آراء

أخبار يا “مسحّرني” ! – د. زياد الدريس

يا “مسحّرني” ! – د. زياد الدريس

الثلاثاء ٠٧ أغسطس ٢٠١٢

لست من هواة كتابة المقالات الدعوجية والشكوجية ، ليس تقليلا ً من دورها وأهميتها ، ولكن لأن كلا ً ميسر لما خلق له. بيد أن بعض المواقف والمنغصات التي قد تواجه الانسان في معيشه ومسلكه اليومي قد تجبر الواحد منا للخروج عن طوره .. الكتابي ! لا أريد أن أضع مقدمة تسخينية طويلة حتى لا أرفع سقف الغضب ، ثم إذا قلت الحكاية قيل لي : بس ، هذا كل ما حدث؟! ليس لأن ماحدث عادي ، ولكن لأن الحكاية ليست جديدة . وهذا هو الاحساس الذي ينتاب الانسان عندما يألف التعرض للمرمطة .. أي ما يمكن تسميته : الألفة مع الأذى ! باختصار: كنت في رحلة العودة من جدة إلى الرياض فجر يوم الأحد 17 رمضان الموافق 5 أغسطس ، وقد عمدت إلى اختيار الرحلة التي تقلع 12:45 صباحا ً حتى أكون في الرياض في الثانية والربع فأدرك السحور مع الوالدين والأهل . حان موعد إقلاع الطائرة ونحن لم نقلع بعد من صالة الإنتظار. ذهبت إلى الشاشة ، مثلما نفعل في مطارات الدول الأخرى ، لأستدل على الجديد عن الرحلة (التي هي بالمناسبة شركة خطوط سعودية لكنها ليست الخطوط السعودية ! ) . كان مكتوبا ً في الشاشة أن الرحلة  " في موعدها " . واستمرت هذه العبارة الجوفاء…

آراء

من الهامش للمحوري في مسلسل عمر

الثلاثاء ٠٧ أغسطس ٢٠١٢

• أكثر شخصية شدتني في مسلسل "عمر"، الذي تعرضه قناة MBC أداءً وصوتاً ولغة، هي شخصية "عتبة بن ربيعة" (أحد سادة قريش، وأكثرهم خيراً وحكمة) الفنّان المغربي الكبير؛ "محمد حسن الجندي"، هذا الفنان المثقف الفصيح، والمتمرّس، الذي وصف الفنّ مرةً في أحد حواراته، بحذاقة المفكر العميق، بأنه؛ "مساحة كبيرة وشاسعة جدا للتدافع القيمي". والمدهش بشأن الفنان ذاته، أنه لا يمكنك اكتشاف من أي بلدٍ هو، حيث لا تستطيع لشدة فصاحته اقتناص اللكنة المحلية في صوته، والتي يقع في فخّها كثيرٌ من الفنانين، فتعرف بلدانهم حتى دون أن يلحنوا أبداً في اللغة. "محمد حسن الجندي"، نتذكره في المشرق العربي، عبر دوره في فيلم "الرسالة" الشهير، وكذلك في مسلسل "الخنساء"، دون أن نلتقط منه ولا عليه تنغيماً صوتياً واحداً خارجاً عن الفصاحة. • وفي مسلسل عمر، لا أعرف من الذي اختار "محمد حسن الجندي" لدور عتبة بن ربيعة، لكنه اختيار دقيق، بل يكاد يكون الاختيار الأكثر التقاطاً، وغالباً هو اختيار المخرج "حاتم علي"، أما لماذا كان الاختيار ذكياً ودقيقاً لهذا الحد، فلحرفية الثيمة، أو لنقل القاسم المشترك ما بين مهارة الفنان، وما بين الشخصية المؤداة "عتبة بن ربيعة"، والتي هي في تقديري؛ صوت الشخصية، ولغة سادة العرب الحكيمة وفصاحتها، وهذه بالذات ما يتداخل فيها الفنان "محمد حسن الجندي" بــــ "عتبة بن ربيعة"،…

آراء

الإلحاد.. لماذا يتزايد؟!

الثلاثاء ٠٧ أغسطس ٢٠١٢

          كنت كتبت عن هذا الموضوع منذ عدة سنوات عندما لمست بذوره آنذاك، ورأيت أن أعود له اليوم مجددا بعدما كثر الحديث عنه في الآونة الأخيرة، وخصوصا في النقاشات المتداولة على شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك بعدما جاء أكثر من شخص، سواء باسمه الصريح أو بأسماء مستعارة، بآراء وعبارات أثارت الهيجان الشعبي لاعتبارها إلحادية أو كفرية، وتطورت في بعض الحالات إلى إلقاء القبض على من كتبوها.           وسأبدأ قائلا بشكل مباشر بأن من الضروري أن نعترف اليوم أن ”الإلحاد“ موجود ويتزايد في مجتمعنا وبالأخص في أوساط شبابنا، وقد أضحت الشواهد على ذلك كثيرة، سواء من خلال الكتابات على شبكة الانترنت في المنتديات والمدونات وشبكات التواصل الاجتماعي، أو من خلال كتابات صحافية متفرقة تأتي على استحياء، أو حتى من خلال من يعبرون عن أفكارهم الإلحادية شفاهة بشكل مباشر أو غير مباشر في هذا المحفل والمجلس أو ذاك.           وسـأتوقف للحظة هنا موضحا بأني لا أسعى من خلال هذا المقال إلى وضع أي أحد ممن اتهموا بالالحاد على منصة الاتهام بأي شكل من الأشكال، أو الدفع نحو محاسبتهم من خلال القضاء أو غيره، أو حتى إلى مجرد الدخول في دائرة القول بكفرهم أو أنهم سيكونون حطبا لجهنم مثلا، فكل هذا لا يعنيني في هذا المقام، بل لعلي لا أراه السبيل…

آراء

القابضون على الجمر!

الثلاثاء ٠٧ أغسطس ٢٠١٢

ومن يستطيع فعلاً أن يعبر صراحة ومباشرة عن كل قناعاته وآرائه وهو يعيش في بيئة قامعة للفكر المختلف والرأي الجريء؟ أستغرب من بعض مثقفي “الإعلام الجديد” وناشطيه وهم يلومون مثقفين سوريين وفنانين لأنهم لم يقفوا مباشرة مع الثورة ضد نظام بشار القمعي من دون سؤال عن ظروفهم ومبرراتهم. ليس صحيحاً أن كل صامت على قمع “بشار”، من مثقفين وفنانين، إنما هم من فريق النظام الظالم. وحينما تتاح لهم فرصة “الهرب” من جحيم بشار جاء من يشكك: وما الذي أخّركم؟ ولو خرجنا قليلاً من التجربة السورية المؤلمة لوجدنا أيضاً بيننا من يستنكر على المثقف أو المفكر مواقفه أو مجاملاته أو صمته. وليت الأمر يتوقف عند الاستنكار ولكن يقفز البعض إلى نتائج قاطعة من مثل “لقد قبض ثمن صمته” أو “هو عميل” أو “خائن”! يا ساتر. طيب، ألا يمكن أن تكون قناعات هذا الإنسان على النقيض من قناعاتك؟ وإن كنت أنت ثائر على كل شيء حولك، لماذا تفرض في كل من حولك أن يكون على رأيك؟ وهل نحن نعيش في بيئة مثالية، ليس فيها رقابة رسمية ولا رقابة مجتمع أو رقابة “ناشط” متسلط يحكم على تاريخك من كلمة عابرة، أو يريد عمداً أن يفهمك بطريقته هو، حتى نفترض في هذا المثقف المسكين أن يكون حاملاً لسيف الصراحة والشعارات الكبرى حتى يرضيك ويرضي كل…

أخبار دولة الإصلاح .. الخيار التاريخي – يحيى امقاسم

دولة الإصلاح .. الخيار التاريخي – يحيى امقاسم

الإثنين ٠٦ أغسطس ٢٠١٢

يأتي كتاب "السعودية البديلة ـ ملامح الدولة الرابعة"، عن دار التنوير 2011، للصحفي السعودي أحمد عدنان، حريصاً على ترسيخ فعل الإصلاح في منظومة المفكرين والساسة داخل المملكة ويترصد ملامح التحولات وأدوات التحريك ولا غرو أن يقدم له المفكر السعودي تركي الحمد الذي عرف خلال ثلاثة قرون بطرحه الجاد والعلمي كشاهد مهم على المجتمع وتاريخ المملكة الحديث ، فضلا عن مجايلته لأصوات اليسار في الستينيات والسبيعينات الميلادية، حيث بدأ استهلاله لهذا الكتاب مبيناً أن "الشعوب العربية اليوم لم تعد ذلك المتلقي للفعل، بل إنها في هذه اللحظة دخلت على خط التغيير السياسي، وعبّرت عن نفسها بنفسها، وليس عن طريق وسيط معين، أو إيديولوجيا محددة"؛ مؤكداً أن على النخب السياسية والفكرية ألاّ تقف أمام إرادة المجتمع في الإصلاح كما حدث مع حالة "الملكية في روسيا" ثم بعد التحول إلى "الاتحاد السوفيتي" الذي انهار بدوره لعنت تلك النخب أمام إرادة التغيير، إذ يلزم عدم تجاهل "ضرورة الإصلاح" في الوقت الذي تعلن الشعوب هذه الحاجة الملحة اليوم، وعلينا أن نقرأ المقومات الحالية التي تختلف قطعاً عن المعطيات قبل عقود طويلة من الزمن وخاصة في عمر كبير يتجاوز القرنين من الزمان هما عمر المملكة العربية السعودي حيث النشأة الأولى وحتى تماثل تكوينها الحديث لهذا العصر الزاخر بالمتغيرات، مشيراً إلى أن اللحظة الحاسمة نعيشها لبناء المستقبل…

آراء

ضحايا الدعاية السورية

الإثنين ٠٦ أغسطس ٢٠١٢

منذ بداية الأزمة السورية، لعب الجانب الدعائي دورا مهما للجانبين، لكنه كان أكثر أهمية وفعالية ونجاحا لنظام بشار الأسد. وأزعم أن «البروباغاندا»، رغم فشلها في إيقاف انتفاضة الإنسان السوري، فإنها مدت في عمر النظام زمنا إضافيا طويلا أكثر مما حققته قواته وشبيحته على الأرض. ومن آخر الأكاذيب ما بث عبر وكالة «رويترز» قبل أيام من حديث منسوب لقائد الجيش الحر رياض الأسعد. الحديث كله ملفق يقول فيه بمقتل ألف من أفراد قواته وهزائمه. ولم تكن تلك الكذبة الأولى؛ حيث يوجد جيش من العاملين للنظام ينتجون الأكاذيب.. لا يكتفون بالتعليق والرد وترويج مواقف النظام في الإعلام، بل يقومون أيضا بتزييف الصور والأخبار وبلغات متعددة برسائل مختلفة. فالدعاية الموجهة للغرب تركز على أن الثوار إرهابيو «قاعدة» وحفنة من المتطرفين الإسلاميين. والدعاية الموجهة للعرب تقول لهم إن ما يحدث ضد نظام الأسد ليس إلا مؤامرة أميركية - فرنسية. والرسائل الموجهة للسوريين أيضا مختلفة؛ للمسيحيين يقال إنهم مستهدفون من إسلاميين، وللسوريين الموالين للثورة يقال لهم إنها مؤامرة على العرب والإسلام وإن إسرائيل خلفها، ويزعم العثور على أسلحة إسرائيلية مع الثوار. وهناك نشاط دعائي موجه للثوار أنفسهم لضرب بعضهم ببعض، أو تقديم معلومات مضللة؛ ففي معركة الحفة، وهي بلدة قريبة من اللاذقية استولى عليها الثوار، وجهت لهم رسائل عبر الإعلام مزعومة على لسان الجيش الحر…

آراء

أنت ناجح؟ اقرأ المعوذتين!

الإثنين ٠٦ أغسطس ٢٠١٢

فاتحة مذكراته جاءت كما يلي: «شكراً لحسادي وخصومي. أنتم من أسباب نجاحي. كلما فكرت بالتقاعس تذكرت أن ثمة من يترقب فشلي كي يحتفي وينتشي.وأنا قد أقسمت ألا أمنحكم فرصة للفرح!» للنجاح ضريبته. بل له أكثر من ضريبة. وفي مجتمعاتنا، حيث ينشغل كثير من الناس بالآخرين بدلاً من الانشغال بأنفسهم، يقضي البعض جل وقته يراقب الناس. ويشكك في إنجازات غيره. لكأنما نجاح الآخرين إعلان عن فشله. ثم يتحول هؤلاء إلى أعين تراقب كل ناجح حولهم ليس للاقتداء بالناجحين وإنما لحبك الأكاذيب من أجل التشكيك في نجاحات الناجحين. هؤلاء لا يفهمون أن نجاح غيرهم لا يعني بالضرورة فشلهم. كل ميسر لما خلق له. ولكل مجتهد نصيب. وكم من نشيط مجتهد صبور مات ولم يحالفه حظ. وكم من محظوظ أثمر صبره وجهده في تحقيق المبتغى. فلماذا يستفزك نجاح غيرك ويؤرقك؟ أم أن في ثقافتنا ما يؤجج المشاعر ضد الناجحين والمميزين؟ كم هو مرهق أن تكون ناجحاً في مجتمع يغار من الناجحين فيعبر عن غيرته بترويج الأكاذيب وتزوير الحكايات حول المميزين! وهكذا كان من ثقافتنا أن تخشى الأسرة على أبنائها الناجحين والمميزين من عيون الحاسدين. إننا مجتمعات تحارب – بوعي أو بدونه – كل ناجح في محيطها. ولدينا ألف طريقة نحارب بها النجاح تبدأ بـ«عين» الحسد ولا تنتهي عند الشك «الرسمي» في نوايا وأفكار…

آراء

الطبقة الوسطى في السعودية!

الإثنين ٠٦ أغسطس ٢٠١٢

الطبقة الوسطى تتآكل في السعودية. ربما لو مر هذا العنوان في بلاد تعاني من أزمة مالية واقتصادية، أو ليست المصدر الأول للنفط في العالم، أو الدولة التي تنام على أكبر وسادة لاحتياطي النفط في العالم يكون مقبولاً. لكن أن تظهر أعراض هذا المرض في دولة غنية، وعضو في مجموعة الـ20 الاقتصادية العالمية، التي تسعى إلى إيجاد حلول لمساعدة الدول على النهوض الاقتصادي والمالي، إضافة إلى أنها الدولة الأولى عالمياً في إرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية، بشهادة الأمم المتحدة، كما أنها ترسل المساعدات والمعونات وتمنح الهبات لدول أخرى، بينما بين شعبها محتاج وبين شبابها بطالة، فهو أمر يثير التعجب والاسئلة! تشير التقارير الأخيرة إلى تزايد التآكل في هذه الطبقة المجتمعية المهمة، ما سيجعل المستقبل المعيشي بين فكي رحى، وربما أذى. وما يوجب على الحكومة السعودية الاعتراف بالمشكلة، والتعامل معها بشفافية، وخطة عملية لضمان بقاء المجتمع مستقراً وآمناً، خصوصاً أنها دولة نفطية ثرية. وأرجو ألا يخرج علينا أحد المنظرين «المستفزين»، مبسطاً أو مستبسطاً المسألة، كما يتوجب على صنّاع القرار والجهات المعنية حشد الخطط وتنفيذ آلية عمل حكومي وأهلي لتجاوز أعراض هذه الأزمة، التي إن اضمحلت ستكون لها انعكاسات وتأثيرات مستقبلية سيئة. لأن في حال استمرار التآكل واتساع الهوة والتباطؤ في إيجاد آلية لوقف ذلك، لن تتبقى سوى طبقتي الأغنياء والفقراء، وهذا ما لا…

آراء

“شلون الأهل”؟ هل القصف قريب منكم؟

الإثنين ٠٦ أغسطس ٢٠١٢

استفزتني حالة البرود والهدوء لدى بعض زملائي في العمل الذين يخططون لإجازتهم السنوية من غير مراعاة لمشاعرالآخرين من أصحاب دول "الربيع العربي"... وما استفزني أكثر هو حدة النقاش بينهم، فالبعض يفضّل أستراليا لبعدها عن الأحداث... والبعض الآخر لا يخجل من التصريح بأنه ذاهب لأوروبا للاستمتاع بالحريات هناك. ولكن مجموعة ثالثة قاطعت بأن الحريات الحقيقية والمتعة في دول الشرق الآسيوي حيث المساج وأشياء أخرى! انقطع هذا الحوار المستفز فجأة على صوت أحد الزملاء السوريين وهو يصرخ في التليفون "شلون الأهل؟ هل القصف قريب منكم؟ اهربوا بسرعة بسرعة".. ثم أخذ ينتحب ويبكي بصوت عال.... حالة من الوجوم أصابت الجميع، وتوقف بي الزمن، لا أدري ماذا أفعل مع هذا الصديق العزيز. أحسست أننا جميعا معرضون لأن نكون في موقفه. ياألله... أناس يبحثون عن المتعة في الشرق والغرب، وأناس لا يستطيعون حتى الوصول إلى أهلهم الذين يتعرضون للقصف والقتل بأفتك الأسلحة التي من المفروض أن توجه إلى العدو الإسرائيلي، وليس إلى صدورالأطفال والنساء العزل... حاولنا التخفيف قدر المستطاع عن زميلنا الذي انهار تماما بعد انقطاع الاتصالات تماماً مع أهله، فقرر الاستقالة والسفر لبلاده للدفاع عما تبقى من أهله ضد ممن يفترض بهم أن يكونوا أهله... لم أخرج من حالة الحزن إلا عندما اتصلت بي والدتي تسألني عن موعد إجازتي وهل حجزت تذاكر السفر أم…

آراء محمد حسين فضل الله.. هل ماتَ أو قُتِل؟!

محمد حسين فضل الله.. هل ماتَ أو قُتِل؟!

الإثنين ٠٦ أغسطس ٢٠١٢

ما مِن ْ أحدٍ يمكِن أنْ يُضاهي: «محمداً باقر الصدر» إنْ لم يكُن قَد بزّهُ في مواطنَ كثيرةٍ مثلَ: «محمد حسين فضل الله» غيرَ أنّ هذا الأخيرَ ليسَ له تلاميذٌ يقومون به!. تلكَ عبارةٌ تَمّت استعارتُها فيما قَد قيلَ قبلاً في شأنِ الإمامِ: «الليث بن سعد» فقيهِ مصرَ الذي هو أفقهُ من الإمام: «مالك بنِ أنسٍ»؛ إذ كان الإمام الشافعي يقول: اللَّيْثُ أَفْقَهُ مِنْ مَالِكٍ إِلاَّ أَنَّ أَصْحَابَه لَمْ يَقُوْمُوا بِهِ». وقولةُ الشافعيُّ المسدّدةُ هذهِ مِنْ شأنها أن تستوعِبَ خبرَ السياسيّ -خلافةً- إذْ تبنّت فقهَ مالكٍ وبقيّةِ الأربعةِ حيثُ كانَ للخليفة/ السلطةِ أثرها في أمرِ شيوعِها وعدم اندثارِها. ولنعُدْ ثانيةً إلى العلامةِ محمد حسين فضل الله في سياقٍ من سؤالٍ لم أظفرْ بعدُ له عن إجابةٍ وأجْمِلُهُ على هذا النحو: هلْ الموتُ وحدَه هو الذي غيّبهُ؟! ذلكَ أنّهُ ما إنْ ووريَ جثمانَهُ في قبرِهِ وانفضّ مشيعوه حتى ألفيناهُ نسْياً منْسيّاً وكأنّهُ لم يكنْ ذلك: «المرجعُ» الذي ملأ الدنيا وشغلَ الناسَ بوصفه: «مجدّداً»! ويتضخّمُ استفهامُنا تعجّباً إذا ما عرفنا يقيناً بأنّ: «الموتَ» قد جاء على مراجعَ كُثر، وهم بالضرورةِ أقلّ منه في: «مشروعاتِه التجديدية ومراجعاته التي تأتي في خير الأمة الإسلامية» وعلى الرغمِ من كونهم دونه بكثيرٍ إلا أنّهم ما زالوا بعد أحياء!. وبسببٍ من هذا: «الغيابِ السريعِ» الذي -بالبداهةِ- لا…

أخبار وداعا لمحيي علوم البحث العلمي في جامعة الملك سعود – د.جمـال بن صـالح الوكيـل

وداعا لمحيي علوم البحث العلمي في جامعة الملك سعود – د.جمـال بن صـالح الوكيـل

الأحد ٠٥ أغسطس ٢٠١٢

لقد عاصرت جامعة الملك سعود لأكثر من 25 عام بعد عودتي من الدراسات العليا في كندا، وتعايشت مع كل المتغيرات والمد والجزر. وقبل قدوم أ.د عبدالله العثمان، كانت الجامعة تعاني الكثير والكثير. فقد كانت الروح المعنوية منخفضة عند منسوبي الجامعة، كما كان التنافر والاختلاف متأصل بين الزملاء، والانقسامات بين الأقسام، واختلاف الأبحاث، فتفرق الشمل وكثرت الاستقلالات، وأصبحت الإعارات والعمل في القطاعات الأخرى هو ما يناقش بشكل دوري في اجتماعات الأقسام والكليات، وحتى من تدرب للدراسات العليا على حساب جامعة الملك سعود يرفض العودة لانعدام الحوافز وعدم توفر البيئة الجيدة للعمل وقلة الإمكانيات. وإن صمد الزملاء وبقوا في الجامعة إلا إن كانوا يشعرون بالأسى و الإحباط بل وصلت إلى مرحلة أن بعض الزملاء أصبحوا لا يصرحون بأنهم من منسوبي جامعة الملك سعود وينسب نفسه إلى القطاعات الأخرى التي يعملون بها بشكل جزئي. وانطبع هذا التأثير على الطلبة، فأصبح الطالب ليس محور اهتمام عضو هيئة التدريس واتسمت العلاقة بينهم بالحدة وعدم التفاهم وقد تصل إلى التقليل بل ذم الطالب. واشتد الإحباط على مستوى الأبحاث، فقد كان الدعم ضئيلا، ومن يقدم الأبحاث وينشرها لا ينسبها إلى جامعة الملك سعود بل إلى نفسه. وهكذا كانت الجامعة كالرجل العليل فكانت الصحوة بقيادة أ.د/ عبدالله العثمان الذي بدأ قيادة الجامعة بدراسة أسباب هذا المرض، وتشخيص أسباب…

آراء

أخيرا.. فهم التلفزيون السوري معنى “السلمية”

الأحد ٠٥ أغسطس ٢٠١٢

بعد عام ونصف العام من القتل المستمر للشعب تنبه الإعلام السوري إلى أهمية نبذ العنف، وبدأ التلفزيون الرسمي يدعو المواطنين لأن يكونوا سلميين في مطالباتهم، متجاهلا أنهم بدؤوا سلميين أصلا، ولم يحمل أحدهم سلاحا ليواجه القتل والهمجية والتعذيب والسحل وغيرها من وسائل القمع.. وما زال صوت المواطن وهو يلهث مرعوبا من الرصاص المنهمر عليه وعلى أمثاله المتظاهرين ويصرخ "سلمية.. سلمية" يقدم على الفضائيات. حتى لتكاد سورية تكون الدولة الوحيدة في التاريخ التي خرج بها المتظاهرون وهم يهتفون بسلمية مظاهراتهم ويحملون لافتات مكتوبا عليها بالخط العريض "سلمية"، إما لأنهم يعتقدون أن النظام سيتعامل معهم بصورة حضارية شأن الدول الراقية فينبهونه إلى "السلم"، أو لأنهم يعرفون أنهم يواجهون نظاما لا يردعه شيء، ويريدون إدانته أمام العالم. هذا الإعلام الذي يدعو لـ"السلمية" اليوم، هو نفسه الإعلام الذي ما زال يعرض مشاهد خادعة عن الأحياء الملتهبة بالثورة ليقدمها على أنها هادئة، وما زال يصر على تسمية المتظاهرين بالعصابات المسلحة الإرهابية.. ذلك المصطلح الذي ظل التلفزيون السوري يلوكه، حتى صار السلاح حقيقة على الأرض بعد عام على الثورة لاضطرار العسكريين من الشعب للانشقاق والدفاع عن أهاليهم ممن يقتلهم النظام، وتلك نتيجة حتمية لعمليات الإبادة التي انتهجت بحق المتظاهرين السلميين وغير المتظاهرين ممن ذبحهم أزلام النظام في بيوتهم. بعد عام ونصف العام، أُجبر الإعلام السوري بين…