آراء
الأحد ٠٢ سبتمبر ٢٠١٢
ما زلت أتذكرها جيداً، تلك الأيام التي كنا نعود فيها إلى المدرسة بعد كل إجازة. ولأن إجازة أبناء القرى من المدرسة، على أيامنا، كانت تعني العمل في المزرعة أو في رعي الأغنام، ومساعدة أهل القرية في أعمال القرية، فلعل المدرسة وقتها كانت أرحم. كنا منذ الصفوف الأولى نتطلع لذلك اليوم الذي نغادر فيه القرية للالتحاق بكلية عسكرية أو بالجامعة أو – اختصاراً للطريق – بدء الوظيفة. الحق أن المدرسة أعطتنا مفاتيح أولية في الحياة كالقراءة والكتابة، لكن القرية صنعت داخلنا، منذ سن مبكرة، هاجس الاغتراب، وشعور المسؤولية. والقبيلة زرعت في داخلنا عيون الرقيب وسلطته، فأنت لا تمثل نفسك لأنك – في ثقافة القبيلة – تمثل القبيلة كلها. وبعيداً عن جدال المثقفين حول القبيلة ودورها، فإن الحق يقال إن القبيلة زرعت فينا – جيلي والأجيال التي سبقتنا – قيماً مهمة في العمل والمسؤولية والإنجاز. غير أن لكل مرحلة ظروفها. ولا يمكن القول إن جيلنا كان أكثر جدية من الأجيال اللاحقة. كانت أمامنا فُرصٌ متنوعة ربما ليست متاحة لمن جاء بعدنا. وهنا أسأل ذات السؤال الكبير الذي يسأله اليوم الآلاف من السعوديين: أي سوق عمل ستستوعب الملايين من شبابنا؟ عاد للمدارس السعودية ما يقارب الخمسة ملايين طالب وطالبة. أي مستقبل وظيفي ينتظرهم؟ وفي هذا السؤال تبرز التحديات بكل أشكالها. لم يعد من…
آراء
السبت ٠١ سبتمبر ٢٠١٢
من السهل القول إن ما من مسلسل واحد يستطيع أن يفي عمر بن الخطاب حقه، لكن الناقد لمسلسل عمر الذي أمتعنا وشغلنا في رمضان الفائت سيقول بذلك، فثمة قصور في المسلسل على روعته وحسن أدائه، ذلك أن عمر تاه فيه، كانت الكاميرا تنتقل بعيداً عنه إلى تفاصيل السيرة النبوية وغزوات الرسول عليه الصلاة والسلام ثم الفتوحات الإسلامية الكبرى، نعم قد عاش عمر كل هذا، وكان أحد أبطال هذه الأحداث، لكن ليس هذا الذي لفت انتباه مشاهدي المسلسل. تابعت المسلسل بشغف، حباً في عمر، واطلاعاً على هذه التجربة الجريئة أن كسر منتجه ومخرجه وكاتبه «تابو» قديماً ألا يصور شخوص الخلفاء الراشدين وقيل أيضاً العشرة المبشرين بالجنة، كسر هذا الحظر التقليدي القديم سيفتح باباً للدراما والإبداع، وسوف يشجع آخرين لتكرار التجربة، وقد سبقهم إلى ذلك مسلسل الحسن والحسين، ومن قبل هؤلاء وهؤلاء فيلم «الرسالة» للراحل مصطفى العقاد. قوة المسلسل كانت في عمر وأقواله المأثورة، وفقهه ومواقفه الشهيرة، وخطبه، وبلاغته، هذه قوة عمر وميزة سيرته الباقية والمؤثرة في تاريخ وحضارة المسلمين، لكن مخرج المسلسل وكاتبه توسعا إلى أخبار الفتوحات ومشاهد القتال، وافتخر منتجه أن جمع عشرات آلاف من الرجال والسيوف والأزياء والأفيال والخيول والجمال، كل ذلك مكلف، ومبدع، استخدمت تقنيات جديدة، وبنيت مدن وأسوار، ولعل المسلسل كان فتحاً في استخدام الجرافيك، استغرق هذا…
آراء
السبت ٠١ سبتمبر ٢٠١٢
مولت ولاية كاليفورنيا الأمريكية بعثة علمية لدراسة ومراقبة سلوك الغوريلات، في إحدى غابات جنوب إفريقيا. ضمت البعثة كلاً من جيمس ستون (دكتوراة في علم الاحياء)، وريتشل ديفيد (عالمة في سلوك القردة)، والمصور روميل ستفنسون. انسجم أعضاء الفريق مع بعضهم البعض منذ اليوم الأول لتلاقيهم، واختاروا بقعة مخفية بين الأشجار الكثيفة ليعسكروا فيها، حتى يتمكنوا من مراقبة الغوريلات دون انكشاف أمرهم. بعد مرور ثلاثة ايام، ظهر أمامهم فجأة مراهقان، شاب وشابة، ومعهما طفل رضيع تحمله الفتاة لا يتجاوز عمره أسبوعين على أكثر تقدير. بدا على المراهقين الاضطراب والحيرة والخوف، وكان الحزن بادياً على الفتاة بالذات التي كانت تبكي بحرقة وبصوت مسموع، وتغرق الرضيع بقبلات متتالية، بينما طفق الشاب يربت على كتفها في محاولة منه للتخفيف عنها، ولم يلاحظا وجود أعضاء الفريق الذي كانوا يراقبون الأمر من مكانهم خلف الأشجار الكثيفة. وضعت الفتاة الرضيع تحت إحدى الأشجار، وترددت لبرهة قبل ان يسحبها صاحبها، وتخطو معه خطوات مرتبكة، وما إن ابتعدا قليلاً، حتى علا صوت الرضيع عالياً وكأنه يترجاهما العودة اليه. توقفت الفتاة وهمَت بالرجوع، لولا أن الفتى سحبها من يدها، طالباً منها ان تكمل مسيرتها دون الالتفات الى الوراء. تجمد أعضاء الفريق في أمكانهم لبرهة من هول الصدمة، محاولين أن يفهموا ما يجري، بينما راح المصور روميل يلتقط ويوثق الأحداث بكاميرته في…
آراء
السبت ٠١ سبتمبر ٢٠١٢
عندما كنتُ طالباً في الجامعة ذهبتُ إلى أحد المختصين في التطوير الذاتي ليساعدني في إلقاء الخُطب العامة في المناسبات؛ حيث كنتُ حريصاً على تمثيل الدولة في مختلف المحافل. وعندما بدأنا الحوار سألني عن مشكلتي، فقلتُ له إنني أشعر بتوتر عندما أقفُ للتحدث أمام الجمهور، فقال لي: «تخيل أنك تصعد الآن خشبة المسرح لتلقي كلمة، بماذا تشعر؟» فقلتُ له إنني أشعر بالارتباك، ثم قال: «أنت الآن واقفٌ وستبدأ الحديث، ماذا يدور في خاطرك؟» فقلتُ له إنني خائفٌ من أن أقول شيئاً خطأً. فقال لي: «لقد أخطأتَ الآن، بماذا تشعر؟» فقلتُ له بالارتباك، فسألني: «وبعد الارتباك؟» فقلتُ إنني مُحرجٌ الآن جداً أمام الناس، فسألني: «وماذا بعد الإحراج؟» ظللتُ أفكر في سؤاله لأنه لم يخطر على بالي من قبل، فقلتُ له: «لا شيء!». ابتسم وقال: «فعلاً، لا شيء.. الحياة لن تتوقف إن أخفقنا، ولن يتصدر خطؤك الصفحات الرئيسة أو نشرات الأخبار، بل إنني أشك أن أحداً من الحضور سينتبه له. أنتَ تحب هذا العمل، ولكن خوفك طغى على ذلك الحب. انتهى الأمر، يمكنك أن تنصرف الآن». خرجتُ من عنده وأنا أفكّر، إلى هذه اللحظة، في مدى سذاجة الإنسان عندما لا تتعدى رؤيته حدود ضعفه، متناسياً أن قدراته لا حدود لها. وكلما همّني أمرٌ وتوقفتُ عند نتائجه السلبية، أو عند عدم استطاعتي تخطيه، تذكرتُ…
آراء
السبت ٠١ سبتمبر ٢٠١٢
الخبر الجيد أن أستاذ الاقتصاد الدكتور عبدالوهاب القحطاني الذي أثار قضية تآكل الطبقة الوسطى في السعودية كُلّف هو وجامعته العريقة «الملك فهد للبترول والمعادن» بإعداد دراسة ضافية حول الموضوع. هكذا يكون المسؤول مسؤولاً، وهكذا تبدأ الحلول بالبحث عن أسباب المشكلة وجذورها. حتى نرى تلك الدراسة لا بد لنا كسعوديين أن نستمر في البحث وتقليب كل حجر، والنظر أسفله وأعلاه، كي نفهم ثم نعالج أكبر تحدٍّ يواجه المملكة وشعبها الذي نريده سعيداً مستقراً، فلعل بعضاً من وجهات النظر تساهم في تلك الدراسة فتساعد في الحل. لكي تكون معلوماتنا دقيقة، لا بد لوزارة الاقتصاد والتخطيط أن تصدر مؤشرات اقتصادية دورية، تدل إلى صحة أو مرض اقتصاد الطبقة الوسطى. فالمؤشرات الحالية التي تخرج بها وزارة المالية وغيرها تحمل أرقاماً طيبة ومطمئنة، إنما تشير إلى اقتصاد النفط الريعي وليس اقتصاد الطبقة الوسطى الحقيقي الإنتاجي، آخرها كان إعلان مؤسسة النقد الأسبوع الماضي عن ارتفاع موجوداتها إلى 2287 بليون ريال، بزيادة 23 بليوناً لشهر تموز (يوليو) وحده. خبر طيب، ولكنه يشير إلى زيادة جاءت من الحكومة التي تودع فائض إيراداتها «النفطية» في المؤسسة لا إيداعات الطبقة الوسطى أو حتى قطاع الأعمال، التي لا تقارن مع الأرقام النفطية الجميلة. الولايات المتحدة مثلاً لديها مؤشرات اقتصادية ما إن تصدر وتذاع حتى ترى أثرها على السوق، مثل مؤشر مدى…
آراء
السبت ٠١ سبتمبر ٢٠١٢
يقول الكاتب جاكسون براون: “لا تحرم الآخرين من الأمل فقد يكون هذا كل ما يملكونه”. من بين ثمانية أطفال توفي أربعة من إخوته في مرحلة الطفولة، وفي سن المراهقة فقد أمه وأصبح العائل المسؤول عن إخوته، هده المرض طوال حياته وبعدها أصابه الصم تدريجيا ولاحقا أصبح لا يسمع ما يعزف! و لم يكن حتى يسمع تصفيق الجمهور و تشجيعهم له! قال مرة :يا ألمي عندما يعزف صوت ناي لا أستطيع سماعه أو غناء راع وأنا لا أسمع شيئا، كل هذا كان يدفعني لليأس و لولا الأمل والموسيقى لفقدت حياتي. عندما توفي بيتهوفن في نهاية العقد الخامس من عمره كان جسده مثقلا بالأمراض وكتبوا على شاهد قبره بيتهوفن و تاريخ ميلاده ووفاته فقط، أسماء العظماء شاهد على إنجازاتهم. للأمل بريق لا ينطفئ أبدا ، كلما ازددت تفاؤلا و إيجابا كلما وهج البريق قد يكون “الأمل” أحد أعمق المشاعر العاطفية التي تؤثر في الإنسان وتحدد مسيرته في كثير من الأمور الصعبة والقرارات المهمة. فقليل من الأمل يكفي لكثير من أمور الحياة وجرعاته كفيلة بالشفاء والقدرة على الوقوف ثانية بعد آلام السقوط، هناك من يتكئ على الأمل ويمضي وهناك من يركن لليأس ويسقط. في طريق الحياة الطويل تحتاج للكثير من التفاؤل و الإيجابية وقدر كاف من زاد الأمل. كم هي مخيفه ورائعة صحوة…
آراء
السبت ٠١ سبتمبر ٢٠١٢
قريبي يشغل وظيفة حساسة في دائرة تعاني من قلة الموظفين، ما يعني أن غيابه عن العمل يعني غياب عشرة، لكنه اضطر لأخذ إجازة شهر توزعت بين ثلاثة أشهر، والسبب جواز «الشغالة». فقد استقدم لأول مرة في حياته «شغالة» وربما تكون الأخيرة، ولكن «الشغالة» التي وصلت بعد طول انتظار إلى مطار الخبر حيث يسكن وصلت من دون جواز. وتم العثور عليها وتسليمها له وفق عامل الصدفة، فقد وجدوا في المطار «شغالة» من دون جواز، وكفيلاً يبحث عن «شغالة». «الشغالة» توقفت في أول محطة لها في مدينة جدة، فقام موظف الجوازات بسحب جوازها على أن يسلمه لها في الخبر حين تصل. موظفو الخطوط أركبوها الطائرة من دون جواز، ثم اكتشفوا بعد رحيلها أن هناك جوازاً من دون «شغالة» فبعثوه بالبريد إلى جوازات الرياض، فوصل على ما يبدو إلى جوازات مدينة أخرى، وهؤلاء وصلهم جواز من دون «شغالة» فسجلوها هاربة، فدخلت التاريخ الرسمي للشغالات بمسمى هاربة. ولأن الشغالة تحتاج جوازاً كي تخضع للفحص والعلاج والتنقل كان لا بد من بدل فاقد. راجع قريبي جوازات المطار فقالوا يجب أن تسقط البلاغ من إدارة الوافدين، الذين قالوا له: لابد أن تسقطه من شؤون الاستقدام، ثم الجوازات، ثم اذهب للسفارة. في مسلسل البحث عن جواز «الشغالة» حدثت قصص طريفة وأليمة، منها أن الموظف الحكومي يقول له…
آراء
الجمعة ٣١ أغسطس ٢٠١٢
على مشارف مؤتمر عدم الانحياز بطهران، أكثر المسؤولون الإيرانيون، والأمنيون قبل السياسيين؛ في إرسال الإشارات المتضاربة بشأن الأوضاع في سوريا، والدور الذي يرونه لأنفسهم تجاه حليفهم الصغير الحنون والمسالم(!) وتجاه العرب وتركيا والدوليين. مع نظام الأسد ومن خلال التصريحات والمبعوثين قالوا: إنهم باقون في خط المقاومة الذي ينتهجه النظام، وإنهم يعتبرون تحالفهم معه مثل تحالف الحديد والفولاذ، وإن أمنه وبقاءه هو من أمن إيران وبقائها. ومع الأميركيين قالوا: إنهم لن يسمحوا لمؤتمرات الإمبريالية ضد الجمهورية الإسلامية وسوريا أن تمر، وإن اليوم الذي تفكر فيه أميركا وإسرائيل بالتدخل في سوريا أو إيران، سيكون اليوم الذي يشهد زوال الكيان الصهيوني وخروج أميركا من المنطقة مذمومة مدحورة! ومع الأتراك والعرب قال مبعوثو الجمهورية الإسلامية: إن إيران دعمت دائما برنامجا للإصلاح في سوريا، وهي لا تزال مع الحل السياسي، لكنها لن تقبل تدخلا خارجيا عسكريا في سوريا أيا كانت أسبابه ومبرراته، وخصت المصريين بأفلام ودودة وبشوشة عندما وعدت من خلالهم باقتراح حل للأزمة يصعب رفضه، لأنه لا يبعد عن الحل الذي اقترحه كوفي أنان، ويشرك الجميع ولا يستثني أحدا! وقد شجع ذلك الرئيس محمد مرسي على أن يقترح لجنة اتصال مكونة من السعودية ومصر وإيران وتركيا، للتشاور في حل الأزمة. وما كان هناك ترحيب باقتراح الرئيس مرسي، مثلما كان هناك ترحيب من جانب الأميركيين…
آراء
الجمعة ٣١ أغسطس ٢٠١٢
قمة دول عدم الانحياز جدير بها أن تطرح سؤالاً أساسياً: الإنحياز بين من؟ ألم ينتهِ الغرض الذي من أجله تأسست الفكرة؟ إن كانت البلدان المتمسكة بها تبحث فقط عن فرصة «علاقات عامة» بعنوان «قمة» فإن هذا قد يكون العذر الخفي والوحيد لاستمرارها. الإيرانيون وجدوها فرصة للاستعراض السياسي والدعائي عبر قمة أمس. لكن عملياً لم يعد لهذه الفكرة أي وجود على الأرض. الحقيقة أن تجمع قيادات دول ما يسمى بعدم الانحياز في طهران إنما يدعم دولياً شرعية مؤسسة الحكم في إيران –كما أشار لذلك توماس فريدمان في مقالته الأخيرة في النيويورك تايمز- وهي من يقمع أي صوت ينشد التغيير في إيران مثلما تسهم في ذبح آلاف الأبرياء في سوريا. إنها صانعة الفتنة في أكثر من بلد عربي. وهي اليوم تصنع فتنة جديدة في جنوب اليمن مثلما صنعتها في شماله. كانت قمة أمس فرصة ذهبية لطهران للاستعراض الإعلامي. وأكدت انحياز القيادة الإيرانية للبطش الأسدي ضد الشعب السوري الثائر على الظلم والاستبداد. وإلا كيف يتجاهل علي خامنئي وأحمدي نجاد، في كلمتيهما أمس، الحدث الأبرز في المنطقة وهو ثورة السوريين؟ ليت القيادة الإيرانية على الأقل التزمت بآداب «عدم الانحياز» للظلم في سوريا إن كانت غير قادرة على الانحياز للحق في ثورة السوريين ضد حكم آل الأسد. لم تكتفِ طهران بالدعم السياسي لنظام بات قاب…
آراء
الخميس ٣٠ أغسطس ٢٠١٢
زمان، قبل نحو ربع قرن، كان هناك رجل نبيل، اسمه الدكتور فريد قرشي، من أهل جدة، نسيناه تماماً، رغم أنه يستحق أن يطلق اسمه على قاعة في جامعته، أو حتى على مسجد، فهو مؤسس العمل الخيري الحديث في المملكة، ولكن هكذا نفعل مع الصالحين، ننساهم بسرعة، ربما هم يريدون ذلك ففريد اختار عمل الخير مع الفقراء والمعوزين، وهؤلاء لا يبحثون عن الشهرة، يكفيهم وعد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يحشروا معه والفقراء والمساكين الذين أحبوهم. وجد الشاب، الخريج حديثاً من أمريكا، أن أهل بلاده يحبون الخير والتصدق على الفقراء ومساعدتهم، ليس في السعودية فقط وإنما في كل بلاد المسلمين، ذلك أنهم يلتقون المسلمين دوماً وهم يحجون ويعتمرون في ديارهم فيسمعون منهم معاناتهم فيحنون عليهم بما أفاء الله عليهم من فضله، ولكنه لاحظ أن العمل الخيري غالباً ما يكون فردياً فينقطع بعد صاحبه، أو غير منظم فلا يحقق مقاصده. طرَق فريد البيوت من أبوابها، فبحث عن آلية ما لتنظيم وتشجيع العمل الخيري فوجد أن ثمة إدارة مهملة في رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة تدعى هيئة الإغاثة الإسلامية، أقنع رئيس الهيئة وقتذاك ولا أذكر ما إذا كان الدكتور الفاضل المحب للخير عبدالله نصيف أم غيره، فأخرج الهيئة من غرفة صغيرة وحولها إلى أكبر منظمة إغاثة إسلامية وأضاف إليها…
آراء
الخميس ٣٠ أغسطس ٢٠١٢
في إحدى المقابلات مع الدكتور فاروق الباز العالم المصري المتخصص في جيولوجيا الفضاء تحدث عن مشاركته مع الفريق الذي خطط لرحلة «أبولو 11» إلى القمر، ودوره في تحديد 16 موقعاً مناسباً للهبوط، من بين 4 آلاف موقع، ثم وصف كيف كان نيل آمسترونغ لم يكن يعرف ما سيقول بعد أن تطأ قدمه سطح القمر، لكنه فاجأ رفاقه والعالم بمدى دقة الكلمة وصدقيتها حين سمعوه يقول بصوت متهدج بمهابة اللحظة: «إنها خطوة صغيرة لرجل، ولكنها قفزة عملاقة للبشرية»، وقال عنها أوباما في مقابلة لـفريق «أبـولو 11»: «إن العالم كله لا يزال يستمد الإلهام من تلك اللحظة التي قمتم بها». بعد 40 عاماً من هذه اللحظة ودّع نيل آمسترونغ العالم، وأميركا تتحضر للوصول إلى المريخ المليء بالثلوج التي يمكن بعد زمن أن يتحول إلى ماء وقد تصدّره إليـنا بأغلى من سعر النفط. الـجماعة الـذين يـسـكنون وسـط الغـابات ومصبات الأنهار والبحيرات كل همهم البحث عن تأمين الماء والغذاء والوقود، بـينما نحن الـذين نعـيش وسـط الصـحـاري ومـوجـات الجفاف المتصاعدة والغبـار عـملـنا طـوال هذه الـ40 عاماً، لإثبات كذب أميركا وفبركتها لقصة وصول الإنسان إلى القمر، بمناكفات تنتشر اليوم في معظم المواقع الإلكترونية، وبمستويين من التحليل، الأول يقدّم أدلة علمية تقول إن العَلَم الذي زرعه آمسترونغ فوق سطح القمر كان «يهفهف» والقمر لا توجد به رياح،…
آراء
الخميس ٣٠ أغسطس ٢٠١٢
عام الانتخابات، شخصية أوباما، كوابيس العراق، موقف الروس، وفوبيا الجهاديين.. كلها أسباب قد تفسر التلكؤ الطويل في الموقف الأميركي تجاه دعم التغيير الشعبي في سوريا. آلاف السوريين يحملون السلاح ويقاتلون ببسالة في معركة مدهشة، بأسلحة بسيطة. ورغم أنهم يقاتلون منذ عام، فإنهم لم يتمكنوا بعد من إسقاط النظام، ولا حتى الاستيلاء على مدينة رئيسية واحدة. السبب أنها ثورة شعبية حقيقية لكنها يتيمة، تقارع واحدا من أعتى الأنظمة القمعية في العالم. بعيدا عن دمشق يحارب الرئيس الأميركي على جبهة الانتخابات الرئاسية التي لم يتبق عليها سوى تسعة أسابيع، ويملك فرصة لإعادة انتخابه. لذا لن يجرؤ على التورط في أي عمل خارجي كلما اقترب يوم الانتخاب خشية أن يكون ذلك سببا في هزيمته وخسارة حزبه. ثم إن هناك شخصية أوباما، حيث يبدو للجميع أنه يريد أن يميز نفسه ورئاسته بأنه ليس سلفه جورج بوش، وأنه ضد التدخل العسكري، وهو الذي سحب قواته من العراق ويعمل على الخروج من أفغانستان، ولا يريد أن يرسلها للقتال في سوريا أو غيرها. أوباما شخصيته مختلفة عن بوش، وحتى عن آخرين مثل بيل كلينتون الذي غامر في يوغوسلافيا ونجح، وقام بعمليات أقل ضد صدام في العراق وأخرى في الصومال، وكذلك السودان وأفغانستان. يريد أن يذهب الأميركيون إلى صندوق الانتخابات وهم يتذكرون أن أوباما هو الذي جاء برأس…