الإثنين ٢٦ أغسطس ٢٠١٣
كانت غريبة ومثيرة للاشمئزاز حفلة البكاء والعويل التي دعا إليها الغرب وشارك فيها، على الديمقراطية في مصر، وكأنها كانت شجرة وارفة مليئة بالثمار وجاء 30 مليون مصري يدعمهم الجيش وقطعوها، فسالت دماؤها على أحضان السياسيين والصحافيين الغربيين، فارتدوا كلهم السواد على ديمقراطية لم يكن الإخوان المسلمون، حسب آيديولوجيتهم، يعترفون بوجودها، أو مارسوها. ثم بدأت التهديدات، وذلك دفاعا عن «الإخوان»، واستمر «الإخوان» في ممارسة ما يتفوقون به، أي استفزاز الأغلبية والجيش في مصر، متأكدين من أن الغرب لن يرى سوى جيش بخوذات ورشاشات، وسيتجاهل عن عمد رجال «الإخوان» وهم يطلقون النار من مآذن المساجد التي حولوا قاعاتها إلى سجون وغرف تعذيب وإذلال. كتبت ماري دييفسكي في صحيفة «إندبندنت» البريطانية، يوم الأحد الماضي: «إن سذاجة (الإخوان) وتقبل الشهادة لعبا دورا في زيادة عدد القتلى، وهذا ليس بعذر». كان «الإخوان» يتطلعون لأن يعاقب الغرب الجيش المصري، هذا هدفهم، فالجيش يعتمد على قرار سياسي واحد، وهناك قيادة تقرر الأمر بإطلاق النار أو عدمه، وبالتالي،…
الإثنين ٢٦ أغسطس ٢٠١٣
كلما تصفحت شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة، أو اطلعت على الرسائل التي تصلني عبر تطبيقات الهاتف المحمول، لا أنكر بأنني أتفاجئ في كثير من الأحيان بنوعية المحتوى الذي تتضمنه تلك الشبكات والتطبيقات ، ما أعنيه هنا هو المحتوى الإيجابي والوجه الجميل للتقنية بدلاً من التركيز دائما على انتقاد المحتوى السلبي وإظهار الوجه القبيح ، لقد أتاحت تلك الشبكات والتطبيقات للكثير من أفراد المجتمع الظهور بوجوه مختلفة عن المعهود ومكنتهم من تقديم أنفسهم لنا بصيغة مختلفة عن تلك التي اعتدناهم عليها ، أعتز بأن لدي في قوائم الأصدقاء مزيجاً من أفراد المجتمع ممن يعملون في مهن ووظائف ومواقع مختلفة، أولئك جميعهم لم يكن يربطني بهم غالباً سوى لقاء عابر أو مناسبة اجتماعية هنا وهناك، كل منهم غارقٌ في أداء عمله وواجباته الحياتية التي لا تنتهي، الحقيقة أن أدوات الاتصال الحديثة أتاحت لنا جميعاً أن نُظهر للآخرين جوانب أخرى من تجاربنا واهتماماتنا وخبراتنا ربما كانت غائبة قبل ظهور هذه الأدوات ،لقد اكتشفت بأن…
الإثنين ٢٦ أغسطس ٢٠١٣
في وقت سابق من هذا الشهر، شاهد ملايين الأميركيين مرافعة أوباما ضد روسيا ضمن برنامج «جاي لينو»، ولكن في الشرق الأوسط، حيث حدة التوتر الروسي الأميركي المتنامي قد تجعله مسألة حياة أو موت، كان ملايين آخرون يستمعون إلى وجهة نظر موسكو عبر قناة تحظى بشعبية متعاظمة. إنها قناة «روسيا اليوم» الناطقة بالعربية التي تدعمها الحكومة الروسية. وهذا التأثير الذي تحظى به القناة على العرب، يعكس القوة الروسية الناعمة الآخذة في التزايد والاتساع في الشرق الأوسط، وقد استعدّت للتأثير بعمق في سياسات المنطقة. ليس ذلك خبراً سيئاً بقدر ما هو رهن بكيفية تعامل الولايات المتحدة وحلفائها معه. في العالم الإسلامي، لطالما كانت سياسة موسكو المعادية لأميركا متشابكة مع معارضتها الشرسة للجماعات الإسلامية. كلنا يتذكّر الثمانينيات، حين كان المحتلّون السوفييت و«الأفغان الحمر» يخوضون معارك ضد الجهاديين المدعومين من الولايات المتحدة. بل إنّ هذه الصراعات تعود إلى ستة عقود مضت: منذ الخمسينيات، فقد دعمت موسكو الاشتراكية العربية التي رفعها عبدالناصر ومناصروه على رقعة…
الإثنين ٢٦ أغسطس ٢٠١٣
حصلت مؤخراً على كتاب جميل صادر في نسخته العربية عن "أبو ظبي للثقافة والتراث"، وكأنه يؤصل للفكرة التي ناقشتُها في مقالي خلال الأسبوع ما قبل الماضي المعنون بـ"شقتان في باريس". هذا الكتاب الجميل الذي يحمل عنوان جميلاً: (أين كانوا يكتبون- بيوت الكتّاب والأدباء في العالم)، صدر باللغة بالفرنسية للمؤلفة فرانسيسكا بريمولي- دروليرز، والمصوّرة إريكا لينارد، ويحكي الكتاب-بالكلمة والصورة- الأمكنة عاش فيها أشهر الأدباء والكتّاب العالميين في أواخر القرن الماضي، الذين عاشوا حالة الكتابة الخالدة، وفي هذا الصدد تؤكد المؤلفة أن البيت يلعب دوراً مهماً في حياة الكاتب "لأنه يتيح لصاحبه ترتيب ذكرياته وتسكين قلقه وتحريك أفكاره... فالبيت هو مرتع الإلهام، ويغدو بالنسبة إلى الكتّاب الذين يلامسون الخيال، مادة إبداع ورمزاً يلخّص مسيرتهم الأدبية والفنية"، وتقول إنهما تجولا في أرجاء أوروبا وأميركا للبحث عن "روحية المكان" التي انعكست على الكتّاب فألهمتهم، بالإضافة إلى أغراض الأديب، وتفاصيل حياته، وذكرياته التي تمت المحافظة عليها سواء أكان البيت قصراً فاخراً أو بيتاً متواضعاً. يبدأ…
الإثنين ٢٦ أغسطس ٢٠١٣
أعرف أن عددا لا بأس به من القراء الأعزاء لا يقبلون أي كلمة ضد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو أعضائها مهما كان حجم الخطأ، لذلك ومراعاة لمشاعرهم الرقيقة لن أتحدث عن الحوادث الفردية التي تنشرها الصحف بين وقت وآخر، والتي قد يصاحبها (دعسة) من بطن مواطن عن طريق الخطأ غير المقصود أو مطاردة هوليودية تنتهي بنتيجة كارثية رغم منع المطاردات، فمثل هذه الحوادث المتكررة (النادرة!) لا تغير شيئا في حركة التاريخ، ولا تلغي حقيقة أن بعض حراس الفضيلة ــ حماهم الله ــ يخطئون من أجل تصحيح مسار حياتنا وتقويم سلوكنا، لذلك لن أكون مثل بعض الزملاء ــ هداهم الله ــ الذين يصطادون في الماء العكر ويتوقفون عند (رفسة) هنا أو (كف) هناك. حديثنا اليوم سيكون حديثا إداريا خالصا حول جهاز حكومي أثيرت حوله بعض الشبهات التي تستلزم تدخل الجهات المعنية بمكافحة الفساد، فقد نشرت جريدة الحياة أكثر من موضوع حول بلاغات تتعلق بمخالفات إدارية في هيئة الأمر بالمعروف…
الأحد ٢٥ أغسطس ٢٠١٣
القصة باختصار: خطيب جامع الفردوس في الرياض دعا في خطبة الجمعة الماضية على وزير الدفاع المصري السيسي، بوصفه خلف عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي، قائلاً: «اللهم اجتثَّ بشار والسيسي». بعض المصلين المصريين ممن يبدو أنهم من أنصار التغيير السياسي الأخير في مصر اعترضوا على هذا الدعاء، وحدث جدل انتهى -بحسب المقطع الذي شاهدته في اليوتيوب- بطرد مصلين سعوديين المصريين المعترضين من المسجد. كان منظراً مثيراً أن ترى مصلين يغادرون المسجد فيما الإمام يكبر إيذاناً ببدء الصلاة. زيادةً على الإثارة، كان منظراً حزيناً أيضاً. سآخذ هذه الحادثة الصغيرة لأُقارب مسألة أكبر، تلك هي المتعلقة باستخدام الأئمة والخطباء الصلوات والخطب من أجل حشد المصلين وراء منظوراتهم السياسية والفكرية والفقهية. ثمة فئات تعاني في السعودية من هذه المسألة ولم تتصرف مثل ما فعل مصريو مسجد الفردوس، بل ظلت صامتة تطوي المهانة والتجني. ما حدث في جامع الفردوس ذكرني بحادثة جرت لصديق قبل عشرين عاماً. ففي بداية عقد التسعينيات من القرن الميلادي الماضي،…
الأحد ٢٥ أغسطس ٢٠١٣
يقول مسؤول هيئة الطاقة المتجددة في تصريحه بالأمس (إن الأجواء المناخية الحارة على خريطة هذا الوطن قد لا تسمح بإنشاء مفاعلات نووية لتوليد الطاقة الكهربائية....) ولست هنا بصدد الحديث عن أهمية فكرة هذه المشاريع بقدر ما أنا مهتم شغوف بدراسة وإعادة تدريس معالم الخريطة الوطنية. يبدو لي أن سواد أصحاب المعالي وأصحاب السعادة من كبار التنفيذيين لا يعرفون أن في البلد بدائل للطقس والمناخ ولا يعرفون أن في مساحة وطنهم الهائلة شريطاً جغرافياً معتدلاً وطويلاً بطول المسافة من ظهران الجنوب إلى شمال الطائف. شمولية توزيع مشاريع التنمية الكبرى على المستوى الوطني، في مثل هذه المقاربة من تصريح المسؤول، لا تبدأ من تنوير عقل جبار يحمل أرفع الشهادات في الفيزياء النووية: هي تبدأ من درس صغير في مادة الجغرافيا في الصف الرابع الابتدائي ليعرف المواطن خريطة وطنه وتنوعه ومدنه وسهوله وجباله. سيغرق (العاقل) في نوبة ضحك أو حتى (بكاء) حين يقرأ تصريحاً لمسؤول رياضي يقول باستحالة قدرة المملكة على استضافة بطولة…
الأحد ٢٥ أغسطس ٢٠١٣
هل يمكنك وأنت أنت، أن تمر على مجموعة واقفة من الناس وتقوم بمواجهتهم والسلام عليهم جميعاً ثم تلبسُ واحداً منهم وتتركه دون سلام؟! تخيل حجم التقطيع الذي سيحدثه فيك البقية لو أنك قمت بذلك! أو تخيل أنك دخلت إلى مقهى وطلبت «خمسة شاي» وكان الجلوس على الطاولة ستة، ووزعت الشاي وتجاهلت أحدهم.. ألن يقوم حينها ذلك «السادس» بتغيير اسمك في هاتفه الجوال إلى «فلان المب ريال».. هل يمكنك الدخول إلى مكتب أو شركة فيها 20 موظفاً لتقوم بدعوة 19 منهم على عرسك القريب وتتجاهل واحداً؟! هناك أمور محرمة لدينا.. وهي كما يقال «منقودة عند العرب».. وغير العرب بالطبع! لذلك، فإن من أكبر الكبائر ما ارتكبه الكثير من الموظفين، أخيراً، بسفرهم بعد إجازة العيد، وقبل دوام الطلبة شهر سبتمبر المقبل، حين قاموا بتركنا خلفهم هنا في هذه الأجواء في تصرف لا يمت إلى العروبة والإنسانية وحسن الجوار بأي رابط، ما ذنبنا نحن الوطنيين المرابطين هنا في أعمالنا لكي يقوم أحد السخفاء…
رضوان السيدعميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي
الأحد ٢٥ أغسطس ٢٠١٣
شبَّه الأمير سعود الفيصل موقف الملك عبدالله بن عبد العزيز من مصر بعد حركة الثالث من يوليو، بموقف الملك فيصل عام 1973 عندما شارك مصر وسوريا في حربهما لتحرير الأرض المحتلة، بقطع البترول، والقيام بتحرك سياسي ودبلوماسي كبير، لاستثمار آثار التضحيات في حرب أكتوبر 1973. والمعروف أن نكسة عام 1967 ما أدت إلى احتلال سيناء والجولان والضفة الغربية والقدس، بل أدت أيضاً إلى شل قدرات الأمة العربية، وهدَّدت بالانصراف عن القضية الفلسطينية إلى محاولة تحرير الأرض في الدول العربية الثلاث. وعندما حصلت تلك الهزيمة ما كانت العلاقات السعودية المصرية على ما يُرام، بسبب النزاع الناجم عن التدخل المصري باليمن، وتهديد الحدود السعودية لهذه الناحية. على أن المملكة شأنها دائماً في مثل تلك الظروف، ما تأخّرت عن الوقوف إلى جانب الأشقاء في أزمتهم الطاحنة. وقد خاضت السعودية عمليات الدعم والتضامن عبر أمرين: فض النزاع مع مصر بشأن اليمن، وعقد مؤتمر الخرطوم الذي وضع استراتيجيةً عربيةً لاستعادة الأرض، ولإعانة كلّ المتضررين في…
مصطفى النعمانكاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد
الأحد ٢٥ أغسطس ٢٠١٣
أكدت الأحداث التي جرت في مصر عمق الارتباط الوثيق بين جماعات «الإخوان» في العواصم العربية وخارجها والولاء لقيادة التنظيم في مصر، ولم يكن ذلك سرا، ونسي كل منها أن الشأن الداخلي والمصلحة الوطنية كان من الواجب أن يكونا المحرك الأساس لتوجهاتهم وتعاملهم مع تطورات العارض الذي تعرضت له عاصمة المعز بما يخدم أوطانهم أولا وقبل كل شيء. من هذا المنطلق تحول اهتمام اليمنيين إلى الشأن المصري، وانقسموا إلى فريقين؛ أحدهما يساند ويدافع عن الرئيس السابق محمد مرسي ويلح على عودته ويراها أمرا واجب النفاذ بحكم إلهي، وآخر يرى أن خلعه كان أمرا واجبا وإنقاذا لمصر وللعالم العربي مما يراه شرا مستطيرا.. احتدت المعارك الكلامية - حتى الآن - كما وصفها سياسي يمني بقوله: «لقد انشغل اليمنيون بمصر وجعلوها محور حياتهم اليومية لكأنما صارت اليمن درة الكون بطريقة تثير الاستغراب»، وأضاف أن المبالغة في الهجوم على الخليج «يجعل المرء يشعر أن (الإخوان) في اليمن فقدوا البوصلة وربما زجوا باليمن في مواجهات…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ٢٤ أغسطس ٢٠١٣
أمضيت عيد الفطر في مسقط الرأس بالمدينة المنورة. كنت أبحث عن السعادة المفترضة في وجوه الأهل والأصدقاء. بالطبع كان هناك الكثير منها، ولكن معها قدراً من الشكوى المتوقعة في أي مجتمع من الغلاء والبطالة، وكذلك إجراءات الحكومة لعلاج أزمة البطالة، فكثير من أهالي المدينة تجار وباتوا يضيقون من إجراءات السعودة التي تفرضها عليهم وزارة العمل، وبعضهم يرى أنها لن تحل المشكلة وإنما قد تدفعهم إلى خارج السوق. الشكوى التقليدية الثانية والتي يشترك فيها سكان المدينة مع غيرهم من السعوديين هي تباعد المسافات بين الأهل وفراق الأحبة إلى آخر هذه الرومانسيات والنوستالجيا المعتادة في الأعياد. توافق ذلك مع انشغال الجميع بهاشتاق «الراتب لا يكفي الحاجة» الذي أطلقه شاب في «تويتر»، فتحول إلى قضية اقتصادية لكُتاب الأعمدة، وحديث مجالس ما بين قائل إنه يكفي وزيادة، وآخر يؤكد بالأرقام والتحليل الاقتصادي المتقن أنه تآكل في ذاته بفعل تضخم محلي وعالمي، بينما كبلت الدولة اختياراتها بسياسة دعم يستفيد منها التجار قبل أن يستفيد منها…
السبت ٢٤ أغسطس ٢٠١٣
ما تفتق عنه «الربيع العربي» من عجائب ومفاجآت، بات يذهل الأميركيين والأوروبيين، ويطيح بمخططاتهم، ويضعهم في مواضع محيرة. وبحسب «نيويورك تايمز» فإن الرئيس الأميركي باراك أوباما، بمجرد أن اندلعت الثورة المصرية، طلب من باحثين، وضع دراسات ترصد الانتقال من الديكتاتورية إلى الديمقراطية في 50 بلدا مختلفا، والخروج بخلاصة، لفهم ما يمكن أن تؤول إليه الأحوال في مصر. واللطيف في الأمر، أن النتائج التي خرج بها الباحثون أجمعت على أن ما تعيشه أرض الكنانة، لن يكون مختلفا كثيرا عما شهدته الفلبين، وكوريا الجنوبية، أو تشيلي. وهو على الأرجح ما حدا بالرئيس الأميركي لإطلاق خطابه الحماسي الشهير بعد الثورة قائلا للمصريين: «لقد ألهمتمونا!»، واستشهد الرجل - معتمدا على دراسات باحثيه - بمارتن لوثر كينغ ومقولته: «هناك شيء في الروح التي تصرخ من أجل الحرية»، ليشبه تلك الصيحة المؤثرة بـ«الصرخات التي انطلقت من ميدان التحرير، وأحيط العالم بأسره بها علما». الكلام الكثير الذي قاله الرئيس الأميركي، يومها، عن ثقته بديمقراطية الشعب المصري، لم…