آراء

آراء

“ساحلية” جدة إلى أين؟

السبت ٣٠ مارس ٢٠١٣

مدينة الملك فهد الساحلية منشأة رياضية عملاقة تابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب وتحت رعايتها وتوجيهها، وقد تأسست قبل أكثر من عقدين من الزمان، على يد شركة ألمانية قامت ببناء مدينتين رياضيتين في المملكة؛ إحداها على شاطئ البحر الأحمر بمدينة جدة، والأخرى على شاطئ نصف القمر بمدينة الخبر، وهما نسختان مطابقتان لتلك الموجودة في جمهورية ألمانيا.. الفكرة الأساسية والهدف الأساس من المدينة الساحلية هو إتاحة الفرصة للأعضاء وضيوفهم للاستمتاع والاستفادة من أوقات فراغهم. المدينة تعد من أكبر المنشآت الرياضية في المملكة العربية السعودية، وتحتوي على صالة ألعاب رياضية ذات تصميم جيد، توفر التسهيلات اللازمة لألعاب الكرة الطائرة، وكرة السلة، وكرة اليد، وألعاب الجمباز، وتنس الطاولة، وتضم مقاعد للمتفرجين تتسع لـ250 شخصاً. المدينة الساحلية تحتوي على حوض سباحة متميز بكامل الاحتياجات اللازمة، ويشرف عليه مدرب مختص وطاقم من المنقذين، ومجهز لإقامة البطولات. المدينة تضم مركزاً جذاباً للغاية فيه 12 مساراً للعب (البولينج)، ومجهز بالكامل، ويشرف عليه مدرب مختص أيضاً. كما تحتوي على أربعة ملاعب دولية متجاورة للعبة (الإسكواش)، وملاعب (كرة الريشة الطائرة)، وتخضع لإشراف مدرب خاص، وتقام عليها دواري ـ جمع دوري ـ داخلية، وتتضمن مكاناً خاصاً للمتفرجين. وتحتوي كذلك على ملعب كرة القدم (سداسيات)؛ مخصص لتمارين كرة القدم (كبار, ناشئين, براعم)، وهو ملعب مجهز بالكامل بإنارة ومرامٍ ـ جمع مرمى ـ…

آراء

القمة العربية وإخراج سوريا من الانفصال

الجمعة ٢٩ مارس ٢٠١٣

قبل خمسين عاما بالضبط خرجت سوريا من دائرة الإرادة الوطنية والعربية بانقلاب 8 مارس (آذار) 1963. وقد عُمِّي الأمر يومها لبعض الوقت، لأنّ القائمين بالانقلاب كانوا ينقلبون في الظاهر على الذين صنعوا الانفصال عن مصر عام 1961، وأنه كان بينهم ضباط بعثيون وناصريون. انقلاب عام 1961 أراد إعادة سوريا إلى محلياتها بين المدينة والريف، وبين المدني والعسكري. وانقلاب عام 1963 بعد أن انفرد به البعثيون أراد تثبيت فصل الشام عن مصر، وإحلال «الطليعية» التقدمية، محلَّ جمهور الشارع الوطني. فالعجيب أن لا يكون بالجيش العربي السوري في مطلع الستينات وحدويون وتقدميون إلاّ من أبناء الأقليات العِرقية والدينية واللغوية. والعجيب أنّ الفريق أمين الحافظ الرئيس السني بعد «ثورة» عام 1963 أراد «قهر» جمال عبد الناصر بالإغارة على إسرائيل فورا بدلا من وضع استراتيجيات وتحويل مياه نهر الأردن «وغير ذلك من السخافات»! وعندما تمردت حماه للمرة الأولى عام 1964، أراد الفريق الحافظ إظهار إخلاصه للقرمطية الصاعدة فأمر بقصف الجامع الذي لجأ إليه المحتجون في أحياء حماه الداخلية! بيد أنّ «غيرته» هذه على الثورة التقدمية العلمانية التي لا تتردد أمام هدم المساجد على مَنْ فيها، ما حمتْه من طرد زملائه له، واضطراره للجوء أخيرا للعراق لعند صدّام حسين وأتْباع «القيادة القومية» مع ميشال عفلق ومنيف الرزاز وآخرين! وهكذا وخلال خمسين عاما من «ثورة» 8…

آراء

ما سويتم لكم افواد ؟؟!!

الجمعة ٢٩ مارس ٢٠١٣

لآخر لحظة والعقلاء يمدون لكم كف العون ويقدمون النصيحة تلو الأخرى، لآخر رجاء ونحن ندعو الله ان لا يكون ما سمعنا صحيح وأن ما يتداول هو كابوس وسيأتي من يهزنا صباحا : ( نشوا الشمس ظهرت ) ولكن أبيتم بكل مكابرة إلا أن تدموا قلب الإمارات وتفطروا قلوبنا حزنا على إنسانيتكم التي تسببتم في إهدارها لمن لا يستحق. ( كيف هانت عليكم ) هل من عاقل يغدر بأبيه ويطعن أخيه ويروع قلب أمه ؟ كيف هانت كل سنين التعب والسهر لزايد واخوانه وجحدتم طيب وكرم خليفة ! كيف تجرأتم على جعل اسم الإمارات سهل المنال لكل حاقد وخبيث وظالم يتربص بكل نجاح ويحفر المكائد لكل طموح ومكافح ! ( يا قو قلوبكم ) حين خططتم وتواصيتم بهدم الروح فينا ثم ذهبتم لبيوتكم الأمنة والحديثة مستقلين سياراتكم المريحة من أحدث ماركات العالم ثم وضعتم رؤوسكم لتناموا وكأنكم لم تفزعوا في هذه اللحظات ( روح زايد ) ، زايد الذي أمضى الأيام متنقلا من إمارة لأخرى يمد اليد ويقدم الدعوة لإخوانه ليجمعهم تحت ظل الإتحاد، زايد الذي كان يردد في كل حديث الحمد لله. نمتم ولكن عين الله لا تنام وأعين كل مخلص لهذا الوطن العظيم ساهرة لحمايته من كل دسيسة ومكيدة داخله أو خارجه ، نمتم محصنين ضمن حدود يفخر بها…

آراء

“على الرف حطوه”؟

الجمعة ٢٩ مارس ٢٠١٣

جاري "بو فيصل" يقول لي: "شفت وش صار لـ(فلان)، على الرف حطوه"! قلت له لن أتشفى ولن أفرح بما آل إليه وضعه، فلعل الرف الذي تتحدث عنه يكون بمثابة جرس إنذار له ليعي أنه اليوم خسر الكرسي فقط، لكنه غدا قد يخسر الدنيا كلها يوم يزور تلك الحفرة ويعلم معنى: "ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر.. كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون.." جاري أبو فيصل يتحدث بمرارة عن أمر واقع يمر به الكثيرون منا دون اعتبار، هناك من البشر من تنتابه حالة ضيق يوم أن يعجز عن مساعدة الآخرين رغم أنه بذل كل ما بوسعه، وهناك من هو صاحب قرار لكنه يتفنن في تعذيب المواطنين وسد كل الأبواب في وجوههم، حتى أنه إذا ترك منصبه بارك الناس لبعضهم البعض فرحا بفراقه، وإن ودع الحياة استكثروا حتى الرحمة عليه. جانب كبير مما يرويه أبو فيصل عن (فلان) صحيح، لأنه وكثيرين من أمثاله ظنوا أن مناصبهم تؤهلهم للبقاء إلى ما لا نهاية على ما هم عليه من حال، فهم يتحدثون ويتصرفون ويخططون، ويأمرون وينهون على أنهم باقون مدى الحياة في أماكنهم، ثم يوم أن يتركوا هذه المناصب مجبرين يلتفتون حولهم ولا يجدون تلك الحالة التي اعتادوا عليها لسنوات طويلة، وحينها يبدؤون بشتم الزمن والناس ويشكون من قلة الأوفياء، والحقيقة أن المشكلة ليست…

آراء

بيضة المدرسة ودجاجة الجامعة !

الجمعة ٢٩ مارس ٢٠١٣

قبل سنوات عديدة شهدت نقاشا بين الدكتور أحمد الضبيب مدير جامعة الملك سعود حينها، والدكتور عبدالعزيز الثنيان وكيل وزارة التربية والتعليم وقتها ـ وكلاهما علم في اللغة العربية ـ حول مسؤولية ضعف اللغة العربية عند الطالب السعودي، هل هو المعلم الذي يتخرج من الجامعة أم الطالب الجامعي الذي يتخرج من المدرسة، وكان نقاشا لطيفا أشبه بنقاش أيهما جاء أولا البيضة أم الدجاجة ! تذكرت هذا النقاش وأنا أقرأ خبرا عن تقرير لوزارة التربية و التعليم يشير إلى فشل غالبية خريجي الجامعات المتقدمين للعمل في مجال التعليم في اجتياز اختبارات الكفايات المطلوبة للتدريس، مما يسلط الضوء من جديد على مسألة تردي مستوى التعليم في مدارسنا، ومن يتحمل مسؤولية ذلك التردي ؟! المشكلة اليوم أن وظيفة التعليم أصبحت مجرد وظيفة لطلب الرزق لكل من هب ودب وظن أن شهادته الجامعية تؤهله للحصول على الوظيفة بعد أن كانت في السابق بالإضافة لكونها مصدر رزق وظيفة ذات رسالة يؤمن بها المعلم المؤهل، وزاد الطين بلة أن القائمين على التعليم اليوم أشغلوا المعلمين بملاحقة حقوقهم الوظيفية فتشتت ذهن المعلم، وضعف التزامه بمسؤوليته، وكان الطالب هو الضحية ! ما أحوجنا إلى روح ذلك الرعيل الذهبي من حملة رسالة التعليم الذين كانوا يؤمنون بأن الطالب هو غرس المستقبل، و ما أحوج التعليم إلى تلك القيادات الذهبية المؤمنة…

آراء

خدعوك فقالوا: «تويتر» يغنيك عن الصحافة

الخميس ٢٨ مارس ٢٠١٣

عندما قررت مجلة الـ«نيوزويك» العريقة مطلع هذا العام إيقاف نسختها الورقية، بعد أكثر من ثمانين عاما على صدورها، صاحوا: ألم نقل لكم الصحافة الورقية تموت رويدا رويدا؟ إنها في الرمق الأخير من حياتها؟ لا يلامون فقد رأوا في وفاة الـ«نيوزويك» ضربة للنشر التقليدي. واستمر «اللطم»، إذا صح التعبير، بانتظار جنازة الصحف والمجلات المطبوعة. هناك من يتنبأ، وهناك من يتكهن، وهناك تابعون لا يقرأون الصحف أصلا ومع ذلك يتوقعون، ونوع رابع يرى الصحافة الورقية مرتبطة بشكل أو آخر بالحكومات، لذلك لا بأس من الانضمام لهذه الحفلة الصاخبة وتمني وفاة صاحبة «الحكومة». وعلى هذا المنوال جاء الدور مؤخرا على الصحافة الإلكترونية، فبعد أن كانت هي البعبع الذي يخوفون به الصحافة الورقية غدت هي الضحية، أما البعبع الحاضر بقوة هذه الأيام فهو: مواقع التواصل الاجتماعي.الكذبة الكبرى، بل لنقل النكتة الكبرى، القول إن مواقع التواصل الاجتماعي سحبت البساط من تحت أقدام وسائل الإعلام. ولو سأل أحد ممن تلقفوا هذه الكذبة، واقتنعوا بها، وتناقلوها، وروجوا لها، سؤالا بسيطا: ما الذي تعتمد عليه هذه المواقع الاجتماعية؟ لعرفوا على الفور أنها في أساسها، وسيلة لنقل الخبر، ولم تكن، إلا نادرا، مصدرا للخبر ذاته. فالغالبية العظمى من النقاشات اليومية في موقع شهير مثل «تويتر»، يكون مصدرها الصحف الورقية ومواقعها الإلكترونية والتلفزيون والإذاعة، باعتبارهم يملكون المصداقية والمحتوى، ولولا وسائل…

آراء

عن جدة.. لحظة وداع

الخميس ٢٨ مارس ٢٠١٣

في مجلس الأمير خالد الفيصل لم يتبدل ولم يتغير صلب القضايا المطروحة للنقاش.. غبت عنه هذه السنين، وحين عدت إليه وجدته ذات (الموضوع)، وكأنني في المجلس ذات الليلة السابقة. إنه الحديث المتواصل عن قضايا التنمية. وللإخوة الكرام الفضلاء الطارئين على أحاديثه ومجالسه، سأعطيكم الوصفة: هو ـ كما عرفته ـ لا يكره في المجالس أكثر من شيئين: لغة المجاملة التي يغتالها مباشرة بصرامة الردود القصيرة، وقد أعطاه الله مواهب اللغة، مثلما يكره أيضا حصر الإنجاز في الأفراد حتى لو كان في شخصه، لأنه ـ لمن لا يعرفه ـ عاشق لروح الفريق، ومغرم ببناء الأفراد من حوله لمسيرة العمل الجمعي. أكثر من هذا صاحب فراسة هائلة في القدرة على اختيار أفراد الفريق، وصاحب صرامة تتجاوز العاطفة حين يتخلص من الأفراد في مشاريعه الإدارية والتنموية بجملة قصيرة واحدة، إذا ما رأى أن الزمن قد تجاوز (الفرد) في القدرة على الركض الصحيح مع الفريق. وللذين لا يعرفون هوس خالد الفيصل بتدوين الأخطاء الإدارية والتنموية والاعتراف بها من أجل تفاديها وتجاوزها، عليهم أن يقرؤوا كتابه: "مسافة التنمية وشاهد عيان"، لأن الكتاب درس جوهري في أساسيات الإدارة. وخذ من الأمثلة؛ أنه ترك مدن عسير بلا منطقة عشوائية واحدة، وفي الكتاب نفسه قصة إدارة العشوائية الوحيدة في خميس مشيط، حين ردمها بقرار إداري صارم. قصة نجاحه الاستثنائية…

آراء

ميليشيات الحرية

الخميس ٢٨ مارس ٢٠١٣

تابعنا جميعا المظاهرات التي قام بها مجموعة من المتحمسين للتيارات الإسلامية في مصر خلال الأيام الماضية، وقاموا خلالها بإغلاق مداخل مدينة الإنتاج الإعلامي، ومنعوا جميع الإعلاميين من الدخول أو الخروج من المدينة، وذلك احتجاجا ـ كما قالوا ـ على ما وصفوه بالغطاء السياسي من الإعلام لانتقاد الرئيس المصري محمد مرسي، وذلك في تجل واضح لمحدودية فهم هذا التيار وأتباعه لفكرة الديموقراطية ومنتجها الشرعي المسمى حرية التعبير، التي قامت ثورة بلادهم من أجلها ومات في سبيلها أبطال حقيقيون. لم أكن من المؤيدين في الماضي البعيد لفكر الإخوان، رغم إعجابي بقدرتهم على الصمود لأكثر من ثمانية عقود في وجه الاضطهاد والتنكيل، الذي عانوه من الأنظمة السياسية التي حكمت مصر، ولم أكن من المساندين لهم فكريا أوتنظيميا في الماضي القريب، عندما قاموا بالبروز في عدد من الدول كخيار شعبي لحكم الدول التي عرفت بدول الربيع العربي، ولكني كنت دوما أقول بضرورة أن يمنحوا فرصة الحكم، إن كان ذلك خيار الشعب كي يظهر للمتشككين والمؤيدين مدى جديتهم وحقيقة موقفهم من شعارات الحرية والعدالة والمساواة، التي روجوا عبرها حملاتهم الانتخابية، حتى وصلوا للحكم ولكرسي الرئاسة. اليوم تنكشف للعيان مواقف الأتباع، الذين يشكلون القوى الحركية للفكر العقائدي لتلك الجماعة، فتحرك الشارع لا يمكن له أن يتم لولا غطاء مرجعي، فمثل تلك المجاميع عرفت عبر تاريخها بالولاء…

آراء

إبداعات ماطر في “آرت دبي”

الخميس ٢٨ مارس ٢٠١٣

كان جميلاً أن ألتقي الفنان الدكتور أحمد ماطر في معرض آرت دبي الذي اختتم منذ أيام.. ولم يكن اللقاء به وحده ثريا بل تماثلت معه مشاهدة آخر إبداعاته وهي تسجل حضورها مستقطبة رواد جناح "صالة أثر" التي كانت الوحيدة المشاركة من بين صالات العرض السعودية. لم يعد غريبا على اللقطات الاحترافية لماطر أن تنافس الأعمال الفنية الكبيرة في معرض ضخم، فالكثير مما أبدعه خلال السنوات الماضية صار موجودا في متاحف عالمية، وخبراء تلك المتاحف ما كان لهم أن يتوجهوا إلى ماطر وفي بلدانهم مصورون ضوئيون متميزون لولا الأسرار الخفية الجاذبة في تكوين لوحاته الضوئية. العمل الفني لدى ماطر يرتكز على جملة من المعايير بحسب فكرته أو محتواه، ولعل النسب الجمالية تأتي في مقدمتها، ثم تأتي معايير الزاوية واللون وكمية الضوء وتداخل الخطوط بما يحول اللقطة إلى عمل تشكيلي لافت قادر على شد البصر إلى تفاصيله وأبعاده واستكشاف خفاياه. في "آرت دبي"، انبهر الحضور بمنظر الحرم المكي الشريف وهو يمتد على مساحة كبيرة بالنسبة للقطة ضوئية، ولو أضفنا إلى ذلك طريقة العرض والإخراج العام لها لوجدنا أن الفنان يمتلك سرا خاصا استطاع توظيفه لتحقيق الإنجاز في مجال يعتقد البعض أنه سهل، فيما هو في حقيقته صعب جدا لا يستطيع المغامرة فيه إلا من خبره وتمرس فيه، وبات بإمكانه توليد الجديد دائما…

آراء

أجانب يقاتلون مع ثوار سوريا

الخميس ٢٨ مارس ٢٠١٣

رفض معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري الانتقادات الموجهة للمعارضة لسماحها بمشاركة مقاتلين أجانب في المعارك، ورد عليها: بأي حق تطلبون منا ذلك ولا أحد يفعل شيئا ضد الروس والإيرانيين وعناصر حزب الله الذين يقاتلون إلى جانب النظام؟ المبدأ والتوقيت يقولان: الخطيب على حق، حتى في الحروب توجد قواعد اشتباك يفترض أن تطبق على الجانبين. قوات الأسد لم تحترم شيئا منها حتى تطالب قوات المعارضة بالالتزام بها مع أنها الطرف الأضعف. تستخدم الطائرات والأسلحة الثقيلة في قصف المدن والقرى، وتهاجم المستشفيات والمدارس، وتستخدم سيارات الإسعاف لنقل مسلحيها. الممارسات زادت سوءا مع الهزائم التي منيت بها القوات الحكومية، حيث بدأت تستخدم غازات وأسلحة كيماوية آخرها أمس في ريف دمشق. منذ بداية الانتفاضة ضد نظام بشار الأسد قبل عامين، وكانت مجرد مظاهرات احتجاجية لأكثر من أربعة أشهر، كنا نتوقع التصادم، وأنه سيكون أكثر شراسة من كل ثورات الربيع الأخرى مدركين طبيعة النظام الأمنية العسكرية. لقد كان يقتل الناس بالعشرات وهي تتظاهر، ويقتل الذين يحاولون سحب الجثث من الشوارع لدفنها. وكنا ندري بأن المواجهة إن طالت فإن سوريا ستكون أكثر ساحات الحرب إغراء تستقطب المجاميع الإرهابية أيضا، لرمزيتها التاريخية وجاذبيتها السياسية، وسيكون صعبا على العالم حينها السيطرة على الوضع. نحن الآن نقترب من هذه النقطة، هناك تقارير تزعم وجود نحو 15 ألف مقاتل أجنبي…

آراء

«قليل من الإيجابية»!

الخميس ٢٨ مارس ٢٠١٣

(ربّة منزل تمارس دور صيدلانية وتروّج عقاقير مخدرة في مدينتها).. (ضبط سارقي بطاريات المركبات في المنطقة الصناعية).. (نيابة الأموال تحيل آسيويين للمحاكمة بتهمة الاحتيال على العشرات).. (الحبس لمدة سنتين للاعب دين بانتهاك عرض طفل).. (إصابة طالبين بحادث سير على شارع رئيس).. (اتهام عامل آسيوي بإتلاف متعمد لسكن عمال وتعريض حياة القاطنين فيه للخطر).. (إحالة عصابة الديزل التي كانت تسرقه من مخازن الشركات إلى الجهات المختصة).. (فوز ريال مدريد.. وكرستيانو يحرز هدفاً)! هذه بالضبط عناوين صفحة كاملة في إحدى الصحف في يوم ما! لا أعرف ما النفسية التي يمكن لأي شخص أن يكمل بها يومه، وهذه العناوين هي كل ما يتم تسليط الضوء عليه، وبدفعة واحدة؟! مصائب «أُس» ثلاثة! ألا يمكن تقسيط هذه الأخبار على أيام الأسبوع؟! من ناحية أخرى، هناك تلك الظاهرة الإيجابية في الدولة، التي توازي توسع التنمية وانتشار الثقافة الإعلامية، وهي تأسيس وكالات الأنباء، فلدينا عدا وكالات الأنباء الرسمية، وكالات متخصصة عدة، مثل وكالة أخبار المرأة، ووكالة أخبار الشعر، ووكالة أخبار الهجن، وكل منها مختصة بمجالها حصرياً، وأخيراً سمعنا عن خبر تأسيس وكالة الأخبار الإيجابية، التي تحاول حصر بث الأخبار الإيجابية والسعيدة، التي يمكنك أن تبدأ بها يومك، وهذا فعلاً ما نحتاج إليه في هذه الأيام! من جانب آخر، هناك تلك الأخبار التي يضيفها البعض إلى نشراته الصباحية…

آراء

خطورة عدم توطين الوظائف الصحية!

الأربعاء ٢٧ مارس ٢٠١٣

المسؤول الذي لا يستفيد من تجارب الأمس يمكن تصنيفه بأنه خارج دائرة المسؤولية، ربما تتذكرون جميعا ما حدث في حرب الخليج الثانية المعروفة بحرب تحرير الكويت من غزو العراق الغاشم الذي حدث عام 1990، خلال تلك الأزمة نعرف جيدا أن عددا كبيرا من الوافدين الذين كانوا يعملون في السعودية قرروا العودة إلى بلادهم خوفا على حياتهم من الحرب. أهم تلك الوظائف التي تعتبر ذات أهمية كبيرة جدا وحيوية في مثل هذه الأزمات والكوارث هي الوظائف الصحية، وخاصة الفنيين والتمريض، فهم يقدمون العناية الصحية في الحالات الإسعافية الحرجة، ولا يمكن الاستغناء عن الممرضين والممرضات والفنيين في المختبرات والأشعة والأقسام الأخرى، وأي نقص في هذه الأيدي لأي ظرف كان يؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح. وربما كثيرون لا يعرفون أنه خلال تلك الأزمة التي عشناها كسعوديين في حرب الخليج الثانية كان عدد كبير من الفلبينيين وغيرهم من العمالة الوافدة قد تركوا هذه الوظائف الصحية ونحن في أمس الحاجة لها، خوفا على حياتهم من تطور الظروف حينها، ولم يبقَ في هذه الوظائف سوى أبناء الوطن، بل لماذا نذهب بعيدا، انظروا إلى أزمة العاملات المنزليات مع الفلبين وإندونيسيا! ألا يمكن أن يقع الأمر نفسه مع العمالة الوافدة في المستشفيات؟ ماذا سنفعل حينها؟ ما أود قوله هو أن وزارة الصحة ما تزال خارج دائرة المسؤولية…