آراء
الأربعاء ٢٣ سبتمبر ٢٠١٥
في الحرب العالمية الثانية، أنشأت الولايات المتحدة الأميركية سرباً خاصاً من الطائرات، كانت مهمته إسقاط أكثر من سبعة ملايين نسخة من المنشورات كل أسبوع فوق أوروبا المحتلة، وقد مهدت هذه المنشورات الطريق لسقوط إيطاليا ومن ثم بقية الدول، لقد شكلت الدعاية الحربية في أهميتها أداة هجومية تساوي السلاح الحربي من ناحية الأثر، لكونها تنفذ إلى عقول البشر وتجعلهم يعيشون تحت رحمة حملات الترهيب والتضليل والتشويه للحقائق، والتلاعب المدروس بالمعنويات لذا شاعت تسميتها بـ«الحرب النفسية»، وفي الطرف الآخر من الحرب العالمية لمع نجم وزير الدعاية النازي، جوزيف غوبلز، الذي يعتبر المؤسس الحديث لما يعرف بقواعد الحرب النفسية، وهو صاحب المقولة الشهيرة: «اكذب حتى يصدقك الناس». الحالة تتكرر في كل حرب، غير أن الجديد في عصر التقنيات أن جيوش العدو لم تعد بحاجة إلى طائراتٍ تلقي المنشورات، فوسائل التواصل الاجتماعي تقوم بالدور نفسه من ناحية الوصول للمتلقي والتأثير فيه، وهذا ما نراه جلياً في المعركة التي يقودها التحالف العربي لتحرير اليمن وإعادة الأمل، حيث نشطت مجموعة من الحسابات في نشر الشائعات التي تهدف إلى التشكيك في النتائج التي يحققها التحالف على الأرض، من خلال الترويج للأكاذيب ومحاولة بث الذعر والتوتر والقلق في نفوس شعوب المنطقة، وللأسف لقيت بعض تلك الحسابات من يروج لها بحسن أو سوء نية، فكان منهم من نشر ما…
آراء
الأربعاء ٢٣ سبتمبر ٢٠١٥
سأكتبه قبل أن تهرب بقايا رائحة الأيام من الذاكرة. وإن لم أكن مخطئا فقد كان يوم عرفة. كنت يومها مراهقا يجمع مع إخوانه وأخواته بقايا الأثاث المنزلي المتواضع البسيط، نسابق الدقائق كي ننهي انتقالنا إلى منزلنا الجديد في جنوب القرية. وبالتقريب، انتهت المهمة قبل صلاة العصر. لا زلت أتذكر لسان أمي وهي تقول "باروح أوادع مشرية"، فمن هي هذه "المشرية"؟ هي حماتها أم اليتيمين وشارية القلوب وبنت الأسرة النبيلة التي بكت علينا بمرارة وبنهر من الدموع الحمراء، لن أنساه ما حييت، وكأننا سنغادرها إلى بروكلين أو ساوباولو، لا إلى نصف كيلومتر في بيتنا الشعبي الجديد في جنوب القرية. لا زلت أتذكر جملتها الحزينة المؤلمة في وداعنا وهي تقول: "من عاده بيسمر معي في الباسوط...." وبالفعل كانت عمتي "مشرية"، زوجة عمي الراحل آخر من سكنه فما هي حكاية... الباسوط. ذلك الباسوط هو ذروة هندسة المعمار التي تضع في اعتبارها معنى العائلة وقيمها وواسطة ترابطها. هو للتقريب: استغلال هندسي مدهش للهندسة الفراغية للمساحة في وسط بيوت أعمامي الخمسة، ومن الدور الثالث لكل بيت، هناك باب ندلف منه إلى هذا الباسوط المسقوف. في هذا الباسوط الذي يتوسط منازل أعمامي، وندلف إليه من أبوابه الخمسة، شاهدت كل عماتي يرمين بأطفالهن الرضع على "البركة" كي يرضعن بالطابور من صدر أول "خالية"، ولهذا وبفضل هذا الباسوط…
آراء
الثلاثاء ٢٢ سبتمبر ٢٠١٥
كلام جون كيري، وزير الخارجية الأميركي، بالأمس، عن السير في تفاهم عملي مع موسكو في الشأن السوري يشكل انعطافة لافتة. هذه الانعطافة لافتة ليس فقط بالنسبة لتعامل واشنطن مع الأزمة السورية منذ أكثر من أربع سنوات ونصف السنة، بل لجهة الموقف الأولي إزاء التحرك الروسي اللوجيستي في شمال غربي سوريا قبل أيام معدودات. لقد سمعنا، كما سمع الأميركيون أيضًا، عن «قلق» واشنطن تجاه عرض العضلات الروسي، الذي تجاوز «الجسر الجوي» المألوف خلال السنوات الماضية، إلى وجود عسكري فعلي، وتسلّم مرافق ومطارات، وكلام عن نشر قوات. ثم إن نفي وليد المعلم، وزير خارجية النظام السوري، الكلام المتواتر عن نشر روسيا قوات في محافظة اللاذقية ومناطق أخرى من البلاد، جاء في خاتمته ليؤكد ما أراد نفيه، عندما قال ما معناه إن دمشق مستعدة إذا قضت الحاجة لطلب الدعم الروسي المباشر. وكما لو كانت هناك حبكة مسرحية؛ ما إن صدر «النفي» المقصود به «التأكيد» حتى تكاملت عناصر الحبكة، بإعلان موسكو جاهزيتها للحضور ميدانيًا بمجرد تلقيها طلبًا بذلك من نظام الأسد، الذي يعتبره فلاديمير بوتين «السلطة الشرعية». في هذه الأثناء أخذ «القلق» الأميركي الأولي يتبدّد. وكالعادة، انتهى بقبول التفسير الروسي للوضع السوري. وهكذا، خلال ساعات وعبر مكالمات هاتفية بين وزيري الخارجية الأميركي والروسي وجدت واشنطن «إيجابيات في انضمام روسيا إلى الحرب ضد التطرف»، وقالت…
آراء
الثلاثاء ٢٢ سبتمبر ٢٠١٥
ماذا قدمت إيران منذ اندلاع الأحداث الأخيرة في اليمن - والتي تزعم أنها لا علاقة لها بها؟ وماذا وصل للشعب اليمني من طهران؟.. ربما نسي مساعد وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان، وهو يحث الإمارات بالأمس، على «إرسال الدواء والغذاء إلى اليمن بدل السلاح»، ويحثنا على «حسن الجوار»!، أن السفن التي يتم ضبطها تباعاً وهي محملة بأطنان من الأسلحة - وليس الأغذية والأدوية - هي سفن إيرانية وليست إماراتية أو عربية.. أما عن حُسن الجوار، فإننا نتساءل، هل ضبط شبكات تجسس إيرانية في اليمن، وفي غيرها من دول الجوار، له علاقة بحسن الجوار الذي يتكلم عنه ويطالب به عبداللهيان؟! لم ننس بعد السفينة الإيرانية التي أوقفتها السُلطات الصومالية في يناير الماضي، وتبين أنها محملة بأسلحة نوعية وعربات مصفحة ورشاشات وأسلحة ثقيلة، و«لنشات» بحرية وذخائر، كانت في طريقها إلى اليمن. وكيف ينسى العالم السفينة الإيرانية «جيهان» التي ضبطتها السُلطات اليمنية في يناير 2013، وهي محملة بالأسلحة عندما كانت في طريقها إلى ميناء ميدي الذي يسيطر عليه الحوثيون لتزويدهم بحمولة 48 طناً من الأسلحة والقذائف والمتفجرات شديدة الانفجار.. فهل يعتبر عبداللهيان هذه الأسلحة التي تؤدي إلى قتل آلاف اليمنيين «مساعدات إنسانية»؟!. مساعد وزير الخارجية الإيراني الذي ظهر وهو يحض الإمارات «على عدم توجيه اتهامات لا أساس لها لإيران، بدلاً من العمل على تعزيز…
آراء
الثلاثاء ٢٢ سبتمبر ٢٠١٥
الذي أعرفه أن الأضحية سنة يقوم بها من لديه قدرة مادية تمكنه من مقابلة هذه الأسعار الجنونية التي تبدأ، هذه السنة، من ألفين ولا تتوقف عند ثلاثة آلاف ريال. ولذلك لا داعي لهذا الحزن الذي أبدته، عبر إيميلي، إحدى النساء غير القادرات لأنها لا تستطيع توفير قيمة أضحية لوالدتها الغالية، رحمها الله، كما تعودت في السنوات الفائتة. وما دمتِ يا سيدتي ضحيتِ فيما سبق من سنوات فمن باب أولى أن ترضي من غنيمة الأضحية بما فات مع أمل أن يزول تضخم أسعار الأضاحي في السنوات المقبلة فتتمكني من العودة إلى سابق عادتك في كل عيد. ولعل هذه مناسبة لأؤكد على ما ألاحظه عند بعض الناس من تحويلهم لا شعوريا بعض السنن إلى فروض واجبة. وهذا في الحقيقة ضد يسر الدين وتوسيعه على الناس حيث ربطت كثير من العبادات بالاستطاعة.. وحتى الحج، وهو فرض على كل مسلم ومسلمة، إذا لم تستطع إليه سبيلا فإنه لا يعود فرضا. لذلك فإن ما يصيب الناس من (ارتفاع) أسعار الأضاحي لا مبرر له، إذ لن يصيبك ذنب إذا لم تضح حتى لو كنت مستطيعا فما بالك بغير المستطيع. وهنا تأتي مهمة الدعاة والوعاظ الذين لا بد أن يركزوا في هذه الأيام على توعية الناس بمعنى الأضحية وأحكامها لكي لا يرهقوا أنفسهم ويقتطعوا من أرزاق عيالهم…
آراء
الثلاثاء ٢٢ سبتمبر ٢٠١٥
تعيش المملكة هذه الأيام كعادتها من كل عام أياما روحانية تتعطر بأزكى رفادة وحسن وفادة وأكرم خدمة على مستوى العالم يمكن أن تقدم لضيوف وافدين.أجل، فنحن أهل هذه البلاد نخدم حجاج بيت الله العتيق ونحن نستشعر في دواخلنا الامتنان والغبطة لهؤلاء الحجاج ونشعر ـ يقينا ـ أنهم أصحابالفضل إذ وفدوا ولهم الحق علينا في الرفد.وهذا الشعور ينسحب على كل السعوديين في كل جغرافية المملكة، فحسن الاستقبال يمتد من الثغور البرية والبحرية والجوية التي يتقاطر معها الحجاج من شمال المملكة أو جنوبها أو شرقها مرورا بوسطها ومن غربها، وهم في كل مراحل عبورهم يتلقون العون والترحيب والغبطة.ويرقى الاهتمام من المواطن إلى القيادة والحكومة التي تستنفر جهودها وتسخرها خلال الأشهر الثلاثة التي تسبق مناسك الحج وتمتد إلى فترة عقب انقضاء الشعيرة، ويتأكد هذا الاهتمام من خلال المشاريع العملاقة في الحرمين الشريفين، والتي لم تتوقف خلال العهود والعقود الماضية بين إنشاء وتوسعة وتيسير وإضافة وتجديد في أسباب الراحة وسبل أداء المناسك، ليستمر التطوير وتستمر الأبحاث وصولا إلى استيعاب هذه الحشود المتزايدة، وتهيئة المكان في أبرك زمان، كي يتوفر الخشوع والسكينة عند أداء المناسك.لقد جاءت حادثة وقوع الرافعة وما نتج عنها من وفيات وإصابات لتكون امتحانا لقيادة هذه البلاد وأهلها، ولتؤكد مثل كل مرة وقبل كل عام ومثل كل حادثة عابرة عارضة أو متعمدة، أن…
آراء
الثلاثاء ٢٢ سبتمبر ٢٠١٥
مستمتع أنا بالدعايات الانتخابية التي أستمع إليها في قنواتنا الإذاعية والتلفزيونية، وأقرؤها في صحفنا المحلية، منذ أن بدأت الحملات الدعائية لمرشحي المجلس الوطني الاتحادي في دورته المقبلة، وبتلك التي يقوم المرشحون بنشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويتم تداولها على نطاق واسع، رغم طرافة بعض هذه الدعايات التي عرّضت أصحابها للهجوم.. وجعلت البعض يطلب من اللجنة الوطنية للانتخابات التدخل، فهذه الحملات هي ملح أي عملية انتخابية، وهي التي تعطيها بعداً تنافسياً، والمبالغة فيها مشروعة، تحدث في كل الانتخابات التشريعية والرئاسية في أكثر دول العالم ديمقراطية وأعرقها ممارسة برلمانية، ونظرة سريعة إلى وعود الرؤساء خلال حملاتهم الانتخابية، تجعلنا نرى كيف يضعون الشمس في يد ناخبيهم.. والقمر في اليد الأخرى، ثم يخرجون بعد انتهاء فتراتهم الرئاسية دون أن يضعوا شمعة واحدة في يد من انتخبهم وأوصلهم إلى الكرسي، والأمثلة على ذلك كثيرة يضيق المجال عن حصرها. دون الدخول في تفاصيل الدعايات الانتخابية، والجدل الذي يدور حولها، نعود إلى ضوابط الحملات الانتخابية التي وضعتها اللجنة الوطنية للانتخابات لنجدها ضوابط واضحة، تتيح للمرشح حق التعبير عن نفسه، والقيام بأي نشاط يستهدف إقناع الناخبين باختياره، والدعاية لبرنامجه الانتخابي بحرية تامة، شريطة الالتزام بقواعد منها المحافظة على قيم ومبادئ المجتمع، والتقيد بالنظم واللوائح، واحترام النظام العام.. وعدم تضمين الحملة الانتخابية أفكاراً تدعو إلى استغلال أو إثارة التعصب…
آراء
الثلاثاء ١٥ سبتمبر ٢٠١٥
الأعوام في الإمارات ليست كمثلها في أي بلاد أخرى. الزمن هنا على عَجَلة من أمره، لكي لا يفوته المستقبل. عشر سنوات مرت على تجربة «الإمارات اليوم» في هذا البلد الشجاع، وفي هذه الإمارة الطموحة. وحين تعيش في دبي، فإنَّ الأيام تجري على إيقاع سريع، تحتاج كثيراً من همَّةِ الخيول، ووافراً من اندفاع الريح لتواكبها. وحين تعمل في دبي، فلا وقت لتلتقط أنفاسك. إنك تعدو مع مدينة شابة مفعمة بالحيوية والقوة والإصرار على الفوز. تعدو الصحافة في سباق وطني عام. قادة الإمارات يتقدَّمون الصفوف. الجنود والشباب والنساء والفتيان يُسرعون جميعاً، لتظل أرضنا تليق بأحلامنا، ويظلُّ وطننا عزيزاً، وعَلَمنا زاهياً من «بيض صنائعنا». عشر سنوات منذ صدور «الإمارات اليوم».. لا نعرف كيف مرَّت. لا نستطيع أن نحصي كم إنجازاً، وكم ابتكاراً، وكم طالباً تخرج في جامعة، وكم تفوّقاً، حققته بنات وأبناء بلادن ما نعرفهُ بثقة كاملة أنَّ الإمارات لا تكتفي بالنجاح، وحينَ تكون إماراتياً فأولُ ما تحفظه بعد النشيد الوطنيِّ أنْ تكونَ جديراً باسم بلادك، وأوّلُ ما تفتح عينيك عليه، بعد ارتفاع سارية العَلَم، هو المستقبل، وهذا مكانٌ لا يستقبلك لمجرَّد أنَّ لك ماضياً عريقاً مثل ماضينا. يسألك المستقبل عن خطوة جديدة، عنْ إضافة مُبدعة في الكتاب. عنْ بصمة مختلفة، بهويّتك وبتراثك.. بالعلم، وبالإبداع، وبالغُترة والعقال أيضاً. نحن قلنا للمستقبل إننا على…
آراء
الثلاثاء ١٥ سبتمبر ٢٠١٥
التوقيت والنتائج في زيارة الملك سلمان الأولى لأميركا وضعت عنونا مختلفا لمرحلة جديدة من العلاقات السعودية الأميركية. فالملك سلمان اعتذر عن عدم حضور اجتماع كامب ديفيد الذي دُعي إليه زعماء دول الخليج لقمة مع الرئيس الأميركي في منتصف مايو 2015م، وكان ذلك متوقعا ومبررا، فتصريحات الرئيس الأميركي في لقائه مع توماس فريدمان مسّت شؤون دول الخليج الداخلية على حساب التهديد الإيراني للمنطقة ما أعطى انطباعا غير مريح، وزاد الطين بلة غموض الاتفاق الذي لم يطمئن حينذاك دول مجلس التعاون. الملك سلمان نأى بنفسه وتاريخه أن تكون زيارته الأولى للولايات المتحدة الأميركية إلى كامب ديفيد لما للمكان من ايحاءات سلبية تخدش صفحة الملك ناصعة البياض. جاء توقيت الزيارة في وقت حرج للرئيس باراك أوباما حيث كان في أشد الحاجة لدعم سعودي واضح فيما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران. الكونغرس بمجلسيه كان منقسما وأي دعم علني من الملك سلمان لهذا الملف سيسهم في حسم الجدل الأميركي الداخلي. ولسنا نحن الذين نقول ذلك فقط بل إن الأميركيين أنفسهم سواء في الكونغرس أو الإعلام يعتبرون أن الدعم السعودي للاتفاق سيجنب البيت الأبيض احراجات شديدة الخطورة. وإذا كانت دول 5+1 لم تقنع المشرعين الأميركيين بقبول الاتفاق وتمريره، فكيف يملك السعوديون هذا التأثير الواضح للعيان على التراب الأميركي؟ أعتقد أن صدق المملكة في علاقاتها مع أميركا…
آراء
الثلاثاء ١٥ سبتمبر ٢٠١٥
سيظل التاريخ يحتفظ في ذاكرته، صباح يوم الحادي عشر من سبتمبر/أيلول عام 2001م، باعتباره يوماً ليس كسائر الأيام. ففي ذلك اليوم جرحت القوة الكبرى في العالم، في عنصري قوتها: الاقتصاد والمؤسسة العسكرية. فقد استهدف الهجوم الانتحاري الذي نفذه تنظيم القاعدة، بطائرات مدنية برجي مركزالتجارة الدولي في نيويورك رغم العظمة الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية، كما استهدف جزءاً من مبنى البنتاغون، في العاصمة الأمريكية واشنطن، رمز القوة العسكرية. كان واضحاً، منذ البداية، أن الحدث قد طوى صفحة من التاريخ، لتبدأ أخرى، وأن عالم ما بعد هذا الحدث، لن يكون شبيهاً بما قبله. كانت أولى إسقاطات هذا الحدث، بالنسبة للداخل الأمريكي، هي عودة المكارثية، بوجهها القبيح، حيث تعرضت الحقوق الفردية للمحاصرة، في بلد يعتبر أن من أهم مميزات نظامه احترام حقوق الفرد. واقتبس الرئيس الأمريكي جورج بوش، من غرمائه في تنظيم القاعدة، تقسيم العالم إلى فسطاطين، فسطاط الخير وفسطاط الشر. وأن «من لم يكن معنا فهو ضدنا». أعلن عن قائمة فسطاط الشر، وسميت دول بعينها، كبلدان مستهدفة، لمحاربة الإرهاب، التي أعلن عن أنها ستكون حرباً عالمية، لا تبقي ولا تذر، وأنها ستشمل جميع «أشرار العالم». ورغم أن قائمة الدول المستهدفة كانت طويلة، فإن محور الشر، وفقاً لتصريحات الرئيس الأمريكي، شمل العراق وكوريا وإيران. وعلى الصعيد العملي، فإن أياً من الدول المذكورة، لم يجرِ استهدافه،…
آراء
الثلاثاء ١٥ سبتمبر ٢٠١٥
تتبوأ دولة الإمارات مكانة التميز والارتقاء في مختلف المجالات، إذ إنها حضارات عريقة منذ الأزل، وذلك لاحتوائها لأهم العناصر المكوّنة للرقي، من شعبٍ وفيّ وإقليمٍ غنيّ وحكومةٍ رشيدة. بالإضافة إلى الثقافات المتنوعة والحضارات المشتركة، وعليه فإن هذا الشعب يتمتع بالكثير من المقوّمات الأخلاقية المغروسة في نفوسهم، والمُستقاة من خبرات جدودهم وآبائهم، فهم يتحلّون بالكرم والجود والعزة والشهامة والمروءة غير المعهودة، يحبّون وطنهم الّذي لا يبخلون عليه في بذل أرواحهم فداءً له، ويقدّرون قيادتهم وحكامهم وما يقدمونه لهم ليعتلوا مكانة مرموقة بين جميع الدول، ليصبح شيوخنا مضربَ الأمثال وقدوةً يُحتذى بهم لجيلٍ وأجيال صاعدة. وما أحلى وما أرقى أن نرى من خلال اللقطات التي يتداولها الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي قادها وأدار فنّها سمو الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية، لقطة عندما وقف وهو منتظر شقيقه الأكبر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ليُنهي ركعات النّوافل بعد صلاته، حاملاً له نَعله منحنياً ليضعه أمامه بكل تواضع جمّ وأدب مرموق، فأي بروتوكول دبلوماسي يحكم على رجل دبلوماسي أن يقوم بمثل هذا التصرف، إلا أن ذاك الخلق الرّفيع الذي تربى وترعرع ونشأ عليه، ليصنع هذا الدبلوماسي بروتوكولاً استثنائياً خاصاً برجل استثنائي، يُدرج تحت عنوان التواضع والأخلاق وعظمة التربية، فهذه السلوكيات كأنها بذور…
آراء
الثلاثاء ١٥ سبتمبر ٢٠١٥
لم يكن الحوثي شيئًا مذكورًا لولا تحالفه مع نظام صالح بما يملكه من شبكة واسعة ممتدة على كل جغرافية اليمن ما قبل عاصفة الحزم بفضل اشتغاله على التناقضات عبر عقود من العمل الحزبي الفردي بواجهة سياسية كون من خلالها واحدة من أعقد التحالفات بين القبائل ورؤوس الأموال والأنصار تحت مظلة «المؤتمر»، هذه حقيقة لا يمكن القفز عليها في مرحلة ما بعد صالح والحوثي التي بدأت تباشيرها الآن حيث يتبقى إقليم آزال وصنعاء التي يعتقد صالح أنها ملاذه الأخير، حيث بدأ بحشد كل قوته للبقاء هنالك، بل وبث الرعب بين الأهالي عبر سياسة الاعتقال والتجنيد القسري والترهيب، لكن ذلك أيضًا ما كان له أن يفلح لولا التحالف مع المؤسسات التي بناها الحوثيون على مدى السنوات الماضية وتحديدًا منذ تأسيس فكرة «أنصار الله» على طريقة حزب الله اللبناني، حيث قام الحوثيون باستغلال هذا البلد الفقير والمهمل لعقود لتدشين مؤسسات خيرية وتعليمية على طريقة «حزب الله» في الجنوب اللبناني، وساهم تراجع وإخفاق الدولة إلى تحول مناطق الشمال وتحديدًا صعدة وصنعاء إلى ما يشبه فكرة المجتمع المنفصل أو الدولة داخل الدولة. التركيز الغربي على «القاعدة في اليمن» وفي غيرها يعطي مجالاً لنمو الميليشيات الشيعية المتطرفة والمسلحة، وهذه حقيقة يجب رصدها حيث استهداف أي تنظيم لا يعني دخول البديل المدني أو السياسي، بل ترك الساحة…