الثلاثاء ١٣ أغسطس ٢٠١٣
- قول أربعة! - أربعة! - سيارة أبوك (مقربعة)! ويركض ذلك الغبي الأحمق وهو يقهقه بصوت عالٍ سعيداً بأنه حصل على ضحية جديدة بلعت الطعم.. وأمضي في طريقي غير آبه بسخافاته وغير مدرك أن مزحته السخيفة كانت نبوءة ستبقى معي 30 عاماً مقبلة. *** لأعوام عديدة وأزمنة مديدة، بقيت سيارة أبي التي ورثتها وسيارتي التي تلتها (مقربعة)، لذلك فإن غاية ما أحلم به هو أن يكون لدي (فتحة سقف)، أو أن أتمكن من فتح باب السيارة من الداخل دون الحاجة لتنزيل (الجامة)، ومد يدي من الخارج على طريقة لصوص الخزانة في فيلم (أوشن إيليفن) لفتحه، وبسبب هذه المعطيات فأنا حقيقة لا أعلم تماماً ما هو ترف (مثبت السرعة) الذي يتحدثون عنه هذه الأيام؟! وإن كان الأمر لا يحتاج إلى عبقرية من نوع خاص لفهم وظيفته، وحتى لو وجد في سيارتي فلن أجربه فأنا (مثلك) أكره كل جديد بدءاً من أجهزة الكمبيوتر، التي تعمل باللمس ذي الإيحاء البذيء، وليس انتهاء بما…
الثلاثاء ١٣ أغسطس ٢٠١٣
لا يمكن أن تمر زيارة لنا إلى الولايات المتحدة، إلا ويسأل صحافيون وأساتذة جامعات وأعضاء في الكونغرس سؤالاً تقليدياً: لماذا لا نشعر بود من الشعب المصري تجاه واشنطن، رغم المساعدات والمعونات الأميركية لكم وهي بمليارات الدولارات؟! نرد ببساطة: إسرائيل عائق صناعي، كما أن المصريين لم يشعروا بتأثير هذه المساعدات على حياتهم، لم يروا سداً عالياً جديداً عاون الأميركان في بنائه، ولا مصنعاً للحديد والصلب، ولا مجمع ألومنيوم كما فعل الروس مع جمال عبد الناصر، أنتم مشغولون بالمعونة التي تعود بالفائدة أولاً عليكم، وعلى شريحة بسيطة للغاية من المصريين تعملون على تجنيدها من أجل الدفاع عنكم، والمصريون حساسون جدا ويفهمونها وهي طائرة كما تقول أمثالهم، فلم تخدعهم كلماتكم، وكلما وقعت أزمة ولو صغيرة، هم الذين يطلبون الاستغناء عن هذه المعونات، قبل أن تهددونا أنتم بها.. وقطعاً أنتم أحرار في إدارة مصالحكم بطريقتكم، والمصريون أيضاً أحرار في التعبير عن أنفسهم. ولم يكن أغلب المستمعين يستوعب هذا التفسير.. فأعلق قائلًا: هذه دائماً أزماتكم…
الثلاثاء ١٣ أغسطس ٢٠١٣
كارت «الجهل»، وكارت «الفقر»، هما الكارتان اللذان وصل بهما الإخوان للحكم، وها هم بعدما سقطوا، وانكشفت سوأتُهم، ما زالوا لا يعرفون اللعبَ، إلا بهما. ببساطة لأن الإخوان عبر تاريخهم، لا يجيدون إلا استغلال «أزمات» الناس وحوائجهم ونواقصهم. ولا شك أن الجهل والفقر يقفان على قمة أزمات البشرية ونواقصها. كارت الفقر، أقبحُ كروت اللعب وأكثرها دناءة. فالذى يصلُ إلى الحكم بشراء صوت الفقير، سوف يعمل قصارى جهده لكى يظلَّ الفقيرُ فقيرًا، مُعدمًا مُعوزًا، حتى يستطيع شراءَ صوته مرةً ومرّات. لن يبنى له مصنعًا ليعملَ ويكسبَ قوتَ يومِه ويستقلّ، فيتعفّف عن السؤال، ويملك زمامَ قراره الحرّ. بل سيكرّس فيه الاتكالية والتبعية والتسوّل، بأن يُلقى إليه فُتات الموائد، فقط ليقيم أودَه، على أن يظلَّ تابعًا جائعًا، يترقّبُ يدَ الإحسان كلَّ نهار ومساء. هذا ما يفعله الإخوان فى مستعمرة رابعة العدوية الآن. يجتذبون بسطاء القرويين وفقراء المدن بالطعام المجانىّ دون عمل أو تعب، وتوزيع الأجهزة الكهربائية والهدايا والملابس، مثلما يجتذب اللصُّ طفلاً بقطعة حلوى.…
الثلاثاء ١٣ أغسطس ٢٠١٣
توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام مشاركة مع ناشطة ليبيرية، تمثل لنا أن تنظيم الإخوان المسلمين تنظيم عابر للحدود وغير معترف بحدود الدولة الوطنية، فمن يقرأ تغريدات توكل كرمان عما يجري في مصر يؤمن بعالمية هذا التنظيم، إذ منعتها الحكومة المصرية الشرعية قبل أيام من دخول الأراضي المصرية، وأرجعتها إلى الطائرة التي قدمت عليها، لقد صرحت كرمان أنها ستتجه من المطار إلى ميدان رابعة العدوية للانضمام إلى الأحرار هناك، وكأن الملايين التي خرجت في مصر وانحاز لها الجيش المصري غير أحرار أو مرتزقة، كما يروج له الإعلام الإخواني في جميع الدول العربية. مثل هذه الثورية المزيفة عليها أن تحترم إرادة الشعب المصري، على رغم أن ذلك أفزعها وأوجعها، وجعلها تخرج عن طورها، إذ كتبت على حسابها على «تويتر» مثلاً: «إن وزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي مراهق سياسي يحكم البلاد»، فمثل هذه التدخلات والانحياز إلى الإخوان المسلمين في مصر مشروع تفرقة وفتنة في المجتمع المصري كما يؤمن اتباع هذا التيار…
الإثنين ١٢ أغسطس ٢٠١٣
"سوف تصدمنا الأرقام، فنسبة البطالة في المنطقة تبلغ حوالي 14% بالمائة، ومنطقتنا تحتاج في هذه اللحظة إلى 15 مليون فرصة عمل، وعالمنا العربي يحتاج خلال السنوات العشرين المقبلة مابين 74 و85 مليون فرصة عمل" مقتطف من كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي في المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت عند إطلاقه لمبادرة التنمية الإنسانية القائمة على الاقتصاد المعرفي وليس ذلك القائم على المال والأعمال. أرقام مهولة وإحصائيات تنذر بالخطر! في خضم ذلك، ماذا فعلنا لإعداد رأس المال البشري المواطن، كيف سننتقل بشبابنا العربي إلى المجتمعات القائمة على اقتصاد المعرفة إن لم يتم القضاء على البطالة ؟ فالبطالة في الوطن العربي قنبلة موقوتة في وجه التحضر، وجدارا عازلا يقف عائقا في طريق التقدم. فهل من جهود حقيقية على أرض الواقع للتصدي لهذا الطوفان الهائج الذي يصحى على صوت الفقر والعجز ويمسي على صوت صياح الاطفال الجوعى وعلى أنين أمهات أنهكهن…
الإثنين ١٢ أغسطس ٢٠١٣
الأميركان يكتبون بلغتهم كثيرا من الكلام الفارغ، الذي لو ترجم إلى اللغة العربية في الحديث عن مصر بدا مثل كلام الأطفال؛ من حيث السذاجة وقلة المعرفة، ولا أعيب عليهم كثيرا في هذا. أما العرب، فهم قصة أخرى تحتاج إلى حديث جاد. لفت نظري عدد من الكتاب العرب الذين يكتبون عن مصر بطريقة «سداح مداح». تخصصت، من حيث التدريب، بمنطقة الخليج العربي، والمملكة العربية السعودية بشكل خاص, ومع ذلك أتردد كثيرا، في وجود سعوديين أكاديميين، في أن أسجل رأيا، وأفضل السماع والاستمتاع؛ فأهل مكة أدرى بشعابها - كما يقولون، أو بتعبير أكثر دقة هم أكثر دراية مني في كثير من الأحوال. لكن بعض الإخوة في منطقة الخليج لا يترددون للحظة في الخوض في الشأن المصري من دون وجل من نقص في المعرفة. أفكار غير ناضجة تتزاحم حول تاريخ مصر الطويل لتفسير ما حدث يوم عزل الرئيس المصري محمد مرسي، وتبنى بعض الإخوة في الخليج، وخصوصا «الإخوان» منهم، أو من سميتهم في…
الإثنين ١٢ أغسطس ٢٠١٣
الافتتان بكرسي الحكم والاستبداد بالسلطة مجبولان في جينات البشر. تكاد تتحول هذه الظاهرة، التي لا تني تثبت نفسها أياً كان الزمن والظرف، إلى قانون رياضي يخرجها من نطاق الظواهر الاجتماعية إلى نطاق العلم الامبريقي والفيزيائي. جوهر سيرورة تحول حاكم راشد إلى مُستبد تستنسخ نفسها: ظروف ما، غالباً ما تكون فشل حكم سابق أو فساده تقود هذا الحاكم إلى كرسي الحكم، معبراً عن رغبات غالبية شعبية. في بداية حكمه يقدم الحاكم الجديد نموذجاً مختلفاً عن سابقيه، وينجح في تقديم بديل ما. خلال نجاحه النسبي أو الكبير يكون «كرسي الحكم» قد بدأ يشتغل بطريقته الخاصة في التأثير على الحاكم، وتتحول علاقة الكرسي بالحاكم إلى ظاهرة مدهشة بحد ذاتها. فإن لم تكن هناك آليات دستورية ورقابية تقيد هذا الحاكم يصير الكرسي «الملعون» هو الحاكم الحقيقي وليس من يجلس عليه. يتحكم أول ما يتحكم هذا الكرسي بالحاكم نفسه ويفقده رشده وحصافته. رجب طيب أردوغان حاكم تركيا اليوم هو أحد أهم المُنتسبين الجدد إلى تلك…
جعفر الشايبكاتب وناشط حقوقي، راعي منتدى الثلاثاء الثقافي، وعضو المجلس البلدي بمحافظة القطيف
الإثنين ١٢ أغسطس ٢٠١٣
هناك كثير من التجارب الحوارية التي جرت بين رموز وشخصيات دينية ومثقفة سلفية وشيعية في المملكة طوال العقد المنصرم، ومنها انطلق الباحث عبد الباري الدخيل لتوثيق أجزاء كتابه (السلفيون والشيعة: تجربة حوار). الكتاب الذي يقع في أكثر من 300 صفحة يحتوي على مادة ثرية يمكن أن تكون مرجعا لرصد أبعاد هذا الحوار وآفاقه وانعكاساته على الصعيد الاجتماعي. وفي ظل التوتر الطائفي الذي يسود المنطقة، فإن أطروحة الكتاب تأخذ بعدا إيجابيا في التعاطي مع هذا الملف الساخن في هذه المرحلة. يفتتح الدخيل كتابه بالتأكيد على التمثل بقيم الإسلام وتعاليمه، وضرورة تقديم أنموذج للوحدة والتعايش والتسامح لاستيعاب تنوع مجتمعنا المذهبي والقبلي والمناطقي. ويتصدر الكتاب مقالة سابقة للشيخ حسن الصفار تحت عنوان (السلفيون والشيعة: نحو علاقة أفضل) نالت وقت نشرها رواجا وتفاعلا لما ورد فيها من أطروحات جريئة وناقدة. وكان الصفار قد تناول فيها دعوة الشيعة إلى ضبط الانفعالات ومنع أي إساءة للرموز الإسلامية، كما دعا السلفيين الكف عن فتاوى التكفير وخطابات التحريض.…
الإثنين ١٢ أغسطس ٢٠١٣
"أنت ما تعرفني!.. أنا ابن فلان الفلاني.. وأقدر أرجعك الشارع" هذه العبارة النابية تلفظ بها شاب مراهق يبدو في الـ16 أو الـ17 من عمره؛ مهددا حارس أمن شاب يعمل على بوابة أحد المولات الكبرى في جدة، كنتُ واقفة أنتظر سيارتي وأنا أستمع لحوارهما، فكل ذنب حارس الأمن أنه ينفذ الأوامر، بمنعه من الدخول بسبب ملابسه التي صدر فيها قرار على الأسواق والمقاهي بمنع دخول المرتدين لـ"الشورت"! وبغض النظر عن سبب المنع، أتحدث هنا عن اللهجة التهديدية المتعالية من المراهق وأصدقائه لحارس الأمن الذي أجبرته ظروفه على العمل براتب يقارب 3000 ريال، ولا أخفي عليكم أزعجني الموقف جدا، فهؤلاء يحرجون حارس الأمن ويأمرونه بأن يسمح لهم بالدخول ضاربين بالقانون عرض الحائط، لكنه كان مصرا على أداء عمله، رغم الإحراج الذي شعر به أمام الناس. وبغاية الأدب اختصر الكلام بأن عليهم الذهاب إلى إدارة السوق، فهو ينفذ الأوامر لكن ذلك المراهق يُصر على الوقاحة بقوله: "أنا لا أذهب لإدارة السوق الإدارة هي…
عمار بكاركاتب و أكاديمي متخصص في الإعلام الجديد
الإثنين ١٢ أغسطس ٢٠١٣
إذا كان العيد هو حالة اجتماعية مكثفة من إظهار الفرح، فإننا دائما نتساءل إلى أي حد يعبر هذا الفرح عن الحقيقة، أي "السعادة" الحقيقية في قلوبنا، السعادة العميقة، الرضا الكامل عن أنفسنا وحياتنا وعلاقتنا بالمجتمع. هذا التساؤل هو جزء من تساؤل أكبر تتم مناقشته في كافة أنحاء العالم حول السعادة، وهو نقاش موجود بنسبة أكبر في الدول الغربية، التي استطاعت أن تحقق الكثير على مستوى التقدم الاقتصادي ومستوى تحقيق احتياجات الإنسان الأساسية والكمالية، وما زالت تتساءل عن تحقيق السعادة. هناك الكثير جدا من المشاريع الأكاديمية والحكومية في الغرب التي تركز على السعادة وجودة الحياة عموما، وهناك مقياس لمنظمة التعاون والتطوير الاقتصادي للسعادة في الدول الغربية، وطورت بريطانيا مقياسا آخر روج له رئيس الوزراء ديفيد كاميرون كمحاولة لتوجيه المجتمع للنظر لتطوير المجتمع على عدة مستويات بدلا من التركيز على المقاييس الاقتصادية. هذا التركيز جاء لأن العالم اكتشف بشكل واضح أن المعايير الاقتصادية لا تكفي لقياس السعادة. هناك مثلا دراسات واضحة أنه…
رضوان السيدعميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي
الأحد ١١ أغسطس ٢٠١٣
أخرجت الثورات العربية (2010- 2013) المنطقة العربية من الجمود والإخضاع بمفاعيل التوافق والتقاسم بين إيران وتركيا وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة. لكن الاضطراب الشديد الذي يصل إلى حدود الفوضى المدمرة انتشر في الأجواء مجدداً، بفعل عاملَين اثنين: محاولات الانشقاقيين العرب والمسلمين الاستيلاء على نتائج الثورات أو تخريبها، واختراق إيران وتركيا والولايات المتحدة وروسيا لفصائل الإسلام السياسي والجهاديين والإفادة من ذلك في الاحتفاظ بالنفوذ، أو تخريب البلدان وقتل الناس، إن لم يكن الاحتفاظ بالنفوذ ممكناً! أصر أقطاب الدراسات الإسلامية على اعتبار وجوه القلق والاضطراب التي انتشرت في المجتمعات الإسلامية في النصف الأول من القرن العشرين صحوةً أو يقظة، تميزت بأمرين: أولهما الإقبال على تديُّن شديد ذي طابع شعائري ورمزي، وتَوق لأسلمة الحياة الفردية والاجتماعية والسياسية. والأمر الثاني رفض الأجنبي، بالمعنى العسكري والأمني والاستعماري بالطبع، وبالمعنى الثقافي والحضاري. وما سيطرت هذه النزعة بشقّيها في عقودها الأُولى، بل تكونت إلى جانبها ثم في مواجهتها ميول ومشروعات للتجديد والإصلاح، كانت وراء الحركات التي كافحت الاستعمار،…
الأحد ١١ أغسطس ٢٠١٣
تقول مجلة «درشبيجل» الألمانية عن مترو مدينة الرياض بأنه ليس مجرد وسيلة للنقل، بل هو رمز للتغيير والتخفيف من الجمود وإنعاش للحياة العامة. هذه العبارة التي اختارتها المجلة بذكاء تعبر بدقة عن الدور الاجتماعي والبعد الإنساني الذي تلعبه وسيلة النقل العام، التي تدخل ضمن منظومة الأمكنة العامة التي يشكل غيابها خللا في التواصل البشري والنمط الطبيعي للحياة. قبل فترة، كتب الشاعر الجميل والكاتب الأجمل محمد زايد الألمعي مقالا مهما في صحيفة الحياة عن مأزق المجتمع السعودي مع المكان العام الذي يفتقده، وكيف يتعب هذا الكائن المسكين في البحث عنه خارج الحدود محاولا تلبية حاجة ضرورية ونزعة إنسانية لا يستطيع ممارستها بشكلها الطبيعي في وطنه. يذهب الفرد السعودي «الطبيعي» إلى الخارج ليختلط مع البشر في الأمكنة العامة، يسمع الحوار والضجيج والاختلاف والاتفاق والموسيقى والكلام الرصين والمبتذل، يسمع ويشاهد كل شيء يجسد طبيعة الحياة الحقيقية للبشر، إنه يستمتع بثقافة المكان العام ويتعلم منها أشياء كثيرة، لكنه يعود إلى العزلة في وطنه أو…