آراء
الأربعاء ١٥ يناير ٢٠١٤
في 21 أغسطس 1969م قام متعصب مُتصهين باشعال النار في المسجد الأقصى، وكاد الحريق يأتى على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، حيث حرص الصهاينة على تأخير وصول سيارات الاطفاء، إلا أن الفلسطينيين وبامكانياتهم البسيطة نجحوا في إنقاذ بقية المسجد من أن تأكله النار، وسط صدمة شعبية إسلامية، ونُقل وقتها عن رئيسة وزراء إسرائيل آنذاك جولدا مائير: «لم أنم ليلتها وأنا أتخيل كيف أن العرب سيدخلون إسرائيل أفواجا أفواجاً من كل حدب وصوب لكني عندما طلع الصباح ولم يحدث شيء أدركت أن بمقدورنا أن نفعل ما نشاء فهذة أمة نائمة». أدى الحدث إلى ردود فعل شعبية وسياسية في العالم الإسلامي، وبعد الحادث تمت الدعوة إلى أول مؤتمر قمة إسلامي في الرباط في الفترة من 22 إلى 25 سبتمبر 1969م، ودُعيت إليه 36 دولة، حضر منها 25دولة من بينها إيران وتركيا، ونتج عن مؤتمر الرباط اعلان ولادة منظمة المؤتمر الإسلامي، وتم عقد أول مؤتمر لوزراء الخارجية بجدة في مارس 1970م، وتم اختيار القدس الشريف كمقر للمنظمة على أن يكون المقر مؤقتا في مدينة جدة السعودية، ورغم أن هناك من يرى أن المنظمة لم تقدم المأمول إلا أن بقاء المنظمة واستمرارها في تنسيق الحد الأدنى من المواقف السياسية بين الدول الإسلامية وتحولها كثاني أكبر منظمة دولية هو إنجاز في حد ذاته. في الأول…
آراء
الأربعاء ١٥ يناير ٢٠١٤
تقول صحيفة "الحياة" إن ممثل هيئة التحقيق والادعاء العام طالب بعقوبة تعزيرية لسعودي يملك قناة فضائية ويقدم أحد برامجها.. متهما إياه بالتواصل مع نظام العقيد معمر القذافي، وأنه تلقى منه دعما ماليا بنحو 1.8 مليون دولار.. أما لماذا؟ فذلك لدوافع عدة، لفت انتباهي بينها تهمة تقول: "إثارة الفتنة بين أفراد المجتمع".. هذه تهمة واحدة ضمن مجموعة اتهامات ساقها المدعي العام، وبين المدعي والمدعى عليه، هناك القضاء. لكنني أتمنى من سعادة المدعي العام، حينما ينتهي من قضية مالك القناة ـ وهو مذيع في نفس القناة ـ والذي يطالب المحكمة بإيقاع عقوبة تعزيرية شديدة عليه، أن يتولى قضية أخرى لا تقل أهمية.. بحيث يقوم بتوجيه ذات التهمة التي أشرت إليها لملاك قنوات أخرى، تمارس شيئا مشابها لما قام به هذا المالك. أعني قنوات "التجهيل" الشعبية.. هذه التي تعرض أهازيج و"شيلات" وعرضات ليل نهار، ومسيرات للبعارين، وناس تركض خلف البهائم، وترفع شعارات خاصة بها، وتستعرض أمجاد قبائلها، أغلبها يبث ويثير القبلية والعنصرية بين أفراد المجتمع.. ويضرب في صميم الوحدة الوطنية لأجل أثمان رخيصة! أغلب هذه القنوات تقدم محتوى لا يقل خطورة عما يقوم به المذيع الذي تقاضى الملايين من معمر القذافي.. ليس هناك فرق يذكر.. ذاك تهمته إثارة الفتنة بين أفراد المجتمع.. وهؤلاء يقومون بالعمل نفسه.. الفرق في الكيف والكيفية. لا أنكر ـ…
آراء
الأربعاء ١٥ يناير ٢٠١٤
منذ أشهر وأنا أفكر في الكتابة عن «داعش»، تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، المهيمن كظاهرة على الجدل السياسي في منطقتنا خلال الأيام الماضية. باعثي على الدوام ليس تحليلاً سياسياً لهذا التنظيم، بل هو تأمل في جاذبية التنظيم لمن يحدّث نفسه بـ«النفرة» لـ«الجهاد» في سورية من شباننا. في الأيام الماضية، ومع انفجار الصراع العسكري بين «داعش» والتنظيمات العسكرية للثورة السورية، ظهرت كتابات كثيرة حول هذا التنظيم، إن بشكل مقالات في الصحف أم تغريدات في «تويتر». بعض هذه الكتابات وربما رغبة في تنبيه الناس لخطر «داعش»، طفقت تكتب عن علاقات ما يربط هذا التنظيم بالاستخبارات الإيرانية والعراقية والسورية، وأنه ليس إلا صنيعة إيرانية - عراقية - سورية. مع اقتحام بعض مواقع «داعش» في سورية، ظهرت صور على «الإنترنت»، يُقال إنها لجوازات إيرانية بقيادات «داعشية»، كما ظهرت أصوات سورية تؤكد، عبر تتبع نوعية العمليات العسكرية للتنظيم، أن «داعش» تنظيم مهموم بـ«تحرير» سورية من الثوار على الأسد بدلاً من تحريرها من نظام الأسد. ومن قراءة كل هذا، يمكن للمرء أن يلاحظ وظائفية تنظيم «داعش» لنظام الأسد. فعلى المستوى الدعائي، يؤكد «داعش» للعالم صدق ادعاءات الأسد بأن الثورة عليه ليست سوى إرهاب عبثي مجنون. وعلى المستوى العملياتي البحت، هو شوكة في خاصرة التنظيمات العسكرية المحاربة لنظام الأسد، إنه تنظيم مهموم بإقامة دولته على الأراضي…
آراء
الثلاثاء ١٤ يناير ٢٠١٤
لم أكن راغباً في الخوض في موضوع حساس تتداخل فيه الاعتبارات الدينية وتتشابك فيه الهجوم الذي تعرض له والعواطف إلا بسبب بعض الأخوة ممن قاموا بطرح وجهة نظرهم في مسألة الاحتفال بالمناسبات الإسلامية . هجوم وصل إلى حد الاستهزاء ممن طرح الموضوع وربما وصل الأمر إلى حد التشكك في النوايا والتشكيك في العقيدة . وقبل البدء أود أن أثبت أمراً أعلم أن البعض سيبدأ نقد طرحي به وهو موضوع التخصص ، والقول بأنه ليس للمشتغل بالقانون أن يتعرض إلى أمور الدين . ومع عدم اقتناعي بأن الشهادات هي مقياس التحصيل العلمي إلا أنه سداً لهذا الباب أقول بأنني أحمل شهادة الليسانس في الشريعة الإسلامية وحديثي هنا ليس من باب الفتيا بغير علم . لا أظن أن أحداً يختلف في أن الاحتفال بالمولد النبوي لم يحدث في عهد النبوة ولا في عهد الخلافة الراشدة أو التابعين وإنما أُحدث في عصور متأخرة . ولكن عدم الحدوث هذا لا يقتضي بالضرورة التحريم . والذين ذهبوا إلى القول بحرمة الاحتفال بالمولد النبوي إنما قالوه لأمرين أو لأحدهما : ـ فالبعض ذهب إلى أن الاحتفال بالمولد النبوي هو عبادة وطالما أن الأصل في العبادات التحريم وأنه لا يجوز إحداث العبادة ولا الزيادة فيها مصداقاً لقوله تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم " فإن الاحتفال بالمولد…
آراء
الثلاثاء ١٤ يناير ٢٠١٤
صمم قميصك على طريقتك ! عطرك على كيفك ! البيتزا الخاصة بك ! عصيرك على مزاجك ! وغيرها الكثير من اللوحات الدعائية لأنشطة تجارية تحاول جذب الزبون من خلال منحه الحق والأولوية ، لا من خلال توفير خياراته المفضلة وحسب ، بل ومنحه الحق كذلك في تصميم تلك الخيارات و المشاركة في انتاجها بنفسه أيضاً . "لولا اختلاف الأذواق لبارت السلعة" ، هذه الحقيقة ربما بدأت تتلاشى ، الأذواق اليوم هي التي تصنع السلعة ، وما ينطبق على السلع التجارية يمكن أن ينسحب على الناتج الفكري والفني والثقافي، المتلقي اليوم لم يعد مجبُراً لتلقف اختيارات يفرضها عليه غيره ، بعد أن كان المنتجون والمخرجون والأدباء والكتاب والفنانون يبذلون جهداً ووقتاً لإرضاء جماهيرهم المتعطشة واستقراء ميول تلك الجماهير ، تبدلت الأدوار و المتلقي اليوم هو القادر على تصميم الفيديو الخاص به ، مزج الموسيقى التي تروق له ، إخراج الفيلم القصير الذي يعكس رؤاه وتوجهاته ، سواءً الكتابة الحرة والنشر ، أو التصوير ومعالجة الصور ، أو الدبلجة والترجمة ، كلها خيارات تتيحها ببساطة التقنية الحديثة ويستطيع الاشخاص العاديون التعامل معها بقليل من الاهتمام و الممارسة. لكن ومن زاوية أخرى فإن تلك الطفرة الهائلة في منح حق الاختيار للمتلقي وعلى الرغم إيجابيتها إلا أنها بدأت أيضاً في فرض واقعٍ جديد، فما…
آراء
الثلاثاء ١٤ يناير ٢٠١٤
لكل واحد من الشعوب العربية المحيطة بإسرائيل ذاكرته الأليمة مع أرييل شارون، وزير دفاع إسرائيل ثم رئيس حكومتها الذي توفي قبل أيام. ففضلاً عن الفلسطينيين الذين لا يمكن أن ينسوه، يذكره الأردنيون في قبية في 1953، ويذكره المصريون في جميع مواجهاتهم مع الدولة العبرية التي امتدت من حرب السويس في 1956 إلى حرب الاستنزاف في 1968 فحرب تشرين الأول (أكتوبر) 1973. لكن اللبنانيين، ومعهم بالطبع الفلسطينيون، يذكرونه بحدة أكبر تبعاً لدوره في غزو لبنان عام 1982. والحدة هذه ليست ناجمة فحسب عن أن جيشه دخل، بدخوله بيروت، أول عاصمة عربية، أو عن إشرافه على مجزرة صبرا وشاتيلا التي أودت بما يتراوح بين 800 و1000 ضحية من المدنيين بعد ترحيل مسلحيهم، ما أضاف النذالة إلى الهمجية. أغلب الظن أن تلك الحدة مصدرها كامن في داخلية الأثر الشاروني على لبنان قياساً بخارجيته في الأردن ومصر. فالشارونية، في لبنان، كانت حدثاً اجتماعياً ومجتمعياً، إلا أنها ظلت، في الأردن ومصر، حدثاً عسكرياً وتقنياً. سبب ذلك أن ما فعله شارون بلبنان وفلسطينييه جاء لاحقاً لحرب أهلية سبق أن انفجرت قبل سبع سنوات، تخللتها أعمال قتل همجية مارسها لبنانيون بحق لبنانيين ولبنانيون بحق فلسطينيين وفلسطينيون بحق لبنانيين. ثم إن فعلة شارون هي ما تأدّى عنها انتخاب رئيس للجمهورية هو بشير الجميل، الذي لم يكن وجهاً قليل…
آراء
الثلاثاء ١٤ يناير ٢٠١٤
يبدو أننا لا نستفيد أبدا من كوارث الماضي، بل إننا مع مرور السنوات نحترف تكرار الأخطاء حتى تصبح سلوكا عفويا لا يمكن معالجته، فالتعاطف مع القضية الأفغانية في الثمانينات من القرن الماضي أوجد البيئة التي شجعت أعدادا هائلة من الشباب للسفر في إلى أفغانستان وكان كل صوت يحذر من أخطار هذه الظاهرة يواجه بشتى أنواع القمع الفكري وكانت النتيجة أن عاد هؤلاء المقاتلون إلى وطنهم ليفجروا ويدمروا ويحاولوا بكل وسيلة تكرار نموذج الدولة الظلامية التي شاركوا في بنائها في أرض الأفغان داخل وطنهم. وكذلك الحال بالنسبة للشباب الذين ذهبوا للقتال في أفغانستان فبالرغم من أن الدولة حاولت هذه المرة تلافي الآثار التي واجهتها في حرب أفغانستان وسعت بمختلف الطرق لمنع الشباب من إلقاء أنفسهم في أتون حرب أهلية لا ناقة لهم فيها ولا جمل إلا أن المحرضين نجحوا في إقناع الكثيرين بالسفر إلى العراق للمشاركة في العمليات الانتحارية التي راح ضحيتها العديد من العراقيين الأبرياء، ونحن نواجه اليوم مشكلة حقيقية في كيفية مساعدة أبنائنا المعتقلين في السجون العراقية فنحن مهما اعترضنا على سياسات الحكومة العراقية ذات النهج الطائفي فإننا لا نستطيع أن نلوم أي دولة على اعتقالها مقاتلين أجانب جاؤوا من ديارهم لنشر الدمار والخراب. واليوم حين نقرأ بعض الأطروحات الطائفية التي تحتفي بمشاركة شباب سعوديين في الصراع الدموي الذي…
آراء
الثلاثاء ١٤ يناير ٢٠١٤
للأسف البعض لدينا يزايد على الآخرين بانتمائهم إلى وطنهم، ويطلق التهم عليهم، وبخاصة ممن يستخدمون «تويتر» لدينا، وأزعجته النسب المرتفعة، لِمَ يستخدمون هذه الوسيلة لدينا؟ ويطالب بسن التشريعات لضبط ما يدور في «تويتر» من بعضنا، وهذا مطلب الجميع، لكن ماذا عنه، وهو من يشكك في ولاء الناس لأوطانهم، وأنهم حفنة من الجواسيس تدار من الخارج من جهات لها أجندات مضادة لوطننا؟ وليته يقدم ما لديه من أدلة عن ارتباط الآلاف ممن يستخدمون «تويتر» بتلك الجهات، وكأن من يدعو إلى ذلك وقع في المحظور نفسه، ودعوته إلى ضبط ما يدور في هذا العالم الافتراضي، والغريب أن من يدعو ويفزع من هذه النسبة المرتفعة من استخدام مواطنين، يتساءل ويبحث بواقعية عن أسبابها في وجودنا في هذه الوسيلة الإعلامية الجديدة، وعليه أن يقدم لنا دراسات وبحوثاً علمية عن هذه الظاهرة السعودية، ولماذا تلقفت هذه الشعوب العربية هذه الأدوات للتعبير عن واقعها وسعيها إلى إصلاحه؟ أما قضايا الجواسيس والأجندات الخارجية فهي تذكرني بالتغريب وزوّار السفارات التي كانت تستخدم من بعض التيارات الفكرية لدينا، والتي إذا اختلفت معها في أي طرح ونقاش فالتهمة الجاهزة هي أنك من دعاة التغريب، اختلف مسمى التهمة، لكن النتيجة واحدة، وهي إما أن تكون معي في الرأي، وإلا فأنت جاسوس وخائن ومارق. كلنا يتذكر معارضة البعض منا والتهويل والتخويف من…
آراء
الثلاثاء ١٤ يناير ٢٠١٤
عندما أردت حجز إحدى الشقق في إحدى المناطق في محاولة لمكافأة أبنائي بعد الامتحانات بإجازة منتصف العام، فوجئت بالموظف يقول لي (الأسبوع القادم هو الموسم وسوف يتضاعف السعر مرتين) ليس غريبا طالما أن هذا حال معظم المناطق لدينا في ظل استغلال المواطن، ولكن نحن نعرف أن الهيئة العامة للسياحة والآثار قامت مشكورة بإلزام منشآت الإيواء السياحي بإعلان أسعارها في المواقع، رغم أنها جعلت تحديد الأسعار خاضعاً للعرض والطلب، لكن أجزم أن المسجل لا يتعدى 20% من أسعار هذه الوحدات. الهيئة هي الجهة الأولى المكلفة بتنظيم السياحة وتطويرها، ومراقبة الأسعار جزء لا يتجزأ من هذا التنظيم؛ إذًا لماذا لا تجبر أصحاب الوحدات بالتقيد بالأسعار وتغريم المتجاوزين للحفاظ والتشجيع على السياحة الداخلية بدلا من جعلنا نبحث عن شقق خارج الوطن أو عن واسطة لإعطائنا سعرا ما قبل الموسم، لكن لا أعتقد أن إجازتي سعودية في ظل هذا التلاعب الواضح بالأسعار. في الدول السياحية الحقيقية يعتمد تحديد سعر الوحدات السكنية على العرض والطلب، وهذا عكس ما يحصل عندنا تماما حيث تجد العرض أكثر من الطلب وهناك وحدات سكنية شبه فارغة والأسعار ترتفع بمجرد سماع الموظف كلمة موسم. مع الأسف السياحة الداخلية لدينا مازالت متواضعة وهي طاردة للسائح الداخلي وكذلك الأجنبي مع عدم وجود مراقبين فاعلين لدى هيئة السياحة والآثار لمراقبة ما يجري، وبالتالي…
آراء
الثلاثاء ١٤ يناير ٢٠١٤
عندما اندلعت الثورة السورية كان المراقبون موقنين بأن عوامل نجاحها الحاسم والسريع موجودة في كينونتها حتى ولو كان النظام السوري يتكئ بقوة على الدعم الروسي الإيراني، فنظام بشار يعد من أقدم ديناصورات النظم الديكتاتورية الدموية التي تصارع من أجل البقاء، في عالم صار أكثر انفتاحا وأكثر لفظا للأنظمة الاستبدادية الباطشة، كما أن نظام بشار يعد طائفيا بامتياز وإن تدثر بالعروبة وتسربل بمقاومة إسرائيل، والأخيرة كفيلة باستعداء 90 في المائة من غير النصيريين من شعبه، ثم إن طائفته ليست متكافئة عددا مع السنة كما هو الحال في العراق، فالنصيريون لا تزيد نسبتهم على 10 في المائة في أكثر التقديرات كرما، ونظام بشار أيضا صارت تربطه بالدول العربية علاقات متوترة أو في أحسن أحوالها فاترة متكهربة، فما الذي جعل نظاما آيلا للسقوط يتماسك سنوات عجاف ثلاثا، وكانت التقديرات تتوقع أن ينهار في بضعة أشهر؟ وما الذي جعل بنية النظام تتماسك فلا يحدث فيها انشقاقات خطيرة؟ وقد كان متوقعا أن يبرز تيار في الطائفة العلوية يزيح عائلة الأسد الحاكمة، التي وإن انتمت لطائفة العلوية، إلا أنها أيضا همشت شرائح واسعة من الناقمين، فكيف استمروا في الولاء لبشار وهم يشاهدونه يترنح؟ وكيف تمكن نظام بشار من الحفاظ على ولاء الجيش والاستخبارات وقوات الأمن التي وإن سيطر على مفاصلها أفراد من طائفته، إلا أن الحقيقة…
آراء
الإثنين ١٣ يناير ٢٠١٤
من أهم ما يميز عصر الإعلام الاجتماعي أنه قادر على تحويل القصة البسيطة إلى حدث اجتماعي كبير تسخر له الإمكانيات الفكرية والأقلام المتحمسة، كل ذلك من أجل إحداث تغيير معين في غالبه يخدم أغراض عناصر محدودة، تملك مفاتيح الأمور وتستفيد من تبدل الأحوال أو بقائها كما هي عليه. لست من المؤمنين بأن قناة العربية تخدم أغراضا صهيونية كما يدعي المغالون من المتحمسين لميدان رابعة، وكذلك لست على قناعة بأن قناة الجزيرة تحركها غرفة عمليات تديرها عناصر من حماس، والتي ترى في "الإخوان" حليفا استراتيجيا لمنهجها السياسي، فرغم تقارب الأهداف بين تلك الأطراف إلا أن هناك أجندة إعلامية مستقلة للقناة أو هكذا نعتقد. من المخزي أن يفجر البعض في الخصومة فيتهم خصمه بأقبح الأوصاف، وذلك عبر بناء سيناريوهات مؤامراتية سخيفة لدرجة يصعب تصديقها من الإنسان العاقل، فكيف يمكن تصديق أن تخدم قناة العربية -وهي قناة تعمل ضمن الغطاء السياسي السعودي- أغراضا صهيونية، والمملكة هي الدولة التي وقفت لسنوات طويلة -وما زالت- ضد التقارب مع الكيان الصهيوني في وقت هرولت إليه دول عدة بما فيها من تدعي لنفسها اليوم أنها تحمل راية الإسلام والعروبة! لست أدافع هنا عن "العربية"، فهي قناة فيها من الأخطاء والعيوب ما يمكن أن تفرد له دراسات وبحوث خصوصا في جوانب من مهنيتها وحياديتها الصحفية، إلا أنه لكي…
آراء
الإثنين ١٣ يناير ٢٠١٤
على الرغم من أن الأدب الروسي يكتب بلغة لا يعرفها الكثيرون خارج روسيا ذاتها، فإنه لا بد أن ينظر إليه باعتباره أحد أكثر الآداب تألقاً في العالم، وبصفة خاصة في ميدان كتابة النثر. فالرواية الروسية، على سبيل المثال، تترجم على نطاق واسع، وتقرأ في مختلف أرجاء العالم. والكثيرون ينظرون إلى كتـّاب أمثال تولستوي، دوستوفسكي أو بوشكين، باعتبارهم الروائيين الأعظم في العالم، رغم أن قلة خارج روسيا بمقدورهم قراءة أعمالهم باللغة التي كتبت بها. والحقيقة أنه في حالات عديدة ترجمت الروايات الروسية نقلاً عن ترجمات لها أنجزت من قبل، وهكذا أعرف مثلاً أن بعض الأعمال الروسية قد ترجم إلى العربية نقلاً عن ترجمات إلى الإنجليزية أو الفرنسية اللتين يتقنهما الكثيرون في العالم العربي بما يكفي للترجمة عنهما. كان بوشكين يقدر أعظم التقدير الفكر والأدب العربيين، وهو شعور من الجلي أنه قد انعكس في العديد من أعماله، وقد بادله إياه كثير من المؤلفين العرب الذين قدروا أعماله كثيراً. ويقال إن جد بوشكين كان أبراهمان (إبراهيم) بتروفيتش غانيفال، وهو عبد إفريقي تم تحريره من العبودية وتعليمه في إسطنبول بأمر من بطرس الأكبر. نشر بوشكين قصيدته الأولى وهو في الخامسة عشرة من عمره، وتعرض للرقابة الحكومية، وعجز عن الترحال أو طبع معظم أعماله وقتاً طويلاً، وكان من المقرر أولاً أن ينفيه القيصر إلى سيبيريا،…