جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
السبت ٠٨ يونيو ٢٠١٣
العالم العربي يتغير كل يوم وبشكل جذري بضغط من شبابه الذين باتوا الغالبية، بل إن الناجحين الأقوياء، جيراننا الأتراك، يخرج شبابهم غاضبين يريدون من حكومتهم أن تستمع إليهم، فحري بالحكومة السعودية أن تستمع إلى شبانها وشاباتها، فهل فعلت ذلك؟ أزعم أنها فعلت، فما يجري في السوق السعودية من تغيير هائل لقواعدها بالحملة الماضية بقوة لتخليص البلاد من الاعتماد على العمالة الوافدة بفرض مختلف التشريعات تحت مسمى «تصحيح أوضاع العمالة»، إنما هو محاولة من الحكومة السعودية لإعادة البلاد إلى طبيعتها. قبل أن يقول القارئ إني أبالغ، فإن الصورة أعمق من مجرد مئات من الباكستانيين والفيليبينيين والبنغال وغيرهم من الجنسيات الوافدة، يحتشدون منذ الصباح الباكر أمام سفارات بلدانهم يبغون تصحيح أوضاعهم أو إكمال أوراقهم كي يتم ترحيلهم بسلام إلى بلادهم. البعض يرى تأثيرات ذلك في مجرد بقالة تغلق، أو مطعم يقفل أبوابه. هؤلاء الأجانب هم الفيل الكبير في البيت السعودي الذي على رغم سعته، والقدرة المالية للجالسين فيه، وخبراتهم الواسعة، فإنهم بينما…
السبت ٠٨ يونيو ٢٠١٣
لم ينبس الأمين العام للجامعة العربية بكلمة واحدة، ولا منظمته العتيدة، طوال خمسة وأربعين يوما دام فيها حصار بلدة القصير السورية، ثم سكت طوال عشرين يوما من عمليات القصف والتدمير والقتل للبلدة التي يسكنها أربعون ألفا! ومعظم الحكومات العربية هي الأخرى لم تفعل شيئا منذ عامين من الذبح والقتل، حيث اكتفت بالفرجة عن بعد. وبعد هذا كله يلوم البعض الغرب والشرق لماذا لا يتدخلون لنجدة السوريين؟! لو كانت هناك عزيمة حقيقية لما كانت هناك مأساة من الأساس، ولو كان هناك إحساس بقيمة الإنسان، وحرص على لجم المجرمين لما استمر النظام في سوريا يبطش بالناس ويدمر المدن ويهجر الملايين من المدنيين الأبرياء، والآن يقطع البلاد كما يشتهي من أجل إعادة رسم الخريطة من جديد. ونظام بشار الأسد يعتقد أنه قادر خلال عام أو عامين على تصدير مشكلته عبر الحدود باللاجئين والسلاح والميليشيات، يريد تغيير خريطة لبنان السياسية، وإسقاط النظام الأردني، وتخريب تركيا بالفتن، ونقل المشكلة للسعودية والعراق والبقية. ما الخطأ الذي…
السبت ٠٨ يونيو ٢٠١٣
دعتنــــي قريبتي حيــــن زرت الرياض إلى عشاء عائلي في مطعم فرنســي فتح حديثاً، وحين أقول عائلي فإنني أقصد الإناث طبعاً. المطعم يقع في شارع التحلية، حيث تصطف عشرات المطاعم والمقاهي والمحال التجارية التي تعني بيع سلع للشباب، وهم أكثر الجمهور استهلاكاً وصرفاً للنقود، احتجنا نصف ساعة كي نصل إلى الشارع، وساعة أخرى كي نصل إلى المطعم نفسه من شدة زحام السيارات، ومراهقين وشبان معظمهم لا ينشد غير الفرجة والتسكع، تركنا السائق وذهب كي يحضر زوج قريبتي من المطار، لكن قريبتي المتوترة طوال الطريق والتي كانت تحثنا على الإسراع حتى لا تقاطعنا صلاة العشاء زفرت قائلة: «ألم أقل لكم، ها قد أغلقت أبواب المطعم بسبب الصلاة». وقفنا في شارع ممتلئ بشبان يزعقون في حضور كل امرأة وقد تلفعت من رأسها حتى أخمص قدميها، ويطلقون أحياناً تعليقات ساخرة أو أغاني من نوافذ سياراتهم المفتوحة، دققنا باب المطعم كي يفتح لكنه لم يجب، درنا للباب الخلفي للمطعم ودققنا بابه، لكن الموظف لم يجب…
رضوان السيدعميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي
الجمعة ٠٧ يونيو ٢٠١٣
تسارعت الحملات الإعلامية خلال الأسبوعين الأخيرين من جانب وسائل إعلام حزب الله وحلفائه في لبنان والعراق، مُهَوِّلةً من شأن «التكفيريين» الذين تأخر «الحزب» كثيرا في مواجهتهم. وقد لام الحزبَ على هذا التأخر والتردد قوميون ويساريون أيضا. وهذا ليس غريبا على الطوائف والإثنيات الحزبية والآيديولوجية في سوريا ولبنان وفلسطين. فالبعثيون والشيوعيون والقوميون السوريون هم مع النظام السوري ومع حزب الله وإيران منذ أكثر من عقدين. وهؤلاء يتقاضون بدلات مادية أو سلطوية ومن إيران إلى لبنان وسوريا وفلسطين بالطبع. كل هذا - كما سبق القول - ليس جديدا وليس غريبا، فالمشكلة لدى هؤلاء وبالدرجة الأولى إيجاد طرف داعم يستطيعون الاستناد إليه بعد الانهيار التدريجي ثم الزلزالي للأنظمة الاستبدادية الحاكمة أو التي كانت حاكمة (وهم شركاء صغار لها) باسم العروبة أو الحداثة أو العلمانية أو المقاومة. والطريف وغير الظريف أن هذه الحداثة كلها التي مثلها بالنسبة لهم الأسد والقذافي وصدام حسين، صارت الآن (من دون أن يجدوا حرجا في ذلك!) بأيدي آل الأسد،…
مازن العليويكاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية
، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010
، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
الجمعة ٠٧ يونيو ٢٠١٣
محاولات الجيل الجديد الإبداعية في كسر القوالب التي رسخت لفنون الكتابة تأتي استمرارا لمحاولات بعض المبدعين من أجيال سابقة، ففن الرواية مثلا، وهو الأكثر انتشارا منذ سنوات، يشهد تطورا ملحوظا في بنية الرواية وخروجها عن النمط المتعارف عليه، من حيث البداية والمتن والنهاية، إذ تداخلت الحالات في بعضها من سرد وسيرة ذاتية وحكايات شخصية أو توثيقية وغيرها .. وفي الشعر توقفت المحاولات التجديدية عند النثريين بعد زمن على انطلاق التفعيلة وانتشارها، وبرغم ذلك لم يحقق كتّاب النثر - تحت مسمى الشعر - من الشباب جزءا من حضور الروائيين الشباب وانتشارهم. أما القصة القصيرة فاكتفى حداثيوها بما أسموه (ق ق ج) أي قصة قصيرة جدا، وخرجوا أيضا عن القالب القصصي المعروف وحبكته التي درسونا إياها في منهاج اللغة العربية. يحق للمبدعين الجدد أن يجربوا، وليس من حق أحد أن يلومهم، فكما وضعت القوالب القديمة يمكن أن تظهر قوالب جديدة، ويمكن أن نرى ذات يوم أعمالا تكتب من غير قوالب، ولعلها سوف…
الجمعة ٠٧ يونيو ٢٠١٣
خلال الحرب اللبنانية تولى كل فريق «تطهير» مناطقه بعد عقود من الاختلاط بين الطوائف. وكانت منطقة «النبعة» حيا شيعيا مكتظا بالفقراء في الجهة الشرقية من بيروت. وقام حزب «الكتائب» بهجوم شرس وشامل عليها. ولما تم له الانتصار شرب مقاتلوه «الشمبانيا» احتفالا أمام كاميرات التلفزيون. يومها كتبت ما عنوانه «نصر أبشع من الهزيمة». تذكرت «النبعة» وركامها وأنا أشاهد دمار القصير والاحتفالات الممتدة من طهران إلى جنوب لبنان. احتفالات بانتصار مقاتلي حزب الله الذي حسم للجيش العربي السوري أول معركة بين الشعب والنظام. عدنا نسمع تعابير درجت في حرب فيتنام وحروب إسرائيل كـ«الغارات الوقائية» و«تمشيط» المدن، أي سحقها كما بالمشط. منذ عامين ومدن سوريا وقراها تقصف بطائرات بوتين وصواريخه وكأنها أرض عدو وأدغال كثيفة. حتى الإنذار الذي كان يعطيه الأميركيون للمدنيين لا يعطى. ولا الإنذار الذي كان يعطى لهم في الحرب العالمية الثانية. وما كان يعقب أي معركة أي احتفال، لأن قتل الناس ليس بهجة ولأن الفتنة أشد من القتل. تغيرت في…
الجمعة ٠٧ يونيو ٢٠١٣
حقا هي «أمور يضحك السفهاء منها.. ويبكي من عواقبها اللبيب»، فالخارجية الإيرانية تهنئ قوات الأسد، وحزب الله، على ما اعتبرته «نصرا» على «التكفيريين» في القصير، في الوقت الذي وزع فيه أنصار حزب الله الحلوى في الضاحية الجنوبية في بيروت احتفالا بالنصر المزعوم! والقصة لا تقف عند هذا الحد المأساوي؛ فقد أظهر شريط فيديو قائد العمليات العسكرية في حلب، التابعة للأسد، العميد محمد خضور وهو يقدم وعودا وإغراءات إلى شباب بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين للمشاركة في العمليات العسكرية لفك الحصار عن مطار منغ العسكري في ريف حلب، حيث يقول: «سنرفع راية الحسين في منغ، وسنقاتل تحت راية الحسين»! فأي مساحة للعقل والتعايش بعد كل ذلك في منطقتنا؟ وما الذي تبقى أصلا لننعى دولنا والسلم الاجتماعي فيها؟ فما يحدث اليوم من تأجيج طائفي مقيت لا يمكن اختزاله بجدليات سطحية مثل قول إن وجود «جبهة النصرة»، أو خلافها، هو ما أقحم حزب الله والميليشيات الشيعية بالأزمة السورية، فهذا أمر لا يستقيم، بل هو…
الجمعة ٠٧ يونيو ٢٠١٣
ـ عندما تسأل كاتباً أو فناناً أو لاعب كرة قدم؛ ما هي أبرز عيوبك أيها الفاضل المحترم؟ يقول لك مباشرة: أبرز عيوبي أنني طيب جداً ومتسامح وكريم مع أصدقائي، و( ينضحك علي بسرعة). ويقدم لك نفسه على أنه ملاك طاهر، وأنه يختلف عن البقية مع أنه الأكثر سوءاً بينهم. - للحظة تعتقد أن هذه الإجابة الرقيقة والناعمة خرجت من فم عذراء خجولة؛ لكن راقبوا ماذا يقول المشاهير عندما يتحدثون عن زملائهم؛ ثم قارنوا بين حجم الغرور والمساحة الحرة التي يمنحونها لأنفسهم في تشويه الآخرين، وبين ما يدَّعونه من مكارم وفضائل. ـ كل إنسان يُحب أن يكون جميلاً في عيون الناس؛ لكن المشكلة التي تغيب عن بال كثير من المشاهير ــ الذين يُلَمِّعون أنفسهم في كل مكان ــ هي أن المتلقي يفهم كل شيء، وليس مغفلاً إلى الدرجة التي يصدق معها كل هذا الكمال والطيبة والتسامح. ـ الحقيقة التي لا ينفع معها التلميع؛ أن اللاعب (الطيب) يتحول إلى ملاكم عندما تطالبه…
الخميس ٠٦ يونيو ٢٠١٣
على رغم اتفاق الولايات المتحدة وروسيا وبعض الدول الأوروبية على عقد مؤتمر خاص بالأزمة السورية في جنيف، إلا أن هنالك عقبات عديدة يتخوف المراقبون من تأثيراتها على نجاح المؤتمر. فتشكيل الوفود من أهم العقبات، وكذلك من هم ممثلو النظام السوري؟ وكان مؤتمر جنيف السابق في يونيو 2012، الذي ضم الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى وزراء خارجية من الدول العربية وتركيا والاتحاد الأوروبي، قد أقر تشكيل «حكومة انتقالية» تتمتع بصلاحيات كاملة بالتوافق المتبادل. إلا أن هذا القرار لم يوضع موضع التنفيذ لضبابية الموقف حول مصير رئيس النظام بشار الأسد! حيث تؤيد فرنسا تحييد الأسد عن أي دور مستقبلي في سوريا. كما أن المعارضة السورية رفضت اللائحة الرسمية لوفد النظام السوري، لأنها تضم شخصيات تلطخت أيديها بدماء السوريين! كما أن المعارضة نفسها تعاني الانقسام ولم تتوصل إلى وضع قائمتها. واستغلت موسكو هذا الموقف لتعلن أن المعارضة السورية تشكل العقبة الرئيسية في المؤتمر. ومن العقبات إصرار موسكو على حضور إيران…
الخميس ٠٦ يونيو ٢٠١٣
حصول دولة الإمارات على المرتبة الأولى عالمياً في كفاءة الأجهزة الحكومية، ليس أمراً عادياً، هو إنجاز ضخم بحجم ضخامة العالم، وأمر أشبه بالمستحيل وفق معطيات هذا الجزء من العالم، لكنه ليس مستحيلاً إطلاقاً وفق معطيات ورؤية دولة الإمارات وقادتها، وحكومتها التي لا تعترف بالمستحيلات، ولا تعرف سوى مواجهة التحديات والتغلب عليها. قد لا يدرك البعض أن الوصول إلى المركز الأول عالمياً لم يبدأ اليوم، كما لم يبدأ منذ سنة أو سنتين أو حتى عشر سنوات مضت، بل بدأ قبل أن تقوم هذه الدولة، بدأ في خيمة صغيرة جداً، على هضبة رملية، في منطقة صحراوية لا حياة فيها تدعى «سيح السديرة»، اجتمع فيها قائدان تاريخيان، اثنان من أحكم وأشجع وأذكى أبناء الأمة العربية، جلسا في تلك الخيمة مفترشَين التراب، يخططان ويرسمان مستقبل هذه المنطقة بأسرها، وطموحاتهما لا تحدها حدود، ولا تصل إليها العقول! المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان والشيخ راشد بن سعيد، اتفقا في تلك الخيمة في أواخر الستينات على…
الخميس ٠٦ يونيو ٢٠١٣
يشبه التفاجؤ العربي، والخليجي خصوصاً، بسلوك «حزب الله» في سورية وتفانيه في القتال دفاعاً عن نظام بشار الأسد، التفاجؤ الدولي بسلوك إيران في الملف النووي بعدما «اكتشفت» الوكالة الدولية للطاقة الذرية الآن فقط أن الحوار مع طهران «يدور في حلقة مفرغة». كأن العرب يقولون إن ما قام به الحزب قبل الحرب السورية كان مقبولاً، وإن التغيير الذي طرأ على مواقفه لم يكن متأصلاً في تكوينه، مثلما يرفض العالم الاعتراف بأن إيران تناور منذ صدور التقرير الأول للوكالة الذرية في 2003 عن إخفائها معلومات عن نشاطها النووي، ولم تفعل سوى زيادة قدرتها على التخصيب، بينما هو يتلهى بالوعود والآمال الخاوية. لو استمع العرب إلى ما تعب اللبنانيون من ترديده عن تجربتهم مع الحزب منذ تأسيسه قبل ثلاثة عقود، وشكواهم من ممارساته طوالها، لاستنتجوا أن مواقفه الحالية هي وحدها النتيجة الطبيعية لنشأته وتركيبته وارتهاناته. فالحزب بدأ جهازاً أمنياً إيرانياً – سورياً منذ لحظته الأولى ولا يزال، مع أن البعض يعتبر أن التجسيد…
الخميس ٠٦ يونيو ٢٠١٣
سأسحب اليوم من أرشيف الذكريات "فاتورة" قديمة تعود إلى أربعة عشر عاما، وبالضبط، صباح ولادة "حياتنا" الثالثة بالغالي محمد. يوم ولادة "حمود" كان سعر الدجاجة سبعة ريالات، ويومها كان نصف الدجاجة يكفي زوجين وطفلين. صباح ولادة "حمود" كان سعر كيس الأرز 97 ريالا، وقيمة وزنة من السكر 76 ريالا بالضبط كما تشير الفاتورة. كانت علبة الحليب المجفف الكبيرة بـ27 ريالا بالضبط. كنت وما زلت إلى اليوم أسميه "المبروك" لأنه كان وجه فأل على حياة أسرته الصغيرة، وبمقدمه فتح الله لي أبوابا من فضله. يوم ولادة هذا "الحمود" كنا نملك سيارة "مقربعة" وكنت مثقلا بالقروض، وكنا نعيش على الهاتف المنزلي بدون القدرة على شراء جوال قديم لاستحالة سعره وتكاليف فواتيره، ولأن "حمود" من مواليد "الصدفة" لا من منتجات التخطيط والاستعداد، فقد كان ـ من يومها حتى اليوم ـ مثالا للفاتورة التي ولدت متواضعة ثم تضخمت إلى ثلاثة أضعاف سعرها ما بين زمنين. تضاعفت أسعار الدجاج والبيض ومواشي العقيقة، ولم يتضاعف حب…