آراء

آراء

«الجماعة» المصرية…و «الإخوان» العرب!

الخميس ٢٨ فبراير ٢٠١٣

ليس واضحاً بعد ما إذا كانت قيادة جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر تدرك حجم خسائرها المترتبة على طريقة ممارستها لسلطة طال شوقها إليها. فقد تبدلت صورتها لدى قطاعات متزايدة في المجتمع، وتحولت من جماعة مضطهدة (بفتح الهاء) إلى سلطة مضطهدة (بكسر الهاء). وندم غير قليل ممن أيدوها وانتخبوا مرشحها د. محمد مرسي رئيساً. تحدث بعضهم عن ندمه علناً لأن في إمكانهم الوصول إلى وسائل الإعلام، واحتفظ أكثرهم بخيبة أملهم لأنفسهم، وفقد عدد من شبابهم حياته في المواجهات التي حدثت مع الشرطة في الشهرين الأخيرين. غير أن خسائر جماعة «الإخوان» في مصر قد لا تكون داخلية فحسب. فثمة ما يدل على أن تدهور الأوضاع بسبب سوء إدارتها للسلطة يثير قلقاً في أوساط بعض تنظيمات «الإخوان» في العالم العربي. وظهر ذلك في تصريحات أدلى بها قياديون في عدد من هذه التنظيمات وحملت معنى تأكيد استقلالها عن جماعة «الإخوان» في مصر. وهذا أمر جديد في تاريخ العلاقات بين تنظيمات تيار «الإخوان» المنتشرة في أرجاء العالم والمركز الرئيسي لهذا التيار في مصر حيث نشأت الجماعة التي تعتبر بمثابة «الأم» بالنسبة إلى تلك التنظيمات. فلم يحدث في أي وقت مضى أن أبدى قياديون في أي من تنظيمات «الإخوان» مثل هذا الاهتمام بإعلان استقلالهم عن الجماعة التي يعرف الدارسون والمراقبون المعنيون مدى ارتباطهم بها باعتبارها المركز…

آراء

إخوتنا في قطر … تعالوا إلى كلمة سواء

الخميس ٢٨ فبراير ٢٠١٣

إنّ الخطر لأي دولة مهما كبر حجمها أو صغر، ليس بأن تعيش في الفراغ وأن لا يكون حولها من تتواصل معه، بل أن تكون بين كيانات عديدة وجيران كُثُر، لكنّها تعيش في عُزلة تامة محفوفة بالشك والارتياب وافتقاد الثقة بها ممن حولها، وإن الخطيئة المؤلمة ليست بأن نُخطئ، بل بأن نُجبر الآخرين على الخطأ رغماً عنهم للردّ على ما بدأتهم به، وإن الهلاك ليس ملازماً للخطأ في أغلب الأحيان، ولكن كل الهلاك في الإصرار على الخطأ في المسلك حتى لو بان فشله وظهر للناظرين مجانبته للحق والصواب! أمسنا الجميل: كلما قلّبت كتب التاريخ وجدت وشائج لا تُحصى بيننا وبين أخوتنا في قطر، فمنذ الألف الرابعة قبل الميلاد والبلدان المتجاوران ينعمان بحضارتين تسايرتا على حُسن الجوار وسلامة الصلات، ولم نقرأ بينهما لا حرباً و لامناكفة، كوضع طبيعي للجار مع جاره، ثم كانت هجرات قبائل العرب لهذا الساحل المترامي واستقرارها حتى الساعة والتي لم تحمل إلا مزيداً من التواصل والترابط وصلات النسب والمصاهرة، والتي لم تفتّ في عضدها بعض الحالات الفردية النشاز، فالاستثناء لا يهدم قاعدة، والخاص لا يُقيّد المطلق العام، وهكذا أتت لواحق الأيام لتحمل مزيداً من التقارب، والذي كاد أن يصل لمرحلة الوحدة بعد أن كانت قطر مع شقيقتها البحرين طرفاً من الاتحاد التساعي، والذي أفرزته ضرورة ملء الفراغ الأمني…

آراء

المالكي والسعودية وقطر!

الخميس ٢٨ فبراير ٢٠١٣

«عجيب أمر هاتين الدولتين»! المستنكر هو نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي، والمعني بالدولتين السعودية وقطر، والعجيب في نظره أنهما تقدمان الدعم العسكري واللوجيستي والإنساني للشعب السوري في وجه الذبح اليومي من قبل نظام بشار الأسد. ويشمر المالكي عن ساعديه متحديا هاتين الدولتين قائلا: «النظام لم يسقط، ولن يسقط، ولماذا يسقط؟». وتصريحاته تأتي على خلفية أخبار تتسرب عن تسليح الثوار السوريين، آخرها شحنة أسلحة من كرواتيا. الحقيقة عجيب أمر المالكي نفسه! يجلس على حدود سوريا، التي كان يزود نظامها بالبنزين والديزل والسلاح ويسمح للطائرات الإيرانية بأن تزود قوات الأسد بكل ما تتمناه. لم يستنكر المالكي طوال هذه الفترة الطويلة دعمه لنظام يرتكب أعظم مجزرة في القرن الحالي، وهو نفسه شريك فيها، ويستغرب لأن دولتين هبتا لنجدة الغالبية الملاحقة التي تقتل يوميا. المعادلة في سوريا كالتالي: نظام مدجج بالسلاح أصلا، لأنه نظام عسكري أمني في أساسه، ومدعوم علانية من إيران وروسيا والعراق وحزب الله. يحصل منهم على كل شيء تقريبا: المال، والسلاح، والوقود، والمقاتلين، والمعلومات الاستخبارية، والدبلوماسية، والدعاية الإعلامية. في وجه هذا الكم الهائل من الدعم يحصل الشعب السوري المستهدف على دعم محدود نسبيا من الخارج بسبب الحدود المغلقة، والإشكالات القانونية، والمحاذير السياسية. المعارضة تسلحت حديثا، بعضها منشقون عن العسكر، وأكثرها أناس يدافعون عن أحيائهم، والآن بعد الدم يريدون إسقاط النظام. وعلينا…

آراء

التنمية المستدامة والأجندة الخضراء

الخميس ٢٨ فبراير ٢٠١٣

وفقا لتقرير «الكوكب الحي 2012»، تعيش البشرية كما لو كان تحت تصرفها موارد تماثل موارد كوكب ونصف الكوكب من حجم كوكب الأرض مما يعني أننا نستهلك موارد طبيعية مثل الطاقة، والغذاء، والألياف، والأخشاب بمعدل مرة ونصف المرة أسرع مما يمكن للكوكب تعويضه بصورة طبيعية. ويشكل النمو السكاني المطرد والتنوع الاقتصادي ضغوطا متزايدة على هذه الموارد، وأصبحنا نلمس الآثار المترتبة على الاستهلاك المفرط للموارد الطبيعية من خلال تغير المناخ وتلوث الهواء وتراجع منسوب المياه الجوفية. لم تعد حاجتنا لتنمية مستدامة خيارا، بل أصبحت ضرورة لضمان استمرارية الحياة على كوكب الأرض. التنمية المستدامة هي عملية تطوير المجتمعات بحيث يتم استغلال الموارد لتلبية الاحتياجات الإنسانية من جهة النمو والتطور الاجتماعي والاقتصادي مع ضمان استمراريتها للأجيال القادمة عن طريق المحافظة على الموارد الطبيعية. يعرف برنامج الأمم المتحدة للبيئة، الاقتصاد (الأخضر) على أنه الاقتصاد الذي ينتج عنه تقدم الوضع الإنساني والعدالة الاجتماعية، بينما يتم تقليص المخاطر البيئية والندرة في الموارد الطبيعية عبر نقل المجالات التي تركز عليها الاستثمارات صوب القطاعات الخضراء الناشئة، وتغيير أنماط الاستهلاك غير المستدامة. أي أننا نضمن من خلال هذا الاقتصاد، تقليل نسبة انبعاثات الكربون، وإدارة أكثر كفاءة للموارد الطبيعية، ونهضة تشمل جميع أطياف المجتمع. تعتمد المجتمعات في تطورها على ثلاثة محاور أساسية هي: الاقتصادي والاجتماعي والبيئي. لا يمكن أن ينهض أي…

آراء

في الآفاق!

الخميس ٢٨ فبراير ٢٠١٣

حدث كوني عجيب تعرض له كوكبنا الأزرق منتصف فبراير الجاري ، سلّمنا الله وحمانا بقدرته نحن معاشر "الأرضيين" من كويكب يدعى دي أي 14 2012 وهو الأكبر حجماً والأقرب محاذاة لكوكب الأرض على مر التاريخ بحسب تقديرات العلماء ، جسم فضائي يبلغ حجمه نصف ملعب كرة قدم كان يمكن أن يرتطم ببقعة ما فيحدث كارثة تضاهي مئات أضعاف أضرار قنبلة هيروشيما اليابانية ، مر "الكويكب" من جانب "الكوكب" وعرج قريباً جداً منشرق أوروبا و استراليا و قارتنا الصفراء ، مر في طريقه بسرعة هائلة بلغت 13.000 كيلو متر في الثانية دون أن يلتفت له أو حتى يعرف عنه مليارات الأرضيين حتى لو من باب الثقافة العامة والمعلومة التاريخية ، لم يلتفت له بعض الناس ، بينما في " ناسا " الأمريكية رصد العلماء والباحثون تحركات الكويكب وحسبوا كل شاردة وواردة حجماً وبنيةً و تركيباً ، بل ونظر له بعض المختصين بمنظار مادي بحت ، حيث تضاهي قيمة المعادن والمواد المختلفة الموجودة فيه ما قيمته 195 مليار دولار أمريكي ! لا أدري إن كان هنالك ثمة مراكز بحثية شرق أوسطية مماثلة قد أدلت بدلوها وقامت بدورها تجاه هذه الظاهرة أم أنها اكتفت بالتعامل معها على طريقة أغنية طلال رحمه الله " مرت ولا حتى تلتفت مرت " !لقد اقترب الكويكب بالقدر…

آراء

هل يستقيل الوزير؟

الخميس ٢٨ فبراير ٢٠١٣

أن يستقيل وزير من وزارته أو مسؤول من منصبه في أحد البلدان الغربية أو الدول ذات النظم الديموقراطية، فذلك ليس بالحدث التاريخي أو الحدث نادر الوقوع، وإنما هو أمر مألوف وظاهرة شائعة تحصل وتتكرر من حين لآخر، وذلك بحسب اختلاف المسببات التي سنتطرق إليها، والظروف الداعية لذلك الوزير أو المسؤول للمبادرة بتقديم استقالته، ففي تلك المجتمعات حينما يصبح الوزير أو المسؤول ليس أهلاً لهذا المنصب، وليس على قدر من الثقة الممنوحة له نتيجة تقصيره أو إهماله، فإنه يقدم ويبادر من تلقاء ذاته على خيار الاستقالة، ولكن أن يقع مثل ذلك في مجتمعنا السعودي، وأن نسمع عن استقالة وزير من منصبه بمحض إرادته الشخصية، ولو كان ذلك نتيجة إهمال أو خطأ كارثي فاضح، فإن ذلك أشبه وأقرب للمعجزة التاريخية نظراً الى ندرة تحققه على أرض الواقع، ومتى ما حصل ووقع ذلك فحق لنا أن نجعل من ذلك اليوم يوماً تاريخياً لا ينسى، إذ ستظل تلك الاستقالة الأولى من نوعها لا الإقالة أو الإعفاء حاضرة في الذاكرة الشعبية إلى حين من الدهر! في شباط (فبراير) الجاري، على وجه التحديد، نشرت وكالات الأنباء ووسائل الإعلام عدداً من الأخبار المتعلقة باستقالة عدد من الوزراء في عدد من الدول، ففي ألمانيا مثلاً استقالت وزيرة التعليم العالي من منصبها بعد أن تم تجريدها من شهادة الدكتوراه،…

آراء

٦على ٦ لكن فاقد للبصيرة

الخميس ٢٨ فبراير ٢٠١٣

لا يمكن النظر لمعظم ما يثار من أفكار سياسية واجتماعية في هذا العصر، إلا باعتبارها "وجهة نظر"، وهي العنوان الذي سميت به إحدى أشهر مسرحيات النجم المصري المسيّس جدا "محمد صبحي"، التي تحكي قصة مجموعة من فاقدي البصر، المحتجزين بإرادتهم في دار خيرية للعميان. اللعب بالألفاظ بين اسم ذلك العمل الفني وطبيعة شخوصه، هي رمزية ربما نفهمها اليوم أكثر من ذي قبل، في هذا العالم الذي أصبح للجميع متنفسا للتعبير عن وجهة نظره في وقت تتضح حقيقة عمى البصيرة لدى الكثيرين رغم عيونهم الشاخصة ونظرهم الـ٦على ٦. فكرة وجهة النظر هذه تختلط في كثير من الأحيان في ذهن البعض، فيعتقد أن وجهة نظره حقيقة لا تقبل الجدال، أو أمر مسلم به ومثبت، علما أنها تبقى وفي تركيبتها الأولى مجرد رأي فردي، يؤيده البعض ولا يمكن إثباته بالطرق المحايدة، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بمتغيرات الإنسان الحياتية والاجتماعية أو تقلباته الشخصية. في كتاب صغير جدا للكاتب "بول آردن" بعنوان "كيفكما فكرت.. فكر العكس" يتحدث عن أشكال وجهات النظر ويقول: إن ثمة وجهة نظر تقليدية أو رائجة، ووجهة نظر شخصية، وأخرى معمّمة تتشاركها الأغلبية، ورابعة محدودة لا تتشاركها سوى القلة، إلا أنه رغم تنوع تلك الوجهات يرى أن لا وجهة نظر في نهاية المطاف "صائبة". ويعلل في توصيف جدا بسيط، ولكنه يشرح…

آراء

ليس هذا هو المواطن السعودي!

الأربعاء ٢٧ فبراير ٢٠١٣

وجدت نفسي مضطراً بصفتي مواطناً سعودياً أن أكتب هذه المقالة تعليقاً على مقالة الكاتب القدير علي الموسى في صحيفة الوطن يوم السبت 6 ربيع الآخر1434 تحت عنوان (بعض مواصفات السعودي)، التي حشد خلالها مجموعة من المواصفات التي رأى أنها تمثل ملامح المواطن السعودي. ولقناعتي التامة بأن المواطن السعودي ليس بحاجة إلى من يدافع عنه أمام هذه المجموعة من الصفات السلبية التي عممها الكاتب، واختزل فيها ملامح المواطن، الذي يشهد له تاريخه المجيد وأعماله الناصعة، وسعيه المستمر لتطوير ذاته، وتفانيه في تنمية حاضره؛ فقد رأيت أهمية المشاركة كوني مواطناً يعرف تاريخ وطنه، ويعايش عن قرب ما يحدث فيه من حراك تنموي واجتماعي واقتصادي، وشاهداً على المنجزات الهائلة التي تمت وما زالت في هذه البلاد على يد المواطنين عبر مراحل التاريخ، سواء كانوا في مناصب حكومية أو في قطاع خاص أو نحو ذلك. ومع تقديري للكاتب الذي أعرف محبته لوطنه وغيرته عليه، ولصحيفة الوطن التي أتابعها كما يتابعها الآلاف غيري، إلا أنني لا أتفق البتة مع طرح الكاتب في تعميمه تلك الصفات السلبية على المواطن السعودي، ومنها قوله: "السعودي هو من يشتم نظام الخصم على برنامج (حافز) حينما تقابله زبونا للنسخة الأخيرة من (الآيفون) ليدفع فيه ضعفي مكافأة حافز، وهو من اخترع في قاموس اللغة مفردة (طفران) وهو ينزل من سيارته (الكشخة)…

آراء

المدينة «الفاصلة»!

الأربعاء ٢٧ فبراير ٢٠١٣

نعيش الآن عصر التناقضات بامتياز. زمننا هذا هو أكثر الحقب اللادينية تديّناً، وهو أكثر الأزمنة حديثاً عن السلام وأكثرها ارتكاباً للحروب، وهو زمن وسائل الاتصال التي أدت إلى الانفصال الأسري والتفكك الاجتماعي، وهو الزمن الذهبي لتداول الناس للحِكَم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن الناس يصبحون أقل حكمة، يوماً بعد يوم! تفتح حسابك في «تويتر» أو في «الواتس آب» أو في بريدك الالكتروني، للذين ما زالوا يفتحونه، صباح كل يوم فتجد «حكمة الصباح» بالمئات، من كل حدب وصوب، على لسان علي بن أبي طالب والشافعي وجبران خليل جبران وتولستوي وفيكتور هيغو وغادة السمان وطاغور وبيل غيتس وغاندي وآخرين وآخرين! حِكَم ومقولات تحض على: بر الوالدين والتسامح والعطاء والانجاز والترفّع عن الخصومات والتواضع عند النجاح والتفاؤل والتبسّم في وجوه الآخرين والتغافل عن الأخطاء وحسن الظن و و و! تنتهي من قراءة تلك الحكم التي تَوافَق وتَعاضَد عليها الناس وقرأوها معك صباح اليوم، فتتوقع أنك ستخرج الآن إلى المدينة الفاضلة، وستتناول فنجان قهوة في أحد المقاهي مع أفلاطون الذي وصل أخيراً! لكن قبل أن تخرج من البيت، سترى ابنك يتخاصم مع اخته على شاحن الجوال، ثم إذا حصل عليه بالقوة طبعاً، فتح حسابه على «تويتر» وأرسل تغريدة من مقولات غاندي عن نبذ العنف! في طريقك إلى المكتب ستجد في الشوارع أخلاقاً وسلوكيات لم…

آراء

معاناة.. «بصناعة يدوية»

الأربعاء ٢٧ فبراير ٢٠١٣

ستظل قيمة الإنسان المسلم رخيصة سواء كان «عربياً أو خليجياً» بل ستعامله الدول الأخرى كمن لا قيمة له، إن لم تتخذ الدول العربية والخليجية مواقف أكثر صرامة ووضوحاً من أجل مصالح وسلامة رعاياهم في الخارج، ولكي يحدث ذلك لا بد من تقدير الإنسان في الداخل أولاً؛ إذ لن يبقى للعرب أي احترام إلا إذا تعاونوا واعتادوا على نصرة بعضهم بعضاً، بدلاً من محاربتهم لأنفسهم بأنفسهم، بالقوانين الجائرة والناقصة وغيرها!. ولنتمعن قليلاً كيف أنه على الرغم من الجرائم التي ارتكبها كثير من العمالة الآسيوية في بلدنا إلا أنه أعجبني موقف حكومة الفلبين التي ماطلت بقوة في السنوات الماضية بشروط من أجل تأمين سلامة واحتياجات رعاياها والحفاظ على مصالحهم وحقوقهم خارج بلادهم، حيث بدأت برفع رواتبهم، والتأكد من تمتعهم بحقهم في الإجازة الأسبوعية مثل أي موظف، وأخيراً قامت سفارة تلك الدولة بإلزام مكاتب الاستقدام بإرسال تقارير شهرية تتضمن أرقام حساب العاملات المنزليات في السعودية التي تثبت إيداع رواتبهن، مع تزويد هذه التقارير بأرقام إقامة العاملات وتحديث البيانات شهرياً، لضمان عدم تأخر مستحقات مواطني تلك الدولة الصغيرة، التي شددت على سفارتها بمتابعة شكاوى مواطنيهم ومساندتهم، حتى في حالة ثبوت جرائم وجنح ضدهم أبسطها ضياع حق المواطن بهروب العامل «وإن كان مجرماً»؛ لتجبرنا حكومتهم من على بُعد على احترام رغبات مواطنيهم واتباع ما تمليه…

آراء

مستقبل حزب الله

الأربعاء ٢٧ فبراير ٢٠١٣

في تقرير مطول نشرته مجلة «النيويوركر» هذا الأسبوع، كتب الصحافي الشهير ديكستر فلكنز عن قلق يتنامى في أوساط حزب الله اللبناني، نتيجة للحرب الأهلية الدائرة في سوريا، حيث يقاتل نظام الرئيس السوري بشار الأسد من أجل البقاء بمساعدة حلفائه في إيران، ولبنان، والعراق. فلكنز، الذي أمضى بعض الوقت في الضاحية الجنوبية، وعلى المناطق الحدودية المحاذية لسوريا، تمكن من الحديث مع بعض مقاتلي الحزب، بل وحضور مراسم التأبين لبعض العناصر التي قضت أثناء قتالها إلى جوار النظام السوري بمواجهة المتمردين. يروي التقرير عن أحد عناصر حزب الله قوله: «إذا ما سقط بشار، فالدور علينا»، وفي موضع آخر ينقل فلكنز عن بعض قيادات الحزب، تصريحاً، يعترفون فيه بسقوط قتلى لهم في سوريا: «لقد استشهد وهو يقوم بواجبه الجهادي.. دول عربية تنفق الأموال لتدمير سوريا وحزب الله». الصورة التي يرسمها فلكنز تعكس حزباً يشعر بالتهديد والقلق، نتيجة اقتراب الحرب إلى معاقله، وحالة من الوحدة والتوجس تسري بين قياداته، ونزعة عدمية تطغى عند النقاش، وجدل حول حرب النهايات، والموت دون التسليم بالواقع الجديد. لأكثر من عامين حاول حزب الله النأي بنفسه ـ إعلامياً - عن مجريات الأحداث في الدولة الجارة، وفي حين أطلق زعيمه حسن نصرالله تصريحات داعمة للحليف السوري بدعوى «المقاومة»، والتصدى لـ«العدو» الإسرائيلي، إلا أن تلك الخطب لم تنجح في تبرير موقفه…

آراء

صالحة عسير

الأربعاء ٢٧ فبراير ٢٠١٣

العقلاء لايعتبون على صالحة عندما تقود سيارة والدها، وتنقل الطالبات إلى المدرسة. القرويون الأصلاء قدروا أن خروجها ضرورة كي تُعيل أسرتها بشرف؛ لكن المرتاحين -مادياً- لايشعرون بمعاناة البسطاء ومطاردتهم اليومية المؤلمة للقمة العيش، ولو انتظرت صالحة السادة المنظرين كي ينقذوا أسرتها من العوز والفاقة فلن يأتوا في الوقت المناسب، وسيجدون عشرات المبررات النمطية كي يتأخروا عن مساعدتها بانتظام؛ المجتمع أصبح يعرف هؤلاء جيداً ويتعامل معهم كظواهر صوتية فارغة تخصصت في التحريم والتهييج دون تقديم حلول ناجعة لمئات الأسر التي تئن تحت وطأة الفقر. الذين يعيشون دائماً تحت التكييف المركزي لايعرفون كثيرا عن حرارة الشمس في عز النهار، ولايتصورون أبداً أن فاتورة كهرباء واحدة كل ثلاثة أشهر قد تتحول إلى أزمة بلا حل، وعذاب يومي للأطفال والأمهات حينما لايستطيع رب الأسرة جمع قيمة الفاتورة، وبالطبع فالحكم على الشيء فرع عن تصوره.. هذه أسر كادحة لاتجد ثمن جرعة دواء وإيجار سكن وتوصيلة (آمنة) إلى مستشفى، ولأنهم شرفاء جداً فهم يعملون ولايتسولون تحت أي ظرف، وثمة فرق كبير، وإن لم يكن لديك رصيد في البنك فستكون عملياً جداً وستُقدر وضع صالحة وأخواتها تماماً، وإن كان العكس فستُسلي نفسك برميهن بحجر معتوه، وربما تزعم -في ساعة صفاء- أن ثمة تغريباً يغزو قرية نائية من قرى عسير؛ في النهاية أعطوا صالحة مرتباً خمسة آلاف في…