آراء

آراء

لقطة من خطاب الكراهية

السبت ٢٥ مايو ٢٠١٣

في فاصل زمني من شهر واحد، نجح أربعة من شباب الجيل الثالث المهاجر من المسلمين إلى الغرب، مع بالغ شكرنا لهم وثنائنا عليهم، أن يحتجزوا ملايين الأقليات المسلمة في مدن أميركا وبريطانيا تحت الحصار المجتمعي والإعلامي مثلما نجحوا أن يرهنوا هذا الدين العظيم مع ملياريه من الأتباع تحت مقصلة التبرير والبراءة من الفعل. شابان من الشيشان يقتلان طفلاً مع أمه في ماراثون بوسطن، ومثلهما شابان من أصل نيجيري يتمكنان في (غزوة) ناجحة أن يقتلا مجنداً بريطانياً وهو يهم بعبور الشارع اللندني قبل أيام. وكل الأربعة سقطوا مثل الفراش حول النور في قبضة الأمن، وكلهم لا يدركون حجم الرعب الاستثنائي في نفوس ملايين الأقليات في مجتمعات المهجر. كل هذا باسم الإسلام البريء فكيف تعلم هؤلاء (كتالوج) الكراهية؟ والجواب، أننا جميعاً مشاريع مبرمجة وممنهجة لتأصيل هذه الروح التي تنظر لكل الكون بهذه الأدبيات من الازدراء والمؤامرة. صليت الجمع الأربع في الشهر الأخير، في أربعة جوامع مختلفة، وتحت كل خطيب لم نترك فصيلاً ولا مدرسة ولا مذهباً ولا ديناً ولا أمة أو شعباً إلا ودعونا عليه بالهلاك والفناء دون السؤال المضاد: ما الذي قدمه هذا أو ذاك للمنجز الإنساني وللحضارة الكونية. وفي الحالات الأربع المريضة في بوسطن أو لندن، هرب الأربعة من الكبت والفقر والجهل والمرض والإذلال في بلدانهم الأصل، إلى العوالم الجديدة…

آراء

جواسيس إيران في الصالة !

السبت ٢٥ مايو ٢٠١٣

لو كان أعضاء الشبكة التجسسية التي ألقي القبض عليها فقراء أو شبابا صغار السن لكانت المصيبة أهون، صحيح أن خيانة الوطن لا يمحوها أي تبرير، ولكن الظرف الاقتصادي الصعب وطيش الشباب قد يدفع الإنسان لارتكاب أخطاء فادحة؛ لأنه في وضع لا يمكنه من قياس الأمور بشكل صائب، ولكن المصيبة أن هؤلاء الجواسيس يعملون في وظائف مرموقة وأوضاعهم الاقتصادية جيدة، فما الذي يمكن أن تقدمه لهم إيران كي يعملوا ضد وطنهم ويسعوا بشكل أو بآخر لدمار أهلهم وناسهم. إيران لا تريد إلا صورة واحدة لحياتنا، بإمكانكم أن تدققوا في نسخ منها موجودة في العراق وسوريا ولبنان، وهو أن نتحول إلى مجموعات همجية يقتل واحدنا الآخر تحت رايات الكراهية الطائفية، هذا هو المستقبل الإيراني لكل غافل أو متغافل: شيعة يذبحون السنة، وسنة يفجرون الشيعة، وموت وفقر وجوع ولجوء ومجازر واغتصابات، لو كانت إيران مهتمة حقا بالشيعة العرب لما اضطهدت إخوتنا في الأحواز وسرقت بترولهم وسحقت هويتهم ومنعتهم حتى من تسمية أولادهم بأسماء عربية، لو كانت إيران حقا خائفة على الشيعة العرب لما وفرت الغطاء المكشوف لتنظيم القاعدة كي يفجر المزارات الشيعية في العراق. انظروا فقط إلى حزب الله كيف تحول من عنوان للبطولة والفداء إلى عنوان للخسة والدناءة، فأبطال الأمس يقادون اليوم كالعبيد إلى حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ويقتلون…

آراء

حزب الله من بيروت أو (طهران الصغرى)

السبت ٢٥ مايو ٢٠١٣

يطالعنا الجدل بداية من الاسم، وهو حزب الله، ويزداد عمقا بما يتضمنه، فهو يشير ضمنا إلى أن الآخرين ممن لا ينتمون إلى تنظيم النار والبارود هم حزب الشيطان. طبقا للاهوت وممارسات حزب الله، لا يمكن التعامل برحمة مع المسلمين الآخرين، ناهيكم عن الكفار الذين لا يؤمنون بالدين الإسلامي. في دولة مثل لبنان بها 18 طائفة دينية، لا بد أن تثير هوية حزب الله الدينية إشكالية. ولا بد لمنظور حزب الله الديني من المناورة والمراوغة. إن الطائفة الشيعية كبيرة في لبنان، وربما تكون الأكبر، مع أنه لا يمكن لأحد الجزم بذلك. والشيعة هم أفراد حزب الله، لكن ماذا سيفعل حزب الله، نهجا وجماعة، بالطائفة السنية الموجودة بقوة في بيروت وصيدا وطرابلس الذين يعتنقون الدين الإسلامي أيضا ويردون جميل (وحماسة) حزب الله من خلال النظر إلى مقاتليه على أنهم كفرة ومهرطقون ينفذون المشروع الإيراني في لبنان؟ كذلك ما الذي يمكن أن يفعله تنظيم حزب الله بالطوائف المسيحية: الموارنة والروم الأرثوذكس والروم الكاثوليك، وغيرهم؟ يجيد أبطال حزب الله المراوغة. إنهم كتائب ولاية الفقيه، وهي الفكرة الإيرانية التي تقوم على «غياب» الإمام الثاني عشر وزعامة قائد الجمهورية الإسلامية للمؤمنين والمواطنين اللبنانيين في الوقت ذاته. لا يدع هذا أي مجال للبس أو الغموض، فلولاية الفقيه الأولوية والأسبقية. ويلتزم الزعيم البارز لحزب الله، حسن نصر الله،…

آراء

منتدى الإعلام العربي.. صناعة الوعي

الجمعة ٢٤ مايو ٢٠١٣

كثير من صُناع الإعلام العربي والعاملين فيه يجهلون أو يتجاهلون أهم رسالة للإعلام، وهي صناعة الوعي بعدم إهمال اللاوعي عند المشاهد، وإن كانت قنوات الإعلام اليوم تسعى إلى "الحرية" بعد "ثورات العرب" إلا أنها لا تتحقق دون "الوعي" بها فكرا وسلوكا لدى الإعلامي والمتلقي وقنوات الإعلام، ومع الأسف ما تزال معظم قنوات الإعلام المرئي والمقروء والمسموع تهتم بإنتاج المادة "المربحة" أيا كان تخصصها، فيما الوثائقية والتثقيفية ما تزال في قالبها التقليدي البائس الذي يضغط المشاهد معها زر "الريموت كنترول" لتغييرها، ناهيك عن عدم وجود عناية مهنية بما يترسخ في اللاوعي "العقل الباطن" عند المشاهد! وطبعا إن كان "الوعي" مهملا في معظم ما يصنعه ويبثه الإعلام العربي فإن "اللاوعي" متوفى دماغيا عند معظمهم وهو الذي يتحكم في الإنسان بالدرجة الأولى بما يخزنه عقله الباطن من إشارات وعلامات عبر البرامج والأغاني والمسلسلات الدرامية والسينما التي يصنعها الإعلام العربي ويبثها، لتكون سببا في معظم تصرفات ومشاعر وتفكير الأفراد في المجتمعات العربية بطريقة سلبية أو إيجابية مؤثرة على الشارع العربي. ولعلّ مثل هذا الكلام غير مطروق كثيرا، لكني لا أقوله من قبيل خبرتي العملية في الصحافة والتلفزيون فحسب؛ بل عليكم أن تسألوا أطباء علم النفس جيدا عن هذا الأمر، فالإعلام الأميركي والغربي بات يهتم بصناعة "اللاوعي" لإتمام "عملية الوعي" عند المشاهد، فهو لبنة البناء…

آراء

الدور العربي في حماية المجتمعات والدول

الجمعة ٢٤ مايو ٢٠١٣

في الصراع الدائر للاستيلاء على مدينة القصير بريف حمص، بين ثوار سوريا المدافعين عن المدينة من جهة، وكتائب الأسد وحزب الله من جهة ثانية، أعلن الثوار أنهم قبضوا على مجموعة من «الحوثيين» تقاتل مع الحزب على الأرض السورية! ونحن نعلم منذ قرابة السنوات العشر، أن الاستنفار الإيراني الذي تسبب به الغزو الأميركي للعراق (بل والاستعداد له)، اقترن بمحاولة تعميم تجربة حزب الله في مشارق العالم العربي والخليج. وإبان ذلك الوقت (أو بعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان عام 2000) رأينا في لبنان عشرات من الشبان والكهول اليمنيين والخليجيين والعراقيين، يأتون إلى ضاحية بيروت للتحشيد الآيديولوجي، وانتقاء العناصر التي تعود للعمل في البلدان التي أتت منها، والأخرى التي ترسل إلى سوريا وإيران للتدريب العسكري بحجة الإعداد والاستعداد للاستمرار في مناضلة إسرائيل والولايات المتحدة. وهكذا فإن ما تحدث عنه بعض المسؤولين العرب عام 2004، وما قاله ولي نصر في كتابه: «صحوة الشيعة» (2006 - 2007) عن وجود «هلال شيعي» أو «عالمية شيعية»، لا مبالغة فيه على الإطلاق. وبالطبع والطبيعة فإن التحشيد ما كان ليحصل أو لينجح تحت شعار «مكافحة إسرائيل» لأنه لا مواجهة بين الشيعة وإسرائيل باستثناء جنوب لبنان - وقد تراجعت المواجهة الواقعية هذه بعد عام 2000. ففي التربية الداخلية لعناصر حزب الله وفيلق القدس، حديث مستمر عن تهديد السلفيين للشيعة (الذين…

آراء

الدفعة الخامسة في «سالوجة»

الجمعة ٢٤ مايو ٢٠١٣

أعترف أنني في تاريخ 28 – 7 – 1993 ذهبت باختياري إلى أكاديمية شرطة دبي لألتحق بالدفعة الخامسة من الطلبة المرشحين، حيث لم تمضِ لحظات من وصولنا إلا واختفى شعر الرأس واللحية بدون مقدمات، وكان اللون الأخضر قد طغى؛ حيث كان هو اللون الذي تم اعتماده للدفعة والذي بسببه تمت تسميتنا بدفعة «الجراد» وللتسمية أصل، حيث بمجرد دخولنا للمطعم لانبقي على أخضر ولا يابس! في ذلك اليوم رأيت وجوهاً قد ألِفتُها منذ أيام المدرسة، ووجوهاً أخرى جديدة لم يسبق لي أن رأيتها من قبل، ورأيتُ وجوهاً من هنا وههنا، من البحرين وقطر وعمان والكويت، إنها أرواح إنسانية خالطتها، وقضيت معها أجمل الأوقات فأحببتها، وعشت بينها ومعها أربع سنوات، لم أعشها مع عائلتي. بدأت فترة الحجز الإجبارية واستمرت 45 يوماً بالتمام والكمال، كانت مليئة بالضغط والتعب والضحك مع الألم، وكان معنا من لم يستطع التكيف والاحتمال فخرج، وهناك من صبر وصابر واحتمل وواصل، وكنت من هؤلاء، «فمنذ أول يوم وضعت هدفاً لنفسي بأن أستمر مهما حصل، لعلمي اليقين بأنها فرصة لاتتكرر مرتين، وبهذه القناعة أنا اليوم برتبة مقدم ودكتور، والتوفيق من الله والفضل لشرطة دبي». لحظات وذكريات رائعة قضيتها مع أحبة، تعلمت منهم الكثير كما علمتني العسكرية كيف أتكيف مع الظروف والملابسات والأحوال. الأربعاء الماضي وبعد سنوات افتراق، اجتمعنا مجموعة كبيرة…

آراء

الإنجليز يحسدون قطاراتنا!

الجمعة ٢٤ مايو ٢٠١٣

ذكرتُ في مقال سابق أن بعض مشاريعنا التنموية لا تتعدى عرض البوربوينت وقت التدشين والافتتاح، حيث يسيل لُعاب المواطن حينما يشاهد بالأبعاد الثلاثية المشاريع المستقبلية، التي مع الأسف لا تتعدى تلك الشرائح وقت العرض. الخبر الذي نشرته صحيفة «سبق» نقلاً عن صحيفة الديلي ميل البريطانية التي تصف محطة مترو مركز الملك عبدالله المالي في الرياض بأنها «الأفخم في العالم»، مشيرة إلى أن «ركاب مترو لندن ينظرون لنا (أي كسعوديين) بعين الحسد وهم يشاهدون التصاميم»، ويستمر الخبر على لسان المهندسة المعمارية البريطانية من أصل عراقي زها حديد، التي قامت بتصميم المحطة، بأن «تصاميم المحطة تنتمي لعصر الفضاء»! الآن عرفنا سبب تعثر المشاريع، وهو عيون الغرب وحسدهم مشاريعنا الضوئية.. إذا كان الغرب يحسدوننا على مشاريع البوربوينت فبالتأكيد أن العين سوف تصيبنا؛ فعرض شرائح المدن الاقتصادية والمستشفيات التخصصية يُذهل العالم بأجمعه ويجعلنا نضع المعوذتين وآيات قرآنية على شرائح البوربوينت، ومن الممكن أن نرسل مندوبين للغرب لأخذ عيّنات من باقي المياه في الأكواب حتى نتقي العين! نأمل أن لا يلتحق مشروع محطة قطار مركز الملك عبدالله المالي ببقية المشاريع المتعثرة التي تقف عند حدود عرض البوربوينت وقت التدشين.. إذا كان الغرب يحسدنا على روعة التصاميم والأبعاد الثلاثية فإنني أطالب بعدم عرض التصاميم، وتركها حتى تكون المشاريع على أرض الواقع، أو أن نعطيهم البوربوينت ونأخذ…

آراء

هل انت “ابن ناس”؟

الخميس ٢٣ مايو ٢٠١٣

كثيراً ما تتردد عبارة "ابن ناس" كمدح أو كإشادة لشخص ما، وغالباً ما نعتقد أن من يستحقون لقب ابن ناس حصرياً، هم أولئك الأشخاص المنحدرين من سلالة الدماء الزرقاء الملكية، أو سليلوا أسر من الطبقة البرجوازية، أو أقلّه أبناء لتجار يمتلك ما يربو عن خمس أو ست بقالات. مما يدخل البقية منا الذين لا ننحدر من تلك الأسر، ورأس مالنا، معاش على "قد الحال" ننتظره بفارغ الصبر في آخر الشهر، في حيرة من أمرنا، فنحن أيضاً أبناء ناس، ونحن متيقنون أن آبائنا وأمهاتنا ينتمون لفئة البشر، ولكن هل يكفي ذلك أيّاً منا لكي يمنح لقب "ابن ناس" رغم بساط الفقر الذي نجلس عليه؟ يكمن الإبداع في عبارة "ابن ناس" في كونها ترتقي في مفهومها، بنوع العائلات إلى مصاف الإنسانية، وفي كونها تختزل المدح والإطراء في ضربة واحدة على الآباء والأمهات والأبناء، بينما معيارها الوحيد لاستحقاقها: هي تصرفات الأبناء فقط، فالذي يحدد ما إذا كان والدا شخصٌ ما، ينتميان الى فئة الناس، وهي صفة كما تعلمون عظيمة، وخاصة في مواقف معينة، هو تصرفات وأخلاق الأبناء فقط، بغض النظر عن انحداره الأسري، أوعن حساب الوالد أو الوالدة في البنك. تصرفاتك وطريقة معاملتك للآخرين، هما معيار الاستحقاق لتكون ابن ناس يشار إليه بالبنان، الأخلاق ثم الأخلاق ثم الأخلاق، هي ما تجعل الآخرين يثنون…

آراء

منتدى الإعلام العربي الـ12

الخميس ٢٣ مايو ٢٠١٣

جَمعت دبي الصحفيين العرب من مشرق العالم العربي ومغربه في جو من الألفة والمحبة والتنافس الشريف في منتدى الإعلام العربي وحفل توزيع جوائز الصحافة العربية في الدورة الثانية عشرة للمنتدى. كان الملمح الأهم في هذا التجمع السنوي حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم٫نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مرتين، مرة في الافتتاح ومرة في الختام، وإصرار سموه على الالتقاء بالصحفيين العرب ليسمع منهم ويستمعوا إليه. وخلال اللقاء الأخير تحدث سموه عن العلاقة بين القائد والفريق مشيراً إلى أن «رأي الفريق أفضل من رأي الفرد، وقائد الفريق عليه التشاور مع أعضاء فريقه والأخذ برأي أي عضو قد يكون صائباً ومفيداً». وهذا الكلام يذكّرنا بما قاله الفلاسفة عن روح ومفهوم الديمقراطية وأثرها في إنجاح أعمال المجتمعات، وإن أي عضو في المجتمع يمكن أن يكون له دور في الإدارة والنجاح. وبالنسبة لجائزة الصحافة العربية فقد قضينا ثلاث سنوات في مجلس إدارتها؛ خرجنا بذكريات جميلة، لعل أهمها إصرار «نادي دبي للصحافة» على النجاح، وبروز العمل الجماعي وحسن الإدارة في النادي، ما أعطى منتدى الإعلام العربي دفعة جديدة تتطور كل عام. وما يمكن أن يقال عن هذا المنتدى أنه ليس للاستهلاك الإعلامي، وأنه يؤسس لإدراك ووعي بأهمية الإعلام الذي شابته بعض الشوائب، كما حدث مع فوضى الفتاوى -التي تحدث عنها…

آراء

«سوق المجرة!»

الخميس ٢٣ مايو ٢٠١٣

هناك قصة لطيفة تروى عن أم الإمام أبي حنيفة، وهو أحد أئمة المذاهب الأربعة، أنها حين كانت تريد السؤال عن أمر فقهي لا تذهب إلى ابنها، فيقول لها الناس: لماذا لا تستفتينه وهو فقيه العراق، فتقول لهم: بل أسأل فلاناً، فتذهب إلى فلان فتسأله، وبالطبع يذهب فلان هذا إلى ابنها الإمام، فيسأله ويعود إليها بالمعلومة أو الفتوى، لأن الأم لم تكن لتقتنع برأي ابنها، لقناعتها بأن الأمر يجب أن يكون متعباً أو بعيداً لكي يكون مقنعاً.. أو ربما يبقى الطفل هو الطفل في عيني أمه، أو ربما من باب: مغنية الحي لا تطرب.. مع الفارق في التشبيه بالطبع! حين يكون الأمر قريباً منك أو سهل المنال، فإنك غالباً لا تُلقي له بالاً، ولا تمنحه الاهتمام ونظرة التعظيم ذاتهما، اللذين تمنحهما للغريب أو للشيء البعيد، كان هذا هو الشعور الذي دهمني، وأنا أحضر فعالية اليوم العالمي للمتاحف، وأدخل متحف الشارقة للحضارة الإسلامية للمرة الأولى، رغم أنه لا يبعد عن منزلي سوى مئات عدة من الأمتار.. إلا أنني لم أفكر قط في زيارته.. والآن أندم على تأخري لخمس سنوات كاملة على اكتشاف هذا الجانب الرائع من حضارتنا! فهل تأخرت أنت؟! كان اعتيادنا ارتياد سوق المجرة في التسعينات، من أجل تفصيل كندورة، أو شراء غترة جديدة، وبقي ذلك الانطباع، ولكن التحويل الجذري الذكي…

آراء

بين اغتيال شابين وصفعة في “الموفمبيك”

الخميس ٢٣ مايو ٢٠١٣

الأحداث التي جرت في شوارع صنعاء وأدت الى مقتل شابين بصورة أقل ما توصف بها أنها وحشية وتأصيل لشريعة الغاب، ثم الصفعة التي تلقتها ليزا الحسني من شخص كان من المنتظر منه إقرار مبدأ الحوار الذي عاد ليشارك فيه.. هذان الحدثان تقع مسئولية معالجتهما ومعاقبة مرتكبيها على ما تبقى من أجهزة الدولة العاملة، وتؤكد بأن مؤتمر الحوار ليس العصا السحرية لنزع فتيل الحريق الشامل. إن قتل الشابين ما كان له أن يأخذ هذا البُعد المؤسف لو أن الأجهزة الأمنية قادرة على القيام بواجبها وعدم الاكتفاء بالبيانات التي لم يعد أحد يتعامل معها بجدية، وما الحادثة التي جرت بين مجموعة من الشباب قبل أقل من شهرين وتصدت الحكومة واللقاء المشترك وأجهزة الأمن للتعامل الهزيل معها إلا برهان على الخفة التي تدار بها الأمور من قِبل الذي يتصورون أنفسهم منقذي البلاد وصانعي مستقبلها. القتلة معروفون والشهود موجودون، والكل يعلم كيف تم الأمر، والجميع يصرحون بوجوب تفعيل القانون وإنزال العقوبة على الفاعلين.. لكن لا أحد يجرؤ على التعامل مع الحادثة بما يتوجب من الصرامة والصراحة وعدم التسويف تحت مبررات "الظروف" و"حساسية المرحلة" و"ضرورة التروي" في الأمر. لقد ثار اليمنيون على النظام السابق متأملين أن يبدءوا خطوة صغيرة نحو إظهار الرغبة في تثبيت قانون الدولة لا شريعة الغاب وقانون القبيلة، وأن تعليق كل ما…

آراء

مكافحة العدوى في المستشفيات..أين الخلل؟

الخميس ٢٣ مايو ٢٠١٣

نشر الإعلام ولا يزال ينشر العديد من قضايا الفساد والأخطاء الطبية في بعض القطاعات الصحية، كان آخرها قضية "اللقاحات الفاسدة" التي تم استخدامها في أحد المراكز الصحية بمدينة الرياض، الأمر الذي قد يؤدي إلى اهتزاز الثقة في الخدمات الصحية المقدمة إلى الناس بسبب وجود هذه الانحرافات وغموض الإجراءات المتخذة لمعالجتها. وبعد ظهور فيروس (كورونا) مؤخراً، تساءل الجميع عن أسباب ازدياد حالات هذا المرض في المملكة بالذات، وبالرغم من تصريحات وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية بعدم معرفة الكيفية لانتقال هذا الفيروس بين الأفراد، والجهل بنطاق انتشاره ومسبباته، سواء في المملكة أو في سائر البلدان الأخرى، إلا أنه يكاد يكون لدى الناس قناعة بأن السبب الرئيسي يكمن في وجود قصور في إجراءات التعامل مع هذا المرض، وخاصة فيما يتعلق بإجراءات مكافحة العدوى في المستشفيات. إن مكافحة العدوى تعد من الأمور الأساسية والجوهرية للعناية بالمرضى، وهذا الأمر في الحقيقة لم ينل بعد الأهمية والعناية المطلوبة، سواء من المسؤولين أو العاملين في القطاع الصحي. وقد يعترض أحدهم على الرأي السابق ويقول بأن وزارة الصحة "قامت بإنشاء إدارات لمكافحة العدوى في المستشفيات تقوم بشكل يومي وأسبوعي وشهري برصد نسب ومعدلات العدوى في جميع الأقسام الطبية، كما وضعت أيضاً سياسات وإجراءات لمكافحة العدوى يتم التأكد من تطبيقها من خلال لجان الجودة وغيرها، بالإضافة إلى تطبيق معايير…