آراء

زياد الدريس
زياد الدريس
كاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو

الانفتاح على الآخَر ..الانفتاح على الآخِر!

الأربعاء ١٥ مايو ٢٠١٣

لا جدال في أن الأنساق المغلقة غالباً ما تكون أكثر توتراً وتحسّساً من الأنساق المفتوحة، أو المنفتحة بالأصح، ذاك أن الانفتاح يسمح بتخلل الهواء بين الأجسام الفكرية المتلاصقة إلى حدّ التزاحم، وبالتالي يكون التخلخل الإيجابي المطاق والمحمود للأفكار الجامدة والمتيبسة. من هنا تتجسد جدوى الانفتاح على الآخَر، وتمكين التبادل المعرفي بين الطرفين، ما يسمح بثنائية مسترخية ومتصالحة بين الأنا والآخر تخدم المجموع البشري. لكن الانفتاح على الآخر ليس مطلقاً ولا نهائياً كما يظن بعض الطوباويين، بل هو انفتاح له حدود تمنع من ذوبان الأنا ذوباناً كلياً بحيث يبدو الأنا كأنه هو الآخر ذاته، وبالتالي تنتفي أصلاً الفكرة النبيلة بالانفتاح على الآخر لأنه لم يعد هناك آخر يمكن تمييزه إزاء الأنا! الانفتاح على الآخر بالمطلق مضرّ مثل الانغلاق على الأنا، الفارق بين الحالتين أننا في الأولى سنحصل على إنسان بلا هويّة وفي الثانية سيصبح لدينا هويّة بلا إنسان. المفارقة، حين يكون لدى البعض الاستعداد الكامل والقابلية التامة للانفتاح على الآخر الغربي…

منال مسعود الشريف
منال مسعود الشريف
مستشارة أمن معلومات وكاتبة سعودية في جريدة الحياة وناشطة حقوق مرأة

ملابس المرأة السبب في اغتصابها

الأربعاء ١٥ مايو ٢٠١٣

هذا العنوان ليس مقتبساً من دراسة علمية أجراها أحد مراكز أبحاث الجريمة، بل هو، مع الأسف، عنوان أحد النقاشات التي أثارتها تغريدة لامرأة تقف بصف «المتحرش والمغتصب والقاتل»، إذا كانت المرأة غير محتشمة وترى أن ما يحدث لها هو حصاد عدم تسترها، كما أؤمن بحرية التعبير فإني أؤمن بحرية الغباء أيضاً، وعلى رغم أن الكفة رجحت بجانب المستهجنين لهذا الرأي إلا أن هناك عدداً لا بأس به ممن أيد هذه الفكرة. رأيّ المتواضع أن ثقافتنا الشرقية من أنتج أمثال هذه المرأة في بيوتنا ومدارسنا وأماكن عملنا، فكيف لا ومجتمعاتنا العربية من رباها على تحمل الخطأ دوماً في أي علاقة مع الرجل، حتى لو كان هو المخطئ، من باب الرجل «شايل عيبه»، والمرأة «سمعة»، وشرف العائلة متعلق بأفعالها وحدها، مجتمعاتنا التي تنصح المرأة بالتستر وتنسى نصح الرجل بغض البصر. نحن من زرعنا هذه المقارنة في رؤوس النساء ثم نبكي ما تحصده أيدينا حين تقف المرأة بصف جلادها، حين نربي البنت على…

عبده خال
عبده خال
كاتب و روائي سعودي

غموض فيروس كورونا !

الثلاثاء ١٤ مايو ٢٠١٣

يبدو أن مدننا سوف تتخصص في الأمراض. فجل الأخبار التي تأتي عن مرض الضنك ووفياته منحصرة في مدينة جدة -كما تنقلها إلينا الأخبار- وأن الإصابة بفيروس مرض كورونا متمركز في محافظة الأحساء. وكلا المرضين يحملان نسبة مرتفعة من الوفيات، إذ أن معدل الإصابة بمرض حمى الضنك بلغت 150 حالة في الأسبوع الواحد ينتج عنها وفاة أربع حالات أسبوعيا. بينما جاءت إحصائية مرضى المصابين بفيروس كورونا منذ شهر شوال إلى الآن 24 حالة، توفي منهم 15 حالة. ومنذ أن تم تناقل خبر ارتفاع نسب الوفيات في المرضين.. والمواطنون يعيشون في هرج ومرج وإن كان مرض حمى الضنك معروفا كتشخيص ووسائل علاج فإن فيروس كورونا جاء غامضا ومرعبا. وقد صاحب الإعلان عنه ذعر وبحث عن ماهية هذا الفيروس الجديد إلا أن كل المعلومات تشير إلى أنه فيروس غامض لايعرف عنه شيئا ولايعرف كيف يتم انتقاله ولايوجد له تطعيم وقائي أو مضاد حيوي.. وهذا يقتضي على وزارة الصحة أن توافي المواطنين بكل المستجدات…

حمود أبو طالب
حمود أبو طالب
كاتب سعودي

يا ويله يا سواد ليله

الثلاثاء ١٤ مايو ٢٠١٣

اندهش الحضور في اجتماع إدارة التربية والتعليم بمنطقة حائل عندما أصر الوزير الياباني المفوض ياسوناري مورنيو على توزيع أوراق الاجتماع بنفسه، رافضا أن ينوب عنه أي شخص آخر. ولكي يزيل الوزير دهشتهم الكبيرة وجد نفسه مضطرا أن يقول لهم: ما أقوم به شيء بسيط جدا وطبيعي، طالما نحن نجتمع اليوم لمصلحة الجميع وليس لمصالح فردية.. هذا الخبر نشرته عكاظ يوم أمس دون توضيح لموضوع الاجتماع وسبب وجود الوزير الياباني في حائل، وكم سيكون رائعا لو تم عقد اتفاقية مع الحكومة اليابانية أو السفارة لإرسال مسؤولين من مختلف المستويات والتخصصات إلى كل مناطق المملكة ــ بعد أن ينتهوا من الوزارات ــ للمشاركة في اجتماعات المسؤولين القياديين بموظفيهم لتعم الدهشة كل أرجاء الوطن، ويتعلم مسؤولونا المعنى الحقيقي للوظيفة العامة وأدبياتها وأخلاقها وكيفية ممارستها.. أتفهم جيدا دهشة منسوبي إدارة تعليم حائل، لأنهم وغيرهم في كل منطقة لم يعهدوا مثل هذا النوع من التصرف والتعامل من رؤسائهم المباشرين فكيف من مسؤول بمرتبة وزير. مدير…

محمد خميس
محمد خميس
كاتب إماراتي

مقامة الرُقَعْ للشحاذ

الثلاثاء ١٤ مايو ٢٠١٣

حدثنا شَعَبْ بن عَرَبْ قال: بعد أن طالت مدة سجننا، وانكسر الأمل في خروجنا، وبات الذل طعامنا، والقسوة أساس يومنا، والإهانات شعار وجودنا، قررت ومعظم زملائي الهرب. سجننا لم يكن بالسجن العادي، وإن كان حارسه سادي، يتلذذ بالآلام، وينتهك الأحرام. كان السجن واسع الرقعة، إلا أنه قذر البقعة، خبيث الهواء، به أعداداً غفيرة من بشر وحيوانات كثيرة، يزاحم بعضنا بعضاً، كلٍ يتلمس طريقه ليمضي يومه، حتى إذا حل الظلام، يستسلم لنومه، عالم آخر، به السيارات تسير، والظلم هو السيد الذي يدير، ولا محاسبة لفساد الوزير، ولكن الويل كل الويل إذا سرق الفقير! سجن بلا جدران مادية، ولكن يمتليء بأعين استخباراتية، لها السلطة النهائية، والأحكام الانتهازية. طلبت من المسجونين الاجتماع، وفتح آذانهم والاستماع، وإن أعجبهم حديثي؛ فالانصياع، ولهم الحق بأن يدلوا بدلوهم، ويقترحوا رأيهم. يقول شعب بن عرب: فتحلقوا حولي، واشرأبت الرقاب نحوي، وقبل أن أنطق، صرخ أحدهم أنهم موافقون على ما سأخططه، وعلى كل ما سأرتبه، فنهاه زعيم الدراويش، يسمى…

فضيلة الجفال
فضيلة الجفال
كاتبة سعودية

على طريقة السراويل الفرنسية

الثلاثاء ١٤ مايو ٢٠١٣

قرأت قبل أيام إعلانا عجيبا، لشركة «لو سليب فرانسيه» المتخصصة بتصنيع السراويل الداخلية الرجالية، بمقولة جريئة لمؤسسها الشاب الفرنسي جيوم جيبو (28 عاما)، الذي يسعى إلى دعم الصناعة الوطنية الفرنسية بالابتكار وتقديم سراويل معطرة يدوم عطرها الرجالي لثلاثين غسلة، يقول: «تريدون تغيير العالم؟ وتريدون تغيير الأمور؟ ابدأوا بتغيير سروالكم!». هكذا ببساطة تجارية متناهية. لكنها قد تبدو من جانب آخر فلسفة ذكية وتستحق التصفيق، حين يبدأ التغيير من أقرب نقطة إلينا وهي ذواتنا. التغيير سمة لهذا العصر العنفواني الحاشد بالأحداث، وذكر التغيير مدغدغا للمشاعر. الخطابات السياسية، الاقتصاد، المجتمع، حتى الرسائل التي تتضمنها الإعلانات التجارية جاءت على هذا النسق. وحين يتحدث أحدنا عن التغيير، يهرع آخرون إلى ترتيب أولويات التغيير ويجادل في أهميتها. الأولويات هذه تكنيك جيد للانطلاق. ولطالما تكررت كلمة «الأولويات» في مفردات الرأي العام. من يصنف الأولويات؟ الأمر يبدو غامضا وليس بغامض: كيف تتحدث وتطالب بهذا الأمر؟ الأولى أن تطالب بهذا وذاك، إنها الأولويات يا سيدي/سيدتي. كل جهة ترى تصنيف…

عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

«كيفنا!»

الثلاثاء ١٤ مايو ٢٠١٣

لم أكن قط تاجراً، ويبدو أنني لن أكون، وأعتقد أن سلالتي الطاهرة ليس فيها من امتهن أو بالأدق ليس فيها من (فلح) في التجارة، فحين قمت بتوزيع «الورث» وإعطاء كل من أخوتي عدداً من الغنم يعد على الأصابع و«يونيتي» عيش، فهمت قصد والدي، رحمه الله، حين كان يؤكد دائماً أننا عائلة علمٍ وأدب! جربت التعمق في التجارة مرتين، في الأولى قمت مع شريك لي (المركزي، عنبر ‬3، لمن يرغب في زيارته حالياً)، قمنا بشراء كميات كبيرة من التمور قبل موسم رمضان أيام كان رمضان يأتي شتوياً وخفيفاً، ثم قمنا بإرسالها إلى «البصرة» مع السفينة التي كانت تسمى «جبل علي» وتبحر من ميناء راشد في تلك الأيام.. لا أعلم لماذا كسدت بضاعتنا في ميناء البصرة! هل تعرف أنت؟! في المرة الثانية وبعد ولوجي عالم الإعلام، قمنا بتأجير أرض على شارع السلام في أبوظبي، وبناء لوحة إعلانية ضخمة بمقاس ‬70 متراً، وبعد يومين صدر قرار إغلاق شارع السلام وبقي مغلقاً مدة عامين،…

حليمة مظفر
حليمة مظفر
كاتبة سعودية

يا الله.. غير علينا!

الإثنين ١٣ مايو ٢٠١٣

أكثر ما أسمعه حين تتم مناقشة الكثير من القضايا أيا كانت من الناس قولهم "الله لا يغير علينا"! حتى أصبحت عادة "كلامية" نسمعها كثيرا ونستسلم لها بقول "آمين".. وكأن التغيير لا يكون إلا للأسوأ! فيتمنون بقاء حالهم "واقف"، على ألا يُغير عليهم أبدا، رغم أنهم غير راضين ولا مقتنعين ودائما متذمرون من سلبية واقعهم ومؤسساته معهم. وكم كنتُ وما أزال أتمنى أحيانا أن أسمع أحدهم يقول: "الله يغيّر علينا للأفضل والأحسن"، لكن فيما يبدو أنها "فوبيا التغيير" أو مخاوف من أوهام محاولة الخروج من "كهف أفلاطون"! لهذا تُرعبهم صغائر الأمور إذا ما حصل أي تغيير للأفضل؛ فيرضون بكساد حالهم خوفا وطمعا.. خشية سلبيات بسيطة قد لا تُقارن بتحقق مصالح كبرى. السؤال هنا: هل هو حال مَرضي أم مُرض أن يتمنى هؤلاء بقاءهم "محلك سر" دون أي تغيير ولو بأمنية التغيير للأفضل؟ أم هو الكسل الذي احتل فيه السعوديون المرتبة الثالثة عالميا؛ لكنه هنا ليس كسلا بدنيا بل كسل معرفي وفكري…

عمار بكار
عمار بكار
كاتب و أكاديمي متخصص في الإعلام الجديد

لماذا يفشل “المبادرون” العرب؟

الإثنين ١٣ مايو ٢٠١٣

المبادرون أو الرياديون هم أولئك الشباب الموهوبون الذين تركوا طريق الوظيفة المعتاد، وحملوا أفكارهم التجارية على عاتقهم، ووضعوا جهدهم ليل نهار ليحولوها إلى حقيقة واقعة وقصة نجاح من رأس مال صغير، وبعيدا عن "الدلال" الذي تحظى به الشركات الكبرى ذات الميزانيات والفرق الضخمة. في الأسبوع الماضي قدمت عددا من الدلائل على أن تشجيع المبادرات هو الحل رقم واحد عالميا لمشكلة البطالة، وعلى أن المبادرين أو الرياديين هم عادة من يقودون التحولات الجذرية في القطاعات الاقتصادية، لأنهم يغامرون ويفكرون ويبتكرون، بخلاف الشركات التي تحاول عادة اتباع السائد لضمان الأرباح الكبيرة. على الرغم من ذلك كله، وعلى الرغم من وجود مجموعة كبيرة من المشاريع والهيئات الحكومية وصناديق الدعم والتمويل، إلا أن هناك فشلا حقيقيا في هذا الاتجاه، وهناك ضعف واضح في هذا الدعم مقارنة بدول العالم الأخرى، إلى درجة أن حجم دعم المبادرات في العالم العربي كله لا يصل إلى مستوى الدعم الموجود في دول صغيرة حجما مثل سنغافورة أو إسرائيل. لماذا…

جميل الذيابي
جميل الذيابي
كاتب وصحفي سعودي

«منافقون» و «انبطاحيون»!

الإثنين ١٣ مايو ٢٠١٣

هكذا المشهد في سورية منذ عامين: اختطاف عائلات. اغتيالات واسعة. اعتقالات تعسفية. نحر أطفال. حمام دم وأشلاء أبرياء. مذابح جماعية ومجازر يومية. هدم المنازل والمساجد على رؤوس أهلها والمصلين. نظام دموي فاتح شهيته للقتل والتدمير والتعذيب. حصار للمدن والبلدات السورية بالدبابات والطائرات والأسلحة الكيماوية. عصابة «بعثية» إجرامية تنشر الموت على امتداد الوطن السوري. نظام مجرم يتفنن في طُرق ذبح وقتل الأبرياء، ولا يزال العالم «يجبُن» عن مواجهته وإنهاء مأساة الشعب السوري! بعد الضربة الإسرائيلية الأخيرة لنظام الأسد، تأرجح الشارع العربي، فبعض العرب عند سؤالهم عن رأيهم حول تلك الضربة، تأتي إجاباتهم بأنهم على رغم عداوتهم للكيان الصهيوني (الإسرائيلي)، بصفته مجرماً وعدواً ومحتلاً لأرض عربية، ويقتل وينفذ الجرائم والمذابح بحق الفلسطينيين، إلا أن نظام الأسد مجرم ودموي مثله، إذ قتل حتى الآن نحو 70 ألف سوري، ولا يزال يمارس «العربدة»، ويرتكب جرائم ومجازر، لذلك فهم ينظرون إلى تلك الضربة بمنطق «دع هذا الفخار يكسر بعضه»! وأنها وإن كانت من كيان مجرم…

عبده خال
عبده خال
كاتب و روائي سعودي

لماذا لا تعطون أهل مكة أدوارا إضافية ؟

الإثنين ١٣ مايو ٢٠١٣

يقال: أهل مكة أدرى بشعابها. وهذا المثل القديم كان معنيا بمعرفة جغرافية مدينة مكة ذات الجبال والشعاب المتداخلة، والتي تفضي منحنياتها إلى أحياء وأزقة وبرحات وأسواق ومواقع، كان هذا فيما مضى من سالف العصر والأزمان، أما الآن فكثير من تضاريس مكة أزيلت، وغدا أهل مكة يبحثون عن منازل يسكنونها، وليسوا في حاجة لذلك المثل العريق. وقد سبق أن كتبت عن نزع ملكيات عقارية في مكة المكرمة استهدف جزءا من منطقة الفلق وجبل قرن، وهي عقارات تم إزالتها وقابل نزعها تأخر في تعويض أصحاب العقارات، وقلت ــ حينها ــ إن تأخر التعويضات أمر غير مستساغ البتة، حيث أن أي جهة أو منطقة يتم اختيار نزع ملكيتها للصالح العام تكون ميزانية التعويض جاهزة، وإذا كان هذا هو الوضع الحقيقي، فلماذا يتم حجب التعويض لشهور أو لسنوات؟ فالمواطن الذي وجد عقاره ضمن الإزالة من حقه ــ شرعا وقانونا ــ أن يعوض في الحال. إذا، لماذا يحدث تباطؤ شديد في تسليم المواطنين حقوقهم من…

رضوان السيد
رضوان السيد
عميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي

انسدادات الواقع وإمكانيات التسديد

الأحد ١٢ مايو ٢٠١٣

يسود التأزم السياسي والمجتمعي كلَّ البلدان العربية التي جرى فيها التغيير في الحاكم أو نظام الحكم. وهذا إنْ دل على شيء؛ فإنه يدل على أن الذين وصلوا للسلطة أو كادوا، لا يملكون توجهاً واضحاً ولا بدائل يمكن المسير فيها بشيء من الثقة. وهذا أمر مختلف عن الحديث الآخر الذي يقول إن العالم العربي يمر بمخاض هائل، تحوطه استنزافات آتية من إسرائيل وإيران في الإقليم، ومن الصراع الدولي على المنطقة بين الكبار. ولنبدأْ بحالتي سوريا والعراق، باعتبار أن التأزمَ فيهما ما أفضى إلى تغيير الحاكم بعد. فنظام الحكم السائد في العراق منذ عشر سنوات، من صناعة أميركية إيرانية. وقد رُتّبت مجريات «العملية السياسية» بحيث يسود طرف غالب، موزَّعُ الولاء بين إيران وأميركا، أما سيطرته داخلياً فتعتمد على الجيش وقوات الأمن التي بُنيت بطريقة تُخضعُها قانوناً لرئيس الوزراء. وخلاف المالكي مع الأكراد في الحقيقة خلاف على الحدود، وعلى كركوك، لأنهم لا يزالون ماضين باتجاه الاستقلال، وميزانهم في التوقف أو التقدم في العملية…