آراء
الإثنين ١٧ سبتمبر ٢٠١٢
خطوة مهمة لدعم الاقتصاد الوطني والتخفيف من أزمة البطالة قد تأتي في دعم مشاريع الشباب. وللدعم أكثر من وجه. فتسهيل إجراءات تسجيل المؤسسات وتخفيف رسوم التسجيل والمرونة في التعامل مع أفكار الشباب وتشجيعها كلها خطوات مهمة لدعم الشباب. والأهم أن نشجع الشباب على “المغامرة المدروسة” في الأعمال. وكم أتمنى لو نعد برنامجاً يجمع بين أهل الخبرة من رجال الأعمال والشباب المبتدئين في مجال الأعمال. مهم جداً أن لايبخل الناجحون من رجال الأعمال على الشباب بالنصيحة والمشورة. والأهم أن يسهم مجتمع الأعمال المؤسس في تمويل مشاريع الشباب وربما الدخول في شراكات تسهم في ترجمة أفكار الشباب إلى مؤسسات وشركات ومشاريع. وتلك مسؤولية أخلاقية ووطنية على مجتمع الأعمال في بلداننا أن يتنبه لها. كثيراً ما رأيت رجل الأعمال الأردني الناجح فادي غندور، وهو مؤسس شركة أرامكس، يحاور الشباب حول ريادة الأعمال ويشجعهم على ترجمة أفكارهم إلى مشروعات على الأرض. ريادة الأعمال واحدة من الحلول المطروحة لمواجهة كارثة البطالة في العالم العربي. فكم من مشروع صغير كبر مع الأيام حتى صار من معالم الاقتصاد الناجحة. والأمثلة الناجحة عالمياً كثيرة. ألسنا اليوم نعيش لحظات “الانبهار” بتجربة الفيسبوك وقبله جوجل؟ كثيراً ما تمنيت على الأصدقاء الأعزاء فادي غندور وعلي الشهابي وإحسان جواد وسميح طوقان كتابة تجاربهم الناجحة في ريادة الأعمال لعل شباب منطقتهم يتعلمون منها…
آراء
الإثنين ١٧ سبتمبر ٢٠١٢
مشاهد الغضب العارم والهجوم على السفارات الأميركية ومقتل السفير الأميركي في ليبيا (في مدينة بنغازي) مثلما كانا خبراً أولَ في محطاتنا العربية كانا هما نفسهما الخبر الأول في الصحافة الغربية، وقد ساعدتنا في تقصِّي حقيقة ما حدث أكثر مما فعله الهياج العربي، فقد راحت تبحث بدلاً عنا عن تفاصيل ما أثار هذا الغضب. فبماذا خرجت هذه التحقيقات؟ سأكتفي بشهادتين من عرض مئات الشهادات التي سُجلت، فمجلة من أهم المجلات السينمائية هي «هوليوود ريبورتر» تساءلتْ إن كانت المعلومات التي وفّرها باسيلي عن الفيلم حقيقية من الأساس؟ «فالفيلم شديد الرداءة في أسلوب التصوير والإضاءة، ويستخدم خدعاً سينمائية شديدة السذاجة، ومن المستحيل أن يكلف هذا الفيلم الضعيف 5 ملايين دولار، ثم إن كان هناك فيلم يكلِّف 5 ملايين دولار، فلا بد من أن يظهر اسمه في مواقع الأفلام المستقلة، والمواقع المهتمة بأخبار السينما، أو حتى تصاريح التصوير وغيرها من الأوراق الرسمية، فى حين أنه لا يوجد أثر على الإطلاق لأي فيلم يحمل اسم «براءة المسلمين». وراح متخصصون في السينما يدققون النظر في الدقائق الـ14 المتوافرة على «يوتيوب»، حيث النسخة الإنكليزية الأصلية يظهر فيها بوضوح تلاعب في الصوت، لينتهوا بالتحليل بأن المَشَاهد جرى عليها مونتاج لبضع دقائق، وتركيب صوت يحوي سباباً للرسول، لنشر المقطع على مواقع التواصل الاجتماعي، وبخاصة «يوتيوب»، ليبتلع المسلمون الطعمَ خارجين…
آراء
الأحد ١٦ سبتمبر ٢٠١٢
تطرح أفكار كثيرة حول كيف يمكن وقف دعوات الكراهية، والأعمال المسيئة للأديان، وتجريم التحريض، وكل ذلك لمنع الصدام بين أتباع الأديان في أنحاء العالم، وتحظى فكرة المنع بالمزيد من الشعبية بين صفوف التشريعيين والمثقفين في العالم الإسلامي. فهل يمكن لمثل هذه الأفكار أن تتحقق؟ مع احترامي للحماس لهذه الأفكار إلا أني أستبعد القدرة على تحقيقها. فاستصدار قوانين دولية، أو التوصل إلى التزام من الحكومات في أنحاء العالم بإصدار تشريعات محلية تمنع التهجم وسب الأديان، غير ممكن في معظم دول العالم. ومن المهم أن يتعرف المهتمون بمواجهة هذه الأزمة التي تكبر، كل الحقائق المرتبطة بإشكالات إبرام اتفاقات دولية يطمحون إليها. فمعظم الدول الغربية، وليس جميعها، لا تستطيع ولن تغير موقفها من قضية حرية الرأي مهما كانت كاذبة وقبيحة وخطرة، لأن دساتيرها تقوم على هذه الركيزة. طبعا هناك دول تسمح بالتدخل فيما يصنف كأعمال أدبية، ومنها الدينية، لأهداف سياسية، مثل ألمانيا والنمسا وفرنسا ونحوها. أما بالنسبة لبريطانيا والولايات المتحدة ومثلهما، فقد مرت بمثل هذه الإشكالية من قبل، وفضلت التمسك بالحرية على حماية العقائد والمقدسات بشكل عام. وتحت غطاء حرية المعتقد والتعبير تنشط في الولايات المتحدة جماعات عنصرية تعمل علانية وبصورة قانونية تتهجم على اليهودية، وضد طوائف مسيحية، والآن ضد الإسلام. هذه الجماعات مر على وجودها عقود طويلة، وثبت أنها فشلت في كسب…
آراء
الأحد ١٦ سبتمبر ٢٠١٢
في محطة القطار ببكين، صباح أمس، و في الطريق إلى مدينة تياتجين، تمنيت لو يأتي كل مسؤول في العالم العربي معني بالتنمية و البنى التحتية لكي يشاهد حجم المنجز الصيني العملاق. و تمنيت أن أسأل المعنيين بالبنى التحتية في العالم العربي: ماذا بنيتم في أوطانكم؟ قد لا أبالغ إن قلت إن حجم المنجز في مدينة صينية واحدة خلال العشر سنوات الماضية ربما فاق كل المنجز في كل العالم العربي خلال ذات الفترة. و الصينيون ينجزون مشاريعهم العملاقة بهدوء و بلا «طنطنة» إعلامية كتلك التي ندمنها في العالم العربي حتى ليكاد المرء منا يشك أننا قد اكتشفنا وجود الماء في المريخ. و مع ذلك أقول لنطنطن ليل نهار و لكن دعونا ننجز. أمس، و قد غلبت الدهشة من حجم المنجز في بكين و تياتجين، خاصة في مشاريع البنى التحتية، أسفت للميزانيات الضخمة التي نسمع عنها في أكثر من بلد عربي من دون أن نرى ما يوازيها من منجزات على الأرض. مشاريع من مثل التي رأيت في الصين هي استثمار في المستقبل. فماذا بنينا نحن لأجيال المستقبل في بلداننا؟ لا تملك أحياناً سوى أن ترى هذا الهدر المهول في ثروات العرب من دون بناء حقيقي في قطاعات الصناعة و البنية التحتية. و سألت أمس : هل من المعقول ألا يشاهد وزراؤنا و…
آراء
الأحد ١٦ سبتمبر ٢٠١٢
في صبيحة 11 سبتمبر، وفيما كان مبنيا التجارة العالمية يشتعلان بالدخان والفزع والموت، كان أول ما فعلته سيدة أميركية في شيكاغو أن هُرِعت إلى فتاة سعودية تقيم في الجوار تدق بابها، وتسألها: “هل أنت بخير؟ هل تقيمين عندنا حتى تهدأ الأمور؟”، هل تقر هذه السيدة التي تعاطفت مع الفتاة السعودية ما فعله “القاعدة” وتتعاطف معه حين حمت الفتاة، أم أنها كانت تعمل وفق قاعدة العدل الأخلاقية “ولا تزر وازرة وزر أخرى”؟ وحين وجهت تهمة إلى سعودي يدرس في أميركا وجدوا في قائمة اتصالاته اسماً لبن لادن، جمع له جيرانه الأميركيون مبلغاً من المال لتوكيل محامٍ يدافع عنه أمام القضاء، فيما تناوبت نساء مسيحيات في نيويورك على حراسة مسجد خشية حملة انتقام مسعورة. تُرى ماذا كانت تريد أن تقول هذه الممارسات إن لم تكن تدلل على ثقافة أناس استطاعوا أن يمارسوا أخلاقهم في عز الفجيعة والمصاب، وأن يروا الحقيقة الأخلاقية العادلة الواضحة التي تقول: “ولا تزر وازرة وزر أخرى”. أليست هذه هي عقيدتنا نحن؟ فلم تتجلى في مجتمع آخر فتصبح قواعد سلوكه أكثر عدلاً منا؟ ماذا لو برر أحد منهم أن انتهاك أمن فتاة سعودية صادف وجودها في أميركا هو انتقام ممن قتلوا ثلاثة آلاف إنسان منهم، وهل قتلها سيعيد الحق إلى أصحابه؟ أعرف أنها أمثلة تكاد تسقط في خانة البدهيات،…
آراء
السبت ١٥ سبتمبر ٢٠١٢
- كنتُ على وشك دخول معرضٍ فني في المتحف البريطاني عُرِضَت فيه لوحات وقطع فنية تعكس صورة لندن وأنماط الحياة فيها أيام شكسبير، وكانت زيارة ذلك المعرض أحد أهدافي من الذهاب إلى لندن. وصلتُ المتحف قبل أن تُغلق أبوابه بقليل، وقبل أن أدخل اتصل بي صديق عزيز جداً، ولأنه غير مسموح لأحد استخدام هاتفه في داخل المعرض؛ قررتُ الوقوف خارجاً وبقيتُ أتحدث معه لنصف ساعة حتى أغلق المتحف أبوابه. انتهت المكالمة وعدتُ مشياً إلى الفندق، ولكن بهجتي بالحديث معه كانت أكبر بكثير من تلك التي كنتُ أبحث عنها في التجول بين أروقة المتحف. فلقد استطعتُ أن أشتري تذكرة دخول للمعرض، ولكن هل كان يمكنني أن أشتري ضحكاته وبهجته؟ – دخلتُ مقهى صغيراً في زقاق بعيد نَسِيَتْهُ أرجل المارة، وكنت أحمل في يدي كتاباً صغيراً عن التخطيط الاستراتيجي وآليات اتخاذ القرار. تحدث المؤلف في أحد مقاطعه عما سماه «مبدأ آيزنهاور» الذي كان أحد أفضل رؤساء الولايات المتحدة في إدارة الوقت، وقال مرة: «إن معظم القرارات العاجلة التي نتخذها في حياتنا ليست مهمة». ثم يشرح الفرق بين المهم والعاجل، وكيف يجب علينا ألا نقدم الأخير على الأول. اقتربتُ من البائعة وطلبتُ كوب قهوة، وعندما لمحت الكتاب في يدي نادت زميلها وقالت له: «أليس هذا هو نفس الكتاب الذي كنتَ تقرأه قبل أيام؟»،…
آراء
السبت ١٥ سبتمبر ٢٠١٢
في رواية جون كراكاير «في البرية» تصدمك وأيضا تحزنك نهاية الشاب حين تقسو عليه الطبيعة التي لجأ إليها بحثا عن العزلة وهربا من حياته الاجتماعية وتتسارع الأحداث تباعا ليواجه مصيره وعندما علم بنهايته بدأ يدون لحظاته الأخيرة ويكتب وصيته للعالم! هذه الرواية التي تتحدث عن فلسفة الوحدة والسعادة نقلها المخرج والممثل المعروف «شين بن» إلى فيلم سينمائي يحمل الاسم نفسه وقد لاقى الفيلم رواجا كبيرا بسبب النهاية التي ختمها بأن السعادة الحقيقية تجدها بالمشاركة مع الآخرين. مواعيد السعادة غير دقيقة...دائما تأتي في غير موعدها هناك من ينتظر السعادة ولا تأتي وهناك من تنتظره السعادة ولا يذهب إليها، كم نحن مهمومون بشقائنا وننسى كم هي جميلة حياتنا، سعيدة أوقاتنا! جزء كبير من السعادة تجده في تفاصيل حياتك التي تمر عليها سريعا، تجدها في ابتسامات أطفالك وحنان نظرات أمك وأحضان والدك، في الأوقات التي تقضيها مع أصدقائك فقط تخيل حياتك بلا أهل أو أصدقاء! في طريق بحثك عن السعادة تمهل قليلا فربما من تركتهم خلفك يستحقون أن يكملوا مشوار السعادة معك. السعادة لا تكشف كل أوراقها مرة واحدة، هناك نوع من السعادة تعيشه ولا تفهمه فقط عندما تفقده تبدأ بمعرفته. أحيانا أجمل ابتسامة.. المغسولة بالدموع يقال لو أننا خيرنا ما بين مصائبنا ومصائب الآخرين لاخترنا مصائبنا! فكر معي في هذه المقولة! وكيف…
آراء
السبت ١٥ سبتمبر ٢٠١٢
فيلم يدّعي أنه يصور الرسول (محمد صلى الله عليه وسلم). فيلم رديء الصنعة فقير من كل حس، لم يوفر أية دناءة أخلاقية إلا واستخدمها، بل ان الممثلين الذين شاركوا في الفيلم غرر بهم فظنوا أن للفيلم عنواناً وقصة مختلفين. وحين واجه راديو «سوا» مخرجه وكاتبه في مقابلة إذاعية بهذا الأمر قال إن الممثلين لا ينتمون لنقابة مهنية تحفظ حقهم، وليس لهم حق الاعتراض بأني كذبت عليهم، وليس ذنبي أنهم يواجهون خطر الموت والملاحقة بعد كشف وجوههم أمام خصومهم الذين ثاروا على الفيلم، ويمكن أن يعرضهم هذا للموت أو المحاكمة، بينما هو مختبئ باسمه ومكان إقامته. مخرج الفيلم الذي وضع 14 دقيقة من فيلمه على «يوتيوب» وظهر في مقابلات صوتية حذرة نال فيلمه شهرة لا يحلم بها، لكنها شهرة سوداء لم تمنحه احتراماً حتى من غير المسلمين، فلا هو الذي صنع فيلماً يستحق المشاهدة ولا هو الذي احترم مقدسات الشعوب. الذي يشاهد دقيقتين فقط من الفيلم يعرف أنه فيلم لم يكلف ولا حتى 50 دولاراً، وكاتبه الذي يقول إنه باحث لم يبحث سوى عن مشاهد سفيهة لا يليق بها حتى مسلسل كوميدي، فكيف نجحت مثل هذه الحماقة في وضع نفسها في كفة ميزان في مقابل الإسلام ونبي المسلمين، وجعل كل هذه الجموع تثور من صنعاء إلى القاهرة إلى طرابلس تقتل وتنهب…
آراء
السبت ١٥ سبتمبر ٢٠١٢
شاهدت قبل قليل على «يوتيوب» مقطعاً طويلاً من فيلم «براءة المسلمين» المسيء إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم)، والذي كان سبب التظاهرات العنيفة التي شهدتها القاهرة وبنغازي الثلاثاء الماضي، سامح الله من أرسل لي في «تويتر» المقطع وطلب أن أبلغ عنه كي يحذفوه، ليته لم يفعل. لقد روّج له مثلما فعل الحمقى والمغفلون حول سفارتي الولايات المتحدة بالقاهرة وبنغازي. شعرت بغضب شديد، بل بقرف من الفيلم، أن تبلغ الوقاحة بإنسان الإساءة إلى حبيبي وسيدي رسول الله، النبي الكريم، كامل الخلق والعمل، ولكني لن أخرج في تظاهرة غير منضبطة، ولن أؤيد الدعوة لها، ناهيك أن أهاجم السفارة الأميركية، أو أقصفها بالصواريخ، بل إنني نصرةً لرسول الله، ومحبة له، واتباعاً لنهجه، أدعو إلى معاقبة كل من هاجم السفارتين ومن حرّض على ذلك وبشدة. يجب أن نمتلك الشجاعة في أن ننكر جريمة أبنائنا قبل أن ننكر جريمة أعدائنا. بات من نافلة القول إن هذا الفيلم ليس الأول ولن يكون الأخير، فبإمكان باحث أن يضع رسالة دكتوراه في تاريخ إساءات بعض اليهود والمسيحيين لشخص الرسول وتاريخه، فالإسلام اصطدم باكراً بالديانتين، أو بالأحرى بزعماء الديانتين، أما أتباعها فوجدوا في الإسلام المبكر تسامحاً غير مسبوق من المنتصر، ما رغّب كثيراً منهم في التحول طوعاً نحو الإسلام، وبذلك انتشر في بلاد الشام والعراق ومصر وبقية شمال أفريقيا،…
آراء
السبت ١٥ سبتمبر ٢٠١٢
الصيني حينما يتحدث معك في الاقتصاد فهو غالباً لا يحيد عن موضوعه. حاولت أمس وأمس الأول أن أجر الصينيين الذين التقيت بهم، من مسؤوليين حكوميين ورجال أعمال، للحديث حول قصة الخلاف الناشب حالياً بين الصين واليابان بعد أن قررت الأخيرة تأميم جزر مختلف عليها، لكن الجميع يركز في الحديث على الاقتصاد. ومن قبل زيارتي الصين كنت أسأل نفسي كثيراً لماذا نحب في العالم العربي أحاديث السياسة وكأنها قوت البقاء؟ ثمة فوارق كبيرة في نوعية الإنتاج بين «الفرد الشامل» و«الفرد المتخصص». نميل في العالم العربي لأن نكون من فئة «الفرد الشامل» الذي يتحدث في كل شيء ويُفتي في كل شيء ويزعم معرفة كل شيء. ألاحظ في زيارتي الراهنة للصين أن الصيني لا يتحدث في غير موضوعه إلا نادراً. وهنا أؤكد أن تجربتي في الصين جديدة ومحدودة، لكنني أحاول رصد «انطباعات» حول الزيارة وهي انطباعات عامة قابلة للخطأ. لاحظت أن العرب يتحدثون مع نظرائهم الصينيين في السياسة أكثر من الاقتصاد. وزير الزراعة يتحدث في السياسة أكثر مما يتحدث عن التنمية الزراعية. ولعل وزير الصناعة العربي يسأل في السياسة أكثر مما يسأل في الاقتصاد. حديثنا في العالم العربي في غالبه سياسي حتى إن كنا نناقش مسائل تنموية. هل لأن «السياسة» تتحكم في كل مفاصل حراكنا؟ أم أننا ضحايا الهوس بالسلطة؟ أو كما قال…
آراء
الجمعة ١٤ سبتمبر ٢٠١٢
ظل (أبو جهاد) يناضل لأفكاره اليسارية ويبشر بها في المجتمع السعودي الموغل في رأسماليته. المتعاقب الدوري على ناتج محلي بتريليون ريال في العام الواحد. لم يكن أبو جهاد ذلك اليساري الذي يمشي وحده في فلك هذه الأفكار المنقرضة، لكنه كان اليساري الوحيد الذي عرفته على الحافة النهائية من نقطة اليسار. كان ـ مثلاً ـ يلعن الفكرة الاشتراكية لأنها تهجين وتخفيف لأفكار اليسار، ولأنها ـ كما يرى ـ مؤامرة كبرى لحذف آلاف الأسطر الحمراء من النظرية الماركسية. وفي المجتمع السعودي ظل أبو جهاد مثل من يحاول أن يسحب بذراعيه الهزيلتين شاحنة هائلة من قاع الوادي، إلى حيث يراها أن تكون: في أعلى الجبل. لكنه ـ وللحق ـ ظل علامة كبرى على تسامحنا مع الأفراد من حملة الأفكار، فلم يعاقب ولم يسجن ولم يحاكم رغم أنه عاش لعقود يوزع (بطاقة أعماله) على الآلاف في المنتديات والمعارض الثقافية وأروقة الجامعات، وحتى مقاهي الشباب المختلفة. ربما لأنه أوغل في (يساريته) لدرجة أن أحداً لم يأخذه بذرة شاردة من الجد، أو أنهم رأوا فيه شخصاً منفصماً ببرهان بيولوجي. حتى في هيئته ومظهره، كان يلبس بدلة رديئة وحذاء جلدياً حافاً بلا جوارب، ويسير بسيارة صنعت منذ ثلاثين عاماً مثلما اختار أن يسكن في حي "العمل"، وربما كان محظوظاً أن يجد في مدينته حياً بهذا الاسم المنقرض.…
آراء
الجمعة ١٤ سبتمبر ٢٠١٢
لا جدال في أن أول من أقحم العقيدة الإسلامية في السياسة هم الخوارج، وبالطبع فإن إقحام العقيدة في السياسة ممارسة بشرية سبقت الإسلام، وتنوعت تجاربها بحسب اختلاف دين وسياسة كل أمة. ولعل أشهر تجربة إنسانية أقحمت فيها العقيدة بالسياسة كانت في الوسط المسيحي عندما افترقت الأمة المسيحية سياسيا، وبالتالي كان الكل يبحث عن شرعية دينية تؤيد موقفه، فعزفت سيمفونية التكفير! وانقسمت المسيحية إلى فرقتين عظيمتين الكاثوليك (المذهب العام) والأرثوذكس (الرأي القويم)! أما لدى الخوارج، وحتى ندرك سهولة الموضوع بالنسبة إليهم، يقال إنه كان ثلاثة من رؤوس الخوارج يناقشون أمر علي ومعاوية، فقال الأول، ولعله يُعد ليبراليّهم: أموالهم حلال دون دمائهم، فغضب الثاني وقال: بل حتى دماؤهم، فتدخل الثالث… واحتد النقاش، وانتهت «حفلة التكفير» بتكفير كل واحد منهم لصاحبيه! فافترقوا، كل واحد منهم على رأس فرقة. ولعل الجميع لاحظ أن الاختلاف السياسي، الذي حدث في صدر الإسلام كفتنة مقتل عثمان، وما كان يحدث عند كل بيعة لأحد الخلفاء الراشدين، لم يستدع فيه موضوع العقيدة! بل كانت مداولاتهم تحت قبة الإسلام، أما بعد ما أصبح الأمر بالمجالدة، وتسربت السياسة إلى العقيدة، وجلبتها إلى ميدان الصراع البشري، أصبح التترس بالعقيدة، ورمي المخالفين عقديا البضاعة الرائجة. والمؤسف أن مؤرخي المسلمين وفقهاءهم انطلت عليهم هذه البضاعة المزجاة، وكرسوا هذا التاريخ الذي زيفته السياسة، لذا من…