آراء

عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

(قومة ولا خط؟!)

الأحد ٢٦ مايو ٢٠١٣

الطقوس يعرفها جيداً كل من كان «سرسرياً» في الثمانينات أو مشروع «سرسري» و حتى «سرسري-جونيور»، يبدأ المشروع على إحدى الإشارات نظرة منك ونظرة من سائق السيارة الأخرى، تلك النظرة التي «تجدح» شرارة التحدي بينكما، مرحلة التعارف تكون بأن تضغط على دواسة الوقود في «موترك» بقوة ليسمع الخصم ذلك الصوت الناتج عن «إكزوز» مخروم تم خرمه بوساطة خبير في الصناعية الرابعة يحمل اسماً على غرار «حسون دعامية» أو «غلوم سفايف» في ورشة غير شرعية عبارة عن ساحة ما في «سكن بنغالية»، يتم خرم «الإكزوز» بحيث يصدر تلك الأصوات المرعبة عند ضغط دواسة الوقود، لكن من دون أن تكشفه لجنة المرور أثناء الفحص السنوي، بالطبع يرد الطرف الآخر بضغطة أقوى للإشارة إلى البدء في التحدي! بعد الإشارة يقوم كلاكما برفع الـ«جام» لكي يرى كل طرف مستوى المخفي في سيارة الآخر فيعرف حجم «الواسطة» التي يمتلكها في المرور، فيقدر قوة الخصم وإمكانية قيامه بقطع إشارات عدة أثناء التحدي، تبدأ المرحلة الثانية بالتسخين ويقترب…

ياسر حارب
ياسر حارب
كاتب إماراتي

كانوا يحلمون

السبت ٢٥ مايو ٢٠١٣

تابعتُ برنامجاً وثائقياً شيّقاً في «قناة التاريخ» يستعرض تاريخ الإنسان والحضارات منذ بدء الخليقة وحتى وقت قريب. ولفتت انتباهي الحلقة التي تتحدث عن حياة القائد المنغولي «جنكيز خان» الذي على الرغم من أنه كان دموياً وقاسياً ومجرماً؛ أباد شعوباً وانتهك أعراضاً، إلا أنه حقق لأمّته في خمسة وعشرين عاماً ما لم تحققه الإمبراطورية الرومانية خلال أربعة قرون؛ فوسع دولته ووطدها بشكل يعجز المرء عن وصفه. ولا يهمنا في هذا السياق فداحة جرائمه، فلا ريب أنه كان أحد طغاة التاريخ، إلا أنه لا ريب أيضاً كانت له إنجازات كثيرة، خصوصاً وأنه ظهر من تحت رماد المجتمع حتى قاد العالم. فلقد كانت حياته قاسية بعد مقتل والده على يد التتار، فتشرّد مع أسرته وأُسر واستُعبِد واضُطهِد، وكان الأولى به أن يموت منسياً لا يعرفه أحد. إلا أن إصراره كان أكبر من مصيره، فكتب تاريخه بنفسه. ولقد نجح لثلاثة أسباب رئيسة، حاله في ذلك كحال كثير من الذين غيروا مسار الأيام: الأول أنه…

علي سعد الموسى
علي سعد الموسى
كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية

لقطة من خطاب الكراهية

السبت ٢٥ مايو ٢٠١٣

في فاصل زمني من شهر واحد، نجح أربعة من شباب الجيل الثالث المهاجر من المسلمين إلى الغرب، مع بالغ شكرنا لهم وثنائنا عليهم، أن يحتجزوا ملايين الأقليات المسلمة في مدن أميركا وبريطانيا تحت الحصار المجتمعي والإعلامي مثلما نجحوا أن يرهنوا هذا الدين العظيم مع ملياريه من الأتباع تحت مقصلة التبرير والبراءة من الفعل. شابان من الشيشان يقتلان طفلاً مع أمه في ماراثون بوسطن، ومثلهما شابان من أصل نيجيري يتمكنان في (غزوة) ناجحة أن يقتلا مجنداً بريطانياً وهو يهم بعبور الشارع اللندني قبل أيام. وكل الأربعة سقطوا مثل الفراش حول النور في قبضة الأمن، وكلهم لا يدركون حجم الرعب الاستثنائي في نفوس ملايين الأقليات في مجتمعات المهجر. كل هذا باسم الإسلام البريء فكيف تعلم هؤلاء (كتالوج) الكراهية؟ والجواب، أننا جميعاً مشاريع مبرمجة وممنهجة لتأصيل هذه الروح التي تنظر لكل الكون بهذه الأدبيات من الازدراء والمؤامرة. صليت الجمع الأربع في الشهر الأخير، في أربعة جوامع مختلفة، وتحت كل خطيب لم نترك فصيلاً…

خلف الحربي
خلف الحربي
كاتب سعودي

جواسيس إيران في الصالة !

السبت ٢٥ مايو ٢٠١٣

لو كان أعضاء الشبكة التجسسية التي ألقي القبض عليها فقراء أو شبابا صغار السن لكانت المصيبة أهون، صحيح أن خيانة الوطن لا يمحوها أي تبرير، ولكن الظرف الاقتصادي الصعب وطيش الشباب قد يدفع الإنسان لارتكاب أخطاء فادحة؛ لأنه في وضع لا يمكنه من قياس الأمور بشكل صائب، ولكن المصيبة أن هؤلاء الجواسيس يعملون في وظائف مرموقة وأوضاعهم الاقتصادية جيدة، فما الذي يمكن أن تقدمه لهم إيران كي يعملوا ضد وطنهم ويسعوا بشكل أو بآخر لدمار أهلهم وناسهم. إيران لا تريد إلا صورة واحدة لحياتنا، بإمكانكم أن تدققوا في نسخ منها موجودة في العراق وسوريا ولبنان، وهو أن نتحول إلى مجموعات همجية يقتل واحدنا الآخر تحت رايات الكراهية الطائفية، هذا هو المستقبل الإيراني لكل غافل أو متغافل: شيعة يذبحون السنة، وسنة يفجرون الشيعة، وموت وفقر وجوع ولجوء ومجازر واغتصابات، لو كانت إيران مهتمة حقا بالشيعة العرب لما اضطهدت إخوتنا في الأحواز وسرقت بترولهم وسحقت هويتهم ومنعتهم حتى من تسمية أولادهم بأسماء…

فؤاد عجمي
فؤاد عجمي
زميل بارز في فريق عمل عن التوجه الإسلامي والنظام العالمي بمعهد «هوفر»

حزب الله من بيروت أو (طهران الصغرى)

السبت ٢٥ مايو ٢٠١٣

يطالعنا الجدل بداية من الاسم، وهو حزب الله، ويزداد عمقا بما يتضمنه، فهو يشير ضمنا إلى أن الآخرين ممن لا ينتمون إلى تنظيم النار والبارود هم حزب الشيطان. طبقا للاهوت وممارسات حزب الله، لا يمكن التعامل برحمة مع المسلمين الآخرين، ناهيكم عن الكفار الذين لا يؤمنون بالدين الإسلامي. في دولة مثل لبنان بها 18 طائفة دينية، لا بد أن تثير هوية حزب الله الدينية إشكالية. ولا بد لمنظور حزب الله الديني من المناورة والمراوغة. إن الطائفة الشيعية كبيرة في لبنان، وربما تكون الأكبر، مع أنه لا يمكن لأحد الجزم بذلك. والشيعة هم أفراد حزب الله، لكن ماذا سيفعل حزب الله، نهجا وجماعة، بالطائفة السنية الموجودة بقوة في بيروت وصيدا وطرابلس الذين يعتنقون الدين الإسلامي أيضا ويردون جميل (وحماسة) حزب الله من خلال النظر إلى مقاتليه على أنهم كفرة ومهرطقون ينفذون المشروع الإيراني في لبنان؟ كذلك ما الذي يمكن أن يفعله تنظيم حزب الله بالطوائف المسيحية: الموارنة والروم الأرثوذكس والروم الكاثوليك،…

حليمة مظفر
حليمة مظفر
كاتبة سعودية

منتدى الإعلام العربي.. صناعة الوعي

الجمعة ٢٤ مايو ٢٠١٣

كثير من صُناع الإعلام العربي والعاملين فيه يجهلون أو يتجاهلون أهم رسالة للإعلام، وهي صناعة الوعي بعدم إهمال اللاوعي عند المشاهد، وإن كانت قنوات الإعلام اليوم تسعى إلى "الحرية" بعد "ثورات العرب" إلا أنها لا تتحقق دون "الوعي" بها فكرا وسلوكا لدى الإعلامي والمتلقي وقنوات الإعلام، ومع الأسف ما تزال معظم قنوات الإعلام المرئي والمقروء والمسموع تهتم بإنتاج المادة "المربحة" أيا كان تخصصها، فيما الوثائقية والتثقيفية ما تزال في قالبها التقليدي البائس الذي يضغط المشاهد معها زر "الريموت كنترول" لتغييرها، ناهيك عن عدم وجود عناية مهنية بما يترسخ في اللاوعي "العقل الباطن" عند المشاهد! وطبعا إن كان "الوعي" مهملا في معظم ما يصنعه ويبثه الإعلام العربي فإن "اللاوعي" متوفى دماغيا عند معظمهم وهو الذي يتحكم في الإنسان بالدرجة الأولى بما يخزنه عقله الباطن من إشارات وعلامات عبر البرامج والأغاني والمسلسلات الدرامية والسينما التي يصنعها الإعلام العربي ويبثها، لتكون سببا في معظم تصرفات ومشاعر وتفكير الأفراد في المجتمعات العربية بطريقة سلبية…

رضوان السيد
رضوان السيد
عميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي

الدور العربي في حماية المجتمعات والدول

الجمعة ٢٤ مايو ٢٠١٣

في الصراع الدائر للاستيلاء على مدينة القصير بريف حمص، بين ثوار سوريا المدافعين عن المدينة من جهة، وكتائب الأسد وحزب الله من جهة ثانية، أعلن الثوار أنهم قبضوا على مجموعة من «الحوثيين» تقاتل مع الحزب على الأرض السورية! ونحن نعلم منذ قرابة السنوات العشر، أن الاستنفار الإيراني الذي تسبب به الغزو الأميركي للعراق (بل والاستعداد له)، اقترن بمحاولة تعميم تجربة حزب الله في مشارق العالم العربي والخليج. وإبان ذلك الوقت (أو بعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان عام 2000) رأينا في لبنان عشرات من الشبان والكهول اليمنيين والخليجيين والعراقيين، يأتون إلى ضاحية بيروت للتحشيد الآيديولوجي، وانتقاء العناصر التي تعود للعمل في البلدان التي أتت منها، والأخرى التي ترسل إلى سوريا وإيران للتدريب العسكري بحجة الإعداد والاستعداد للاستمرار في مناضلة إسرائيل والولايات المتحدة. وهكذا فإن ما تحدث عنه بعض المسؤولين العرب عام 2004، وما قاله ولي نصر في كتابه: «صحوة الشيعة» (2006 - 2007) عن وجود «هلال شيعي» أو «عالمية شيعية»، لا…

سعيد المظلوم
سعيد المظلوم
ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي

الدفعة الخامسة في «سالوجة»

الجمعة ٢٤ مايو ٢٠١٣

أعترف أنني في تاريخ 28 – 7 – 1993 ذهبت باختياري إلى أكاديمية شرطة دبي لألتحق بالدفعة الخامسة من الطلبة المرشحين، حيث لم تمضِ لحظات من وصولنا إلا واختفى شعر الرأس واللحية بدون مقدمات، وكان اللون الأخضر قد طغى؛ حيث كان هو اللون الذي تم اعتماده للدفعة والذي بسببه تمت تسميتنا بدفعة «الجراد» وللتسمية أصل، حيث بمجرد دخولنا للمطعم لانبقي على أخضر ولا يابس! في ذلك اليوم رأيت وجوهاً قد ألِفتُها منذ أيام المدرسة، ووجوهاً أخرى جديدة لم يسبق لي أن رأيتها من قبل، ورأيتُ وجوهاً من هنا وههنا، من البحرين وقطر وعمان والكويت، إنها أرواح إنسانية خالطتها، وقضيت معها أجمل الأوقات فأحببتها، وعشت بينها ومعها أربع سنوات، لم أعشها مع عائلتي. بدأت فترة الحجز الإجبارية واستمرت 45 يوماً بالتمام والكمال، كانت مليئة بالضغط والتعب والضحك مع الألم، وكان معنا من لم يستطع التكيف والاحتمال فخرج، وهناك من صبر وصابر واحتمل وواصل، وكنت من هؤلاء، «فمنذ أول يوم وضعت هدفاً…

فارس الهمزاني
فارس الهمزاني
كاتب سعودي

الإنجليز يحسدون قطاراتنا!

الجمعة ٢٤ مايو ٢٠١٣

ذكرتُ في مقال سابق أن بعض مشاريعنا التنموية لا تتعدى عرض البوربوينت وقت التدشين والافتتاح، حيث يسيل لُعاب المواطن حينما يشاهد بالأبعاد الثلاثية المشاريع المستقبلية، التي مع الأسف لا تتعدى تلك الشرائح وقت العرض. الخبر الذي نشرته صحيفة «سبق» نقلاً عن صحيفة الديلي ميل البريطانية التي تصف محطة مترو مركز الملك عبدالله المالي في الرياض بأنها «الأفخم في العالم»، مشيرة إلى أن «ركاب مترو لندن ينظرون لنا (أي كسعوديين) بعين الحسد وهم يشاهدون التصاميم»، ويستمر الخبر على لسان المهندسة المعمارية البريطانية من أصل عراقي زها حديد، التي قامت بتصميم المحطة، بأن «تصاميم المحطة تنتمي لعصر الفضاء»! الآن عرفنا سبب تعثر المشاريع، وهو عيون الغرب وحسدهم مشاريعنا الضوئية.. إذا كان الغرب يحسدوننا على مشاريع البوربوينت فبالتأكيد أن العين سوف تصيبنا؛ فعرض شرائح المدن الاقتصادية والمستشفيات التخصصية يُذهل العالم بأجمعه ويجعلنا نضع المعوذتين وآيات قرآنية على شرائح البوربوينت، ومن الممكن أن نرسل مندوبين للغرب لأخذ عيّنات من باقي المياه في الأكواب حتى…

محمد خميس
محمد خميس
محمد خميس روائي صدر له من أمريكا رواية لفئة المراهقين بعنوان "مملكة سكابا" ، وله باللغة العربية مسرحية أدبية بعنوان "موعد مع الشمس"

هل انت “ابن ناس”؟

الخميس ٢٣ مايو ٢٠١٣

كثيراً ما تتردد عبارة "ابن ناس" كمدح أو كإشادة لشخص ما، وغالباً ما نعتقد أن من يستحقون لقب ابن ناس حصرياً، هم أولئك الأشخاص المنحدرين من سلالة الدماء الزرقاء الملكية، أو سليلوا أسر من الطبقة البرجوازية، أو أقلّه أبناء لتجار يمتلك ما يربو عن خمس أو ست بقالات. مما يدخل البقية منا الذين لا ننحدر من تلك الأسر، ورأس مالنا، معاش على "قد الحال" ننتظره بفارغ الصبر في آخر الشهر، في حيرة من أمرنا، فنحن أيضاً أبناء ناس، ونحن متيقنون أن آبائنا وأمهاتنا ينتمون لفئة البشر، ولكن هل يكفي ذلك أيّاً منا لكي يمنح لقب "ابن ناس" رغم بساط الفقر الذي نجلس عليه؟ يكمن الإبداع في عبارة "ابن ناس" في كونها ترتقي في مفهومها، بنوع العائلات إلى مصاف الإنسانية، وفي كونها تختزل المدح والإطراء في ضربة واحدة على الآباء والأمهات والأبناء، بينما معيارها الوحيد لاستحقاقها: هي تصرفات الأبناء فقط، فالذي يحدد ما إذا كان والدا شخصٌ ما، ينتميان الى فئة…

منتدى الإعلام العربي الـ12

الخميس ٢٣ مايو ٢٠١٣

جَمعت دبي الصحفيين العرب من مشرق العالم العربي ومغربه في جو من الألفة والمحبة والتنافس الشريف في منتدى الإعلام العربي وحفل توزيع جوائز الصحافة العربية في الدورة الثانية عشرة للمنتدى. كان الملمح الأهم في هذا التجمع السنوي حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم٫نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مرتين، مرة في الافتتاح ومرة في الختام، وإصرار سموه على الالتقاء بالصحفيين العرب ليسمع منهم ويستمعوا إليه. وخلال اللقاء الأخير تحدث سموه عن العلاقة بين القائد والفريق مشيراً إلى أن «رأي الفريق أفضل من رأي الفرد، وقائد الفريق عليه التشاور مع أعضاء فريقه والأخذ برأي أي عضو قد يكون صائباً ومفيداً». وهذا الكلام يذكّرنا بما قاله الفلاسفة عن روح ومفهوم الديمقراطية وأثرها في إنجاح أعمال المجتمعات، وإن أي عضو في المجتمع يمكن أن يكون له دور في الإدارة والنجاح. وبالنسبة لجائزة الصحافة العربية فقد قضينا ثلاث سنوات في مجلس إدارتها؛ خرجنا بذكريات جميلة، لعل أهمها إصرار «نادي…

عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

«سوق المجرة!»

الخميس ٢٣ مايو ٢٠١٣

هناك قصة لطيفة تروى عن أم الإمام أبي حنيفة، وهو أحد أئمة المذاهب الأربعة، أنها حين كانت تريد السؤال عن أمر فقهي لا تذهب إلى ابنها، فيقول لها الناس: لماذا لا تستفتينه وهو فقيه العراق، فتقول لهم: بل أسأل فلاناً، فتذهب إلى فلان فتسأله، وبالطبع يذهب فلان هذا إلى ابنها الإمام، فيسأله ويعود إليها بالمعلومة أو الفتوى، لأن الأم لم تكن لتقتنع برأي ابنها، لقناعتها بأن الأمر يجب أن يكون متعباً أو بعيداً لكي يكون مقنعاً.. أو ربما يبقى الطفل هو الطفل في عيني أمه، أو ربما من باب: مغنية الحي لا تطرب.. مع الفارق في التشبيه بالطبع! حين يكون الأمر قريباً منك أو سهل المنال، فإنك غالباً لا تُلقي له بالاً، ولا تمنحه الاهتمام ونظرة التعظيم ذاتهما، اللذين تمنحهما للغريب أو للشيء البعيد، كان هذا هو الشعور الذي دهمني، وأنا أحضر فعالية اليوم العالمي للمتاحف، وأدخل متحف الشارقة للحضارة الإسلامية للمرة الأولى، رغم أنه لا يبعد عن منزلي سوى…