آراء

آراء

الشمس الغربية

الإثنين ١٥ أبريل ٢٠١٣

في كل مرة تلتقيهم تشعر انك ولدت من جديد بقلب طفل وروح ملاك هؤلاء هم الملائكة في هيئة بشر، قلوبهم تعانق قلبك بدهشة مختلفة لا يشبهون فيها سواهم ، خلق الله لهم حب لا تستطيع وصفه أو تصنيفه تحت أي تعريف هكذا هم حالة خاصة جداً فالنفوس الرضيّة الحييّة كنسمة الفجر العذبة البكر الطاهرة لا تمر بقلوبنا إلا وتزرعها فرحا وطمأنينة ، هكذا كانت هي ، هالة من النور السماوي ، تنشر الفرح و البهاء أينما حلت هذه هي سمو الشمس / الشيخة شمسه بنت حمدان آل نهيان يتبعها الضيآء في حلها و ترحالها ، لا تستطيع إلا أن تحييها بصباح الخير في كل أوقاتها ، لأنها شمس لا تتوارى بغروب أبدا . هي من القلوب التي تهدينا إياها الحياة لتكون أجمل و أصدق قصيدة في أعمارنا . في زيارة سموها الأولى ازدادت قمم تلال ليوا سموا و فخرا و اعتزازا بإبنتها الغالية التي عادت لها بعد طول غياب ، لتعيد لها مجد أجدادها و ذكراهم الخالدة ، و التي احتضنتها واحات ليوا عقودا من الزمن حبا و وفاء ( للفلاحي و أولاده ) . نعم عادت الشمس لتطرزالغربية بخيوط الذهب و توشيها بالأحجار الكريمة رعاية و تحنانا ، مذهلة طيب ، مدهشة ذكاء و ثقافة ، لماحة كضوء الفجر…

آراء

الابتعاث وثقافة الفرصة

الإثنين ١٥ أبريل ٢٠١٣

عقد خلال اليومين الماضيين الملتقى السنوي السادس للملحقين الثقافيين السعوديين في الخارج الذين تشرف ملحقياتهم الآن على أكثر من 146 ألف مبتعث ومبتعثة في 33 دولة لبحث الأساليب والآليات لتطوير البرنامج في كل جوانبه. والحقيقة أنني لا أهدف في هذا المقال إلى تقديم مقترحات أو أفكار أو ملاحظات لهذا الملتقى، ولا أريد التطرق إلى بعض الأوضاع التي يرى بعض المبتعثين ضرورة التركيز عليها؛ لأني أعرف أن الوزارة وملحقياتها حريصة على كل هذه الجوانب وتسعى بإخلاص لتوفير كل أشكال الدعم الأفضل للمبتعثين والمبتعثات؛ كي ينجزوا مهمتهم الدراسية على أكمل وجه. وبدلا من ذلك، أود أن أتجاوز الطرح التقليدي المكرر حول برنامج الابتعاث لمناقشة هاجس يدور في الذهن على شكل سؤال، هو: هل سنضمن عودة كل المبتعثين إلى الوطن بعد تخرجهم؟؟ لقد انتشر شبابنا في دول العالم المتقدمة، حيث توجد مجتمعات تعيش تنافسا محموما على إحراز مراكز متقدمة في التنمية العلمية والاقتصادية والفكرية، بواسطة الكوادر البشرية المتفوقة المبدعة التي تحرص على استقطابها من أي مكان في العالم، وتقديم العروض المغرية لها بتوفير بيئة الإنتاج المثالية ووسائل الحياة المريحة، وإتاحة كل المحفزات على الابتكار ليصبحوا بعد فترة جزءا من مجتمعها أو مواطنين فيها. وكمثال على ذلك، فقد نشر تقرير حديث عنوانه «2030: عوالم بديلة» يستعرض استراتيجية التنافسية والتغيير في دول العالم حتى عام…

آراء

الجنادرية والمزايدة

الإثنين ١٥ أبريل ٢٠١٣

الكثير من المتابعين لمواقع التواصل الاجتماعي شاهدوا المقطع المصور الذي تم تداوله مؤخرا والذي يظهر فيه أحد الموظفين الإداريين في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو يساق بالقوة بعيدا عن الموقع الذي كانت تقدم فيه إحدى فرق التراث الإمارتي مجموعة من المقاطع الفلكورية والأغاني والرقصات الشعبية، وهو المشهد الذي تم استغلاله ليعبر عنه كل طرف عن وجهة نظره المعارضة لذلك الجهاز من جهة والمؤيدة له. الموقع الذي يقام فيه المهرجان يسميه القائمون عليه بـ(معسكر) وهو اللفظ الذي كما أفهمه ينطلق على المكان الذي يتصف بالتجمع البشري المحمي بقوات عسكرية، ولأي إنسان يعرف الحد الأدني مما يعنيه ذلك يفهم بأن العمل العسكري لا يقبل أن يكون هناك تشتت في عملية التحكم في المكان وإعطاء الأوامر وذلك للسيطرة على الوضع وحماية المعسكر من أي تهديد أو خروج عن القانون أو حدوث أي تجاوز. إلا أن هناك من يعتقد أن له الحق في أن يتجاوز السلطة العسكرية بحجة السعي لتطبيق المصلحة العامة وكأن سلطتهم أعلى من سلطة القانون العسكري الذي يحكم المكان ويعمل على ضمان الأمن والاستقرار بين الجموع في حدود القوانين المعمول بها والنظم التي تعمل بها الدولة مدنيا وعسكريا. لا أعتقد أن جهازا مثل الحرس الوطني يفوته العمل وفق المبادئ التي أقرتها الدولة لنفسها وتعمل على تأصيلها بين مواطنيها وعلى…

آراء

الحل… إلغاء نظام الكفيل!

الإثنين ١٥ أبريل ٢٠١٣

بحسب الإحصاءات والتقارير المنشورة في الصحافة، زادت في السعودية خلال السنوات الأخيرة معدلات سرقة المنازل والسيارات، وارتفعت نسب الجريمة والتحرش الجنسي وخطف الأطفال، وعلى حدود المملكة (الجنوبية) محاولات دائمة للتهريب والتسلل واستباحة الأرض وسيادة الدولة، لذلك كان لزاماً على السلطات السعودية تصحيح أوضاع العمالة الوافدة، وترحيل المخالفة منها والمقيمة إقامة غير مشروعة، حفاظاً على الأمن والاستقرار. قبل أسبوع تناقلت بعض المواقع اليمنية خبراً ورد فيه أن سلطات مطار صنعاء أعادت أول سعودي بعد دخوله الى أراضيها، رداً على حملات ترحيل العمالة اليمنية. ربما تعتقد الصحيفة الناشرة للخبر - إن صحَّ - أنها ستستفز السعوديين، وتلهب مشاعرهم، وسيتنادون لوقف ترحيل العمالة اليمنية المخالفة حتى لا يرحل السعوديون القادمون إلى ديارهم، بل أطمئنهم إلى أن السعوديين سيقولون لهم «عساكم على القوة»، رحلوا كل مخالف من السعوديين أو غيرهم، وعمروا بلادكم وحافظوا على أمنها ووحدتها واستقرارها، ونحن «نعين ونعاون». لكن الأعجب من ذلك، ليس تذمر أو تطاول يمني في بلاده على القرار السعودي، بل هو خروج مجموعة مقيمة في المملكة تعارض وتستهزئ بقرارات دولة داخل أراضيها وضمن سيادتها، وكأن المخالفين أصبحوا شركاء للسعوديين في بلادهم، أو كأن المملكة مجبرة على تدليل المخالفين وتذليل المصاعب أمامهم! مثل هؤلاء يخطئون ويجب عليهم أولاً احترام القرار، والبدء في تصحيح أوضاعهم، وحض أمثالهم على الالتزام بسيادة القانون.…

آراء

القرم الشرقي

الأحد ١٤ أبريل ٢٠١٣

«القرم الشرقي» هو مشروع بيئي موجود في أبوظبي .. قبل أن يصبح مسلسلاً تلفزيونياً متخيلاً بحبكة درامية من بنات أفكار الصديق جمال الشحي ضمن حزمة دعاباته التي لا تهدأ، وسوف أسرب بعض الحبكة لأول من يطلبها من كتاب السيناريوهات وأحتفظ بالبعض الآخر كذكريات من رحلة مائية جميلة جمعتني مع عدد من كتاب الرأي والإعلاميين كالشحي ود. سليمان الهتلان وعبدالله الشويخ ومحمد فاضل وخديجة المرزوقي وآخرين .. أمتعتنا بها الخميس الماضي هيئة البيئة في أبوظبي في مشروع القرم الشرقي بعد لقاء علمي شيق في مقر الهيئة في مبنى المعمورة. فمن حديث ودي أنيق من الأمين العام لهيئة البيئة رزان المبارك عن تعاون هيئة البيئة مع الإعلام لتحقيق أهداف الهيئة، وعن التحديات مثل ندرة المياه الجوفية والكائنات المهددة بالانقراض، وحماية البيئة وتراث المجتمع الإماراتي وتأسيس ثقافة تعنى بالبيئة والتزام حكومة أبوظبي بالتنمية المستدامة. إلى حديث من نائب الأمين العام د. جابر الجابري حول ما أنجزته هيئة البيئة من سياسات واستراتيجيات، وكذلك حديث المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري د. شيخة الظاهري عن غابات القرم كإرث وطني يستخدم في السياحة البيئية مؤكدة أن موضوع حماية البيئة في غاية الجدية ضمن اهتمامات الهيئة، وضمن ذلك يأتي الحد من التلوث والمحافظة على التنوع البيولوجي. وأما الجولة في مشروع القرم الشرقي، فبدأت بركوب قارب ثم…

آراء

«فرخ البط ..!!»

الأحد ١٤ أبريل ٢٠١٣

لا يا سيدي الفاضل، ابن سعادتك ليس عبقرياً كما تتوهم لأنه يستخدم الـ«آي باد» بحرفية كبيرة وهو لم يبلغ الثالثة من العمر بعد، بينما أنت لاتزال لا تعرف كيف تخزن ملفاً على غير سطح المكتب، وقد بلغت من الكبر عتياً، الأمر ليس له أي علاقة بعبقرية ولي عهدكم المصون ولا بطفرة جينية في عائلتكم المشهورة بالـ«دواويح الحمر»، وبنظرة البلاهة الشهيرة، كل ما في الأمر أن أسلوب ونطاق وقابلية التعلم تتغير من جيل لآخر، فهناك فرق كبير بين من رضع الحليب من «مطيحانة» ناقة جاركم (بوصالح)، ومن رضع «الميلوبا» المحسن مع فيتامين (د ‬3) في رضاعة تحمل شعار محال «هارودز» وتلقمه في فمه جميلة تحمل ملامح آسيوية واسمها «جوزفين»! كل ما أتمناه قبل أن أتوكل هو أن أرى واحداً من معارفي أو أقاربي لا يجيبني بالجواب ذاته حين أسأله مجاملة عن أخبار «العيال»، مباشرة ينظر باتجاه الدب القطبي في إشارة مستعارة من أفلام بوليوود على التفكير العميق المشوب بقلق من المستقبل وحزن، ويقول لي عن أكبر أبنائه: «يا أخي هالولد ذكي، في حياتي ما شفت ولد بذكائه! بس لو أحصل له على فرصة تعليم مناسبة»! والمصيبة أنه بعد قيام أبيه بـ«شفطتين» من «المدواخ» خارج المجلس، تود اختبار ذلك الطفل العبقري فتطلب منه «استكانة شاي» فيغيب ساعتين ثم يعود باستكانة فارغة، تنظر…

آراء

جبهة النصرة توقظ البيت الأبيض!

الأحد ١٤ أبريل ٢٠١٣

لا بد أن حالة من الفزع أصابت العواصم الغربية، والوجوم أيضا خيم على نصف العواصم العربية. فقد جاءت الاعترافات مدوية: «القاعدة».. أعلنتها صريحة؛ جبهة النصرة، الفصيل الذي يتقدم صفوف الثوار في سوريا. وزادت المخاوف بإعلان اندماج «قاعدة العراق» مع «نصرة سوريا»، لتشكلا بذلك أكبر مملكة إرهاب في العالم! لنعود للوراء لنعرف أين الخطأ.. في البداية لا شك أن الأميركيين كانوا سعداء بالثورة على نظام بشار الأسد.. هدية من السماء في وقت عصيب تعوضهم عن خروجهم من العراق. ومن الطبيعي أن يحتفوا بإسقاط الأسد، الذي سيهز عرش إيران حتما. الخطأ المريع أنهم اعتبروها هدية مجانية. أتصور أن التفكير في البيت الأبيض حينها كان كالتالي: نترك الوضع يتطور محليا، ندع الشعب السوري يقوم بالمهمة، ثم من المؤكد أن هذه الثورة الجامحة ستسقط النظام، وعسى أن يقوم على أنقاضه نظام ديمقراطي موال للنظم الديمقراطية الغربية، ويبدأ عهد جديد. طبعا هذا التصور أقرب إلى حلم منتصف النهار، أو حلم الضبعة، كما يقول المثل. رغبة السوريين في التخلص من النظام عمرها أربعون عاما، لولا أن النظام البوليسي كان يردعهم حتى عن التفكير في التغيير، ومع الوقت فقدوا الصبر والأمل في إصلاح النظام، وحفزهم التغيير في تونس ومصر وليبيا واليمن على المغامرة بمواجهة النظام المتوحش. إنها حقا أسطورة لمن يعرف سوريا جيدا والصعاب. اليوم صار حلمهم…

آراء

الغيث والعريفي.. لا حصانة لأحد

الأحد ١٤ أبريل ٢٠١٣

بعيداً عن تهديد الشيخ عيسى الغيث عضو مجلس الشورى، بمقاضاة الشيخ محمد العريفي، بشأن إعادته تغريدة على موقع ''تويتر'' رأى فيها انتقاصاً له، باعتبار أن القضاء وحده الذي يفصل في مثل هذه الاتهامات، فلا يملك أي متابع للشأن السعودي إلا الترحيب بخطوة الغيث، وأي خطوات أخرى مشابهة، التي ستفضي في النهاية لإيقاف العبث الذي أضحى هاجساً يطعن في مصداقية وسائل التواصل الاجتماعي، ليس لسوئها، بل لسوء استخدامها. ولأن القانون فوق الجميع، أو هكذا يُفترض، فلم تكن هذه الفوضى التي تجتاح ''تويتر'' قد بلغت أوجها في دول أخرى استفادت بصورة مثالية من مواقع التواصل الاجتماعي، فيما لا يزال القانون مغيباً في ''تويتر'' السعودي، لا لقصور في التنظيمات والتشريعات، ولا استمتاعاً بحجم الشتائم والتعريض والقذف الذي نشاهده بشكل يومي وبأسماء صريحة، إنما لغياب ثقافة اللجوء إلى القانون والقضاء، فغدا الفرد منا يتحمّل إساءات جمة دون أي خطوة قانونية تسهم في تنظيف هذا الغث المسمّى مجازاً تغريداً. صحيح أن المستخدمين يتحملون مسؤولية صمتهم عمّا يتعرضون له من إساءات لها تبعات قانونية واضحة، إلا أن عدم التقدم خطوة من قِبل الجهات الرسمية في توعية المستخدمين بحقوقهم وواجباتهم أمر لا يمكن إغفاله، فلا يُعرف حتى هذه اللحظة عدد القضايا التي حُكم فيها، أو تلك التي رُفضت لعدم وجود دلائل وقرائن، لا أحد يعلم كم تستغرق…

آراء

الخرافة والسحر والمؤامرة

الأحد ١٤ أبريل ٢٠١٣

هل هناك ما يجمع نظرية المؤامرة إلى السحر والخرافة؟ شيء واحد يحيل إليه هذه المفاهيم الشعبية: الغيب. وما لا يمكن رؤيته أو قياسه. البحث في هذا الغيب عن تفسير لحدث أو علاج لمرض أو عن تبرير مريح للذات. إذا كانت الخرافة كما السحر تعادي العقل ومقتضياته، والتحليل العلمي ومستلزماته، فكذلك الأمر مع «نظرية المؤامرة». هذه المفاهيم نوع من ضرب الودع، ونوع من الوهم يتعلق به من أعيته حيلة التحليل والتدبر. في زاويته في صحيفة الاقتصادية، شخّص الدكتور توفيق السيف العلاقة بين هذه المفاهيم بالقول: «إن دوافع التسليم بنظرية المؤامرة لا تختلف عن دوافع التسليم بتأثير السحر والعين وتحكم الجن في البشر... إلخ... هذه مثل تلك تستبطن نزوعاً لفصل الحوادث عن أسبابها المادية القابلة للإدراك». ليس مفاجئاً أن تنتشر فكرة المؤامرة لتفسير كل شيء بين البسطاء. المفاجئ أن تنتشر بين بعض النخب العلمية والثقافية والسياسية. هناك كتّاب ومثقفون ومهندسون وأطباء ورجال أعمال وساسة لا يستطيعون الانفكاك من سحر نظرية المؤامرة. تعتقد أن سذاجة الفكرة وبساطتها كفيلتان بالإبقاء عليها في حدود ضيقة لا تتجاوز متوسطي العلم ومحدودي المعرفة، ثم تفاجأ بأن هذه النظرية منتشرة على نطاق واسع وتلاحقك أينما ذهبت: في الشارع مع الناس، وحلقات النقاش على الشاشة، في الاجتماعات، في الصحيفة. يعتقد البعض أنه تخلص من براثن النظرية، لكنها تسيطر على…

آراء

ارحمونا فقد متنا عطشا

الأحد ١٤ أبريل ٢٠١٣

هناك معضلات حياتية تواجهنا ولا تتحرك للأمام مهما طال الزمان وكثرت الأعذار، ويمكن للكاتب نشر مقالة كتبها قبل أربع سنوات عن نفس المشكلة التي ترزح في مكانها من غير حلول تذكر. ويمكن لأي قارئ أن يتذكر مشاكله التي لم تحل بالرغم من مضي الوقت والوعود التي سفكت من أجل حل تلك المشاكل، ومعظمنا يجد في البحث عن واسطة تريح بحثه الدائم عن حلول لاحتياجاته أو طلباته.. وجل المعاملات تسير سير السلحفاة، بينما الجهة المعنية لا تقدر ذهاب وإياب المواطن و(عطلته) وحرقة دمه لكي تحل مشكلته. وهناك مشاكل جماعية تصيب الأفراد والمدن، وقد يكون أهمها شح المياه.. هذه المشكلة التي تتكرر دوما من غير أن نجد لها حلا، ولم نجد من شركة المياه الوطنية جوابا حول هذه المعضلة المتكررة، فهي لم تعطنا سببا واضحا عن شح المياه ــ هذه الأيام ــ في مدينة جدة (ويقال إن مدنا أخرى تعاني من نفس المشكلة).. ويبدو أن معاناة أهالي جدة في الحصول على الماء لن تنقطع، وسوف تصبح عادة الركض خلف الوايتات من سمات أهل جدة. حتى يقال: إذا رأيت رجلا يركض خلف وايت فاعلم أنه من سكان جدة! وكل ما نسمعه حول هذا الشح أقاويل يتم التحجج بها، وهي الأقاويل التي تخرج علينا في كل حين، فمرة يقال إن سبب شح المياه يعود…

آراء

تقبل الدعاية وتدني الإحساس بالتاريخ

الأحد ١٤ أبريل ٢٠١٣

في كتابه المعنون "عن طريق الخداع"، يشير عميل الموساد السابق فيكتور أوستروفسكي إلى أن الموساد هو مصدر كل الشائعات التي التصقت بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وحسب اوستروفسكي فإن هذه الشائعات أطلقتها دائرة الحرب النفسية في الموساد، لكن حتى الآن فإن الكثير من العرب – بما فيهم مثقفون- يرددون مثل هذه الشائعات كما لو أنها حقائق. لكن القصة الطويلة لعرفات والنضال الفلسطيني ضد إسرائيل، قد تكشف عن خصائص ذهنية للفلسطينيين والعرب أهمها "تقبل الدعاية عوضاً عن الحقائق" و"فقدان القدرة على الإحساس بالتاريخ". إن واحدة من أكثر الإفتراءات التي أطلقها الإسرائيليون بحق عرفات هو أنه مليونير يستولي على أموال الشعب الفلسطيني. لكن عندما توفي الرجل، إكتشف الفلسطينيون أن هذا المليونير لم يكن يملك أكثر من بدلتين عسكريتين كان يرتديهما ولم يكن يملك حتى منزلاً. لعل هذا جدير بأن يذكرنا بالقاعدة الذهبية في الدعاية هي تلك التي وضعها الزعيم النازي بول جوزيف غوبلز عندما قال: "عليك بقول نصف الحقيقة لتمرير الكذبة وتكرارها تباعاً". لقد كان نصف الحقيقة في ذلك الإفتراء هي أن عرفات كان يدير أموال المنظمة لكن الكذبة كانت أنه يملكها. إن تلطيخ سمعة عرفات وبقية القادة الفلسطينيين كان يسير بشكل متوازٍ مع كل التطورات على الأرض في مسار النضال ضد إسرائيل، فكلما حقق الفلسطينيون مكاسب من أي نوع سياسية أو…

آراء

تجربة سنغافورة والنموذج المتخيل عربيا

الأحد ١٤ أبريل ٢٠١٣

بدأ «لي كوان يو» مؤسس سنغافورة الحديثة كتابه الضخم «من العالم الثالث إلى الأول: قصة سنغافورة: 1965 - 2000» بخطاب لجيل الشباب «الذين اعتبروا الاستقرار والنمو والرخاء قضايا مسلما بها»، مذكرا إياهم: «لا نستطيع تجاهل حقيقة أن النظام العام والأمن الشخصي والتقدم الاقتصادي - الاجتماعي، والرخاء والازدهار، ليست من النظام الطبيعي للأشياء». كثيرة هي الأفكار التي تثيرها قراءة تجربة مميزة لرجل بنى بلاده من الصفر، وخلق تجربة تنموية تثير الإعجاب لكل من اطلع عليها، حيث واجه بالتخطيط السليم والرؤية الصائبة كل الصعاب والعوائق التي لم تزل تعيق كثيرا من بلدان العالم من صغر المساحة إلى التعدد الإثني بكل ما يرمز إليه من التعدد الطائفي أو القبلي أو الآيديولوجي، وكيفية تعامله معها كمعطيات حقيقية على الأرض يجب مواجهتها وإحسان التعامل معها. من أهم تلك الأفكار التي تفرض نفسها على القارئ العربي المقارنة بين تجربة سنغافورة وما يجري في العالم العربي، بعد ما كان يسمّى بـ«الربيع العربي»، فكم نحن بحاجة لتذكير جيل بأكمله في العالم العربي بأهمية الاستقرار السياسي والتنمية والأمن والتقدم ضمن برامج وخطط عملية بعيدا عن الشعارات العامة والجوفاء التي تتلقفها عقول النخب من أفواه الجماهير وعقول الجماهير من مجاملات النخب. لقد كان واقعيا صرفا في قيادة بلاده، فكان مشروعه واضحا ورؤيته صافية، وهو يضع دائما لكل مشكلة حلا عمليا،…