آراء
الأربعاء ١٥ أغسطس ٢٠١٢
من ضمن ما يُحسب لمسلسل «عمر» التليفزيوني تلك الإضاءات السريعة على الوجه الحضاري والإنساني المغيّب لديننا وتاريخنا. اقرأ هذه الأيام تعليقات على المسلسل وستجد في كثيرها إعجاباً بسماحة الدين في تعامل الصحابة الكرام مع المرأة ومع غير المسلمين في الجزيرة العربية وفي المناطق التي وصلها الفتح الإسلامي. ففي المشهد الذي يعاتب فيه الخليفة عمر بن الخطاب –رضي الله عنه– نفسه حينما أشار للنصرانية التي طلبت منه عوناً بأن تدخل الإسلام، ثم خشي الخليفة عمر أن يكون قد استغل حاجتها لدعوتها للإسلام مما قد يدخل في باب «الإكراه» في الدين وهو محرم، ما يعطي الدروس العظيمة في عظمة الإسلام وتسامحه. لماذا غُيبت هذه القصة عن تاريخنا الذي درسناه في المدارس والجامعات؟ وماذا عن قصة الصحابية الشفاء بنت عبدالله التي أوكل لها الخليفة عمر إدارة السوق ومراقبته؟ وماذا عن تعامل المسلمين الفاتحين مع نصارى الشام في حصار المسلمين لدمشق وانضمام عرب الشام، وهم على دين الروم، للقتال في صفوف المسلمين ضد الروم؟ بالتأكيد أن مسلسلاً تليفزيونياً مهما كلف إنتاجه لا يستطيع أن يكشف عن كل الوجوه الإنسانية العظيمة في تاريخ المسلمين أيام الرسول العظيم (صلى الله عليه وسلم) ومن تبعه من الصحابة الكرام. ولكن يبقى السؤال: من غيب هذا التراث العظيم من قصص حقيقية في التعامل الإنساني والحضاري مع المرأة في المجتمع…
آراء
الأربعاء ١٥ أغسطس ٢٠١٢
اختتمت هذا الأسبوع فعاليات دورة الألعاب الأولمبية، التي احتضنتها لندن المتألقة تاريخا وفنا وحضارة ورياضة كعادتها. ومن أبرز أحداث هذه الدورة، أنها الأولى التي يتم فيها اشتراط مشاركة الوفود بالجنسين من المتسابقين، وإلا سيحرم وفد الدولة بأكمله من المشاركة. ووجدت ثلاث دول إسلامية هي السعودية وقطر وبروناي نفسها في حرج، إذ لم تسبق مشاركة أية امرأة من هذه الدول ضمن البعثة الأولمبية. فكيف يمكن قراءة المشاركة السعودية في لندن 2012 تحديدا مع وفدها النسائي المكون من وجدان شهرخاني (16 سنة) في لعبة الجودو، والعداءة سارة العطار (19 سنة) في سباق 800 متر؟ لا بد من ملاحظة أنه بالرغم من أن السعودية لم تكن الدولة الوحيدة التي لديها تحفظ على المشاركة النسائية، إلا أن التركيز الإعلامي كان عليها دون غيرها، لأنها تأخرت كثيرا في إعطاء الموافقة الأخيرة بمشاركة النساء، وهي غلطة ارتكبتها اللجنة الأولمبية السعودية، إذ منحت الفرصة للإعلام العالمي ليتحدث عن وضع المرأة السعودية بما لا يسر، خاصة أنه ـ في النهاية ـ كانت هناك مشاركة بالفعل. ولم تتوقف الأخطاء عند هذا الحد، بل إن قرار وضع الوفد النسائي خلف الرجالي خلال استعراض الوفود في حفل الافتتاح، وعدم إعطائهن الفرصة لحمل الراية، مع ما يحمله هذا الفعل من دلالة رمزية بالغة فطنت لها معظم الدول العربية والإسلامية بما فيها قطر،…
آراء
الثلاثاء ١٤ أغسطس ٢٠١٢
في معرض «الحج قلب الإسلام» الذي نظم في المتحف البريطاني قبيل الصيف وقد كتبت عنه هنا من قبل، لفت انتباهي جزء مخصص ليوميات الحج كتبها بأشكال مختلفة حجاج أسعدهم الله بزيارة مكة والمدينة، بعضهم تحولت يومياته إلى كتاب ومرجع تاريخي يوثق لمرحلة، مثل البيجوم نواب إسكندر التي كانت حاكمة لولاية في الهند، وقد حجّت قبل نحو 150 عاماً «1863»، وثمة مسألة عائلية تهمني في تاريخ هذه السيدة، وهي أنها أرسلت تعميداً بإعفاء جد للعائلة من خدمة رعايا إمارتها، ولم يكن ذلك شكوى منها، وإنما لأنه كان يخدم آلاف الحجاج من الهند ورأت أن ذلك فوق طاقته، وأرادت معاملة خاصة لرعاياها، فكلفت السيد أحمد أبو الجود بذلك، وأعفت الجد عبدالقادر خاشقجي رحمهما الله، ولا أعرف فيما إذا بقيا أصدقاء بعد ذلك، ولكن لا تزال العائلتان موجودتين في المدينة وبينهما صهر ورحم، ولا يزال بعض أبنائهما يخدم زوار المدينة الهنود من خلال المؤسسة الأهلية للأدلاء، و«الأدلاء» هنا نظير «المطوفين» في مكة، فوكلاء الحجيج في مكة يطلق عليهم مطوفون وفي المدينة أدلاء. هذه الوثيقة كانت معروضة في المعرض وقد كتبت بخط عربي أنيق ومذهبة، ما يدل على ثراء تلك السيدة التي تتأنق حتى في خطاباتها الرسمية، أما كتابُها فلا أعرف فيما إذا ترجم للعربية ولكنه يستحق الترجمة، ولمن يقرأ بالإنجليزية فالكتاب متوافر في…
آراء
الثلاثاء ١٤ أغسطس ٢٠١٢
قاتل الله صراعاتنا السياسية كم أخرتنا كثيراً! انظر في خارطة العنف و التخلف الاقتصادي والفقر وكل مشكلات الدنيا تجد المسلمين اليوم في قلب التراجع. وتلك نتيجة طبيعية لإهمال التنمية وتقديم صراعات السياسة وألاعيبها. ولهذا تبقى أمنية أن تعقد قمم عربية أو إسلامية تدعم التضامن التنموي والعلمي بين المؤسسات العربية والإسلامية. يؤسفني أن أعترف بأن تلك أمنية «مثالية» وغير واقعية. فكيف يتحقق تضامن علمي وتنموي في ظل الصراعات السياسية والأزمات الداخلية في أغلب البلاد الإسلامية؟ وكيف يتفرغ للتنمية من شغله الشاغل كيف يحتكر المزيد من السلطة؟ لكن حقيقة العصر أن من يؤخر مشاريع التنمية لن يتقدم سياسياً. ومن شروط قوة الدولة خارجياً أن تكون قوية في الداخل. وكيف تكون الدولة قوية في الداخل إذا كان الاستبداد والفساد والفقر والبيروقراطية والعنصرية والطائفية وضعف التعليم أمراض متفاقمة تنخر في جسد الدولة؟ كيف ننتصر في الخارج إن كنا أصلاً مهزومين في الداخل؟ ولماذا كلما بحثنا عن نماذج نجاح تنموي في العالم الإسلامي قد لا نخرج عن تجربتي ماليزيا وتركيا؟ وإن كانت حساسيتنا عالية تجاه قراءة تجارب النجاح التنموي في أقصى الغرب أو أقصى الشرق، فلماذا لا نقرأ في تجارب النجاح القريبة منا لعلنا نتعلم أسرار النجاح ونأخذ بأسباب التفوق والتميز؟ المجتمعات التي تحقق لها «سلم أهلي» يضمن لها حرية حقيقية في التفكير والإبداع، مع…
آراء
الإثنين ١٣ أغسطس ٢٠١٢
ما حصل في لبنان الخميس الماضي كان كبيراً ومفاجئاً في حجمه وتوقيته. ستكون له تبعات وتداعيات سياسية أكبر من الحادثة نفسها. في صباح ذلك اليوم دهمت قوى الأمن اللبنانية منزل وزير سابق، ونائب سابق، هو ميشال سماحة، وتم اعتقاله بناء على معلومات موثقة بالصوت والصورة، وفق قوى الأمن، بتورطه في مخطط لتنفيذ تفجيرات في منطقة عكار الشمالية، واغتيال شخصيات سياسية، وغير سياسية. وهذه بحد ذاتها تهمة كبيرة في حق رجل كان يوماً ما وزيراً، ونائباً في البرلمان. الأخطر من ذلك أن المتهم سماحة، كما تقول معلومات قوى الأمن، كان بتورطه في المخطط ينفذ تعليمات من المخابرات السورية. وقد اعترف الوزير السابق بالتهم الموجهة إليه، وفق المصادر الأمنية. وتقول الرواية الأمنية في صحيفتي «الحياة» و «السفير» اللبنانيتين إن شخصاً رمز إليه بـ (م. ك.) جاء إلى فرع المعلومات في قوى الأمن، وكشف أن سماحة طلب منه تأمين مجموعة من الشبان الموثوقين لنقل عبوات ناسفة إلى منطقة الشمال، وتفجيرها هناك مقابل مبلغ مالي. وقد طلب (م. ك.) من قوى الأمن ضمانات على نفسه وعائلته للاستمرار في كشف المخطط. وقد حصل على هذه الضمانات بعد الترتيب مع النيابة العامة التمييزية. وبعد الاتفاق على كل شيء، كما يبدو، زود فرع المعلومات (م. ك.) بقلم صغير مجهز بكاميرا. وقام (م. ك.) بتصوير وقائع اللقاء بسماحة،…
آراء
الإثنين ١٣ أغسطس ٢٠١٢
ماذا تعني الجولة التي قام بها ممثل خامنئي في المجلس الأعلى للأمن القومي سعيد جليلي على حلفاء إيران في المنطقة، لبنان وسورية والعراق؟ ماذا كان يقول وكيف كانت تخطط بلاده؟ هل هذا يدل على أن طهران بدأت تضيق عليها الدوائر وتتساقط الأوراق السياسية التي تلعب بها، ما يلزمها التفكير الجدي في تحريك خلاياها واستنهاض حلفائها في المنطقة لنقل المواجهة إلى البوابة الإقليمية، بغية إجبار العالم على التفاوض معها حول نفوذها وضمان «مصالحها» بشأن برنامجها النووي بعد سقوط نظام بشار الأسد؟ ماذا يعني اتهام إيران للسعودية وقطر وتركيا بشأن مسؤوليتهم عن اختطاف الايرانيين الـ 48 في سورية، ثم التراجع عن الاتهام لتلك الدول والتراجع عن نفي أن مواطنيها المخطوفين لهم علاقة بالجيش أو «الحرس الثوري» أو قوات «الباسيج»، والاعتراف لاحقاً بأن بينهم عسكريين متقاعدين من الجيش و«الحرس الثوري»؟ ماذا كان يفعل مثل هؤلاء في خضم الأحداث والمواجهات اليومية بين النظام والثوار؟ هل كانوا يصلحون الكهرباء ويوفرون الماء والغذاء؟ أم هم سياح يشاركون في قتل الأبرياء؟ ماذا تعني أيضاً دعوة إيران دولاً إسلامية لعقد اجتماع وزاري تشاوري في طهران لبحث تطورات الأزمة في سورية بعد 48 ساعة من تلقي الرئيس الإيراني أحمدي نجاد دعوة من العاهل السعودي لحضور قمة التضامن الإسلامي في مكة المكرمة؟ ولماذا فشلت تلك الدعوة ولم يحضرها إلا سفراء…
آراء
الإثنين ١٣ أغسطس ٢٠١٢
الوضع الذي يمر به المجتمع هذه الأيام يعتبر تجربة جديدة يمر بها أغلب أفراده لأول مرة... فعلى مدى أربعة عقود كان الانسجام والتلاحم والاتفاق هو سمة علاقة أبناء الإمارات، لم يفرقهم شيء ولم يكدر صفو حياتهم أحد منهم، إلى أن ظهرت فئة من الواضح وجود علامة استفهام كبيرة على نشاطها ووجودها. وبعيداً عن إصدار الاتهامات والأحكام -فهناك جهات تتكفل بذلك- فما يراه المواطن العادي هو أن الوضع الحالي غريب بالنسبة إليه. محاولة إرباك للمجتمع، وهذا ليس بالغريب ولا المستغرب ولا المفاجئ، فلم يحدث وجرب الإماراتيون هزات قوية تضع المجتمع أمام واقع صادم، ففي مجتمع الإمارات الصغير والمتماسك عندما تموت أسرة في حادث سير أو حريق منزل تجد الحزن يعم كل الإمارات فما بالنا بقضية تمس البلد واستقراره ومستقبله؟ لذا فإن الحالة هذه غير مستغربة وكان الناس بحاجة إلى من يطمئنهم ومن يدعمهم ومن يوضح لهم الأمور ويساعدهم على اتخاذ الموقف السليم تجاه الوطن وأبناء الوطن..
فانتظروا النخبة، فظهر البعض منها وغاب البعض الآخر. النخبة هم المثقفون والأكاديميون وكبار المسؤولين في الدولة ورجال الدين والكتاب والشعراء وهم الأدباء والفنانون وحتى رجال الأعمال من أصحاب الرأي والحل والعقد... كل هؤلاء وغيرهم ممن لهم تأثير في المجتمع ويفترض أن يقولوا كلمتهم ويوضحوا موقفهم تجاه الأحداث بما يرضي ضميرهم طبعاً. واختفاء النخبة وقبولها بالأزمة…
آراء
الإثنين ١٣ أغسطس ٢٠١٢
لعلها تكهنات أكثر من كونها تسريبات تلك الأخبار التي تشير إلى إمكانية خروج قمة التضامن الإسلامي بتوصية تمنح بشار الأسد و عائلته و كبار مساعديه حصانة و ضماناً بالخروج الآمن من سوريا. تلك التوصية – إن صحت – ستزيد من عناد الديكتاتور و غطرسته. و بهذه التوصية، كأن العالم الإسلامي يقول لبشار: أنت بريء من دماء الآلاف من الأبرياء في سوريا. و فوق هذا نمنحك خروجاً آمناً أنت و رفاق الجريمة و لك كل المليارات التي أخرجت من سوريا و ما سيلحق بها! مثل هذه التوصية – إن تحققت – ستزيد من تعقيدات الحرب في سوريا وستعطي الإشارة الخطأ لبشار و جيشه. إنها ستصور العالم كله (على الأقل في عيون جيش بشار و شبيحته) كما لو كان في الموقف الأضعف. في هذه المرحلة الحرجة من عمر المقاومة في سوريا لن ينفع مع بشار سوى اللغة التي لا يفهم غيرها: القوة! فبدونها لن يتأثر و لن يبدأ عملياً في التصديق أن أيامه في سوريا معدودة. إن واحدة مما أُرتكب في سوريا من جرائم مرعبة بعلم و توجيهات بشار الأسد كفيلة بمحاكمته في محكمة الجنايات الدولية هذا إن أمهله القدر قبل أن يقتص منه السوريون. و إن خرج سالماً بعد كل هذه الجرائم المخيفة فتلك سابقة خطيرة في التاريخ الإنساني المعاصر. فكيف…
آراء
الأحد ١٢ أغسطس ٢٠١٢
ذبحونا منذ أن بدأنا رضاعة الحليب من «التشسوه» بكل ما له علاقة بأصالتنا وعروبتنا، قبل الدراسة عليك أن تحفظ شجرة العائلة الكريمة كاملة لسبعة عشر ظهراً، سبقوك فلان ابن فلان ابن فلان ابن فلان، وعليك أن تسمعها لأي ضيف يزوركم وأنت ترفع رأسك الصغير مفتخراً، فلان قاطع الطريق، وفلان السفاح، وفلان الذي قتل ثلاثة عشر رجلاً من أبناء عمه.. إذا نسيت ذكر لقب العائلة أو القبيلة عاجلك «المرحوم» بعجل يجعلك تتذكر الأسماء كلها حتى آدم، عليه السلام، أنت عربي يا بني.. دماؤك زرقاء تذكر هذا جيداً! بدأنا نتقن إمساك القلم، ثم ماذا.. تبدأ القصائد في المدرسة: سجل أنا عربي، وأبنائي ثمانية وتاسعهم سيأتي بعد صيف. بلاد العرب أوطاني.. يبدأ الحشو الممنهج نحن الأمة الأفضل نحن صناع التاريخ.. قبيلتي تبقى دائماً بدمائها الزرقاء.. لا تفكر في فلانة وإياك النظر في عيني فلانة.. ألا تريد أن تفهم أيها الأحمق.. جلجل فديتك إننا عربٌ! إياك والعيون الملونة جدك كان يؤمن بأن العيون الزرقاء والخضراء هي العيون التي تحسد، عيوننا العسلية والسوداء هي عيون أهل الجنة! بالطبع مات جدي بعد ذلك بعد أن دقه ابن عمه بـ«عين» كانت فيها نهايته! حتى مراهقتنا سرقها منا المطرب غريب الأطوار «عربي أنا»! صحيح أننا لم نشاهد فقدان الروح الرياضية كما شاهدناها في الدورات الرياضية العربية، ولم نقرأ…
آراء
الأحد ١٢ أغسطس ٢٠١٢
أعرف شاباً سورياً يتواصل معي منذ زمن، يلح في كل حوار يجمعنا على أن نسبة الشباب المبدعين في سوريا تفوق التوقعات، لكنها – يقول- مكبوتة. اتفقت معه: لا إبداع من دون حرية، ولا إبداع في بيئة عنوانها العريض: الخوف! والخوف هنا يشمل كل شيء: الخوف من القمع ومن السجن ومن خسارة أي فرصة ومن كلام الناس ومن المجهول. يسألني: لماذا يبدع السوري خارج وطنه؟ وأرد عليه بسؤال مماثل: لماذا يبدع العربي خارج الوطن العربي؟ للنجاح أسبابه مثلما أن للفشل أسبابه. لكن حرية التفكير وكسر جدران الخوف داخل الإنسان تأتي على رأس القائمة. الحرية هي مفتاح الإبداع وطريق الإنجاز. حرية السؤال تقود لمزيد من الأسئلة، وفي السؤال حوافز للبحث والتقصي والنبش في المحاصر بالتابوهات والعيون اللوامة! لكنك لا تقوى على السؤال الحقيقي وأنت تخشى من تبعات السؤال. وفي البيئة التي ترسخت فيها ثقافة الرقابة يكون السؤال أحياناً جريمة، ويصبح الصمت حكمة. عرفت أطباء ومهندسين ومحاسبين عرباً نجحوا وتميزوا خارج العالم العربي. كثيرهم نجح وتميز ليس فقط لأنه وجد حاضنة ترعى إبداعه وتميزه ولكن -وهذا الأهم- لأنه أخيراً وجد بيئة ترحب بأسئلته وتحثه على الخروج من سجن الإجابات الجاهزة والمكررة. الإبداع يسود في الأجواء الضامنة لحرية الأسئلة وحرية التفكير وحرية الخروج من أسر المألوف والمعتاد. لن تقوم لأمة نهضة من دون حرية.…
أخبار
الأحد ١٢ أغسطس ٢٠١٢
في السبعينيات من القرن الماضي كنت كثيراً ما أنشر قصائدي في مجلة أخبار دبي الأسبوعية كما كان ينشر فيها عدد من الأصدقاء أمثال الشعراء الإماراتيين أحمد أمين المدني وحمد خليفة بوشهاب “رحمهما الله” وسلطان خليفة وعارف الشيخ والشاعر المصري عبدالمعم عواد يوسف “رحمه الله”. ثم توقفت المجلة عام 1980 وحلت محلها مجلة أصغر منها بعنوان نشرة أخبار دبي لم تستمر طويلاً كما بدأت في الصدور في نفس الوقت صحيفة البيان في دبي. وفي عام 1982 اقترحت على صديقي الشاعر سلطان خليفة أن ننشئ أنا وهو مجلة ثقافية. وكانت لدي بعض الخبرة في مجال التحرير إذ كانت إدارة كلية عدن اختارتني ضمن فريق تحرير “مجلة كلية عدن” السنوية منذ كنت في الصف الثالث الثانوي عام 1957 وحتى أنهيت السنة السادسة عام 1960 والتحقت بالجامعة. وكانت المجلة تطبع وتوزع على كل طلبة الكلية وأساتذتها وكنت أكتب فيها بالعربية والإنجليزية وأساهم في تحريرها. استحسن الشاعر سلطان خليفة الفكرة فذكرها لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الذي شجعها في الحال كعادته في تشجيع المبادرات الإيجابية، وأشار بأن نصدر المجلة من خلال ناديه (النادي) وحدد بعض الأسماء للإشراف على المجلة بالإضافة إليّ وإلى سلطان وكان على رأس تلك الأسماء الشيخ أحمد بن سعيد رئيساً للتحرير…
آراء
السبت ١١ أغسطس ٢٠١٢
والإشارة هنا للقاء الذى جمع يوم الثلاثاء الماضى رئيس الجمهورية مع بعض الشخصيات العامة (الجمعية الوطنية للتغيير ممثلة فى الدكتور عبدالجليل مصطفى والأستاذ حمدى قنديل) والحزبية متنوعة التوجهات، من ليبرالية (أحزاب الوفد ومصر الحرية والمصريين الأحرار وغد الثورة) ويسارية (التحالف الشعبى والكرامة الناصرى) وإسلام سياسى (الحرية والعدالة والنور والبناء والتنمية). ذهبت للقاء الدكتور مرسى وقبلت دعوته، أولاً، لأنه رئيس جمهورية منتخب له كامل الشرعية الديمقراطية وليس بمغتصب للسلطة. أختلف معه ومع حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان فى أمور كثيرة سجلت هنا فى هذه المساحة معارضتى لها أكثر من مرة، إلا أن رفضى للانتقاص من شرعية الرئيس وللدعوة الموتورة لاستخدام العنف ضده كامل ولن يصبح أبدا محل مساومة انطلاقا من حسابات انتخابية أو حزبية ضيقة. ذهبت للقاء الدكتور مرسى، ثانياً، لأن مصر تواجه مخاطر وتحديات حقيقية فى سيناء تستلزم تكاتفنا جميعا وتعاوننا الجاد للتغلب عليها. ذهبت للتدليل على أن مزايدات السياسيين والأحزاب وصراعاتهم واتهاماتهم المتبادلة لا مكان لها بعد أحداث إرهابية وإجرامية كالتى تتعرض لها سيناء الآن وتُختبر بها سيادة وسيطرة الدولة المصرية على منطقة حُررت بدماء المصريين وتضحياتهم العظيمة بعد نكسة ١٩٦٧. تمتنع المزايدة والمتاجرة بدماء الشهداء وكذلك الحسابات الحزبية الضيقة فى لحظة كهذه، وتوضع المصلحة والأجندة الوطنية فى المقدمة ويجتهد الجميع نقاشاً وتشاوراً وتفاعلاً مع مراكز صنع القرار (الرئاسة…