الخميس ١٤ فبراير ٢٠١٣
كم مرة أقسمت فيها أنك لن تحب مرة أخرى؟! ولكنها شهوة الحنث في عينيك! تعلم جيداً أنك ستعود باكياً ذات يوم مكرراً الأسطوانة ذاتها عن إيمانك بالقدر، وأن قدرك أن تكون مختلفاً، وأن قدرك ألا تكون مع من تحب! تبقى ترسل تلك التنهدات في هواء غرفتك المليئة بالذكريات، وأنت تردد بيت نورة الحوشان في كل أزمة أو انتكاسة عاطفية «اللي يبينا عيّت النفـس تبغيـه.. واللي نبي عيّا البخت لا يجيبه»! كلما أحببتَ استبدلت قائمة الأعداء كاملة، فلا أميركا ولا إسرائيل ولا إيران ولا ميليشيا «التشتنيك» الصربية تهمك في هذه اللحظة، في هذه اللحظة أعداؤك اثنان.. اثنان فقط .. قبيلتك وقبيلتها. في كل مناسبة للحب تتحول قناعاتك التي نشأت عليها منذ الولادة إلى أمور قابلة للشك والنقاش، كلها أصبحت موضع شك، حب الوالدين، تكاتف الإخوة، سعادة الحياة، المثالية في العلاقات، وحماية القبيلة، وهذه الأخيرة أشد لعنة وفتكاً.. «ماذا تريد النساء من الحب إلا قصيدة شعر ووقفة عز وسيفاً يقاتل.. وماذا يردن…
الخميس ١٤ فبراير ٢٠١٣
طالما كانت ثنائية السبق والحقيقة سمتين أساسيتين لما يمكن تسميته بالإعلام الناجح، على الرغم من أن النجاح هنا قد استبدل ـ للأسف ـ من لدى الكثيرين بالجماهيرية التي ـ غالبا ـ ما تغلب الثنائية وتحل مكانها لأسباب تسويقية بحتة. الجماهيرية بحد ذاتها تنجذب أساسا نحو السبق أكثر من انجذابها نحو الحقيقة، وهذه حقيقة كشفتها لنا الآلية التي تتحرك وتتفاعل فيها منصات التواصل أو قل الإعلام الاجتماعي، والذي يسعى مرتادوه إلى التغريد أو الكتابة قبل الغير حول حدث ما، دون التحقق إن كان ذلك الخبر صحيحا أو هو مجرد كذبة أو إشاعة تم تسريبها بذكاء. كم من إشاعة تداولها المتابعون ثم قاموا بالترويج لها من منطلق رغبتهم في أن ينقل عنهم، وبالتالي تحويلهم إلى مصادر يمكن الركون إليها واعتبارها مراجع ومصادر يمكن الاعتماد عليها من لدى الجمهور العريض غير المهتم أساسا بالدقة و الحقيقة. المحزن أن بعض الوسائل الإعلامية الإلكترونية والورقية، على حد سواء، انجرت إلى الإخلال بهذه الثنائية في سعيها…
الأربعاء ١٣ فبراير ٢٠١٣
غريب ما يحدث!! كان الحذاء أكثر الملبوسات والمفردات اللغوية امتهانا ثم بقدرة قدراء صار صيغة تعبير وأسلوب اعتراض. لقد دخل الحذاء إلى المنابر والمؤتمرات الصحفية والبرلمانات الكبرى حيث تصدى لكثير من المتحدثين ورد عليهم بلطمة أو حتى تهويشة. ربما أن الناس في أزمات قمع حريات التعبير كانوا حفاة ثم لما سادت الحرية وبسطت رواقها لبس الناس الأحذية لكي يعبروا ويعترضوا لكن ربما أيضا ومن زاوية أخرى أن الناس كانوا أحراراَ لما كانوا حفاة ولم يكن ثمة مقيدات تربط أرجلهم ولا أيديهم ولا ألسنتهم ومن هنا انتفت حاجتهم للانتعال الذي تأتي حاجته ساعة الانفعال، أي بمعنى آخر أنه لما جاء زمن الدكتاتورية جاءت الحاجة تمشي على قدميها ليكون الحذاء من بعد ذلك كلمة معبرة وبالغة الإيجاز تغني عن أي كلام وإسهاب والحذاء مدلل في اللغة العربية بأكثر من مفردة بعضها عربي أصيل، وبعضها دخيل فهناك ما يسمى البسطار، وهو الحذاء الثقيل يلبسه العسكر وفي القاموس هو جزمة الأكراد. أما في سورية…
جمال خاشقجيكاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية
الأربعاء ١٣ فبراير ٢٠١٣
قرر أحدهم أن التراث الغنائي السعودي القديم فقد مستمعيه، لذلك ندر أن تسمع أغانيَ فوزي محسون أو عبدالله محمد في إذاعات الـ«إف إم»، أحياناً يمنُّون علينا ببعض من قديم طلال مداح ومحمد عبده . أعتقد أن ثمة مستمعين ومتذوقين لتراثنا الغنائي، ولكن يجب أن نعيد تقديمه حتى يعرفه الجيل الجديد، حينها سيقول الأب لابنه: «سامع يا واد الأغاني اللي تطرب». ما زلت أذكر فيديو كليب صور وأنتج بطريقة «أيام زمان» للمطرب البديع ذي الصوت الفخم جداً عبدالله محمد رحمه الله، يقود سيارته الفاخرة آخر الليل وهو يغني رائعته الكلاسيكية «يا ساري الليل» بصوت مفعم بحزن العاشق المحروم، تتهادي السيارة وهو يصف حاله بأنه «ساري الليل، ويهرب من جراحه، فيسري في الليل وحده يبحث عن صباح ما، ولكن الهوى الغدار أثقل عليه بالجراح فيصرخ بآه لا يسمعها أحد». فيديو كليب درامي خطير، بعرف ذلك الزمن الجميل، ولكن يمكن أن يصور من جديد ليخاطب جيل اليوم، يقدم لهم صورة من حياة الآباء…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ١٣ فبراير ٢٠١٣
يراودني كثيراَ هاجس العودة إلى نشرات الأخبار العربية والعالمية خلال القرن الماضي. أود استعادة مضامين الأخبار المتلفزة أو الإذاعية أو الصحافية خلال تلك الأيام، ومقارنتها بنشرات «الأخبار» التي تبطش بنفوسنا الآن، كل يوم و «على رأس الساعة»! أتساءل دائماً: هل الأخبار السيئة هي التي زادت الآن بسبب ازدياد «توحش» الإنسان، أم أن نشرات الأخبار هي التي زادت بسبب «تمدن» الإنسان وانغماسه في ثورة المعلومات؟! وكنت قد تساءلت، في موضع آخر قبل سنوات: أني في طفولتي لم أكن أعرف مشكلة في العالم سوى فلسطين، الآن أصبح العالم كله مشكلة! هل أنا الذي كبرت وازداد وعيي، أم أن النزاعات والحروب هي التي كبرت؟! لكني قبل أن أحصل على نشرات أخبار، عهد الأبيض والأسود، أستطيع أن أتخيّل خريطة الأحداث إذ ذاك: فمن الحرب العالمية الأولى إلى الحرب العالمية الثانية، ثم قيام دولة إسرائيل في عام 1948، ثم احتلال القدس في 1967، ثم «شبه» الانتصار العربي في حرب 1973، عدا المعارك «الأخوية» في لبنان…
الأربعاء ١٣ فبراير ٢٠١٣
عندما تحملت الدولة رسوم الإقامة الخاصة بأبناء المواطنة المتزوجة من غير سعودي كان ذلك إشارة واضحة لتقدير الدولة واحترامها لحقها الذي بُخست منه لسنوات بسبب عجز الأنظمة عن إيجاد حلول منصفة لها، فكيف تعجز المديرية العامة للجوازات الآن عن استيعاب هذه النقطة المهمة حين عملت على تنفيذ قرار مجلس الوزراء الخاص بتنظيم زواج السعودية بغير سعودي، والذي صرح به العقيد مدير إدارة الشؤون الإعلامية والمتحدث الرسمي باسم المديرية العامة للجوازات، وذلك على موافقة (منح أولاد المواطنة السعودية المقيمين في المملكة حق الإقامة على «كفالة» والدتهم، كما لها الحق في «استقدامهم» إذا كانوا خارج المملكة للإقامة معها بشرط عدم وجود ملاحظات أمنية عليهم، كما منح النظام زوج المواطنة العمل في القطاع الخاص، وهو على «كفالة» زوجته على أن يدوَّنَ في الإقامة: (زوج مواطنة سعودية)، بشرط أن يكون لديه جواز سفر معترَف به يُمكنه من العودة في أي وقت إلى بلده)! ومن جانب التركيبة الاجتماعية للأسرة؛ فإنَّ صياغة القرار في هذا التصريح…
الأربعاء ١٣ فبراير ٢٠١٣
انقلب النظام الإيراني على ثورة الشعوب عام 1979 وبُني على أساس الإقصاء عبر التصفيات الجسدية وسفك الدماء لبعض الرموز الثورية وزج بعضهم الآخر في غياهب السجون وإجبار ما تبقّى منهم على مغادرة الوطن بعد تعرّض حياتهم للخطر المؤكد، فأكد النظام الإيراني طابعه الشمولي والاستبدادي ليستولي على سدّة الحكم في البلاد بواسطة الرُّعب والإرهاب. ولكسب المشروعيّة، يحتفل النظام كل عام بذكرى انتصار ثورة الشعوب، وواقع الحال أن النظام الإيراني قد أكد بوضوح أنه من ألدّ أعداء الشعوب بطابعه الوحشي والإجرامي. وتحوّلت احتفالات الذكرى الـ34 لانتصار ثورة الشعوب إلى نكبة في إيران، ومازال الشارع الإيراني يتحدّث عن «الأحد الأسود» وإهانة «نجاد» من قِبل «لاريجاني» رئيس البرلمان وطرده، حتى تلقى «نجاد» إهانة أكبر في مصر بعد أن انهالت عليه أحذية الرافضين لزيارته. وبعد ظهوره بمظهر البطل والمنتصر على رئيس اللجنة التنفيذية، توجّه «لاريجاني» إلى ساحة «الخميني» بصفته زعيم المنقلبين على الثورة في مدينة «قُم» ليُلقي كلمته في الذكرى الـ34 لانتصار ثورة الشعوب، حتى…
محمد الرميحيمحمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت
الثلاثاء ١٢ فبراير ٢٠١٣
إلى أي ميناء تأخذ الكويت حراكها السياسي؟! ففي فبراير (شباط) من كل عام، يتذكر الكويتيون بألم وحسرة أحداث احتلال قاسٍ ومؤلم أنتج شتات الأهل، وعمّق الأحزان. ويعود فبراير هذا العام مختلفا في الشكل، ولكنه في المضمون جاء مشابها لإعادة الأحزان، البعض يرى أن ما يحدث في الكويت هو هز السفينة أكثر من اللازم، على الرغم من أنها في بحر لجي. ظاهر من الأحداث أن عددا من القضايا المرفوعة على سياسيين نشطاء ينظر إلى أعمالهم القانون المرعي على أنها خارجة عن نصوص القانون الذي وافق عليه الكويتيون، ومن ذلك المنطلق صدرت أحكام بالسجن للبعض، وينتظر البعض الآخر حكم المحاكم بهذا الصدد. كما ينتظر الكويتيون أيضا حكما من نوع آخر، هو الحكم المتوقع من المحكمة الدستورية حول الخلاف الدستوري الناشب بين الحكومة وبعض النشطاء السياسيين. يمكننا تلخيص الموقف إذن في الكويت اليوم بكلمة واحدة هي «الترقب المشوب بالحذر»، حيث أصبح المجتمع عرضة للانجراح. أريد أن ألمس الموضوع الشائك من منطلقين؛ الأول هو…
الثلاثاء ١٢ فبراير ٢٠١٣
حتى قيام الشاب محمد بو يزيدي بحرق نفسه أمام مقر محافظة ( سيدي بو زيدي) التونسية في 17 ديسمبر 2010م لم يخطر في بال معظم صانعي ومنفذي السياسة الخارجية الإيرانية- أن تونس - وهي الدولة العربية الوحيدة التي استنسخت النموذج (العلماني –الاتاتوركي) منذ تحوّلها من مملكة لجمهورية عام 1957م - ستقود الدول العربية نحو موجة من الاحتجاجات الشعبية ستسقط العديد من الأنظمة العربية ،وقد تصل أثارها للحدود وحتى للداخل الإيراني . ففي العاشر من فبراير 1979م استقبلت تونس (المتحسِّسة من أيّ نظام يحمل صِفةً دينية )، الثورة الايرانية بنوع من القلق الشديد، ومما زاد من تخوف النظام التونسي هو زيادة نشاط حركة الاتجاه الإسلامي ثم إعلان إنشاء حركة النهضة الاسلامية في يناير 1981م ، حيث لم يخفِ الشيخ راشد الغنوشي اعجابه بالإمام الخميني ،حيث يقول الغنوشي: «لقد جاءت الثورة الخُمينيَّة في وقت مهم جداً بالنسبة إلينا، إذ كنا بصدد التمرد على الفكر الإسلامي التقليدي الوافد من المشرق.. فجاءت الثورة الإيرانية…
الثلاثاء ١٢ فبراير ٢٠١٣
يحدث ما يحدث بعد معسكرات التخييم الشتوية، كل عام، من طقوس اعتدناها.. رائحة الحطب في الملابس، أطنان الرمال في السيارات، أداوت تنسيم، أدوات نفخ، أدوات تنسيم أخرى، أدوات نفخ أخرى، بقايا خيمة، فحم غير مستخدم، فاكهة كثيرة، دلال متسخة، أغذية سريعة للنفخ، ومساعدات غازية للتنسيم، وفي أحيان كثيرة ذكريات آخرين، خرجوا معنا للتخييم ولم يعودوا أبداً. مع الفهم المعوج لدى البعض للهوية الوطنية، واختلال موازين الولاء والانتماء، فقد أصبح القانون الاجتماعي الجديد، طبقاً لسدنة التواصل الاجتماعي من مُحْدَثي النعمة، يقضي أنك إما أن تكون راعي بر، أو أن تكون لست راعي بر، لأنك إن لم تكن راعي بر فأنت لست راعي بر، ولا يحق لك حب هذا البر، ولا يحق لك إبداء رأيك في نظافته أو اتساخه، ومن دون «بربره» أصبح هذا «التقليد» «أصلاً» واجباً لتثبت أنك «أصلي» ولست «تقليداً». كثيراً ما تتعطل سيارات بعضنا في البر، كما تتعطل قلوبنا في «الحضر»، ما يضطرنا إلى حشر خمسة أو ستة ممن…
الثلاثاء ١٢ فبراير ٢٠١٣
بعد حين، عندما يراجع باحث أو مؤرخ اهتماماتنا وقضايانا سيجد على رأسها مجتمعا مهموما ومشغولا ليس بقضايا كبيرة بل بمسائل هامشية، مثل الخدم، ولا أعني بها انتقاصا لهم بل انتقاص من ترتيبنا لأولوياتنا، تعبر عن مجتمع مترف بلا قضايا أساسية أو مجتمع فقد بوصلته منتقلا من حالة إلى أخرى. سيرصد تاريخنا من أخبار الصحف الرئيسية، خادمة طبخت طفل مخدومها في قدر، وعاملا حبسه «مالكه» في حظيرة في الصحراء عشرين عاما، واتصالات على أعلى المستويات في محاولات لحل قضية منع الحكومتين الفلبينية والإندونيسية إرسال العمالة المنزلية، وآخر يؤكد أن سريلانكا لم تمنع مواطناتها من العمل نفيا للشائعات بعد إعدام الخادمة السريلانكية التي اتهمت بقتل رضيع.. أخبارها في الصحافة والدولية، هي تقول مات اختناقا وأهله يؤكدون أنها خنقته. وأصبح وزير العمل أشهر الوزراء، وأكثرهم جذبا للصحافة، بعد أن أقر ضريبة على استقدام العمالة، وصار بين كاره له، خاصة من لوبي رجال الأعمال، وبين محب له، ومعظمهم من فئة الشباب. وصار الخدم جزءا…
الإثنين ١١ فبراير ٢٠١٣
لا أعتقد أن الشيخ محمد العريفي كان موفقا في الكيفية التي أراد بها التراجع عن رأيه في تنظيم القاعدة الذي صدمنا به في حواره مع قناة الجزيرة، فمن ناحية كان عليه أن يبادر إلى التراجع بشكل مباشر وليس في سياق سؤال لأحد المشاهدين في برنامج تلفزيوني، حيث يبدو أن السؤال كان مرتبا مسبقا نظرا للديباجة التي استهل بها السائل من التزكية والتبرئة للعريفي قبل أن يجيب، كتمهيد أو تحضير للمشاهد كي يتقبل اعتذاره. ومن ناحية أخرى، فإن المعلومات التي تضمنها الاعتذار باهتة لا تناسب أهمية الموضوع وخطورته، وربما تدين العريفي أكثر مما تبرئه، ولذلك يبدو الموضوع وكأنه فيلم قصير ضعيف الفكرة والإخراج، فماذا لو لم يسأل سائل عن رأي العريفي في القاعدة، هل كان سيصمت ويبقى عند ذلك الرأي؟. وحين يقول العريفي أنه استند في قوله عن أتباع القاعدة إلى حوارات مع بعض المهتمين بالتنظيم، ثم تبين له أنها معلومات خاطئة، وأنه بعد اطلاعه على بعض الكتب التي يؤصل فيها…