الخميس ١٥ أغسطس ٢٠١٣
قال لي صديق يعمل بمدرسة للأيتام، في إحدى الدول الإسلامية بأوروبا الشرقية، إن يتيماً هناك حصل على درجة غير جيدة في إحدى المواد، فجاء رجل في اليوم التالي، وكان يناقش صديقي بحدّة في الجهد الذي بذله اليتيم في الدراسة، وأحقيته في الحصول على درجة أفضل، ومدى ما ستؤثره الدرجة الحالية في معدله الدراسي العام، وكان يكرر بين كل جملة وأخرى (اتقوا الله في الأيتام).. وبعد أخذ ورد وافق صاحبي على إعادة تصحيح الامتحان، وحين سأل الرجل عن هويته فوجئ بأنه أبواليتيم! وعلى بعد 6000 كيلومتر من النصاب الشرق أوروبي، لا أستطيع إخفاء إعجابي بذلك المواطن الخليجي، الذي قبضت عليه إدارة التحريات في شرطة الشارقة يوم أمس، الذي انتحل شخصية (خطابة)، وكان يوهم الفتيات بقدرته على التزويج، ويقوم بين فترة وأخرى بإرسال رسائل للضحايا، لمن تريد أن تتبرع لعائلة فقيرة، بإرسال المال على رقم حسابه المرسل إليهن.. بصراحة (الخطابة) أو (الخطاب) أم منصور وسع صدري، فأولاً هناك نوع من الإبداع في…
الأربعاء ١٤ أغسطس ٢٠١٣
ـ في السعودية يحارب الإخوان الغناء والموسيقى، والعروض المسرحية، وعمل المرأة في بعض الأماكن بحجة الاختلاط؛ بينما لا يقولون شيئاً عن الموسيقى الصاخبة في ميدان رابعة العدوية قبل وبعد كل صلاة، ولا ينكرون الاختلاط بين الرجل والمرأة هناك الذي يصل إلى حدود مزعجة ومستفزة! ـ إخوان السعودية يُشنعون على المرأة التي لا تُغطي وجهها في جدة والرياض والدمام، وهم أيضاً ضد عملها كاشيرة ومضيفة وحتى ممرضة، ويرون ذلك من المنكرات والتفسخ الخلقي؛ بينما لا يجدون غضاضة في التعامل مع نساء الإخوان كاشفات الوجوه في مدينة نصر، ويشيدون بما تقدمه الممرضة والطبيبة والمضيفة المصرية دون أي تحفظ، وطبعاً إن كن من نساء الجماعة فقط! ـ في معرض الكتاب يعترض إخوان السعودية على كثير من الروايات والكتب الفلسفية المترجمة بحجة محاربتها الدينَ، ودعوتها إلى الإلحاد والجنس، ويقدمون لنا في كل عام صورة مقيتة عن ضيق الأفق والأحكام النمطية الجاهزة؛ بينما لا نرى هذه النبرة التشنجية منهم حينما يسافرون إلى مصر، حيث يُظهرون…
إياد أبو شقراصحافي لبناني مقيم في لندن. حائز إجازة في العلوم السياسية من الجامعة الأميركية في بيروت وماجستير من معهد الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن.
الأربعاء ١٤ أغسطس ٢٠١٣
عرف اللبنانيون منذ القدم بحب المغامرة وركوب الأمواج ورمي أنفسهم في ديار الاغتراب البعيدة، بحثا عن النجاح. معظم المغتربين اللبنانيين الأوائل كانوا يجهلون الجغرافيا والتاريخ.. وكذلك اللغات الأجنبية، ومع ذلك ما وقف الجهل يوما حائلا دون إدراكهم غاياتهم، إلا أن جهلهم في الجغرافيا والتاريخ هذه الأيام يرتّب عليهم تبعات خطيرة، ويضعهم مع بلدهم على فوهة بركان. خلال الأسبوع الماضي، أقدمت مجموعة مسلحة مجهولة - معلومة على خطف قبطان طائرة مدنية تركي ومعاونه، بعدما اعترض أفراد المجموعة السيارة التي كانت تقل الطيار ومعاونه على مقربة من مطار بيروت الدولي. بالمناسبة، يحمل المطار اسم رفيق الحريري، لكنه يقبع على تخوم الضاحية الجنوبية التي تضم مربع حزب الله الأمني في العاصمة اللبنانية. وكان الخلاف على موضوع «أمن المطار» ومحيطه يومذاك قد فجّر أحداث 2008 المسلحة، التي أكدت انتقال حزب الله من مقاومة إسرائيل.. إلى قوة احتلال مسلحة للبنان تمارس حماية السلاح بالسلاح. وبعد إنجاز عملية الخطف على الطريق المؤدي إلى المطار، أعلنت الحاجة…
الأربعاء ١٤ أغسطس ٢٠١٣
عندما كان نظام الرهن العقاري تحت الدراسة والتأمل والتفكير رجونا المسؤولين أن يحدثونا ببساطة عن أهمية هذا النظام ومردوده على المواطن وكيف بإمكانه مساعدة الناس في تخفيف حدة أهم وأعقد مشكلة يواجهها أكثر من ثلثي المواطنين، وأيضا طالبنا المتخصصين في الأنظمة الاقتصادية والمالية والعقارية مساعدة البسطاء من الناس على فهم الآلية التي سيعمل بها النظام وكيف يستفيدون منه، لكن لا المسؤولين تحدثوا ولا المتخصصين تجاوبوا، وأصبحنا أمام نظام نعتقد أنه مفيد لكننا لا نفهم كيف، ولا نعلم إن كان سيساعد على الأمل أم سيكون ورطة إضافية لورطات الناس مع البنوك وشركات التمويل العقاري. دعونا من الماضي ولنكن أبناء اليوم، واليوم يحمل مفاجأة من العيار الثقيل أطلقها مسؤول في المؤسسة التي لم نعرف عنها موقفا منحازا لحق المواطن في يوم من الأيام مهما كان الظلم الواقع عليه بينا وفادحا. إنها مؤسسة النقد العربي السعودي التي خرج مدير برامج التمويل فيها محمد الشايع ليقول لنا بكل وضوح أن أنظمة الرهن العقاري لن…
الثلاثاء ١٣ أغسطس ٢٠١٣
في الطريق من المطار إلى الفندق ، اعترف لي صديقي العربي بأنه رغم إقامته الدائمة في العاصمة الأوروبية لبضعة أعوام، إلا أنه لم يسمع بتاتاً عن اسم الفندق الذي اخترت الإقامة فيه سوى عندما اتصلت به وأعطيته الاسم، عرفت عندها بأن صديقي "ماعنده سالفة" وبأنه يمهد بطريقة ديبلوماسية للوقت الذي سوف نبدده سدىً في البحث عن وجهتنا، شعرت بالحرج الكامن في نبرة صوته وهو الذي كان يقدم نفسه لي دائماً بأنه الدليل المتنقل والخبير المتمكن من شوارع هذه العاصمة وأزقتها ! ولأننا معاشر العرب نتظاهر غالباً بأننا نعرف كل شيء ولا نسمح لأحد بتاتاً بأن يفوقنا أو يضاهينا معرفة ودراية ، فقد تركت صديقي يمضي في طريقه حتى شارفنا الوصول إلى المنطقة التي يقع فيها الفندق ، هنا أخذت زمام المبادرة وصرت أصف لصديقي الطريق نيابة عنه ، شارعاً شارعاً، بناية بناية ، بل ودكانا دكاناً! بينما الصديق في ذهول واعتقاد بأنني إما "أستهبل" عليه! أو ربما أن وعثاء السفر…
الثلاثاء ١٣ أغسطس ٢٠١٣
- قول أربعة! - أربعة! - سيارة أبوك (مقربعة)! ويركض ذلك الغبي الأحمق وهو يقهقه بصوت عالٍ سعيداً بأنه حصل على ضحية جديدة بلعت الطعم.. وأمضي في طريقي غير آبه بسخافاته وغير مدرك أن مزحته السخيفة كانت نبوءة ستبقى معي 30 عاماً مقبلة. *** لأعوام عديدة وأزمنة مديدة، بقيت سيارة أبي التي ورثتها وسيارتي التي تلتها (مقربعة)، لذلك فإن غاية ما أحلم به هو أن يكون لدي (فتحة سقف)، أو أن أتمكن من فتح باب السيارة من الداخل دون الحاجة لتنزيل (الجامة)، ومد يدي من الخارج على طريقة لصوص الخزانة في فيلم (أوشن إيليفن) لفتحه، وبسبب هذه المعطيات فأنا حقيقة لا أعلم تماماً ما هو ترف (مثبت السرعة) الذي يتحدثون عنه هذه الأيام؟! وإن كان الأمر لا يحتاج إلى عبقرية من نوع خاص لفهم وظيفته، وحتى لو وجد في سيارتي فلن أجربه فأنا (مثلك) أكره كل جديد بدءاً من أجهزة الكمبيوتر، التي تعمل باللمس ذي الإيحاء البذيء، وليس انتهاء بما…
الثلاثاء ١٣ أغسطس ٢٠١٣
لا يمكن أن تمر زيارة لنا إلى الولايات المتحدة، إلا ويسأل صحافيون وأساتذة جامعات وأعضاء في الكونغرس سؤالاً تقليدياً: لماذا لا نشعر بود من الشعب المصري تجاه واشنطن، رغم المساعدات والمعونات الأميركية لكم وهي بمليارات الدولارات؟! نرد ببساطة: إسرائيل عائق صناعي، كما أن المصريين لم يشعروا بتأثير هذه المساعدات على حياتهم، لم يروا سداً عالياً جديداً عاون الأميركان في بنائه، ولا مصنعاً للحديد والصلب، ولا مجمع ألومنيوم كما فعل الروس مع جمال عبد الناصر، أنتم مشغولون بالمعونة التي تعود بالفائدة أولاً عليكم، وعلى شريحة بسيطة للغاية من المصريين تعملون على تجنيدها من أجل الدفاع عنكم، والمصريون حساسون جدا ويفهمونها وهي طائرة كما تقول أمثالهم، فلم تخدعهم كلماتكم، وكلما وقعت أزمة ولو صغيرة، هم الذين يطلبون الاستغناء عن هذه المعونات، قبل أن تهددونا أنتم بها.. وقطعاً أنتم أحرار في إدارة مصالحكم بطريقتكم، والمصريون أيضاً أحرار في التعبير عن أنفسهم. ولم يكن أغلب المستمعين يستوعب هذا التفسير.. فأعلق قائلًا: هذه دائماً أزماتكم…
الثلاثاء ١٣ أغسطس ٢٠١٣
كارت «الجهل»، وكارت «الفقر»، هما الكارتان اللذان وصل بهما الإخوان للحكم، وها هم بعدما سقطوا، وانكشفت سوأتُهم، ما زالوا لا يعرفون اللعبَ، إلا بهما. ببساطة لأن الإخوان عبر تاريخهم، لا يجيدون إلا استغلال «أزمات» الناس وحوائجهم ونواقصهم. ولا شك أن الجهل والفقر يقفان على قمة أزمات البشرية ونواقصها. كارت الفقر، أقبحُ كروت اللعب وأكثرها دناءة. فالذى يصلُ إلى الحكم بشراء صوت الفقير، سوف يعمل قصارى جهده لكى يظلَّ الفقيرُ فقيرًا، مُعدمًا مُعوزًا، حتى يستطيع شراءَ صوته مرةً ومرّات. لن يبنى له مصنعًا ليعملَ ويكسبَ قوتَ يومِه ويستقلّ، فيتعفّف عن السؤال، ويملك زمامَ قراره الحرّ. بل سيكرّس فيه الاتكالية والتبعية والتسوّل، بأن يُلقى إليه فُتات الموائد، فقط ليقيم أودَه، على أن يظلَّ تابعًا جائعًا، يترقّبُ يدَ الإحسان كلَّ نهار ومساء. هذا ما يفعله الإخوان فى مستعمرة رابعة العدوية الآن. يجتذبون بسطاء القرويين وفقراء المدن بالطعام المجانىّ دون عمل أو تعب، وتوزيع الأجهزة الكهربائية والهدايا والملابس، مثلما يجتذب اللصُّ طفلاً بقطعة حلوى.…
الثلاثاء ١٣ أغسطس ٢٠١٣
توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام مشاركة مع ناشطة ليبيرية، تمثل لنا أن تنظيم الإخوان المسلمين تنظيم عابر للحدود وغير معترف بحدود الدولة الوطنية، فمن يقرأ تغريدات توكل كرمان عما يجري في مصر يؤمن بعالمية هذا التنظيم، إذ منعتها الحكومة المصرية الشرعية قبل أيام من دخول الأراضي المصرية، وأرجعتها إلى الطائرة التي قدمت عليها، لقد صرحت كرمان أنها ستتجه من المطار إلى ميدان رابعة العدوية للانضمام إلى الأحرار هناك، وكأن الملايين التي خرجت في مصر وانحاز لها الجيش المصري غير أحرار أو مرتزقة، كما يروج له الإعلام الإخواني في جميع الدول العربية. مثل هذه الثورية المزيفة عليها أن تحترم إرادة الشعب المصري، على رغم أن ذلك أفزعها وأوجعها، وجعلها تخرج عن طورها، إذ كتبت على حسابها على «تويتر» مثلاً: «إن وزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي مراهق سياسي يحكم البلاد»، فمثل هذه التدخلات والانحياز إلى الإخوان المسلمين في مصر مشروع تفرقة وفتنة في المجتمع المصري كما يؤمن اتباع هذا التيار…
الإثنين ١٢ أغسطس ٢٠١٣
"سوف تصدمنا الأرقام، فنسبة البطالة في المنطقة تبلغ حوالي 14% بالمائة، ومنطقتنا تحتاج في هذه اللحظة إلى 15 مليون فرصة عمل، وعالمنا العربي يحتاج خلال السنوات العشرين المقبلة مابين 74 و85 مليون فرصة عمل" مقتطف من كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي في المنتدى الاقتصادي العالمي في البحر الميت عند إطلاقه لمبادرة التنمية الإنسانية القائمة على الاقتصاد المعرفي وليس ذلك القائم على المال والأعمال. أرقام مهولة وإحصائيات تنذر بالخطر! في خضم ذلك، ماذا فعلنا لإعداد رأس المال البشري المواطن، كيف سننتقل بشبابنا العربي إلى المجتمعات القائمة على اقتصاد المعرفة إن لم يتم القضاء على البطالة ؟ فالبطالة في الوطن العربي قنبلة موقوتة في وجه التحضر، وجدارا عازلا يقف عائقا في طريق التقدم. فهل من جهود حقيقية على أرض الواقع للتصدي لهذا الطوفان الهائج الذي يصحى على صوت الفقر والعجز ويمسي على صوت صياح الاطفال الجوعى وعلى أنين أمهات أنهكهن…
الإثنين ١٢ أغسطس ٢٠١٣
الأميركان يكتبون بلغتهم كثيرا من الكلام الفارغ، الذي لو ترجم إلى اللغة العربية في الحديث عن مصر بدا مثل كلام الأطفال؛ من حيث السذاجة وقلة المعرفة، ولا أعيب عليهم كثيرا في هذا. أما العرب، فهم قصة أخرى تحتاج إلى حديث جاد. لفت نظري عدد من الكتاب العرب الذين يكتبون عن مصر بطريقة «سداح مداح». تخصصت، من حيث التدريب، بمنطقة الخليج العربي، والمملكة العربية السعودية بشكل خاص, ومع ذلك أتردد كثيرا، في وجود سعوديين أكاديميين، في أن أسجل رأيا، وأفضل السماع والاستمتاع؛ فأهل مكة أدرى بشعابها - كما يقولون، أو بتعبير أكثر دقة هم أكثر دراية مني في كثير من الأحوال. لكن بعض الإخوة في منطقة الخليج لا يترددون للحظة في الخوض في الشأن المصري من دون وجل من نقص في المعرفة. أفكار غير ناضجة تتزاحم حول تاريخ مصر الطويل لتفسير ما حدث يوم عزل الرئيس المصري محمد مرسي، وتبنى بعض الإخوة في الخليج، وخصوصا «الإخوان» منهم، أو من سميتهم في…
الإثنين ١٢ أغسطس ٢٠١٣
الافتتان بكرسي الحكم والاستبداد بالسلطة مجبولان في جينات البشر. تكاد تتحول هذه الظاهرة، التي لا تني تثبت نفسها أياً كان الزمن والظرف، إلى قانون رياضي يخرجها من نطاق الظواهر الاجتماعية إلى نطاق العلم الامبريقي والفيزيائي. جوهر سيرورة تحول حاكم راشد إلى مُستبد تستنسخ نفسها: ظروف ما، غالباً ما تكون فشل حكم سابق أو فساده تقود هذا الحاكم إلى كرسي الحكم، معبراً عن رغبات غالبية شعبية. في بداية حكمه يقدم الحاكم الجديد نموذجاً مختلفاً عن سابقيه، وينجح في تقديم بديل ما. خلال نجاحه النسبي أو الكبير يكون «كرسي الحكم» قد بدأ يشتغل بطريقته الخاصة في التأثير على الحاكم، وتتحول علاقة الكرسي بالحاكم إلى ظاهرة مدهشة بحد ذاتها. فإن لم تكن هناك آليات دستورية ورقابية تقيد هذا الحاكم يصير الكرسي «الملعون» هو الحاكم الحقيقي وليس من يجلس عليه. يتحكم أول ما يتحكم هذا الكرسي بالحاكم نفسه ويفقده رشده وحصافته. رجب طيب أردوغان حاكم تركيا اليوم هو أحد أهم المُنتسبين الجدد إلى تلك…