آراء
الثلاثاء ١٨ يونيو ٢٠١٣
عندما تحدثنا أمس عن نقص الفنيين في بعض مستشفيات دولة الإمارات وكيف أنها مشكلة عامة لابد من معالجتها بتشجيع الدارسين من الطلاب على التخصص في هذا المجال، تفاعل وتواصل معنا عدد من الاطباء الذين قضوا سنوات في هذه المهنة في حين ترك بعضهم إياها لأسباب مختلفة. يلاحظ الجميع في الإمارات توجه أعداد كبيرة من خريجي كليات الطب في الدولة وخارجها، والكفاءات منهم ممن أنفقت الدولة على إكمال تعليمهم العالي حتى أصبحوا متخصصين في مجالات طبية دقيقة، أنهم يتوجهون للعمل الاداري بدلا من ممارسة مهنة الطب نفسها والاسباب في ذلك معروفة أهمها الراتب وسرعة التطور في السلم الوظيفي وسهولة الممارسة العملية التي لا يمكن مقارنتها بعمل الطبيب الذي يواجه تحديات أكبر من تلك التحديات التي يواجهها أي إداري يعمل في المنشآت الصحية. التوجه نحو العمل الاداري في المجال الطبي والذي نشهد اتساع دائرته بين أطبائنا المواطنين، أن لم نكن مبالغين، أسهم بدرجة كبيرة في تراجع نسب التوطين في مهنة الطب، وفي تراجع مستوى القطاع الصحي الذي لا يتقدم بالإدارة وحدها بل بأداء الاطباء والفنيين العاملين فيه، وهذا التوجه نحو العمل الاداري في هذا القطاع الحساس أسهم إيضا في خسارة كفاءات وطنية قضت سنوات من عمرها في الدراسة والتخصص، إلا أن الموافقة على التحاقها بالعمل الاداري قضى على خطة الاستثمار فيها لتطوير…
آراء
الثلاثاء ١٨ يونيو ٢٠١٣
• من حق الداعية أن يتحدث إلى المسلمين في العالم وأن يشاركهم أحزانهم مثلنا تماماً، لكن في القضايا المفصلية من واجبه أن يتعلم أبجديات الوطنية أولاً، وألا يتحول إلى أداة تهييج تنعكس سلباً على ما في الدار ومن فيها. في الأصل هو داعية فقط، وليس متحدثاً رسمياً باسم الملايين من الشعب. ـ أحياناً يتخطى حماس الداعية قدرته على التفكير، ووزن الأمور والنظر إلى الأحداث بشمولية، وقد يعتقد مع كثرة المعجبين وفوران المواقف أنه فوق الوطن وأن له الحرية الكاملة في التصرف على هواه، وفي قول ما يؤذي وطنه ولو على المدى البعيد. • انفلات الداعية أخطر من انفلات الإرهابي، الثاني دماره ذاتي بحت، وحتى لو قام بالقتل فمصيره واضح ومعلوم للجميع. أما الأول فقد يفرخ العشرات من الإرهابيين والمندفعين دون أن يدري، ولن تشفع له نيته الحسنة أو عدم تقديره للأمور. • مشاركة الداعية أقرانه من خارج الوطن لا تعني أنه وصل إلى العالمية، أو أنه مهم ووجوده ضروري، لكن كل هيئة أو منظمة إسلامية في هذا العالم تحرص على تطعيم نفسها بسعودي أو اثنين كي تكتمل الصورة ويقتنع الجمهور بصوابية الخطاب، إنها قيمة وطن لا داعية. • في لحظات انفلات كثيرة تشعر أن بعض الدعاة لديهم استعداد سطحي للانضمام إلى أي صوت خارجي، ودغدغة مشاعر الناس بما ظاهره الرحمة…
آراء
الإثنين ١٧ يونيو ٢٠١٣
هناك من يجبرك على تغيير خط سيرك، وإعادة ترتيب خططك، ونفض الغبار من على أرفف مكتبتك. يأتيك من حيث لا تعلم، يباغتك بقسوته، يفرغ فيك رصاص جبروته، ويرش الملح على جروحك، ويلقى بك على قارعة الطريق، وحيداً على رصيف حياتك. تلتف حولك ولا تجد غيرك، إن أحد تلك الأوقات التي عندما تريدهم ولا تجدهم، ماذا ستفعل الآن؟ كل الخيارات تبدو صعبة، مثقل أنت بالجروح ولا قدرة لك بالمسير، والطريق صعب وطويل، تبدأ بالتفكير حينها بشكل مختلف وجدي، وتقرر أن تنظر لحياتك بمنظور آخر، قسوة الأيام أيقظت ما كان نائماً في ذاتك، ستبدأ كما بدأ غيرك تزحف ببطء لمستقبلك، وتجد نفسك في الطريق الصحيح تقترب أكثر من أهدافك، وأقرب من أي وقت مضى لتحقق نجاحاتك. كل شيء أصبح مختلفاً الآن، والطريق أقصر! سبحان من غيره وغيرك، تتذكر بعدها بفرح طلقات القسوة ورصاصات الألم وتبتسم! أين أنت الآن وأين هم! قبل أن تفاجأ الجميع فاجأت نفسك، بقدرتك على الوقوف ثانية ومعرفة مكامن قدراتك. وفي الصفحة الأخيرة من قصتك تلقي التحية عليه من فجر بحقده براكين الإبداع وأنار طريقك، بجهل أراد لك السقوط وبقوتك وقفت ثانية. تحية ونسيان لأوراق الخريف المتساقطة من على أغصاني، سيأتي الربيع و تزهر ثانية أغصاني. تحية وغفران لكل الكوابيس في أيامي، سأنهض قريبا وأحقق أحلامي شكراً تعلمت منكم…
آراء
الإثنين ١٧ يونيو ٢٠١٣
يمكث العرب كثيراً في الماضي، ويتعلقون في حالة وجدانية مفرطة بالتاريخ الذي لم يعايشوه، ولكنهم يقرؤونه عبر الكتب التي تبالغ وتكتب بمزيد من العاطفة، وينحاز الفرد العاجز والفاشل إلى الاعتداد بوالده أو جده أو أسرته أو قبيلته، المهم لديه هو أن يجد مشجباً يفتخر به أمام فشله مما يحقق لنفسه سلاماً داخلياً، وهكذا هم العرب جميعاً أقواماً وأفراداً يركنون إلى التاريخ يستخرجون منه أمجادهم بما يحقق لهم الرضا أمام عجزهم في الحاضر عن مواكبة العصر وأمام تخلفهم قياساً بتقدم الأمم الأخرى. وما لم يتخلّ العرب عن خاصية الركون إلى الماضي وسرد ما كان من الأمجاد فإنهم سيبقون عالة على أنفسهم ولقمة سائغة لغيرهم. الولايات المتحدة الأميركية هي أفضل مثال على دولة تتصدر دول العالم، وهي بلا تاريخ سابق أو ماض مشرف، وإنما هي تجربة بشرية ومغامرة إنسانية قادت إلى تشكل هذه الدولة من أعراق وديانات ولغات متعددة، لكنها جميعاً انصهرت في مصلحة مشتركة وأهداف واحدة على نحو جعلها تقود العالم المتحضر. وفي المقابل فإن دولة عربية مثل مصر تركن في زيادة دخلها القومي إلى تاريخ ولى وعلى أحجار تقف شاهدة على حضارة فرعونية عريقة، وكان على مصر أن تجعل البراعة التاريخية حافزاً لحاضرها، لكن ما يحدث هو عكس ما يجب، حيث تعاني مصر من ترهل بيروقراطي يضغط بثقله على الخدمات…
آراء
الإثنين ١٧ يونيو ٢٠١٣
ماذا يعني أن يعلن شيخ، الجهادَ من القاهرة ضاربا عرض الحائط بسيادة الدولة المصرية؟ أولى علامات سيادة الدولة هي انفرادها من دون غيرها على أرضها بقرار الحرب والسلام. هذا القرار في نظام الدول ذات السيادة تملكه الدولة ولا تملكه الجماعات، هذه أولى خصائص الدولة الحديثة التي من دونها ينتفي النظام الدولي الذي أسست له معاهدة وستفاليا 1648. هذه المعاهدة أرست مفهوم سيادة الدولة المطلقة في داخل أراضيها وحقها في التمثيل الخارجي، معاهدة دولية محورية انبثق منها النظام الدولي والعلاقات الدولية والتي تطورت للنظام العالمي الذي نشهده الآن. ومن هنا يكون إعلان الجهاد الذي أصدرته مجموعة في القاهرة تسمي نفسها «علماء الأمة» أمرا شديد الخطورة بالنسبة لمستقبل الدولة العربية الحديثة من عمان إلى المغرب.. إذ ينتقل هنا قرار إعلان الحرب (الجهاد) من قبضة الدول وينتقل إلى الجماعات، وبهذا تنتفي أول أعمدة الدولة وهو السيادة. بداية بالنسبة لمصر يكون السؤال: هل ترهلت الدولة المصرية في عهد الإخوان للدرجة التي تتخلى فيها عن سيادتها في قرار الحرب والسلام؟ ومتى بدأت هذه الظاهرة في النظام الإقليمي العربي؟ وإلى أين تنتهي؟ هل في لحظات الأزمات وغياب الاستراتيجيات تلجأ بعض الدول لحلول نهايتها المنطقية هي أن الدولة تقوض أساسها بنفسها؟ الحالة الواضحة التي انتزعت فيها جماعة مسلحة قرار الحرب والسلم من الدولة وخلخلت أركانها وانتهكت سيادتها…
آراء
الإثنين ١٧ يونيو ٢٠١٣
الأوضاع تتغيّر، والمواقف تتبدل، وغالبية الشواهد تؤكد حدوث تغيرات في المواقف الدولية تجاه الأزمة السورية، وأن الفشل والعار اللذين ظلا يلاحقان حركة المجتمع الدولي سيتغيران خلال الأيام القليلة المقبلة، عبر طرح آليات جديدة «غير ناعمة» تتناسب مع بشاعة النظام السوري المستمر في القتل والتشريد والتدمير، المساند من إيران، و«حزب الله» اللبناني ميدانياً، ومن روسيا سياسياً. أول الشواهد الواضحة، الحركة الديبلوماسية السعودية النشطة خلال الأيام الأخيرة بوجود الأميرين سعود الفيصل وبندر بن سلطان في عواصم عدة، وقطع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إجازته الخاصة التي كان يقضيها في المغرب، وعودته إلى بلاده، نظراً إلى تداعيات الأحداث في المنطقة، وتطورات الأزمة السورية وإعلان ذلك رسمياً. الشواهد الغربية، مراجعة الرئيس الأميركي باراك أوباما حساباته في شأن الثورة السورية، وإعلان موافقة إدارته على تسليح المعارضة، بعد أن ظلت فترة طويلة متذبذبة ومرتبكة ومتحفظة على تسليح الجيش الحر، وذلك بعد إعلان واشنطن وباريس ولندن أن نظام دمشق استخدم السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري. أيضاً، إفصاح البيت الأبيض أن أوباما وكاميرون والرئيس الفرنسي هولاند والمستشارة الألمانية مركل ورئيس الوزراء الإيطالي انريكو ليتا بحثوا في اتصال عبر الدائرة التلفزيونية لمدة ساعة مساء (الجمعة) الماضي، موضوع سورية، بما فيه قضية استخدام النظام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، وكيفية دعم انتقال سياسي عاجل لإنهاء هذا النزاع. شواهد إقليمية،…
آراء
الإثنين ١٧ يونيو ٢٠١٣
بدأت دبي بتقديم عروضها للفوز باستضافة معرض «اكسبو 2020» الذي يمثل منصة مهمة لمعالجة قضايا وتحديات النوع البشري وكل أنواع الأحياء الأخرى في همومها الكونية. وتواجه دبي منافسة أربع مدن هي (حسب الترتيب الأبجدي العربي): إزمير التركية، وإيكاترينبرج (روسيا) وأيوتهايا (تايلند)، وساو باولو (البرازيل). كيف لدبي المدينة الناشئة أن تواجه هذه المدن ذات الأسماء الرنانة وحفرت أسماءها أخاديد في التاريخ وما قبل التاريخ.. سنعرف المفارقة، والبصمة السرية السحرية، فقط حينما نتخيل أن دبي تقدمت لاستضافة المعرض قبل 50 عاماً فقط.. ماذا ستكون عليه الحال..؟ ستصبح دبي نكتة المواسم والمنتديات لو فعلت ذلك، أيام العوز والكفاف والعزلة، إذ كانت قرية تنتظر أن يعود الصيادون بعشاءات الأطفال الغرثى الكسيري الخواطر. وما كان سيدور بخلد حاكمها الفذ، آنذاك، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، أن يرمي بدبي في تيه المقامرات وأبعد من الدرواز، لتنافس أي مدينة أخرى، بما في ذلك مدن مجاورة. لأن دبي كانت مدينة ـ قرية تترعرع، في فضاء قاحل وموحش، يعافر سكانها الغبار وصبوخ البحر، وليس لها من قوة حضور إلا قبس من ومضات الضياء الحالمة في ذهن حاكمها الذي لم يكن يملك أية موارد مهمة ولا مقومات يعول عليها لتحقيق حلم يعتد به. ولكن الأمير الفذ أمسك بقبس الومضة، ومزجه بروح متطلعة كي يكون نوراً وضياء. ثم حول الضياء…
آراء
الإثنين ١٧ يونيو ٢٠١٣
أدوات التواصل الحديثة تشعرك بارتجاج عنيف، إذ ليس هناك شيء مستقر في مكانه. في كل دقيقة وأنت في حال، فتقلبات الأحداث تجعل من جريانها أداة تحريك مستمر، ولأن الواقع السياسي يغلي في بقاع مختلفة من عالمنا العربي، وهو واقع استخدم فيه الدين من جميع الأطراف بحثا عن التأيد والاستقطاب، وحول هذا الوضع انقسم الناس بين مؤيد ورافض لذلك الواقع، وتفلتت أعصاب المختلفين، مستخدمين لغة حادة في التراشق لا تتناسب مع الحجج الدينية المرسلة من الأطراف المتجادلة، وغدا الجميع إما مدافعا أو مهاجما مسخرا كل الإرث الديني لاظهار صدق دعواه في ذلك الاختصام الحاد. ولأن واقعنا سريالي، كان لا بد من ظهور نماذج سريالية مصاحبة له تتناسب مع الوضع القائم. فمع انطلاق الدعوة للجهاد في سوريا من قبل مجموعة من المشايخ (والتي أسقطت شرط أن يكون إعلان النفير من قبل الحاكم) تسابقت الأصوات المؤيدة في إشعال جذوة الحماسة في روح الشباب من غير أن يكون للداعين تواجد على أرض المعركة!! ومع تطاير غبار الكلمات باسم الدين ظهر المهدي المنتظر ليخلصنا من واقعنا المر... هكذا. إذ بدأت تصل روابط لموقع إلكتروني يعلن فيها المهدي المنتظر عن ظهوره والمطالبة ببيعته، مبينا موقفه من الدعوة للجهاد في سوريا. والمهدي المنتظر هذا أغفل العلامات الكبرى التي تسبق ظهوره ضاربا بها عرض الحائط، ولم يكترث بأن…
آراء
الإثنين ١٧ يونيو ٢٠١٣
أستأذن الإخوة الكرام، وقدوتنا من أصحاب الفضيلة ومن طلبة العلم أن يعيدوا ضبط مطالبهم على الفضائيات والمنابر بالنفرة والنصرة للشعب السوري رغم آلاف الصور المؤلمة والموغلة في الوحشية وانتهاك الكرامة الإنسانية. أستأذن آبائي الكبار من العلماء وإخواني من طلبة العلم حين أدعوهم إلى دراسة فاحصة لمآلات وخراج الأنموذج الأفغاني الذي شوه في النهاية كل القيم الإسلامية السامية العليا لمفهوم (الجهاد)، وألا نكرر ذات التجربة في الأنموذج السوري. سورية ليست أبداً بحاجة إلى مقاتلين بقدر ما هي بحاجة إلى مواقف شعبية وسياسية وإلى الدعم المكتمل على كل الأصعدة. الشعب السوري سيدفع قريباً مثل الشعب الأفغاني، ثمناً باهظاً لكل الذين يحاربون عنه بالوكالة، ومن أجل مستقبل هذا الشعب أرجو أن نتدارس الأمر بعقل قبل أن نضع سورية في الطابور خلف الأنموذج الأفغاني. سورية لا ينقصها مئات آلاف الشباب من داخلها، وحتى من خارجها، فإن أرقام حركة الإخوان السورية وحدها تتحدث عن خمسين ألف شاب في دول الجوار. في أفغانستان كنا نشحن الآلاف في عشرات الطائرات، وكانت الطائرات تعود إلينا بآلاف الأفغان للحياة والعمل، وهذه معادلة مختلة. في أفغانستان نجح الجهاد بامتياز في دحر المحتل، ولكنه في المقابل أيضاً نجح بامتياز في أن تكون أفغانستان مسرحاً فيما بعد لتجار الحروب وتجارب الأجندات المتناقضة ومثالاً استثنائياً لأركان الدولة الفاشلة، وللأسف أن مفهوم الجهاد قد…
آراء
الأحد ١٦ يونيو ٢٠١٣
لأن زعيم حزب الله اعتاد على التمجيد والمديح ثلاثين عاما، لم يعتد يحتمل جلده من يقول له أنت مخطئ لأن ميليشياتك تشارك في ذبح آلاف السوريين. فقد اعتاد على أن معظم وسائل الإعلام العربية تضعه فوق رؤوس الجميع، وتغني له، وتعير به زعماء المنطقة، وتبرر له أخطاءه وخطاياه، هذا إن تجرأ أحد على نقد المقدس، زعيم حزب الله! وبالتالي ليس غريبا أن يظهر غاضبا، لائما، لأنهم ينتقدون جرائم منظمته، ولأنهم يشككون في نواياه، ويحرضون عليه ويدعون لقتاله. بعد سنين من التدليل والتدليس يعتقد السيد أن ملايين العرب، خارج طائفته، عليهم ألا ينتقدوه، أمر غريب حقا! يقتل أهاليهم، ويهين مذهبهم، ويحتل قراهم، ويشرد الآلاف ثم يستنكر رئيس حزب الله على العرب الآخرين غضبهم منه، أمر في غاية الغرابة. إنه بالنسبة لنا ليس شيعيا بل شخص متطرف مثل أسامة بن لادن والظواهري، وحزب الله مثله مثل «القاعدة» وجبهة النصرة وغيرها من التنظيمات الإرهابية. العرب المضحوك عليهم، المغرر بهم لثلاثين عاما، استيقظوا متأخرين لينتبهوا إلى أن حزب الله ليس إلا مجرد أداة تدار من طهران، وأن لطهران سياسة لا علاقة لها بفلسطين، بل لخدمة أطماع إيران في الزعامة والسيطرة. السيد المصدوم من انتقادهم له، يعتقد أن العرب جمع من الخراف يقتلهم ويذلهم ولا يريد منهم حتى أن يستنكروا جرائمه في الإعلام! القذافي يوم…
آراء
الأحد ١٦ يونيو ٢٠١٣
في اللحظة التي يواجه فيها مصيره واستحقاقاته الكبرى، يبدو العالم العربي مشلولاً، كأنه من دون خيارات ومن دون غطاء. ينتظر ماذا ستفعل واشنطن. وواشنطن لن تفعل الشيء الكثير. انكشفت خدعة المقاومة قبل القصير بزمن طويل، لكن التدخل الإيراني في الشام العربي يتوغل وبمساعدة عربية. قوات النظام السوري اضطرت تحت وطأة الثورة إلى الاستعانة بميليشيا «حزب الله»، وبميليشيات أخرى من العراق. خزانة النظام تتآكل بفعل تكاليف الحرب والعقوبات والهجرة المستمرة، ويأتي التعويض من إيران. وعندما تكون حاجة النظام السوري إلى أمنه وأمواله معتمداً على الخارج، يصبح قراره رهينة هذا الخارج. الأردن في حال استنفار وارتباك. في لبنان اختطف «حزب الله» قرار الدولة لصالح المرشد الإيراني. كل ذلك يحصل ومصر غارقة في أزماتها السياسية التي تتوالد في شكل يومي. والسعودية تبدو غارقة في صمت لم تخرج منه بعد. لا يعني هذا أن السعودية لا تفعل شيئاً. هي تفعل، لكن من الواضح أن ما تفعله غير كاف، وأن صمتها لا يساعد كثيراً. ما هو مطلوب ليس في حد ذاته صعباً، لكن تكمن الصعوبة في بطء الحركة وتأخر الاستجابة. لماذا السعودية ومصر؟ لأنهما في هذه اللحظة عمودا المشرق العربي. العراق يخضع لتعايش نفوذ أميركي - إيراني مزدوج، وسورية أغرقها النظام بالدم لأنها تقاوم اختطافها إلى تحالف الأقليات في المنطقة الذي تقوده طهران. لمصر والسعودية…
آراء
الأحد ١٦ يونيو ٢٠١٣
إذا استخدمنا مصطلحات «الربيع العربي»، أمكن القول إن تركيا أنجزت مهمة «الحرية» في 2002، مع وصول «حزب العدالة والتنمية» إلى السلطة. مذاك وهي تخوض معركة الانتقال المديد والمعقد إلى «الديموقراطية». وما الانتفاضة التي تشهدها اليوم بقيادة الطبقة الوسطى المدينية وشبانها، سوى محاولة شجاعة لتقصير ذاك الانتقال وتصويبه، ذاك أن الحزب الإسلامي الحاكم، الذي قاد عملية إزاحة العسكر، أبدى قصوراً ملحوظاً في ما خص التحول الديموقراطي، بسلطانية زعيمه أردوغان وعجزه عن الفصل بين العام والخاص كما بين الديموقراطي والأكثري. ولما استقر حزب العدالة والتنمية طويلاً في السلطة، بات تناقضه مع الانتقال إلى الديموقراطية عبئاً مضاعفاً على الانتقال المذكور. في المقابل، كانت الثورة الإيرانية في 1979 أدلجةً وتمتيناً للاستبداد العادي الذي سبق أن مارسه الشاه البهلوي. وفي ما خص مسألة المواطنة والمجتمع السياسي وحقوق النساء وحرية الاعتقاد والإبداع والإصلاحات الزراعية، وسّعت سلطة الخميني المسافة التي كانت تفصل إيران عن الحرية، وتالياً عن الديموقراطية. في هذا المعنى، هبت الريح الإيرانية على العالم العربي حاملةً فيها الكثير من الوحل، فالوعي الطائفي والملي وجد له صحوة جديدة في صحوتها، والانزياح من الاجتماعي إلى الديني قفز قفزة بعيدة إلى الأمام. وبدورنا استقبلنا، في العالم العربي، ذاك الوحل بكثير من الترحاب، سيما وأن الصراع مع الغرب وإسرائيل بات يتولى، في طهران، تلك المهمة الرجعية التي نُجيدها نحن…