آراء
السبت ٠٢ نوفمبر ٢٠١٣
(١) فجعنا البارحة بوفاة الصديق د. سلطان باهبري إثر سكتة قلبية داهمته في لندن ، يرحمه الله . وقد اكتظ تويتر عبر هاشتاق ( وسم ) #وفاة_الدكتور_سلطان_باهبري ، بالأحزان والذكريات والمواقف والتعازي . و كان لوقع الخبر المفاجئ ، لإنسان اشتهر لدى كل من كان محظوظاً بالتعرف عليه بأنه شعلة دائمة من الحيوية والتفكير والفعالية ، أثراً مضاعفاً في حجم الفجيعة وألم الفراق لإنسان مميز واستثنائي . وضع الصديق الناقد حسين بافقيه تحت وسم العزاء تغريدة موجزة فيها البيت الشعري الشهير : والموت نقّاد على كفه جواهر يختار منها الجياد هل كان يعني الشاعر العباسي ابن النبيه أو الناقد بافقيه حذافير المعنى الظاهري لهذا البيت بأن الموت فعلاً ينتقي ضحاياه من بين أكوام البشر ، مثلما يردد العوام أيضاً بأن الموت ما يأخذ إلا الطيبين ؟! بالطبع لا أحد يؤمن بهذا ، بل الكل يؤمن بأن الموت هو القدَر الوحيد الذي سيذوقه كل الناس .. " اللي يستاهل واللي ما يستاهل و اللي يسوى واللي ما يسوى " ! لكن هذا الإحساس حيال انتقائية الموت يخالجنا عندما يموت ( المميزون ) لأننا نشعر بموتهم ونفجع بغيابهم الذي يُحدث فراغاً يقلقنا ، ما عدا ذلك فإن آلافاً بل ملايين يموتون كل يوم دون فراغٍ بعدهم . الخلاصة ؛ إذا كنتَ…
آراء
الجمعة ٠١ نوفمبر ٢٠١٣
لم نكن نعرف «سريلانكا» إلا من خلال الأيدي العاملة التي تأتي طلباً للرزق، وكنا نسمع أنّ حرباً أهلية تعصف بهذه الدولة، قتلت ودمرت الكثير على مدى ربع قرن. ومنذ سنوات ـ ولله الحمد ـ حلّ الصلح وجاء الهدوء، ومع الاستقرار بدأت وفود سياحية من بلدي والدول الأخرى في زيارتها، وكنت ضمن مجموعة شبابية زارتها لنكتشف كم يحتوي هذا البلد من جمال طبيعة وتواضع شعب. قبل أسابيع وبعد توقع البعض بأن تكون إجازة عيد الأضحى أسبوعاً، جاء القرار بالحجز المبكر لقضاء عطلة العيد هناك مع العائلة، كانت رحلة ممتعة ولله الحمد، زرنا فيها قرى ومدناً ومزارع شاي، وكانت تمرّ لحظاتنا كأنها فيلم وثائقي يصور دولة جميلة وشعباً فقيراً. التقينا ببائع الورد في طريقنا الجبلي على شكل «ZigZag» من قرية رامبودا إلى مدينة نوراليا، ومن ذهب إلى هناك يعلم أنّ شوارعها خطرة ومتعرجة وذات مسار واحد، وأن مسيرة 15 كيلومتراً تحتاج ـ بالسيارة ـ إلى ساعة كاملة. وبينما نحن على هذا الطريق نستمتع بأجواء الطبيعة الخلاّبة إذا بطفل يهتف من أعلى الجبل ويلوّح بورود في يديه، وفجأة - بعد لحظات - رأيت الطفل نفسه قرب حافلتنا ونحن نتجاوزه، والغريب أنه ظهر أمامنا وللمرة الثالثة حينما كنا نتجه إلى قمة الجبل، فكان يتنقل صعوداً ونزولاً على سلالم بدائية في سفح هذا الجبل، أمام…
آراء
الجمعة ٠١ نوفمبر ٢٠١٣
نعم أشعر بالقلق، لكن ليس بسبب مواقف الغرب الأخيرة من المملكة، التي بدأت تأخذ شكل المواجهة العلنية، وجسدها مؤتمر جنيف الأخير لحقوق الإنسان، والتعليقات والمواضيع التي أعقبته. أشعر بالقلق، لكن ليس بسبب تقارب أميركا مع إيران، دعهم يتزوجوا وينجبوا، لا مشكلة عندي، فهم في النهاية أحرار، ولا أشعر بالقلق، بسبب الوضع العربي المتهالك وانتشار القتل والتدمير، على سوءه وما يحمله من مآسي إنسانية عظيمة. القلق الحقيقي لدي كسعودي، هو البيت الداخلي لهذا الوطن العزيز، فالمملكة وكما أشرت وأشار غيري بحاجة ماسة إلى إعادة الهيكلة بالكامل وفي مجالات عدة. فالأنظمة الإدارية متهالكة، وقد عفا عليها الزمن. الفساد لم يتوقف، بل ينتشر كالنار في الهشيم، على رغم كل ما يبذل من جهود للتصدي له، إذ إننا بحاجة كما يبدو إلى علاج آخر. معايير الجودة في الأداء لدى الموظف الحكومي غائبة، ولا فرق بين من يعمل بجد ويلتزم بالدوام الرسمي وينجز ما بين يديه من مهمات، وبين من يقضي الصباح بين الصحف وكبدة الحاشي والخروج المتكرر من العمل. الأدهى من ذلك أن المدير أو حتى الوزير لا يملك الصلاحية بفصل أحد حتى لو ارتكب أكبر الأخطاء في عمله. «نعم» قد يعاقب بطريقة خجولة، لكنه باقٍ في عمله. التعليم ومنذ أعوام مع إعلان الدولة برنامج التطوير الضخم، ما زال مخترقاً، ويئن تحت وطأة الفكر…
آراء
الجمعة ٠١ نوفمبر ٢٠١٣
عندما كانت الاشتباكات تعود للاشتعال في طرابلس الشام بين محلة جبل محسن العلوية وأحياء المدينة الملاحقة والمجاورة ويسقط فيها المزيد من القتلى من أهل المدينة وليس من المسلحين الذين يشتبكون منذ سنوات بحسب إرادة النظام السوري وحلفائه من حزب الله - كان المسلحون «الإسلاميون» من ثوار طرابلس الغرب السابقين واللاحقين يحاولون فض اجتماع للمؤتمر الوطني (البرلمان) بالقوة، خشية أن يناقش المؤتمر اقتراحا بحل تجمعات المسلحين هؤلاء، وإنهاء صلاحياتهم الأمنية، والذين سبق لهم قبل أسبوعين أن احتجزوا رئيس الحكومة لمدة ست ساعات لإرغامه على الاستقالة! إن الأوضاع الأمنية والسياسية سيئة جدا في ليبيا وسوريا والعراق واليمن ولبنان والسودان، والأسباب واحدة، وكذلك الظاهرة: ففي كل من هذه البلدان العربية تحاول قوى سياسية، وميليشيات مسلحة، وفي السلطة وخارجها، ومن البلاد ومن خارجها، الغلبة على الأرض، أو استمرار التغلب والسيطرة. والشعارات واحدة: الانتصار للإسلام أو الانتصار باسمه أو مصارعة أميركا وإسرائيل، نعم مصارعة أميركا وإسرائيل! أما كيف يكون إرهاب الناس وقتلهم عملا من أعمال الجهاد والممانعة والمقاومة، فهذا أمر لا يتردد في الجهر بمعقوليته وضرورته القائمون على عمليات القتل والتفجير والتخريب، ومن طرابلس الشام إلى طرابلس الغرب، وما وراء الشام والغرب. ولست أقصد بذلك فقط النظام الأسدي الذي تجاوز عدد ضحاياه المائة ألف، وعدد مهجريه بالداخل والخارج السبعة ملايين؛ بل ومسلحي حزب الله وحلفائه…
آراء
الجمعة ٠١ نوفمبر ٢٠١٣
بمناسبة نجاح الأجهزة الأمنية المعنية، في إلقاء القبض على الشباب المستهترين، الذين قاموا بالاعتداء الوقح على الشابات اللواتي كن خارجات بكل أمن وسلام، من أحد المجمعات التجارية، في المنطقة الشرقية؛ وقاموا بكل بجاحة وصفاقة واستهتار، بتصوير فعلتهم الشنيعة هذه وبثوها عبر قنوات التواصل الاجتماعي؛ غير مبالين بردة الفعل لا الرسمية ولا الشعبية، على جريمتهم النكراء هذه.. السؤال الذي يطرح نفسه علينا وبإلحاح وأمانة، هو: ما الذي دفع أبناءنا لفعل ذلك ببناتنا، وببرودة أعصاب، وكأنهم، ليسوا من بيوتنا هذه ومن بلدنا هذا، ولكن كأنهم ليسوا من كوكبنا هذا؟! كل جريمة ترتكب، وخاصة تلك الجرائم التي تدخل ضمن "الجرائم ضد أمن وسلامة أحد مكونات المجتمع"، لا تحدث بدون أن يسبقها تمهيد ثقافي وبيئة اجتماعية حاضنة لها، تريح ضمير فاعلها، وتجعله لا يأبه بردة الفعل ضد جريمته، ولا يتوقع بأنه سيحاسب على فعلته، لكون أن هنالك من سيتطوع ويدافع عنه كضحية، ويرمي الجرم على الضحية نفسها، خاصة إذا كانت امرأة أو فتاة. كما يقال باللهجة الشعبية "امسكوا عنزكم، ما يجيها تيسنا"!! وهذا المنطق البهيمي، ليس جريمة بحق المرأة أو الفتاة؛ ولكنه جريمة أيضاً بحق المجتمع كافة، حيث تمت إحالته إلى مجتمع "بهائمي" مكون من قطعان من البهائم، رجاله قبل نسائه. إن بث ونشر مثل هذه الثقافة "البهيمية،" هو ما أعنيه بالحاضنة الثقافية والاجتماعية،…
آراء
الخميس ٣١ أكتوبر ٢٠١٣
جميل جداً هذا الازدهار السياحي الذي تشهده دولتنا، خاصة في مواسم الأعياد والمناسبات الوطنية والإجازات، حيث يتدفق الأشقاء من دول مجلس التعاون الخليجي، والسياح من مختلف مناطق العالم على بلادنا، وتبلغ نسبة الإشغال في فنادقنا 100% خلال هذه المواسم، رغم الزحام الشديد الذي يسببه هذا التدفق في شوارعنا ومراكزنا التجارية، لكنه زحام إيجابي، يدل على مدى هذا الازدهار الذي نتحدث عنه، ونتمنى أن يستمر ويتنامى. وإلى جانب الجاذبية التي تتمتع بها دولتنا بمدنها المختلفة، والتي هي بالتأكيد العامل الأول في انجذاب الأشقاء الخليجيين والسياح الأجانب إليها، فإن العروض المغرية التي تقدمها فنادقنا وناقلاتنا الوطنية تمثل هي الأخرى عوامل جذب مهمة في استقطاب الزوار، وتشجيعهم على اتخاذ قرار التوافد على دولتنا لقضاء إجازاتهم فيها،. والاستفادة من التسهيلات التي تقدمها لهم هذه الفنادق والناقلات، والتمتع بالمرافق الموجودة في مدننا التي تضاهي أكثر المدن تقدماً، إلى جانب استغلال مهرجانات التسوق، والتنوع الذي تتمتع به أسواق الإمارات ومراكزها التجارية، على النحو الذي يناسب ذوي الدخول المختلفة، وفق مستوياتهم وإمكاناتهم المادية. كل هذا جميل، ويصب في الاتجاه الصحيح الذي تنتهجه دولتنا لتشجيع السياحة، وجذب السياح من مختلف الجنسيات، لجعل دولتنا التي تشهد ازدهاراً اقتصادياً وحضارياً وثقافياً، وجهتهم الأولى، لكن الأجمل منه لو أن هذه العروض التي تقدمها فنادقنا وناقلاتنا الوطنية شملت مواطني الإمارات وسكانها الذين…
آراء
الخميس ٣١ أكتوبر ٢٠١٣
لم أتوقع أن أقوم بأداء فريضة الحج هذا العام، ولكني وقبل أسبوع من وقفة عرفات؛ فوجئت بصديقي السفير النشط أحمد قطان سفير المملكة العربية السعودية في مصر يحدثني تليفونيا ويزف إلي الخبر السار بوجود دعوة لي ولصديقي الكاتب الكبير صلاح منتصر. كان النداء والدعوة لزيارة بيت الرحمن أجمل وأعز هدية تلقيتها هذا العام وقد غسل الخبر النفس والروح من ألم الظلم الذي تعرضت له.. وهناك وفي الأراضي المشرفة دعوت الله في كل موضع وطأته قدمي بأن يكفي مصر الحبيبة شر الفتن والإرهاب وأن يعيدها لنا بلد الأمن والخير.. كانت الأجواء روحانية لم تخل من أحداث ومفاجآت لم أكن أتوقعها. فلقد فوجئت بالعميد المهندس خالد بن عبد الله الحسينان ضابط التموين والصيانة بمكتب وزير الدفاع رئيس لجنة التنظيم للحج وهو في الحقيقة ضابط منضبط؛ استطاع من خلال ابتسامة جميلة أن ينال حب أكثر من 2000 حاج يمثلون فوج الحجيج المسؤول عنهم، واستطاع أن يوفر الراحة لكل حاج وأن يقدم لنا نموذجا للضابط الملتزم على أعلى مستوى من الرقي والأخلاق.. فوجئت به وقد جاء لمقابلتي ومعي الكاتب صلاح منتصر وقال من دون مقدمات إن هناك حفلا سوف يقام لي تكريما لدخولي دين الإسلام!! وقلت له من قال ذلك؟ قال: إن بعض الحجاج المصريين هم الذين أشاروا بذلك؛ ولذلك اتفقنا على تكريمك لدخولك…
آراء
الخميس ٣١ أكتوبر ٢٠١٣
لا يمكننا - كمسلمين- إلاَ أن ندين وبشدة حادث الاعتداء الآثم على كنيسة (العذراء) بمنطقة الوراق بالقاهرة والذي أسفر عن مقتل 4 أشخاص وجرح 17 آخرين من المواطنين المصريين الذين يحتفلون بزفاف قريبهم وسط بهجة المهنئين. وحسب شهود عيان، فإن اثنين من المسلحين الملثمين كانا يستقلان دراجة بخارية قاما بإطلاق وابل من الرصاص من سلاح آليّ ولاذا بالفرار، تاركين أصحاب الفرح مضرجين بالدماء دون وجه حق. هذا العمل- مهما كانت دوافعه ومن يقف وراءه- يشكل انتهاكاً صارخاً لكل القيم الإنسانية والوطنية، ولا يجوز التسرع في إلقاء التهم الجزافية - على أي طرف- عن مسؤوليته عن الحادث قبل وقوع المجرمين اللذين قاما بالعملية في يد القضاء. نقول: (مجرمين) نعم .. لأن كل من حاول أن يقتل الحياة- حتى لو كانت شجرة - يُعتبر مجرماً! ذلك أن رسول الأمة صلى الله عليه وسلم قال بما معناه: «لو قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها». وهذا تأكيد سام لقيمة الحياة حتى لآخر لحظة كتبها الله للحي، ولا يجوز لأي كائن أن يسلب هذا الحق الإلهي ويوقف الحياة بأية طريقة، مهما كانت الدوافع. لقد أعجبني القول التسامحي لمن استَشهدَ بكلمة من البابا (تواضروس): «لو ضربوا جميع كنائس مصر سنؤدي الصلاة في المساجد»!. وهذه الكلمة تحمل معاني الوطنية الصادقة والانتماء لمصر، مهما كانت الديانة أو…
آراء
الخميس ٣١ أكتوبر ٢٠١٣
عندما تكون زعامة الفريج يكون من حقك أن توقف سيارتك بالعرض بدلاً من الطول، وتأخذ مواقف ثلاث أو أربع سيارات، عندما تكون زعامة الفريج يحق لك وضع عزبة في المنطقة السكنية دون أن تلاحقك القوانين الدولية، وذلك ببساطة، لأن العزبة الـ«غوانتانامية» لا تقع ضمن خريطة منزلك الرسمية الصادرة عن دائرة التخطيط والمساحة. عندما تكون زعامة الفريج والشرطي الوحيد في الفريج أحادي القطب، فإن لك الحق بأن تلعب في ملعب الفريج في أي وقت تكون وفريقك جاهزين أو لديك الشعور أو الرغبة في اللعب، حتى وإن لم يكن هناك فريق منافس! لذلك، لا يمكن لأحدنا أن يسأل الأمة الأميركية العظيمة لماذا تلعبون الـ«فوت بول» باليد؟ هم أحرار! هم الزعامة، لذلك فقد غيروا قواعد اللعبة كلها، سموها كرة القدم الأميركية، ويلعبونها باليد، وللمعترض حق اللجوء للقضاء الذي لا يمكن تطبيقه، بناء على قوانين مكافحة الإرهاب، وبناء على وجود العزبة في كوبا القريبة! قام الأميركان بتغيير أبعاد الملعب، وبالطبع هم يفضلون الحساب بالياردة والقدم، والوزن بالرطل والباوند، ما يجبرك على حمل آلة حاسبة باستمرار لمعرفة المقاييس التي يتحدثون عنها، كما قاموا بتغيير عدد اللاعبين بحيث يوجد في كل فريق لكرة القدم الأميركية خمسون لاعباً، يدخل الملعب منهم أحد عشر، يتناقلون الكرة بخبث ودهاء حتى الوصول إلى خط النهاية لدى الفريق الخصم، وتسمى المباراة…
آراء
الخميس ٣١ أكتوبر ٢٠١٣
قبل أيام قليلة فحسب، استمعت في لندن، وأنا حزين وأشعر بالصدمة، لأحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري وزعماء المعارضة السورية المعتدلة، وهم يصفون كيف يضطر السوريون العاديون غير المنخرطين في القتال الدائر في البلاد، إلى أكل الكلاب والقطط الضالة حتى لا يموتوا جوعاً في حملة حرمان يشنها نظام الأسد. العالم يعلم بالفعل أن الرئيس السوري استخدم أسلحة كيماوية ضد مواطنيه وارتكب عمليات قصف بلا تمييز واحتجاز اعتباطي واغتصاب وتعذيب ضدهم. لكن هناك أمر آخر لا يتعين التهاون فيه أيضاً، وإن كان يخفى على العالم إلى حد كبير، وهو المنع المنهجي للمساعدات الطبية وإمدادات الغذاء والمساعدات الإنسانية الأخرى لقطاعات كبيرة من السكان. وهذا المنع لأبسط حقوق الإنسان يتعين أن ينتهي قبل أن تتخطى حصيلة قتلى الحرب، التي تتجاوز حالياً 100 ألف قتيل، مستوى كارثياً آخر. ودفع ظهور تقارير عن سوء تغذية حاد في قطاعات واسعة من سوريا بسبب حصار النظام، مجلس الأمن الدولي إلى توجيه بيان للرئيس السوري كي يسمح بدخول المساعدات الإنسانية على الفور. ويتعين على كل الدول أن تتحرك الآن لدعم موقف الأمم المتحدة. ويتضمن هذا حكومات سمحت لحلفائها السوريين بأن يعرقلوا أو يفسدوا جهود المساعدات الحيوية التي يجيزها القانون الدولي للأغراض الإنسانية. وببساطة، يتعين على العالم أن يتحرك بسرعة وبحسم ليقدم المساعدات التي تحفظ حياة المدنيين الأبرياء الذين…
آراء
الخميس ٣١ أكتوبر ٢٠١٣
احتفل مؤيدو أحد مشايخ الإعلام خلال اليومين الماضين بوصول قدوتهم إلى سبعة ملايين متابع في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، في تظاهرة إلكترونية تحمل في ثناياها الكثير من المعاني التي -جلها- تدل على سذاجة فردية وتبعية سطحية لرقم لا يعني في حقيقته إلا مجموعة من المهتمين بمتابعة شخصية متناقضة ورؤية استعراضية استغلت حقيقة كون المجتمع ينجذب للظواهر الصوتية. يرى هؤلاء أن الرقم الكبير من المتابعين هو دليل على حب المجتمع لتلك الشخصية الفاضلة، وفي الوقت نفسه ينسون أن الأتباع في وسائل التواصل الإلكتروني أغلبهم جموع تتلذذ بالتقرب من الشخصيات المثيرة بكل معاني الإثارة، السلبية والإيجابية، وأن من يجلس خلف لوحة المفاتيح غالبا ما يكون ممن يفضل أن يقف موقف الخصم بدلا من موقف المؤيد في ساحة تسير تلقائيا في اتجاه الاختلاف أكثر من اتجاهها نحو التلاقي والاتفاق. التاريخ يوثق لنا أن هتلر كان قد استطاع أن يجمع خلفه أمة كاملة متحدة في رؤية مريضة إقصائية عنصرية، في مقابل غاندي الذي جمع صوت الشعب الهندي كله لينهض سلميا في سبيل تحرير البلاد من الاحتلال الإنجليزي، ولنتعلم من هذا التاريخ كذلك أن عدد الجموع ليس دائما دليلا على نبل من تتبع، وأن الزعيم قد يكون ورقيا بفعل صناعة الجموع. كتبت في السابق أن لديدي غاغا المغنية الأميركية المثيرة للجدل تربعت ولا زالت على…
آراء
الأربعاء ٣٠ أكتوبر ٢٠١٣
أضاعت قيادة جماعة «الإخوان» المصرية، التي تعودت على أجواء «المحنة» التاريخية وطقوسها، «منحة» لم تحلم بها هي ومن سبقوها في هذه الجماعة على مدى تاريخها. فقد أساءت إدارة السلطة التي صعدت إلى أعلى مستوى فيها عندما تولى د. محمد مرسي رئاسة الجمهورية في الأول من يوليو 2012. وكانت هذه السلطة «منحة» كبرى حصلت عليها الجماعة دون أن تستوفي من استحقاقاتها سوى التنظيم القوي الذي حافظ على تماسكه رغم الضربات الأمنية الكبيرة التي تعرض لها مرات، والملاحقات التي لم تتوقف منذ أربعينيات القرن الماضي. فقد ملأ هذا التنظيم الفراغ، الذي شهدته مصر عقب انتفاضة يناير 2011، لأنه كان هو الأكبر والأكثر قوة بعد عقود «ماتت» فيها السياسة الحزبية التنافسية القائمة على رؤى وبرامج وخطط وأخلت الطريق أمام «سياسة» الاتجار بالدين والتوسل بالخدمات الاجتماعية. غير أن التنظيم الذي كان هو مصدر القوة الوحيد لجماعة «الإخوان» في لحظة بحث فيها المصريون عن بديل يملأ الفراغ الذي ترتب على تفكك سلطة حكمت البلاد لعقود، صار هو مصدر ضعفها الأساسي عندما تولت الحكم بعد فوز مرشحها بالانتخابات الرئاسية الأخيرة. فقد كان التنظيم القوي قادراً على استثمار أخطاء السلطة التي أخذت تتفاقم منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي، وملء الفراغ الذي نتج عن تفكك هذه السلطة بفعل انتفاضة 25 يناير. لكنه لم يكن مؤهلاً لتولي السلطة، ناهيك…