آراء
الإثنين ٢٧ مايو ٢٠١٣
أخيرا، اعترف حسن نصر الله بالجريمة التي يعرفها كل الناس والمتمثلة في إرسال (ثلة قليلة) من مقاتلي حزب الله للدفاع عن كرسي بشار الأسد، وقال في ثنايا خطاب الاعتراف المشين إن المقدمات الخاطئة تقود إلى نتائج خاطئة، وهذا ما سوف يثبته التاريخ، فخروج هذه الثلة من لبنان إلى سوريا سوف يدمر البلدين الشقيقين، ويشعل الحروب الطائفية في كل المنطقة، فيسهل على أعداء العرب تقاسم (الثلل) المتناحرة في بلاد الشام، وتحويل واحدة من أقدم المناطق التي استوطنها الإنسان إلى ساحة مفتوحة للتخلص من الإنسانية يذبح البشر فيها على الهوية!. ** قال نصر الله إن التكفيريين يحاربون الماضي، ونحن نوافقه على ذلك، ولكنه أشار في لحظة غفلة إلى أن هذا الماضي المتعدد بقي كما هو لمئات السنين تحت ظل (الحكومات السنية)!.. فلماذا يضيع هذا الماضي اليوم تحت إدارة الحكومات (غير السنية) في العراق وسوريا؟!.. الجواب بسيط: وهو أن التكفيريين يحاربون الماضي، بينما إيران والأسد وحزب الله يحاربون المستقبل!. ** أكد نصر الله بنبرة تعلوها الحماسة المصطنعة أن حزب الله لا يمكن أن يقف في جبهة تقف فيها أمريكا وإسرائيل ونابشو القبور، بل سيقف في (الجبهة الأخرى) دون أن يسمي أطراف هذه الجبهة الأخرى.. حسنا سوف نختصر الطريق عليه ونقول إن الجبهة الأخرى يوجد فيها بشار الأسد قاتل الأطفال، وإيران التي قمعت شعبها…
آراء
الإثنين ٢٧ مايو ٢٠١٣
الصورة التي تحاشيت النظر إليها في الصحف اليومية وجدتها أمامي على قناة الـ «بي بي سي» البريطانية... شاب نيجيري مسلم، يداه ملطختان بالدم، بعد أن جز رأس الشرطي البريطاني. ظهر بهذه الصورة أمام المجتمع البريطاني الذي آواه وكبُر فيه، كي يقدم لهم فهمه للإسلام وشكل هويته المسلمة، وعلى صيحات «الله أكبر الله أكبر». هذه الصورة تغذّى عليها الإعلام المتطرف الغربي والمعادي للإسلام والمسلمين بشهية فائقة. ركض ينكث في عفش وعقل المسلمين، ويؤكد أن هذا هو عنوان الإسلام المتوحش الذي يقتل أبناءهم ويستنزف أموالهم ويتمتع بحمايتهم، بينما سيركض الإعلام المسلم ينكر مسؤولية الإسلام عن هذه الجريمة، متهماً المجتمع البريطاني الذي نشأ فيه هؤلاء الشباب، فلفظهم وعاملهم بعنصرية وجوّعهم، ثم جعلهم هامشيين ومجرمين. لكن كيف نفسّر ادعاء القاتل بأنه ما قام بهذا إلا تعبيراً عن قيمه الإسلامية، وطموحاً في الانتقام من قاتل الأطفال في أفغانستان؟! ثم كيف تفهم تصريحات المعلم والشيخ المعجب بما فعل القاتل؟ فقد نشرت صحيفة «الشرق الأوسط» حديثاً مع عمر بكري - مؤسس حركتي «المهاجرون» و «الغرباء» المحظورتين، الذي حاول أن يتهرب من المسؤولية في البداية، كونه كان مرشداً ومعلماً للقاتل النيجيري أديبو لاجو، ثم صار اسمه عبدالله، فذكر في البدء أنه علّمه الدين الصحيح وعقيدة الولاء والبراء - على ما فيها من رفض العيش مع الكفار والحض على…
آراء
الإثنين ٢٧ مايو ٢٠١٣
إذا رأيت شابا متوقدا يحمل فكرته وطموحه على عاتقه، ويعمل بكل جد لتحويل تلك الفكرة إلى عمل تجاري ناجح، رغم محدودية الإمكانات والمخاطرة ضد "هوامير" السوق، فاعرف أنك ترى شابا "رياديا"، ولأن هذا النوع من الشباب كما وضحت في مقال سابق، هم الذين يحدثون التأثير العميق في الاقتصاد الوطني، فإن المجتمع الذين يستطيع أن يحتفل بهم ويعزز مكانتهم هو "مجتمع ريادي"، وهو مجتمع يطمح لتحقيق الاقتصاد المعرفي، ولخلق الوظائف، وقتل البطالة، وتنويع الاقتصاد، وتطوير أطر القطاع الخاص، أي باختصار هو مجتمع "طموح" للنمو. ما زالت كل الدول العربية في بداية الطريق لتحقيق مثل هذا المجتمع، مقارنة بالمجتمعات الغربية، وهناك قصص فشل أكثر من قصص النجاح. تحدثت حول هذا الموضوع مع أ. د. أحمد الشميمري، رئيس جمعية ريادة الأعمال والأستاذ بجامعة الملك سعود، وصاحب عدة مؤلفات عن الريادة باللغتين العربية والإنجليزية، وصاحب مسيرة أكاديمية وعملية طويلة في مجال ريادة الأعمال. الدكتور أحمد كان قد كتب كتابا بالإنجليزية بالاشتراك مع بروفيسور إيطالي بعنوان entrepreneurialism أي "الريادية"، والذي يقوم على أن "الريادية" هي مذهب اقتصادي جديد (تماما مثل الاشتراكية والرأسمالية)، لأنها بخلاف الرأسمالية التي تركز على قوة رأس المال، فإن "الريادية" تركز على قوة الموارد البشرية بكل ما لديها من إبداع وطاقة، ولأن الريادية تركز أيضا على ثورة المعلومات كثروة مستقبلية يتمحور حولها…
آراء
الإثنين ٢٧ مايو ٢٠١٣
بمجرد أن تفكّر في السفر إلى تركيا في زيارة صحافية «محفوفة» بالرسمية، ستشتعل ذاكرة التاريخ والجغرافية، وستدلف الحقبة الإمبراطورية العثمانية، في حضور الجهود «الأردوغانية» الحثيثة لوضع تركيا في مكانة دولية متقدمة. ستتذكر حضارة حلقت قروناً وسادت، ثم نامت ثم عادت إلى الضوء في السنوات الأخيرة، بعد أن أصبحت تركيا في عهدة حزب العدالة والتنمية «قوة ديموقراطية ناعمة ومحافظة». ستسأل نفسك هل نجح الثنائي (غل وأردوغان) في استعادة الوهج «العثماني»، والتخلي عن ملاحقة الاتحاد الأوروبي الذي لا يزال حتى اليوم يتعنت في قبول تركيا كاملة العضوية؟ ماذا تعني تركيا للعرب، سواء أكانت دولة أوروبية أم آسيوية، علمانية أم مسلمة، سوى أنها دولة تبحث عن مصالحها واستعادة قوتها وتقديم نفسها قوة «عالمية مسؤولة» تحقق أهدافها وطموحات شعبها؟ لماذا تنجح الحركة الإسلامية في تركيا، فيما لا تزال «تتعثر وتسقط» في دول عربية وإسلامية أخرى؟ هل يمكن التعويل على دور أنقرة في مجابهة التحديات والمشكلات التي تواجه دول المنطقة؟ وهل تركيا على وفاق مع الدول العربية، أم منافسة لها وتعمل لمصالحها فقط؟ على متن طائرة ملكية سعودية أقلعت من جدة إلى تركيا، تناسيت في الوهلة الأولى العاصمة أنقرة، وتخيلت صباح إسطنبول، تلك المدينة التاريخية الاستراتيجية التي تصل القارتين الآسيوية والأوروبية. تذكرت مضيق البوسفور، وبحر مرمرة، ومضيق الدردنيل، ولون البحر الأسود والبحر الأبيض. تخيلت ليل…
أخبار
الأحد ٢٦ مايو ٢٠١٣
في مدينة المستقبل تبدو الأشياء مختلفة نوعا ما ووتيرة الحياة أسرع من المعتاد، في مدينة الخيارات المتعددة لابد أن تعرف وجهتك مسبقاً لأنك ستضيع لاحقاً في كومة الخيارات وستكتشف مثلي بتعجب ومتأخرا ً أنك اكتشفت مكانا جديداً جميلا تقضي فيه وقتاً سرقته من وقتك! مدينة تباغتك بالجديد، وجمال الحب في المباغتة. أحيانا آخذ أخبار المدينة من السياح! بشوق يزوروننا وبفضول مسافر يعرفون الأماكن الجميلة. لكنني اليوم قررت أن أكتشف بنفسي وأقوم برحلة مختلفة في هذه المدينة المختلفة. المحطة أمامي و دراهمي في جيبي وكتاب "ومضات من فكر" بيدي أحمله و يحملني، أقف متكئاً على زمن جميل عشت لحظاته في هذه المدينة الساحرة، أنتظر أن يلقي بي المترو في أي مكان.. في أي زمان، مستسلما تماما لخيارات المحطات، كل محطة قصة، تقرأها أنت وأقرؤها أنا كيف نشاء. لا زلت أنتظر.. وبعدها بدقائق يأتي كمنقذ بلون الاحتواء الأزرق والسلام الأبيض. وللألوان دلالات وفنون، يتدافعون أمامي بلطف، كموجة هادئة يدخلون قبلي، أبحث بينهم عن لغتي بين عشرات اللغات وأجدها حاضرة، ملكة متوجة.. وأبتسم كعالم أنثروبولوجي يؤمن أن المستقبل لمدينة الثقافات. أراقب أعينهم، كلاًّ له وجهة وقصة مختبئة، مثلهم أنا أبحث عن وجهتي وقصتي، مترو الزمن يعبر بنا عبر الزمن، نجتاز مدنا، حدائقا، مباني و بحيرات، أنظر بشغف طفل وأنا أرى انعكاس رحلتنا على…
آراء
الأحد ٢٦ مايو ٢٠١٣
خرج من نافذة غرفته في الطابق الأخير، يائسا من كل شيء، أراد أن يقفز و ينهي كل شيء، لم يعد هناك قيمة للأشياء من حوله ويعتقد في قرار نفسه أنه ليس ذا قيمة، من الأعلى تبدو المدينة صغيرة ومختلفة ولم يكن يعرف حينها أن كل المشاكل الكبيرة عندما نراها من زاوية أخرى تبدو صغيرة و وقعها مختلف، وأنا هنا لا أقلل من المشاكل لكن دائما هناك نظرة أخرى! ببطء كفارس جبان يريد أن يهرب من المعركة يتسلق الجدار لينهي حياته، أخذ القرار في لحظة ضعف وقرر التنفيذ، الآن ثوانٍ تفصله عن النهاية، يظن بجهل أنه سيرتاح ويريح، ما يهمه الآن أنه لا يريد أن يكون في هذه الحياة! فجأة يراه جاره ويصرخ عليه: يا مجنون ماذا تفعل؟ لا تتهور! التفت بحزن عليه وتساءل بصمت هل هو فعلاً مجنون؟ وهل اختيار الموت جنون؟ ما هي إلا ثوانٍ حتى تجمع جمع غفير الكل ينظر إليه، بعضهم يصرخ لا تفعل وآخرون دخلوا إلى العمارة ليساهموا في إنقاذه. فرق من الطوارئ والإنقاذ في الطريق، الكل أتى ليشهد ويشاهد، كيف يستطيع هذا الإنسان أن ينهي حياته بهذه القسوة والألم، ولماذا اختار أن ينتهي كأشلاء ما أقساها من ميتة وما أصعبها من نهاية. لحظات تمر وتحول المكان لساحة حرب و في نظري “لساحة حب”، والكل بانفعال…
آراء
الأحد ٢٦ مايو ٢٠١٣
لقد تردد المالكي، لكن «حزب الله» لا يستطيع التردد. ولن يمضي شهر أو شهران حتى نرى كلَ «فيلق القدس» يقاتل ضد الشعب السوري بمفرده بعد انكفاء كتائب الأسد أو اختفائها. لقد أمر خامنئي قبل شهرين الجنرال سليماني قائد «فيلق القدس»، وحسن نصرالله قائد فيالق «حزب الله»، باتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع سقوط نظام الأسد. وقد نظّم نصرالله وسليماني الأمر فيما بينهما، وعلى أي الجبهات على كل منهما أن يقاتل. والخطة أن تدخل كتائب «فيلق القدس» ومتطوعيها العراقيين من ناحية الحدود العراقية مع سوريا، بينما يدخل «حزب الله» من ناحيتي الزبداني والهرمل. وهذا أمر جديد غير الأمر الأول، والذي اقتضى وجود مجموعات صغيرة ومتوسطة في عدة مواقع في سوريا: ساعة لصون المقدسات (الشيعية أو التي صارت كذلك!)، وساعة لإزعاج تركيا ومواجهتها بنواحي حلب وشمال سوريا، وساعة لحماية اللبنانيين الشيعة في سوريا؛ وساعة لحراسة نقل الأسلحة من سوريا إلى لبنان. هناك الآن قيادة واحدة مستقلة عن الأسد وعسكره هي عند الجنرال سليماني، وهو الذي يوزع المهام. و«حزب الله» لا يستطيع في أقصى الحدود أن «يخصّص» للجبهة السورية كلِّها أكثر من عشرة آلاف مقاتل. ولأن تقديرات سليماني أن «حفظ» النظام بدمشق (في المعركة القادمة)، وحفظه الآن في حمص والقصير والساحل، يحتاج إلى ثلاثين ألف مقاتل مع أسلحتهم المتوسطة والثقيلة، فإن شهر مايو لن ينقضي…
آراء
الأحد ٢٦ مايو ٢٠١٣
عندما يكون الحديث مباشرا وعفويا وصادقا من الطرفين في أي شكل من أشكال الحوار تكون النتيجة غالبا إيجابية؛ لأن طرح القضايا يتسم بالوضوح وعدم المواربة التي يسببها التحفظ والتردد. هكذا كان انطباعي وأنا أتابع الحوار الطويل الذي دار بين وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، وسفيرنا في الولايات المتحدة الأمريكية الأستاذ عادل الجبير، والملحق الثقافي الدكتور محمد العيسى في رحاب السفارة بعد يوم طويل من التجوال في معرض المهنة الذي تنظمه الوزارة كل عام، بالتزامن مع تخريج كل دفعة من مبتعثينا. سأعرج أولا على يوم المهنة الذي شاركت فيه حوالي 107 من جهات القطاع الخاص والعام تمثل أكبر قطاعات الاستقطاب الوظيفي، والتي كان تقديم ممثليها للفرص المتاحة مشجعا وباعثا للتفاؤل بتقديم ما يقارب 7000 فرصة وظيفية، أي ما يوازي عدد الخريجين لهذا العام من أمريكا. والحقيقة أننا سبق أن سمعنا عن بعض الملاحظات التي أبدتها وسائل إعلامية وناقشها بعض الزملاء الكتاب مؤخرا عن طبيعة تلك الوظائف ونوعيتها، وكذلك مدى جدية وصدقية الجهات التي تشارك في يوم المهنة، من حيث تحويل وعودها إلى حقيقة والتزامها بالتنفيذ. إن ما نوده هو أن تعي هذه الجهات جيدا أن المسألة ليست استعراضا شكليا للمواطنة، ولكنه واجب وطني حتمي، فكثير من هذا الشباب المؤهل جدير بنيل حقوقه واستحقاقاته في عالم الفرص المتاحة في كل مكان،…
آراء
الأحد ٢٦ مايو ٢٠١٣
يعكس سؤال العنوان مواقف كثيرين، في مقدمهم رجال الحكم الذين قامت ضدهم ثورات الربيع. استنجد هؤلاء بمخزون المؤامرة المعتق منذ سايكس بيكو، وفي مقدم رجال الحكم يأتي قادة النظام السوري وحلفاؤهم في طهران، ثم «سادة المقاومة» في الضاحية الجنوبية لبيروت. هناك من شكك، وهو لا علاقة له بالحكم، انطلاقاً من قناعاته الفردية. هناك أيضاً فئة كانت مع الربيع عندما بدأ، ثم عندما طال بها الزمن، ولم يحن قطاف الربيع بدأ الشك يتسرب إليها، وبدأ إيمانها بحتمية التغيير يهتز. أصبح الربيع بالنسبة لكل هؤلاء مربكاً، يحمل في طياته أكلافاً إنسانية وسياسية تثير الشك في جدواه وفي توقيته. ومما زاد الأمر سوءاً أن الثورة تعثرت في كل البلدان الخمسة التي حصلت فيها، خصوصاً في مصر. كانت الأخيرة هي النموذج للثورة الشعبية في شكلها غير المعهود عربياً. لكنها بعد بدء العملية السياسية، وفوز «الإخوان»، دخلت الثورة في نفق مظلم، يزداد كل يوم ظلمة وإرباكاً. بات واضحاً أن القوى التي استولت على الثورة في مصر، وأولها «الإخوان المسلمون»، أفرغوا الثورة من محتواها، وأدخلوا مصر في حال توهان سياسي واجتماعي لا أحد يعرف كيف ينتهي. تكرر الشيء نفسه في تونس وليبيا واليمن. ثم جاءت مأساة الثورة السورية لتؤكد عند البعض انقلاب النظرة المتفائلة إلى نظرة تشاؤمية سوداوية. بدأ البعض يستبدل كلمة الربيع بكلمة «الشتاء» أو…
آراء
الأحد ٢٦ مايو ٢٠١٣
الجرائم في معارك منطقة القصير بسوريا، حيث يشارك في تطهير طائفي بشع، زادت حنق العرب وكراهيتهم لحزب الله. وبسبب ذلك اضطر رئيسه حسن نصر الله إلى الظهور أمس للدفاع عن سمعته الملطخة بدماء الأطفال والنساء وآلاف الأبرياء المذبوحين. من أجل استمالة جمهوره الكاره له اجتر خطبه القديمة، الموجهة أمس للسنة العرب، بالحديث عن الجبهة الموحدة ضد إسرائيل والغرب، وأنه حارب من أجل الفلسطينيين رغم أنه ليس بينهم شيعة، وحارب في البوسنة في التسعينات وهم أيضا مسلمون سُنة! هل أقنع نصر الله ملايين السوريين، ومائتي مليون عربي، أنه يقاتل في سوريا إلى جانب قوات الأسد حقا من أجل فلسطين والقدس، كما يزعم؟ أستبعد أن يكون قد أقنع أحدا، لأن أخبار المجازر والقتل على الهوية الطائفية في سوريا أصبحت أعمق من أن يعطرها بأحاديث الماضي المشترك المزور. الحقيقة أن حزب الله اليوم هو حزب الله الأمس، لكن ما تغير هم معظم العرب، الذين اكتشفوا الحقيقة متأخرين جدا. حزب الله، عندما ولد في عام 1982، هو حزب الله اليوم مشروعا وبرنامجا وأهدافا، لكن لأن العرب المحبطين مستعدون لتقبيل رأس كل من يرفع علم فلسطين، فإنهم ساروا وراء هذا التنظيم الإيراني، الذي رُسم في قم، وبني في لبنان كجزء من أدوات الصراع الإقليمي المتعدد الأقطاب. في نفس عام ميلاد حزب الله دخلت قوات الجزار…
آراء
الأحد ٢٦ مايو ٢٠١٣
الطقوس يعرفها جيداً كل من كان «سرسرياً» في الثمانينات أو مشروع «سرسري» و حتى «سرسري-جونيور»، يبدأ المشروع على إحدى الإشارات نظرة منك ونظرة من سائق السيارة الأخرى، تلك النظرة التي «تجدح» شرارة التحدي بينكما، مرحلة التعارف تكون بأن تضغط على دواسة الوقود في «موترك» بقوة ليسمع الخصم ذلك الصوت الناتج عن «إكزوز» مخروم تم خرمه بوساطة خبير في الصناعية الرابعة يحمل اسماً على غرار «حسون دعامية» أو «غلوم سفايف» في ورشة غير شرعية عبارة عن ساحة ما في «سكن بنغالية»، يتم خرم «الإكزوز» بحيث يصدر تلك الأصوات المرعبة عند ضغط دواسة الوقود، لكن من دون أن تكشفه لجنة المرور أثناء الفحص السنوي، بالطبع يرد الطرف الآخر بضغطة أقوى للإشارة إلى البدء في التحدي! بعد الإشارة يقوم كلاكما برفع الـ«جام» لكي يرى كل طرف مستوى المخفي في سيارة الآخر فيعرف حجم «الواسطة» التي يمتلكها في المرور، فيقدر قوة الخصم وإمكانية قيامه بقطع إشارات عدة أثناء التحدي، تبدأ المرحلة الثانية بالتسخين ويقترب منك السائق الآخر الذي تفوح رائحة سجائر «بيريه» الرخيصة من سيارته ويسألك السؤال الأزلي الذي تسبب في خلل التركيبة السكانية حتى اليوم: «قومة ولا خط ؟!» في حال كان السباق «قومة» ستنتظران الإشارة الخضراء كأي محترفين، وفي حال كان النزال «خطاً» فإما أن يعطي أحدكما الآخر «جدومي» بأن يسمح له…
آراء
السبت ٢٥ مايو ٢٠١٣
تابعتُ برنامجاً وثائقياً شيّقاً في «قناة التاريخ» يستعرض تاريخ الإنسان والحضارات منذ بدء الخليقة وحتى وقت قريب. ولفتت انتباهي الحلقة التي تتحدث عن حياة القائد المنغولي «جنكيز خان» الذي على الرغم من أنه كان دموياً وقاسياً ومجرماً؛ أباد شعوباً وانتهك أعراضاً، إلا أنه حقق لأمّته في خمسة وعشرين عاماً ما لم تحققه الإمبراطورية الرومانية خلال أربعة قرون؛ فوسع دولته ووطدها بشكل يعجز المرء عن وصفه. ولا يهمنا في هذا السياق فداحة جرائمه، فلا ريب أنه كان أحد طغاة التاريخ، إلا أنه لا ريب أيضاً كانت له إنجازات كثيرة، خصوصاً وأنه ظهر من تحت رماد المجتمع حتى قاد العالم. فلقد كانت حياته قاسية بعد مقتل والده على يد التتار، فتشرّد مع أسرته وأُسر واستُعبِد واضُطهِد، وكان الأولى به أن يموت منسياً لا يعرفه أحد. إلا أن إصراره كان أكبر من مصيره، فكتب تاريخه بنفسه. ولقد نجح لثلاثة أسباب رئيسة، حاله في ذلك كحال كثير من الذين غيروا مسار الأيام: الأول أنه كان يحمل حلمه معه أينما ذهب؛ فيتأقلم مع الظروف سعياً لتحقيقه. والثاني أنه كان مؤمناً بأنه سيصل إلى هدفه؛ ولذلك لم يكفّ عن المحاولة. والثالث أنه استغل ظروف عصره وفهم أدواته ووظفها بالطريقة الصحيحة؛ فلقد اهتم بالخيول كثيراً حتى اشتهر المغول بها، وأتقنوا تدريبها وصارت سلاحهم الأكثر فتكاً في حروبهم…