آراء

ياسر حارب
ياسر حارب
كاتب إماراتي

العالَم ليس جزءاً من الإسلام

السبت ٢٠ أبريل ٢٠١٣

وافقت السلطات السويدية قبل أيام بالسماح لمسجد (فتيجا) الكائن في إحدى ضواحي العاصمة ستوكهولم برفع الأذان لأول مرة في تاريخ السويد، لمدة خمس دقائق كحد أقصى وقت صلاة الجمعة. وعندما تقرأ التعليقات المكتوبة تحت الخبر، تجد أنها مليئة بالتكبير والدعاء بعزة الإسلام، والمجد لراية التوحيد. فكّرتُ قليلاً: ماذا لو كنتُ أحد السويديين الذين صوتوا للسماح بالأذان وقرأتُ هذه التعليقات، هل سأندم على دعمي وإيماني بحق المسلمين، وأي طائفة دينية أخرى في السويد، بممارسة شعائرها في العلن؟! ثم فكرّتُ أكثر: لماذا ننظر إلى هذه الأخبار والأحداث في الغرب، التي من المفترض أن تكون إيجابية ومتسامحة، نظرة صراع وغزوات وفتوحات؟ تصور أنك دخلتَ منزل أحدهم، وبعد العشاء طلبتَ منه أن تبيت فيه فسمح لك، وعندما أدخلك غرفة الضيوف وانصرف صرختَ "اللهم انصرني عليه" فهل تعتقد بأنك بذلك أفضل منه؟ اسأل نفسك: من أكثر تسامحاً؟ ومن أخلاقه أكثر رقياً؟ ليس بالضرورة أن تكون مسلماً لتصبح متسامحاً، ولكن عليك أن تكون متسامحاً حتى تصير…

فايد العليوي
فايد العليوي
مدون سعودي، بكالوريوس لغة عربية من كلية المعلمين بالأحساء، حاصل على جائزة الأمير محمد بن فهد للتفوق العلمي، له مؤلف جديد تحت الطبع حاليا

السلطة المعنوية!

الجمعة ١٩ أبريل ٢٠١٣

السلطة المعنوية بعيدا عن السياسة أصبحت موضوعا شائقا، وعني به من قبل المهتمين بكتب تطوير الذات، الذين يقدمون للقرّاء نظريات ونصائح لصناعة القائد والقدرة على التأثير والشخصية الكاريزمية، واستلاب القلوب والألباب، وأصبح الإقبال على مثل هذه الكتب من قبل الإداريين والاقتصاديين يفوق الإقبال على كتب الإدارة الفنية الصرفة وبقية الكتب العلمية. أما في حقل السياسة فالحديث ذو شجون، وإن كان في ظاهره يعد شكلا من أشكال الترف، إلا أنه مرتبط ارتباطا أصيلا بمبادئ سياسية مهمة كالشرعية السياسية على سبيل المثال. فالشرعية السياسية هي في الأساس «ثقة» يمنحها المجتمع للنظام السياسي، ويخوله لإدارة شؤون المجتمع وفق حدوده الجغرافية. وبالطبع الحصول على هذه الثقة ليس بالأمر اليسير؛ ولن يتأتى لأحد الحصول على «الثقة» دون أن يمتلك سلطة معنوية خارقة تمكنه من كسب ثقة المجتمع. ففي مراحل التحولات السياسية فتش المؤرخون عن السلطة المعنوية فوجدوا أن امتلاكها يعد ضمان امتلاك ثقة المجتمع الذي يعتقد أن هذه السلطة المعنوية معبرة عن إرادته، وبالتالي ينتج…

طارق إبراهيم
طارق إبراهيم
رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية سابقاً

سمة سلبية تحاصر الرياض

الجمعة ١٩ أبريل ٢٠١٣

لا يقبل الكثير من المسؤولين عندنا إطلاق كلمة ظاهرة على بعض المشاكل التي يعاني منها المجتمع، ويدافع هؤلاء عن مواقفهم قائلين: "لم تصل المسألة هذه أو تلك لحالة يمكن أن نطلق عليها ظاهرة، فهي لا تعدو حالات فردية لا يمكن الاستناد عليها في الحكم على الأشياء، ومن ثم التهويل وإعطاء الموضوع أكثر مما يستحق". هذا التحفظ قديم، ويمكن تصنيفه على أنه من ضمن مجموعة كبيرة من الآراء التي لا يمكن للمسؤول الحكومي تجاوزها أو تبديل قناعته حولها، حتى لو بدى له خلاف ما يظن وما يقول، فهو "تربى" وتعايش لعقود مع هكذا فكر، وهكذا ثقافة قائمة على التهوين من الأمور حتى وإن شكى وتذمر الناس من ظاهرة لا يختلف اثنان على أنه لا يمكن تصنيفها على أنها حالة فردية أو شاذة. على المستوى الشخصي يمكن لي الجزم أن مشهد المتسولين الصامتين وغير الصامتين والثابتين والمتحركين، واقع نعيشه ونلمسه ونراه في مجتمعنا منذ أربعة عقود، وهذا المشهد لا يمكن منذ أربعين…

رضوان السيد
رضوان السيد
عميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي

إيران وتدمير المشرق العربي

الجمعة ١٩ أبريل ٢٠١٣

قال فريدون عباسي، مدير المنظمة الإيرانية للطاقة النووية، إن من فوائد الملف النووي الإيراني على دول الخليج، ووجود مفاعل بوشهر على مقربة منها «إقبال تلك الدول على اقتناء أحدث أجهزة قياس التلوث.. فلولا مفاعل بوشهر لما كان الخليجيون توجهوا إلى هذه العلوم»! وعلى هذا القياس، ولأن كل تصرفات نظام طهران، يكون علينا نحن عرب المشرق والخليج، بل وسائر العرب، أن نلتمس «الحكمة» الحاضرة ولا شك من وراء إسهام إيران في فصل غزة عن الضفة الغربية بفلسطين، وإسهامها في احتلال بيروت من جانب حزب الله، وإسهامها في نشر الطائفية والفتنة بالعراق، وإسهامها الأخير والمستمر في قتل الشعب السوري وصون نظام بشار الأسد، عن طريق الحرس الثوري، ومتطوعي جيش المختار، وميليشيا أبي الفضل العباس من العراق، وعسكر حزب الله من لبنان. قال لي كنعان مكية، المعارض الشهير لنظام الرئيس صدام حسين، عام 2006: «إن الإيرانيين تلقوا عام 2001 - 2002 عرضا ما كان بوسعهم رفضه رغم هواجسهم الكثيرة: ضرب طالبان بأفغانستان، ونظام…

لماذا يكرهون “الجنادرية”؟!

الجمعة ١٩ أبريل ٢٠١٣

كتبت أكثر من مرة عن الجنادرية، وأسميتها بالقلعة، وأنا مصر على تسميتها بالقلعة، وأعي حق الوعي، لماذا أسميتها بالقلعة؟ حيث عملت الجنادرية منذ تأسيسها قبل 28 عاما، كقلعة ليس فقط لعرض تراثنا وفنوننا الشعبية، التي تمثل الذاكرة الوجدانية لجميع مناطق المملكة، ولكن أيضا لتطويرها والحافظ عليها كجزء عزيز من تاريخنا الجمعي التراثي والفني. إن من أول الكوارث التي تصيب الشعوب، وهي لا تشعر، هو فقدانها لذاكرتها الجمعية الفنية البصرية والسمعية، التي تميزها عن غيرها. والشعب الذي يفقد ذاكرته وذائقته التراثية، والتي تمثل بالنسبة له، مخياله الشعبي وذاكرته الوجدانية، يفقد توازنه الحضاري أو المدني، ويتحرك للمستقبل بخطى مهزوزة، غير واثقة، ويصبح قابلا للحرف عن جذوره الوطنية بفقدانه صمغه الوجداني الوطني المحايد. الحالة المدنية لأي مدينة هو إبراز تراثها المعماري والثقافي، وجعله ميزة خاصة تتمتع بها دون غيرها من المدن، هذا بجانب استخدامها لأحدث ما توصلت إليه المدنية من تقدم وتقنية في مضمار المعمار وتخطيط المدن، ومواصلاتها ومرافقها الخدمية العامة والخاصة، والتي…

حاتم الزهراني
حاتم الزهراني
شاعر، ناقد، وأكاديمي مدرس مشارك ومرشّح لنيل درجة الدكتوراة في الأدب العربي جامعة جورجتاون / واشنطن دي سي

شجاعة العقل: المتنبي الإنساني أم المتنبي الغذامي؟

الخميس ١٨ أبريل ٢٠١٣

أما قبلُ، ففي كتابه «العرب ظاهرة صوتية» فسَّر عبدالله القصيمي إعجابَ العرب بالمتنبي بكونه «عربياً جداً»؛ مذ كان العرب يبتهجون بصانعي الطغاة. واعتبره «إنساناً بلا أية شروط إنسانية»، ثم سأل مستنكراً: «هل كان المتنبي شاعراً عظيماً؟». وعلى هذا (النسق!)، اعتبره عبدالله الغذامي في «النقد الثقافي» أكثر الشعراء «تمثيلاً لروح الخطاب النسقي... وليس إعجابنا به إلا استجابة نسقية غير واعية منا». وخلص إلى كونه «أقل الشعراء اهتماماً بالإنساني وتحقيراً له» (هكذا!). ثم طرح السؤال الاستنكاري نفسه الذي طرحه والده الثقافي القصيمي: «المتنبي مبدعٌ عظيم؟» وزاد، مذ كان هو الشبيه/ المختلف: «أم شحاذ عظيم...؟». المتنبي، إذاً، شاعرٌ لا إنساني. صورة تدشنها إنشائيات القصيمي لتتلقفها ريشة الغذامي وتصبغها بطلاء اصطلاحي براق لا تفلح عدته النظرية، وهي قد جوبهت بقراءاتٍ نقدية جادة على أية حال، في إخفاء أبوة القصيمي للمتنبي في نسخته الغذامية! أما بعدُ؛ فلهذه المقالة رؤية أخرى. لمعرفة موقع الإنسان في الفكر الشعري عند المتنبي ينبغي الوصول إلى أسس رؤيته للعالم. رؤية…

علي سعد الموسى
علي سعد الموسى
كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية

أرامكو: من القصص

الخميس ١٨ أبريل ٢٠١٣

لم تكن "أرامكو" في حياة وطنها ومواطنيه مجرد عملاق نفط هائل أو نهر أبيض في تاريخ هذه الصحراء. كانت وما زالت (غرفة) انطلقت من حقولها ومبانيها آمال وأحلام الآلاف الذين، وبفضلها، اجتمعوا على (قلب) وطن واحد متحد سيحلو صباح (الخميس) لاستعادة واستعارة مخزون الذكريات. بعد هذه العقود من الزمن، وبعد سنيّها الطويلة، قابلت زميل الدراسة، أخي ناصر الخشيم، وهو الذي درس معي في (فصل المشاغبين) في المدرسة المتوسطة الوحيدة يوم كنا أطفالا في سراة عبيدة. لكن (أبو عبدالرحمن) تركنا العام التالي مثل آلاف المهاجرين إلى الشمال.. طفلا مراهقا يلتحق بالشركة الأم ويقضي عامه الأول فيها.. يسحب الرمال من الطرقات الذاهبة إلى آبار النفط. بعدها عمل أربع سنوات أخرى على جهاز التحويل والتشغيل في (شدقم)، وما أدراك ما (شدقم) حين تربطها في خيط مع شيء من (جهنم) يوليو أو أغسطس. لم تكن (شدقم) وأخواتها مجرد مصانع للنفط، بل مصانع لآلاف الرجال الذين خرجوا من رحم هذه (الأم) في ولادة جديدة. وبعد…

حمود أبو طالب
حمود أبو طالب
كاتب سعودي

سفراؤنا في أمريكا .. شكرا

الخميس ١٨ أبريل ٢٠١٣

الشخصية التي ترتكب العنف في أي شكل من أشكاله بحق الإنسان المسالم هي شخصية غير سوية في تكوينها النفسي، وعندما يبلغ هذا الخلل أسوأ درجاته يكون الفعل المختل في أبشع صوره، متمثلا في أي ممارسة تفضي إلى إزهاق أرواح الأبرياء دون تفكير أو تردد. والحال لا يختلف لدى من يرتضي هذه الجريمة أو يحاول تبريرها وتسويغها تحت أي غطاء أو ذريعة، الفرق الوحيد أن الثاني لم تصل علته النفسية درجة السوء والتعقيد التي وصل إليها الأول. كل المبررات الصريحة أو المواربة لترويع مجتمع إنساني والتسبب في قتل بعض أفراده ــ أيا كان هذا المجتمع ــ هي أعراض لذات مريضة وغير أخلاقية وعلى قطيعة مع المشاعر الإنسانية الفطرية. الذي حدث في مدينة بوسطن وراح ضحيته أكثر من إنسان وأصيب عدد كبير هو اقتراف لفعل غير إنساني بغض النظر عمن نفذه، أمريكيا كان أو من أي مجتمع آخر، ودوافعه مهما كانت لا يمكن قبولها، فالإنسان السوي يجب أن يتألم لهذا الفعل أينما…

هموم اليمن السعيد الجديد

الخميس ١٨ أبريل ٢٠١٣

يبدو أن اليمن، الذي كان سعيداً منذ أمد بعيد، ما زال بعيداً عن السعادة التي يأملها اليمنيون بكافة انتماءاتهم وجغرافياتهم. والحديث عن اليمن يُدخل الكاتب العربي في محاذير عديدة، لعل أهمها: مع مَن يكون الكاتب؟! وبعبارة أخرى، سوف "يزعل" منه أبناء الجنوب إذا ما دعا إلى الوحدة والأمن، والابتعاد عن التدخلات والتجاذبات الخارجية؟ً كما سـ"يزعل" منه أبناء الشمال إذا ما أيّدَ الجنوبيين في مسعاهم للاستقلال عن الوحدة، وتكوين دولة خاصة بهم، لأنهم يعتبرون أن الوحدة سلبتهم العديد من حقوق المواطنة التي يستحقونها، ولسان حالهم يقول -مثلما نقول في المثل الخليجي- سخّنا الماء وطار الديك! بمعنى أن الثورة التي أطاحت الحكم السابق لم تنجح في ترسيخ مبادئ المواطنة للجميع. ولقد عاتبني أحد أبناء الجنوب على المقال السابق -الذي نُشر في هذا المكان- واتهمني بأنني أقف مع أهل الشمال، ولم يكن ذلك بارزاً ولا "متشابهاً" في مقالي المذكور، لأنني دعوت إلى السلم والبناء في اليمن. وفي الأسبوع قبل الماضي أعلن الرئيس اليمني…

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

إسرائيل تشن حرب الخليج المقبلة!

الخميس ١٨ أبريل ٢٠١٣

في تل أبيب يحسبون تكاليف الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية، إن قرروا المضي وحدهم في المغامرة. يقولون وصل إليهم التزام أميركي بدفع أكثر من مائتي مليون دولار لتمويل النظام الدفاعي المسمى بالقبة الحديدية، الذي يحمي من الهجمات الإيرانية وغيرها، فيه كل بطارية ستكلف خمسين مليون دولار، وكل صاروخ اعتراضي ثمنه أربعون ألف دولار. والأهم من قراءة فاتورة المشتريات هو ما صرح به رئيس الأركان الإسرائيلي الذي أكد أن القوة الإسرائيلية وحدها قادرة على شن الهجوم على المنشآت النووية في إيران. وعندما سئل فيما إذا كان للجيش الإسرائيلي قدرة على مهاجمة إيران وحده كرر إجابته: «قطعا، نعم». كلامه موجه إلى الإيرانيين، وحتى الأميركيين، بعد فشل المفاوضات الأخيرة. فإيران ماضية للنهاية في مشروعها كما قال متحديا رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي: «لن نتعب من هذه المفاوضات، ونحن على يقين بأن هذه المفاوضات ستؤدي إلى قبول الدول الغربية لإيران دولة نووية». إن إسرائيل تهدد الإيرانيين وتحذر الأميركيين…

مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

التطرف يزداد اتساعاً

الخميس ١٨ أبريل ٢٠١٣

حين تنبه العرب قبل غيرهم إلى ما ستؤول إليه الأمور في سورية لم يتعاون معهم المجتمع الدولي للتعجيل بإنهاء الأزمة قبل أن تبلغ حد الكارثة، وحين أعلن الغرب خشيته من تغلغل تنظيم القاعدة إلى سورية لم يكن هناك أي حركات أصولية في البلاد.. غير أن التقاعس الدولي وتردد القوى الكبرى ولعبة المصالح الروسية أخّرت وما زالت تؤخّر الحل حتى وقع الفأس في الرأس، وبعد أن أنهك الجيشُ الحر النظامَ جاء الأصوليون ليسيطروا على الوضع في كثير من المناطق، ومنهم من أعلن ولاءه لـ"القاعدة"، مما يعني أن الحال من سيئ إلى أسوأ.. والقادم لن يكون بأفضل مما مرّ خلال العامين الماضيين. بل وربما تكرر سيناريو العراق بصورة أشد خطورة، ففي المناطق التي يقول الثوار إنهم حرروها يروي شهود عيان أن أعضاء الجماعات الإسلامية ممن يقولون إنهم "مجاهدون" احتلوا كثيراً من البيوت التي غادرها أصحابها، ولدى عودة بعض إلى بيوتهم رفض هؤلاء "المجاهدون" المغادرة وبقي أهلها في الشارع. في بعض المدن السورية…

خلف الحربي
خلف الحربي
كاتب سعودي

حزب مكافحة الحياة!

الأربعاء ١٧ أبريل ٢٠١٣

بغض النظر عن التفاصيل المضحكة التي صاحبت اقتحام أحد رجال هيئة الأمر بالمعروف لجناح دولة الإمارت الشقيقة ومسارعة رجال الحرس الوطني لإبعاده وسط تصفيق الجمهور الذي ضاق ذرعا برعونته، حاولت بعض الأصوات استغلال هذه الحادثة لمهاجمة مهرجان الجنادرية وتشويه صورته لأهداف بعضها معروفة منذ سنوات طويلة وبعضها خفي ويثير الارتياب. مهرجان الجنادرية – كما تعرفون – لا يعدو كونه معرضا كبيرا للحرف اليدوية القديمة بالإضافة إلى أجنحة للوزارات والهيئات الحكومية وبعض الفنون الشعبية مثل شعر المحاورة أو الرقصات الفلوكلورية، ورغم أن هذا المعرض لو كان موجودا في مدينة أخرى لما زاره أحد لأنه لا يحتوي على شيء يستحق كل هذا الاهتمام، فإن أنصار نظرية مكافحة الحياة ووأد الفرح بكل أشكاله وألوانه يحاولون محاربة هذا المهرجان التراثي البسيط الذي يعد واحدا من النشاطات (السياحية) القليلة التي بقيت في العاصمة. قبل ذلك حاول هؤلاء محاربة معرض الكتاب رغم أنه لا يمكن أن يعتبر نشاطا ترفيهيا أو سياحيا على الإطلاق، ولكن الناس المساكين…