آراء
الجمعة ١٢ ديسمبر ٢٠١٤
ترددت كثيرا قبل كتابة هذا المقال. عددت على الـ10 رغم أنه كان يعتمل في نفسي منذ زمن طويل. والشيء الذي شجعني عليه وحسم أمري هو وقوعي عن طريق الصدفة المحضة على مقال للأستاذ جهاد فاضل في مجلة «العربي» الكويتية. وهي مجلة عزيزة على قلبي منذ فترة الطفولة الأولى، أو لنقل الشباب الأول. ولا يفوتني عدد منها عندما أكون في المغرب. المقال الذي أثلج صدري يحمل العنوان التالي: «نزار قباني والأخطاء اللغوية». وفيه يقول الكاتب اللبناني المعروف بأن الشاعر العربي الكبير اتصل به في ساعة متأخرة من الليل لكي يشكو من يد امتدت إلى مقاله وغيرت فيه كثيرا. ومن الذي فعل ذلك؟ إنه المصحح اللغوي في المجلة. لقد سمح لنفسه بأن يصحح «الأخطاء اللغوية» لنزار قباني! أتخيل شاعرنا الكبير وقد جنّ جنونه بعد أن تحول مقاله إلى مجزرة أو مذبحة لحظة صدوره في المجلة التي كان يكتب فيها بشكل أسبوعي. أتخيل ألمه وهيجانه الشديد وحتما تقززه من هذا المصحح اللغوي الصغير. هذا «العدوان اللغوي» على نزار قباني لا يقل خطورة عن العدوان الجسدي إن لم يزد. فنزار قباني هو لغته، هو أسلوبه، هو اختراعه للغة العربية حتى لكأنها تولد على يديه من جديد. كان الناقد الفرنسي الشهير رولان بارت يفرق بين نوعين من الكتّاب: كاتب يستخدم اللغة كمجرد أداة حيادية لتوصيل…
آراء
الجمعة ١٢ ديسمبر ٢٠١٤
الجريمة الإرهابية الفردية في الريم ليست الأولى في مجتمع الإمارات والتي دخلت في سجال الإشاعات ومحيطها، فقد سبقتها حادثة «المبحوح» وغيرها من الحوادث العادية التي تقع في أي مجتمع إنساني غير معصوم من ارتكاب بعض أفراده أي جريمة صغيرة كانت أم كبيرة. ولأن الإمارات في الأصل دولة محبوبة لدى كافة سكان الأرض والداخل إليها لبرهة يدرك حقيقة أنه لو يشاء لبقي فيها إلى الأبد، لأنه وجد فيها ما يفتقده حتى في موطنه الأصلي، فإن هذا الأمر له وجهان، واحد إيجابي يتعلق بوصول الدولة إلى مراتب عليا في الشأن العالمي، أي أنها بعد 43 عاماً من عمرها المديد لم تعد تلك البقعة التي كان البعض يمر عليها مرور الكرام، فهي اليوم تعيش في قلب الأحداث العالمية ساعة بساعة، ولحظة بلحظة، فهي في عين المحلية وقلب العالمية، وهذا ما جعل أكثر من 200 جنسية تعيش فيها كأنها بلدهم الأول إن لم يكن أكثر، ولك أن تسأل عن ذلك الشعور الدافئ من تشاء. لا يظن أحد أننا خرجنا من موضوعنا فلا زلنا في العمق منه، لأن الجانب الآخر يخص مساحة الانفتاح التي يتمتع بها مجتمع الإمارات في التعامل مع الآخر أياً كان وضعه أو شأنه أو جنسه أو دينه أو عرقه أو لونه. فهنا نجد للإشاعة أيضاً مساحة أكبر من الانتشار السلبي وخاصة…
آراء
الخميس ١١ ديسمبر ٢٠١٤
أسماء اشتهرت بتفرغها للحديث عن المعجزات العلمية للقرآن وسأطلق عليهم مصطلح الإعجازيين. أنشأوا اللجان المختصة، وصمموا المواقع الإلكترونية ونشروا فيديوهاتهم على الشبكة، وأدرجوها في المناهج. وبرغم أنني لا أحبذ سرد الأسماء إلا أن إيراد بعضها هنا ضرورة ليعلم القارئ أننا لانتحدث عن نكرات بل عن رواد الإعجاز وعرابيه. د. زغلول النجار ود. عبدالمجيد الزنداني ود. هارون يحيى وغيرهم ممن تبنى هذا الاتجاه. وازدادت موجة الإعجاز العلمي مؤخرا ليخرج علينا من ينتج "فيلما كرتونيا أنميشن" وينسبه لناسا مدعيا أن الأرض لاتدور حول الشمس. وآخر يتحدث عن أن ناسا اكتشفت حقيقة إحدى العلامات الكبرى للساعة وأن الشمس تتجه للشروق من مغربها. وقبل أن أفصل في تفنيد واحدة من ركائز الاستدلال لديهم، فإنني أنزه القرآن عما يسوقه البشر وينساقون إليه من تفسيرات خاطئة يعتقدون أنها تقود للإيمان. كما أنني أؤمن أن في القرآن آيات عظيمة قد تخفى علينا وقد تظهر لنا أو لغيرنا وقد ندركها الآن أو مستقبلا، ولهذا فطرحي هنا ليس لنفي الإعجاز العلمي عن القرآن ولكنه للحد من تحذلق أصحاب هذا الاتجاه والمبالغة والوقوع في الأخطاء من جراء هذا الاندفاع. ولكي يكون لحديثي أثر اخترت إحدى صور الإعجاز التي اتفقوا عليها وروجوا لها منذ زمن بعيد لأبين للناس أن ما يتحدثون عنه ليس إلا آراء بشرية أخطأت هذه المرة ومرات أخرى…
آراء
الخميس ١١ ديسمبر ٢٠١٤
تأثرت روث هاندلر وهي تشاهد ابنتها تبكي كلما تمزقت دميتها الورقية. صنعت لابنتها باربرا دمية على شكل طفلة من بلاستيك حتى لا تنزف ابنتها أكثر، لكن لم تعجبها. قررت الصغيرة أن تحول الدمية الطفلة إلى شابة. وضعت على وجهها مساحيق ولونت شعرها. لم ترق الدمية للأم. تشعر بالرعب كلما شاهدتها. أخفتها غير مرة عن ابنتها. بيد أن البنت كادت أن تموت من البكاء عندما تبحث عنها ولا تجدها. بحثت هاندلر عن حلول بديلة في الأسواق فلم تجد. عرضت على زوجها إليوت – شريك في شركة ماتيل للألعاب - فكرة تصميم دمية على شكل عروسة مراهقة يقدمها لابنتها وآلاف البنات الصغار المهووسات بالمراهقات، لكن زوجها رفض متذرعا بأنهم لا يصنعون دمى ولو صنعوا لن تكون على شكل فتاة مراهقة بل طفلة. ألحت زوجته عليه أن يعرض الفكرة على شريكه لكنه أصر على رأيه. اشتد الخلاف بينهما وطلب منها أن تعود إلى سابق عهدها لا تتدخل في عمله ولا يتدخل في عملها. استجابت هاندلر وقطعت عهدا أمامه ألا تفتح معه هذا الموضوع مرة أخرى. وامتنانا من زوجها على توقفها عن النقاش في موضوع صنع الدمية المراهقة قرر أن يأخذها مع الأطفال في رحلة من أمريكا إلى أوروبا. وأثناء تجول العائلة في إحدى أسواق ألمانيا انجذبت باربرا إلى دمية عروسة تدعى "بيلدليلي"، وهي…
آراء
الخميس ١١ ديسمبر ٢٠١٤
لفتت نظري نصيحة قيادي جهادي للمستجدين الجدد في الجهاد بأن لا يبحثوا عن ذواتهم أو عن الحقيقة، وإن فعلوا سيقودهم ذلك إلى الليبرالية، ولعل تاريخ الصحوة ورموزها يحكي تلك القصة، فالصحويون الذين بحثوا عن النجومية في الدعوة والإعلام انتهى بهم الأمر ليصبحوا أقل تشدداً وأكثر تسامحاً، والساحة الإعلامية تزخر بنجوم دعاة فاقت شهرتهم نجوم الرياضة والفن، وقد يكون تحقيق الإنجاز والعمل من أجل الحفاظ عليه هو العامل الأهم في عملية التغيير. لذلك كانت المقدمة الحضارية في المجتمعات المتقدمة تتلخص في عبارة «دعه يعمل.. دعه يمر»، وكانت الأجواء الاقتصادية والاجتماعية تهيئ الشباب للعمل بقيود أقل، وبحقوق أكثر، وذلك من أجل تحقيق الإنجاز ثم المحافظة عليه، ويتطلب ذلك مزيداً من الحريات الاقتصادية، ومزيداً من الحقوق للانطلاق في سماء الإبداع، وقد استغل بعض الدعاة المنجزات الغربية في التواصل والنشر الحر في مهمة الوصول إلى النجومية. لذلك يظهر خلاف كبير بين الاتجاهات الدعوية والجهادية، والتي تنهى عن التعامل مع نجوم الصحوة، لسبب أنهم سياسيون، ويتعاملون مع الناس من خلال الكلمة والحوار، ويرفض بعضهم خيارات العنف والإقصاء للتغيير، ويتمتعون بقبول مشروط للآخر، وقد كان لبعض النجوم الدعاة حضور لامع في الإعلام الليبرالي. بينما يقوم المجتمع الجهادي المعاصر على مبادئ الطاعة المطلقة والانقياد والثقة، ويبني في عقل المجاهد المستجد أنه لا يملك قراره، فحياته يجب أن…
آراء
الخميس ١١ ديسمبر ٢٠١٤
وضعت الحكومة الإيرانية ميزانيتها للسنة الشمسية الجديدة، التي تبدأ من مارس (آذار) 2015 إلى مارس 2016، والتي تبلغ 8400 تريليون ريال إيراني أي ما يعادل 300 مليار دولار، وفقا للسعر الرسمي لصرف الدولار مقابل الريال، الذي حددته الحكومة بـ28 ألف ريال مقابل الدولار الواحد. وقد اعتمد الرئيس روحاني في الميزانية التي قدمها لمجلس الشورى (البرلمان) سعر 72 دولارا لبرميل النفط، الذي تشكل عائداته الجزء الأساسي والأكبر للخزينة الإيرانية، كما لحظت الميزانية زيادة في الإنفاق العسكري بنسبة 33 في المائة، أي ما يعادل 10.5 مليار دولار من حجم الميزانية العامة. في المقابل، لم تلحظ الحكومة أن تحديد سقف 72 دولارا لبرميل النفط في الميزانية، لا يتناسب مع المؤشرات الاقتصادية العالمية، التي تتوقع أن يلامس سعر البرميل في الأسواق العالمية في القريب العاجل 60 دولارا، فيما رجحت مؤسسات اقتصادية عالمية أخرى، أن ينخفض سعر برميل النفط إلى مستويات كارثية خلال العام المقبل، وقد يصل إلى 50 دولارا للبرميل، ومن جهة أخرى، فإن سعر الصرف الرسمي للعملة الإيرانية، الذي حددته الحكومة بـ28 ألف ريال، لا يتناسب مع سعر الصرف في السوق السوداء، الذي تتداوله في حدود 35 ألف ريال للدولار الواحد. كذلك تستمر العقوبات الدولية على الاقتصاد الإيراني في تضييق الخناق على النظام الإيراني وتستنزفه داخليا، ويستمر النظام الإيراني في الإنفاق الهائل على…
آراء
الخميس ١١ ديسمبر ٢٠١٤
غاية التناقض أن تكون سعوديا، أو كويتيا، أو مصريا، وتخشى على أبنائك الذين يدرسون، أو يعملون في الولايات المتحدة، أو أوروبا، أن يتحولوا إلى متطرفين راغبين في الالتحاق بتنظيمات مثل «القاعدة» و«داعش»! هذه المفارقة العجيبة ليست ببعيدة عن الحقيقة لمن يتتبع شأن المبتعثين في الخارج، ومن هاجر للعيش في الغرب. وقد يكون الخوف على الطالب السعودي أن يكون متطرفا في جامعة في شيكاغو، أو برمنغهام، ربما أكثر منه على الطالب في جامعة أم القرى في مكة المكرمة، أو جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، أو جامعة الأزهر الدينية في القاهرة. طبعا هذه فرضية، ولا يعني أننا أمام ظاهرة بعد، إنما يوجد قلق سياسي واجتماعي عام. وقد عكسه حديث الملحق الثقافي السعودي في الولايات المتحدة الدكتور محمد العيسى، الذي حث المبتعثين على الابتعاد عن حلقات التطرف، والجماعات المشبوهة. القلق هو على الذين ينتقلون إلى مجتمع آخر مختلف، يكون فيه الفرد مسؤولا عن نفسه وتكوينه مسؤولية كاملة، في مجتمع يمنح المرء مساحة كبيرة من الحريات، لكن في الوقت نفسه يتسلح الناس هناك، رغم الحرية والتعددية والفردية، بثقافتهم التي تقيهم من المزالق الخطرة، مثل الانخراط في جماعات العنف. الشباب المبكر مرحلة عمر التجريب، وبناء الذات، وليس غريبا أن يسافر المبتعث إلى الولايات المتحدة بشعر طويل ويعود منها بلحية كثة، حيث يمر…
آراء
الأربعاء ١٠ ديسمبر ٢٠١٤
كان المساء ساحراً بكل ما للكلمة من معنى، فكيف لا يكون والقمر يختال جسوراً في طريقه، ليتوسط سماءه المخملية، يملأها نوراً وسحراً وسكونا، باعثاً هالاتٍ من جماله لتُضيء الأرض برومانسية تضفي عليها شيئاً من الجاذبية وكثيرا من الجنون، يتهادى متغنجا ويتسلل في لحظات وراء الغيوم، في ثوانٍ يبددها على استحياء ليعود يناجيك بدراً، في دلالٍ يعصف بفكرك حُسنه والفتون. لا تملك في اتساعه في عينك سوى أن تردد سبحان من قال له كن فيكون. يا إلهي كم أسرني ذلك البهاء والنور، وأنساني أزمة السائق الذي تأخر في الوصول، شغلني القمر مكتملا، ليغمرني بضوئه في سكون، تمنيت في تلك اللحظة أن يلقي إلي بحبلٍ ليسحبني على حافته أقرأ من دواوينه، وأضيف وصفي والشعور، تملكتني رغبة عارمة لرسم الحياة في نفسي، وأشياء التمعت بها ومنها العيون، اجتاحتني كمية من المشاعر والأفكار، تكفي لملء مسافات طويلة من السطور، وقفت أمام بوابة المجمع مترددة بين فكرة الخروج لمواجهته والدخول، وكان القمر مُكتملا يُذكرني بسرٍ قديم، أوحي إلي بكثيرٍ من الجنون. ظللت واقفة أنقشُ أفكاراً تناثرت من محبرةٍ ضائعة، وجدتها تلك الليلة في شجنٍ بين وجدي والضلوع، تساءلت في نفسي جازمة، لا يُمكن أن يُترك هذا الجمال يُهدر في غفلة الناس دون أن يصول بفتنتِه ويجول، ولابد أن يُلقي بشيٍء من سحره في نفوس المحبين.…
آراء
الأربعاء ١٠ ديسمبر ٢٠١٤
ما يستفاد من مقتل المعلمة الأميركية التي طعنت في مرحاض تابع للمجمع التجاري "بويتك مول" في جزيرة الريم بإمارة أبوظبي قبيل أيام، وبأداة حادة عثرت عليها الشرطة في مكان الجريمة، هو أهمية توافر كاميرات في أغلب مناطق المملكة، إذ إنه تم القبض على القاتلة بسرعة كبيرة، من خلال ما جرى تسجيله عبر الكاميرات التي تم وضعها في المجمع التجاري، وتبين بعد ذلك أن القاتلة لم تكن سوى سيدة منقبة إماراتية من أصول يمنية، وأن لها سابقة حيث حاولت المتهمة زرع قنبلة بدائية الصنع أمام منزل طبيب أميركي مقيم، لكن بفضل الله ثم بحنكة الشرطة الإماراتية، تم تفكيك القنبلة بعد أن اكتشفها أحد أبناء الطبيب. إذاً من الضرورة أن تكون لدينا شبكة رقمية هائلة من الكاميرات، تتوزع بشكل متقن في أهم مناطق المملكة، فوجود مثل هذه الكاميرات يمكن لهُ أن يحل أموراً شتى، كالتقليل من نسبة السرقات التي تحدث في الأسواق المفتوحة، أو حتى التحرشات التي تصادفها السيدات أثناء تسوقهن في المجمعات التجارية، وعلى الأخص أن المملكة تتصدر قائمة أكثر الدول التي تتم فيها سرقة السيارات، وللأسف الكثيرون حتى الآن لم يجدوا سياراتهم، لذا فوجود مثل هذه الكاميرات سيعمد على حل هذه المشكلة، من خلال سرعة الكشف عن الجناة، وأظن جازمة أن السرقات والتحرشات والمشاجرات بين الشباب ستقل نسبتها، بسبب شعور…
آراء
الأربعاء ١٠ ديسمبر ٢٠١٤
إذا دخلت غرفة النوم تبحث عن شيء، وفي منتصف الغرفة نسيت الشيء الذي جئت تبحث عنه، فتأكد أنك مصاب بعسر التفكير، أصابتني هذه الحالة الثلاثاء الماضي، لم أرسل مقالتي الأسبوعية إلى «الإمارات اليوم»، أعتقد أن عسر الكتابة لا يزيله إلا إنسان ملهم كصديقي «زوربا»، ذهبتُ أبحث عنه في سوق السمك، حيث اختلطت رائحة الأسماك برائحة عرق الباعة مع رائحة الأرضيات المغسولة بماء البحر، وجدته يقف في زاوية متلثماً، بالكاد تعرفت إليه من حاجبيه الكثيفين، وعلبة السجائر التي تطل من جيبه الأمامي. سألته: لِمَ هذا التخفي يا «زوربا»؟ أجاب: هي محاولة مني لأغلق فمي، فالساكت عن الحق شيطان، والناطق به شيطان أيضاً! شكوت له عسر التفكير، عقلي توقف عن اصطياد الأفكار. فكَّ «زوربا» لثامه: ستجد الأفكار من حولك في السوق، سنختار إحداها ونناقشها، بشرط ألا يكون نقاشنا سفسطائياً، فكم أكره الجدل الذي صار صنعة الجميع! كم أمقت التلاعب بالألفاظ بقصد الإقناع! أخبرته أنني أرثي لحال العاملين في بيع الأسماك، ملابسهم الرثة تنم عن بؤسهم. قاطعني «زوربا»: هؤلاء هم التجار الحقيقيون، لا تغتر بالمظاهر، ستصادف خارج السوق أصحاب السيارات الفارهة والساعات الثمينة، أولئك هم من يستحق الشفقة، عبدة المظاهر، هم لا شيء، مجرد قوالب مزيفة تبحث عن الاحترام بلباسها، تدّعي الغنى، في داخلها خواء، نصيحتي لا تكتب عن المظاهر الخادعة، نصيحتي لا…
آراء
الأربعاء ١٠ ديسمبر ٢٠١٤
تحول يوم الجمعة الماضي إلى يوم جيد بالنسبة لكل من «مين ستريت» و«وول ستريت». فقد ساهم تقرير الوظائف الشهري الأميركي الذي كان قويا على نحو لافت، بدلا من حدوث عمليات بيع كبيرة في الأسهم، في ارتفاعات قياسية لأسواق الأسهم مع نهاية ذلك اليوم. وإذا استمر هذا التوافق الجديد، فإنه قد يؤدي إلى نتائج متعددة. فلم يظهر في البداية، أنها ستتحول بهذه الطريقة. وعندما ظهرت أرقام الوظائف، انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بشكل يعكس رد الفعل غير المتوقع لبيع الأسهم، تحسبا لحدوث تحولات في سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي. ولكن الأسواق استعادت وضعها فعوضت الخسائر وحققت مكاسب أيضا. يعتبر هذا التفاعل الإيجابي من السوق غير عادي بالنظر إلى التوجهات التي كانت موجودة أخيرا. فلقد ظل ولفترة طويلة ينظر إلى الأخبار الجيدة من «مين ستريت»، رغم أنها تعزز الانتعاش الاقتصادي المأمول، على أنها أخبار سيئة بالنسبة لـ«وول ستريت». وذلك لأن الأسواق تقوم عادة بتفسير البيانات الجيدة على أنها تزيد من سرعة خروج بنك الاحتياطي الفيدرالي من سياساته الخاصة بالتحفيز النقدي غير المسبوق، ومن ثم، سحب البساط من تحت الأصول المالية التي تعتمد بشكل كبير على هذا الدعم، بما في ذلك معدلات الفائدة المنخفضة للغاية. وعلى النقيض من ذلك، يتعامل المستثمرون مع الأخبار السيئة بشأن الاقتصاد على أنها أخبار جيدة، وذلك لأنها تساعد على…
آراء
الأربعاء ١٠ ديسمبر ٢٠١٤
قرأ متابعو تطورات العلاقات الأميركية- الإيرانية امتداح وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، للضربات العسكرية الإيرانية على «داعش»، بأنه تعبير عن تطور مهم في السياسة الخارجية بين البلدين، وأنه سيكون لذلك تأثير في خرائط العالم العربي، حيث تتمدد إيران في سوريا والعراق واليمن ولبنان والبحرين. إن ما يقلقنا هو أن تكون تلك التأثيرات سلبية على دول المنطقة، لأن تعنت إيران لا يقتصر على الملف النووي فحسب، بل هو تعنّتٌ يهدف بالأساس إلى البحث عن دور فاعل في الإقليم. من الصعب أن ينعكس أي تطور في العلاقات الأميركية- الإيرانية إيجابياً على التوازنات في المنطقة، خاصة عندما تستعيد مصر «عافيتها السياسية»، كما يحدث الآن، حيث يراهن العرب على دورها في الحد من التمدد الإيراني. وبالتالي، فإن القمة الخليجية التي تختتم أعمالها اليوم، ستتطرق إلى تطورات السياسة الأميركية حتى لو أعطت «زخماً سياسياً» لدبلوماسية المفاوضات النووية، أو «أيدت» الدور العماني فيها، فإن ذلك لا يخفي حالة القلق لديها. لأن تجارب دول الخليج والمجتمع الدولي السابقة مع إيران -حتى في عهد الإصلاحيين- لم تكن تعطي أملاً أو تبشر بالخير، بقدر ما هي مرحلة لالتقاط الأنفاس للعودة إلى سياستها القديمة. هناك «ليونة» دولية في التعامل مع إيران، ربما كان الهدف منها إيجاد استراتيجية جديدة في المنطقة، وهذا واضح من مساعي الطرفين، لأن هناك اعتقاداً أميركياً بأن…