آراء

عادت مصر.. عاشت مصر

الأحد ٠٧ يوليو ٢٠١٣

على مدى الأيام الماضية، استعاد ميدان التحرير هيبته ووهجه ومعناه. مخطئ من يظن أن ما يحدث فى مصر ليس إلا شأناً مصرياً خالصاً. إنها مصر التى أراد لها الله أن تكون قلب العرب النابض بالحياة والمحبة والسلام. ولهذا فإن الحدث المصرى كان محل اهتمامنا اليومى فى الخليج ومتابعتنا وقلقنا. لقد تفاعلنا هنا مع كل لحظة عاشتها مصر وشبابها يصرون على الخروج من مأزق الأدلجة وما قادت له من تراجع وخيبة أمل! وما زال ميدان التحرير يحرضنا على التفكير والتأمل فى دروس مهمة أعطتنا إياها تجربة السنة الماضية التى اختزلت «السبع العجاف» فى سنة واحدة. وأهم تلك الدروس أن من يقدم «الأيديولوجيا» على «التنمية» لابد أن يفشل. ولو انشغل الإخوان بقضايا التنمية قدر انشغالهم بمحاولات الهيمنة على كل حراك المجتمع وكل مفاصل الدولة لما انتهى بهم المطاف تلك النهاية المحزنة. من لا يقرأ وعى شباب مجتمعه وهمومه واهتماماته إنما يبنى بينه وبينهم سداً منيعاً يفقده صواب الرؤية. ما بناه الإخوان فى…

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

الكابوس الجزائري في مصر

الأحد ٠٧ يوليو ٢٠١٣

العنف كان رسالة قادة «الإخوان» في مصر، بعد إقصاء محمد مرسي من الرئاسة، في أعقاب المظاهرات الاحتجاجية الضخمة ضده. مشاهد القتلى ورائحة الحرائق والفوضى في أنحاء مصر، الجمعة الماضي، تذكّرنا بما حدث في الجزائر بعد وقف الانتخابات 1992، وقد يكون الإسقاط صحيحا، لكن لا بد من إيراد الرواية بعناصرها. فقد سبق تعطيل الانتخابات في الجزائر الفوضى، والتهديد برفض النظام، وفي أعقاب التعطيل صار العنف، وبعده خسر المتطرفون الرأي العام الجزائري، وفشل العنف في تحقيق أهدافه. قبل ذلك، وحتى أواخر عام 1988، كانت الجزائر بلدا مغلقا في بداية مشروع انفتاح اقتصادي، وعندما حاول الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد التراجع، وأعلن عن التقشف الاقتصادي بسبب انخفاض أسعار النفط، اندلعت المظاهرات ضده. قدّم بن جديد مشروعا إصلاحيا اعتمد دستورا جديدا أنهى سيطرة الحزب الواحد، وسمح بالانتخابات، والحريات الإعلامية. وبسبب التنافس دخلت البلاد في فوضى، ومظاهرات لم تنقطع لأكثر من عام. وولدت عشرات الأحزاب، بينها الجبهة الإسلامية للإنقاذ (فيس)، الذي كان نجما. ولم يكن…

خلف الحربي
خلف الحربي
كاتب سعودي

طابور الفوضى الخلاقة!

الأحد ٠٧ يوليو ٢٠١٣

الله يستر.. مصر بعد العراق وسوريا وليبيا واليمن تكاد أن تقترب من مرحلة المواجهات الدامية، صحيح أن مصر - حماها الله - ليس فيها ثنائية السنة والشيعة كي تتحول حفلات القتل إلى طقوس شرعية لا نهاية لها، ولكن فيها ثنائيات أخرى قد تناسب من يرتبون طابور الفوضى الخلاقة، دائما هناك أسباب وجيهة للاقتتال بين أبناء الشعب الواحد ودائما هناك قوى دولية وإقليمية من مصلحتها أن تسكب البنزين على النار، ودائما يوجد من هو مستعد للقتل كي يفرض الحقيقة التي يؤمن بها على الجميع. ونحن حين نقول (العراق، سوريا، مصر) فإننا نتحدث عن دول كانت قوية جدا بالمقاييس الأمنية والعسكرية انتهى بها الحال إلى أنها لم تعد اليوم قادرة على تأمين شارع لا يتجاوز طوله نصف كيلو متر، لقد رحل الطغاة الذين كانوا يقمعون الشعب بالجملة وجاء الطغاة الذين يقمعون الشعب والتجزئة، ذهب الرجال الأشداء بمخابراتهم وجيوشهم وشرطتهم وحضر رجال أقوياء آخرون بمليشياتهم وشبيحتهم ومجاهديهم، لم يحارب الأولون ولا اللاحقون الأعادي…

تضخّم العقار .. هل هو خطر يهددنا؟ (2 من 2)

الأحد ٠٧ يوليو ٢٠١٣

إني لأرجو أن يُؤخذ ما سأدوّنه في هذا المقال على محمل الجد، وأن يجد آذاناً صاغية! ليس لشيء إلا لتحقيق الاستقرار ثم الاستقرار ثم الاستقرار. نواة أي مجتمع بشري هي الفرد، تحيط به أسرته كدائرة أوسع قليلا، لكنها الأوثق ارتباطاً بذلك الفرد من أي رباط آخر، وهكذا تجتمع آلاف أو ملايين الأسر لتكوّن مجتمعاً واحداً ضمن حدوده الدولية المتعارف عليها. لا جديد هنا، فالأمر معلوم لدى الصغير والكبير منا، لكنه أحياناً يغيب عن حيثيات كثيرٍ من قراراتنا المصيرية، التي يتمنى المرء لو أنها غابت عن ذاكرتنا ولم تغب عن حيثيات تلك القرارات! وعليه؛ إنْ تعرّض هذا الفرد لأي ضغوطٍ مادية ونفسية مهما كان وزنها، فإن آثارها تنتقل فوراً لمحيطه الأسري، ومن ثم لتجتمع بصورة أكبر على حساب المجتمع بأكمله! قد تتطور الأمور لما هو أسوأ من ذلك، فقد تتسع دائرة تلك الضغوط لتعمَّ أفراداً أكثر عدداً، وقد يزداد ثقلها عليهم مع مرور الوقت وديمومتها! بل قد تجلب مزيداً من الضغوط…

رضوان السيد
رضوان السيد
عميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي

تجدد الثورة المصرية ومصائر الإسلام السياسي

الأحد ٠٧ يوليو ٢٠١٣

أنهى الشباب المصريون حكم «الإخوان المسلمين» للبلاد ورئاسة الدكتور مرسي بعد عامٍ على بدئه. وكان نزولهم إلى الساحات والميادين بقيادة حركة «تمرد» ساحقاً إلى الحدّ الذي دفع الجيش المصري للتضامن معهم، وتأييد مطالبهم في المسير إلى انتخابات رئاسية مبكرة، والدخول في مسار انتقالي مختلف عن السابق. فقد وصلت أعدادهم في اليومين الأولين إلى ما يزيد على العشرين مليوناً؛ بينما استطاع «الإخوان» حشد المليون في سائر النواحي. وبقدر ما كانت الأعداد حاسمةً، كان حاسماً أيضاً إصرار الجيش على الاستجابة لإرادة الناس، وهو المسلك نفسه الذي سلكه بعد ثورة 25 يناير 2011. لقد بدأت المشكلة بعد ثلاثة أشهُر على الموجة الثورية الأُولى، عندما شعر الشبان أن الأمر مُرتَّب، وتُركوا وحدهم في الشارع، فاندفعوا للاصطدام بالشرطة ثم الجيش. وظهرت لديهم الفكرة القائلة بأن «الإخوان» اتفقوا مع الجيش والأميركيين على تسلم السلطة بمفردهم. وجاءت الاستفتاءاتُ والانتخابات المتوالية ووصول مرسي إلى الرئاسة لتثبت هذا الانطباع. وفي الشهور الأُولى بدا كأنما سلَّم الجميع بالسيطرة الإخوانية، وتشكّلت…

جمال الشحي
جمال الشحي
كاتب و ناشر من دولة الإمارات

وصل قبل الجميع

السبت ٠٦ يوليو ٢٠١٣

(إني أتجول بين عالمين، أحدهما ميت و الآخر عاجز أن يولد و ليس هناك مكان حتى الآن أريح عليه رأسي) ..نيلسون مانديلا كان يملك كل الخيارات وأختار التسامح، في عالم مضطرب تحيط به الفتن وتهرب منه حتى الحقيقة، دخل مهزوماً وخرج منتصراً وتقاعد بطلاً والآن مسجي على فراشه تنتظره النهاية ولا ينتظرها، الأمور دائما مختلفة في اللحظات الأخيرة، ليست كل نهايات المناضلين الحقيقين في ساحات المعارك! السر في بقائه وخلوده بيننا تقبله للآخر بكل ما يحمله من ألوان وأفكار مختلفة وتسامحه عندما ملك القوة و تنازله في الوقت المناسب واختياره أن يعيش مع عائلته بقية حياته. ( التسامح الحق لا يستلزم نسيان الماضي بالكامل) .. نيلسون مانديلا بعد سبع و عشرين سنة خرج من زنزانته الضيقة وشاهد بنفسه أن بعض العقول بأفكارها أضيق من زنزانته وحبيسة أفكارها الضيقة، بعضهم مستعد للموت في سبيل قضايا خاسرة وآخرون مستعدون للانتقام والبعض خائف من المجهول، القلوب بعد سنوات طويلة من التميز العنصري تحجرت…

حمد الحوسني
حمد الحوسني
كاتب إماراتي

ماذا بعد التنظيم الإخواني ؟

السبت ٠٦ يوليو ٢٠١٣

لا يخفى على احد ما عاشته دولة الإمارات من حملات تشويه واستفزاز من جماعة الإخوان المتأسلمين خلال فترة العامين الماضيين من خلال الأبواق الإعلامية ونشاز الإخوان . بعد حكم الإخوان لمصر ارسل صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله رسالة تهنئة و دعوة للرئيس المصري بزيارة دولة الإمارات وذلك تأكيدا لعمق العلاقات المصرية الإماراتية التاريخية ومواقف دولة الامارات تجاه شقيقتها الكبرى . ولكن تم تجاهل الدعوة من قبل الرئيس المصري المخلوع والذي سارع بعد عدة شهور لزيارة ايران و وفتح العلاقات معها لكسر الحاجز الذي كان يقف شامخا أكثر من ثلاثين عاما بين الهرم المصري والحوزات الإيرانية متجاهلا عمق العلاقات مع الدول الخليجية والعربية . استمرت الاستفزازات الإخوانية لدولة الامارات بدعم أعضاء الإخوان فيها و بإحتضان عدد منهم في مصر لخدمة اجنداتهم الحزبية وتمكينها من الحصول على مكانة في دول الخليج ، هذه الاستفزازات لم تلتفت لها دولة الامارات وأمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد بدعم مصر وبناء مشاريع سكنية…

سلمان الدوسري
سلمان الدوسري
رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط

ضدّ الشيعة أم حزب الله؟

السبت ٠٦ يوليو ٢٠١٣

منذ إعلان دول الخليج إجراءات تستهدف التعاملات المالية والتجارية لمغتربين لهم علاقة مع حزب الله، والاجتماعات تتوالى لمسؤولي مجلس التعاون الخليجي لوضع الآليات المناسبة لتنفيذ القرار، الذي يستهدف كشف الخلايا المرتبطة بالحزب ورصد حركة الأموال الداعمة. حتى الآن لم يتم الإعلان عن طبيعة هذه الآليات أو تفاصيلها، فقط أنباء تتواتر عن إجراءات يعلنها الجانب الرسمي اللبناني فقط، ونظراً لأن تدخل حزب الله السافر في سورية لمعاونة نظام بشار الأسد، أفضى إلى ارتفاع منسوب الطائفية في المنطقة لأعلى معدلاته منذ قرون طوال، كان من الطبيعي أن يُطرح السؤال: هل شيعة الخليج مستهدفون من الإجراءات ضدّ حزب الله؟ أكثر ما ضرّ المواطنين الشيعة في الخليج، إدخالهم في قضايا سياسية خارجية لا ناقة لهم فيها ولا جمل، سواء من قبل أقلية منهم لا تُذكر، أو من قبل جهات خارجية مرتبطة بشكل أو بآخر مع إيران، وبالتالي يتم إقحامهم في أزمات لم يختاروها أساساً، وهذا ما جرى من قبل حزب الله الذي أراد بكل…

محمد الشويعر
محمد الشويعر
متخصص في التربية والتاريخ, ومهتم بقضايا الفكر والحوار.وكاتب اسبوعي بصحيفة الشرق.

خريف الطائفية

السبت ٠٦ يوليو ٢٠١٣

من أكبر الأمراض تأثيراً على الأوطان «الطائفية» حيث تُعدُ من الأسباب الرئيسة التي تُضعف اللحمة الوطنية وتهدمها وتقوض أركانها مهما كانت صلابة قوتها، فالطائفية نتنة بجميع أشكالها وأصنافها، وهي عامل رئيس في زعزعة الأمن والاستقرار. في المرحلة الأخيرة شهدت المنطقة تحولات خطيرة وتداعيات كبيرة، وذلك عندما تدخل ما يسمى «حزب الله» اللبناني على خط ثورة الشعب السوري الشقيق ليقف في صف النظام، بل شارك في القتال إلى جانب جيش النظام وارتكب مجازر بشعة، خاصة في مدينة «القصير»، وقد بدا واضحاً ومعروفاً أن هذا الحزب يعمل لصالح إيران وينفذ جميع أوامرها ومخططاتها، وقد سقطت أكذوبة المقاومة التي تستر بها، واكتسب بها تأييد وتعاطف حيز من الشارع العربي والإسلامي باسم مقاومة العدو الصهيوني وشعار تحرير فلسطين، وقد اتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا الحزب يحمل أجندة طائفية خاصة لا علاقة لها بقضايا وهموم العالم الإسلامي، بل تدور بوصلته مع المصلحة الإيرانية وتحديد التطلعات الصفوية للهيمنة على المنطقة، وقد أثار تدخل…

جمال خاشقجي
جمال خاشقجي
كاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية

بعد نكسة 30 يونيو.. ماذا يَنتظر قيادة «الإخوان» بمصر.. إقالة أم استقالة؟

السبت ٠٦ يوليو ٢٠١٣

يفترض أن حملة الاعتقالات التي يشنها «النظام الجديد» بمصر على «الإخوان المسلمين» ما هي إلا موقتة فرضتها ظروف الانقلاب والخشية من أن ينظم «الإخوان» أو أنصارهم مقاومة له تفتح باباً لفتنة لا يريدها أحد، ذلك أن مثل هذه العلاقات تتنافى مع روح الثورة الأولى (25 يناير) التي قيل إن الثورة الثانية (30 يونيو) جاءت لتصحيح مسارها. ويفترض أيضاً أن تتعافى القوى المدنية من نشوة الانتقام وتعود إلى مبادئها فترفض اعتقال خصومها من «الإخوان»، وقمع الحريات الإعلامية ونزعة الإقصاء المتنامية في الإعلام المصري، فتدعم المصالحة الوطنية ومشاركة الجميع في بناء مصر جديدة بعد السقوط السريع للجمهورية الثانية. ويفترض أيضاً أن يتوقف «الإخوان» عن تسيير التظاهرات تحت راية «إعادة الشرعية»، والاكتفاء بالرسالة التي بعثوا بها، وهي أنهم ضحوا وماتوا من أجل مبادئ الديموقراطية وسيادة الشعب، فهم يعلمون (أو يفترض ذلك) أنهم سيعجزون عن إسقاط النظام الجديد الهجين والمختلط بين عسكر ومدنيين ويتمتع بمباركة الدولة العميقة (نظام مبارك) وقوى إقليمية، فالتظاهرات الحاشدة التي…

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

مصر: هل يتعظ الجيش والمنتصرون؟

السبت ٠٦ يوليو ٢٠١٣

الحدث جاء سريعا، وبالضربة القاضية، وعجز الرئيس المعزول، ومعه الإخوان، عن استشعار الخطر رغم أن الموعد مضروب، والحشود تعلن عن برنامجها منذ زمن، والنداءات كانت تتعالى بإسقاط النظام. أعتقد أن الجيش المصري نفسه لم يكن متوقعا أن تمتلئ الشوارع والميادين بهذه الملايين وفي أنحاء الجمهورية، وإن كان حتما قد خطط للتدخل إن أحس بخطر الانهيار، أو الفوضى. الآن، أمامنا فريقان وحدث واحد. منتصرون: ائتلاف المعارضة، يشعرون أن غالبية الشعب معهم، وقد أعطاهم «الشرعية» بنفس الطريقة التي نزعها من الرئيس الأسبق حسني مبارك. وخاسرون؛ الإخوان المسلمون، في حالة عدم تصديق كأي ملاكم يسقط بمثل هذه الضربة السريعة، ويعتقد أنه صاحب «الشرعية» وسيقاتل لاستردادها. الجيش، كونه راعي الثورة الثانية أيضا، أدهش الجميع بقدرته على التخطيط والتدخل، وإجراء عملية استئصال جراحية سريعة ونظيفة، لم نشهد لها مثيلا من قبل. في خلال يوم واحد فقط، سقط نظام كامل، رئيس ورئيس وزراء وحكومة وأجهزتها الكبيرة. وفي يوم نجح الجيش المصري في تعيين رئيس مدني وفق…

محمد خميس
محمد خميس
محمد خميس روائي صدر له من أمريكا رواية لفئة المراهقين بعنوان "مملكة سكابا" ، وله باللغة العربية مسرحية أدبية بعنوان "موعد مع الشمس"

أنا ومن بعدي الطوفان

الجمعة ٠٥ يوليو ٢٠١٣

في العصر الحديث، الفلسفة الوحيدة التى أنتجتها الولايات المتحدة الامريكية للعالم، هي الفلسفة البرجماتية. وفي أبسط تعريف للفلسفة البرجماتية حسب وليم جيمس ( 1842- 1910م) هو أن الفكرة كورقة النقد تظل صالحة للتعامل بها، إلى أن يعترضها مُعترض ويثبت زيفها وبطلانها، وتستمر صلاحيتها ما دامت سارية المفعول فنحقق بها ما نريد من أغراض" أي أن معيار الصدق في البرجماتية لأية فكرة إنما يكمن فيما يترتب عليها من نتائج عملية، تنفع صاحبها. فإذا كان اعتقاد الناس بالدين يفيدهم ويجلب لهم المنفعة، إذاً ليكن الدين حقيقة، وقس على ذلك أي فكرة أو تصرف أو اعتقاد. ولذلك نقرأ أو نسمع في نشرات الأخبار دائماً أن الولايات المتحدة الأمريكية تكيل بمكيالين، أوتنعت أيضاً بازدواجية المعايير، لأنها ببساطة تهتم بما سيترتب على مواقفها مع مختلف الدول من منفعة لها، وليس على مبدأ الوقوف مع الحق. البرجماتية هي الفلسفة المفضلة لدى المتسلقين والسياسيين، وواقعياً هي الوحيدة التى تناسبهم، وتبرر لهم رفع شعارات هم أول من يكفر…