الإثنين ٠٣ يونيو ٢٠١٣
لعلّكنَّ تذكرن يا سيّدات الشورى الموقرات أننا احتفلنا بكن، وفرحنا بخبر تعيين 30 سيدة في مجلس الشورى، ورفضنا أن يفسد أحد فرحتنا، أو التشكيك في مدى فعالية ودور عضوات مجلس الشورى في مؤسسة تعاني من البيروقراطية، ومحدودية الصلاحية، وقلنا إن المرأة ليست كائناً فائق القدرات، لكنها تملك حقوقاً مدنية، ومن حقها أن تكتسب تجربة العمل في مؤسسات المجتمع وأن تفيد وتستفيد، وأن عملها في مجلس الشورى فرصة قد تتفوق فيها أو تساوى بمن فيه، أو تتعلم منهم وتزداد خبرة. كنا نريدكن أن تظهرن في الصورة كي تصبح أجمل، فمن دون مشاركتكن تكون الرؤية عوراء، والمجتمع لا يحسن النظر بعين واحدة، ولا يتقدم بجناح واحد، ولا يتطور بدفع رجاله فقط، فنساؤه هن الأمهات اللاتي أنجبن هؤلاء الرجال، وهن الزوجات اللاتي يتقاسمن معهم المسؤوليات، وهن البنات اللاتي يشاركن في زراعة أمل جديد ينهض به مستقبلهن، فكيف تكتمل الصورة في مجلس يدلي بمشورة رجاله فقط، في حين تغيب نساؤه المؤهلات؟ وحين وصلتن إلى…
الإثنين ٠٣ يونيو ٢٠١٣
هل يعكس شعار «خليجنا واحد» حقائق الجغرافيا السياسية لمنطقة الخليج العربي؟ يبرز هذا السؤال بقوة عند الحديث عن منطقة مجلس التعاون الخليجي كوحدة سياسية، وتزداد أهمية السؤال في ظل حالة عدم اليقين السياسي (political uncertainty) التي أوجدها الربيع العربي. تبدو منطقة الخليج العربي واحدة بالفعل في حال اعتبار عامل الاشتراك التاريخي والثقافي والاجتماعي بين دوله، ويمكن حتى في هذه الحالة اعتبار اليمن ومناطق من العراق امتدادا حتى بادية الشام جزءا لا يتجزأ من وحدة ثقافية وتاريخية واحدة ترتبط بمنظومة قبائل شبه الجزيرة العربية. على أن عامل الارتباط الثقافي واللغوي (تشابه اللهجة) لا يشكل في حد ذاته أساسا قويا لنشوء وحدة سياسية تعبر عن ذات المصالح والتطلعات، وهذا ما يقود للسؤال حول مدى تعبير شعار «خليجنا واحد» لحقائق الجغرافيا السياسية لمنطقة الخليج ووحدته السياسية المتمثلة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي أنشئ عام 1981، خاصة أن دول الخليج تقف اليوم أمام استحقاق فكرة التحول لاتحاد خليجي في ظل كل الظروف…
الإثنين ٠٣ يونيو ٢٠١٣
أمس، نشرت صحيفة المدينة تقريرا عن طبيب أنف وأذن وحنجرة قام بجراحات عامة ليست من اختصاصه في أحد المراكز الصحية في المدينة المنورة، وقد تسبب في بتر الأعضاء الذكرية لخمسة أطفال على الأقل أثناء قيامه بعمليات (الطهارة) التي لا يجيدها، وقد تألمت حقا وأنا أقرأ أحاديث أولياء أمور هؤلاء الأطفال الذين صدموا بما حدث لأولادهم، ولكنني رغم ذلك لم أجد فائدة من تكرار الحديث حول الأخطاء الطبية الفادحة التي راح ضحيتها عشرات الأبرياء، فالمستشفيات والمراكز الصحية الخاصة تدرك أكثر منا أن وزارة الصحة (مزكومة الأنف، مسدودة الأذن، مشروخة الحنجرة)، وإلا لما وصل الاستهتار بحياة الناس إلى هذه الدرجة، عموما ما حدث للأطفال الخمسة مريع جدا، وليت الجزاء يكون من جنس العمل!. ** تذكرت أغنية (اتمخطري واتميلي يا خيل.. وارقصي ويا عرايس الليل) للفنانة الراحلة ليلى مراد في فيلم (غزل البنات ) حين شاهدت فيديو الفرسان الثلاثة عايض القرني ونبيل العوضي ومحمد العريفي وهم يمتطون صهوات الخيول في تركيا نصرة للشعب…
الإثنين ٠٣ يونيو ٢٠١٣
غلطة كبيرة ارتكبها السيد حسن نصرالله، ولن يتمكّن من إصلاحها وترميمها مهما حاول، بعد أن تورط في قتل السوريين، وستنعكس آثارها على حزبه والمؤيدين له قريباً، بعد أن أصبح يسمى في بعض الاوساط «حزب الشيطان»، وأضحت كراهيته تتزايد في الشارع العربي. يبدو أن «غطرسة» القوة أنست نصرالله أن سفك الدماء لا يشبه سكب الماء، أو كما يقال: «الدم سيقود إلى الدم». أخيراً، انفضحت شعارات نصرالله، وسقطت «شماعة» فلسطين وتحرير المسجد الأقصى، وثبت أنه بدلاً من أن يُعدَّ مقاتليه لقتال إسرائيل (جنوباً)، فإذا به يرسلهم إلى قتل السوريين (شمالاً)، معلناً الغدر بشعب رفع صوره وسانده وفتح أهله قلوبهم وبيوتهم له ولمقاتليه على مدى عقدين. كانت الجرة على مدى السنوات الماضية تسقط وتنكسر، ويُعاد عَجْنُ طينها ليتشارك الآخرون في شرب مائها، لكن بعد التدخل السافر لـ«حزب الله»، وقتل السوريين... انكسرت الجرة ألف مرة يا سيد حسن، ولم تعد أنت شاطراً كما كنت كل مرة، ولم يعد ممكناً إعادة عجن طينها، أو تقاسم…
الإثنين ٠٣ يونيو ٢٠١٣
عندما عاد الطفل الهندي إلى أمه باكياً وشاكياً إليها تعرضه للضرب المبرح من أفراد ينتمون إلى طائفة دينية أخرى, ومتوعداً بأن ينتقم من جميع أفراد تلك الطائفة, لاحظت الأم الذكية صفة التعميم التي تصاحب حديث طفلها, فخافت منها, وحرصت على أن تجتثها من ذهنه الصغير والنقي وغير الملوث. فرسمت له خطاً عمودياً مستقيماً, كتبت على يمينه الأخيار, وكتبت على يساره الأشرار, لتوضح له حقيقة مهمة, مفادها أن الأخيار موجودين في كل مجتمع, بغض النظر عن جنسيته أو ديانته, وأن الأشرار أيضاً موجودين في كل مجتمع, مهما كانت جنسيته أو ديانته. وعليه, فيجب أن يدرك صغيرها بأن السلوك الصحيح, هو التصدي للأشرار حيثما وجدوا, أما الأخيار فهم جديرون جداً بالاحترام في أي مجتمعٍ كانوا. هذا المشهد تضمن واحدة من أهم وأعمق الرسائل الأخلاقية التي أراد المخرج الهندي جوهر كاران تمريرها إلى المشاهدين عبر عمله السينمائي الخالد My name is khan , الذي أنتجته بوليود في 12 فبراير 2010 , وحقق حينها…
الإثنين ٠٣ يونيو ٢٠١٣
عبّرت إسرائيل عن «شديد أسفها لذهاب نجاد عن سدّة الرئاسة في إيران»! وفقاً لـ«دن شوفتان» رئيس مركز الدراسات الأمنيّة بجامعة «حيفا». واعترف «شوفتان» بـ«تسهيل نجاد لمهمّة إسرائيل في إقناع الرأي العام العالمي عبر تشبّثه بالسلاح النووي ودعمه للإرهاب في العالم وسلوكه الوحشي في مواجهة شعبه». ولا شك أن ترديد «نجاد» لأقوال «ضرورة محو إسرائيل من الخارطة» دون تدعيمها بالأفعال، جعل من الأخيرة تتمسّك بشعار أن «إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم المهددّة بالزوال». وبالمقابل تلوّح هي الأخرى بشن حملة عسكريّة ضد طهران دون تنفيذ، وبذلك يتبادل الطرفان الخدمات لبعضهما البعض، إذ تعزّز إيران نفوذها في المنطقة العربيّة بذريعة دعم محور المقاومة المزعوم وتوغّلها في غزّة، وبالمقابل توسّع إسرائيل مستوطناتها في الضفّة الغربيّة لترسيخ احتلال الأراضي الفلسطينيّة. واستجابت «تل أبيب» لشعار «الحماسة السياسيّة» لـ«خامنئي» بقرعها طبول الحرب الواهية ضد إيران بالتزامن مع حماسة مسرحيّتها الانتخابيّة فأثارت ضجّة إعلاميّة كبيرة في إيران، ولا شك أن هذه الضجّة ستستمر لإضفاء مزيد من الحماسة…
الأحد ٠٢ يونيو ٢٠١٣
صرف المعنيون بالشأن السوري وقتاً طويلاً في الحديث عن «جبهة النصرة»، واستحضروها في المحطات المختلفة للأزمة، بعضهم من أجل الدفاع عن موقف وبعض آخر من أجل الدفاع عن نقيضه في آن. لقد جرت عملية تنميط لا سابق لها من أجل إلصاق الصورة الضرورية بـ «النصرة». فعناصرها القادمون من شتى أصقاع الأرض مسلحون قتلة ملثمون يرفعون الرايات السود ويطبقون أكثر أنواع التفاسير تشدداً للدين الإسلامي، يقتلون وينكلون بكل ما تقع عليه أيديهم. وتدعمت الصورة بكثير من الأشرطة المصورة على مواقع الإنترنت، وبعضها موغل في الوحشية والسادية. وتُعزل هذه الصورة، من أجل مزيد من التنميط، عن مسرح الأحداث الذي هو سورية، لتصبح «النصرة» مسألة خارجة عن كل سياسة في البلد المبتلي بالقتل والتدمير. وتتحول موضوعاً قائماً بذاته يلجأ إليه المعنيون عند الضرورة، كل وفق حاجته. تؤكد شهادات كثيرة أن ثمة مقاتلين في الثورة السورية يعتمدون مرجعية «سلفية جهادية»، ويستقطبون متشددين من خارج البلاد، وأن هؤلاء يسعون إلى فرض مرجعيتهم بالوسائل المختلفة، ترغيباً…
الأحد ٠٢ يونيو ٢٠١٣
أنتجت المملكة خلال العام الماضي أكبر كمية من البترول في تاريخها، حيث بلغ حجم الإنتاج 3500 مليون برميل.. برميل ينطح برميل .. وهذه الثروة الخرافية التي أنعم بها الله علينا تؤكد أن خزائن البلاد اليوم تحتضن أكبر ثروة في تاريخ الجزيرة العربية وهي ثروة كفيلة بتغيير حياتنا في مختلف المجالات التي مع توافر الإرادة الحقيقية تجعل هذا البلد المبارك واحدا من أكثر دول العالم تقدما، ومتى ما نجحنا في القضاء على الفساد. بعد 10 أعوام أو 20 عاما سوف يسألنا أحفادنا عن مليارات البراميل التي تم استخراجها من باطن الأرض، أين هي على الأرض؟، حينها سنكون أمام واقعين لا ثالث لهما، إما أن نشير إلى إنجازات حضارية لا تخطئها العين أو أننا سنحاول تذكر برنامج الابتعاث الرائد وبعض المشاريع التنموية الضرورية التي عانت من التعثر، تضاعفت ثروات الكثيرين خلال الفترة المليارية وعاش آخرون حياة الفقر، حضرت الخطط والدراسات ولم تواكبها كما يجب الإنجازات على الأرض. أجهزة الحكومة مسؤولة اليوم عن…
الأحد ٠٢ يونيو ٢٠١٣
إن الإرهاب لا دين له ولا طائفة ولا مذهب، فهو ذو مسببات مختلفة منها الديني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي، وهو يعبّر عن نفسه في كل مرحلة تاريخية بحسب معطيات عصره وظروف زمنه. كان الإرهاب فيما يزيد على عقد من الزمان له واجهة إسلامية سُنية عبر تنظيم القاعدة والتنظيمات المشابهة له، ولكنّ الدول التي واجهته تقف على رأسها بعض الدول السُنية كالسعودية، وحين يجري على نطاق واسع في الغرب على المستوى الأكاديمي أو السياسي تبنّي أن الإرهاب ماركة مسجلة باسم المسلمين السنّة وأن الطائفة الشيعية الكريمة بريئة منه فإن الشواهد والأحداث التي تدلّ على وجود إرهاب شيعي بالمنطق الطائفي كثيرة ومتعددة منذ عقود، وهو يتم برعاية كاملة من الجمهورية الإسلامية في إيران. الفرق هو أن الجماعات الإرهابية السنية لم تزل منفلتة العقال وقد أصبحت لاحقا مطية سهلة تحركها إيران بينما الجماعات الإرهابية الشيعية تحولت إلى مؤسسات منضبطة تحت راية الجمهورية الإسلامية، وما يجري اليوم في سوريا من تدفق الإرهابيين الشيعة وقتالهم في…
الأحد ٠٢ يونيو ٢٠١٣
كثيرة هي المرويات التي راجت بين الناس بينما حدوثها فيه شك، إذ لا تتسق الحادثة مع من نسبت إليه، ومنها قصة الزبير بن العوام ــ رضى الله عنه (أحد المبشرين بالجنة)، فقد روى عن ابن وهب عن مالك أن أسماء بنت أبي بكر كانت تخرج حتى عوتب في ذلك، فعتب عليها وعلى ضرتها (يقال إنها عاتكة بنت زيد)، فعقد شعر واحدة بالأخرى ثم ضربهما ضربا شديدا، وكانت الضرة أحسن اتقاء، وكانت أسماء لا تتقي فكان الضرب بها أكثر؛ فشكت إلى أبيها أبي بكر ــ رضي الله عنه ــ فقال لها: أي بنية اصبري فإن الزبير رجل صالح، ولعله أن يكون زوجك في الجنة. وهي رواية غريبة ومتحاملة على نماذج رائعة في تاريخنا الإسلامي، وتختل هذه الرواية (في مصداقيتها) لأن مالك ابن أنس لم يدرك أسماء بنت أبي بكر، ولأن الرواية لم تذكر ممن أخذ مالك هذه الحكاية، ولهذا فهي حكاية ساقطة ولا يعتد بها، لكن الجهل بقيم الإسلام العظيم يجعل…
رضوان السيدعميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي
الأحد ٠٢ يونيو ٢٠١٣
عندما خطب الأمين العام لـ«حزب الله» قبل أسبوع، ما وجد نفسه مضطراً لتغليف خطابه بمصطلحات وتعابير كثيرة اعتاد عليها منذ عشرين عاماً وأكثر. فقد قال هذه المرة ودون تردد إنه يقاتل دفاعاً عن نظام الأسد، كما أنه يقاتل في مواجهة التكفيريين على حدوده! وليس مهماً ما قاله بعد ذلك على سبيل التعليل. فقد قال إنه يدافع عن نظام الأسد، لأن سقوطه يعني سقوط المقاومة في لبنان وفلسطين وسوريا. وهو يعني بذلك المحور الإيراني في غزة، و«حزب الله» في لبنان، والسيطرة الإيرانية في سوريا. وهذا تعليل سياسي يُرضي الإيرانيين الذين يسود بينهم منذ غزو العراق عام 2003 تيار الحرس الثوري الذي يعتمد في استمرار نفوذه الداخلي على التوسع في الخارج. وباسم هذا التوسع تنتصر الثورة، ويفوز النووي، وتنحسر السيطرة الأميركية والإسرائيلية! أما الذين لا يُهمُّهم من الشيعة انتصار المحور الإيراني أو أنهم ضده، فقد قال لهم نصرالله إنه مضطر للقتال في سوريا دفاعاً عن المقدسات الشيعية المهددة في سوريا والعراق. وكان…
الأحد ٠٢ يونيو ٢٠١٣
وصلت دراما الصراع في المنطقة إلى ذروة أخرى. لم يعد النظام السوري قادراً بمفرده على حماية نفسه أمام الثوار. بات في حاجة إلى مقاتلين إيرانيين وعراقيين، وإلى مقاتلي «حزب الله» اللبناني تحديداً. انقلبت المعادلة. كان الحزب نشأ في الأصل تحت حماية النظام السوري. لم يسقط النظام لكنه يتهاوى. لذلك يبدو أن الحزب يأخذ مكانه موقتاً كقوة إقليمية يتجاوز دورها في شكل علني حدود لبنان، ويتعهد قائدها بحماية النظام الذي كان يحميه من قبل، ومن حيث أن الحزب ذراع إيرانية، فهو يحاول بذلك أن يدفع بالدور الإيراني إلى مرحلة متقدمة كشريك في إعادة رسم الخرائط السياسية إن لم تكن الجغرافية للمنطقة. هل في ذلك مفارقة؟ المفارقة أن إيران جعلت من النظام السوري غطاء لنفوذها ودورها في الشام، في مقابل وهم قدرتها على حمايته من السقوط. كلاهما يقامر بما لا يملك. في موازاة احتدام المعارك، وتداخل الأدوار على أرض سورية، برز ما يبدو أنه تفاهم أميركي - روسي على كل شيء، وعلى…