آراء

عندك واسطة؟

الأربعاء ٢٢ أغسطس ٢٠١٢

أفهم أن يبحث الإنسان عمن يساعده لإنجاز مسالة معقدة في دائرة حكومية من دون الإضرار بمصالح الآخرين. لكن ما يزعجني أن أسمع الناس تسأل “عندك واسطة” من أجل تجديد جواز السفر أو رخصة القيادة أو دفتر العائلة.هذه إجراءات أساسية في حياتنا ما من مواطن – في الغالب – إلا و يمر بها. إذن لماذا يبحث بعضنا عن “واسطة” تساعده في إنجاز تلك المعاملات الضرورية؟ هل هي “عادة” أن نبحث عمن ينجز معاملاتنا نيابة عنا حتى وإن كانت المسألة لا تستغرق ساعات قصيرة؟ أم لأن الزحام – فعلاً – كثيف لا نملك معه إلا البحث عمن يسهل المسألة علينا فننجز معاملات “التجديد” بسرعة لن تتحقق من غير “واسطة”؟ ولكن السؤال المهم هنا: أين الخلل؟ هل هو في الناس التي لا تلتزم بالطوابير، أو في تلك التي تبحث عن “الواسطة” في كل صغيرة وكبيرة؟ أم هو في أداء الأجهزة الخدمية التي يحتاجها المواطن باستمرار؟ في ظني أن كثيرا من مشكلاتنا ناجمة عن قصور…

منصور النقيدان
منصور النقيدان
كاتب و باحث سعودي

السُّنة وسطوة الفقهاء

الثلاثاء ٢١ أغسطس ٢٠١٢

الذي دوّنه المسلمون في كتب الحديث والسِّيَرِ وتفسير القرآن الكريم من مرويات ووقائع وقصص وقعت في عصر الرسالة، من لحظة جبريل في غار حراء، حتى اجتماع السقيفة، وما تلاه من تطورات ضخمة حددت مسار تاريخ الحضارة الإسلامية، هذه المدونات تؤكد أن الأمانة كانت هي الصفة التي وسمت الجهود الجبارة لكتابة السنة. يكاد كل شيء متعلق بالسيرة النبوية يكون قد رُصد ونُقل، ولحسن الحظ أن الغالبية الساحقة من كتب السنة، لا تزال حتى اليوم محفوظة، ومتداولة. صحيح أن هذا الركام الهائل وعشرات الألوف من المرويات كانت بحاجة إلى صيارفة قادرين على نخلها وفلترتها والتمييز بينها. وصحيح أن في هذه الدواوين الكثير من الصحيح المختلط بالضعيف والمشكوك فيه والموضوع، ولكن المثير للإعجاب أيضاً أنه حتى ما حكم المحدثون بكذبه أو اختلاقه لا يزال محفوظاً ويمكن الوصول إليه لمن شاء. منذ فترة مبكرة انشغلت الثقافة العالِمة عند المسلمين بصحة أحاديث السنة وضعفها سنداً، أو التحقق من سلامة المتون وبراءتها من الشذوذ والعلة، ووُلد…

صلاة بشار الأسد

الثلاثاء ٢١ أغسطس ٢٠١٢

تداول كثيرون فيديو صلاة بشار الأسد قبل أمس و هو يسابق الإمام، صباح العيد، في التسليمتين، كما لو كان يعد الثواني للعودة عاجلاً إلى مخبئه. و هو فعلاً يعد الدقائق و الثواني خوفاً من الآتي: نهايته. أي شرعية لــ «حاكم» لا يقوى أن يختلط بشعبه و يشارك علنياً في احتفالاته.؟ من أَمِنَهُ شعبُه أَمِن شعبَه. تلك هي الحكمة الذهبية لأي قيادة تبحث عن شرعيتها. و تلك هي مقياس الرضا الشعبي عن القيادة و أدائها. فكلما ازداد قرب القيادة من شعبها كلما تعمقت شرعيتها و زاد رضا الناس عليها. أما من يحتمي من شعبه بالمدرعات و أجهزة الأمن و عناصر من حزب الله والحرس الثوري فليس أمامه سوى انتظار نهايته و هي قريبة. بشار الأسد يقتل يومياً ما يقارب المائتي سوري، ناهيك عن الموت الجماعي لآلاف السجناء و المعتقلين الذين لا يدخلون في إحصائية الموت اليومي، و مع ذلك ما زال الرجل يبحث عن تسوية سياسية؟ والتسوية عنده هي أن يبقى رئيساً…

مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

الإعلام في صراع الحق والباطل

الإثنين ٢٠ أغسطس ٢٠١٢

في معادلة الصراع الدائر في سورية، يعطي الإعلام مؤشرا واضحا على مسألة الحق والباطل، ففي الوقت الذي لم يسمح فيه النظام السوري لوسائل الإعلام الدولية بتغطية الأحداث إلا لقنواته بالإضافة لإعلام إيران وحزب الله، ها نحن نرى خلال الفترة الماضية وسائل الإعلام الأخرى ترافق كتائب الجيش الحر في المدن السورية. ومن ذلك نلاحظ الحضور القوي لمراسل قناة "الجزيرة" أحمد زيدان ومراسلة قناة "الآن" جنان موسى ومراسل سي إن إن العربية في حلب.. بالإضافة لتشكيل كل من "العربية" و"الجزيرة" فريق مراسلين يتكون من عدد كبير من المواطنين في المدن والقرى صاروا يعملون لهما من المواقع التي يقيمون فيها، فاكتسب الإعلام العربي خبرات جديدة سوف يستفاد منها بعد سقوط النظام وانتهاء الأحداث وبداية إعادة إعمار سورية. قيام النظام السوري بمنع وسائل الإعلام من التغطية في المناطق التي يسيطر عليها يؤكد أنه على باطل، ويريد إخفاء الحقائق كي لا يعرف العالم باطله. وسماح الجيش السوري الحر للإعلام بالتغطية بكل حرية في المواقع التي…

من غازي إلى ابن حاضر

الإثنين ٢٠ أغسطس ٢٠١٢

كتبت أمس عن غازي القصيبي، ذلك النجم الذي ما نزال نذكره في كل حديث حول الإدارة و الأدب و الشعر أو جدالات المجتمع. واليوم أكتب عن نجم آخر غادرنا قبل عام على غرة. وكم هو حزين عيدنا في دبي الذي يمر من دون محمد خليفة بن حاضر. كان لنا هذا الشاعر والوطني الأصيل بمثابة روح المدينة و وهجها. دخل التجارة بالخطأ. و مارس العمل الدبلوماسي بالصدفة. و نجح في التجربتين. لكن عشقه الأصيل كان للأدب. شاعر من خارج زمانه. و كيف لا وهو تلميذ نجيب لأستاذه العملاق أبي الطيب المتنبي. في ركن خاص بمنتجعه السياحي الجميل على شاطئ الجميرا، كنت أزوره بصورة شبه يومية. وهناك عرفت كثيرا من نجوم المدينة و رموزها. و حينما فاجأنا غيابه الأليم قبل عام و أشهر، سكن الحزن مدينتنا الجميلة مثلما سكن قلوب محبي شاعرها و نجمها. وأنا من أكثر المفجوعين بغيابه. كيف لا و قد كان لنا «أبو خالد» الأخ و الصديق و النديم…

عودة غازي القصيبي

الأحد ١٩ أغسطس ٢٠١٢

رحم الله غازي القصيبي. لا يزال شاغل الدنيا حتى في غيابه. وهل مات من خلّف ثروة معرفية هائلة كتلك التي تركها لنا غازي في مؤلفاته وأشعاره و حكايات الناس معه؟ للتو أفرغ من قراءة كتابه «العودة سائحاً إلى كاليفورنيا». و بقدر ما ضحكت من روح السخرية العالية في الكتاب تعرفت أكثر على جوانب أخرى في الثقافة الأمريكية. و هي فكرة بارعة أن تكتب عن التجربة لاحقاً إن لم تسعفك الظروف للكتابة عنها في حينها. ابتعثت السعودية و دول الخليج عشرات الآلاف من أبنائها للدراسة في أمريكا. كم منهم وثّق تجربة الحياة و الدراسة في أمريكا؟ أنا ممن ظل يؤجل مشروع الكتابة عن تجربة الدراسة في أمريكا كثيراً ، مرة بأعذار زحمة الأشغال و مرات بحسابات و مخاوف الرقابة التي تبدأ من داخل المرء ولا تنتهي عند مكتب الرقيب الرسمي. وهي كلها أعذار. لكن غازي القصيبي، في كتابه عن عودته سائحاً لكاليفورنيا، يعلمنا درساً جديداً: ما زالت الفرصة سانحة للكتابة عن…

علي سعد الموسى
علي سعد الموسى
كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية

أريد أن أبلعها يا معالي الوزير

السبت ١٨ أغسطس ٢٠١٢

بودي أن يؤكد لنا جميعاً، معالي وزير العمل، ذلك الرقم المجلجل الذي قاله قبل يومين، وفيه أشار إلى أن برنامج ـ نطاقات ـ للتوظيف والسعودة قد أضاف في العام وحده 250 ألف وظيفة (سعودية) لشبان سعوديين، وهو رقم مثلما قال معاليه: يفوق ما استطاعته خمس سنوات من قبل. أشعر أن الذي نقل المعلومة من فم معالي وزير العمل قد أضاف صفراً كاملاً إلى يمين الرقم، ولكنني قرأت الخبر من مصادر مختلفة وشاهدته مطبوعاً على العنوان الأول في أكثر من صحيفة. صاحب المعالي: أنا ومعي الآلاف نريد تأكيد الأرقام أو نفيها حتى لا أكون وأمثالي أداة لتضليل الجمهور لأنني وبكل صدق ما زلت مندهشاً لضخامة الرقم الخرافي عن ربع مليون وظيفة في عام واحد. ولمعاليه سأقول صادقاً إننا وإن تشبعنا من لغة الأرقام وضخامتها إلا أنه ما زال لبعضها فروق. سنبلع يا معالي الوزير نفي إدارة البلدية في مدينتي أنها بنت دورة مياه بتكلفة ربع مليون مثلما سنقبل أيضاً، وبالمشعاب، ترسية…

جمال خاشقجي
جمال خاشقجي
كاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية

نصيحة أخرى لليبيا الجديدة: تحرروا من لعنة النفط

السبت ١٨ أغسطس ٢٠١٢

بعيد انتصار الليبيين في معركتهم ضد القذافي وعهده العقيم، نشرت مقالاً هنا عنوانه «ثلاث نصائح إلى ليبيا الجديدة»، دعوتهم فيه للتحرر من إدمان العمالة الرخيصة وإلى تهميش القبلية، وأن يحرصوا على أن تكون حكومتهم القادمة «صغيرة» بمسؤوليات محدودة ولكن فعالة. تلقى أصدقائي هناك نصائحي بقبول حسن، فوجدت المقال وقد نشر في أكثر من موقع ليبي، ما يشجعني اليوم وقد نجحت ليبيا في أول انتخابات حرة، وشكلت حكومتها التنفيذية، أن أتجرأ مرة أخرى وأقدم لهم نصيحة رابعة «تحرروا من النفط ولعنته». منذ الستينات، ومع فورة الوعي الوطني في الدول العربية النفطية ومتلازمة «النفط والتنمية والحكم»، تسيطر على فكر ونشاط الجيل المتعلم من شباب تلك الدول، الذين عادوا إلى بلدانهم من الغرب حاملين شهادات عليا تبوأوا بها مواقع متقدمة في شركاتهم النفطية بجوار «الخواجات» الذين كان لهم فضل استكشاف النفط وتأسيس صناعته، وكذلك استغلاله بشكل جائر. الحكام أيضاً انشغلوا بقضية النفط الشائكة، فدخلت الأطراف الثلاثة (الحكام والتكنوقراط الوطنيون وشركات النفط) في علاقة…

أخرجوا «الخليجيين» من لبنان!

السبت ١٨ أغسطس ٢٠١٢

أتفهم إصرار بعض أهل الخليج على قضاء إجازاتهم في لبنان على الرغم من التحذيرات المتتالية من بلدانهم. كثير منهم يملك بيوتاً أو شققاً في لبنان. و غالبيتهم ما يزال يؤمن بلبنان و بمستقبله، على الرغم من أن لبنان يعيش على «صفيح سياسي ساخن» منذ القدم. أن تشتري عقاراً في بلاد خارج بلادك دلالة على ثقتك في تلك البلاد. ومع صدق الأمنية أن يزدهر لبنان إلا أنني كثيراً ما أسأل: ومتى استقر لبنان؟ أنت كخليجي في لبنان، مهما كنت، لن تخرج من دوائر التصنيف و التقسيم في لبنان. لابد أن تحسب على فريق ما. فإما أن تكون من محبي و أصدقاء أهل الجبل، حتى وأنت لست على دينهم، أو أن تكون من فريق الضاحية والجنوب لأنك – هكذا ينظر لك – على مذهبهم! لا يمكنك أن تتمتع باستقلاليتك في لبنان. متناقضات شديدة التعقيد في لبنان. و مخاطر ما أن تهدأ حتى تبدأ من جديد. وأيدي اللاعبين هناك كثيرة. وليس فينا بريء…

جمال الشحي
جمال الشحي
كاتب و ناشر من دولة الإمارات

أهديك الذكريات.. وتهديني النسيان !

السبت ١٨ أغسطس ٢٠١٢

تقول الكاتبة غادة السمان “أتذكر أيامي معك، كمن يرى الأشياء من نافذة قطار مسرع ! نائية و جميلة و القبض عليها مستحيل” يقف النسيان عند جدار الذاكرة، يحاول أن يخترق، تحاربه الذكريات، صراع بقاء ، دائما الأقوى يعيش طويلا! أحيانا توصف الذاكرة البشرية كالمكتبة الضخمة التي يوجد بها آلاف الأرفف و عليها أعداد ضخمة من الكتب ، و الذكريات هي المحتوى الهائل لهذه المكتبة. في أي مكتبة هنالك كتب موجودة و أخرى مقروءة و هناك أيضا كتب مهملة و أخرى منسية و كتب قررنا أننا سنقرأها يوما و إلى اليوم لم نلمسها و كتب مهمة جدا أثرت في مسيرة حياتنا نضعها بحذر في مكان لا يصل إليه غيرنا، لكل كتاب في أرفف مكتبنا حكاية تستحق أن تروى يوما أو لا تستحق! هناك كتب لن يلمسها أو يقرؤها بعدنا غيرنا، نحفظها كالأسرار في مكان تعرفه أنت فقط . تماما كالذكريات مخزنة في أرفف الذاكرة، هناك ذكريات تمثل أجزاء مهمة من حياتنا…

أسباب الإلحاد!

الجمعة ١٧ أغسطس ٢٠١٢

تفاعل كثير من الأخوة والأخوات عبر الانترنت، وبالأخص عبر شبكة تويتر، مع مقالي السابق والذي كان قد جاء الأسبوع الماضي بعنوان ”الإلحاد... لماذا يتزايد؟“، وتناولت فيه تزايد ظاهرة الإلحاد بين أواسط شبابنا في مجتمعاتنا الخليجية وهي المجتمعات التي لطالما كنا نقول بأنها مجتمعات أقرب إلى التدين بسبب كثرة المحاضرات والندوات واللجان والجمعيات الدينية الدعوية وغيرها من الأنشطة المشابهة. وقد حاول هؤلاء الأخوة والأخوات مشاركتي في البحث عن الإجابة على هذا السؤال المهم، وسأسعى من خلال السطور القادمة إلى صياغة وإخراج ما تحصلت عليه من مشاركاتهم وردودهم. ربط البعض تزايد مسألة الإلحاد بالانفتاح على الثقافة الغربية المادية وهي التي تميل بطبيعتها للإلحاد وإنكار وجود الذات الإلهية عموما وكذلك قراءة الكتب والمواقع الالكترونية الإلحادية دون وجود أسس عقيدية إسلامية صحيحة مما جعل هؤلاء الشباب لقمة سائغة للوقوع في فخ الإلحاد، وأضاف آخرون أن المناهج التربوية والتدريسية في المدارس، وبالأخص في مراحلها الأولى، لا تضع الأسس الكافية للعقيدة الراسخة الصحيحة. وكذلك رأى البعض…

تأملات في عيدنا!

الجمعة ١٧ أغسطس ٢٠١٢

يأتي عيدنا غداً أو بعد غد وفي الأفق ألف سؤال عن مستقبل منطقتنا و مآسيها. يا إلهي: هل مر علينا عيد دون حزن أو مأساة في منطقتنا؟ كم سيقتل من الأبرياء صبيحة العيد في سوريا؟ وكم من نفس بريئة أزهقت وتسأل: بأي ذنب قُتلت؟ يستمر مسلسل الانتقام والقهر والإذلال الذي أسست له ورعته أنظمة جائرة احترفت الإجرام كنظام الأسد. ومن أجل ماذا؟ يا له من عالم منافق وشريك في الظلم. كيف بقي القرار الدولي رهيناً لجدال الكبار وصراعات المصالح فيما دم الأبرياء في سوريا يسفك، بيد باردة وضمير ميت، بالساعة الواحدة؟ كيف لنا أن نشعر بفرحة العيد وسط هذا الحزن العميق بفعل همجية من لا يخاف ربه ولا يحسب لإنسانية الإنسان أي حساب؟ إن جريمة واحدة من جرائم الأسد و شبيحته كفيلة بتدخل دولي صارم لإيقاف المجازر. ولو كان في العالم «المتحضر» صانع قرار حازم لما تمادى الظالم في ظلمه. لكنها لعبة المصالح وحسابات المستقبل التي أبقت هذا العالم «المتحضر»…