آراء
السبت ٢٩ أغسطس ٢٠١٥
لم تمنع 19 عامًا قضاها مهندس تفجيرات الخبر أحمد المغسل، متخفيًا ومتنكرًا ومتنقلاً بهويات مزورة، من وقوعه في يد العدالة أخيرًا. اصطاده صقور الأمن السعودي بعملية استخبارية معقدة، حتى لو ظن واهمًا أن السنين نالت من عزيمتهم وأضعفت قواهم. ليست مفاجأة أن المغسل كان يقيم بإيران، كما أنه لم يكن مفاجئا أنه يتنقل بهويات إيرانية مزورة، المفاجأة الحقيقية لو أن السيناريو كان فعلاً مختلفًا، ولم يكن لطهران يد في هذا التفجير الإرهابي، وإيواء منفذيه طوال عقدين مضيا. الآن وبعد الضجة التي أعقبت الكشف عن والقبض على المغسل، يبقى ثلاثة من المطلوبين المتهمين في العملية، من أصل 14 مطلوبًا، الذين سيكون الدور القادم عليهم الآن.. أين يقيمون؟ وما هي الجهة التي تدير تحركاتهم وتخفي هوياتهم وتستبدلها بهويات مزورة؟ وبعيدًا عن التنجيم والتحليلات والتكهنات، وكما كان المغسل يقيم في إيران، الدولة المتهمة بالوقوف خلف هذا العمل الإرهابي، فإن الطبيعي أن يكون المطلوبون الثلاثة مقيمين أيضًا فيها، وإن لم يكونوا كذلك، فإن الأوامر بالتأكيد صدرت لهم من اليوم الذي قبض فيه على المغسل بالعودة فورًا، فلا توجد دولة في العالم قادرة على تحدي الولايات المتحدة والعالم وإيواء مطلوبين للعدالة أو إرهابيين سوى دولة واحدة فقط، كما فعلتها سابقًا مع أعضاء تنظيم القاعدة، وهو أمر مثبت بالأدلة والبراهين، ولا يمكن تخيل أن المطلوبين الثلاثة:…
آراء
السبت ٢٩ أغسطس ٢٠١٥
يقف لبنان على عتبة الانهيار، وقد ينزلق إلى فوضى شاملة. لن يكون في وسع أحد أن يعرف إلى أين تصل وما إذا كانت ستعيده إلى أعوام الجنون والحرب الأهلية العبثية التي سبق أن انخرطت فيها «القبائل اللبنانية» مدة 17 عامًا. سلطات الدولة معطّلة بالكامل، وهيبة القانون تتلاشى، وهوة الانقسامات السياسية والحزبية تتعمّق، الفراغ في رئاسة الجهورية يتراكم، ولقد انقضى 462 يومًا على البلد من دون رئيس، والسلطة التشريعية معطلة، لأنها باتت بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان هيئة انتخابية وظيفتها انتخاب رئيس، لكن لا يمكن انتخاب رئيس في ظل إصرار قوى 8 آذار على تعطيل نصاب جلسات مجلس النواب، ما لم يتم فرض النائب ميشال عون رئيسًا سلفًا قبل الذهاب إلى الجلسة، والمرشح التوافقي مرفوض، لأن على قوى 14 آذار أن تتلقى القصف العوني وتعتبره وفاقيًا! وماذا يبقى؟ تبقى حكومة الرئيس تمام سلام التي جاءت أصلاً لمهمة محددة، وهي انتخاب رئيس جديد، مما يجعلها مستقيلة بحكم الدستور، ولكنها باتت أشبه بطوق النجاة الوحيد الذي تتعلق به الدولة والشرعية، لأن سقوطها سيفتح باب الفوضى العارمة، ويدخل البلاد في أتون من الصراعات المعطوفة طبعًا على الحروب الإقليمية. منذ تشكيل هذه الحكومة واجهت مهمة مستحيلة جعلتها أشبه برجل كُتّفت يداه وأُلقي في بحر هائج، وليس عليه أن يغرق، بمعنى أنها مُنعت من العمل…
آراء
الجمعة ٢٨ أغسطس ٢٠١٥
مجددا، الهجوم الإعلامي المصري الأخير من البعض مريب. وهذا الدور الذي يقوم به بعض الإعلاميين لا يناسب لا مصر ولا المصريين ولا العلاقة التاريخية بين البلدين. وإن زعمنا وأسميناها حرية فكرية وإعلامية وذلك قيد السؤال، فلا ننسى أننا نمر بمرحلة عربية حساسة. هذا ونحن لم نقصر ككتاب وإعلاميين سعوديين في جلد أنفسنا ونقد قضايانا الداخلية بشراسة. ولأننا غالبا شعب ينظر لمصر والمصريين بعين المحبة والرضا وروح النكتة المشتركة، فقد حاولت أن أتسلى كالعادة وأسمع أغنية حمادة هلال "هاتوا الفلوس اللي عليكو"، وربما ألتهم الفشار وأتابع فيلم "الواد محروس بتاع الوزير" للكبير عادل إمام، وأنا أقرأ هجوم الصحافي المخضرم محمد حسنين هيكل في حواره مع "السفير" اللبنانية. وهي آراء لا تعدو أن تكون مدفوعة أو رغبوية، ولا تستند إلى أي معطيات منطقية، مهما حاولنا النظر إليها بموضوعية وتجرد. وقد شعرت للحظة وأنا أقرأ أن هناك كبسولة زمنية تأخذني إلى الماضي مع صوت وشوشة انقطاع البث. لا أكتب لأن ما قاله هيكل أو غيره مهم، فكثير منه استعلاء "كلاسيكي" انتهى زمنه. لكنني أكتب لأنني شعرت ببعض الأسى لما قد تخلفه تراكمات أو استمرار مثل هذا على "روح" العلاقات سياسيا وشعبيا. بل وتداعيات ذلك على الأوضاع المتكهربة في المنطقة. وعلى الرغم من أن العداء الذي يكنه هيكل تجاه السعودية قديم، وليس له أي…
آراء
الجمعة ٢٨ أغسطس ٢٠١٥
منذ الانتهاء من التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني، لم يزل حبره سائلاً ويتصبب نفوذاً متزايداً لإيران في المنطقة، بذريعة القبول الدولي لها، بعد أن كانت تحت الضغوط المتوالية لعقود مضت، بسبب من سلوكياتها غير المرغوبة لدى العالم أجمع، إلا ممن تمدهم إيران بماء الأكسجين ودماء الضحايا المتساقطين على مدار الساعة. نبدأ من تصريحات «مايك هاكابي» المرشح الجمهوري المحتمل للانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، حيث أدلى بها قبل زيارته لإسرائيل منذ أيام وأثار جدلاً ولغطاً زائداً حين قال: «إن الرئيس أوباما يسوق الإسرائيليين للأفران بعقده الاتفاق النووي مع إيران»، و«لا يمكن الوثوق بالنظام الإيراني، فنحن يتم دفعنا لعقد صفقة لا نحصل منها على شيء، بينما نعطي الإيرانيين الفرصة في الوصول في النهاية لتصنيع السلاح النووي وهو جنون حقيقي». طبعاً نعلم يقيناً بأن هذا الحديث يدخل ضمن الحملات الانتخابية التي تسعى إلى كسب ود إسرائيل واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، إلا أنه كذلك يحمل في طياته ما يمكن أن تؤول إليه نتائج الاتفاقية النهائية على أرض الواقع، وليس ما سطرت به الكلمات الفضفاضة والتي ستضع عند الاختلاف مستقبلاً للتأويل والتبرير والتفسير وفقاً لأهواء راسميها في الكواليس المغلقة وليست المظلمة. هذا على المستوى العالمي، أما على المستوى الإقليمي، فإن إيران ممثلة في ذراعها التي تعتمد عليها كلما طال نفوذها أحداً من العالمين، ونعني به…
آراء
الجمعة ٢٨ أغسطس ٢٠١٥
خُصص ثلث المراكز الانتخابية البلدية في أنحاء السعودية للنساء في أول تجربة لهن كمرشحات. خطوة مثيرة للجدل، وحتى أن المؤمنين بأهميتها كانوا يشكون في إمكانية تنفيذها، لكن الملك سلمان أعطى دعمه لها، وبدأت الدوائر الانتخابية في تسجيل النساء كمنافسات للرجال في الترشح وكناخبات. لا شك أنه قرار تاريخي في وقت صعب. ودخول المرأة في الانتخابات المحلية قد لا يكون فعالا إلى ثلاث دورات مقبلة، بعد اثني عشر عاما، وربما أبعد من ذلك. إنما المهم أنها وضعت قدمها، وبدأت تسير في الطريق نحو مشروع تمكين المرأة من أن يكون لها دور فاعل في المجتمع الذي تشكل نصفه. لهذا يجب ألا تحبط الأخبار الواردة عن ضعف مشاركتهن، مفهوم هذا التطور النوعي والتاريخي. دخولها كمرشحة يعطي رسائل مهمة للمجتمع حول رعاية الدولة لمشاركة المرأة وتمكينها من حقوقها، في مسار وعر ومعقد نتيجة الظروف الاجتماعية في المملكة، لم يكن سهلا أبدا، ولا يزال صعبا. منذ الستينات وكل قرار يتخذ رسميا يثير إشكالات صعبة، وفي النهاية يتقبله المجتمع المحافظ، بدءا من تعليم البنات، إلى فتح الجامعات لهن، وتوظيف المرأة، ودخولهن مجالي التطبيب والتمريض، وحتى منحهن هويات وطنية، وكذلك شمولهن ببرنامج الابتعاث للدراسة في الغرب، وتخصيص عشرين في المائة من مقاعد مجلس الشورى لهن، ثم السماح للمرأة بالمشاركة بالتصويت في الانتخابات البلدية، والآن الخطوة أبعد بالسماح…
آراء
الجمعة ٢٨ أغسطس ٢٠١٥
يختلط الحابل بالنابل في لبنان، بين الأزمة السياسية التي عنوانها الرئيس الشغور الرئاسي، والذي يختزل عناوين وعوامل لا تحصى، وبين الحراك الشبابي الاحتجاجي على أزمة النفايات، والذي تدحرج وكبر مثل كرة الثلج ليشكل تعبيراً عن سخط المواطن اللبناني العادي على فساد الطبقة السياسية وعجزها واستئثارها بمقدرات البلاد من طريق المحاصصة الطائفية البغيضة، والتي تبرر آلياتها لفريق من هذه الطبقة شل المؤسسات وتعطيلها. لكن هذا الاختلاط يبخس الحركة الاحتجاجية الشبابية أحقيتها في الاعتراض والتظاهر ورفع الصوت إزاء التدهور الذي أصاب الأوضاع المعيشية للمواطنين، الذين تراجع مستوى حياتهم اليومية وخدمات الدولة التي يفترض أن تقدمها لهم، وصولاً إلى إغراقهم في النفايات وتحويلهم إلى قبائل تتزاحم على رفض مناطقهم استقبال الزبالة حتى تلك التي ينتجونها في منازلهم ليرموها على مناطق أخرى. هذا التردي أصاب القطاع الاقتصادي الخاص نتيجة تفاقم الأزمة السياسية والقلق من تراجع الأمن بفعل فتح الحدود مع سورية الذي استجلب التنظيمات الإرهابية والنازحين بمئات الآلاف منها ليقاسموا اللبنانيين الخدمات والعمل، بحيث ضاقت بهم سبل العيش وازدادت أسباب البطالة نتيجة تراجع النشاط الاقتصادي، فكبر جيش العاطلين عن العمل. وهي عوامل تجعل انضمام المواطنين العاديين إلى الحركة الاحتجاجية المنبثقة من المجتمع المدني، مفهوماً ومنطقياً، خصوصاً أن بين المنضمين إليها من ينتمون إلى أحزاب وزعامات طائفية هي أصل العلة التي أطلقت الاحتجاج الشبابي. وعلى…
آراء
الخميس ٢٧ أغسطس ٢٠١٥
من كان يظن أن يتغلب اللبنانيون على لعنة الأحزاب الطائفية التي لاحقتهم منذ نهاية الحرب الأهلية، ليرفعوا الصوت في ساحة رياض الصلح، تنديدا بمن حوّل "ست الدنيا" إلى مكب مفتوح للنفايات إبان ثورة الخامس والعشرين من يناير في مصر، كنت أجلس مع عدد من الزملاء الصحفيين في أحد المقاهي القريبة من ميدان التحرير في وسط القاهرة، وتساءل عدد منهم عن سبب عدم هبوب نسائم هذا الربيع المنسوب لبلاد العرب على دول هي بأمس الحاجة إليه، لاسيما العراق الذي عاش منذ سقوط نظام صدام حسين سنوات عجاف من الفساد السياسي والتنازع على السلطة، والأمر نفسه ينطبق على لبنان هذا البلد الذي تلاطمته أمواج الأحزاب المؤدلجة سياسيا ودينيا وأبحرت به بعيدا عن بر الأمان. الإجابة كانت حاضرة في أذهان البعض، وغائبة عن أذهان البعض الآخر، إنها الطائفية المقيتة التي لم تسمح للعراقيين أو اللبنانيين يوما بالارتماء في أحضان أوطانهم، والنهوض كرجل واحد في وجه الفساد والمفسدين، لأن هؤلاء وقبل أن يمارسوا فسادهم على واقع الناس وحياتهم، امتهنوا فسادا فكريا طائفيا لتلويث عقول المواطنين وضمائرهم، فبات المسيحي يخشى المسلم، وأضحى السنة والشيعة خصوما بمباركة سياسية. لكن ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل، فمن كان يتخيل أن يستيقظ العراقيون يوما، ويخرجوا في مظاهرات تندد بفساد الطغمة الحاكمة، وتطالب بفتح ملفات المسؤولين عن سرقة…
آراء
الأربعاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٥
أصارحكم القول إني فكرت أن أتناول في مقالي هذا قضية المعبد الهندوسي المزمع إنشاؤه في أبوظبي، بالدخول في العموميات، من دون تطرق لصلب الموضوع، ووجدت نفسي في تناقض معها، وقررت تناول الأمر من قريب. كوضوح الشمس في رابعة النهار؛ يشكل الأصدقاء من بلاد الهند الجزء الأكبر من المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة، وحسب الإحصائية الرسمية في موقع السفارة الهندية في الدولة ذُكر أن عدد الرعايا الهنديين أكثر من 2.600.000 نسمة؛ 65 في المئة منهم من العمالة، 20 في المئة منهم يعملون في الأعمال الإدارية، 15 في المئة رجال أعمال وخبراء وعوائلهم، وهذا كله يمثل ما نسبته 30 في المئة من عموم السكان، كما أن الصلات الهندية الإماراتية لا تخفى على أي صاحب دراية بهذا النوع من العلاقات. هذا العدد الكبير له ـ بلا شك ـ ما له من حقوق، وعليه ما عليه من واجبات، وله مطالبه الخاصة والعامة، وولي الأمر الذي أذن لهم بالاستقرار عنده، للاستفادة منهم، عليه أن يؤمّن لهم رغباتهم؛ في حدود الاحتياج الذي يقدره هو بما لديه من رؤى وخبرات، لا يمكن للإنسان العادي أن يراها بسهولة، ثم إن فقه «السياسة الشرعية»، والذي يسمى «السياسة العادلة» يخول ولي الأمر رعاية مصالح الناس، ومقاصد الشرع، وتقديم المصالح، والموازنة بينها وبين المفاسد. مسألة المعبد يحتاج من يريد الخوض…
آراء
الأربعاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٥
حين تمارس وسيلة إعلامية تشويهاً للحقائق، وتحاول أن «تدلس» على الرأي العام ومتابعيها، كما فعلت قناة «العالم» وغيرها من المواقع الإعلامية التابعة لإيران مؤخراً حول حجم خسائر القوات الإماراتية في اليمن، فإنه ينبغي علينا أن نبحث عن الأسباب التي دفعت بها إلى هذا السلوك، وأن نطرح تساؤلات إنْ كان هذا «الحماس» في نشر مثل هذا الخبر هو نتيجة للتعبئة الأيديولوجية الإيرانية أم أنه جاء نتيجة لتطورات الوضع السياسي على الأرض في المنطقة، وأن ما تفعله هذه الوسائل الإعلامية هو محاولة «إنعاش إعلامي» لخسائر في التأثير السياسي والعسكري على الأرض اليمنية، وأغلب التقارير تشير إلى التفسير الثاني، وأنا أميل إليه. لقد اعتدنا من وسائل الإعلام الإيرانية أو من تلك التي يمولها النظام في إيران، مثل قناة «المنار»، أنها لا توجه سهامها ضد دول الخليج، إلا عندما تكون إيران في مأزق ناتج من تحركات خليجية وتريد أن تفتح جبهة إعلامية لإشغال الرأي العام لديها، فتجدها تزعم مرة بأن لإيران حقاً تاريخياً في البحرين، ومرة أخرى تزعم بأحقية إيران في الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها، هذا ما اعتدنا عليه من هذا الإعلام طوال الفترة الماضية، بل إن لغته كانت تزداد تشدداً كلما كان الواقع متأزماً وأشد احتقاناً، أو كما قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش: «الصراخ على قدر الألم!». وإذا كان…
آراء
الأربعاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٥
كانت مديرة مكافحة العدوى في الشؤون الصحية في الحرس الوطني واضحة وصريحة وهي تجيب على الأسئلة الدقيقة التي وجهها الزميل يوسف الكهفي في الحوار الذي نشرته جريدة الشرق يوم 20-8-2015 فهي اعترفت في صراحة نادرة عند المسؤولين الصحيين بتفشي المرض في مستشفى الحرس الوطني بالرياض وأنه تحول إلى بؤرة لانتشار المرض وأن الإجراءات التي اتخذت من إغلاق للعيادات والطوارئ والعمليات كانت ضرورية للسيطرة على العدوى. وفي اليوم التالي للحوار أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريراً مفصلاً عن تفشي حالات المرض في السعودية وذكرت بالتفصيل التاريخ المرضي لـ 19 حالة يعتقد أنها أصيبت بالعدوى من ذات المستشفى وأصدرت توصيات محددة بضرورة التزام المستشفى بمعايير الوقاية الشخصية للعاملين الصحيين وكذلك توصيات بأهيمة تتبع المرضى المخالطين وفحصهم لوقف انتشار المرض. كذلك أوصى التقرير بضرورة تجنب سكان المملكة مخالطة الحيوانات وخصوصاً الإبل والامتناع عن تناول حليبها مباشرة دون تعقيم والامتناع عن شرب أبوالها أو أكل لحومها دون طبخ جيد. ما الجديد في الأمر؟ تبدو الصورة كأنها إعادة مطابقة تماماً لسيناريو انتشار المرض قبل ثلاثة أعوام وما صاحبه من قلق عالمي واستنفار انتهى بإزاحة الدكتور الربيعة عن كرسي وزارة الصحة في ذلك الوقت وتنصيب الوزير عادل فقيه بالنيابة، الذي بدأ أول يوم في وزارته بزيارة ميدانية لمستشفى الملك فهد بجدة التي كانت بؤرة لتفشي المرض في…
آراء
الأربعاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٥
هل تنبهت وزارة التعليم بأن مشروع الابتعاث يترنح أم علينا نحن أن نتنبه بأن سياسة الوزارة قد تغيرت وتعكر مزاجها ولم تعد راضية عن ذلك المشروع؟ وفي الحالتين يجب التنبه والحذر من سياسة قصيرة المدى حيث إن المشروع كان يشي بأنه يستهدف بناء الإنسان معرفيا ومنه تتولد النهضة والتنمية للبلاد في صور شتى ومع ظهور علامات الاسترخاء والتغاضي عن مشكلات المبتعثين كرسالة تعلن تجميد المشروع، نقول هذا بعد تلقي المبتعثين رسائل ضمنية بتفريغ البعض أو تغيير مسارهم إما بالرجوع المبكر باختيارهم أو بسبب المشكلات التي توصلهم إلى حالة الضيق ومن ثم العودة. ولأن الوزارة قد تغطت برداء الصمت حيال كل الأسئلة والملاحظات، سواء أكان الصمت عن تساؤلات المبتعثين أو من خلال عدم الاستجابة لطلبات المبتعثين على حسابهم الخاص. ولأن الصمت من ذهب فقد ارتضت الوزارة الإمساك بهذا الذهب ومكنت الآخرين من الاستفادة من صمتها وتأويل غموضه بما يسهم في إنعاش الاستثمار الذهبي لدى البعض. وآخر من فسر غموض الوزارة هم المستثمرون في التعليم الجامعي الأهلي فسارعوا برفع الرسوم الدراسية تحسبا للخسائر المالية التي قد تقع في حال تأكد التوقعات بتعليق المنح من قبل وزارة التعليم. فالوزارة وجهت للجامعات الأهلية عدم إلزام دارسي (المنح الداخلية) بالدفع المسبق وهذا قد يفهم بأنه طلب جدولة مستحقات الجامعات الأهلية…
آراء
الأربعاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٥
يأتي مصطلح الدولة العميقة للدلالة على مؤسسات في دولة ما، تضاهي في بعض الحالات قوتها قوة الحكومة، بل وتصبح معطلة لقراراتها في بعض الأحيان، مما يجعل الطريق أمام تلك الحكومة في اتجاهين، إما مسايرة الدولة العميقة، وإما الاصطدام بها. ولعل السؤال الذي من الممكن طرحه هنا هو: هل يصدق ذلك على دولة مثل إيران، في ظل نظامها الجديد الذي يأتي الولي الفقيه على رأس ذلك النظام؟ نسير مع القارئ في هذا المقال لتلمس الداخل الإيراني، لنصل لاحقًا إلى إجابة له. إنه صيف 2013.. المنافسة محتدمة في إيران. ما الذي يجري؟ هناك احتفالات في شوارع طهران والمدن الكبرى. حسن روحاني يتفوق على منافسيه ليظفر بكرسي الرئاسة. تنهال عليه التبريكات بالفوز، وفي انتظار تنصيبه رسميًا لهذا المنصب. سنوات التخبط الإداري ومواجهة الغرب والشعارات والتصريحات الحادة، وانعكاسها على تردي الوضع الاقتصادي آن الأوان أن تنقضي بعد انتهاء رئاسة أحمدي نجاد. الأمل يحدو الشعب الإيراني للاستبشار خيرًا بالحكومة القادمة، كيف لا فهي حكومة التدبير والأمل. ولكن مهلاً. هل شعار المفتاح الذي كان يرفعه روحاني لديه كل الأقفال للقيام بفتحها، أم بعضها وأهمها بيد الغير؟ بيان إيجابي قادم من الداخل الإيراني باتجاه روحاني، فحواه إيجابية؛ فهو يبارك له الفوز ولكن.. بين ثنايا سطوره عبارة «الاستعداد للتعاون بإيجابية مع الحكومة الجديدة». بيان آخر يحمل ذات المعنى…