آراء
السبت ١١ أغسطس ٢٠١٢
قال حكيم أوماها عندما تبرع بمعظم ثروته لصالح مؤسسة بيل غيتس الخيريه «سأترك القليل من المال لأولادي ليعملوا، فلو تركت لهم الكثير فلن يعملوا شيئاً أبداً» وفي تصريح آخر أوضح البليونير وارن بَفِت أنه لا يريد التعامل مستقبلا مع الأمور المالية في هذه المؤسسة الخيرية. في الغالب يكون التنازل عن جزء كبير من الثروة لصالح الأعمال الخيرية، قرارا قاسيا وشجاعا ونموذجا أخلاقيا نبيلا ينفرد فيه بعض الأغنياء عن بعضهم، حيث إن النظرة إلى المال تختلف من شخص إلى آخر. فالكثير من الأغنياء لهم نظرتهم الخاصة في الثراء، كما أن لهم طرقهم الخاصة في تحصيل الثروة وإنفاقها، فالبعض مشى للثروة وآخرون ركضوا لها، ولذلك يختلف الثراء الحقيقي الذي أتى نتيجة جهد وتعب، عن الثراء الناجم عن الإرث والهِبات التي يتلقاها البعض. كثير من قصص الثراء في محيطنا غامضة وغير واضحة ولا يوجد كثير من قصص الكفاح في هذا المجال يقدر أن يستفيد منها الطامحون للثروة، وتكون أنموذجا وقصة نجاح يهتدي بها المبتدئون. العصاميون في الغرب بنوا ثروتهم بصعوبة، في ظل دولة المؤسسات ورقابة إعلامية تلاحق الفساد ووجود ضرائب عالية على دخل الفرد. أما في محيطنا العربي فالوضع مختلف وأسباب الثراء الشرعي وحتى غير الشرعي عند البعض ما زالت مجهولة. للثروة أسرار، وتأكد جيدا أن القليل من الأثرياء اليوم قد يشاركونك في…
آراء
السبت ١١ أغسطس ٢٠١٢
رسم الصراع أو التنافس أو التدافع بين السعودية وإيران شكل العلاقات الإقليمية طوال ربع القرن الماضي. الربع المقبل قد يخصص لصراع وتنافس وتدافع بين «الإخوان المسلمين» وإيران، إلا إذا تغيّرت إيران وأصبحت تركيا أخرى، بالطبع من دون أن تغيّر مذهبها، يكفي أن تغير سياستها. ثمة أسباب وجيهة للخلاف بين «الإخوان» وإيران، فكلاهما «أصولي»، والأصوليون إن اختلفوا اصطدموا، هذه القاعدة الأولى والأساسية، بقية الأسباب تدور حول سياسة إيران الخارجية، علاقاتها الإقليمية، وطائفيتها، وثأر قديم تجدد بشكل أكبر وأكثر إيلاماً في سورية. غالب المحللين السياسيين العرب ذوي الخلفيات الليبرالية، ذهبوا إلى احتمال أن يتحالف الأصوليون فيقترب «الإخوان» مع صعودهم الى السلطة من الجمهورية الإسلامية في إيران. هؤلاء لم يسبروا عمق الاختلاف بينهما، العامل المشترك الوحيد بينهما هو الخطاب التعبوي المؤيد للمقاومة والمعادي للغرب. ولكنهم مختلفون في مسائل حقيقية على الأرض. سورية تحديداً وموقف إيران منها كسر آخر جرة بين الاثنين، وقبلها سعي إيران لنشر التشيّع ومد النفوذ من حولها ومناكفة دول الخليج التي يفضل «الإخوان» علاقة معها على علاقة مع إيران. إيران من جهتها لا تطمئن لـ «الإخوان». بين يدي وثيقة أشرت إليها في مقال سابق عن العلاقات الطائفية بين النظامين السوري والإيراني ولم أجدها يومذاك، وقد بحثت عنها في مكتبي فوجدتها قبل أيام، توافَق ساعتها أن كانت قناة «العربية» تبث فيلماً…
آراء
السبت ١١ أغسطس ٢٠١٢
لا أعرف ما الجديد الذي يمكن أن يأتي به الأخضر الإبراهيمي في مهمته الجديدة في سوريا مبعوثاً للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية. هذه الخطوة لن تخدم سوى بشار الأسد إذ ستعطيه مزيداً من الوقت، بغطاء أممي، لقتل مزيد من المدنيين وتدمير مزيد من الأحياء والمدن السورية. ثمة ما يشبه الإجماع الدولي على أن الحل في سوريا لن يتحقق قبل أن يغادر بشار وزمرته السلطة. وإن لم يفعل فذلك يعني مزيداً من سفك الدماء وإطالة أمد الحرب. وفي غالب الأحوال فإن بشار لن يرحل من طوع نفسه. فلا الروس جادون في الضغط عليه ولا الإيرانيون مستعدون للتفريط فيه. والأهم أن بشار ودائرته الخاصة غير مقتنعين أصلاً بفكرة الرحيل. بل يرون أن العالم كله يتآمر عليهم لسلبهم “حقهم” -الذي لا جدال فيه– في حكم سوريا بالحديد والنار. إذن أي خيار بقي أمام الثوار في سوريا؟ ليس ثمة بدّ من تسليح الجيش الحر علناً والاستمرار في دعمه عسكرياً وسياسياً. والدليل على جدوى تسليح الجيش الحر هي الضربات النوعية المهمة التي تبناها الجيش الحر على مدى الأسابيع القليلة الماضية، التي أحدثت فارقاً نوعياً في تمكين الثوار من السيطرة على مدن وأرياف سورية كثيرة، وفي رفع الروح المعنوية لدى الثوار في كل مكان من سوريا. وقصة صمود الثوار في حي صلاح الدين بحلب تشكل وحدها…
آراء
الجمعة ١٠ أغسطس ٢٠١٢
جاء سعيد جليلي مدير مجلس الأمن القومي الإيراني، إلى لبنان وسوريا. وذهب في الوقت نفسه وزير الخارجية الإيراني إلى تركيا. في لبنان تظاهر جليلي بمحاولة إقناع المسؤولين، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية اللبنانية، بحضور الاجتماع الذي تعقده طهران «للدول المؤثرة»، من أجل التشاور في ابتداع حل للأزمة في سوريا. لكن الغرض الحقيقي من ذهابه إلى لبنان كان الاجتماع بحسن نصر الله لبحث ما يمكن فعله، لتقديم المزيد من المساعدات للنظام السوري. رئيس الجمهورية اللبنانية قال لجليلي إن لبنان لن يحضر اجتماع طهران، بناء على سياسته في النأي بالنفس عما يحدث في سوريا حماية للبلاد من التداعيات الداخلية لتلك الأزمة. وبالطبع ما كان ذلك موقف نصر الله، الذي كان - وبناء على طلب إيران - قد أرسل قبل أسبوعين قوات لحماية جبهة النظام فيما بين الحدود اللبنانية وحمص. لكي تتفرغ القوات السورية في الشمال لمعركة حلب مع الجيش الحر، والكتائب المسلحة الأخرى. ولأن التهديدات الإيرانية تصاعدت ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، فقد ظن محللون أن طهران يمكن أن تطلب من نصر الله التحرش بإسرائيل، وهذه المرة ليس بذريعة تحرير الأرض اللبنانية أو الفلسطينية، بل لمنع كسر النظام السوري (من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل طبعا!) الذي يلعب دورا محوريا في منظومة «المقاومة» التي بنتها إيران خلال العقد الماضي على الخصوص. وسبقت وصول صالحي وزير…
آراء
الجمعة ١٠ أغسطس ٢٠١٢
يبدو أن تويتر يعمل عندنا مثل المنشار، طالع نازل مؤامرات! فكما جاءوا ببرامج تسهل عليك شراء متابعين وهميين -من أجل الفشخرة- خرجوا علينا ببرنامج آخر يكشف من يشتري المتابعين الوهميين. من جهة يغرونك بالخطأ ومن جهة أخرى يفضحون سرك على الملأ! كل هذا يأتي في صميم المؤامرة الأمريكية الصهيونية الأنجلوسكسونية التي تهدف لخلق الفتنة بيننا لتقسيمنا وإضعافنا. فبعد أن قسّموا أوطاننا وخلقوا فتنة بين الجار وجاره العربي هاهم اليوم يخلقون فتنة جديدة بين رواد تويتر السعوديين! فقد انقسمنا في تويتر إلى فريقين: فريق يفحط ليل نهار؛ يحاور خصوم الفكر ويرتفع ضغطه في الرد على تهم المخالفين، ثم يظل يراوح في دائرة الأرقام الصغيرة من المتابعين. وفريق تتضاعف أعداد متابعيه فجأة كما لو أن كل “عطسة” تأتي لصاحبها بألف متابع! والآن انكشف المستور فصار بعضنا يخشى أن يكثر عدد متابعيه فجأة لكيلا يأتيه السؤال بغتة: الأخ شاري؟ أجيب مباشرة: لا يا خوي، غلطان. دور على “شاري” بعيداً عنا! لكنني صدقاً أستغرب من بعض أولئك الذين يٌقيمون الناس حسب مظاهرهم التي منها أعداد المتابعين على تويتر. بل إن البعض يشير إلى أرقام متابعي بعض الوعاظ على تويتر كدلالة أخرى على أهمية فكرهم وقوة حضورهم في المجتمع. ومن يستطيع إنكار هذه الحظوة التي ينالها بعض الدعاة والوعاظ في مجتمع تربى أبناؤه على الانجذاب…
آراء
الخميس ٠٩ أغسطس ٢٠١٢
وصلت (الآن) للصفحة الرابعة بعد المئة من كتاب (تاريخ العرب من العصر البرونزي إلى صدر الإسلام) لمؤلفه روبرت هلند، ولاحظوا معي من العنوان مجرد شيئين: الفترة المؤرخ لها وكذا اسم العجمة في المؤلف. وحينما أقرأ على الدوام تتملكني فانتازيا ما فوق القراءة. أشعر وأنا أقرأ هذا الكتاب، بالفترة والمؤلف، أن العرب حينما يكتبون تاريخ مجتمعاتهم وحضاراتهم وشعوبهم إنما يصنعون ماكينة تجهيل وتضليل، مثلما أشعر أن أباطرة التأليف التاريخي وأقسامه الأكاديمية آلات زيف تستطيع معها أن تقول بثقة إن تسعة أعشار تاريخنا المكتوب كذبة تستحق الإعدام من أجل حياة العقل. حتى مع المقدس الثابت الذي يفترض ألا نختلف عليه، كذب تدوين هذا التاريخ على أشرف الأنبياء وتقول عليه المدوِّنون ما لم يقله. وصلنا للحظة التي نرى فيها عالم حديث فاضلاً يثبت كذبة عشرة آلاف حديث ليس لها من وجود وسند، وبدلاً من أن نرى جناية هذه الكذبة التاريخية على أشرف الخلق عاراً وخزياً نظرنا إلى تمحيص هذه الأحاديث المكذوبة عملاً يستحق الثناء والإجادة، وهو كذلك يستحق. وقرأت لكم فيما قبل كتابين من أشهر مؤلفات العرب التاريخية التي تناولت فترة واحدة: العواصم من القواصم، لابن العربي، ومن ثم، الحقيقة الغائبة، لفرج فودة. نسختان متناقضتان في السرد والشواهد والاقتباس والتحليل. وكما هي حالة العربي مع تاريخه فكل قصة من قصص الكتابين تروى بصورة…
أخبار
الخميس ٠٩ أغسطس ٢٠١٢
مايجري في عالم القرن الحادي والعشرين وإعلامه المعولم والمفتوح، وارتفاع مناسيب الحرية السياسية في كثير من بقاع الأرض، وتحرك جيل الشباب في عديد من الاماكن والبقاع بهدف امتلاك زمام القرار بشأن مستقبلهم وتأثرهم بتجارب نظرائهم في الثورات من حولهم، والانتشار الكثيف لوسائل التكنولوجيا الداعمة والمساندة لطلباتهم، والمزاج العالمي الكاسح ضد كل أشكال الحكم التسلطي والفردي، وانكسار حاجز الخوف أمام الشعوب (العربية) في مواجهة أنظمتها القمعية وسقوط هيبة هذه الأنظمة، حتى أصبحت مسألة التغيير الديموقراطي ونيل الحريات هي الشغل الشاغل للشعوب العربية لتعلن ولادة وعي سياسي جديد بين شرائح واسعة في المجتعات العربية , فكانت موجة الاحتجاجات تنتقل من قطر عربي لآخر لتهز معها عروشا كانت تعتقد أنها صلبة وأنها لن تمس في يوم من الأيام ! كل ذلك وغيره يحتم اعادة وضرورة النظر والتأمل في أطروحة مفهوم الاستقرار والأفضلية النسبية التي لاتزال بعض الانظمة العربية تتغنى وتتشبث بها وكأن شيئا لم يتغير من حولها في المنطقة , فهذه الثورات العربية قد شرعت بإعادة وصياغة مفهوم الاستقرار السياسي في المنطقة وسبل انجاحه وتحقيقه على ارض الواقع , ففي ظل هذه المتغيرات لم تعدة قوة الدول واستقرارها اليوم يقاس بحجم القدرات الامنية وعدد اجهزتها, ولم يعد تحقيق الاستقرار السياسي بالقيام بالمزيد من الإجراءات الاحترازية أو تكثير لائحة الممنوعات والاستثناءات والتضييق على الحريات…
آراء
الخميس ٠٩ أغسطس ٢٠١٢
حين توصل المفكر الحلبي عبدالرحمن الكواكبي في كتاب "طبائع الاستبداد" إلى أن سبب داء الانحطاط "هو الاستبداد السياسي، ودواؤه دفعه بالشورى الدستورية". لم يخطر على باله أن بلاده سوف تحكم من قبل نظام استبدادي دمّر البلد لعدم تنازله للشعب بعزل مسؤول أمني في إحدى المحافظات، فضّل "المستبد الابن" إرضاءه وإغضاب شعبه لأنه ابن خالته. ومن هناك انطلقت الشرارة وكبرت الثورة التي لم يفكر لها النظام بحلول للخلاص غير القمع، إلى أن وصلت الحالة لما نراه عليها اليوم، وما زال التعنت والإصرار على القتل هو أسلوب الاستبداد من أجل البقاء مدة إضافية، لكن النتيجة الحتمية هي انتصار إرادة الشعب. نتذكر ما قاله الكواكبي وهو يطرح أهداف كتابه الذي لو قرأه أي من الطغاة لربما راجع بعض سلوكياته وطرائق تعامله مع الشعب، يقول الكواكبي: "لي هناك مقصد آخر وهو التنبيه لمورد الداء الدفين، عسى أن يعرف الذين قضوا نحبهم، أنهم المتسببون لما حلّ بهم، فلا يعتبون على الأغيار ولا على الأقدار، إنما يعتبون على الجهل، وفقد الهمم، والتواكل... وعسى الذين فيهم بقية رمق من الحياة يستدركون شأنهم قبل الممات". بالرغم من أن الكواكبي سبق عصره بأفكاره، إلا أنه لم يتحدث في فصل الاستبداد والمال عن كيفية التعامل مع ابن خال الحاكم المستبد حين يسيطر على مال الوطن واقتصاده مستغلا قرابته من الطاغية.…
آراء
الخميس ٠٩ أغسطس ٢٠١٢
«لا يجب أن يسقط النظام في سوريا، وفي حال حدث ذلك فلابد من اتخاذ تدابير أخرى حيال الموقع الجيوستراتيجي لسوريا.. وعلى دبلوماسيتنا التفكير في البديل لسوريا». أكد ذلك «أحمد رضا دستغيب» نائب رئيس لجنة الأمن القومي للبرلمان الإيراني بعد تأكيده على «ارتباط المصالح الإيرانية بالموقع الجغرافي لسوريا»، وكذلك «ضرورة إطلاع الشعب الإيراني على مدى أهميّة سوريا والنظام السوري بالنسبة لإيران». وقبل أيام وضّح «رفيق دوست» وزير الحرس الثوري سابقاً «أهميّة النظام السوري لإيران». وأكد «رفيق دوست» أن «حافظ الأسد قدّم أكبر المساعدات العسكرية لإيران طيلة ثماني سنوات من الحرب ضد العراق»، إلا أن «دستغيب» يدعو الدبلوماسية الإيرانية إلى التفكير بالبديل عن سوريا و«بشار» بعد حربه ضد أبناء شعبه لأكثر من عام ونصف العام. ولا شك أن لهذا الاعتراف الإيراني التأثير السيئ في نفس «بشار» ليستفيق على حقيقة مرّة كونه وأبوه من قبله كانا مجرّد ورقة عربيّة لاستراتيجية إيران الفارسيّة، وبمجرّد الشعور بقرب احتراقها تم الاستغناء عنها والبحث عن البديل غير سوريا. ويبدو البديل العربي أصعب ممّا تتخيّله إيران، فبفقدانها سوريا ستخسر نفوذها في لبنان، ولم تستبشر خيراً بقدوم «د.محمد مرسي» على سدّة الرئاسة في مصر، كما أنها لم تعد تحظى بأدنى مصداقية في الخليج العربي، ولا تبدو علاقتها جيّدة بطرابلس وصنعاء ما بعد الثورة، فترى من هو البديل العربي المرشّح…
آراء
الخميس ٠٩ أغسطس ٢٠١٢
مرة مشيت حول الحديقة مع صديق خليجي يعمل «وزيراً» في بلاده فسألني أحدهم مستغرباً: أليس هذا الوزير؟ ثم عبر مجدداً عن استغرابه: معقولة يمشي طبيعي حول الحديقة؟ سألته ساخراَ: و هل تريده أن يمارس رياضة المشي لابساً «بشت» المناسبات الرسمية؟ منصب الوزير، و من في مرتبته، أو أعلى أو أقل، إنما هي مناصب وظيفية، كلما ارتقى الموظف فيها زادت مسؤولياته. و كلما زادت مسؤولياته زادت توقعاتنا في تأهيله و قدراته على الإنجاز. و من يعمل صادقاً يقترب أكثر من الناس. فالعمل الجاد المقترن بالتواضع يرفع صاحبه في عيون و قلوب الناس. أما من يستعرض على الآخرين، بالمناصب أو الممتلكات، إنما يعبر عن نقص بداخله يريد – بوعي أو بدونه – أن يغطيه بالمظاهر والشكليات. والواثق من نفسه، وعقله، لا يغيره المنصب و لا كثرة الأموال. جلست و مشيت و سافرت كثيراً مع أصدقاء و معارف من فئة «معالي» و ما فوقها و أدركت أن التواضع من أسرار النجاح. فالتواضع الحقيقي – و ليس ذلك المصطنع – يعكس صدق صاحبه. صاحب المنصب الكبير الذي يمتاز بتواضعه و قربه من الناس يبقى قريباً من الناس بالمنصب أو بدونه. أما الغرور فإن نفع صاحبه يوماً فلابد أن يضره أشهراً و ربما سنين طويلة. و في المناصب العليا الإنجازات الحقيقية هي التي تبقى أما…
آراء
الأربعاء ٠٨ أغسطس ٢٠١٢
رمضان كريم، شهر الصوم والعمرة أيضاً، تجربة العمرة في رمضان ممتعة وثرية، ويمكن أن تكون علاجاً لضغوط تكالبت علينا، من منا بلا ضغوط وذكريات أليمة؟ هل يمكن إفراغها أمام الكعبة؟ هل يمكن أن أتحرر منها وأنا أطوف وأسعى؟ ربما، ولكن يستلزم ذلك أن تنتقل من «عادات» العمرة إلى معانيها، تسمو إلى روحانية المكان ومخ العبادة، تتأمل معاني الأدعية المأثورة وتختار بصدق الأدعية التي تخصك، فتناجي ربك، خصوصاً أمرك، من طلب مغفرة ورزق وشفاء مريض، ورد حبيب، أو فقط أن يصبرك وينسيك هماً تحمله، ادعُ بالأدعية المأثورة وتأمل دقائق معانيها، ولكن أضف عليها أدعيتك، سمِ الأشخاص، ادعُ لهم ولا تدعُ على أحد، بل سامحهم وأنت تنظر إلى الكعبة، سامحهم بصدق، ولكن اصرف وقتاً أطول لمن تحب، اكتب ما تريد قبل دخولك للحرم، فهناك تضيع الكلمات، اختر مكاناً تستطيع أن ترى منه الكعبة، تأملها، إن لها هيبة غير عادية على بساطتها. عندما تطوف لا تنشغل بما ترى غير الكعبة، لا تنظر إلى الأشخاص، بل انظر في معنى وجودهم هناك، حاول أن تذوب في مجموعهم، فتطوف معهم في حركة تنساب حول المركز، المركز هو الكعبة، الله، العفو، الوصول، الغفران، استمر بالطواف والتسبيح، والدعاء، استشعر الله عز وجل، إنه يسمعك، لم تكن قريباً منه مثلما أنت الآن، حاول أن ترى نفسك من عالٍ، كأن…
آراء
الأربعاء ٠٨ أغسطس ٢٠١٢
عاند القذافي، قبل بشار، المنطق والعقل فانتهى نهاية تليق به وبتاريخه الدموي. لا تجوز الشماتة في ميت لكن الحياة دروس وعبر. وكيف لا نقرأ في تجربة القذافي المليئة بالمتناقضات والجهالة والضياع؟ ولماذا يعاند بشار، و زمرته، المنطق والعقل؟ وكيف لبشار أن يحكم بلداً غالبية أهله يكرهونه وكل من حوله يبحث عن حبل نجاة؟ قبل فرار رئيس الوزراء، انشقاقات كبار وصغار الضباط باتت خبراً مألوفاً منذ أشهر. ما الذي ينتظره بشار؟ وأي عقلية تلك التي تصر على شعارها الجاهل: «بشار أو لا أحد»؟ ألم يكن ذلك منطق القذافي الأحمق: «يا أحكمكم يا أقتلكم»!؟ والحياة في كنف الديكتاتورية موت بطيء. وربك يمهل ولا يهمل. لقد انتصر الليبيون لأنفسهم من ظلم واستبداد سيطر على كل حراكهم على مدى أربعة عقود. فعلى ماذا يراهن بشار؟ أليس في نهاية القذافي أكبر عبرة لبشار وأمثاله من طغاة زماننا؟ أم أنه يراهن على الطائفة التي قد تتبرأ من جرائمه كما يسعى كبار ضباطه اليوم وهم يبحثون – مع الجيش الحر – عن أسلم الطرق للهرب والانشقاق؟ أم على روسيا التي تراقب بحذر إلى أين تتجه بوصلة الحراك الداخلي قبل أن تترك بشار خلفها وتفتح صفحة جديدة مع العالم العربي الجديد؟ أم أنه يراهن على إيران الغارقة في أزماتها الاقتصادية والمنشغلة بترقيع فضائحها الدولية؟ معقولة: ألا يرى بشار…