عادل الطريفيكاتب و إعلامي سعودي - رئيس تحرير صحيفة "الشرق الأوسط"
الأربعاء ٠٨ مايو ٢٠١٣
هناك خبران مقلقان من مصر هذا الأسبوع، أحدهما إعادة تشكيل الوزارة برئاسة هشام قنديل مجدداً وفقا لحسابات حزبية، وليس بناء على الكفاءة كما كان مؤملاً. أما الخبر الآخر، فهو تجاوز التعداد السكاني لمصر حاجز 84 مليون نسمة، حيث تضاعف الإنجاب خلال عامي «الثورة» نظراً لتراجع برامج تحديد النسل المدعومة في السابق من الحكومة والمؤسسات الدولية. أما لماذا تعدّ الزيادة السكانية أمراً مقلقاً، فلسبب بسيط وهي أنها تضيف أعباء مالية وبيئية على المجتمع المصري في المدن المزدحمة أصلاً بأحياء الصفيح. قبل عقدين كانت مصر واحدة من أهم الدول المنتجة للصادرات الزراعية، ولكنها اليوم أكبر مستورد للقمح، لأجل ذلك لم يكن مستغرباً أن يطالب الرئيس محمد مرسي نظيره الروسي فلاديمير بوتين - في ذروة الدعم العسكري الروسي لنظام الرئيس الأسد في سوريا - بإعطاء مصر أسعارأ تفضيلية في محاولة لتقليص فاتورة دعم الرغيف في مصر. حقاً، الاقتصاد قد يضطر المتعثرين إلى تقديم تنازلات سياسية للآخرين فقط لتأمين لقمة العيش. في بلد تراجعت…
الأربعاء ٠٨ مايو ٢٠١٣
بإطلالتها الأولى على صفحات الاقتصاديه تقول إيمي دافيدسون بصفحة الرأي شاب سعودي في العشر ين من عمره كان يشاهد ماراثون بوسطن حين أصابته قنبلة في جسده ولم يكن "خالد" الوحيد بل ضمن 176 جريحا ولكنه الوحيد الذي عليه تحفظ وحراسة مشددة وهو جريح يخضع للعلاج. وتقول إيمي (وقد تم تفتيش شقته ''بدرجة مذهلة من العنف'' بوصف زملائه في السكن بمقابلة مع صحيفة ''بوسطن هيرالد" حيث اقتحمتها ''كتيبة'' من رجال الشرطة وعملاء ووحدتان من وحدات الكلاب البوليسية المدربة. وكان هو الشخص الذي نُقِلَت أمتعته في أكياس ورقية وجيرانه يراقبون ما يحدث. وفي الوقت الذي يخضع فيه زميله في السكن وهو طالب كذلك للتحقيق لمدة 5 ساعات ولأن الشاب السعودي الجريح ضمن المتفرجين والمصابين يجري فزعا ويستغيث بالله ياالله ولم تعجب ملامحه الشرقية والأسم الذي ينادي به (الله) أحد العنصريين الأمريكان فطرحه أرضا ومن شدة صدمته وفزعه يسأل ببرائته هل فيه احد مات ؟ فيه قنبله ثانيه ؟ وبلَّغ الذي طرحه أرضا…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ٠٨ مايو ٢٠١٣
حتماً ستكون هذه هي المرة الأخيرة التي أعيد فيها نشر مقالتي الأثيرة عندي عن الفقيد الراحل صالح الحصين يرحمه الله. نشرت هذه المقالة في عام ١٩٩٧م. (١٤١٩هـ.) في مجلة «المعرفة»، ثم أعاد نشرها آخرون لأكثر من مرة في مطبوعات ومنتديات. والآن وقد رحل هذا الرمز/ الفقيه الوزير المفكر الزاهد/ عن دنيانا مساء السبت الماضي، فإني لا أجد ما أرثيه به أفضل من أستعيد مقالتي الحوارية تلك، بتصرف طفيف. **** «حين قررت أن ألتقي ثم أكتب عن صالح الحصين لم تكن رحلة البحث عنه سهلة كما توقعت، ليس ذلك لأنه شخص نكرة بين أهل المدينة المنورة، ولكن لأنه شخص لا يفقأ أعين الناس باسمه في كل مكان من صحيفة أو سقيفة. كان زاهداً في الأضواء وما تحمله كل حزمة ضوئية من ضجيج وصخب لا يكاد ينطفئ حتى تنطفئ شمعة الإنسان المضجوج بالزحام من قبل... ثم المضجوج بالإهمال من بعد! في شقة متواضعة داخل عمارة أكثر تواضعاً وجدت العنوان. طرقت الباب ثم…
الأربعاء ٠٨ مايو ٢٠١٣
دخلنا لعبة الانتخابات للترشح لأكبر منصب في أكبر قارات العالم متسلحين بترسانة من (اللا شيء)، تماماً مثل الطالب الذي لم يحضر حصة دراسية واحدة طوال السنة وطلب من عائلته و(من يعزّ عليه) أن يدعوا له بالنجاح والتوفيق! كيف دخلنا؟ ولم دخلنا؟ بل لم طرحت فكرة دخولنا من الأساس ونحن لا نرتكز في قرارنا على أي معطيات منطقية تجعلنا نقدم على خطوة مثل هذه والتي تحتاج إلى ترتيبات وتجهيزات تستغرق شهوراً طويلة أو حتى سنيناً من التخطيط والدراسة. الانتخابات هي لعبة سياسية تعتمد على التوافقية والتكتلات واللعب على المصالح المشتركة ما بين المرشح من جهة وبين الأصوات المحتمل جمعها من جهة أخرى. فمن كان يراهن على اسم المملكة العربية السعودية في المحافل الدولية أو القارية (فقط) هو شخص تجاوزه الزمن ويجب إبعاده فوراً ومنعه من مجرد الاقتراب من مواقع صنع القرار في رياضتنا. لكي تراهن على شيء يجب أن تتأكد من حقيقة وجوده أولاً ثم من إمكانية المراهنة عليه بعد ذلك.…
الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠١٣
الساعة الآن التاسعة مساءً بتوقيت دمشق, الجو في الخارج لطيف للغاية, ويميل للبرودة, رغم أننا في الأيام الأخيرة من شهر آب, الطريق من شقتي في أبو رمانه إلى مطعم الشاميات لا يستغرق أكثر من عشر دقائق مشياً على الأقدام. فبمجرد خروجي من العمارة أنعطف يساراً باتجاه مطعم مروش, ثم أنعطف يميناً باتجاه مطعم الدمشقية, ثم أنعطف يساراً مرة أخرى لأجد مطعم الشاميات على يميني. أعتدت على تناول طعام العشاء في هذا المطعم, فمن خلاله تعرفت على السائق محمود, ذلك الشاب الطيب الظريف, الذي رافقني بعد ذلك في معظم مشاويري المسائية. وفيه تعرفت أيضاً على الحاج أبو إسماعيل, ذلك العجوز الطيب الكريم, الذي استضافنا في ظهيرة يومٍ جميل على مأدبة غداء في مزرعته بالغوطة. أما الصغيرة ناريمان, فهي أجمل من عرفت في ذلك المطعم الصغير, المستطيل الشكل والذي تصطف طاولاته على يمين المدخل وعلى شماله. فتلك الطفلة ذات السنوات الثمان, كانت تمر بين الطاولات بحجابها الأبيض الطويل, الذي يزيد وجهها الملائكي…
الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠١٣
لا يمكن لي أن أضع بين يديكم، ولو على مساحة كل أوراق هذه الصحيفة، كتاب (الجهاد في الإسلام) الذي طبعته ذات زمن مضى (وزارة المعارف) وختمت على غلافه بعنوانها وشعارها وأرسلته بالبريد الرسمي إلى كل مدرسة سعودية. كل قصة هذا العنوان وهذا الكتاب تكمن في الاختراق الفكري الذي سمح للمؤسسة التربوية الرسمية أن تستقطب الثنائي الأشهر في التاريخ الحركي (حسن البنا وسيد قطب) ليؤلفا كتاباً تطبعه المطبعة الرسمية وتوزع منه على جيل مضى نصف مليون نسخة. وحين تعود لتاريخ التأليف وسنة الطبعة تكتشف أنها (بالمصادفة الحميدة) تعود لذات العام الذي كان فيه كمال الهلباوي، رئيس التنظيم الدولي لحركة الإخوان المسلمين، يعمل لدينا رئيساً للجنة مستشاري بناء المناهج المدرسية في وزارة (المعارف) السعودية. ولكم أن تعلموا، كي تدركوا المقاصد والأهداف، أن هذا الكتاب (لمؤلفيه) الاثنين بالتحديد كان الكتاب الأوحد الوحيد الذي طبعته (وزارة المعارف) خارج كتب المقررات المدرسية رغم أن الكتاب لا علاقة له بحصة أو مادة أو منهج أو أسئلة…
الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠١٣
الطبيب والخبير «إدوارد دي بونو»، هو الذي قدم نظريات عدة كانت ومازالت بمثابة كشف علمي للتفكير الإنساني، وأفكاره تعتمدها كبريات الشركات والمنظمات في العالم بين السياسة والاقتصاد والإعلام وسواهم. ربما من بين أشهر كتبه وأبحاثه «التفكير الجانبي Lateral Thinking»، الذي ساهم في إنجاح «الألعاب الأولمبية» عام 1984، إضافة إلى أكثر من سبعين كتاباً مهماً آخر. أما بحثه وكتابه الذي نحن بصدده الآن فهو الذي غير نمطية عالم الأعمال: «القبعات الست للتفكير Six Thinking Hats». برقت فكرة قبعات التفكير في ذهن دي بونو انطلاقاً من مقارنته بين طريقة تفكير الغرب التي تعتمد على الفلسفة القائمة على الجدل والمناقشة، وطريقة التفكير الشرقية، واليابانيين على الأخص، وهي محور تقديم الباحث، هي التي تعتمد على «التفكير المتوازي». فطريقة التفكير الغربية، كما وصفها، «جدلية» بحيث تتجادل المجموعة، لإثبات صحة رأي على آخر فيسير كل منهم بقوة في جهات معاكسة، لتصطدم الأمور بجدار صلد، وهذا بالفعل ما تقوم به مجتمعاتنا عادة للأسف. أما طريقة التفكير المتوازي…
الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠١٣
الأزمة والصراع في سورية باعتقادي فضحا المنادين بالحرية والديموقراطية والعدالة، فعندما كانت الثورة المصرية مثلاً في أوج مراحلها لم يتوان هؤلاء باتهام نظام الرئيس حسني مبارك بالعمالة للغرب، وكأن من يستمع لهم يعتقد أنهم يعيشون في واحات من الديموقراطية والعدالة في بلدانهم، ولكن بانتصار الثورة المصرية، على رغم كل العثرات التي تعيشها الآن، وانتقال الربيع العربي إلى بلدانهم، خصوصاً في سورية، نجد أن هؤلاء، وعلى رأسهم حزب الله في إيران ومن خلفه ربيبته إيران، يتملصون من مبادئهم التي ضحكوا على بعض السذج في منطقتنا العربية لسنوات وأسسوا لمحور ممانعة عربية ضد العدو الإسرائيلي ودخلوا في حرب معه في 2006، ولكن ما حدث في سورية من ثورة شعبية سلمية تنادي بما كانوا يتغنون به نجدهم يرتدون عن ذلك الخطاب الدعائي المكشوف. الغريب أنهم لم يصمتوا فقط على ما يحدث في سورية من مذابح ضد المدنيين السوريين، ولكنهم، مع الأسف، أصبحوا جزءاً من الصراع في سورية، فحزب الله، مناصر الضعفاء في العالم،…
الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠١٣
النقد والاختلاف مع آراء وتصورات شخصية ذات حضور إعلامي وتأثير فكري واجتماعي في الساحة ومناقشتها، سواء على وجه الإجمال أو التفصيل، هو أمر طبيعي، بل هو أمر صحي ومطلوب، مادامت وجهات نظر المخالفين أو المنتقدين تقوم على أساس من الحجة والبرهان وإيراد الحقائق، وليس على التلبيس والتلفيق ومجرد التحريض، وشخصنة الردود وتكرار بعض الانتقادات الجاهزة من حين لآخر، سواء بعلم أو بجهل، وهذا شأن عام ينبغي أن يكون مع الجميع في خلافاتنا الفكرية والثقافية كافة. ومن تلك القضايا التي يكثر الجدل حولها من حين لآخر هو اتهام الشيخ سلمان العودة بالتحريض وتهييج الشباب للذهاب والنفير إلى ساحات الجهاد في عقود مضت، ومطالبته بالاعتذار عن كل ذلك، في ظل تجاهل الأســباب الرئيــسة التي مكنت ويســرت للشــباب حينها ســبل الــسفر للجهاد. قبل الخوض في هذا الموضوع يجب التأكيد أن المقصد من مناقشة هذه القضية هو مجرد التحقيق والتوثيق لمرحلة تاريخية تتعلق بتيار حركي واسع كانت أهم رموزه الموجهة له ولأفكاره هما الشيخان…
الإثنين ٠٦ مايو ٢٠١٣
تلويح الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، هذا الأسبوع، باتخاذ إجراءات لرد اعتباره كمواطن نتيجة لتصرفات الخطوط التي تعتز بخدمتنا يجب أن يكون رادعاً لإمعان الخطوط في الاستخفاف بالمسافرين. هذه ليست أول مرة تبدي الخطوط استهتارها بالركاب. مَن منا لم يسمع عن تأخُّر رحلات الخطوط السعودية مئات المرات لأسباب عدة دون تقديم أي اعتذار. لكل منا تجربته المضحكة مع مؤسسة نقل عالمية لا ترقى للتنافس حتى مع النقل الجماعي. أما إذا تكرّم علينا موظف الخطوط بتبرير فهو غالباً ما يكون بسبب "عطل فني طارئ سيتم إصلاحه سريعاً"، وهذا يعني ساعات طويلة من الانتظار الممل. معظم شركات الخطوط الجوية التي تحترم المسافرين توفر الضيافة والإقامة في حال تأخُّر رحلاتها كحد أدنى لتعويضهم عن الإرباك والإزعاج والتوتر نتيجة تغيير درجة المسافرين أو تأخيرهم عن مواعيد عمل أو التزامات أخرى. أما الخطوط السعودية فتكتفي بالصمت المطبق، وربما يتدفق كرمها بعلبة عصير لإرضاء المسافرين. المنظر الذي…
الإثنين ٠٦ مايو ٢٠١٣
ينبغي ألا تفاجئنا أنباء محاكمة قاض فاسد، فالقضاة الفاسدون ليسوا اختراعا جديدا، فقد وجدوا على مر العصور وفي كل الأمم، فهم بشر على أي حال وليسوا ملائكة، شأنهم شأن كل شاذ في ميدانه، لكن أن تجد قاضيا شرعيا فاسدا فتلك مصيبة مضاعفة لأن القاضي المدني يستمد قيمه وأخلاقياته من شريعة البشر، أما القاضي الشرعي فيستمدها من شريعة السماء ! فأي عذر أجده لقاض شرعي يتلوى بالفساد كما تتلوى الأفعى ؟! ألم ينشأ على العلم الشرعي منذ نعومة أضافره ؟! ألم يتشرب قيم وتعاليم وشرائع الدين الحنيف منذ ارتدى ثوبه الأول وحتى ارتدى مشلحه الأخير ؟! أين الوازع الديني ؟! أين مخافة الله ؟! أين الإيمان بشرعه ؟! وفي أضعف الإيمان أين الضمير ؟! إن من يتلبس لباس الدين ويلتحف بمشلح الورع ويتسلح بسلطة الشريعة ليطل على الآخرين من منبر الوصاية الشرعية ليحاكم المجرمين واللصوص وهو واحد منهم هو أخطر أصناف الفاسدين لأن من يتجرأ على خداع الله لن يتورع عن…
الإثنين ٠٦ مايو ٢٠١٣
بشار.. ها هي إسرائيل تضرب علنا ألويتك العسكرية وتدمر أسلحة حزب الله المرسلة من إيران، أين طائراتك المحملة بالبراميل كي ترد على هذا العدوان؟، أم أن هذه الطائرات مبرمجة فقط لقصف المدن السورية؟.. أين دباباتك التي دكت بيوت الأبرياء في حمص وحماة وحلب ودرعا وأدلب ودير الزور كي ترد على العدوان الصهيوني؟.. لا نريد منك أن تأمرها بالرد على العدوان، فأنت لست أهلا لذلك، فقط دعها (تتمركز) بالقرب من الجولان، حينها فقط يمكن أن نتأكد بأن بطشك وجبروتك يمكن أن يظهر على الأعادي مثلما يظهر على الأطفال والنساء من أبناء شعبك!. ** إيران التي تهدد بأنها سوف تمحو إسرائيل من الوجود لم تفعل شيئا أكثر من الكلام.. حين أدمت ذراعها القرصة الإسرائيلية القاسية لم تفعل أكثر من بيع الكلام: (التحركات المتهورة التي يقوم بها العدو الصهيوني ستقصر حياة هذا النظام الدمية)!.. كلام مجرد كلام.. لا يلغي أن إيران تقدم أكبر خدمة لإسرائيل من خلال دعمها الأعمى لديكتاتور مجرم مستعد أن…