زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٣
في يوم الجمعة ٨ تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري أصدرت منظمة اليونسكو قرارها بحرمان الولايات المتحدة الأميركية من (حق التصويت) بعد أن امتنعت الدولة العضو عن دفع مساهمتها احتجاجاً على انضمام فلسطين الى المنظمة. وفي يوم الإثنين ١١ تشرين الثاني ألقى وزير خارجية (دولة) فلسطين، ولأول مرة، خطاب الدولة الكاملة العضوية من على منبر اليونسكو .. الذي تُلي عليه نفسه قبل ٣ أيام قرار الحرمان الأميركي. يحتاج هذان المشهدان الملفتان، في تحجيم أميركا وتفخيم فلسطين، إلى تأمل وتحليل وإعادة نظر في ما يجري في العالم من حولنا! لم يكن مشهداً عاديّاً ورتيباً ذلك الذي وقع غداة الإعلان عن تقليص النفوذ الأميركي داخل اليونسكو. كان المشهد أكثر تراجيدية على الوفد الأميركي الكبير، الحاضر في القاعة، حين تُلي قرار الحرمان، وقد كانت إلى جوار الولايات المتحدة الأميركية (العظمى) في القائمة دول هامشية صغرى من جزر المحيط التي لا تظهر في خريطة العالم محرومة أيضاً من حق التصويت، مثل: انتيغوا باربودا، ميكرونيزيا، ساوتومي. أما…
محمد فاضل العبيدليعمل محرراً في قسم الشؤون المحلية بصحيفة "أخبار الخليج" البحرينية، ثم محرراً في قسم الديسك ومحرراً للشؤون الخارجية مسؤولاً عن التغطيات الخارجية. وأصبح رئيساً لقسم الشؤون المحلية، ثم رئيساً لقسم الشؤون العربية والدولية ثم نائباً لمدير التحرير في صحيفة "الايام" البحرينية، ثم إنتقل للعمل مراسلاً لوكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب) كما عمل محرراً في لوموند ديبلوماتيك النشرة العربية.
الأربعاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٣
تُعيدني صيحات الشكوى من شبكات التواصل الاجتماعي، إلى الثمانينات من القرن الماضي مع انتشار أجهزة الفيديو. فوسط صيحات الفزع نفسها، راح كثيرون يُحذّرون من الجهاز الجديد وتأثيراته السلبية (مقابل ملطف لمفردة الشيطانية) على الصغار. وفي إحدى الندوات التي نظمها أكاديميون للتحذير من مخاطر الفيديو، رفعت سيدة بحرينية يدها لتطرح سؤالاً دفع المتحدثين للصمت: "هل يتعلق الأمر بالجهاز أم بطريقة استخدامه؟". وما أن جاء منتصف التسعينات، إلا وتصاعدت صيحات الفزع من جديد لكن مع ابتكار آخر هذه المرة يدعى: "الانترنت"، والضحايا المفترضون هم أنفسهم: الشباب والناشئة وضحايا جدد أضيفوا للقائمة: النساء. أين أصبح جهاز "الفيديو" الآن؟ في أقل من عقد من السنين، أخذ ذلك الابتكار "الشيطاني" طريقه إلى متحف الذاكرة وماهي إلا سنوات حتى عمت أجواء فزع جديدة مع انتشار الهواتف المحمولة ذات الكاميرات وتقنية "البلوتوث". الراديو، التلفزيون، الدراجات الهوائية قوبلت بنفس صيحات الفزع، بل إن الدراجات الهوائية أسميت في جزيرتنا العربية "خيل إبليس" لأن أطباء الإرسالية الأميركية في البحرين كانوا…
الثلاثاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٣
خلال مشاركتها في مؤتمر التصنيف العالمي الذي عقد في العاصمة الكورية الجنوبية قدمت جامعة القصيم ورقتين في ذلك المؤتمر، إحداها كانت للدكتور فهد المفضي وكيل كلية الهندسة الذي ذكر في ورقته أن نسبة الطلاب الأجانب في الجامعات السعودية تصل إلى حدود 4 في المئة، لكنه ذكر أن نسبة الأكاديميين الأجانب في الجامعات تصل إلى أكثر من 40 في المئة، وهذه نسبة مرتفعة جداً، وتوضح فشل وزارة التعليم العالي والجامعات في توطين الوظائف فيها، وللأسف يقتصر دور الوزارة على الخطابات والتوجيهات للجامعات، لاستقطاب الكوادر السعودية المؤهلة، لكن وللأسف النسب ترتفع في استقدام الأكاديميين الأجانب في جامعاتنا كل عام في ظل صمت من الوزارة، وكلنا يذكر مسلسل الـ10 آلاف تأشيرة التي منحت للجامعات السعودية قبل أشهر، لاستقدام أكاديميين من دول عربية، وكلنا يتابع مواطنين ومواطنات من أصحاب الشهادات العليا وهم عاطلون عن العمل، والأبواب موصدة أمامهم من جامعاتنا الوطنية التي تضع شروطاً تعجيزيةً في استقطابهم، لكن تلك الشروط لا تطبق على هذه…
الثلاثاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٣
لن أمل من تكرار الحديث عن قضايا التعليم حتى يصبح لدينا هنا في المملكة العربية السعودية نظام تعليمي يليق بهذه البلاد، فيسهم في رفعة ورقي أهلها، ويلبي حاجات التنمية بمختلف اختصاصاتها ومجالاتها، ويقدمها كدولة رائدة في التنمية البشرية على مستوى العالم. ولئن كانت جميع قضايا التعليم مهمة وحيوية في ظل نظام يتأرجح بين الضعيف والمتوسط على أحسن تعبير، إلا أن قضية المعلم ومهنة التعليم تبقى الأهم للمكانة العليا التي يحتلها موقع المعلم. «الحديث في هذه المقالة للمعلمين والمعلمات على حد سواء» في نجاح أو فشل خطط التطوير والإصلاح التي تعتمد على أكثر من مستوى في هيكلية النظام التعليمي. أعتقد أن هناك شبه إجماع بين أهل الفكر والرأي في بلادنا على أن مكانة وقيمة مهنة التعليم انحدرت في شكل كبير خلال الـ30 عاماً الماضية، نتيجة عوامل عدة، من أهمها تطبيق خطط مرتجلة لسعودة قطاع مهم وحيوي، كان يتوسع في شكل خيالي، وبالتالي كان الاهتمام، ولا يزال، بالكم على حساب الكيف، وهو…
الثلاثاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٣
سيحصل اتفاق بين إيران والدول الست، لكن فقط إذا اقتنعت طهران بأن الخطوة الأولى التي خطتها في جنيف لا تحقق لها، بمضمونها الحالي، ما تطمح إليه بالنسبة إلى رفع العقوبات، إذ لا يمكنها تحرير القطاعين النفطي والمصرفي من القيود التي المفروضة عليهما من دون أن تضع على الطاولة تنازلات واضحة وملموسة وكفيلة بأن تعطي مفاوضيها إثباتاً صلباً بأنها متجهة فعلاً نحو ملاقاة مطالبهم المطروحة منذ ما يقرب من عشرة أعوام، وهي مطالب تضاعفت وزادت تعقيداً منذ 2010 فبررت الرزمة الرابعة من العقوبات، التي توافقت عليها الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن. الجولة الثانية من المفاوضات كادت تبلغ الهدف، بدليل أن وزراء الخارجية قطعوا التزاماتهم ليشهدوا بداية حدث وصف بأنه "تاريخي"، لكن الحسابات لم تطابق التمنيات. هناك بداية تحريك للموقف التفاوضي الإيراني، لكنه غير كافٍ لتعتبر الدول الغربية أن البرنامج النووي وضع أخيراً على سكة إغلاق مساراته الخطيرة التي تفضي إلى اقتناء سلاح نووي. فالورقة الإيرانية لم توفّر إجابات عملية عن…
الإثنين ١١ نوفمبر ٢٠١٣
بغض النظر عن عدد العمالة المخافة التي تم القبض عليها مؤخرا، يظل تنظيم سوق العمل أولوية قصوى للقضاء على التستر، وغسيل الأموال، وبؤر المخدرات والأعمال غير الأخلاقية. الكثير من المراقبين لسوق العمل السعودية ومن جنسيات آسيوية اشادوا بهذه الخطوة لأنها تقضي على الخارجين عن القانون والنظام، وتشجع الباحثين الجادين والمنضبطين عن عمل. فقد اصبح الحصول على تأشيرة دخول عمل للسعودية للكثير من العمالة الوافدة عملية محفوفة بالمخاطر بدءا من سماسرة ابناء جلدتهم الذين يحتكرونهم بدءا من رفع قيم التأشيرة ومرورا بالتواصل معهم داخل المملكة لتغيير أعمالهم والانتقال الى أعمال أخرى قد تكون غير أخلاقية مقابل وعود كاذبة برفع الأجور وتحسين الأوضاع، وانتهاء بعودتهم والضغط عليهم بالعمل في مكان آخر أو دفع رسوم اضافية مقابل الموافقة على عودتهم للبلاد التي أتوا منها. وفي الداخل، سنكون سوقا منظمة بأقل مشاكل اجتماعية واخلاقية ومرورية أيضا. وسنتعامل مع أناس نثق بهم أكثر لأنهم يثقون في النظام ويتعاملون معه باحترام. صحيح أنها أغلقت محال كثيرة…
الإثنين ١١ نوفمبر ٢٠١٣
لا شك أن فكرة تطوير مترو للنقل العام في مدينة الرياض بجميع مركباته هو أمر ضروري لمدينة وصل سكانها الخمسة ملايين نسمة وهي في طريقها للزيادة السكانية كما تشير جميع المؤشرات. فمن يذكر الحركة المرورية على الدائري الشمالي قبل سنوات قليلة ويقارنها بحجم المرور اليوم يتضح له كيف أن النمو في الرحلات اليومية (من خلال السيارة الخاصة) يتزايد بشكل كبير. لكن من المهم إدراك أن الازدحام الذي نراه في طرقنا اليوم ليس سببه فقط ازدياد ملكية السيارة الخاصة واستخدامها (فما زالت ملكية السيارة في الرياض أقل منها، على سبيل المثال، في مدينة فينكس، أريزونا، وغيرها من المدن الأمريكية الأخرى المشابهة). المهم هو أن ندرك أن الحلول التخطيطية وأنظمة البناء على تلك الطرق قد ساهمت بشكل كبير في المشكلة.. أي أن مشكلتنا في الازدحام المروري الحالي هي في الأساس صناعة محلية في المقام الأول. لقد كنا وغيرنا من المخططين السعوديين نوضح خلال العقدين الماضيين أن استخدامات الأراضي وارتفاعات المباني على الطرق…
الإثنين ١١ نوفمبر ٢٠١٣
هل تعرفون الموظف الذي يمضي أشهراً طويلة مناوباً ليلاً، وحينما ينقل إلى العمل نهاراً يواجه بعض الاضطرابات في النوم وعدم انتظام في جدول المواعيد، ويحتاج إلى بعض الوقت حتى يتكيف مع وضعه الجديد؟ هذا بالتحديد ما يحدث للسعوديين بعد انتهاء مهلة التصحيح وبدء الحملات التفتيشية، والسبب أن السعودية بطبقاتها وفئاتها كافة تعودت منذ عقود أن تعيش في فوضى في كل شيء، وكان أكبر سوق للفوضى هو سوق العمل والتستر التجاري، ومنها كان الناس يعيشون ويقتاتون، وأكثر الناس المتضررين من عملية التصحيح أولئك الذين انقطعت عنهم سبل الكسب غير المشروع الذين كانوا يكسبون أموالاً طائلة من هذه العملية، ابتداء من باعة العربات المتجولة إلى أصحاب البقالات، ومروراً بمؤسسات متوسطة وصغيرة وانتهاءً ببيع التأشيرات، وكل هذه منتجات مربحة بالنسبة إلى السعوديين، كان يحصل على مبالغ مستقطعة، حتى إن بعض المقيمين بدأ يروج أن لديه «تأشيرة حرة»، ويقصد بذلك أنه يستطيع أن يعمل في أي مكان وأي مؤسسة أو شركة، من دون الحاجة…
الإثنين ١١ نوفمبر ٢٠١٣
قدمت 14 ناشطة حقوقية سعودية عريضة إلى عضوات مجلس الشورى تطالبن فيها بمساواة حقوق المرأة بالرجل، في حين أن المرأة السعودية لا يعترف بها كفرد راشد كامل الأهلية، فهي في جميع مناحي حياتها تعامل كقاصر، وتلزم بإيجاد «معرّف» و«ولي أمر» في أي شأن. تضمنت العريضة بحسب ما نشرته «الحياة» أموراً مهمة، يعتبر العمل عليها اعترافاً بحق إنساني، ويجب تعديل الأنظمة للإقرار به، ويأتي ذلك ضمنياً في إقرار حق المرأة بالاعتراف بهويتها وبالتصرف وإدارة حياتها وأطفالها، ويذكر أن أهم ما ورد فيها «تحديد سنّ الرشد وتفعيل البطاقة الشخصية للمرأة، وفرض عقوبات على من لا يعترف بها ويطالب بمعرّف، إلى جانب حق وصاية المرأة على أطفالها كما للرجل حق الوصاية على أطفاله». باعتبار دخول المرأة في الحراك السياسي تقدماً راقياً وحضارياً كنا نترقب التحول الذي كان مرجواً من الدور الذي سينعكس على الأحوال الاجتماعية، وفتح الملفات المعلقة لأعوام والتي لم تنفذ، واستعراض الجديد للمستقبل ومحاولة تفعيله، كنت أظن أن المرأة في المنصب…
الإثنين ١١ نوفمبر ٢٠١٣
من كان يصدق أن منفوحة دار الأعشى (صناجة العرب) تتحول إلى تلك الحالة التي ظهرت عليها في مقاطع الفيديو التي توثق أعمال الشغب التي قام بها بعض الأفارقة من مخالفي نظام الإقامة، لقد مررت بهذا الحي التاريخي مرتين – الثانية كانت بالخطأ – وكان بين الزيارتين الخاطفتين أكثر من 20 عاما وفي كل مرة كنت أشعر بحجم الغربة التي يعيشها شيخنا الأعشى بين قومه وناسه، هل كان الأعشى حقا ضعيف البصر أم أن المسؤولين عن تخطيط العاصمة هم الذين لا يبصرون ولا يرون كنوز التاريخ من حولهم؟!، كنت أقف مذهولا أمام الدكاكين الصغيرة والشوارع الضيقة وأسأل نفسي عن السبب الذي يدفع مخططي المدن ومبرمجي الأنشطة السياحية في بلادنا لبناء منشآت ذات ديكورات ورموز تحاكي الماضي البعيد بينما تهمل الأحياء التاريخية الحقيقية وتترك دون أدنى التفاتة فتتحول بيوتها إلى مأوى للعمال المتسللين والمخالفين لنظام الإقامة فتتعرض للتكسير والتخريب الذي يشوه وجهها الحضاري فتتحول إلى عبء كبير على المدينة بدلا من أن…
عمار بكاركاتب و أكاديمي متخصص في الإعلام الجديد
الإثنين ١١ نوفمبر ٢٠١٣
في منتصف التسعينات الميلادية شاهدت دراسة أميركية عن مشاعر وردود أفعال الآباء والأمهات عندما يكونون مع أولادهم أمام شاشة التلفزيون وتظهر مشاهد خادشة للحياء أو مؤثرة سلبيا على الأخلاق. حينها شعرت أن الدراسة لا تنتمي إلينا ولا علاقة لنا بها، لأنه كان هناك كم لا بأس به من الرقابة الذاتية على التلفزيونات العربية. لكن استعراض القنوات الفضائية العربية اليوم يقدم لك رؤية مختلفة تماما، فالواقع أن كم المحتوى البرامجي الدرامي والموسيقي والكوميدي الذي يخدش الحياء ويشجع المراهقين على البعد عن الأخلاق العامة ويحفزهم لامتلاك شخصية منحرفة بشكل أو بآخر أصبح واضحا للعيان بشكل يمثل ظاهرة حقيقية لا تحتاج لنقاش. الظاهرة الحقيقية الأخرى والتي تختص بنا هي السكوت على ذلك كله وعدم السعي للبحث عن حلول. الحل الوحيد الذي يطرح حتى الآن –حسب علمي- هو اعتبار هذا المحتوى كله خارجا عن أطر الشريعة الإسلامية، واعتبار مشاهدته أمرا محرما، واعتبار الحل الوحيد هو إلغاءه كله من الخارطة. من ناحية أخرى، يعرف جمهور…
الإثنين ١١ نوفمبر ٢٠١٣
في الذكرى الأربعين لرحيل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين لا أملك إلا أن أبادر بتقديم لمحة من ذكرياتي الشخصية عن هذا الكاتب والمفكر العربي العظيم. عرفت طه حسين عندما كنت في الثامنة عشرة من عمري، وقد أرسلت آنذاك للعمل في هيئة الإذاعة البريطانية. والآن وبعد مرور 40 عاماً على رحيله عن عالمنا، ومع احتفال العالم العربي بهذه الذكرى، تحملني الذاكرة عودة إلى الوراء عبر هذه العقود من الزمن. عندما تم قبولي للعمل في القسم العربي في هيئة الإذاعة البريطانية، كان ذلك بسبب افتراض أنني لدي معرفة أفضل باللغة العربية الكلاسيكية من أي من الإنجليز الذين تم تشغيلهم في الهيئة، وكذلك راجعاً إلى حقيقة أنني كان يطلب مني الاستماع إلى جميع الترجمات التي نقلت عن أصول إنجليزية، وكان ذلك يتم من خلال قيام العربي الذي ترجم النص بقراءة ترجمته لي بصوت عال، ولم أخجل من الإقرار بمعرفتي المتواضعة باللغة العربية والطلب من المترجم أن يوضح لي أي فقرات من ترجمته…