آراء

عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

بين الطائر والعنب!

الخميس ٢١ فبراير ٢٠١٣

أريد فعلاً أن أقوم بعمل دراسة جادة وميدانية لسبر أغوار نفسيات المتخاطبين عبر الوسائل التقنية الحديثة، ومعرفة السر في أن كم الإيجابية على «بلاك بيري ماسنجر» عالٍ جداً، بينما كم السلبية على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي عالٍ بدوره.. إذا جمعت بعض السعادة على «بي بي ماسنجر»، فستقوم مباشرة بصرفها في دقائق عدة على «تويتر».. دراسة ملحّة ومهمة صدقوني! ولكن لإتمام هذه الدراسة أحتاج إلى نوع من التمويل ربما سبعة ملايين درهم! هل هناك من يريد أن يرفع يديه؟ اتصالات؟ أدنوك؟ مبادلة؟ كافيتريا رجب؟ لا بأس الكل يتبرع هذه الأيام باتخاذ وضعية الصرصور الميت حينما يتعلق الأمر بدعم الباحثين ودراساتهم الميدانية.. لا بأس لنتحدث عن سبعمائة ألف فقط! ها! تويوتا؟ داماس؟ نادي الجزيرة؟ لا أحد! ربما يمكنني إكمال الدراسة بـ‬70 ألفاً صراحة.. يمكنني توفير بعض النفقات لن نستخدم الـ(z10) وسنكتفي بـ(بوفصمة).. هل من متبرع؟ ‬70 ألفاً فقط! صندوق الزواج! لولو سنتر! لا أحد! على كل حال سأعطي الخطوط العريضة للدراسة كـ«خدمة…

مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

العضوية ليست مجرد تصويت

الخميس ٢١ فبراير ٢٠١٣

أن يشعر عدد من المثقفين بالإحباط بسبب نتائج انتخابات بعض الأندية الأدبية فذلك أمر طبيعي لتجربة في بداياتها، انطلقت مع وجود بعض الثغرات في لائحة الأندية الأدبية، خاصة فيما يتعلق بالعضوية ومن يحق له أن ينتخب، لذلك لا بد من انتظار فترة حتى تنضج التجربة ويصبح المثقفون والأدباء قادرين عبر جمعياتهم العمومية على اختيار أعضاء مجالس إدارات الأندية الأدبية، بحيث يكون التصويت لمن يخدم العمل الثقافي قبل أي شيء آخر. التكتلات ووجود حالات للشللية والاعتراض على النتائج أمور واردة الحدوث، ووجودها في العملية الديموقراطية لا يعني الفشل أو أن الأجواء غير مناسبة للانتخابات. وتبقى النقطة الإشكالية في رسوم العضوية التي يدفعها أعضاء الجمعيات العمومية في الأندية الأدبية، وهي مسألة تحتاج نقاشا وتقاطع آراء لحسمها، بعد معرفة إن كان لها فائدة أم هي مجرد دفع من غير مردود ما على العضو. ولأن الأندية الأدبية تقترب في عملها بشكل أو بآخر من اتحادات الكتاب في الدول العربية يمكن المقارنة بينهما بجزئية رسوم…

ياسر الغسلان
ياسر الغسلان
كاتب و مدون سعودي

فشل الوزارة

الخميس ٢١ فبراير ٢٠١٣

لن أتحدث هنا عن أسباب وخلفيات، وما يجب أن يتم نتيجة الفضيحة المدوية التي انفجرت مؤخرا وعرفت باسم ضحيتها البريئة (رهام)، التي نقل لها دم ملوث بفيروس الإيدز، ولن أتحدث عن التهالك الذي أصاب جسد وزارة الصحة وخدماتها المختلفة، كما أني لن أتحدث عن الوزير باعتباره طبيبا لا يشق له غبار، شهد له القاصي والداني بأنه من أفضل أطباء العالم في فصل التوائم السياميين. إلا أنني سأتحدث هنا ـ وبحكم التخصص ـ عن الفشل الذريع في تعاطي الوزارة مع "الفضيحة" إعلاميا وجماهيريا، فمستوى التهكم الذي وصل له الشارع السعودي في تعاطيه مع ردة فعل الوزير، عندما زار الطفلة المسكينة، وأهدى لها جهاز "آيباد" لهو الدليل القاطع على أن الوزير يتعامل مع الموضوع باعتباره طبيبا عطوفا وأبا ـ كما وصف نفسه تبريرا على تقديمه للهدية ـ لا باعتباره مسؤولا حكوميا يشغل منصبا حساسا في وزارة تتصل بالناس كبيرهم وصغيرهم، وأن من أهم واجباته في مثل هذه الظروف هو تبيان الحقائق للجمهور…

المتورط الحقيقي في قضية “رهام”!

الخميس ٢١ فبراير ٢٠١٣

ذكرت وزارة الصحة في بيان لها صدر مؤخراً حول ملابسات قضية الطفلة "رهام الحكمي"، والتي نقل لها بالخطأ دم ملوث بفيروس مرض "الإيدز" في مستشفى جازان العام، أن ما حصل كان بسبب تهاون فردي بعدم الالتزام بتطبيق المعايير المعتمدة في بنوك الدم! وعليه تم إصدار عدة قرارات تتمثل في إعفاء بعض المسؤولين في مستشفى جازان، وتطبيق عقوبة الغرامة عليهم، بالإضافة إلى قرارات تتعلق بإجراءات تصحيحية لبنوك الدم في المنطقة. وبهذا التصريح فإن الوزارة تحاول فصل المسؤولية عن الشؤون الصحية بالمنطقة أولاً، وعن الوزارة ثانياً، وذلك من خلال تحديد المسؤولية الفردية على فني المختبر والمسؤولية المعنوية على المستشفى، وهؤلاء يعتبرون الحلقة الأضعف في مراكز القوى في الإدارة الصحية. هنا لا أنفي الخطأ الجسيم الذي ارتكبه فني المختبر، ولا أنفي مسؤولية المستشفى عن ذلك، فمن المعلوم أن المهن الصحية كغيرها من المهن لها قوانين ومعايير محددة‮ ‬يجب اتباعها، وفي‮ ‬حال مخالفتها تتم محاسبة الممارس الصحي سواء كان طبيباً أو فنياً، وهناك مسؤولية…

محمد خميس
محمد خميس
محمد خميس روائي صدر له من أمريكا رواية لفئة المراهقين بعنوان "مملكة سكابا" ، وله باللغة العربية مسرحية أدبية بعنوان "موعد مع الشمس"

يقرأون أم لا يقرأون، هذا هو السؤال

الخميس ٢١ فبراير ٢٠١٣

لا داعي أن تشجعوا أبنائكم على القراءة، ففي بحث أجري في الغرب، من قبل الصندوق الوطني لمحو الأمية، وهو صندوق خيرى معني لزيادة الوعي لأهمية محو الأمية، لوحظ تصاعد مشاعر الإحراج من القراءة من قبل الأطفال والمراهقين، وتقول الدراسة أن خمس الأطفال والمراهقين، الذين أجريت لهم المقابلات، أفادوا أنهم يشعرون بالإحراج، إذا رآهم أصدقائهم وهم ممسكون بكتاب، كما أفادت الدراسة، أن 33% فقط من الشباب يعتبرون القراءة أمر عصري "كول" وتلك النسبة تنخفض إلى 14% وسط المراهقين في ما بين سن 14 و15 سنة. مما يعني أن عدد القراء في الأجيال الغربية الجديدة، آخذ في الانخفاض، وبذلك وبعد مضي عدة سنين، ستتشابه المجتمعات العربية والغربية في عدم قراءتها، وسنخرج نحن العرب من دائرة أمة لا تقرأ. غير أن الواقع يقول عكس ذلك تماماً، سواء عندنا أم عندهم، إذ أن الملاحظ حولنا وأينما وجهنا وجوهنا، هو ارتفاع نسبة قراء وسائل التواصل الاجتماعي، وأن الذين يتبادلون الأحاديث مع بعضهم البعض، سواء وجهاً…

سعيد الجابر
سعيد الجابر
كاتب سعودي

وثيقة رسمية أهلكت من كان قبلكم!

الخميس ٢١ فبراير ٢٠١٣

لا أجد مبرراً في أن يتجاهل بعض المسؤولين العاملين في مختلف الجهات الحكومية والخاصة رسائل البريد الإلكتروني، دون أن يعتذروا لإنشغالهم أو تواجدهم بعيداً عن مهام أعمالهم أو أن يرُدوا برسالة بريدية إلكترونية ولو بعد حين، حتى وإن لم يأتوا بنبأٍ مُبين. لعلي هنا أتلمس جراح البعض من الزميلات والزملاء العاملين في بلاط صاحبة الجلالة وكذلك أصحاب الشأن الراغبين في التواصل الإلكتروني مع المسؤولين لطرح إحتياجاتهم من بُلدان ما وراء البحار والأنهار، لعلي أتلمس جراحهم حينما أناشد المسؤولين في دول مجلس التعاون الخليجي وذوي الوعي من المسؤولين والإداريين والتنفيذيين لبذل الجهود الداعية إلى توثيق الإتصال عبر البريد الإلكتروني وتأصيل اللغة الإلكترونية والإتصال (بِـ و فيـ) حكوماتهم. عندما ذكرت "تأصيل اللغة الإلكترونية"، عادت بي الذاكرة لروايات جيل الأجداد "حيث لا بريد إلكتروني حين ذاك" بينما نجد هناك مكامن للأصالة، إذ يأتيك الرّد ولو بعد حين.. لم يكن لديهم وسائل إتصال حديثة بل إمتازوا بالأصالة في التواصل بينهم البين ، فلم نسمع…

عبد الله الشمري
عبد الله الشمري
عبد الله الشمري كاتب و باحث سعودي متخصص في الشؤون التركية

ايران والربيع التونسي 2

الأربعاء ٢٠ فبراير ٢٠١٣

يمكن القول ان إيران كانت اكثر الدول اهتماما بالثورة التونسية وسرعة سقوط الرئيس التونسي في 14 يناير 2011م وذلك لعده أسباب موضوعية وذاتية أهمها ان الثورة التونسية فتحت عدة ابواب امام ايران بدلا من الباب الواحد السابق والذي كان يتمثل في الباب الرسمي. كما ان احد اسباب الابتهاج الايراني هو ان السياسة الإيرانية ومنذ 1979م جعلت مبدأ تصدير الثورة هدفا حيويا ومصيريا سواء على البعد العقائدي أو البعد المتعلق بمصلحة النظام ووضع له إستراتيجية خاصة لها ، وسياسات تستند إلى امكانات وطاقات لتنفيذها ،وبالتالي أصبح تصدير الثورة وسيلة وغاية لكسب المناصرين لإيران ومواجهة التحديات الخارجية وإضفاء الشرعية عليها ، فطالما آمنت إيران بأن حدود الدولة الإسلامية تتجاوز حدودها السياسية كدولة قومية. كان اول موقف رسمي تجاه الاحداث في تونس تصريح الناطق الرسمي باسم الخارجية الإيرانية بقوله «ما يهمّنا جميعا هو تحقّق إرادة الشعب التونسي في أحسن الظروف على اعتبار أنّ تونس يمكنها أن تؤدّي دورا هاما في العالم الإسلامي مستقبلا»…

عادل الطريفي
عادل الطريفي
كاتب و إعلامي سعودي - رئيس تحرير صحيفة "الشرق الأوسط"

الجبالي «الديكتوقراطي»؟!

الأربعاء ٢٠ فبراير ٢٠١٣

حين قام الوزير الأول آنذاك زين العابدين بن علي بانقلاب أبيض على بورقيبة، فيما عرف بحركة السابع من نوفمبر 1987 في تونس، كان طبيعيا أن تنتقل الصلاحيات الرئاسية إلى الرئيس الجديد (بن علي) تحديا لأحكام المادة 57 من الدستور التونسي التي تنص على انتقال السلطة «عند شغور منصب رئيس الجمهورية لوفاة أو لاستقالة أو عجز تام يتولى فورا رئيس مجلس النواب مهام رئاسة الدولة بصفة مؤقتة..». ولكن على الرغم من هذا التحدي للدستور، كان المناخ إيجابيا لا سيما بعد البيان التاريخي الذي وعد بانفتاح ديمقراطي، وعفو سياسي عن المعارضين في السجون والمنافي. حركة «الاتجاه الإسلامي» - أو النهضة كما باتت تعرف - كانت من أبرز المستفيدين حيث خرج الكثير من كوادرها من المعتقلات، أو عادوا من الخارج. بدت آثار العهد الجديد واضحة، فقد بدأ التلفزيون والإذاعة الرسميان بنقل الأذان للصلاة في أوقاتها، وبث تسجيل لخطبة الجمعة. بيد أن التغيير الأهم تمثل في الإعلان عن صدور قرار لفتح المجال السياسي أمام…

زياد الدريس
زياد الدريس
كاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو

الإرهاب… إيديولوجيا أم صناعة؟

الأربعاء ٢٠ فبراير ٢٠١٣

إذا كانت الأمم المتحدة تعلن أنه « لا يمكن لدولة صدّ الارهاب وحدها»، كما بدا في رأس الصفحة الأولى لهذه الصحيفة أول من أمس الإثنين، فإني سأعلن بالمثل: ولا يمكن لجماعة صنع الارهاب وحدها! الارهاب هو وباء هذا العصر، لاشك. لكن مثلما أنه لا يتم تحميل مسؤولية الأوبئة التي تفتك بصحة الانسان على فيروس أو بكتيريا فقط بمعزل عن البيئة والظروف التي هيأت لهذا الميكروب النمو والانتشار، يجب أيضاً النظر إلى وباء الارهاب بالمنظار التشخيصي نفسه. والاستمرار في إشاعة الفكرة المبنية على أن الارهاب يقف خلفه وتصنعه جماعات وحركات متطرفة، هو غفلة أو تغافل عن رؤية الصورة الكاملة للحدث. فالجماعات المتطرفة كانت موجودة طوال التاريخ... من كل الديانات وكافة الشعوب. لكن الارهاب بشكله الاحترافي الذي نراه الآن لم يكن مرافقاً لتلك الجماعات، ليس هذا بسبب نشوء التسهيلات التقنية كما قد نظن، بل بسبب نشوء ما يمكن تسميته صناعة الارهاب. الإرهاب ليس حكراً على تكوين اجتماعي واحد، فهناك إرهاب دول وإرهاب…

جمال خاشقجي
جمال خاشقجي
كاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية

جمعية أصدقاء ساهر

الثلاثاء ١٩ فبراير ٢٠١٣

دفعت قبل قليل 1300 ريال، هي قيمة ثلاث مخالفات سُجِّلت عليَّ من قبل نظام ساهر المروري، ضياع المال في غير عائد يولّد شعوراً بالمرارة، خاصة تجاه 500 ريال ذهبت نظير مخالفة قطع إشارة مرور، وأنا متأكد أنني لا أقطع إشارة مرور، وقد حاولت معرفة متى وأين حصل ذلك من خلال موقع وزارة الداخلية، فأفادني أنه لا توجد مخالفة بهذا الرقم، رغم أنني سدّدتها بنفس الرقم، بإمكاني أن أتظلم فثمة آلية لذلك، ولكن أنَّى لي أن أغادر البحرين، حيث أعيش، وأذهب إلى إدارة مرور لا أعرف أين هي في الرياض؟ ثم إنني متأكد أنها قضية خاسرة، ذلك أنني قد دفعت سلفاً على طريقة «ادفع ثم اشتكي». توجد لديّ مخالفتا تجاوز سرعة أُقر بهما، وقد وجدتهما تحديداً وتفصيلاً في موقع الوزارة على الشبكة، على عكس مخالفة قطع الإشارة، فلقد تعبت وأنا أقول للسائق لا تسرع خلال رحلة الأسبوع الماضي من الرياض إلى الدمام، فيرد علي «بابا.. لا تخاف، أنا أعرف ساهر فين»…

علي سعد الموسى
علي سعد الموسى
كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية

لسمو الأمير وللوزير: ما لم تقله قصة رهام

الثلاثاء ١٩ فبراير ٢٠١٣

كنت دائما، تماما مثلما أكتب: عكس الفزعة وفي مواجهة تيار السائد المألوف. وفي قصة ابنتي، رهام الحكمي، سأكتب أن القصة بالنسبة لي من شقين: الأول تعاطفي الشديد مع قصتها المؤلمة المحزنة ولن يستطيع فرد أن يمسح انحيازي الأبدي للبسطاء، وسأكتب أن حادثتها تعبير صارخ عن هزيمتنا الأخلاقية. الثاني، أن يسار هذه الصفحة على الموقع الإلكتروني يحتفظ بكل رسائلي إلى معالي الوزير عن الصحة وعن حاجة (الأطراف) إلى ما هو أكثر من مشافي المهدئات ومشاريع الورق الوهمية. لكنني، وبكل شجاعة، ضد أن نمسح تاريخ معالي الوزير لأن التركيز على هذا (الوهم) قد ينسينا صلب الرسالة الأهم من ثنايا هذه القصة. الرسالة من شقين: لمعالي الوزير ومن ثم، بحسب تراتب مسؤولية القصة نفسها لسمو أمير منطقة جازان ولكل منهما مع التقدير والتحية: ساقول لصاحب المعالي إن مجرد نقل (رهام) إلى مستشفى تحويلي بالرياض يختزل معالم القضية. نحن، صاحب المعالي، في هذه الأطراف من الوطن، لسنا مجتمعا قابلا للتحويل ولا ضيوفا في نهايات…

فضيلة الجفال
فضيلة الجفال
كاتبة سعودية

ثقافة الخزي وثقافة الذنب

الثلاثاء ١٩ فبراير ٢٠١٣

تتحفنا الأخبار الغربية بين حين وآخر بمانشيتات مثيرة حول استقالة مسؤول ما إثر فضيحة، أو اعتراف مسؤول آخر مصاحبا بتأنيب ضمير، تعقبه استقالة غالبا. هذا الأمر لايبدو غريبا بل مألوفا. هل يحدث هذا في عالمنا العربي؟. أعتقد أنكم تعرفون الجواب. وعلى أية حال ليس هنا محور الحديث الذي سيأتي، إنما هو فلاشة سريعة للثقافة التي ترتبط غالبا ببنية وثقافة المجتمع. يقسم علماء الاجتماع الثقافات من حيث تعاملها مع «الخطأ» إلى الثقافات المبنية على الشعور بالخزي shame based cultures، ومثالها المجتمعات العربية عامة، والثقافات المبنية على الشعور بالذنب guilt based cultures، ومثالها المجتمعات المدنية/ الغربية عامة. فحين يصدر خطأ ما من شخصية، ذات خلفية ثقافية قائمة على الشعور بالذنب، يصدر عنها شعور عميق بوخز الضمير الفردي، وقد يحدث ردة فعل أقوى من استقالة مسؤول كما في مثالنا الأول، كالانكفاء والألم أو حتى الانتحار. وهنا أتحدث بشكل عام دون النظر إلى الاستثناءات. أما حين يصدر خطأ ما من شخصية ذات خلفية ثقافية…