آراء

آراء

ليتني كنت معك!

الإثنين ١٣ يناير ٢٠١٤

صلى عليك الله، في الليلة الظلماء يفتقد البدر، فكيف بمن طلع بدره علينا من ثنيات الوداع؟! ليتني كنت معك، أنظر إلى بدر وجهك بدلاً من انتظار حلم أو رؤيا مازلت أنتظرها منذ خمسة وثلاثين عاماً، ولم تأتِ بعد، صلى عليك الله، لو أن أحدنا انتظر رؤيتك بعمله لما رآك أحد من هذا الزمان، ابتعدنا كثيراً عن خير القرون، لكنْ لنا أمل برحمة الله، وبـ«قليل في الآخرين». ليتني كنت معك، ليتني سُراقة، يعثر جوادي فأنهض، ثم يعثر جوادي فأنهض، ثم أرى بدر وجهك حين تبتسم، تبشرني بسوارَي كسرى، آه لو تعلم يا حبيبي ما يصنع كسرى في هذه الأيام، وكيف هي شهوة الملك في عينيه تضطرب! استعبدنا كسرى وقيصر، بعد أن حررتنا من عبودية الأصنام، فجعلناهما أصناماً جديدة لنا، لا نأكلها حين نجوع، بل نطعمها كي لا تجوع! ليتني كنت معك، ليتني بلال، أشدو بما تحبه من ألحان، صلى عليك الله، أضاف بلال «خير من النوم»، وكنت تقول له «أرحنا بها يا بلال»، لم تخرجه من الملة ولم تقاطعه ولم تؤلب الناس عليه، بكى حين أذّن بعد عقود، وذكر أذانه لك، لأنك كنت لنا أباً وفارساً، وخيراً من ألف ألف ملك! صلى عليك الله، ليتني كنت معك، ليتني كنت أباعمير، ألعب بالـ«نغير» أمامك، تراقبني، تداعبني، أي أرض ستقف أمام جيوش كان…

آراء

أفكار لشراء أغلى شيء في الدنيا

الإثنين ١٣ يناير ٢٠١٤

لـ"أديسون" مقولة مشهورة جدا عرفت باسمه كفهم جديد للعبقرية والتي هي حسب رؤيته: "1% نبوغ و99% عمل شاق"، ولعل ما أعطى المقولة مصداقيتها وشهرتها أنها صدرت من واحد من أذكى الناس الذين عرفهم التاريخ، حيث استطاعت اختراعاته أن تغير العالم بما في ذلك اختراعه للكهرباء والسينما وشبكة الهاتف وصناعة الألمنيوم وغيرها كثير. في زمننا هذا صارت نظرية أديسون أكثر مصداقية، ببساطة لأن طرق النجاح صارت معروفة وواضحة لمن يريد سلوكها، وتبقى المسألة متوقفة على من يعمل أكثر من الآخرين، وهذا ينطبق طبعا بدرجة أعلى على المجتمعات التي تتوفر فيها العدالة، ويقل فيها تأثير الواسطة والعلاقات الاجتماعية. من يريد أن يعمل أكثر يحتاج بالتأكيد وقبل أي شيء إلى إدارة فعالة للوقت. الوقت أصبح من أثمن الأشياء في الحياة، فهو كالألماس نادر ومحدود مع حاجة ماسة إليه، حتى نستطيع أن نلبي طلبات الحياة الكثيرة والمتعددة جدا. معظم الناجحين الذين قابلتهم في السنوات الأخيرة ومنذ أن بدأت أهتم بهذه القضية شخصيا يعانون من هذه المشكلة، ويبحثون بشكل دائم عن الحلول، فما يمكن عمله كثير، ولو عمل كله فالإنسان سيصعد للقمة بلا شك وسيصبح السيد بين أقرانه، ومن يستطيع إدارة وقته بشكل فعال، فإنه بالتأكيد لو توفر له الذكاء والتعليم فإنه سيحول هذا الوقت إلى ذهب خالص. فيما يلي بعض الأفكار السريعة التي تعلمتها…

آراء

مستقبل الاتفاق النووي بين إيران و5+1

الأحد ١٢ يناير ٢٠١٤

«إما انهيار، أو التزام، أو تمديد» ثلاثة سيناريوهات لا رابع لها تترقب مصير اتفاق البرنامج النووي الإيراني الذي أبرم بين كل من إيران و5+1. ومن خلال الأسئلة التالية ننطلق مع القارئ لنستشرف مستقبل هذا الاتفاق: 1 - كيف تنظر الأطراف لهذا الاتفاق؟ 2 - ما العوامل الرئيسة المهددة له؟ 3 - هل يمكن التغلب على تلك المصاعب؟ 4 - ما السيناريو الأرجح لمصير هذا الاتفاق؟ المتتبع لحيثيات هذا الاتفاق يدرك منذ البداية الصعوبات التي تواجه هذا الاتفاق، والتي يتمثل أهمها في حاجز الشكوك التي تحوم حول ثقة كل طرف بالآخر. فانقلاب عام 1953، على حكومة مصدق، وتلكؤ الطرفين في تنفيذ وعودهما، والهواجس من نوايا كل طرف للآخر، دفعت إلى أن تمتد الأعوام تلو الأعوام حتى جرى التوصل مؤخرا إلى هذا الاتفاق. هذا الاتفاق جاءت معه معضلة التباين في قراءة بنوده، ففي الوقت الذي أعلنت فيه الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أنه جرى التوصل إلى اتفاق «على» خطة عمل، جاء بعدها جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني ليصرح بأنه جرى التوصل إلى اتفاق «و» خطة عمل. وشتان هنا ما بين «اتفاق على خطة عمل» وبين «اتفاق وخطة عمل». يأتي بعده وزير الخارجية الأميركي جون كيري ليؤكد أن هذا الاتفاق لا يعطي الحق لإيران في تخصيب اليورانيوم، في حين أن…

آراء

اليمن: البديل المتاح

الأحد ١٢ يناير ٢٠١٤

بثت وسائل الإعلام الرسمية في 23 ديسمبر (كانون الأول) 2013 مشاهد لاجتماع خُصص للتوقيع على ما سُمي بوثيقة «حلول وضمانات القضية الجنوبية»، وأعلنت أنها ورقة الخلاص والانتقال إلى المستقبل، ولم تمر ساعات حتى اتضح أن الأمر لم يجرِ كما تمناه المستشارون، وأن المسألة ستستدعي أكثر من الإغراءات، وكان لافتا غياب المبعوث الدولي الذي قرر السفر قبل التوقيع بساعات، كأنما أحس بالعوار الذي شاب وثيقته التي كانت نصوصها تحمل الدعوة لوضع اليد على البلاد، وفيها نصوص تتناقض أو في أفضل الأحوال تحمل أكثر من معنى، والأعجب أنه على الرغم من غياب ممثلي المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي والناصريين، فإن الجهاز الإداري لمؤتمر الحوار ظل يعلن عن توقيع جميع المكونات، وظهر بعض الحاضرين وهم يقومون بتقبيل الرؤوس، وتأكد ضعف الكادر الإداري للمؤتمر سياسيا وقانونيا. الحزب الوحيد الذي كان صادقا مع توجهاته هو «المؤتمر الشعبي العام»، الذي تمسك بتحفظاته، واستعان بواحد من أهم المستشارين العرب في القانون الدولي الذي أبدى تحفظات كثيرة، ونبه إلى ما اعتبره مكامن الخلل في نصوص الوثيقة وصياغتها الركيكة قانونيا وسياسيا، وبعد أيام، سمعنا عن تراجع الممتنعين، ولكنهم أضافوا جميعا تحفظاتهم إلى جوار توقيعاتهم.. وما يبعث على الأسى أن الحديث عن التوقيع لن يعني أكثر من إعلان النهاية السعيدة للقاءات «موفنبيك» وفض السامر، فإذا كان الأمر كذلك، فلمَ التوقيع…

آراء

العرب.. من حلم الوحدة إلى واقع التشظي والتقسيم

الأحد ١٢ يناير ٢٠١٤

شبح التقسيم يحوم حول كل دول العرب من محيطهم إلى خليجهم، والكل دون استثناء مُهدد بحلول هذا الشبح في دياره ما لم تبحث هذه الدول عن السبب في وجود هذا الشبح بكل صدق وشفافية، إذ أن عصر صناعة الأوهام، وذر الرماد في العيون، والشعارات الكبيرة الخادعة، وإلقاء اللوم كل اللوم على متآمر خارجي قد ولّى، وهو من أسباب ظهور شبح التقسيم من قمقمه الذي كان قابعا فيه يتحين الفرص للخروج، وما أكثرها من فرص في دنيا العرب. السودان، الذي كان أكبر الدول العربية مساحة قد تقسم وتحول إلى دولتين تكنّان العداء لبعضهما البعض، ومع ذلك فإن شبح التقسيم ما زال يحوم في أجواء السودان العربي، ولا شأن لنا بجنوبه بعد أن أصبح كيانا مستقلا بذاته. والعراق حكايته واحدة من حكايات ألف ليلة وليلة العجائبية، حيث يحوم الجن وتنتشر الشياطين كفيروسات هذا الزمان تعيث فسادا في كل ركن من أركان بلاد حمورابي وبختنصر والرشيد. فلا شيعة العراق اليوم يريدون سنّته، ولا سنّته يبغون شيعته، ولا كرده يحبون عربه، ولا عربه يثقون في كرده، ولا شماله يطيق جنوبه، ولا جنوبه راغب في شماله أو غربه أو حتى وسطه، ناهيك عن أشورييه وكلدانه وغيرهم ممن هم ضائعون اليوم في معركة بلا هدف، وحرب بلا غاية، وإن كثرت فيها الرايات، وتعددت ألوان البيارق، والكل…

آراء

طبقوا القوانين وافرضوا الهيبة

الأحد ١٢ يناير ٢٠١٤

خرج قانون الإرهاب قبل أكثر من أسبوعين، وكان يفترض مع وجود هذا القانون كنظام معتمد أن نبدأ في محاصرة الفكر من جذوره، بعد أن عانينا منه لعقود. غير أننا لم نسمع عن أية خطوات عملية على الأرض، على رغم انتشار المروجين المعروفين في كل مكان في هذا الوطن من دون اللجوء إلى التنكر أو الأسماء المستعارة. ماذا ننتظر؟ هاهم أبناؤنا يستمرون في الاستجابة لهذه الدعوات، ويغادروننا إلى «الجهاد» في سورية، وما أن يصلوا إلى هناك حتى تتلقفهم عصابات متنوعة، جميعها تدعي «الإسلام»، وترفع تلك الراية السوداء. قبل يومين طالعنا خبر قتال شابين سعوديين لبعضهما، أحدهما انضم إلى ما يسمى بـ«داعش» والآخر إلى «النصرة». هؤلاء الشبان لم يقرروا من تلقاء أنفسهم الذهاب ومغادرة البيت والأهل والوطن لولا سماعهم لخطب ودروس وتغريدات تصدر من أفراد تمردوا على المواقف الحكومية الرسمية هنا في المملكة. يدفعون الشبان إلى ساحات القتال، بينما لا يمكن أن يسمح منهم أحد لأبنائه أو أقاربه بالذهاب إلى هناك، وليت الأمر يتوقف عند ذهاب هؤلاء وعودة من سلم منهم إلى الوطن من دون أن يلحق بهذا الوطن بعض الأذى في ما بعد، المشكلة هي استمرار من يعود منهم إلى ممارسة العنف وتبني فكر الانقلاب على البلاد، كما فعل بعضهم عندما عاد من أفغانستان، وما تفجيرات الرياض والشرقية وجدة عنا ببعيد.…

آراء

هل هناك مكان لمثلث سعودي – مصري – تركي؟

الأحد ١٢ يناير ٢٠١٤

المنطقة العربية مضطربة، هذا واضح، والواضح أيضاً أن الوضع السياسي في حال سيولة مربكة. تحالفات انهارت، وأخرى تتشكل. التوازنات داخل الدول وفي ما بينها تبحث عن مستقر لها. الولايات المتحدة لن تترك الشرق الأوسط، لكن أولوياتها تخضع لعملية إعادة ترتيب من جديد، إيران في حال بين الانتظار والتوجس والاندفاع، تنتظر اتفاقها النهائي مع الدول الكبرى وتطمح إلى تثبيت مكتسباتها في العراق وسورية. هي مكتسبات لا تزال موقتة في دول غير مستقرة، ولم تتحول بعد إلى جزء من ترتيبات إقليمية متفق عليها. هل يمكن أن تصبح كذلك؟ هناك أنظمة عربية سقطت، وأخرى تنتظر لحظة السقوط، ومن يستمع لبعض ساسة هذه المرحلة يكتشف أنه حتى الخرائط الجغرافية للمنطقة مرشحة للتغيير أيضاً. مثل هذا الوضع يؤكد المؤكد، يفرض تغييراً في الرؤية وفي الهدف، كما يفرض إعادة نظر في المعايير القديمة للتفكير السياسي كما التموضع السياسي، لكن على الجانب العربي لا يبدو أن شيئاً من هذا يحدث. في مثل الظرف الحالي تتضاعف أهمية التحالفات الإقليمية وإعادة تشكيلها، إلا أنه لا يبدو أن الدول العربية، وتحديداً السعودية ومصر، تأخذ هذا الموضوع على محمل الجد. لا يبدو أن الرياض والقاهرة تشاركان في عملية إعادة بناء التحالفات في المنطقة. الأغرب أنه يبدو كما لو أن كلاًّ منهما تتفرج على هذه العملية من بُعد، ومن دون اكتراث. أوضح…

آراء

«داعش» بين الديني والسياسي

السبت ١١ يناير ٢٠١٤

عاد الحديث عن الحركات الجهادية إلى الساحة بقوة خلال الفترة الماضية، بسبب التطورات التي حدثت في الساحتين السورية والعراقية. حيث يتسيد الحديث عن «داعش» أو دولة العراق والشام الإسلامية الواجهة أخيراً، بين ناقد ومؤيد، أو متشكك. وهو ما يعيد طرح سؤال قديم متجدد، حول علاقة السياسي بالديني في آيديولوجيا الحركات الجهادية المعاصرة. كثيراً ما يتم ربط الحركات الجهادية بشيخ الإسلام ابن تيمية، لكونه من أكثر الفقهاء المسلمين الذين نظروا إلى الجهاد بحكم معاصرته لغزو التتار. الغريب فيمن يعتبر خطاب ابن تيمية بامتداداته السلفية «سبب» التطرف ونشأة الحركات الجهادية، أنه يتجاهل أن تراث ابن تيمية تم تأويله واستخدامه في سياقات مختلفة، متناقضة أحياناً، بحسب النافذة التي ينظر منها إلى هذا التراث. فهناك تيارات إصلاحية دينية قديمة ومعاصرة استثمرت أفكار ابن تيمية من أجل التوفيق - أو التلفيق كما يرى البعض - بين الإسلام والحداثة، وأخرى استخدمت خطابه من أجل صياغة رؤية راديكالية متطرفة للحياة المعاصرة. في هذا السياق تبدو تنظيرات جهاديين مثل أيمن الظواهري وأبومحمد المقدسي وأبوقتادة الفلسطيني، وكتابات آخرين مثل ناصر الوحيشي أكثر أهمية وحضوراً وتأثيراً في الخطاب الجهادي المعاصر من الحديث عن ابن تيمية أو سيد قطب، وإن كان الأخير بأفكاره عن الجاهلية والحاكمية وضع بصمة بارزة في جسد الفكر الجهادي المعاصر لا يمكن إنكارها أو تجاهلها. الإشكال هنا…

آراء

سوريا أم الاتفاق النووي.. أيهما أفضل لإيران؟!

السبت ١١ يناير ٢٠١٤

يعد آية الله علي خامنئي - الرجل الذي لا يسافر إلى الخارج على الإطلاق، ولو حتى لأداء فريضة الحج، ولا يكوّن صداقات على المستوى الاجتماعي ولا يظهر مدليا بأي تصريح لوسائل الإعلام منذ أن صار المرشد الأعلى - شخصا يصعب التكهن بشأنه. يمكن لهذا الرجل، الذي لديه الكثير من السلطات والصلاحيات، أن يطوي أي صفحات لا يحب قراءتها أو تلك التي يكون السياق فيها مخيبا لآماله. وفي هذا السياق، أصابت خيبة الأمل والإحباط هذا الرجل بسبب عدم توجيه دعوة رسمية إلى إيران لحضور مؤتمر جنيف لمباحثات السلام بشأن سوريا الذي سينعقد أواخر هذا الشهر. وفي المقابل، يقول المرشد الأعلى إنه لم يكن متفائلا بشأن جميع المباحثات التي جرت مع الولايات المتحدة منذ بدايتها. وخلال اجتماعه الذي عُقد في قم يوم الخميس 9 يناير (كانون الثاني) الحالي، قال خامنئي إن عدائية الولايات المتحدة في المفاوضات كانت واضحة بجلاء. المفاوضات التي يشير إليها خامنئي لا يجب عدّها سوى مباحثات بشأن البرنامج النووي بين إيران والقوى الغربية، مما نتج عنه نجاح إيران في إبرام اتفاق مؤقت مدته ستة أشهر مع مجموعة «5+1». ومن اللافت للنظر أنه في نفس يوم انعقاد هذا الاجتماع يوم الخميس الموافق 9 يناير، استأنفت إيران ومجموعة «5+1» المباحثات النووية في جنيف أيضا بهدف متابعة الجوانب الفنية للاتفاق، وهو ما…

آراء

«سعلوة» «داعش» التي تجاوزت «القاعدة» في قبحها

السبت ١١ يناير ٢٠١٤

ما بين «النصرة» و «داعش»، والأنبار وحلب و«القاعدة» والعشائر، اختلط الحابل بالنابل، في مشهد سوريالي لا تكاد تبين فيه الحقائق، ومن هو الثائر ومن هو المتطرف والإرهابي. أنصار «القاعدة» يقولون إن «داعش» خرجت عن الجادة، فتسألهم: وهل «القاعدة» على الجادة؟ المتشككون يقولون «داعش صنيعة النظام»، والمقصود بـ «النظام» هنا السوري والعراقي والإيراني! كيف ذلك وهم يكفّرون الشيعة ابتداءً، على غير أهل السنّة الذي يعطونهم فرصة لقبول منهجهم، فإن امتنعوا كانوا مرتدين؟ وزير العدل العراقي حسين الشمري اتهم «رؤوساً كبيرة في الدولة» بتهريب المعتقلين من «داعش» في تموز (يوليو) الماضي من سجنَي أبوغريب والتاجي لتقوية تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» الذي يحارب بشراسة في سورية، وذلك خدمة لنظام بشار الأسد الذي يحتاج وجودَ «القاعدة» لتحويل الثورة الشعبية إلى إرهاب، فيتحول هو بالتالي من ديكتاتور يحارب شعبه المُطالب بالحرية إلى بطل يحارب الإرهاب، غير أن السيد الشمري سحب تصريحاته الخطيرة هذه الثلثاء الماضي وقال إنها كانت مجرد تحليل وليست معلومات. قادة في «الجيش الحر» يؤكدون ما ذهب إليه الشمري، بل استعرض أحدهم صوراً لضباط في الاستخبارات السورية يقفون بفخر مع رجالات «داعش» وقد أطلقوا لحاهم وارتدوا الأسود من الثياب التي أضحت شعار مقاتليها، ولكن لـ «داعش» بلاءها الحسن في الحرب على النظام، فلقد اقتحمت مطار منغ ومراكز عدة للنظام، ولكنها أيضاً…

آراء

«الخروف» السعودي

السبت ١١ يناير ٢٠١٤

خرجت من المحل النسائي الذي يقدم خدمات تجميلية للنساء بأسعار غالية، صحيح أن الوقت كان مساء، لكني لم أكن أحجب وجهي، ما يعني أن هويتي كانت واضحة للشاب الواقف ينتظر خارج الصالون، حالما خرجت ركض نحوي قائلاً: «ندى، هذه هي النقود التي طلبتيها»، ثم مدها لي. قلت له: «أنت غلطان يا خوي»، قال: «آسف». بعدي خرجت فتاة تغطي وجهها وخطفت من يده النقود ثم عادت، أخذت أراقب الشاب وهو يركب سيارته المتواضعة وأنا أقول في نفسي، يبدو أنني شاهدت قصة حقيقية لـ «الخروف السعودي»، وهي الظاهرة التي صارت محل تندّر هذه الأيام بين الشبان والشابات، ومحل تسليط ضوء إعلامي ومحاولة معرفة ما هي أبعاد ظاهرة «الخرفنة». في كل مجتمع من المجتمعات البشرية وفي العلاقات البشرية إنسان انتهازي يستغل حاجة آخر، إما للتقدير أو للحب أو للرعاية أو للترفيه، فلا يقدم له هذه الحاجة من دون أن يقبض في مقابلها مالاً. اليوم هذا النوع من السلوكيات بدأ يظهر ويتزايد بين جيل الشباب من دون أن يأخذ مسماه الحقيقي، بل وأصبح شكلاً من الدعارة الرومانسية، ما أصبح يهدد مفاهيم حقيقية بين الشباب، كالحب والصدق والنزاهة والشرف، السبب يعود إلى أن هذا الجيل نشأ في ثقافة استهلاكية بحتة، وبعضهم نشأ في عائلة عاطفية، لم تعلمه سوى أن يكون أنانياً ووقحاً في تحقيق مطالبه،…

آراء

التحرش الحلال !

السبت ١١ يناير ٢٠١٤

لا يوجد سبب منطقي يدفع الكثيرين منا لمقاومة قانون التحرش كل هذه السنوات، فنحن أولى من الغربيين والشرقيين بوجود مثل هذا القانون الصارم، فنحن محافظون جدا ويفترض أن نكون الأكثر استعدادا لمواجهة جرائم التحرش الجنسي ضد النساء والأطفال، ولكن المشكلة الحقيقية التي لا يريد أن يعترف بها أحد أن التيار المتشدد يقاوم بشراسة مثل هذا القانون لأنه يحد من فرص وصايته على المجتمع ويقلص من قدرته على التدخل في حياة الناس. صدور قانون لمكافحة التحرش يتضمن عقوبات صارمة ضد المتحرشين بالنساء والأطفال سوف يجعل المسألة في غاية الوضوح (واحد زائد واحد يساوي اثنين) والمتشددون لا يريدون ذلك بالتأكيد فهم يفضلون أن تبقى مثل هذه المسائل خاضعة لتقديراتهم كي يحددوا كل حالة وفقا لأمزجتهم وتعريفهم الخاص لمفهوم التحرش، كما أنهم يفضلون دائما إلقاء اللوم على الضحية (وخصوصا المرأة) فهي المسؤولة عن حدوث جريمة التحرش بها وليس الجاني فهي التي تزينت أو خرجت دون محرم أو سارت في طريق خال من المارة ما دفع الجاني للتحرش بها !، وهم يعتقدون – لفرط تشددهم – أن صدور مثل هذا القانون سوف يشجع النساء على ارتكاب المخالفات الشرعية بعد تقييد المتحرشين !، أي أن وجود المتحرشين أصبح ضروريا – بالنسبة لهؤلاء – من أجل ردع النساء اللواتي لا يؤمن شرهن!. ولهذا السبب تكثر التحرشات…