الثلاثاء ١١ ديسمبر ٢٠١٢
ماذا يحدث في دول الربيع العربي، خصوصاً في مصر وتونس؟ من أية نافذة واسعة أو ضيقة نطل على المشهد السياسي في دول الربيع العربي؟ هل تعني عودة حدة المواجهات والاصطفاف في الشارع، وتجمهر الحشود الكبيرة في الميادين وأمام القصور الرئاسية بداية مرحلة جديدة من الفرز السياسي في ظل عدم الوفاء بالاستحقاقات، والقفز على المطالب الشعبية التي قامت من أجلها الثورة؟ ماذا حدث في مصر بعد قرار الرئيس محمد مرسي بشأن الإعلان الدستوري، وخروج التظاهرات والمسيرات العريضة الرافضة لقراره من الفعاليات الشعبية كافة؟ ما أدى إلى نشوء تحالفات مدنية وتكتلات حزبية جديدة، تهتف ضد سياسة وهيمنة «الإخوان». هل سيتوقف الحشد الجماهيري ويهدأ التلاسن بين الموالاة والمعارضة في الشارع المصري بعد تراجع الرئيس وإعلان إلغاء الإعلان الدستوري، أم أن سقف المطالب سيكبر وسيصل إلى المطالبة الشعبية بإسقاط مرسي عبر شعار «إسقاط حكم المرشد»؟ كيف ستستمر الأوضاع في تونس في ظل تزايد السخط الشعبي، إذ لا تزال التظاهرات الشبابية تسير في شوارع المدن…
الثلاثاء ١١ ديسمبر ٢٠١٢
الرئيس المصري محمد مرسي هو الأكثر شبهاً بوزير العمل عادل فقيه هذه الأيام، حتى ليبدو أحدهما رجع صدى للآخر أو امتداداً له، كأنهما يتواصلان عبر التليباثي فيتحركان سوية ويتراجعان في وقت متقارب ويتعاملان مع الخصوم والمعارضين برؤية متطابقة، مع اختلاف أن الأول خلفه جماعة تضغط عليه بينما يتحرك الثاني تلقائياً حسب ما هو ظاهر. مع أن الأول إخواني صراحة والثاني يلبسه خصومه تهمة الليبرالية، إلا أنهما يتمتعان ببراعة خطابية وقدرة سردية طويلة وحضور مسرحي وبراعة في الإقناع مهما كان التباين حاداً، وإن كان فقيه يتمتع بابتسامة دائمة، بينما يغلب التقطيب على مرسي. يشتركان في أنهما مثيران للجدل في قراراتهما وإجراءاتهما، وأن الخصومة ضدهما عنيفة وشرسة تطعن في أهليتهما وتطالب بعزلهما وتصفهما بالقمع والدكتاتورية. يتسمان بقراراتهما المفاجئة المستفزة لفئات عريضة متصلة بنشاطهما، لكنهما غير متشددين في المحصلة النهائية؛ إذ سرعان ما يتراجعان عن قراراتهما أو بعضها إذا اشتد الخطر دون شعور بالحرج، وهي تراجعات طابعها المناورة، تستهدف، أساساً، تفكيك المعارضة وانقسامها…
الثلاثاء ١١ ديسمبر ٢٠١٢
أي حديث أمين وآمن مع مصر لا يجب أن يتوقف عند الجذوة الملتهبة بل يجب أن يذهب إلى الجذور في الصورة الأصل: كيف بدأ الحريق؟ في الخطأ التاريخي ما بين الناخب والرئيس المنتخب. أربعون مليوناً يذهبون لصندوق الاقتراع على العقد الاجتماعي في برنامج فخامة الرئيس وهم بالطبع يدركون كل فقرة في برنامجه الانتخابي بملفاته الأربعة: حجم رغيف الخبز وزحمة السير عند إشارة المرور ونظافة الشارع العام. ملفات تصلح بامتياز لمسؤول صوامع الغلال ورئيس قلم المرور ومدير عام الخدمات بالبلدية، ولا تليق أبداً برئيس دولة بحجم مصر وتاريخ مصر وواقع ومستقبل مصر. ومرة أخرى ليست هذه جناية (الجماعة) على مصر فحسب، بل أيضاً هي الكارثة التي لا بد أن يمر بها أي مجتمع في السنة التحضيرية لجامعة الديموقراطية. زعيم من أجل الخبز والمرور ومستوى النظافة. هيلمان مكثف من الدعاية الانتخابية الجارفة دون أن يقف الناخب على السؤال الأهم: لماذا وكيف؟حشد تنظيمي يدفع بأربعين مليوناً لاختيار المرشح (الاحتياط). مرشح (آخر ساعة) ولو…
الثلاثاء ١١ ديسمبر ٢٠١٢
خلال الفترة من 2-3 ديسمبر 2012م عقدت في الدوحة ندوة كبرى بعنوان (العلاقات العربية الايرانية في منطقة الخليج) بتنظيم من منتدى العلاقات العربية والدولية وقدمت في الندوة أوراق هامة ومتميزة ونادرة، أبرزها «العلاقات العربية الايرانية في ظل صفقات ايرانية امريكية محتملة» للمتخصصة في الشئون الايرانية د. فاطمة الصمادي و «قضايا الهوية والثقافة السياسية في ايران وظلالها في العلاقات العربية « للدكتور محجوب الزويري و «المشكل الواقعي والمتوهم في العلاقة العربية الايرانية « للدكتور توفيق السيف و «ايران والشبكات الشيعية في الخليج» للدكتورة لورنس لوير و «الأسس الحاكمة للعلاقات العربية الايرانية» للدكتور عبد الخالق عبد الله و «ايران في المخيال العربي» للدكتور العراقي حيدر سعيد و «تأثير مكونات الهوية الايرانية في سياسة ايران الخارجية تجاه دول المنطقة» للمتخصص في الشئون الايرانية الأردني الأستاذ حسن العمري و «العلاقة العربية الايرانية في الواقع الجغرافي والسياسي» للدكتور عبد الوهاب القصاب، و «العلاقات الخليجية الايرانية بين التحديات والفرص» للدكتورة ابتسام الكتبي و» العامل المذهبي في…
الإثنين ١٠ ديسمبر ٢٠١٢
تشهد الساحة السعودية تبدلاً حاداً في الرؤية الأمنية وطريقة التعاطي مع القضايا المختلفة، العفو الملكي عن يوسف الأحمد، تصريحات المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية عن سليمان العلوان ومن ثم الإفراج عنه، بيان وزارة الداخلية عن الموقوفين، زيارات متكررة للسجون وكأنها مناطق سياحية، شفافية مفرطة في محاكمة عبدالله الحامد ومحمد القحطاني سواء من حيث العلنية أو التغطيات الإعلامية الحرة. اللافت أن هذه التغيرات جاءت، خلال شهر تقريباً، في مسارات متوازية وتوقيت واحد ما يعني تبدلاً جذرياً في الرؤية الأمنية يكسر حاجز الصمت والعزلة ويسير في اتجاه غلق كل الملفات العالقة، إضافة إلى تفعيل المحاكمات بصورتها المفتوحة مما ينزع كل الحجب السرية التي تلبستها، ويسقط كل الشبهات التي كانت تجد في الغموض بيئة حاضنة تنمو وتزدهر فيها. محاكمة القحطاني والحامد العلنية مظهر حضاري مشرف فالمداولات تنشر وسائل الإعلام أدق تفاصيلها دون حرج من نوعية التهم والعبارات مما سمح للناس بالتعرف إلى حقيقة دعاواهما وكأن المجتمع بأكمله، أو على الأقل المهتمين بالقضية، هيئة محلفين…
الإثنين ١٠ ديسمبر ٢٠١٢
كثيراً ما نسمع كلمة ( الوعي ) تتردد في نقاشاتنا دون أن نمسك بمعنى محدد لها . يقول فرويد :" إننا بصدد واقعة بدون أي مكافئ لها ، لا يمكن تفسيرها ولا وصفها ، وعلى الرغم من ذلك يعرف كل منا مباشرة ومن خلال التجربة ما هو المقصود حين يجري الحديث عن الوعي ". فهو من المفاهيم التي تُدرك وتُعرّف من خلال إحساس المرء بها ومعايشته إياها ولا يمكن الاتفاق التام على وصف واضح له . فمن معانيه انتباه الإنسان ومراقبته لأفكاره وسلوكياته وتقييمها وفق منظور محايد و موضوعي ، فكلما اهتم بذلك أكثر زادت درجة وعيه . يقول الدكتور مصطفى حجازي :" هنالك علاقة وثيقة بين الوعي والانتباه ، إذ يتمثل الانتباه في عملية التركيز على اليقظة الواعية مما يوفر حساسية متصاعدة لفئة من الخبرات التي تحتاج إلى معالجة تحليلية نقدية أكثر شمولاً وعمقاً ". وهو أشبه بكاميرا فيديو ترصد المحيط السلوكي كما أنه يعمل كمُوجِّه له ، فهو…
الإثنين ١٠ ديسمبر ٢٠١٢
لا أستغرب أن تتحول وسائل الإعلام المصرية إلى وسائل لبث الأفكار والمواقف السياسية لتلك الجماعة أو ذلك التيار، فذلك وإن كان من الناحية المهنية يعد خروجا عن الموضوعية أو الحياد الذي يجب أن يتحلى به الإعلام، إلا أنه يعد أمرا- في ظل الواقع الإعلامي الحالي- مقبولا نوعا ما، وإن كنت أتحفظ عن وصفه بالإعلام المهني. في الصحف الحزبية هذا أمر مقبول، فهي ممولة ومخصصة للدفاع عن رأي القائمين على تلك الأحزاب ونظرتهم لأحوال البلاد والعباد، في حين أن وسائل الإعلام التلفزيونية المصرية اليوم، وإن كانت تدعي الاستقلال من حيث الرؤية والرسالة، إلا أنها في حقيقة الأمر تعمل بشكل عام عمل الصحف الحزبية، وإن كانت لا تحمل صفة أو تبعية مؤسساتية لتلك الجماعة أو ذلك التيار. الشيء الذي أجده مستغربا أن نشهد في ظل الحراك المصري المحتدم تخندقا واضحا لأهم قناتين تلفزيونيتين عربيتين، وأقصد بذلك قناتي "الجزيرة" و"العربية" اللتين أصبحتا تتنافسان في جميع القضايا والمواقف والأسواق، لدرجة أنك قد تتصور أن…
الإثنين ١٠ ديسمبر ٢٠١٢
رسالة مؤتمري مرشد «الإخوان» محمد بديع، والرجل القوي في جماعة الإخوان خيرت الشاطر، كانت عدائية داخليا وخارجيا، وعززت الشائعة التي راجت في الأيام الماضية بأن الاثنين هما من يديران الحزب والحكومة، وما الرئيس محمد مرسي إلا واجهة فقط! لكن تراجع الرئيس عن إعلانه الرئاسي غير الدستوري أعطى تطمينات بأنه لا يزال في قمرة القيادة، وأن الخطاب الهجومي لبديع والشاطر لا تأثير له على الأزمة، لكنه كان تكتيكا رديئا في لحظة عجز عن مواجهة الشارع. تراجع مرسي عن إعلانه الرئاسي كان أهم ما فعله منذ توليه الرئاسة، فقد بين أنه سياسي حكيم، وعقلاني براغماتي لا دوغمائي، يدرك أن حفظ البلاد أهم من حفظ ماء الوجه، وأن الخلافات مع المعارضة قابلة للحل، وهذا جزء من واجباته الرئاسية. قراره ضيق شقة الخلاف، وعزز وضعه في الشارع، وأحرج المعارضة، وأهم من هذا كله أنقذ النظام المصري الجديد من تدهور قد يؤدي إلى صدامات وربما تدخل الجيش والعودة إلى نقطة الصفر. أما ما زعمه المرشد…
الأحد ٠٩ ديسمبر ٢٠١٢
تصدمك أحيانا مظاهر بعض الأشياء لدرجة أنك لا تقبل مطلقا الاطلاع على المضمون أو الدخول في التفاصيل، ففي ذلك مضيعة للوقت. بعض مسؤولي الخدمات باختلاف مواقعهم ومناصبهم من كثرة ما يثرثرون عما سيعملون وما يعتقدون وما يظنون لم يعد لأحاديثهم أي اهتمام وقبول لدى الرأي العام. هؤلاء يستعيضون عن تقصيرهم الواضح فيما أنيط بهم من أعمال ومسؤوليات عبر الثرثرة في وسائل الإعلام؛ ظنا منهم أنهم يحسنون صنعا، بينما هم يحرقون أنفسهم أمام الرأي العام الذي هو أساسا غير راض عن أعمالهم، والنظرية الإعلامية تقول (إذا أردت أن تحرق شخصا سلط الضوء عليه). هذه النظرية دقيقة للغاية، ومن تمعن فيها وأسقطها على واقع الكثير من الناس لوجدها تمثل عين الحقيقة، فهناك أناس ليس لهم قبول عند الرأي العام وليس لهم مصداقية، لكثرة أحاديثهم وقلة أعمالهم. في المحيط الذي أعيش فيه وأتحرك عبر محاوره المختلفة أعاني مثل بقية السكان من العديد من جوانب القصور والضعف وما يمكن وصفه أحيانا بالتخلف، وقد كتبت…
رضوان السيدعميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي
الأحد ٠٩ ديسمبر ٢٠١٢
تصاعدت المشكلات السياسية والاجتماعية في البلدين العربيين اللذين وصل فيهما الإسلام السياسي إلى السلطة بعد الثورات: تونس ومصر. وفي حين تتقدم في مصر المشكلات السياسية والدينية، تتقدم في تونس القضايا المطلبية والاجتماعية والاقتصادية. وهذا الفرق أو الافتراق، ليس سببه الوحيد الخصوصيات التي توجد في كل بلد؛ بل والسبب أيضاً يكمن في أمرين آخرين: آليات المرحلة الانتقالية، والطبيعة الفكرية المتباينة بين «الإخوان» المصريين، وحركة «النهضة» الإسلامية التونسية. فلجهة الأمر الأول، أي المرحلة الانتقالية، استخلف الرئيس المصري المستقيل الجيش المصري ليتولى المرحلة الانتقالية؛ بينما لم يستخلف الرئيس التونسي أحداً قبل مغادرة البلاد، ورفض الجيش تولي الأمور، فتولاها رئيس مجلس النواب الذي عهد إلى سياسيين مشهود بنزاهتهم في إدارة الحكومة الانتقالية. وتحددت مواعيد للانتخابات، ومواعيد أُخرى لكتابة الدستور، وكل ذلك ضمن المرحلة الانتقالية، والتي ما اعترض عليها فريق سياسي وازن. وقد اختلف الأمر بمصر، بمعنى أن كل أجزاء أو محطات المرحلة الانتقالية في ظل المجلس العسكري، كانت عليها خلافات، ومن البداية: الدستور أولاً…
الأحد ٠٩ ديسمبر ٢٠١٢
كانت هناك عناصر ثلاثة صعدت بالصحوة إلى أن أصبحت قوة سياسية يتبعها الشارع وتخشى منها الدول العربية. هذه العناصر هي قضية الدين والدولة، وكسب الشارع واستتباعه على أساس من هذه القضية، وأخيراً إتقان دور المعارضة. كانت هذه حال العلاقة بين الدولة وتنظيمات الإسلام السياسي على مدى أكثر من أربعة عقود مضت. ثم جاءت ثورات الربيع العربي، وجاءت معها بنتائج سياسية كبيرة لصالح هذه التنظيمات، وتحديداً وفق الترتيب في مصر وتونس والمغرب، ففي مصر فاز الإخوان المسلمون في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وفي تونس فازوا بالأغلبية في البرلمان، وبالتالي برئاسة الحكومة، وكذلك في المغرب، والسبب وراء ذلك بسيط ومنطقي. عندما انفجرت الثورات كان الإسلام السياسي يملك في هذه البلدان أقوى التنظيمات من بين قوى المعارضة، ويتمتع من بينها بأكبر قاعدة شعبية. لكن الغريب أنه وبسرعة لافتة، دخل الإخوان المسلمون في مصر -وبعد تسلمهم الحكم هناك- في مأزق سياسي مع المجتمع. هناك أزمة مشابهة تواجهها جماعة «النهضة» في تونس وإن بحجم أقل حتى…
الأحد ٠٩ ديسمبر ٢٠١٢
عبد المنعم أبو الفتوح إسلامي، وإخواني، وزعيم سياسي كبير في مصر، لم يخشَ أن يقول كلمته، كلمة حق في اللحظات الصعبة في مصر اليوم، قال إنه ضد إسقاط الرئيس محمد مرسي لأنه جاء بالأغلبية، لكن في الوقت نفسه ضد استبداد الرئيس حتى ولو كان هو أبو بكر الصديق، مضيفًا أنه لن يحمي الرئيس غير الشعب المصري الذي انتخبه. وقال أيضا إن قصر الرئاسة ملك للشعب وليس ملكا لأحد، لا الرئيس ولا جماعة الإخوان، مطالبًا الرئيس مرسي أن يكون رئيس كل المصريين، لأنهم هم الذين أتوا به وبفضلهم يجلس الآن على كرسي الرئاسة. وهناك إسلاميون آخرون أيضا ضد مرسي في الأزمة الحالية، وبالتالي فالمسألة ليست بين إسلاميين وغيرهم بل صراع سياسي. ورغم أن النزاع على قضايا أساسية، مثل الدستور والقضاء، فإنها خلافات قابلة للحل بتعديل بعض فقرات الدستور وإلغاء الإعلان الرئاسي الذي قال مرسي إنه مستعد لإلغائه. وسبب الفشل في التصالح إما لأن الرئاسة أو قوى المعارضة لا تريد الحل، وإما…