الخميس ٠٧ فبراير ٢٠١٣
المشوار الاعتيادي لشركات تحويل الأموال يعرفه معظم الربع، فهناك من يذهب للصراف شهرياً ليحول إلى جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق (لشراء جاكيتات)، فكما تعلمون ظروفنا «المناخية» لا تسمح بالتهاون في هذا الأمر، وهناك من يحول «صدقة وزكاة» إلى جهات الدنيا الأربع، ولا أحد من المحولين يجرؤ على أن يكتب في ورقة التحويل «نفقة»، وكان الله في البدء وفي الخاتمة في عون لجنة البحث عن أبناء المواطنين، التي تركض خلف الشباب الذين يركضون بدورهم خلف... بوعليان! هذا الأسبوع ذهبت لتحويل مبلغ إلى أحد الزملاء في دولة خليجية، ففاجأتني شركة الصرافة بطلب مبلغ 200 درهم رسوم تحويل، وهو ما أحسبه على طريقة العرب بـ«سعر تفويلة» للسيارة، بينما كنت أرى الزملاء يحولون إلى بوسطن وغينيا بيساو وسان بطرسبرغ وحي أغدال بعُشر هذا المبلغ، وهو ما يساوي بنظام الكم العربي «بطاقة رصيد»، وحين سألت الموظف عن عدم منطقية هذا الأمر أجابني بآلية من اعتاد إجابة هذا السؤال كثيراً: من دولة خليجية إلى دولة خليجية السعر…
الأربعاء ٠٦ فبراير ٢٠١٣
منذ صدور القرار الملكي بزيادة رواتب المعلمين في المدارس الأهلية، وأصحابها في تنافس محموم لحصد أكبر مبلغ من الرسوم، فبعض المدارس استَبَقتْ بالبدء في تنفيذ القرار ورفعت رسومها لسنتين متواليتين، تكبد فيهما أولياء الأمور الثمن لمجرد أنهم اختاروا أن ينال أبناؤهم تعليماً في مبانٍ «أفضل» من التي توفرها المدارس الحكومية، وعلى الرغم من الدعم الذي تتلقاه تلك المدارس من الوزارة والدولة، إلا أن عدم تقيد بعضها برفع الرواتب كشف عن صورة بشعة هزت الثقة في أكثر من صرح تعليمي كان واجبه تعليم النشء القيم وكيفية الالتزام بها؛ ما دفع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بالتدخل، حيث ألزمت الوزارة بتوجيه المدارس الأهلية بعدم إجراء أي زيادة في الرسوم، إلى حين اعتماد القواعد المنظمة التي ستضعها الوزارة. وبعد أن تلقت «نزاهة» عديداً من البلاغات والشكاوى من أولياء الأمور كان عليها متابعة تنفيذ قرار مجلس الوزراء، وبالفعل قامت الوزارة بإعداد القواعد، وتمت مناقشتها مع من أسمتهم «نخبة» من أولياء الأمور، وجمعية حماية المستهلك، في…
الأربعاء ٠٦ فبراير ٢٠١٣
مسرحيّة جديدة شهدها البرلمان الإيراني لتسخين أجواء الانتخابات الرئاسيّة المقبلة، إذ زُجّ «سعيد مرتضوي» وزير عمل «نجاد» في سجن «إيفين» بعد استيضاحه من قبل البرلمان الأحد الماضي، وبذلك خسر «نجاد» ورقة هامّة سبق ولوّح بها بوجه رئيس البرلمان «علي لاريجاني». ويُعرف أن «مرتضوي» كان يرأس محكمة طهران ويُعد المساهم الرئيس في القمع المفرط والتعذيب الوحشي وإبادة المحتجّين ضد عمليّة تزوير الانتخابات الرئاسيّة بأمر «خامنئي» عام 2009، كما يتصدّر رأس قائمة الاختلاسات الماليّة لـ«منظمة التأمين الاجتماعي» في البلاد. وبث «نجاد» شريطاً غير مفهوم اتهم من خلاله «فاضل لاريجاني» وهو شقيق «علي لاريجاني» رئيس البرلمان بلقاء «مرتضوي» وطلبه لبعض المكاسب غير المشروعة. ورد عليه «لاريجاني» بعدم صلة الشريط ومضمون الجلسة، فوصفه بـ«رجل العصابة والناقض للقوانين» ممّا أدى إلى الاحتدام والجدال اللفظي بينهما، انتهى بمغادرة الأول لقاعة البرلمان. وذرفت دموع جماعة «خامنئي»، معبّرين عن «شديد حزنهم إزاء مهزلة الصراع بين السلطتين التشريعية والتنفيذية» ووصفوه بـ«الأحد الأسود». وأكد البعض أن «سجن وزير العمل يُعد…
الأربعاء ٠٦ فبراير ٢٠١٣
في زيارتي الأولى للأهرامات قبل أيام، رأيت ما يمكن أن يلخص لي حال مصر: الفوضى! ويا ليتها فوضى «خلاقة»، لكنا عزينا النفس بأن القادم أفضل. لكنها -في ما يبدو- فوضى عبثية هي من نتاج الإهمال الطويل للتنمية الإنسانية، وهي شاهد صارخ على سوء الإدارة وضعف الرقابة. حزنت أن أرى واحداً من أهم المعالم السياحية العالمية يعيش حالاً من البؤس والفوضى لا تعرف معها من هو مسؤول الأمن، ومن هو دليلك السياحي؟!! ولم تعد تفرق في زحام الناس حولك، بين «الغلبان» و «المحتال»! وإذا كانت السياحة واحداً من أهم روافد الاقتصاد المصري، فإن ســـوء الإدارة عند الأهرامات دليل ساطع على فشل الإدارة العليا للاقتصاد المصري. كيف يُترك أهم معلم سياحي في مصر لتلك البدائية في الإدارة ومعاملة السواح؟ هناك، قلت لنفسي: إن صلحت إدارة السياحة في الأهرامات ربما صلح الاقتصاد المصري. ولكن كيف يصلح اقتصاد مصر والقادة الجدد هناك منشغلون بخططهم وحساباتهم من أجل الهيمنة على كل مفاصل الدولة في مصر؟…
الأربعاء ٠٦ فبراير ٢٠١٣
من ثلاث مدن، لثلاث مناطق سعودية مختلفة، قضيت مساء ما قبل البارحة في حوار صاخب خرجنا منه بالسؤال المشترك من مجموع الألسنة: لماذا لا يستمعون إلينا؟ وهم بالطبع يقصدون الآذان الصماء لفئام واسعة من قطاع المسؤولين التنفيذيين بالإدارات الحكومية بهذه المناطق.. أمين المنطقة الذي استمرأ الاستعلاء والطرد رغم كل ناصح إليه يقول له بالحرف إنه يعدم المستقبل الجمالي لهذه المدينة، وإن ثلث هذه المدينة بالكامل بلا (أمين) حقيقي، وبلا بلاطة واحدة للخدمات البلدية منذ خمس عشرة سنة.. هم يقصدون صاحب المعالي، مدير الجامعة، الذي حول الجامعة في منطقتهم إلى مجرد قطعة أرض بأطراف المدينة، ولا دخل لأهلها ولا لأبنائها في مناصبها الإدارية المختلفة، مثلما هم أيضاً أقليات بأدنى نسب القبول في الكليات النوعية، وعلى رأسها الطب والهندسة.. هم يقولون إن الحصول على وظيفة (معيد) بالجامعة لأهل المكان، ليس إلا وهما من الخيال، رغم أن الضامن المعلن عبثا في الترشيح ليس إلا الكفاءة والمعدل وبطاقة الهوية الوطنية.. هم يقصدون مديري التعليم…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ٠٦ فبراير ٢٠١٣
أول مقال كتبته قبل 33 عاماً، كان تعقيباً على أحد الكتّاب، ثم كان مقالي الثاني أيضاً تعقيباً على كاتب آخر! أمسك بي أحد الأصدقاء «الحكماء»، وقلّ أن يكون بيننا حكيم في ذلك السن الشبابي، أثنى على تعقيبيّ الأول والثاني (كنت أسميها تجمّلاً: مقالات!) وامتدح أسلوبي فيهما، ثم قال لي: طبيعي أن تكون بدايتك الكتابية هكذا، ردود فعل وتعقيبات، لكن إياك أن تجعل كتاباتك كلها تعقيبات، فتصبح (معقّباَ) وليس كاتباَ! أستذكر الآن تلك النصيحة الذهبية، وأنا أشاهد (فئة) من المجتمع دورها في الحياة ليس صنع شيء... بل صنع موقف من صنيع الآخرين! والعجيب أن هذه (الفئة) ليست في بدايات شبابها ومساهماتها، حتى نتفهّم سلوكها فنعذرها، بل هي في سن الكهولة وما زالت تمارس دور (المعقّب) الفكري أو الثقافي! هذه (الفئة) لا تجيد صنع الأفكار لكنها تجيد هدم أفكار الآخرين. وهي لا تكتب شيئاَ... بل تهاجم كتابات الآخرين، ولا تقول شيئاَ... بل تفند أقوال الآخرين. إن أجمل تسمية تليق بالمنتمين إلى هذه…
الثلاثاء ٠٥ فبراير ٢٠١٣
طمرقتني قبل يومين حالة من التشاحم والتذونح فاستعذت بالله من الشيطان الرجيم، فلما كانت البارحة غمأستني موجة التغبشة التي أزرت بحواقلي وحوالقي فمضيت إلى النطاسي، وكان به عرض من العطاسي، فما كان مني إلا أن انصرفت حتى تمحرج أنفي وتلاوذت مسامعي وقد طفق الماء يخرج من الخوالج والتراسيب، فلج مني العرق حتى تمألست وتنامشت بواذلي وتداعت مناقعي وتماحشت الخلائب فصار حالي مثل حال الخرقعي الذي لا تخجله المرقعة ولا يتوقف عن الصرقعة. وحدث أن مر بي "رفيق" وأنا في الطريق فقال لي: (أنت فيه مريز جلجال أنت سعودي مسكين لازم راحة تيقة) لكنني تركت هذا الفذلكي وامتطيت كدلكي وكان سقف الأرض يسكب المدد المستسقى منذ تبالج المشارق وحتى آذن الله بانكفاء المشعه وغيابها، والماء ينهمر والطرقات تكشف عوراتها، وهكذا اختلط ماء السماء المبارك بماء المجاري، وانقشع الأسفلت وطفت السيارات كالجواري في البحار، وانقطع الحال بين الناس الذين غرقوا والذين سرقوا، لأن من غرقوا ماتوا أما الذين سرقوا فقد مرقوا كما…
الثلاثاء ٠٥ فبراير ٢٠١٣
رغم ارتفاع عدد مستخدمي الإنترنت في العالم العربي ووصولهم إلى أكثر من 90 مليون مستخدم، ورغم أن اللغة العربية تأتي في مرتبة متقدمة – سادسا أو سابعا - بين 650 لغة حول العالم، إلا أن المحتوى العربي على الشبكة ما زال فقيرا جدا ويفتقد إلى المشاركات الجادة والكتب والبحوث، ويأتي المحتوى في مجمله على هيئة "سوالف" ومشاركات لا تسمن ولا تغني من جوع. يقول تقرير نشره أحد المواقع المتخصصة في مجال التقنية والإنترنت: "من يبحث في الشبكة العنكبوتية باللغة العربية عن موضوع جاد فهو حتماً كمن يبحث عن إبرة في أكوام (وليس كومة واحدة) من القش"، في تأكيد على ضعف المحتوى العربي، واستمرار تعاطي العرب مع الشبكة المعلوماتية على أنها مكان للهو والتنفيس. ويضيف التقرير أنه في حال بدأتَ البحث عن موضوع معين على الشبكة ستجد نفسك في صفحة مُلوّنة مليئة بالقلوب والأزهار لمُنتدى يحمل في الغالب اسماً من نوعية الأسماء السخيفة المُعتادة، مثل "عيون القلب، همس المشاعر، طير حوران"،…
الثلاثاء ٠٥ فبراير ٢٠١٣
« الذهاب إلى طهران: لماذا يجب على الولايات المتحدة التوصل إلى تفاهم مع الجمهورية الإسلامية الايرانية « اسم احدث كتاب امريكي صدر في بداية يناير 2013م ، وفيه يتحدث فلينت وهيلارى ليفريت الخبيران الأمريكيان بشؤون الشرق الأوسط والمحللان السابقان بإدارة كل من الرئيسين بوش وكلينتون بوضوح حول أهمية تحسين العلاقات الامريكية الايرانية ، بل والذهاب الى ان السياسات التي تتبعها الولايات المتحدة ستدفعها نحو خوض غمار حرب خاسرة مع إيران ، مما قد يتسبب في تدمير وضع أمريكا كقوة عظمى؛ خاصة مع تصدر الضجة اليومية المشهد السياسي والدبلوماسي المتوتر ما بين واشنطن وطهران والدفع نحو ضرورة استعراض القوة والنفوذ الأمريكي ،والذي وإن لم يتم تحجيمه ستكمل أمريكا مسيرة أكثر من ثلاثين عاماً من فشل إستراتيجيتها في التعامل مع ايران ؛ وستؤدي إلى الدخول في غمار حرب غير مأمونة العواقب مع إيران؛ وهو ما سيتسبب باضعافها كقوة عظمى وحيدة لصالح قوى أخرى ستظهر على الساحة السياسية والاقتصادية كالصين وروسيا. ويوصى المؤلفان…
الثلاثاء ٠٥ فبراير ٢٠١٣
خبر آخر عن خادمة قتلت طفلاً، وخبر آخر عن خادمة قضت موتاً بسبب الضرب وسوء المعاملة، ويستمر المسلسل المكسيكي بكل تفاصيله التي تحمل أبطالاً من جميع الجنسيات عدا المكسيكيين أنفسهم، ربما إذا استثنينا نوع الشاورما المفضلة لدى الأسرة! «البشكارة» كما نسميها شعبياً، والخادمة كما تسمى «صحافياً»، والـ«هاوس ميد» بالطبع كما يسميها ربعنا قوم الشويفات، المشكلة هي دائماً في البدايات، فكل خادمة تأتي مستقدمة أو محترفة أو شاردة تأتي وهي تحمل في رأسها مجموعة من القصص المرعبة، التي تساعد الإشاعات على انتشارها، فهي تنتظر الصفعة الأولى من الجميع، والتحرش الأول، والظلم الأول، وتبقى على أعصابها، ما يؤثر في أدائها. ذات يوم قام أحد القردة الصغار في منزلنا بـ«استعارة» غترتي لكي يلعب بها على طريقة «السوط اللاسع»، فقمت على طريقة الأسرة في التربية الحضارية بصفعه، فتوترت خادمتنا الجديدة وبدأت ترتجف، وحين استغربنا ردة فعلها، بيّنت لنا أنها كانت متعودة أن تتلقى صفعة في المنزل الذي كانت تعمل فيه سابقاً، بعد كل صفعة…
الثلاثاء ٠٥ فبراير ٢٠١٣
على الرغم من التصريحات العديدة لبعض الجهات الحكومية المعنية حول الأحداث الأخيرة لسيول تبوك، إلا أنها لم توضح الأسباب الحقيقية التي تقف وراء ما حدث بالتحديد!، ويبدو أن السبب يعود إما إلى الخوف من تحمل المسؤولية والاعتراف بالخطأ، ومن ثم الهروب من المساءلة والمحاسبة، أو أنه بالفعل ما زالت الأسباب غير معلومة. فالمتابع لأحداث السيول والتي بثتها الوسائل الإعلامية المختلفة، قد يتساءل عندما يشاهد انهيارات الطرق وغرق الأحياء السكنية هل السبب يتمثل في الضعف الفني والهندسي للمشاريع والبنية التحتية؟ أم أن السبب هو عدم اكتمال مشاريع شبكات المياه والصرف الصحي وبالتالي أدت إلى طفح المياه وساهمت في تأثير شدة السيول؟، وأخيراً ماذا عن مشاريع تصريف مياه الأمطار ودرء أخطار السيول..هل هي موجودة ولم تكتمل بعد أم أنها متعثرة أو بها أخطاء فنية والسيول أظهرت سوء التنفيذ؟. الإجابة على الأسئلة السابقة قد نجدها في تصريح أمانة منطقة تبوك الأخير والذي أشارت فيه بشكل مقتضب إلى وجود إشكالات تتعلق بمشاريع تصريف مياه…
الثلاثاء ٠٥ فبراير ٢٠١٣
لا بد أن نشيد بقدرة إيران على إشغال العالم، بتمويل المشكلات وافتعال المعارك، في لبنان وغزة وسوريا والعراق واليمن واريتريا والصومال وأفغانستان وأذربيجان والبحرين ودول جنوب شرقي آسيا ووسط أفريقيا ودعم جماعاتها حتى في الغرب. تبدو إيران مثل دولة عظمى تدس أصبعها في كل جحر في العالم، السؤال الطبيعي هو: من أين لإيران كل هذا المال والقدرات؟ ولماذا لا نرى دولا أغنى مثل السعودية بمثل انتشار إيران وفعاليتها؟ من المؤكد أن لإيران الرغبة والحماس في الإنفاق وتبديد أموالها على إشعال النيران في أنحاء المعمورة، وهي جيدة في ممارسة هذا الصنف من النشاطات، ولا بد أنها أفضل من السعودية في قيمة كل دولار تنفقه لتحقيق هذا الغرض. في الوقت الذي أصبحت فيه إيران مفلسة ماليا بسبب العقوبات والإنفاق العسكري نرى في المقابل السعودية تخزن في البنوك احتياطيا بنحو 700 مليار دولار. وفي الوقت الذي تبدد فيه إيران أموالها على ألوية حزب الله وجماعاتها المسلحة في العراق وغيره، تنفق السعودية مبالغ خيالية…