آراء
السبت ١٦ مارس ٢٠١٣
بينما كانت تشتعل حرب البوسنة، التي امتدت طوال أربع سنوات قاسية، بكل ما كان فيها من قتل وقصف ومذابح واغتصاب ممنهج للنساء ودمار لمدن تاريخية وتطهير عرقي وتهجير (والمقاربة هنا جلية مع الحرب في سورية)، لم تتوقف لحظةً العملية الديبلوماسية المملة والمسوفة، التي سعت لحلٍّ سلمي بين المتقاتلين، اجتماعات ومفاوضات بين الأميركيين والأوروبيين من جهة، والروس الذين كانوا يدعمون الجانب الصربي المعتدي ويقدمون له شتى المبررات (تاريخ يعيد نفسه في سورية). في الوقت نفسه وعبر قنوات سرية، كان السعوديون والأتراك والماليزيون والسودانيون، بل والإيرانيون أيضاً يُرسلون الأسلحة لإخوانهم في البوسنة. كل يوم كانت ثمة قصة للإعلام: مذبحة سوق سراييفو الشهيرة.. حصار موستار.. تدمير جسرها الشهير.. اجتماع في واشنطن أو فيينا.. تهديد بإحالة القيادات الصربية إلى محكمة الجنايات الدولية.. قرار بحظر السلاح عن كل الأطراف.. مجاهدون عرب يغرون كتّاب أعمدة في الصحف الأوروبية للتحذير من قيام جمهورية إسلامية أصولية في قلب أوروبا، في مقابلهم النازيون الجدد من ألمانيا والسويد ينضمون إلى الكروات في حربهم ضد المسلمين في بداية الحرب، ويعترفون لاحقاً بأنهم شاركوا في مذابح (مقاربة هنا مع مشاركة «حزب الله» والأصوليين الشيعة مع النظام ضد الثورة). أحياناً كانت تلوح في الأفق لحظات توحي بأن ثمة مخرجاً للأزمة بعد اجتماع بين وزيري خارجية روسيا الاتحادية الناشئة وقتذاك والولايات المتحدة، ولكن سرعان…
آراء
السبت ١٦ مارس ٢٠١٣
الأحلام حقيقة أيها الأصدقاء، الفشل في تحقيقها هو الشيء الوحيد الزائف «توني بامبيرا» «ليس لي حاجة في أميركا بعد الآن، لن أعود لأميركا حتى و لو ظهر فيها يسوع المسيح» ، قالها بأسى عندما طرد من أميركا حسب الاتهامات الموجهة له من قبل لجان مكارثي، ولكنه في نهاية حياته عاد لها بعد عشرين سنة لتكريمه في حفل جائزة الأوسكار. كان نجم السينما الصامتة، كان معبراً جداً بالصمت وحتى عندما اكتسحت السينما الناطقة العالم، أصر على تقديم أفلامه الصامتة! ومابين أفلامه «المتشرد» و«الديكتاتور العظيم» قصة حياة مؤلمة بدأها من ملجأ الفقراء في لندن و أنهاها على منصة التتويج في أمريكا، عاش حتى بلغ الثامنة والثمانين، يقال إنه كان يقضي آخر أيامه جالساً لساعات على كرسيه، صامتاً كعادته متأملا تلك البحيرة الصامتة أمامه! بماذا كان يفكر حينها؟ وقد تحققت معظم أحلامه. ابنِ حلماً و سوف يبنيك الحلم «روبرت شولر» قال عن زوجته: «إنه منذ أن سمع صوتها لم يعرف قلبه الألم»، لم يرها أبداً! فقد نظره بعد أن أصيب بالرمد و هو في الرابعة من عمره، لقب بعميد الأدب العربي، تفوق على نفسه و على الظلام بداخله، عاش فترة مغتربا و حاز على الدكتوراه وأصبح وزيراً، كتب و لم يكن يرى قلمه، و آخرون يملكون كل الأقلام ولا يعرفون كيف يكتبون، خاض…
آراء
السبت ١٦ مارس ٢٠١٣
كَتَبَ الدكتور علي سعد الموسى مقالاً ساخناً بعنوان (العثمان والتصنيف... شَخصَنَة المعارِك)، صحيفة الوطن 3/1/2013 . وقد جاء في مُقدِّمَة المقال: (وأخيراً، وصلت جامعة الملك سعود، وأوفت بوعدها الذي قَطَعَته قبل أربع سنوات، بأنها ستقتحم نادي المئتين في تصنيف «كيو.إس» للجامعات بالتحديد، وهو التصنيف المُعتَمِدْ على معياري: «المحتوى والجودة». وبالطبع، مرَّ شهران على صدور تصنيف العام الجديد، ولم نسمع رد فعل كالعادة، ولم ينبس بشر ببنت شفة، ولم يكتب أحد ربع مقال في تقريع وتهميش استحقاق هذه الجامعة التي تَصَدَّرَتْ كل جامعات العرب، والشرق الأوسط)، انتهى الاقتباس. قرأت المقال مرات عدة لمعرفة سبب كتابته، وقبل ذلك سبب توقيت كتابة المقال؛ ولكني لم أجد إجابة لهذين التساؤلين. وتزداد الحيرة حينما كَتَبَ الزميل الدكتور الموسى في نهاية المقال جُملَة نَسفَت المقال جُملَةً وتفصيلاً، حينما سَطَرَ الآتي: (نعم، كان عبدالله العثمان آلة إعلامية هائلة وغير مسبوقة في المياه الراكدة للجامعات السعودية). هذه الجُملَة لا تحتاج إلى أي تعليق أو إيضاح، سوى أنَّهُ «جاء يُكحِّلها فأعمَاها» !؟ لذلك فإنَّ «المعارك المُشخصَنة» تُوجِبْ التعليق ليس على هذا المقال للزميل الموسى، بل على تصنيف كيو إس للجامعات QS World Universities Rankings (www.topuniversities.com)، الذي لا يستحق حتى «الحِبرْ» الذي كُتِبَ به. والدليل على ذلك الجدول الآتي الذي يُوضِّح عَيِّنة من الجامعات العالمية وترتيبها بحسب تصنيف كيو إس…
آراء
السبت ١٦ مارس ٢٠١٣
على هوامش الحياة ارتكبنا حماقات كثيرة؛ أذنبنا، اقترفنا أخطاء وموبقات، ثم رحنا نتوب في وسط الصفحات، على السطور البارزة حتى يظن الناس أننا أنقياء طيبون. علمتنا الهوامش أن أجمل لحظات حياتنا هي التي لا نهتم بتدوينها وننسى أن نوثقها في دفاتر التاريخ. لذلك نعود بعد زمن طويل ونتذكر ثم نكتب على أطراف الصفحات، وبخط صغير، جُملاً قصيرة تبدأ بكلمة "ملاحظة". كم جميل أن يذيل أحدنا رسائله بالملاحظات. كنت أفعل ذلك دائماً، وخصوصا في الرسائل الرسمية التي كنت أرسلها بالبريد الإلكتروني. اكتشفت الآن بأنني كنت أكتب بعدها تعليقات فكاهية، وإشارات عاطفية دون أن أشعر. كل الرسائل كاذبة إلا ما نكتبه في نهاياتها؛ وما الملاحظات إلا هوامش ذات عناوين. نظن بأن لا أحد سيقرأ هوامشنا، ولا ندري بأن أعين القراء تسقط عليها أولا. هم أيضاً لديهم هوامش مثلنا، ولذلك تجدهم يبحثون عن هفواتنا ليشعروا بأنهم أفضل منا، أو حتى لا يشعروا بأنهم فقط من يحب الخروج على القواعد والأحكام. كلنا نكذب عندما ننتقص من غيرنا ونقول: "إنه يعيش على الهامش" لأننا نتمنى في داخلنا أن نكون مثله؛ مهمشين لا يعرف أسماؤنا غير بعض الأصدقاء، نفعل ما نريد ثم لا يُلقي لنا العالم بالا لأنه مشغول بمن يعيشون في وسط الصفحات، وبمن يصنعون التاريخ كل يوم. في الهوامش يا أصدقائي لا نستطيع أن…
آراء
السبت ١٦ مارس ٢٠١٣
انطلاقاً من "خليجنا واحد، وشعبنا واحد"، أكتب عن مشاهدات تراثية وتقليدية وقفتُ عليها في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وتحديداً في مهرجان (قصر الحصن) في عاصمتها البهية (بوظبي) كما ينطقها أفراد المجتمع الظبياني.. أكتب هذا بعد الزيارة للقصر، الذي شهد مؤخراً احتفالات جميلة، ومسيرات رسمية وشعبية بمناسبة مرور ما يزيد عن 250 عاما من تاريخ بناء وإنشاء أول مقر للحاكم هناك. القصر تم تشييده بدايةً ليكون برج مراقبة للمياه العذبة، وتلاه بناء الحصن الذي أسهم في توفير الحماية والأمن للمجتمع لفترات طويلة، وشكل رمزاً للشموخ وسلطة الحكم في المنطقة، وعمل على تحفيز مجالات التنمية فيها، ومواصلة دوره كحارس أمين على المدى المستقبلي الطويل، وشكّل كذلك مقر الإقامة والحكم للعائلة الحاكمة لأجيال طويلة، كما مارس دوراً مهماً في استضافة الوفود الزائرة من مختلف أنحاء دول العالم، وتزيّنت جدرانه الخارجية بمجموعة من الأحجار المرجانية بأسلوب معماري بارع، وتمت تغطيتها بخلطة خاصة من الجبس تتكون من الجير والرمل المحلي ومسحوق صدف البحر، حيث اكتسبت جدران الحصن بفضل الخصائص العاكسة لصدف البحر، منظراً مُتلألئاً تحت أشعة الشمس؛ مما شكل منارة ترحيب وتوجيه للسفن البحرية التي يعتليها تجار المنطقة خلال رحلاتهم البحرية المتنوعة، ويتمتع القصر (منذ الماضي وحتى يومنا الحاضر) بمكانة خاصة مغروسة في قلب كل من رافق مسيرته الطويلة، ودور مهم لخدمة ورقي المجتمع…
آراء
الجمعة ١٥ مارس ٢٠١٣
"من متى واحنا نشتكي.. من متى واحنا نقول.. من متى واحنا نطالب.. من متى واحنا ندعو"..؟ كل يقول، وكل يشتكي، وكل يتذمر، وكل ينادي، وكل ينصح، وكل يقترح. لكن في كل يوم الحال هو الحال، اليوم مثل الأمس والشكوى مثلما كانت، والوضع ما لم يكن كما كان فهو للأسوأ. هذه العبارات وهذا المشهد يحضر أمامي كثيرا في بعض الأيام، وأحيانا يحضر كل يوم وأحيانا يحضر لأكثر من مرة في اليوم الواحد. "ليه" واقع بعض المشاكل يتكرر يوميا منذ سنوات ولا يوجد حل له؟ "ليه" بعض الأمور تقف حجر عثرة أمامنا وهي على نفس الحال منذ سنوات، والناس تشكو، ولا يوجد شخص يبادر ويحرك تلك الحجرة ليزيل معها هما ونكدا طال زمنه، يحاصرنا كلما سلكنا طريقا أو راجعنا إدارة..؟ "ليه" النظام هذا والفقرة الخامسة من ذاك النظام تحول بيننا وبين مواكبة الزمن الذي نحن فيه، فكل من حولنا تجاوزنا بسبب تجاوز تلك الفقرة ونحن ليس بيننا من يتخذ قرارا ليغير تلك الفقرة التي وضعت قبل أربعين عاما وكانت متوافقة ومتماشية مع العصر الذي وضعت فيه لكنها غير صالحة ليومنا هذا؟ "ليه" تكبر مشاكلنا وتكبر تداعياتها ولا يوجد من يضع حدا لها، لا يوجد من ينهي المشكلة من جذورها.. "ليه" نسمع نفس الكلام من زمان و"ليه" الولد يكرر نفس كلام أبيه وجيل…
آراء
الجمعة ١٥ مارس ٢٠١٣
علق الكاتب الإنجليزي هنري جيمس ذات مرة على المقاهي الباريسية قائلاً: "هنا يتمكن المرء من أن يجلس بسلام لساعات دون أن يزعجه النادل: يقرأ ويكتب في الصباح، ويقوم بأعماله في الظهيرة ويضحك ويناقش الأصدقاء في الليل". وأكثر من ذلك، كانت المقاهي مرتعاً لولادة الحركات الأدبية والفنية مثل الانطباعية والدادائية والسريالية وغيرها. استهل مقالي بهذه المقدمة بعد أن ابتهجت بزيارتي لأول "مقهى كُتّاب" يتأسس في دبي بإشراف الناشر الإماراتي الصديق جمال الشحي، الذي كان يحدثني عن مشروعه عندما كان حلماً يراود خياله.. وأصبح الآن حقيقة ملموسة، حيث تم افتتاحه بالأمس القريب بحضور نخبة من الأدباء الإماراتيين والعرب وخاصة من الكتّاب الشباب الذين نشر لهم نحو 65 كتاباً في غضون سنتين. وتشرفت بإحياء ورشة عن كتابة القصة القصيرة فيه قبل الافتتاح الرسمي، من المؤمل يتم نشر 16 قصة من قصصهم بين دفتي كتاب، وهذا هو أول ثمار هذا المقهى الأدبي. مقهى كُتّاب في منطقة "آب تاون مردف" يدشن عهداً جديداً في مفهوم المقهى العربي الذي يقتل فيه الرواد الوقت قتلاً عبثياً. آن الأوان أن تنتشر في دبي على غرار انتشار الغاليريهات الفنية التي بلغت 75 غاليري، لتحوّل المدينة إلى أكبر مركز لتجارة الفنون، المقاهي الأدبية والثقافية التي ربما تبعث نهضة أدبية شبابية جديدة، فالمدن العظيمة لا يمكن أن تتنفس برئة المال من…
آراء
الجمعة ١٥ مارس ٢٠١٣
أخبرني صحافي لبناني مشهور كان يتردد على دمشق كثيرا أنه مضى إلى العاصمة السورية في خريف عام 2004 على موعد مع أحد القادة الأمنيين هناك. وفي دمشق علم من إدارة الفندق الذي نزل فيه أن صديقه فلانا يتقبل التعازي باستشهاد ابنيه اللذين تطوعا للقتال ضد الأميركيين بالعراق، فذهب وعزاه. وعندما قابل القائد الأمني في اليوم التالي، سأله على توجس وتردد: لماذا ترسلون - وأنتم قوميون بعثيون – شبانا من «السنة» للقتال بالعراق، ولا ترسلون أبدا شبانا من العلويين أو المسيحيين مثلا، ولو في حالات قليلة؟ ويقول الصحافي اللبناني إن اللواء (الذي صار سفيرا للنظام لدى إحدى الدول العربية) ما انزعج ولا تلعثم، بل أجابه: السنة هؤلاء هم الأكثر حماسا، نحن لا ندعوهم بل هم يتطوعون، ولماذا تنزعج أنت؟ عسى أن تقل أعدادهم فهم كثيرون كثرة لا تطاق! ولا أقصد من وراء هذه الواقعة التقليل من شأن الروايات عن كثرة أعداد «الجهاديين» السنة في صفوف الثوار السوريين اليوم. بل ما أقصده أمران: أن شبانا عربا صغارا كانوا يحسون ضرورة الدفاع عن الأمة في وجه مهاجميها بهذه الطريقة؛ أما الانتظام في مجموعات أو أحزاب «جهادية» فقد كان يحدث فيما بعد، أي بعد وصولهم للساحة التي يقصدونها، أو لكي يتمكنوا من الوصول إلى تلك الساحة. ونحن نعلم أن كثرة ساحقة من هؤلاء سقطت…
آراء
الجمعة ١٥ مارس ٢٠١٣
أعاد أحد أصدقائي، والذي يدّعي أنه اكتشف نظرية "الوهم"، تعريف ما هو الوهم، وكيف أنه مصطلح أشمل وأعم مما نظن. فالناس -كما يوضّح- إن لم يكن جميعهم متوهمون، فأغلبهم كذلك، وما الأمل، والأحلام، والطموح، والرغبة، والإرادة، و.. و إلا أفرعاً للوهم، الذي يخترق كل مناحي حياتنا فيصبح جزءا منا. وفي تقسيمه للوهم، يمضي ويفسر: على صعيد الأفراد، هناك من يتوهم بأنه يستحق الاهتمام الشديد، لأنه ببساطة: ابن رجل مهم، فتجده يتوهم أنه ليس من المشمولين بالاصطفاف في الدور، أو رفض معاملة تعود له، وهذه النوعية بالذات ترفض رفضاً قاطعاً تطوير ذاتها، ويطلق عليها "وهم ابن الذوات". ويوجد من أنواع الوهم أيضاً "وهم المشاهير" كوهم تلك المطربة التى أطربتنا بأغانيها، فأحببناها، فتوهمت بما أنها محبوبة الجماهير، يحق لها أن تتحدث في العلن بلغة سوقية، وتوجيه الإهانات، والانتقاص من قدر معجبيها، لأن حبهم الكبير لها أعمى وسيغضون الطرف عن ما يبدر منها من سباب، وسيظلون دائماً وأبداً يكنون لها المودة والاحترام، أو ذلك الفنان الذي مثّل مسرحية أو مسرحيتان، وتوهم أن الناس جميعا تتعرف عليه أينما حل، وأن لعنة الشهرة تطارده، والناس لا هم لهم سواه. وهنالك "الوهم المزدوج"، تجده في ذلك السمين ذو الوزن الزائد، من يتوهم أن باستطاعته البدء في تخفيف وزنه متى شاء، وأن شطيرة البرغر التى بين يديه…
آراء
الجمعة ١٥ مارس ٢٠١٣
عندما يتردد الفرد في خوض تجربة شيء جديد في حياته فإنه يشعر أن الخوف من الفشل والحذر من عواقب الإخفاق ستكون مرافقة له طيلة حياته؛ ويصبح شعار أن أكبر مجازفة في الحياة هي ألا تجازف أبداً ملاصقاً لخياله. لو كان الفرد معصوماً عن الخطأ فسوف تجد حياته خالية من النقد والتعديل والإصلاح، وبالتالي هذا الفرد سوف ينظر لحياة الآخرين باستغراب كونهم يترددون أو يتخذون مواقف سلبية تجاه التجارب الجديدة.. هناك عديد من الأفكار المتميزة التي خرجت من العقل ورحلت إلى السراب؛ لأن أصحابها لم يجرؤوا على تنفيذها خوفا من الفشل وهنا مكمن الخلل.. نسبة غير صغيرة من البشر تعترف بتأجيل عمل أمور مهمة في حياتهم لأسباب غير مقنعة أو لموجة إحباط أو رؤية سلبية تجعل التجربة الأولى خارج خارطة التنفيذ.. ومن هنا وجب التفريق بين التجربة والفشل، فالأخيرة نتيجة للأولى وليست صفة ملتصقة بالشخص، وهذا يؤكد أن التجربة بها نسبة خطأ وتحتاج إلى تعديل. لابد أن نعرف أن فشل التجربة هو جزء من الابتكار والإبداع، وهذا ما كان يقوله توماس أديسون عندما قال «أنا لم أفشل ولكني وجدتُ 1000 طريقة تؤدي للفشل»! التجربة الأولى هي الأجمل وهي التي تبقى عالقة في الذاكرة.. الاجتهاد والمحاولات تقتل اليأس ومن لم يخطئ لم يعمل ومن لم يفشل لم يعرف مذاقاً حقيقياً للنجاح.. دعوة…
آراء
الخميس ١٤ مارس ٢٠١٣
بين يدي كتاب رائع، ولكن شهادتي فيه مجروحة، فهو " رائع " إذا كنت من أهالي المدينة المنورة أو باحث في الحياة الاجتماعية في المدينة في زمن ما قبل النفط وطفراته التي غيرت شكل الوطن وناسه، الكتاب" شخصيات مميزة في مجتمع المدينة المنورة في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري " عنوان طويل وغير جذاب، ولو كنت مؤلفه الاستاذ محمد صالح عسيلان، لسميته " وجوه مدنية في زمن سعيد" نعم كانت أيام سعيدة يحن إليها جيلنا، رغم صعوبات ذلك الزمان وقلة الخدمات والمال فيه. الكتاب في جزئين، جمع سير وذكريات ووثائق من شهادات وخطابات بخط اليد عن شخصيات عامة شكلت الحياة الاجتماعية في المدينة قديما، ممن تركوا أثرا في الحياة من تجار وأدباء وأطباء ومعلمين وحرفيين، عندما تنتقل بين صفحاته تتشكل لدى القارئ صورة للحياة الاجتماعية في مدينة مترابطة ولكن تمر بعاصفة من تحولات غير مسبوقة فرضتها الحداثة والنهضة وحركة العمران، قصة رائعة عن أب "عابدين ملا"، يعمل كطبيب شعبي وجراح اكتسب خبرته أو ورثها من غيره وليس من جامعة، لكن ابنه أحمد درس الطب في مصر والولايات المتحدة وعاد إلى المدينة المنورة كأول طبيب جراح محترف. تجد بين صفحات الكتاب تحولات في نمط التفكير، تقودها شخصيات، وتمانع أخرى، أتخيل حوار كان يجري حولها في مجالس كانت أشبه بالأندية…
آراء
الخميس ١٤ مارس ٢٠١٣
«سأكتب جملة أغلى.. من الشهداء والقُبل.. فلسطينية كانت ولم تزل!» وفجأة أعلنت السلطات الإسرائيلية حالة الطوارئ من الدرجة الأولى.. وتوقفت الحياة تماماً في أرضنا.. في بساتيننا.. في شوارعنا التي لا نعرفها.. في كل ما هو لنا ولا نملكه.. في كل ما سمعنا عنه ولم نره.. في أرض زرعناها ليقطفوا ثمرها هم! تم إعلان الطوارئ، وتم فتح خط خاص لتلقي الشكاوى وإعطاء معلومات للجمهور باللغة العبرية، لكيفية التعامل مع الغزاة الذين عبروا من الحدود المصرية.. ملايين الغزاة المحررين الذين لم يكونوا جيوشاً عربية ثورية.. ولا مقاتلين مؤدلجين.. ولا عشاقاً للمعركة الفاصلة، بل مجموعة من الجراد رأتنا أبطأنا عن «هرماجدون» فاستعجلت بمفردها.. بعيداً عنا! «فلسطينية العينين والوشم.. فلسطينية الاسم» احتل الجراد الغازي خلال أربع وعشرين ساعة 2000 فدان من مزارع «النقب»، ثم توجه شمالاً واخترق أسوار المدينة الحزينة أولى القبلتين خلال خمس ساعات تلتها. فعل كل هذا دون تحضير يمتد لأكثر من 70 عاماً، ودون اتفاقيات سلام سخيفة.. ودون قيادات أسخف، لا تتقن إلا الحديث عن حقوق على الورق.. ودون جيوش تحمل رايات مختلفة.. ودون أسلحة فاسدة وقلوب أفسد.. فعلها الجراد ببساطة المقاتلين الأوائل.. أرضي.. أو الموت! «فلسطينية الأحلام والهمّ.. فلسطينية المنديل والقدمين والجسم..» فعلها الجراد، لأنه فهم المعادلة البسيطة.. القوة ثم القوة ثم القوة.. اضرب ثم فكر.. ادخل الأرض وضع قواعدك…