آراء
الثلاثاء ١٧ ديسمبر ٢٠١٣
كان بنيتو موسوليني زعيم إيطاليا الفاشية يهدد الديمقراطيات الغربية بخمسة ملايين حربة. ثم ظهر أنها من عيدان السباغيتي (معكرونا). واضطر حليفه هتلر إلى إنقاذه، عندما دُحرت القوات الإيطالية التي غزت ألبانيا واليونان. هل لموسوليني ضريح تذكاري في إيران؟ وإلا لماذا. ومن أين تنطلق هذه الصرخات الهستيرية لجنرالات الجيوش الميليشيوية، مهددة أميركا، بأسلحة سرية فتاكة، تجعلها هباء منثورا؟ هل إيران دولة «حربجية» حقا؟ هُزمت إيران في الحرب العبثية مع عراق صدام. ونصح رفسنجاني الخميني بوقفها، بعدما استهلكت في ثماني سنوات جيلين من الإيرانيين والعرب العراقيين. وسبق للشاه الأمِّي رضا بهلوي أن استسلم بلا مقاومة، للقوات الروسية والبريطانية التي احتلت طهران، خلال الحرب العالمية الثانية، واقتسمت إيران، عقوبة له على حماسته للفاشية الهتلرية. ليس سرا أن إيران الخميني اشترت أسلحة من إسرائيل (1985/ 1986)، في حربها مع العراق. ولم تخض حربا مع الدولة العبرية. إنما أغرت حزبها اللبناني بالتجربة. فقتل 1200 شيعي لبناني (2006). ومات مائة فلسطيني بصواريخ الحزب التي أطلقت، بطريقة عشوائية، على إسرائيل. وخرج رئيس الحزب من مخبئه، ليعلن أن النصر كان «إلهيا»! أُنشئ حزب الله كقوة دفاعية. غير أن إيران تستخدمه اليوم في سوريا، كقوة هجومية. الدفاع ليس كالهجوم. فعاد عدد كبير من المقاتلين محمولين بأكياس مغلقة. وقال حسن نصر الله إنه أرسلهم لإنقاذ السيدة زينب التي لم…
آراء
الإثنين ١٦ ديسمبر ٢٠١٣
قتلوا محمد الحمامي، أبو بصير، من أركان الجيش الحر الذي كان يحارب قوات النظام في اللاذقية، وكذلك العسكريين المنشقين محمد جهار ومحمد القاضي على الحدود مع تركيا. وأعدموا محمد فارس مروش أحد قادة الجيش الحر. أيضا، بوحشيتهم المعروفة حزوا رأس قائد كتيبة بدانا، واستولوا على البلدة. وقتلوا أيضا اثنين من الجيش الحر، كانا يحرسان مستودع السلاح في باب الهوى واستولوا عليه. وقتلوا عبد القادر الصالح قائد كتيبة «التوحيد»، بقذيفة استهدفت مقره. خطفوا العشرات من قيادات وأفراد الجيش الحر، بينهم علي بللو من كتيبة «أحرار سوريا»، والحياني من كتيبة «شهداء بدر»، وفعلوا الشيء نفسه مع قائد الجيش الحر في أطمة. كما خطفوا الأب باولو أحد أبرز القادة المسيحيين المتعاطفين مع الثورة، ومطر أنين في حلب، ثم خدموا النظام دعائيا بخطفهم راهبات معلولا. واختطفوا اثني عشر صحافيا وناشطا إعلاميا، بينهم زملاء نذروا عامين من عمرهم في خدمة الثورة إعلاميا، وقبل أيام أسروا ناشطين حقوقيين هم من وضعوا الثورة على الخريطة، مثل رزان زيتوني. خدموا الأسد بإيذاء أحد أبرز أعدائه، المفكر والمناضل ياسين صالح، بخطف أخيه فارس وزوجته سميرة الخليل. حارب رجال «داعش» و«النصرة»، واستولوا على مناطق للجيش الحر، التي سبق أن حررها من النظام، كالرقة، وأعزاز، وجرابلس، ومسكنة بريف حلب، وأطمة بريف إدلب، وسرمدا، ومقري قوات «الفاروق» و«اللواء 313». وآخر انتصارات «داعش»…
آراء
الإثنين ١٦ ديسمبر ٢٠١٣
كان مقطعا بشعا ذلك الذي تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول ما حصل في عنبر رقم 7 بـ"بريمان" جدة، والذي نشرت عنه جريدة الوطن قبل أيام، فما تعرض له السجين الحارثي -مهما كانت جريمته- أمر غير مقبول إنسانيا ولا اجتماعيا. أن يُربط سجين خائف وتوثق يداه وقدماه بأيدي مسجونين في ذات العنبر، ويُعلق في الهواء ويُضرب من قبلهم وبهذه الطريقة المهدرة للكرامة، فهذا يعني أن هناك خللا يجب أن تتم معالجته سريعا ومحاسبة المرتكبين له والذين سمحوا بحدوثه نتيجة عدم تطبيق الأنظمة والرقابة الصارمة داخل السجن، وكنتُ أتساءل أين الرقابة عن هؤلاء رغم علو أصواتهم؟ وكيف دخلت تلك الحبال والسجائر وأعواد الثقاب إلى داخل العنبر؟ ألا يمكن لأحد هؤلاء أن يُشعل حريقا داخل عنبر بعود ثقاب واحد؟! أليس الأمر خطرا استخدام تلك الحبال فيما يهدد حياة إنسان ما؟ فدهاليز السجون تجمع أناسا جرائمهم متباينة ومتفاوتة، منهم الخطر وسُجن في جرائم خطرة، ومنهم البريء المغلوب على أمره ممن وضعته الأقدار نتيجة دين أو تعاطي مخدرات كان ضحية لمن أوقعوه بها، فكيف يوضع هذا مع ذاك؟ ثم هل نصدق -بعدما رأينا ما رأيناه عبر ذلك المقطع- أن هناك فعلا من يروج المخدرات داخل السجن ما دامت السجائر والحبال تتوافر لديهم هكذا؟ وهل هناك من أفعال بشعة التي يرتكبها بعض المساجين الخطرين…
آراء
الإثنين ١٦ ديسمبر ٢٠١٣
إذا تأملت في الحج فستجد أنه لا يعني فقط مسح الذنوب من سجل الإنسان عند الله الرحمن الرحيم، بل هو أيضا بداية جديدة للضمير الذي يعاني من الأخطاء، ويريد أن يتخلص منها دفعة واحدة. هذه البداية الجديدة تعني الكثير للإنسان الضعيف بطبعه والذي يرهقه الندم. الديانة المسيحية بذلت جهدا كبيرا في هذا الاتجاه، فهي لم تؤكد فقط على عقيدة الخلاص والتي تطهر الإنسان عبر الإيمان القلبي بل أيضا تمنحه الكثير من الغفران من خلال جلسات الاعتراف. ولكن ماذا عن جروح الروح؟ عن تلك الندبات التي تتراكم على قلوبنا مع الأيام؟ ماذا عن أخطائنا التي تلاحقنا في أعماقنا؟ عن تلك اللحظات التي نقف فيها مصدومين من أنفسنا، وربما مصدومين من الأيام التي حرمتنا وعاقبتنا ونحن لا نستحق ذلك؟ الإنسان يتمتع بقدرة هائلة على النسيان. هذا ما يفعله الإنسان عادة، يحاول أن ينسى حتى يتمكن من النوم والمضي في حياته. وكثير من الأمور الإيجابية التي نقوم بها هي جزء من عملية النسيان هذه. جمال الحياة أن تجدد ذكرياتك، أن تنطلق مع البدايات الجديدة، أن يجري نهر عذب في حياتك لا يتوقف، بحيث يكون في كل يوم من حياتك ماء جديد. التكنولوجيا عادة تمضي في الاتجاه المعاكس. هي تحاول الاستفادة من إمكاناتها في الحفظ والتسجيل والأرشفة لدفعك لتسجيل ذكرياتك وتخزينها وتصنيفها واسترجاعها ومشاركتها…
آراء
الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠١٣
كان الهجوم الإرهابي الذي أودى بحياة عشرات المواطنين والأجانب داخل مستشفى تابع لوزارة الدفاع، مثيرا للاشمئزاز.. عملية أقل توصيف لها هو المجزرة، إذ إن القتلة استخدموا أسلحتهم وأطلقوها على كل من تصادف وجوده في طريقهم، وهذا يدل على أن الهدف الأساسي للعملية هو إثارة الرعب وحصد أكبر عدد ممكن من البشر، وكان عرض الأشرطة التي التقطتها الكاميرات الداخلية للمستشفى غاية في البشاعة وما كان مناسبا إذاعتها احتراما للقتلى وأسرهم، وحرصا على مشاعر المواطنين. لم يكن الأسلوب الذي اتبعه القتلة مغايرا لما احترفته هذه الجماعات الإرهابية، من قتل بدم بارد ودون وجل أو رادع من دين يزعمون انتماءهم له، وهي التي تمثل جزءا أصيلا نشأ وترعرع تحت عباءة الحركات الجهادية التي نشأت في أفغانستان، ثم تشرذمت وصارت تسري في جسد كل بلد عربي بأنماط مفزعة لا يمكن الاكتفاء بالتنديد بها وإصدار البيانات لاستنكار بشاعتها، كما أنه يجب ألا يتوهم أحد بأنه سينجو من آثارها ما لم تتكاتف الجهود ويتعاون الجميع لانتشال اليمن من الهاوية السحيقة التي أوقعها فيها ساسته بتهافتهم على تمزيق أوصاله ونهب ثرواته، وانشغالهم حاليا في صغائر الأمور التي لا تسمن المواطن ولن تغنيه من جوعه، وأرجو أن يكون هذا الفعل الإرهابي البشع ناقوسا مدويا لدى كل جيران اليمن ويدفعهم إلى الانغماس الإيجابي في شأنه، وألا يتركوه بيد مبعوث…
آراء
الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠١٣
وُلِدَت بعين واحدة مليئة بالندبات الغائرة، فكانت شبه ضريرة لمدة نصف قرن من عمرها، ولكي تتمكن من الرؤية طوال تلك السنين كان عليها أن تستخدم عينها اليسرى فتحرِفَها إلى أقصى اليسار حيث فتحة صغيرة غائرة في جفنها يمكن للضوء أن يمر عبرها، إلا أنها وعلى الرغم من كل هذا الألم رفضت أن تكون محل شفقة الآخرين وأن ينظروا إليها على أنها معاقة أو أدنى من غيرها، ولذلك كانت تصر على المشاركة في كل الأنشطة الحياتية، وكانت تنجح في عمل كل شيء في الغالب. عندما كانت طفلة كانت تصر على أن تلعب "الحجلة" مع الأطفال، ولأنها لم تكن لتستطيع رؤية العلامات على الأرض، فقد كانت تذهب إلى ساحة اللعب بعد عودة الأطفال إلى منازلهم فتلتصق بأرضية الملعب وتزحف على امتداده لتتمكن من رؤية العلامات التي وضعوها أثناء لعبهم حتى حفظتها جميعاً، وسرعان ما تمكنت من مشاركتهم لتصبح خبيرة في اللعبة تتفوق عليهم في بعض المرات. كانت تقوم بقراءة الكتب ودراستها في المنزل، فتلصق الصفحات بوجهها إلى درجة أن رموش عينها الوحيدة كانت تحتك بسطح الورقة حتى تتمكن من رؤية الحروف، وبالرغم من معارضة المعلمين واعتقادهم أن إعاقتها أكبر من إمكانية نجاحها في مراحل التعليم النظامي، فإنها تمكنت من إكمال جميع مراحل دراستها فدخلت الجامعة وحصلت على البكالوريوس والماجستير، وتدرجت من ثم…
آراء
الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠١٣
من المستبعد تماماً أن تنسحب أميركا من العالم العربي، وبخاصة المنطقة الخليجية ودول مجلس التعاون، ولكن من الممكن وربما المرجح أن تتغير أولوياتها أو تعيد ترتيب قواتها أو صياغة استراتيجيتها. ومما يؤكد هذا، انقسام ساسة الولايات المتحدة أنفسهم ومفكروها حول هذا القرار الخطير، إذ لا يعقل لقوة عالمية كالولايات المتحدة أن تدير ظهرها لمنطقة مهمة حساسة غنية ثرية، ومنتجة إلى جانب النفط، وتتركها لكل أشكال وألوان التعصب الديني والإرهاب المحلي والدولي! "تخيلوا محاربة القاعدة.. بلا أميركا"! كتب عبدالرحمن الراشد، وقال: إن "القاعدة" أخطر حتى من النازية، لأنها اليوم تستخدم الدين في رفض الغير ومعاداة العالم"، وأضاف: "لحسن حظ الجميع أن القاعدة استهدفت عدداً من حكومات العالم التي تحولت لمحاربتها، وإلا لو بقيت كما بدأت تستهدف دولاً محدودة مثل السعودية ومصر، ربما كان الوضع أكثر خطورة. حالياً، "القاعدة" لا تمثل أبداً تهديداً لنظام بعينه، لكنها قادرة على إلحاق الأذى في كل مكان. وثبت أنها قادرة على البقاء والاختباء وتجديد خلاياها مهما لوحقت، وقادرة على الإنجاب مهما أبيدت أو جرت تصفية قياداتها" "ويل مارشال"، يقول في مجلة "السياسة الخارجية" الأميركية، إن مثل هذا الانسحاب العالمي سبق وأن قامت به بريطانيا أواخر ستينات القرن العشرين، ولكن بريطانيا كانت امبراطورية والولايات المتحدة ليست كذلك رغم آراء اليسار الأميركي وجدال "نعوم تشومسكي"، و"جلين جرينوالد"، والزعم…
آراء
الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠١٣
لن يشعر العالم بحجم الكارثة الإنسانية التي يمر بها اللاجئون السوريون وأطفالهم، كونها وببساطة أكبر من أن تستوعبها العقول، وأكبر من حجم تخيلات البشر، فالمأساة الإنسانية السابقة على فظاعتها أصبحت اليوم أضعافاً مضاعفة مع موجة البرد والثلج والصقيع! أجساد الأطفال تواجه البرد الشديد دون عازل ولا وسائل تدفئة، في ما عدا خيام اكتست جميعها باللون الأبيض من الداخل والخارج، يفترش اللاجئون الثلوج، ويتجمدون داخل خيامهم، والعالم لا يملك سوى تصويرهم، وبث مأساتهم للجميع، لتصبح القضية ضعفاً وعجزاً عن حماية أرواح الأطفال والنساء والعجائز أمام مرأى ومسمع العالم! قاتل الله الجهل والسياسة، إنهما السبب الرئيس لما يحدث في سورية، الجهل في قتل الأطفال وإبادة شعب تحت أسماء غريبة، مثل الثأر لدم الحسين رضي الله عنه، والثأر للسيدة زينب، والثأر لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما ذنب أطفال يموتون بعد أن يتجمدوا من البرد في دم أحد! هناك من يقتل من أجل الحسين، مقابل من يقتل من أجل الحوريات، هذا ما قاله رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا في كلمته الجريئة والمباشرة أمام قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في قمة الكويت. الجربا تحدث في كلمته عن مجازر النظام السوري وكيف حوّل بشار الأسد سورية إلى مختبر للفتنة الطائفية، عبر إدخاله «حزب الله» وإيران على خط مواجهة الثورة…
آراء
الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠١٣
من جديد كثرت في الآونة الأخيرة رؤى وآراء ونظرات في الأوضاع الثقافية والحضارية العربية الإسلامية. والدوافع لهذا الفوران من جديد الفوضى التي حدثت بعد حركات التغيير العربية. وقد اقترنت التخلخلات بثلاث ظواهر: عودة الجهاديات والتنظيمات المسلَّحة للفعالية بشكلٍ عام. وعجز النُخَب المدنية التي بدأت الثورات عن إنشاء أنظمة حكمٍ جديدة، وظهور الإسلام السياسي على السطح في كل مكان. وتفاقُم التدخل الإقليمي والدولي في الدول العربية التي شاعت فيها الفوضى. ومن وراء تلك الظواهر، عاد الحديث من جديد عن الأحوال الثقافية والحضارية عند العرب، والأوضاع الدينية السائدة بما في ذلك الثقافة والممارسة باسم الدين. وعادت إلى السطح مع هذه الظواهر والرؤى الانطباعات التي تُعبّر عن سياساتٍ خفيةٍ وظاهرة، مثل الطبيعة العنيفة للإسلام أو للثقافة الدينية. ومدى تأهُّل العرب ثقافياً وتنظيمياً للديمقراطية أو إنشاء أنظمة الحكم الصالح. هذا الحديث ليس جديداً، وهو يعود في المرحلة المعاصرة إلى أواخر الثمانينيات من القرن الماضي. ووقتها كان الاتحاد السوفييتي ينهار، والبحث يبدأُ عن الأخطار المحتملة على الغرب وأنظمته وثقافته بعد انقضاء العهد والمحور السوفييتي. والطريف أنّ الاستراتيجيين تلمَّسوا يومها أخطاراً من جهتين تتعلَّقان بالإسلام: جهة أبناء وبنات الجاليات الإسلامية في أوروبا وجهة الخطر القادم من الجهاد الأفغاني بعد انسحاب الاتحاد السوفيتي من أفغانستان. وما كان شبان المهاجرين يمارسون وقتها أعمالاً عنيفةً أو أنّ العنف…
آراء
الأحد ١٥ ديسمبر ٢٠١٣
موت مانديلا أشعل الإشادات بكفاح الرجل وأسطورته وإرثه في مختلف الأمم والثقافات. وهكذا كان الحال لدينا أيضاً، لكن لا شك أن الاحتفاء الهائل والكاسح برمزية الرجل دفع البعض لمسألة هذه الرمزية وإثارة الأسئلة حولها في ثقافات مختلفة أيضاً. وأيضاً، هكذا كان الحال لدينا، فقد نشرت عدة مقالات تتساءل عن هذه الأسطرة وذاك الاحتفاء والاستحضار. أمامي ثلاث كتابات محلية «راجعت» أسطرة مانديلا، سأعمل في هذه المقالة على وصف المنظورات والطرق التي اتَّبعتها هذه الأعمال، محاولاً استنتاج الطرق التي تتبعها الاتجاهات الفكرية المحلية حين تقرر التوقف عند أسطرة مانديلا. بتعبير آخر، كيف كان كل تيار فكري سيقول لو طلب منه أن يتقدم بمراجعة نقدية لأسطرة مانديلا؟. المقالات هي للكُتَّاب، مرتبين حسب أسبقية النشر، محمد معروف الشيباني (جريدة البلاد/ السبت 7 ديسمبر/ بعنوان «عن مانديلا رحمنا الله»)، وفهد الشقيران (جريدة الشرق الأوسط/ الأحد 8 ديسمبر/ بعنوان «نيلسون مانديلا.. انغلاق زمن الأساطير»)، وسلطان العامر (جريدة الحياة 10 ديسمبر/ بعنوان «صناعة نيلسون مانديلا»). قبل أن أبدأ التعليق على محتوى المقالات الثلاث، أحب الإشارة إلى «معضلة» أخلاقية تبرز حين محاولة وصف كاتب محلي بأنه يمثل هذا التيار الفكري أو ذاك. ففيما لا تلحق إساءة مجتمعية بالفرد جراء وصفه بالإسلامي، فقد يكون الحال مختلفاً لو وصفت فرداً بالعلماني أو الليبرالي أو اليساري أو القومي…إلخ. يمثل عدم…
آراء
السبت ١٤ ديسمبر ٢٠١٣
الإيرانيون يحبون كرة القدم. وتعتبر كرة القدم من أكثر المصادر الوطنية للإثارة والمتعة، بيد أن الحق الواضح والمؤكد الخاص بالبرنامج النووي ومحاربة الخصم الوطني يجب أن يكون هو الشغل الشاغل للجميع وأن يكون له الأولوية حتى حينما يشاهد الأشخاص كرة القدم! ووفقا لرجال الدين المحافظين الحاكمين في إيران، فإن العدو لا يريد الإطاحة بالنظام عن طريق الحرب والمواجهة. ومن جانبه، ليس لدى آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى لإيران، أي مخاوف من الجيوش الحديثة الأميركية أو الإسرائيلية، ولكنه يخشى من حرية التعبير وربما الغزو الثقافي! يعتبر فرض القيود الاجتماعية وتنظيم العامة وتنفيذ عقوبات الإعدام على الأشخاص الذين يخرقون القانون (ليس هناك قانون واضح) ضد هؤلاء الذين يرتدون الملابس الغربية، جزءا من هوية الجمهورية الإسلامية دائما. وعلى النقيض، يمتلك كثير من الشعب أطباق القمر الصناعي في بيوتهم ويشاهدون أي شيء يتمنونه ولن يكترثوا بما يحظره النظام، في حين تكون برامج القنوات المملوكة للدولة سطحية وبسيطة ومحافظة. وبالنسبة للقنوات المحلية، يظهر دائما رجال الدين النابغون مرتدين العمامة البيضاء أو السوداء للتحدث عن الجوانب الفنية والاجتماعية والأمور الدينية والسياسية. فمن الذي يرغب في مشاهدة مثل هذه القنوات التي يغزوها رجال الدين والمحافظون الآخرون؟! وفي ظل غياب التسلية والترفيه، صارت برامج القنوات الفضائية رائجة للغاية. وتعتبر القنوات المحلية جيدة في بعض الأحيان لمشاهدة الأخبار…
آراء
السبت ١٤ ديسمبر ٢٠١٣
جاء اختطاف رزان زيتونة وسميرة الخليل ووائل حمادة وناظم حمادي ردّاً من الطور الراهن للثورة السوريّة على طورها الأوّل. فالناشطون الأربعة الذين يُقدّر أنّ خاطفهم "جيش الإسلام"، ابن البارحة، كانوا، منذ اندلاع الثورة، يتفانون في خدمتها بوصفها تطوّراً مدنيّاً وسلميّاً ضخماً، كما في التعريف بها إعلاميّاً وثقافيّاً. وعلى طريق الانتقال من ذاك الطور إلى هذا، خُطف مدنيّون علويّون وشيعة لبنانيّون وأسقفان وراهبات مسيحيّون وصحافيّون أجانب والأب باولو. كما تنامت على الجنبات ظاهرات تجمع بين الارتزاق الشلليّ الرثّ والراديكاليّة الدينيّة العُصابيّة، وهي راحت تنتقل تدريجاً من الهوامش إلى المتن. أمّا جسر الانتقال من طور إلى طور فكانت التشكيلات العسكريّة، وأبرزها "الجيش السوريّ الحرّ"، التي أنتجتها عسكرة دُفعت الثورة دفعاً إلى اعتمادها. فوحده الذي يستجيب دعوة المسيح بأن يحوّل الخدّ الأيسر لمن يضربه على الأيمن هو من لا يتعسكر في ظلّ قمع من عيار وحشيّ مارسته السلطة السوريّة ولا تزال. وكما بات معروفاً، لم تكتف الأخيرة بهذه المساهمة في تسميم أعدائها، فأضافت إليها اعتقال ناشطي التنسيقيّات وإطلاق سراح إرهابيّين تكفيريّين من سجونها، أي تعطيل رموز الطور الثوريّ الأوّل وتعظيم رموز الدور الحاليّ. وليس قليل الدلالة أنّ "الجيش الحرّ" نفسه راح يقضمه إسلاميّون مقاتلون بعضهم خرج من جسده ذاته، وبعضهم من خارجه أو من الخارج. وهذا، في عمومه، يرقى إلى محنة باتت تئنّ…