الأربعاء ١١ سبتمبر ٢٠١٣
أزاحت أخبار تونس أخبار ليبيا. أزاحت أخبار مصر أخبار ليبيا. أزاحت أخبار سوريا أخبار مصر. الأخبار التي كانت تتصدر كل شيء فيما سبق، لم تعد تجد لنفسها مكانا حتى على الشريط المتحرك. أين لبنان الذي تجري على أرضه معركة الشرق والغرب؟ من يحسم أمره؛ كوبا أخرى أم هونغ كونغ أو مجرد حقل واسع لزراعة الحشيشة طبقة أولى؟ وماذا عن العراق؟ أين أخبار العراق وأم المعارك؟ صحيح. أم المعارك. آه، وبالمناسبة، أين فلسطين؟ في نصف القرن الماضي، شعرت مرتين بأن الكوكب سينزلق عن حافته بعد برهة. الأولى، في كوبا، حيث كان يمكن أن يؤدي أي احتكاك أميركي سوفياتي إلى رماد الأرض، وليس إلى نارها. الثانية في برلين الغربية، حين وضع جون كيندي ونيكيتا خروشوف قبضتيهما، كلّ على عنق الآخر. المواجهة الأولى كانت بسبب وصول السوفيات بالصواريخ النووية إلى قبالة فلوريدا. الثانية كانت بسبب حصار برلين الغربية وإذلال أميركا في قلب أوروبا، بعد 15 عاما من انتصارها في عموم القارة. جميع المواجهات…
الثلاثاء ١٠ سبتمبر ٢٠١٣
في كاميرا خفية بريطانية، استلقى ممثل البرنامج على مقعد انتظار في الشارع، مثَّل الشاب دور النائم، ممسكاً بإهمال عملة ورقية نقدية فئة «خمسين جنيه إسترليني»، بشكل مغرٍ للمارة، المثير في الأمر أن أغلب أولئك المارة سحبوا الورقة النقدية وهربوا مسرعين، وهم غالباً يَبْدون مهندمين رجالاً وسيدات ومراهقين. لم أشاهد في تلك الحلقة سوى رجل أنيق يرتدي معطفاً طويلاً، سحب الورقة النقدية ولم يهرب بها، بل وضعها في جيب النائم ومشى رافعاً رأسه كرجل نزيه، هذا مشهد صريح للمثل الشعبي الذي يقول «المال السايب يعلم السرقة». وكذا الأخلاق بلا نظام وقوانين رادعة. من زاوية أخرى، حين يصرخ أحد المندهشين من تصرف إنساني لأحد من غير المسلمين ويقول «كفار وهذه أخلاقهم، ونحن المسلمين نتخلى عنها». نظرتنا للعالم من منطلق الكفر والإسلام نظرة قاصرة لمفهوم الأخلاق، لست هنا في معرض الحديث عن أخلاق الدين الإسلامي التي هي من المسلَّمات. لكن يبدو أن كثيرين يفوتهم أن الكفار هؤلاء هم مؤمنون أيضاً وبأديان سماوية يعترف…
الثلاثاء ١٠ سبتمبر ٢٠١٣
اللون في أميركا رمز سياسي. سبقت سينما هوليوود سينما السياسة. لوَّنت الفيلم. ففقد البطل القدرة على التعبير. وبقيت السياسة الأميركية لا تعرف سوى الأبيض والأسود. الأبيض لون الرأسماليين الأقوياء. والأسود لون الأَرِقَّاء المخطوفين من غابات أفريقيا. وغاب الأحمر. فقد «تأمرك» الهنود الحمر. ولم تصل إلى القارة أميركا الألوان الرمادية والقرمزية للماركسية. والاشتراكية. والفاشية التي دوَّخت أوروبا. حرر الرئيس أبراهام لنكولن السود في الحرب الأهلية. فاغتالته السياسة. وبقي السود محرومين من لذائذها وعذاباتها. بشَّرهم الرئيس الكاثوليكي جون كيندي بحقوقهم السياسية. فبات اغتياله هو. وشقيقه روبرت. والمبشر بالحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ لغزا أبديا يعذب ضمير أميركا. جرب السود العمل في السياسة. ترشحوا للرئاسة. فظلوا سودا مرفوضين لدى البيضان. هاتَفَ باراك حسين أوباما الناخبين عبر الإنترنت. فسبق منافسته البيضاء هيلاري إلى البيت الأبيض. لو فازت هيلاري لما بقي بشار رئيسا يحقن شعبه بالكيماوي السام. أوباما مسمار أسود في ترس السلطة الفولاذي الأبيض. يملك. ولا يحكم. عذّبته فصاحة الثقافة. فتردد. أنقذ البيضان من…
الثلاثاء ١٠ سبتمبر ٢٠١٣
حين اتصل بي الزميل المسؤول في «الإمارات اليوم» قبل يومين، توقعت ما أتوقعه عند كل اتصال يأتيني منه، ستمر لحظات من الصمت، ثم تتلوها عبارة: صراحة تراك مسولنا مشكلات، لقد أصبحنا (نتهشتق) أكثر من العريفي، هناك شاغر جيد في المطبخ، وأنا لا أقصد المطبخ الصحافي بالطبع، الجميع يعلم بأنك تعد (كركاً) لا مثيل له، مكانك هناك! لن نستغني عنك! حاول تخفيف السكر! إلا أنه يبدو أن موعد هذا الاتصال لم يحن بعد، وكان الاتصال يطلب منا الاستعداد لعمل صور جديدة من أجل الـ(نيو – لوك)، ما الذي يمكنني فعله من أجل صورة جديدة.. الزي؟! الأمر غير مطروح فالحمدلله الذي ميزنا بأن لنا زياً واحداً للمناسبات والأعراس والعزاء والتخرج وحفلات الطهور والزار والمقهى، وهي نعمة لا يشعر بها الكثيرون، خصوصاً بعد تلك الدراسة التي أظهرت أن متوسط كلفة شراء ثوب لحضور عرس لدى بعض الأجناس الأخرى التي تشاطرنا العيش على هذا الكوكب يبلغ نحو 12 ألف درهم، تخيل يعني لو تحضرلك…
الإثنين ٠٩ سبتمبر ٢٠١٣
يحتاج طالب/ طالبة الثانوية العامة، إلى خمسة مطبات نفسية بالغة التكلفة مثلما هي بالغة الحسابات في الضرب والجمع والقسمة والطرح؛ حتى يضمن الحصول على المقعد الجامعي الذي يريده أو في أفضل الأحوال ضمن خياراته المختلفة. هذه المطبات الخمسة هي نسبة الثانوية العامة والقدرات ثم نسبة التحصيلي ثم النسبة المؤهلة وأخيراً حلم النسبة الموزونة. أشهر من الجحيم وويلات الانتظار والعذاب النفسي لا للطالبات والطلاب فحسب، بل لآلاف العائلات التي تحاول تهيئة الأجواء لكل (نسبة وامتحان) لشهر أو شهرين ثم الانتظار بعدها لبشرى النتاج لمثلها من الوقت الطويل، وقد تتحول هذه البشائر في الأغلب إلى كوارث اجتماعية ونفسية. وموقفي الشخصي من القصة برمتها أنني مع تخفيف عبء امتحانات الثانوية العامة ومركزيتها وكوابيسها، وأيضاً مع امتحان القدرات كحل عادل للمساواة بين طبيعة وظروف المدارس ولكن: لست مع استبدال الأحلام المزعجة بالكوابيس. لست مع خمسة امتحانات وخمس نسب وخمسة أحمال لخمسة أشهر تمر في حياة العائلة وكأنها خمس سنين. أنا مع معدل امتحان الثانوية…
الإثنين ٠٩ سبتمبر ٢٠١٣
كنت وما زلت أترنح في قناعتي حول إمكانية تحقيق اتحاد عربي أوخليجي، وبين كون هذا الاتحاد هو مجرد حلم جميل صعب المنال، خصوصا في ظل أجواء التخندق والتحزب والمصالح المتناقضة بين الدول، إلا أني في الوقت ذاته، أرى أن الحديث عن هذا الحلم القابل للتحقق، من أهم العوامل المساعدة على فك الاحتقان العربي، وزرع بذرة أمل في الأجيال القادمة التواقة للخروج ببلادها من حالة التخلف التقني والعلمي والفكري لعالم أكثر تقدما وريادة. أكملت يوم أمس الشهر الأول من رحلتي الأوروبية التي تنقلت خلالها بين ثماني دول وأكثر من ١٧ مدينة، ما بين شمالها القارس البرودة وجنوبها المفعم بالحرارة، وربما شيء من الرطوبة، وفي كل مرة أتجاوز فيها حدود دولتين أقف لأتأمل كيف تبدأ الاختلافات تظهر بين هذا الشعب وذاك، مع بقاء روح أوروبا بادية على كل ما يحيط بالمكان والزمان. عندما نطالب باتحاد خليجي، فإننا من أجل تحقيق ذلك لا نتوقع أن تحل أولا جميع المشاكل العالقة بين الدول، ولا…
الإثنين ٠٩ سبتمبر ٢٠١٣
مع انطلاق دورة الرياض الودية الدولية لكرة القدم هذه الأيام، يتصاعد الجدل حول السماح للنساء بدخول الملاعب الرياضية. كالعادة و كلاكيت للمرة الألف، جدل و صخب و نقاش و ممانعات لإشراك النساء في منشط ما، من قيادة المرأة للسيارة إلى العمل في محلات بيع الملابس النسائية إلى…إلى…إلخ. غير أن الجدل هذه المرة ليس حول «مشاركة» النساء، بل حول السماح لهن بـ»الفرجة»! لم يخلُ الجدل من غموض. فتسري الأخبار مرة أنه سيُسمح للعائلات بحضور مباريات الدورة أعلاه. و ربما بسبب ردة فعل «أهل الغيرة»، جرى تلطيف للإجراء أعلاه بقصر حضور العائلات على العائلات غير السعودية فقط! و نظراً للقدر العالي من اللامعقولية في هذا الإجراء، فقد تم تلطيفه، وتضييق دائرة السماح أيضاً، بقصر السماح على عوائل أعضاء بعثات المنتخبات المشاركة، باستثناء المنتخب السعودي طبعاً! حالة الارتباك هذه حيال صيغ مشاركة الأنثى، أو تضييق مشاركة الأنثى، زوجها و أخاها و ابنها وأباها متعة مشاهدة نشاط رياضي ما، دفعتني لكتابة هذه المقالة كـ»قطة»…
الإثنين ٠٩ سبتمبر ٢٠١٣
كان شاباً على ما يبدو من صوته الذي ينطلق من الإذاعة، لكن الرسائل التي يقرأها وتحمل أسئلة موجهة إليه تبدأ بمخاطبته بـ «يا شيخ»؟ هو أيضاً يجيب عنها أيضاً بطريقة عصرية شبابية مختصرة. المحطة خليجية ولهجة الشيخ خليجية وكذلك نوع الأسئلة. السؤال الأول كان عن حكم فقهي حول المقارنة بين إثم شرب الدخان وحلق اللحية. أما السؤال الثاني، الذي لم يكن بينه وبين السؤال الأول أي فاصل أو تمهيد، فقد كان: «يا شيخ، حلمت أني أرى وجه زوجتي في الحلم جميلاً لكن فيه شقاً، فماذا يكون هذا الحلم»؟ فيرد الشيخ بمهارة تشبه مهارة لاعب الكرة الشهير ميسي في تسديد الأهداف: «هل طلبت منك زوجتك أخيراً أن تجري عملية تجميل»؟ ولا يجب أن ننتظر حتى نعرف من الزوج إن كان هذا صحيحاً أم لا، لأن الشيخ بدا واثقاً من تفسير الحلم. أما السؤال الثالث فقد كان من زوجة تسأل: «هل كثرة اللوم يطرد المحبة من قلب الزوج يا شيخ»؟ ثم جاء…
الإثنين ٠٩ سبتمبر ٢٠١٣
جدة تغرق في القمائم وهذه التقريرية ليست مبالغة بتاتا، إذ يستطيع أي مسؤول من الأمانة السير بقدميه في الأحياء الجنوبية أو المتوسطة أو الشمالية ليلحظ هذا. ولأن الواقع يكشف عن وضعه توالت تصاريح مسؤولي الأمانة بوعود قاطعة لإزالة هذا الوضع وأذكر أني كنت ضيفا مع الأستاذ داود الشريان في برنامجه الإذاعي (قبل أن يتحول إلى برنامج تلفزيوني) كنت ضيفا مع أحد المسؤولين بالأمانة الذي تم تعيينه خصيصا لغرض إزالة تكدس القمائم في هذه المدينة، ويومها قال ذلك المسؤول إن لم أقض على هذا التكدس خلال ستة أشهر فسوف استقيل وكنت متيقنا من عدم مقدرة الأمانة من إنجاز مشروعها فقلت لذلك المسؤول وإن لم تستطع فعل ذلك قال على الفور: سوف استقيل. واستمرت قمائم جدة ولا أعرف هل استقال ذلك المسؤول أم بقي في الأمانة مع بقاء القمائم. وبالأمس كشف وكيل أمانة جدة للخدمات عن توقيع تسعة عقود بقيمة مليار وثمانمائة مليون ريال لإزالة النفايات المتكدسة في أحياء جدة وكل الأماني…
الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠١٣
لكل حدث مخاتلته وغموضه، وإذا أخذنا أنموذج الهياج العربي الأخير ضمن الفرح والاغتباط بالمفاهيم التي تحولت إلى شعارات مثل الحرية والديمقراطية، فسنعثر على تهشم في أدوات القراءة التي يمارسونها باتجاه الحدث؛ إذ سرعان ما انضوت أسماء علمانية وليبرالية لتأييد الحدث المفاجئ والغامض والمباغت بذريعة التجرد والانتباه إلى أن الحرية ملك الجميع. لم يكن هذا التأييد بدعة عربية؛ بل تقع أحيانا لدى أسماء لها قيمتها كما حدث مع الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو الذي أيد الثورة الإيرانية، وحين تجلى له الوضع اعتزل الناس في شقته لفترة خجلا من الشامتين بموقفه؛ إذ كيف يؤيد حدثا أصوليا؟! كذلك الحال في المنطقة العربية؛ إذ كتب بعض المفكرين بعد الحدث مباشرة لتشخيص الحالة وتشجيعها، ومن هؤلاء المفكر اللبناني علي حرب في كتابه «ثورات القوة الناعمة في العالم العربي.. نحو تفكيك الديكتاتوريات والأصوليات» وذلك في عام 2011، وغاب عن ذهن حرب أن الأصوليات في زمن التركيب بتلك الفترة، لا في زمن التفكيك. تصح هذه المواقف المباغتة على…
رضوان السيدعميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي
الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠١٣
تغيرت الأجواء بالولايات المتحدة تماماً. فقد استدعى الرئيس الأميركي زعماء الكونجرس من إجازاتهم، وخاضوا أمام الإعلام وفي أجواء مفتوحة نقاشات هائلة يومي الثلاثاء والأربعاء. وستظل النقاشات دائرة حتى يوم 9/9 عندما ينعقد الكونجرس للتصويت. وما كان الموضوع الحزبيات ومن هو «ديمقراطي»، ومن هو «جمهوري»، بل صار التفوق الأخلاقي الأميركي، والمسؤولية الأميركية عن أمن العالم وسلامه وتوازناته. وقد بدا «الجمهوريون» متحمسين أكثر من «الديمقراطيين» للتدخل العسكري في سوريا، وطالبوا بأن تكون الضربة أكبر وأوسع. سافر الرئيس الأميركي إلى السويد، ليمضي بعدها إلى سان بطرسبيرج لاجتماع قمة العشرين، وليلتقي الرئيس الروسي بوتين. وقد يكون بين عوامل الحماس وشبه الإجماع أنّ الأميركيين أرادوا أن يذهب رئيسهم لاجتماع العشرين، وللقاء الروسي، ووراءه دعم كبير، يستطيع به أن يحقّق إنجازاً ملائماً من أجل هيبة أميركا، ودورها في العالم، سواء حصلت الضربة أم لم تحصل. لقد تغيّر الموضوع بالفعل، وما عاد الأسد ظاهراً ولا حتى الإيرانيين، والإسرائيليون هم الموضوع، بل صار الموضوع ماذا جرى لهيبة الولايات…
مصطفى النعمانكاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد
الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠١٣
الأخبار التي شغلت الرأي العام اليمني خلال الأيام الماضية تقول إن مراحل التفاوض بين الموقّعين على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية قد وصلت إلى شبه اتفاق قد يصبح اليمن بموجبه دولة اتحادية بنظام رئاسي.. وقد جرى كل ذلك في الخفاء وتحت سقف سباق محموم ضد عقارب الساعة، للتوصل إلى مخرج للمأزق الذي أقحمها في دهاليزه بعض الساسة، بمحاولاتهم البهلوانية لاستخراج مكاسب تعود في أغلبها - للأسف الشديد - للأحزاب التي ينتمون إليها، وتناسوا المخاطر التي ستنتج عن هذه الأنانية المفرطة والممزوجة بابتزاز، صار يشار إليه بالبنان، من الذين صارت التقلبات في مواقفهم محل تندر وسخرية واستهتار من العامة.. كما أن الأحزاب، التي كان أحد أهم مطالبها من الحكم السابق إقامة نظام برلماني تفاديا لتكرار تركيز السلطات في يد رئيس الدولة، تنازلت عن هذا المطلب وصارت من المدافعين عن النظام الرئاسي مشيدين بحسناته ومزاياه، وفي ذلك دليل على تقلب المواقف بحسب الرغبات الذاتية وبلا قدرة ولا رغبة في الدفاع عنها وهو ما…