الأربعاء ٠٦ مارس ٢٠١٣
انفرجت أساريره وأشرقت من وجهه فرحة لم يشعر بمثلها حين أُعلن اسم ابنه «سالم» مذيلاً باسمه ليتردد صداه تحت سقف أعرق الجامعات في العالم «جامعة هارفارد» التي تخرج فيها أكبر عدد من المبدعين الذين حصلوا على جوائز نوبل، أخذته صورة المبدعين الذين سبقوا ابنه واقتنع في قرارة نفسه بأنهم مجرد زملائه السابقين، فراح خياله مع مسيرة الطلاب ليتراءى له فرانكلين روزفلت على يمين «ابنه» وجون كيندي على يساره يلوحان له مبتسمين وبجوارهما بيل جيتس ومارك زوكربيرج يتدافعان من أجل الجلوس بجوار «ابنه» الذي انشغل عنهما بالتصفيق لباراك أوباما وهو يتسلم شهادة التخرج، كان يُحلق مع نسيج أفكاره ويتفنن في رسمها حول صغيره، وبات مقتنعاً بأن ابنه سيحصل يوماً ما على جائزة نوبل أيضاً التي تنتظره في طيات مستقبلٍ باهر، تنبه إلى منظر زوجته تصفق بحرارة ودموعها تبلل وجهها، فقام من مقعده يصفق ويصفر ويلتقط عديداً من الصور دون توقف ويرفع صوته بـ «تهانينا سالم»، شعر بحرارة ونشاط يتدفقان في عروقه…
زياد الدريسكاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو
الأربعاء ٠٦ مارس ٢٠١٣
نشأتُ في بيت يقوده (شاعر) وهو أيضاً كاتب وصحافي وناقد أدبي. كان الحبر والورق يملأ بيتنا وسيارتنا وجماجمنا. وفي حين كان الناس يضعون الصحف بعد قراءتها مفارش لموائدهم، كان ذلك (الأب) يوقّر (الأحبار) وما كتبت ... والأوراق وما حوت. فنشأنا نعدّ الحبر والورق ثنائية ملازمة لنا كثنائية الليل والنهار. كنا نراقب أبي إذا غاب عنا في البيت وانزوى وحده، قالت أمي: (اقصروا حسّكم، أبوكم يكتب قصيدة). لم يكن أبي محظوظاً، هو وجيله، في توافر خيارات مكانية للكتابة غير الغرفة الأقل ضجيجاً في البيت! كبرتُ وبدأت أتعرّف الى «الشخص الآخر» في أبي، حين بدأت أفهم مغزى سؤال الناس المتكرر لي: أنت ولد عبدالله بن إدريس؟ كبرت أكثر، وبدأت أتداخل مع جموع الكتّاب والمثقفين، لكني لم أستطع أن أفصل بين شخصيتيّ عبدالله بن إدريس: الأب والشاعر، مما سبّب لي حرجاً في أن أتعامل مع أبي مثلما أتعامل مع الشخصيات العامة بحرية نقدية. هذا الأمر منعني من أن أبدي إعجابي بشاعرية ومهنية أبي…
الأربعاء ٠٦ مارس ٢٠١٣
مع انتشار وسائل الاتصالات الحديثة، ولاسيما مواقع التواصل الاجتماعي، التي فر الناس إليها من جمود وسائل الإعلام التقليدية وخطوطها الحمراء والصفراء والبنفسجية، وجدت الشائعات ومن يقتات على ترويجها أرضاً خصبة غير مسبوقة للتكاثر والانتشار.. أمرٌ يحاول غض الطرف عنه المهووسون بحرية الإعلام الاجتماعي المتحرر من سلطة الحكومات المحلية، والمؤسسات الدولية، والكيانات الإعلامية. فبجانب كل باب فتح من أجل معلومة صحيحة وقضية واقعية سُدت في وجهها ظلماً أبواب الإعلام التقليدي محلياً أو دولياً، فُتح ألف باب أمام القصص الوهمية، والمعلومات الخاطئة والحملات الكاذبة. في الأيام الماضية مرت بنا على الصعيد المحلي قصتان تستحقان التوقف عندهما. القصة الأولى لفتاة قيل إن اسمها (تهاني مليباري)، كانت لها علاقات واسعة في تويتر، عرفنا فجأة أنها توفيت في حادث سير في فرنسا بعد يوم من آخر تغريدة لها، وحسابها بات يدار، ولمدة ثلاثة أيام من قبل ابنة خالتها المزعومة (سميرة حلواني)، التي قدمت لنا أيضاً عنوان العائلة للعزاء. ولأننا تربينا على أن للموت حرمة وقدسية،…
الأربعاء ٠٦ مارس ٢٠١٣
مطفوق: هل جربت تشيل شنطة المدرسة لأحد عيالك؟ أنا: قصدك أنها ثقيلة صح؟ مطفوق: طبعاً صح، مليانة كتب. وهذه الكتب مليانة "حشو" ومليانة "دش"، ويشيلونها العيال كل يوم ليقوم المعلم والمعلمة بحقن عقولهم الصغيرة بهذا الهذر الفظيع من الكلام. وعلشان ينجح الطالب فعليه أن يحفظ أكبر قدر ممكن من هذه الصفحات، لكن الفهم والاستيعاب ـ وهو الأهم ـ غير موجود، وغير ضروري، وسترى أن كل هذه "الحشوات" العلمية لأكثر المواد ستنقشع مثل السراب وتسقط بمجرد انتهاء الدراسة والدخول في العطلة الصيفية، لأنها قص ولزق. قل لي بالله عليك أنت وخلال 12 سنة تعليم عام (ابتدائي وإعدادي وثانوي)، وقد تسلمت أكثر من كتاب، وفي كل كتاب 200 صفحة على الأقل، ولو افترضنا أن لديك عشر مواد دراسية كل سنة فهذا يعني 2000 صفحة في السنة، بما يعني 24000 ألف صفحة خلال 12 عاما.. الآن بعد أن غادرت مقاعد الدراسة منذ زمن طويل، ماذا بقي لك من هذه الآلاف المؤلفة من الصفحات؟…
الثلاثاء ٠٥ مارس ٢٠١٣
درس جديد قدمته الإمارات، أمس، إلى كل المشككين من الداخل والخارج في سلامة نهجها الذي تسير عليه، واحترامها الإنسان وحقوقه، والتزامها بالقوانين والإجراءات القضائية المطبقة، ومع ذلك فهي لم تفعل ذلك من أجل إرضاء أحد، ولا خوفاً من أحد، فالإمارات لم تفعل إلا ما أقره قانونها ومبادئها ودستورها. تحدثوا عن منع من دخول المحاكمة، وتحدثوا عن منع تواصل المتهمين مع محاميهم، وتمادوا في تشويه صورة الدولة، وتحويلها إلى دولة قمعية، وانكشفت أكاذيبهم مع بدء أول جلسة لمحاكمة أعضاء ما يسمى «تنظيم الإخوان» في الإمارات، فلم يمنع أحد من الدخول، طالما التزم تعليمات الدخول، وعقدت الجلسة بحضور أهالي المتهمين، ومحاميهم، وممثلين عن جمعيات النفع العام، والإعلام كان حاضراً يتابع ساعات الجلسة الطويلة ساعة بساعة، ولم يمنع أحد من الكلام، ولم يمنع محامو المتهمين من الترافع، والتقدم بطلبات المتهمين للقضاء! الحرية كانت مكفولة للجميع، في جلسة أمس، ومنح القاضي جميع المتهمين الحاضرين فرصة الكلام، كما منح محاميهم أيضاً فرصاً كاملة، تعامل مع…
الثلاثاء ٠٥ مارس ٢٠١٣
في حديثه مع صحيفة الـ«صنداي تايمز» اللندنية سعى الرئيس السوري المتهاوي بشار الأسد لدغدغة عواطف ومخاوف الغرب. ادعى أنهم أمام خيارين؛ إما نظامه أو تنظيمات القاعدة. أيضا، استعطف الرأي العام الغربي قائلا، «ينبغي الشعور بالقلق على الشرق الأوسط، لأننا المعقل الأخير للعلمانية في المنطقة. وإذا كان ثمة قلق على الشرق الأوسط، فينبغي على العالم بأسره أن يكون قلقا على استقراره». أي إنه الآن بزعمه أصبح نظاما علمانيا! تخويفه للغرب بأن البديل له هو «القاعدة»، ركيزة استراتيجيته الدعائية منذ بداية الثورة الشعبية، وصار يتمحور حولها خطابه الإعلامي والسياسي منذ البداية لأنه يعرف أن الغرب يتبنى ويدعم الحركات الشعبية، كما فعل في تونس ومصر واليمن، لكنه يعاديها ويقاتلها إن كانت جماعات دينية متطرفة كما يفعل في أفغانستان واليمن. ورغبة في تزيين صورة النظام أطلق صفة العلمانية على نظامه وهو فعليا لا يمت لها بصلة. نظام الأسد عسكري أمني قمعي فاشي، وريث نظام أبيه الذي أسسه بانقلاب عسكري قبل أربعين عاما، يشبه نظام…
الثلاثاء ٠٥ مارس ٢٠١٣
حسنا فعلت إمارة منطقة القصيم حين التقى نائب الأمير عددا من المشائخ والأعيان، وكان لقاء شفافا وصريحا كما وصفه أحد الحضور، وأكد أن الأمير وعدهم خيرا بعد تقديم كل مطالبهم خطيا، وكما هو معلوم فإن اللقاء تم على خلفية احتجاز عدد من الأشخاص، رجالا ونساء، إثر اعتصامهم الذي يعتبر مخالفة لنظام الدولة، وبعد فشل محاولات الجهات المختصة في إقناعهم بالتراجع وانهاء الاعتصام. نقول إن الإمارة أحسنت صنعا بهذه الخطوة، ولكن هل هي كافية إزاء قضية كهذه؟؟ دعونا أولا نقول إن هامش الحرية ومساحة الوضوح وحيز المصارحة في نقاش كل ما يتعلق بالشأن الوطني أصبح في المرحلة الأخيرة متجاوزا لحجم الحساسية المبالغ فيه سابقا دونما أسباب موضوعية، وأن تلك الحساسية أضرتنا ولم تنفعنا من حيث أنها سمحت للآخرين بالتخمين ونسج الأسباب والحيثيات والمجريات غير الواقعية أحيانالكثيرمن قضايانا المحلية. كما أن وعي المجتمع السعودي تجاه معظم الشؤون قد ارتفع كثيرا، ومنها الشأن السياسي، كنتيجة لارتفاع مستوى الثقافة العامة والانفتاح الاعلامي الذي لم…
الثلاثاء ٠٥ مارس ٢٠١٣
يعيش العراق حاله عدم الاستقرار السياسي منذ اكثر من عقد، وقد انعكس ذلك على الداخل العراقي وعلى علاقات العراق الخليجية والعربية والاقليمية، ورغم تحسن الوضع الامني وانعقاد القمة العربية في بغداد في نهاية شهر مارس 2012م ، الا ان الوضع الداخلي لا يزال متشنجا بسبب تجاهل الحكومة الحالية لمطالب السنة وكل من يختلف معها ، كما ان علاقات العراق تدهورت حتى مع سوريا بعد تفجيرات (اغسطس 2009م) وكذلك مع الجارة الشمالية تركيا كما ان اقليم كردستان يظل (دولة امر واقع) وحتى اشعار آخر . ولعل اخطر ما انتجه الاحتلال الامريكي للعراق وسقوط بغداد في التاسع من ابريل 2003م مرورا بتوقيع الاتفاقية الامنية مع امريكا في نوفمبر 2008م ، وانتهاء باكتمال الانسحاب الامريكي من العراق في ديسمبر 2011م ، هو تزايد النفوذ الايراني في العراق بل وسيطرته على القرار السياسي، ولم يعد الحديث يدور حول التغلغل إلايراني في العراق أو عدمه بل انتقل إلى البحث عن تقدير حجم هذا الامتداد ومدى…
الثلاثاء ٠٥ مارس ٢٠١٣
كثيراً ما تلتقي بشخص تحس بهالة تحيط به أو تراها في وجهه، يسميها بعضهم نور الإيمان، ويسميها البعض الطاقة الإيجابية، ويسميها آخرون السماحة والبشاشة، وبالتعبير «البلدي» تحس بأن الرجل قد «دخل قلبك»، كما يقال، وجه وضّاء، وابتسامة طيبة، تشعر بتلك الحالة من الارتياح غير المبرر، ويدهمك ذلك الشعور الذي أفقدتك إياه الفتن المتلاحقة، وهو شعور بأن الدنيا لاتزال بخير. بفضولك الصحافي«الطفولي» القططي - سمّه ما شئت - تسأل عن الرجل، بعد أن ينصرف، فتأتيك إجابة الجموع: ما عليك منه ما بينفعك، هذا موظف! أي قسوة! أو يأتيك جواب من أبله آخر: هذا «هامور» بس ما يساعد حد! ثم يتحذلق آخر ويعطيك نظرة الفاهم للأمور قبل أن يقول من طرف خشمه: هو سليل عائلة كانت على خير كبير، لكنهم خسروه في الأسهم، الآن «ما يسوون شي»، أو ربما خرج أحد علماء الإدارة الجدد، وما أكثرهم، ليعطيك نصيحة ذهبية: هذا واحد ما ينفع، ما عنده شيء اسمه واسطة، ما يخدم حد! إذاً…
مازن العليويكاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية
، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010
، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
الثلاثاء ٠٥ مارس ٢٠١٣
ـ 1 المكان هو أنت .. وأنت هو المكان، تتقاربان إن باعدكما الزمان .. لا يفصلك عنه شيء، هو الذاكرة والأحبة، وهو الجموح والطموح والجنون، هو الكل يحتوي ما بين ضفتيه الأجزاء .. يسقيها فتنمو، يعانقها فتهيم، ولا يتوقف الهوى. ـ 2 أن تكون جزءاً من مجموع فأنت تنتمي، وأن تكون جزءاً من أسرة فأنت تنتمي .. وأن تكون جزءاً من وطن فأنت تنتمي، وهو انتماء أكبر يتجذر فيك حتى تغدوان واحداً، يسري فيكما نسغ يستمد ديمومته من حالة عشق تتماهى فيك وتعطيك الوهج الذي تحب. ـ 3 أن تنتمي، فأنت تتنفس هواء تحب، وترى مشهداً تحب، وتغني كما يغني المكان .. تعشق أمسه ويومه، وتثملك صورُ تنوعه وتباين شخوصه، لكنهم جميعاً يلتقون في نقطة واحدة لا يحيدون عنها، تتمركز في مكان ينتمون إليه، تتمركز في وطن لا يفارق القلوب ولا يغادر الأمنيات. ـ 4 أن تنتمي، فالعقل ينتمي أيضاً، يشد العاطفة والنبض معه ليحط الركب في مساحات كم تلوعتَ…
الإثنين ٠٤ مارس ٢٠١٣
عندما تسأل غالبية العراقيين عن أوضاع بلادهم، يأتيك الرد بنبرة حزن: «ليست بخير طالما نوري المالكي يمارس الطائفية والعنصرية، ويعمل على تصفية الحسابات، مع غياب العدالة الاجتماعية، وتزايد المحسوبية ونسب الفقر والبطالة، إضافة إلى تدخل إيران في شؤوننا». شعارات ولافتات عدة ترفعها المدن والمحافظات العراقية في الفترة الأخيرة لمواجهة حكومة المالكي، مثل: «العراق أولاً» و«قادمون يا بغداد» ونحو «إسقاط حكومة إيران في بغداد»، بعد أن نفد صبرها، وفاض الكيل بها وفقدت الثقة بالحكومة جراء سياسات طائفية لا تفكر في العراق بقدر ما تفكر في رضا طهران. في البلاد العربية لا يعد المالكي الصنم الأول الذي تصنعه وتروّج له بشعارات كاذبة، فتكتشف متأخراً بعد أن يجلس على كرسي السلطة كذب شعاراته وزيف مبادئه ما يحتاج من الشعوب إلى تصحيح الأوضاع وتحطيم الصنم! رئيس الوزراء العراقي الحالي لم يصل إلى السلطة على الأقل في الانتخابات الأخيرة، وإنما عبر التفاهم السري بين واشنطن وطهران! والمالكي لم يواجه صداماً آنذاك من الداخل كما فعل…
الإثنين ٠٤ مارس ٢٠١٣
كلما غرقت الشمس في مياه الخليج الدافئة، وفاضت الأنوار من المباني الزجاجية الشاهقة/الشامخة، أدركت أن الليل في أبوظبي أجمل من أيّ ليلٍ في مدينةٍ أخرى. وأبوظبي مدينةٌ يصعب على المرء اكتشافها بسرعة، فهي تشبه ـ في مفاجآتها وأسرارها ـ علب الهدايا الكلاسيكية: علبةٌ داخل علبة، وكلما فتحتَ علبةً وجدت في داخلها علبةً أخرى. يقول أحد أصدقائي الكويتيين ـ ممن أدمنوا سحر أبوظبي ـ إنه يكتشف في كل زيارة، أن ما يعرفه عنها قليل جدًا، مع أنه كثير جدًا، لم أستغرب ذلك منه، فكل من زار هذه المدينة نشأت بينه وبينها علاقة حبٍ خاصة. ينقل الكاتب د.يوسف الحسن في كتابه «ذاكرة الأمكنة»، الصادر عن مركز الخليج للدراسات نثرًا للشاعر الراحل نزار قباني، يتغزل فيه بمدينة أبوظبي، ومن بين ما قاله «أعترف لكم، أن أبوظبي لم تحاول تفتيش ملابسي، أو تقرأ أوراقي، أو تغسل دماغي، وإنما تصرفت معي بمنتهى الحضارة، وتركتني أصرخ بحرية، كما لو كنت أصرخ في هايد بارك كورنر في…