ٠٨ ديسمبر ٢٠١٣
جاء حادث الاعتداء الجنوني على وزارة الدفاع، أهم مؤسسة أمنية في البلاد، دليل رخوة في الاستعداد، في وقت يعلم فيه الجميع مدى تغلغل العناصر الإرهابية في مفاصل المؤسسات المعنية بأمن الوطن، وكذا التهديدات من أطراف مسلحة كثيرة تريد إثبات وجودها، ولم يعد من المفيد بل صار معيبا استنساخ البيانات المثيرة للسخرية للحديث عن المؤامرة واستخدام مفردات الإدانة والتهديد باليد الحديدية.. هذه المرة تمت إضافة جديدة هي التلميح بأن هذه العمليات تهدف إلى عرقلة ما يجري في الـ«موفنبيك». محاولة اقتحام وزارة الدفاع تأتي بعد أيام من اغتيال عبد الكريم جدبان، أحد قادة الحوثيين، أمام بوابة مسجد بعد صلاة العشاء، ثم اغتيال خبير عسكري روسي في وضح النهار، وقبل أشهر محاولة اقتحام مبنى الأمن القومي ومحاصرته، وقبلها حادثة اقتحام المعسكرات في شبوة وحضرموت. ومن المعيب أن التحقيقات فيها جميعا لم تصل إلى نتيجة مفيدة ولا إلى تغيير في أسلوب إدارة العملية الأمنية. فهل نحن أمام عمليات اغتيال واعتداءات على المؤسسات الأمنية لإحداث…
الأحد ٠٨ ديسمبر ٢٠١٣
على ذمةِ الكاتبِ علي الموسى، فإنه (في العُرفين، الكتابي والإعلامي، جرت النواميس أنه لا تجوز المساءلة أو الكتابة عن قضية منظورة أمام طاولة القضاء، منعاً للانحياز أو التجييش المجتمعي الذي قد يؤثر في مسار القضية. وحين تصدر الأحكام القضائية يرفع هذا الحظر وينتهي هذا العرف)، لذا أرجو أن يكونَ ما أقولُ في هذا المقالِ داخلاً في دائرةِ تطويرِ القضاء، فأيُّ عملٍ في هذه الدنيا لا يمكنُ أن يتطورَ إذا اعتقدَ صاحبُه أنه وصلَ إلى درجةِ الكمال، أو أُحِيطَ بهالةٍ من التعظيمِ والقداسةِ، وأنَّ من أخطرِ الأشياء أن يتمَ الخلطُ بين المقدسِ وغيرِ المقدس، فالدينُ قضية ٌمقدسةٌ لكنَّ رجالَ الدينِ بشرٌ يصيبون ويخطئون، ويعدلون ويظلمون، ولولا النقدُ لظنَّ كلُّ واحدٍ منا أنه أعدلُ إنسانٍ على وجهِ الأرض، ففي الأسبوعِ الماضي ضجَّت مواقعُ التواصلِ الاجتماعي بقضيةِ فتاةٍ جُلِدَت في جامعةِ رفحاء، بسببِ أنها اعتدت على إحدى الإدارياتِ في الجامعةِ أمام زميلاتها، حين علمت أنَّها أصبحت زوجةً ثانيةً لزوجِها -نقلاً عن صحيفة «المواطنِ»…
الأحد ٠٨ ديسمبر ٢٠١٣
"28 ألف امرأة تقدمت للبيع في ملابس النساء الداخلية ومستلزمات التجميل، بعضهن جامعيات، براتب لا يتجاوز 3000 ريال أي ما يعادل 800 دولار، وبينما اعتبر البعض أن هذا خطأ تم تصحيحه أي أن بيع الرجل للملابس الداخلية للمرأة كان هو الخطأ، اعتبر آخرون إنه إنجاز كبير في مسيرة عمل النساء لأنه تجاوز مقاومة شرسة. ويعود السبب لوصفه بالإنجاز لأن القرار الذي صدر منذ عام 2004 لقى مقاومة شديدة من المؤسسة الدينية". هكذا تحدثت الكاتبة السعودية البارزة بدرية البشر في مطلع سنة 2012 عن بدء السلطات السعودية، تنفيذ مراحل أهم قرار يمس عمل قطاعات نسوية واسعة في المملكة العربية السعودية بعد صراعات وطول ترقب. بدأ تنفيذ قرار "تأنيث" بيع الملابس والاكسسوارات وسط اهتمام حكومي وشعبي واسع لارتباط مستقبل آلاف الفتيات بتولي مراحل تطبيقه، حيث نفى وكيل وزارة العمل، أن يتم تأجيل قرار تأنيث المحال الداخلية والتجميل، وقال لصحيفة الشرق الأوسط 4-1-2012، إن فرق وزارة العمل ستقوم بدءاً من الغد بزيارات ميدانية…
الأحد ٠٨ ديسمبر ٢٠١٣
أتفق مع المكتب السادس في المخابرات البريطانية في أن الوثائق والمعلومات المهمة يجب عدم الإفصاح عنها إلا بعد وقت طويل، وأختلف معهم في تحديد هذا الوقت، هم لا يفصحون عن أسرارهم إلا بعد 60 عاماً، وأنا لا أكشف عن أسراري إلا بعد 60 دقيقة! خلاف ليس جوهرياً! كنت فعلاً أنوي أن أمدّد فترة السرية على ما سأذكره اليوم بخصوص الراحل الكبير نيلسون مانديلا، إلا أن استفزاز البعض بتوزيع عباد الله عز وجل، هذا في الجنة وهذا في النار، بحسب أهوائهم وأمزجتهم، متألهين على الله في ملكه، وجاهلين بالصورة كاملة، ومتجاهلين لما علينا الاستفادة به من دنياهم، ومركزين على آخرتهم التي هي بيد الله عز وجل بالكلية، هو ما يستفز ويدفع المرء إلى خرق بعض تعهداته. أحد الزملاء الإعلاميين من جنوب إفريقيا، الذي كان المترجم الخاص لنيلسون مانديلا ــ ولايزال حياً يرزق ــ روى لي هذه الحكاية، ومن لم يصدق فليشترِ لنفسه كيلوغرامين من الملح التركي، يقول الزميل المسلم: «كنت أترجم…
السبت ٠٧ ديسمبر ٢٠١٣
لا أدري هل أقول باركوا لي أم سامحوني، فقد حصلت على شهادة الدكتوراه من أحد الدكاكين بعد أن دفعت مبلغا معتبرا فأصبح لقبي دكتور. وأصبحت لا أرد السلام على من يسلم علي ولم يشفع سلامه بالدال ومدلولاتها الاجتماعية المعروفة. وقد وجدت نفسي فجأة أتصدر المجالس، حيث لا يتحدث غيري ولا ينبس، حتى أعتى المختصين، ببنت شفة في حضرتي. أنا الدكتور وفي ذلك فضل لي عليكم، سواء قبلتم أم رفضتم.!! ثم إن فضيحتكم لي لن تقدم ولن تؤخر. كل ما هنالك أنني سأمزق صورة من شهادتي أمامكم ثم أحرقها لأبخركم بدخانها ثم تنسون وأنسى ونعود لما نحن فيه: جاء الدكتور.. راح الدكتور.. قال الدكتور وفي رأي الدكتور. وهذا هو المهم. أقصد هو المهم حين أقدمت على (عدم الأمانة) وأخذت دكتوراه (سكه) وعدت أجر ردائي زهوا بها وخيلاء بنفسي. ثم إن من كشفوا، ممن حصلوا على شهادات الدكاكين، لم يمسهم، فيما أعلم، عقاب ولم أسمع أنهم صاروا يغطون وجوههم حياء من الله…
السبت ٠٧ ديسمبر ٢٠١٣
الحقيقة المفضلة لديّ عن الزعيم الراحل نيلسون مانديلا هي أنه دعا أحد سجانيه البيض السابقين والذي ساعد على سجنه لمدة 27 عاماً، الى حفل تنصيبه رئيسا لجمهورية جنوب افريقيا. كانت علامةً على شهامة ودفء مانديلا، وغياب نزعة الانتقام تماماً عنه كان السمة التي تميز بها مانديلا. هناك الكثير من المناضلين والمنشقين العظام، لكن قليلين منهم نجحوا في بلوغ مرتبة الزعيم الوطني. إن الصفات التي تميز المتمرد – الشجاعة الفجة والعناد بل وحتى عدم المعقولية - لا تصنع جميعها رئيساً عظيماً. لقد واجه مانديلا الكثير من الضغوط التي كان من الممكن أن تجعله ضيق الأفق ويقوم بإذلال من أذلوه بل وقتلوا اصدقاءه، لكنه وبطريقةٍ ما قاومهم. هو أعظم رجل رأيته في حياتي. بمعنى أوسع قام مانديلا بتلخيص خدمة الناس والتضحية أكثر من أي شخص آخر في جيله. كان لدى مانديلا مستقبل مهني واعد كمحام، كان بإمكانه أن يعمل مع النظام. لكنه تخلى عن ذلك ليناضل من أجل شعب وطنه. واستمر مانديلا…
السبت ٠٧ ديسمبر ٢٠١٣
دخلت طرابلس مرحلة صعبة وقاسية. الجولة الـ18 من الاقتتال في ضاحية المدينة الشمالية، بين «جبل محسن وباب التبانة»، لم تنته فصولها بعد، وقد لا تنتهي سريعا، رغم أن المعلن هو غير ذلك. صحيح أن الاشتباك بين المنطقتين المتباغضتين، سياسيا، ومذهبيا، انخفضت وتيرته، لكن تسلم الجيش لأمن المدينة بالكامل ووضع القوى الأمنية كلها تحت إمرته، بعد تشكيل غرفة عمليات أمنية موحدة، غير من قواعد اللعبة، وطبيعة الاقتتال، وربما مداه الزمني أيضا. لا تزال ثمة قذائف تتطاير وقنابل تنفجر ورشقات رصاص تسمع، والقنص يهدد المارة، والجيش يرد بمضاداته حاسما وكابحا، ومداهما المعتدين، بصرف النظر إن كانوا من الجبل أم من الباب. التحذيرات كانت واضحة من قائد الجيش: «إن تنفيذ الحزم الأمني في مدينة طرابلس سيكون بعيدا عن الحسابات السياسية والفئوية، وستتم ملاحقة المسلحين والمطلوبين للمثول أمام القضاء». وهذا ما يحدث. الرد على المخلين، يأتي سريعا، والنيران تنهال كثيفة، على كل من يطلق الرصاص، والاستنابات القضائية طالت مقاتلين من الطرفين. لذلك فالمتوقع من…