الجمعة ٢٨ يونيو ٢٠١٣
يبدو أن الولايات المتحدة في عهد الرئيس باراك أوباما عازمة على التخلي عن الريادة العالمية، ولذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يمكن للصين أن تملأ الفجوة التي يمكن أن تنشأ في منطقة الشرق الأوسط؟ لقد طالب أوباما الرئيس الصيني الجديد شي جين بينغ في الآونة الأخيرة بأن يلعب «دورا نشطا» في رعاية عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وهو ما أضاف زخما لهذه المسألة. وخلال الأسبوع الماضي، كان هناك حديث في بكين عن استضافة لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وسوف تقوم الصين بدور «الوسيط النزيه»، على عكس الولايات المتحدة «المنحازة كثيرا لإسرائيل». وقد زادت التكهنات بشأن دور الصين في منطقة الشرق الأوسط، بعدما أعلن مقربون من الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني أنه سيقوم بزيارة بكين في وقت قريب بـ«أفكار جديدة» لحل الأزمة القائمة بشأن طموحات إيران النووية. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل الصين مستعدة للقيام بدور قيادي في منطقة الشرق الأوسط؟…
محمد فاضل العبيدليعمل محرراً في قسم الشؤون المحلية بصحيفة "أخبار الخليج" البحرينية، ثم محرراً في قسم الديسك ومحرراً للشؤون الخارجية مسؤولاً عن التغطيات الخارجية. وأصبح رئيساً لقسم الشؤون المحلية، ثم رئيساً لقسم الشؤون العربية والدولية ثم نائباً لمدير التحرير في صحيفة "الايام" البحرينية، ثم إنتقل للعمل مراسلاً لوكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب) كما عمل محرراً في لوموند ديبلوماتيك النشرة العربية.
الخميس ٢٧ يونيو ٢٠١٣
شهدت الحرب التي شنها المجاهدون الافغان ضد المحتلين الروس في الثمانينات انعطافة هامة عندما أمدت الولايات المتحدة المجاهدين الأفغان بصواريخ قصيرة المدى مضادة للطائرات تطلق على من على الكتف. هكذا وبعد سيطرة جوية تامة للجيش الروسي، تمكنت صواريخ "ستنغر" من تحييد الطيران الحربي الروسي وإكتسب المجاهدون الأفغان ميزة تكتيكية في أرض المعركة. هل يمكن أن نتوقع نفس السيناريو في سوريا الآن بعد أن قررت ادارة اوباما بعد تردد طال أمده تزويد المعارضة السورية بالسلاح؟ تسليح المعارضة السورية ليس وحده ما سيذكرنا بافغانستان، بل الأجواء السائدة حاليا في المنطقة بعد أن تمكن الجيش السوري ومقاتلي حزب الله من استرداد بلدة "القصير" من أيدي مقاتلي المعارضة. فبعد قليل من معركة "القصير"، تعالت النداءات من رجال الدين السنة للجهاد في سوريا بشكل مدوٍ في ارجاء الدول العربية وتعالت أجراس النفير تدق بصخبٍ كافٍ ليذكرنا بالنداءات نفسها للجهاد في افغانستان مطلع الثمانينات من القرن الماضي. أبعد من هذا، فان التقارير حول الحشود العسكرية بدأت…
الخميس ٢٧ يونيو ٢٠١٣
فى زمن الإمام الشافعى كان هناك رجل يدعى يونس بن الأعلى، وكان يونس هذا من تلاميذ إمام مصر وفقيهها الليث بن سعد، وعندما حط الشافعى رحاله فى مصر وأخذ يتعرف على رجالها وأحوالها ومرابعها ومغانيها أخذ يمعن الفكر فى فقهه، هل هذه البلاد ـ أى مصر ـ يصلح لها الفقه أو الفهم الذى استقر عليه فى الحجاز؟ ثم أخذ يمعن النظر ويقلب الأفكار ذات اليمين وذات اليسار، وكلما ازداد معرفة بالواقع الجديد الذى رآه واقترب منه ابتعد عن فقهه الأول، وبينا هو على حال من التفكير والتدبر فى شخصية الإنسان المصرى وولعه بالتدين، وتدفق عاطفته الدينية، وانبهاره بالعلماء والأولياء، جاء له صديقنا يونس بن الأعلى ـ الذى ذكرت اسمه بالأعلى ـ وقال له: يا إمام، طيب الله مقامك بيننا، سمعتُ فقيهنا الليث بن سعد ذات يوم وهو يقول: «لو رأيتم الرجل يمشى على الماء فلا تغتروا به، حتى تنظروا مدى اتباعه للكتاب والسنة» كان قول الليث هذا الذى نقله يونس…
الخميس ٢٧ يونيو ٢٠١٣
رغم الهجوم المنظم والتشكيك الممنهج من قبل أتباع "الإخوان" في قضاء الإمارات، فإن ذلك لم يهز من ثقة المواطن الإماراتي في قضائه ورجال القانون، وفي العدل الذي يتوسمه في هذه المؤسسة المستقلة بحكم القانون والدستور، والمواطن الإماراتي مستعد اليوم أكثر من أي يوم سابق لتقبل ما سيحكم به القاضي في قضية "التنظيم السري". ويبدو أن هذا ما يزعج "الإخوان" الذين يزدادون إحباطاً يوماً بعد يوم، وهم يرون فشلهم المتراكم أمام حب شعب الإمارات لوطنه وقيادته ومؤسساته الدستورية والقضائية والتنفيذية. ما يقوم به بعض مؤيدي المتهمين، وما يروجه تنظيم "الإخوان" عن الإمارات خطأ استراتيجي جديد سيتحمله "إخوان الإمارات" الذين تؤكد الأحداث أنهم يفتقدون إلى أبسط قواعد الفهم السياسي، فضلاً عن الفهم الاجتماعي والأخلاقي. ففي الوقت الذي يوجه فيه تنظيم "الإخوان" في مصر تحديات في استمرار بقائه في الحكم، بعد فشله الذريع في إدارة البلاد، فإن أتباع هذا التنظيم في الإمارات لا يزالون يحلمون بـ"المستحيل"، فإن كان لدى بعض النخبة، أو عامة…
الخميس ٢٧ يونيو ٢٠١٣
ما الذي يدفع عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في مجلس الشورى، أن يهاجم دولة الإمارات العربية المتحدة وفي هذا الوقت تحديداً؟ التفسير الأقرب للموضوعية -خصوصاً في ظل الظرف المصري المتأزم- لا يخرج عن كونه محاولة جديدة لإلهاء الشارع المصري عن فشل جماعته الذريع في إدارة الدولة وإنقاذ اقتصاد البلاد المنهار. تلك «عادة» سياسية فاشلة، إذ يلجأ السياسي المخنوق داخلياً إلى افتعال حروب وعداوات في الخارج. وإخوان مصر يشعرون أن الخناق يزداد قسوة عليهم مع استمرار التخبط في القرارات والتراجع في الاقتصاد، وانكشاف خطط الهيمنة على حراك المجتمع ومفاصل الدولة. الشـارع المصـري واعٍ جداً لمناورات جماعة الإخوان، ولهذا جاءت الردود ضد تصريحات العريـان من الداخل المـصري ذاته قاسية وساخرة. لقد انقلب السحر على الساحر، فتحول هجوم العريان ضد الإمارات وبالاً عليه وعلى جماعته، التي حاولت التنصل من المسؤولية من دون جدوى. رئيس «حزب العدالة والحرية» محمد سعد الكتاتني قال إن تصريحات العريان ضد الإمارات «لا…
الخميس ٢٧ يونيو ٢٠١٣
الشطط الأمني والسياسي الذي أحدثته جماعة الأسير في منطقة صيدا، حيث بدا الأمر كأن أصوليين ينتقمون من الجيش لعجزهم عن مواجهة «حزب الله» مباشرة، يفترض ألاّ يغيّب أو يطغى، وقد انتهت المعركة المفتعلة وحصرت انعكاساتها على الموضوع الأساس الذي يشغل اللبنانيين جميعاً، وهو تورط «حزب الله» في الحرب السورية وتوريط لبنان كله معه. قدَّم أصوليو عبرا، ولأسباب تتعلق ربما بحقد قديم على الجيش يعود إلى أحداث مخيم نهر البارد ولصلتهم ببعض من قاتلوا فيه ويقيمون اليوم في مخيم عين الحلوة، خدمة للحزب الذي يدَّعون مقارعته، فتحولوا خارجين على القانون، وسقطت حججهم، التي لم تَرْقَ أبداً إلى مستوى سياسي يجمع لها أنصاراً على مستوى البلد، وبقيت غائصة في تعابير مذهبية هابطة ومشخصنة على قياس زعيمها. وبدلاً من أن يحاول الأسير تحييد الجيش في «معركة الشقق الأمنية» للحزب في منطقة صيدا، «نجح» في تكتيل اللبنانيين ضده على اختلاف مشاربهم السياسية والطائفية، باستثناء قلة قليلة لم يحدث دفاعها عنه أي فارق، وألصق بنفسه…
الخميس ٢٧ يونيو ٢٠١٣
لفتتني مقولة مهمة استشهد بها حاكم قطر الشيخ حمد بن خليفة (61 عاما) في خطابه الشهير أمس وهو يسلم مقاليد الحكم طواعية لابنه تميم (33 عاما) في سابقة فريدة، وكانت المقولة للإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه حينما قال: «علموا أولادكم خير ما علمتم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم». وحينما تأملت هذه العبارة تذكرت أن الأمير كان يتحدث في عصر تشكل فيه «نسبة الشباب العربي دون الـ25 عاما ما يقرب من 70 في المائة من مجمل سكان المنطقة، وهم الأكثر تعليما، ولديهم خبرات ومهارات لم تتح للأجيال السابقة»، حسب التقرير الإقليمي للأمم المتحدة. ويأتي هذا في وقت يعاني فيه الشباب من مشكلة ثقافية متفشية، وهي عقدة المثل الشعبي: «أكبر منك بيوم أفهم منك بسنة». وهو أمر غير واقعي؛ فالناظر إلى مؤسسات القطاع الخاص الناجحة يجد أن كثيرا منها يقاد من قبل شباب في الثلاثينات والأربعينات، ويحققون نتائج إدارية ومالية مبهرة، وكل ما في الأمر أنهم وضعوا في المكان…
الأربعاء ٢٦ يونيو ٢٠١٣
زميلي الأستاذ جمال خاشقجي يقول ببساطة: يا صديقي الشيعي كن معي في موقفي وإلا سأكون ضدك ''الحياة 22 حزيران (يونيو)''. كي لا تختلط الأمور فالزميل لا يطالبنا بالخروج في غزوة بدر مثلا، ولا يدعونا لتحرير الأراضي المحتلة، بل ولا حتى لنصرة الشعب السوري الجريح. المطلب المحدد للزميل الكريم هو ببساطة: أن تكون عدوا لإيران وحزب الله. جوهر المسألة التي شغلت باله هناك ليس حق الشعب السوري في صناعة مستقبله بحرية، جوهرها ــــ حسب ما يشرحه الأستاذ خاشقجي ــــ هو وجود حزب الله وتأييد إيران للنظام. لا يحتاج الأمر إلى تفسير أو تحليل، فإما أن تكون عدوا لمن يعاديه الأستاذ جمال وإلا فأنت مصنف في جبهة أعدائه. ليس الأمر مهما لو اقتصر على معاداة شخصية، لا سيما لو كان عدوك عاقلا مثقفا حصيفا كالأستاذ جمال، لكن الأستاذ جمال لا يتحدث عن عداء شخصي ولا أظنه يفكر فيه. بل يقول كلاما يؤدي ــــ موضوعيا ــــ إلى تبرير حالة استقطاب اجتماعي على أساس…
الأربعاء ٢٦ يونيو ٢٠١٣
بداية، أعذروني بأن أقول لكم بأن هذا "الخطاب" خالٍ من زخارف "البروتوكول" الذي اعتدتم عليه لأمرين: الأول، لأنه بلغة معظم المواطنين الناقمين على وزارتكم، والذين لا تعنيهم كل ألوان الكتابة والخطابات.. والثاني، أنه لا مساحة تكفي لتعبئتها بعبارات ليست بأهمية ما بعدها. معالي الوزير: يجب أن أخبركم أن كثيرا من الناس غاضبون من وزارتكم، ضاقوا ذرعا بأخطائها وتخبطاتها، ويئسوا كثيرا من وعودها، بل إن بعضهم دفعوا أرواحهم ضحية لتهاونها.. فما نكاد أن نحاول تناسي كارثة حتى تجيء بأعظم منها، وزادت حساب "النكبات" رصيدا.. لوثت دم فتاة جازان، وقتلت (بالكيمياوي) كل البراءات في وجه فتاة القصيم، وقبل تلك وهذه مسيرة من الكوارث، عرفنا عن بعضها وغاب منها كثير، وغيّب أكثر من كل هذا.. وبعد كل حادثة تقولون: الأخطاء واردة!! معالي الوزير، يجب أن تعلموا جيدا أن القضايا لا تنسى بعد (شلة) من التصريحات "المخدرة"، ولا تغيب عنّا بغياب الضوء عنها، ولا تسقط حقوقها بالتقادم.. فقضية "طفل الجوف"، و"فتاتي جازان والقصيم"، و"دكتور…
الأربعاء ٢٦ يونيو ٢٠١٣
كان أمس يوماً مشهوداً في قطر. فقد أعلن الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رسمياً تنازله عن الحكم لابنه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. ربما كان من اللافت أن تفعيل الإعلان كان سريعاً، إذ دعا الديوان الأميري أبناء الشعب لمبايعة الأمير الجديد في اليوم نفسه ويوم الأربعاء الذي يليه. لكن ما يبدو أنه تطبيق سريع للمبادرة كان حصيلة سنوات من التفكير والمشاورات والتقرير. وذلك لأن فكرة التنازل عن الحكم، كما تقول مصادر عدة، كانت قد طرحت منذ أكثر من ثلاث سنوات على الأقل. والأرجح أن دائرة من كانوا يعرفون عن ذلك تتجاوز مجلس العائلة في قطر، وأهل الحل والعقد، إلى قيادات دول مجلس التعاون، وبعض القيادات العربية والدولية. وهذا يشير إلى أن قرار التنحي لم يكن متسرعاً، ولم تفرضه ظروف صحية، أو محلية، أو إقليمية، بمقدار ما أنه كان نتيجة موقف مسبق، شكّل الأساس الذي استند إليه القرار في الأخير. كان الشيخ حمد ولياً للعهد منذ 1977. وتسلّم الحكم…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ٢٦ يونيو ٢٠١٣
تختلف سوسيولوجيا التصوير، الفوتوغرافي والتلفزيوني، وفق ثقافة المجتمع الذي يتم التصوير فيه والفرد الممسك بالكاميرا. من خلال ثقافة المجتمع نستخلص ما يمكن تسميته: (ثقافة الزوم)، أي العوامل الثقافية المؤثرة في اختيار البؤرة الاجتماعية التي تحظى باستهداف الكاميرا لها. ففي حين تهتم المجتمعات المتطورة بتصوير الحدث المهم، تهتم مجتمعات أخرى بتصوير الشخصية المهمة الموجودة في الحدث، بغضّ النظر إن كان الحدث مهماً أو هامشياً. وهنا تكمن لعبة جذب الفلاشات إلى منصة الحفل، حيث يلجأ أصحاب المناسبة من أجل جذب انتباه الإعلام، إلى بذل مساع كبيرة للحصول على رعاية أو حضور شخصية «مهمة» إلى احتفالهم لتقوم الشخصية بجرّ الإعلاميين والمصورين إلى الاحتفال حتى لو كانت المناسبة هامشية لا تستحق التغطية. لا يغيب عن ذهني ما يمارسه الإعلام الغربي في سبيل صناعة النجم من مطاردة نجوم الفن مثلاً، فهذه حكاية أخرى ترتبط بالثقافة الرأسمالية لا الثقافة السلطوية، رغم الوعي بأن الرأسمالية تصنع سلطاتها وتُخضع المجتمع لها من أجل الكسب المستديم للمال من دون…
الأربعاء ٢٦ يونيو ٢٠١٣
يكاد عمر لبنان الكبير ان يبلغ قرناً من الزمن، من دون أن تتوصل مكونات بلد الأرز بعدُ إلى التوافق على القبول جميعاً بنظام سياسي ينبذ العنف بكل أشكاله. لقد انتزع كل من هذه المكونات في وقت أو آخر، حق الفيتو على عمل هذا النظام، ولم يمر عقد في عمر هذا النظام من دون أن يجري التعبير عن هذا «الحق» بالعنف. أريدَ في النظم الحديثة أن تحتكر الدولة العنف والسلاح، لتتمكن من تنظيم تعايش المطالب المتضاربة وإدارة شؤون الناس. لكن النظام السياسي اللبناني حكمه العنف الأهلي، بما نزع عن الدولة اختصاصها الأساسي، وبات النظام برمته يخضع لتحولات ميزان القوى الأهلي. هكذا، وعلى امتداد التاريخ الحديث، فشل النظام السياسي في إيجاد أي حل لأزمة بين مكوناته، أو بين أحدها والدولة. ولم تتمكن كل التسويات والاتفاقات التي أبرمتها الطبقة السياسية من انتزاع «حق» الفيتو من أي من المكونات الطائفية. لقد أشار بعض النصوص إلى حل الميليشيات أو جمع السلاح، لكنه لم يسحب الاعتراف…