الإثنين ١٠ يونيو ٢٠١٣
إذا كان حسن نصر الله قد أبدى أوضح أشكال الخيانة للمبدأ الأساسي الذي كان يحاول إيهام الناس أن حزبه يقوم عليه ويتمسك به، أي مبدأ المقاومة، بعد أن شاركت ميليشيات حزب الله النظام السوري في مجزرة القصير ضد مقاومة الشعب السوري، فإن ذلك لا يجب أن يسبب الدهشة والإستغراب من هذه الفعلة إلى حد إعلان الشيخ يوسف القرضاوي اكتشافه المتأخر بأنه كان مخدوعا بحزب الله عندما كان يؤيده، وأنه أصبح يؤيد رأي كبار علماء المملكة في هذا الحزب. كما أنه لا يوجد سبب منطقي للإحتفاء الكبير والإحتفالية الصاخبة بتصريح الشيخ القرضاوي في إعلامنا على خلفية ترحيب بعض علمائنا بتصريحه. أتمنى كثيرا لو أستطيع تصديق الشيخ القرضاوي بأنه كان مخدوعا في ممارسات حزب الله التي اكتشف الآن أنها عمالة وخيانة وتكريس للطائفية وخدمة لمخططات صانعيه. أتمنى بلع هذه الحكاية لكني لا أجد نفسي قادرا على ذلك لأن الشيخ القرضاوي مثلما هو شخصية دينية لا يستهان بها فإنه أيضا شخصية سياسية تعرف…
عمار بكاركاتب و أكاديمي متخصص في الإعلام الجديد
الإثنين ١٠ يونيو ٢٠١٣
شهد الأسبوع الماضي ضجة ضخمة عالميا بسبب فضيحة برنامج "بريزم" التجسسي. المشكلة هنا ليست في مخالفة دولة كبرى مثل أميركا لمبادئها الأساسية التي افتخرت بها عبر السنين، فهذا أمر انتهت الصدمة منه بعد 11 سبتمبر، ولكن في رأيي لأن الإنسانية استيقظت فجأة لتفاجأ بتحد من أصعب التحديات التي تواجهها في تاريخنا الحديث، بعد أن صارت التكنولوجيا جزءا من حياتنا، وصار العيش يبدو من المستحيل بدون شبكة الإنترنت والبريد الإلكتروني والشبكات الاجتماعية وتطبيقات الموبايل. بعد هذا الاعتماد الهائل على التكنولوجيا تكتشف البشرية أن هذا يعني بلا مبالغة أن كل شيء تفعله يمكن رصده بالتفاصيل، وتحليله، ثم عقابك عليه إن لم يعجب ذلك "الأخ الأكبر". يمكن بسهولة الوصول لنتيجة هنا أنه تقريبا لا يوجد مفر من هذا المأزق: لا يمكننا التوقف عن استخدام التكنولوجيا، ولا يوجد أي إطار قانوني أو فكري يمنع حكومة مثل الحكومة الأميركية من الاطلاع على كل أسرار حياتنا. الإنترنت تحول فجأة إلى مصيدة ضخمة، وقعت فيها الإنسانية لصالح…
الإثنين ١٠ يونيو ٢٠١٣
شاركتُ أخيراً في ملتقى الإعلام العربي في دبي، والتقيتُ زملاء وأصدقاء صحافيين من البلاد العربية كافة، جمعتهم دبي تحت قبة واحدة في لقاءات ونقاشات تتركّز على هموم الإعلام العربي. في كل عام يحضر الملتقى عدد كبير من الإعلاميين، بينهم صحافيون مشاغبون ولامعون ورصينون وانتهازيون، وأيضاً من جماعة الـ«شو أوف»! المهم أن اللقاءات تجمع صحافيين من مشارب عدة، وهذه ميزة تحسب لملتقى دبي، علاوة على التقاء من تتفق معهم فكرياً، وتختلف معهم مهنياً، أو من تتفق معهم مهنياً وتختلف معهم فكرياً، ويكفيك أن تتعرّف على الوجوه الإعلامية القديمة والجديدة والمتجددة، بمن فيهم من «دماغه بيضاء - فارغة» كما يقول المصريون. كان من ضمن محاور الملتقى جلسة بعنوان: «سورية بعد ١٠ سنوات»، شخصياً انتقدتُ العنوان والجلسة، لأن سورية تحت النار وأطفالها يُقتلون، وشعبها نازح، و«الشبيحة» و«حزب الله» يعيثون فيها كرهاً وبطشاً وقتلاً، والزملاء الإعلاميون يناقشون وضعها بعد 10 أعوام، بدلاً من البحث في كيفية مساعدة شعبها، وتسليط الضوء على محنته وعلاج أطفاله…
الإثنين ١٠ يونيو ٢٠١٣
كان أبرز عنوان يستوقف العين وأنا أتصفح التقرير السنوي 2012 لمركز بناء الأسر المنتجة (جنى) هو:«لماذا النساء»؟، ومن قبل أعجبتني التسمية، وما فيها من اختصار لمبدأ مهم وهو «بناء» الأسر المنتجة، وهو ما ثبت أن المركز ينفذه بنجاح ومرحلية يستحقان الإشادة. أما الإجابة على سؤال: «لماذا النساء»؟ فجاءت - بحسب التقرير -: «تمكين المرأة وتدعيم دورها داخل الأسرة والمجتمع، وتوفير فرص علم لها بسبب قلة الفرص المتاحة في السوق، وتعد المرأة في كثير من الحالات العائل الوحيد للأسرة، وندرة الجهات التي تقدم مثل هذه الخدمات لهذه الشريحة المهمة في المجتمع، قدرة المرأة على إجادة الكثير من الأعمال اليدوية والحرفية وتسويقها». أما أنا فأضيف للإجابة أعلاه أن المرأة أكثر وفاء من الرجل، بالمعنيين العاطفي والعملي، فنسبة سداد القروض التي يمنحها المركز للنساء بلغت العام الماضي 99 في المئة! هل تتخيلون هذا الرقم في عالم الإقراض والسداد؟ وهي نسبة من دون كفيل أو كفيل غارم أو أي من الضمانات، فطبيعة القروض متناهية…
الأحد ٠٩ يونيو ٢٠١٣
إذا أردنا أن ندرس عقيدة أو حزباً ما فما علينا سوى الرجوع إلى أحد جذوره العميقة التي لا تنخلع بتقدم الزمان وتغير المكان، إن الجيل الأول في أي ديانة أو مذهب في التاريخ يكون دائماً هو الأصدق لهجة والأبلغ لساناً من كل من يأتي بعده من أتباع! فالسيد الحسين كان صريحاً وواضحاً في خروجه على يزيد طلباً للخلافة! ثم جاء بعض المتمسحين بجلبابه ووضعوا مبدأ «التقية تسعة أعشار الدين» حتى يصلوا إلى ما أرادوا بكل خفة وانسيابية! بهذه السياسة «الحكيمة» استطاع حزب الله وقائده الأكثر تأثيراً على العالم العربي – بحسب تصنيف مجلة نيوزويك الأمريكية – تحرير القدس والبوسنة وأفغانستان والعراق بخطب منبرية ظاهرها «الوعد الصادق» وباطنها «التقية الصادقة» بعدما عزف على وتر «الإسلامية العالمية» وكلتا عينيه لا تفارقان مشروع الاندماج الكامل مع «ولاية فقيه قم» في أي لحظة حدثت فيها فوضى خلاقة تقود إلى تغيير جغرافية المكان فتضم لبنان إلى الحضن الإيراني! إن حزب الله هو حصان لعبة الشطرنج…
الأحد ٠٩ يونيو ٢٠١٣
يشبه الموقف الأميركي لإدارة أوباما من الثورة السورية هذه الأيام في مقابل الموقف الروسي لحكومة فلاديمير بوتين، ما كان عليه الموقف الروسي لحكومة غورباتشوف في مقابل موقف إدارة جورج بوش الأب إبان الأزمة التي فجرها الغزو العراقي للكويت عام 1990. آنذاك كانت واشنطن تمسك بخيوط إدارة الأزمة إقليمياً ودولياً. كانت موسكو تساير واشنطن وتجاريها داخل الأمم المتحدة وخارجها. تمكنت إدارة بوش من تشكيل تحالف دولي كبير، وكادت روسيا للمرة الأولى في تاريخها أن تكون ضمن هذا التحالف. لم تعترض حينها على كل القرارات الدولية التي كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها يرون ضرورة أن يتبناها مجلس الأمن تحت الفصل السابع لوضع حدّ لما اعتبروه عدواناً عراقياً يتحدى الشرعية الدولية. كان مجموع هذه القرارات 53 قراراً بين عامي 1990 و 2000، وهي سابقة تاريخية، كان أشهرها القرار رقم (678) الذي أجاز استخدام القوة لتحرير الكويت إذا لم يمتثل العراق لقرارات المجلس السابقة، ومررت روسيا هذا القرار بالامتناع عن التصويت. كم يبدو المشهد مختلفاً…
الأحد ٠٩ يونيو ٢٠١٣
تعودت الشعوب على أن تستمع إلى وعود من قادتها بتحقيق إنجازات يتطلعون إليها وتحقيق آمال يحلمون بها. وألفت العديد من تلك الشعوب أن يُباع لها الوهم تلو الوهم، وأن تنسيها الوعود اللاحقة الوعود الماضية، إلا الإمارات، فإننا لم نعتد على وعود من قادتنا بتحقيق آمالنا، أو بالارتقاء بالخدمات التي تقدم لنا بل ما ألفناه واعتدنا عليه، أنه بدلاً من الوعود التي قدمها الآخرون لشعوبهم، فإن قادتنا يصدرون الأوامر لتحقيق ذلك ويضعون الخطط المستقبلية لبناء غد مشرق للأجيال القادمة. المتأمل لمسيرة التنمية في الإمارات يجد أنها قد اكتسبت صفة الديمومة والاستمرارية حتى ألف الناس واعتادوا على رؤية الإنجاز تلو الإنجاز، وأصبح التطوير والارتقاء بالخدمات أمراً يمكن ملاحظته في الأيام، وليس في الشهور والسنين ويدرك ذلك بصورة جلية الأجانب الذين يزورون الإمارات بين الفينة والأخرى من خلال ما يشاهدونه بأم أعينهم من تطوير يشمل جميع أنواع الخدمات. ومما يؤكد ذلك ما حققته الإمارات من مراتب متقدمة في مؤشرات التنافسية العالمية لعام 2013،…
الأحد ٠٩ يونيو ٢٠١٣
من يقرأ بيان هيئة الاتصالات عن أسباب إيقاف تطبيق الفايبر بحجة أنه لا يفي بالمتطلبات التنظيمية والأنظمة السارية يظن أن هيئة الاتصالات «ذابحها» الحرص على الوفاء بالمتطلبات التنظيمية والأنظمة السارية، بدليل أن شركة كشركة الاتصالات المتكاملة حصلت على رخصتها دون حتى أن تستكمل إجراءات تأسيسها الصحيحة! طبعا، لن أحدثكم عن تكشير الهيئة عن أنيابها عندما يتعلق الأمر بمصالح شركات الاتصالات، ودفن رأسها في الرمال عندما يتعلق الأمر بمصالح المشتركين، ففي الحالة الأولى سارعت الهيئة لإلغاء خاصية التجوال الدولي المجاني وأوقفت بعض برامج الاتصال المجاني عبر الإنترنت، بينما في الحالة الثانية عجزت عن أن تفرض على شركات الاتصالات منح المشتركين حقهم في نقل أرقامهم حتى وهم لا يدينون لمزودي الخدمة بقرش واحد! إنها هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات التي حيرتنا حالة انفصام الشخصية التي تعاني منها بين أسد في حروبها مع المشتركين ومصالحهم، ونعامة في حروبها مع شركات الاتصالات ومصالحها، للأول القرارات الحازمة التي تطبق قبل أن يجف حبرها، وللثاني البيانات الاستجدائية…
رضوان السيدعميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي
الأحد ٠٩ يونيو ٢٠١٣
سقطت القصير، واحتفل بذلك النظامان السوري والإيراني، ووُزِّعت الحلوى في ضاحية بيروت الجنوبية، وهنأَ خامنئي الأسدَ ونصرالله بالانتصار. وما كان الانتصار بالطبع على إسرائيل، بل على سكان بلدة سورية على الحدود مع لبنان. وقد أعلن «نصرالله» عن بدء القتال فيها قبل ستة أشهُر، وقال إنه يقاتل دفاعاً عن اللبنانيين(الشيعة) في تلك الناحية. ثم قال قبل شهر إنه مضطرٌّ لقتال «التكفيريين» على الحدود وفي دمشق، حيث تُنتهْكُ المقدَّساتُ الشيعية والمزارات. وقبل أسبوعين أضاف إلى هدف قتال التكفيريين: منع نظام الأسد من السقوط، لأنه إنْ سقط سقطت المقاومة في سوريا ولبنان وفلسطين! ليس من النزاهة في شيء التقليل من شأن ضربة القصير، فالضربة قاسية من الناحية المعنوية على الثورة ومؤيديها، ربما أكثر من قسوتها من الناحية العسكرية والاستراتيجية. ويرجع ذلك إلى أن الثوار استطاعوا الصمود هناك، وما تمكنت كتائب النظام من زعزعتهم رغم تقدمها في مدينة حمص. لذلك تدخَّل «حزب الله» بقوة لمساعدة قوات النظام محتجاً بما ذكرناه. لكنّ الواقع أنّ تدخُّله…
الأحد ٠٩ يونيو ٢٠١٣
من خلال عملي الصحفي، وقفت شخصيا على الكثير من القصص المشابهة لما هو مثار نقاش وجدل في مجتمعنا في هذه الأيام؛ بسبب بعض التغريدات التي تبث عبر "تويتر" أو بسبب رأي نشر لكاتب في صحيفة، أو بسبب حديث تم تسجيله وبثه عبر "يوتيوب"، ولعل من آخرها التغريدة التي تم تفسير محتواها على أنه دعوة للتحرش بالسعوديات العاملات في وظائف كاشيرات، بهدف دفعهن إلى ترك العمل، والتي نفى صاحبها صحة ما تم استنباطه من فحوى كلامه، رغم أن هناك قناعة ـ عند عدد ليس بقليل من المتابعين ـ أنه لا يمكن فهم غير التحريض من تلك التغريدة. أقول وقفت شخصيا على آراء لمشاهير نشرت على ألسنتهم، ويوم أن مورست عليهم ضعوط من أطراف معينة، أو يوم أن كانت تداعيات ما صرحوا به أكبر مما توقعوا، تراجعوا عما قالوا، ولكن هذا التراجع لم يكن وفق ما يفهم من كلمة "تراجع"، بل تمثل تراجعهم في تكذيب الصحيفة، واتهامها بنشر ما لم يكن صحيحا…
السبت ٠٨ يونيو ٢٠١٣
على طريقة الشيخ القرضاوي في الاعتراف بسوء التقدير، أعترف بأنني كنت واحدا من ضمن الكثيرين الذين كانت تستفزهم عبارة (نعمة الأمن والأمان)؛ لأنها تأتي أحيانا في سياق وأد الإصلاحات، أو يتم وضعها في كفة تختلف عن كفة الحريات، فأنا مؤمن بمقولة أنه لا أمن بلا حرية ولا حرية بلا أمن، ولكن ما يحدث اليوم في الكثير من بلدان العالم العربي، وخصوصا في سوريا والعراق من صراعات طائفية متوحشة وغياب كامل للقانون يجعلني أعيد النظر بهذه العبارة التي تعتبر اليوم أهم ما تملكه المملكة ودول الخليج، بل إنها الثروة الحقيقية لهذه الدول وليس البترول، فالعراقيون ــ على سبيل المثال ــ لا يستطيعون الاستفادة من ثروتهم النفطية بعد أن غاب الأمن والأمان وحضرت الفتنة الطائفية!. نحن لسنا محصنين أبدا من الفتنة الطائفية، فما يحدث في سوريا يغذي الاستقطاب الطائفي في بلداننا، وثمة قوى دولية وإقليمية يهمها أن يمتد الحريق الطائفي حتى يصل إلى هذه المناطق الآمنة، إما لتخفيف الضغط عن مناطق الصراع…
السبت ٠٨ يونيو ٢٠١٣
يقول ألبرت آينشتاين «لو كنت على وشك أن أقتل، وأمامي ساعة واحدة فقط لأبحث عن طريقة لإنقاذ حياتي، فإنني سأكرس أول خمس وخمسين دقيقة في البحث عن السؤال المناسب، وبمجرد الوصول إلى ذلك فإن العثور على الإجابة سيحتاج إلى خمس دقائق فقط». كجزيرة معزولة في محيط تحيط بنا المشكلات، تحاصرنا، وتفرض أجندتها علينا، تتحكم في تحركاتنا، وتقرر خطواتنا، وعلينا التنفيذ، من يستطيع الهروب من مشكلاته والتزاماتها؟ الجواب: لا مفر هل فكرت يوماً أن تكون سباحاً ماهراً في بحر مشكلاتك؟ إن كنت لا تستطيع الاستغناء عن البحر فكر جدياً في السباحة، لن يتركك أبداً في حالك، وأفضل من أن تكون معزولاً في جزيرتك، جرب السباحة للضفة الأخرى. بلا إنذار مسبق تأتينا المشكلات والهموم، تفتح أبوابنا عنوة، تشاركنا تفاصيل حياتنا، تفضح سترنا، تجبرنا على التعامل معها، ولا نستطيع بعدها إغلاق أبوابنا، ونتساءل، ونحن في ذروة همومنا، كيف نتعامل مع مشكلاتنا؟ يقول الكاتب ديل كارينجي «اكتشف النظام في الأشياء التي لا تجد فيها…