آراء

آراء

أزمة حوار!

الأحد ٠٥ أغسطس ٢٠١٢

على هذه الأرض الطيبة، ومنها، تعلمنا الطيب ودماثة الأخلاق والكرم واللطافة مع محدثنا، ومهما اختلفنا في وجهات النظر، ومهما تباينت الآراء تبقى القيم العليا للحوار إحدى أهم مؤشرات احترام الذات. تربينا على (لبيه، عونك، غنيمة)، وكبرنا على الرد الجميل والذوق في اختيار مفرداتنا حين نحاور الآخر، بغض النظر عن جنسه أو دينه، أو حتى معتقده، فالمهم أن نوصل رأينا له بمنتهى التحضر وبأعلى ما جاد به سمو الطرح والحوار. نبرة الحدة والسباب، والصوت العالي والنشاز، تُفزع هدأة القلوب، وتسلب الأرواح المطمئنة نورها وتروعها بشكل ظالم، وأصحابها لا يملكون أي عذر في ذلك، عدا أن أكثرهم لا يملك الحق في أن ينعق بين سرب حمائم السلام، فبلادنا لم تعهد ضجيج الصراخ وأهلها لا يجيدون إلا لغة الحب والرفق والتؤدة، وذلك ديدنهم والشواهد كثيرة. كلنا يعلم أن الصوت العالي لا يمثل قوة شخصية صاحبه، بل على العكس هو دليل واضح على شخصيته المهزوزة غير الواثقة من موقفها، ودليل أيضاً على الحجة الواهية وغياب الوعي الفكري الذي عادة يكون سبباً في تهذيب وتشذيب النفوس قبل الكلمات. (المرء مخبوء تحت لسانه) كما يقول علي ابن أبي طالب، كرم الله وجهه. فاللسان ترجمان ما يعتمل في النفس البشرية، فإن كانت نفس الإنسان قد جبلت على نور الفجر وعطر البيادر، وتمازجت حروفها بشذاها عطرت الكون الذي…

آراء

أوقات الناس: ثروة مهدرة!

الأحد ٠٥ أغسطس ٢٠١٢

قرأت في «الوطن» أمس أن جهات عدلية وقضائية تدرس أفكاراً للقضاء على مشكلة تأخر المحاكم في البت في القضايا. سبب المشكلة الرئيسي هو في نقص كبير في الكوادر وتحديداً القضاة وكتاب العدل. ومع تقديري لحرص وزارة العدل ومجلس القضاء الأعلى على التأكد من توظيف القضاة وكتاب العدل المؤهلين إلا أن المسألة بحاجة للإسراع في إيجاد حلول عملية تسرع من إجراءات المحاكم. فالمحاكم اليوم من أكثر الجهات أهمية للمواطن وسرعة إنجاز المعاملات فيها لا بد أن تكون أولوية في الإصلاح الإداري الضروري. كثيراً ما أستغرب من تكدس المراجعين في بعض الأجهزة الحكومية والسبب عادة يرجع لقلة الموظفين الموجودين لخدمة المراجعين. أحياناً أعتقد أن المشكلة إدارية بالدرجة الأولى وليست نقصاً في الموظفين. إن رفع إنتاجية الموظف في الأجهزة الخدمية تحديداً قد تكون من الحلول العملية لمواجهة تكدس المعاملات وزحام المراجعين. وأحياناً تشاهد أكثر من كاونتر في بعض تلك الأجهزة لكن أغلبها مغلقة فيما المراجعون يتزاحمون حول موظف أو اثنين. في المطارات، على سبيل المثال، أستغرب كثيراً أن أرى صفوفاً طويلة أمام كاونتر الجوازات، تنتظر إجراءات ختم الجواز. ما الذي يمنع من تشغيل كل «الكاونترات» معاً في أوقات الذروة كما نرى في أكثر مطارات العالم؟ إن الإسراع في إنجاز معاملات الناس، في المرور والأحوال المدنية والمحاكم والجوازات، مسألة حيوية ليس فقط لتوفير الوقت…

آراء

باب ما جاء في “تشريك من لم يشرك”

الأحد ٠٥ أغسطس ٢٠١٢

أولى وأدهى طوام مثالب التمييز الاجتماعي في الحياة الفكرية ليس إلا أن ينطلق المؤلف من رصيد ظني ومن معلومات خاطئة ومغلوطة ثم يسيء بقصد أو بغير قصد إلى الشرائح الاجتماعية التي يظن بحسن نية أنه يتصدى لتأليف مرحلة من مراحل سيرها الاجتماعي. والمناسبة، أنني أكملت للتو قراءة كتاب (المسيرة لداعية جنوب الجزيرة) عن الإصلاحي المجدد فضيلة الشيخ الكبير الراحل عبدالله بن محمد القرعاوي، رحمه الله، لمؤلفه بندر بن فهد الأيداء، وبه من التوصيف الاجتماعي ما يبعث على الحزن الشديد لسبب جوهري: لأن المؤلف لم يسئ فحسب إلى البيئة الاجتماعية التي كان فيها جهاد الشيخ القرعاوي الطويل في ميدان الدعوة، بل من حيث ظن أنه قد أحسن وهو يشوه هذه المسيرة. وبدءاً، ولمن لا يعرف، فإن فضيلة الشيخ الراحل، رحمه الله، كان من القلائل الذين نذروا أنفسهم وحياتهم، بل وحتى أموالهم في التصدي الطوعي احتساباً في سبيل الدعوة. هو أحد الرواد في هذا المجال الحيوي، وقد أتى إلى جنوب المملكة متخذاً من منطقة جازان منارة انتشار لمئات المدارس الدينية في منتصف القرن الهجري الماضي، وذاع صيته وعم خيره إلى الآلاف الذين انتفعوا بعمله وعلمه، ولا ينكر هذا إلا جاحد متكبر على حقيقة واضحة. وأنا هنا لا أناقش مطلقاً أثر فضيلة الشيخ عبدالله القرعاوي ولا سيرة حياته الدعوية الخالصة بقدر ما أناقش…

آراء

نهاية “فيسبوك”

الأحد ٠٥ أغسطس ٢٠١٢

اعتدنا كـ كتاب وصحفيين على الخوض في تحليل المستجدات التي تعيشها الدول والقلاقل التي تهز الأنظمة، والاكتشافات التي تفخر بها الشعوب، وذلك لنكسب الأسبقية التي هي الركيزة الأهم لتميز الإعلامي أو الكاتب. لن أحاول هنا أن أحقق الأسبقية، ولكني سأحاول أن ألخص لكم أحبتي مستجدات وقلاقل واكتشافات دولة ذات مواطنين، ويحكمها نظام يبدو أنه لم يعد على وفاق مع تاريخه، دولة عرفناها بـ"جمهورية الفيسبوك" مفجرة الثورات وحاسمة الانتخابات. لا أعتقد أن هناك الكثيرين ممن سيعارض القول بأن الدور الذي لعبته هذه الجمهورية في إحداث التغيير على المستوى الأممي كان كبيرا، وفي ذات الوقت لا أعتقد أن المتابع المحايد سيختلف معي عندما أقول بأن هذا التكوين البشري والتقني أصبح يتجه شيئا فشيئا نحو الهاوية. فرغم الإعلان مؤخرا عن أن "فيسبوك" تعمل بالتعاون مع شركة "إتش تي سي" التايوانية، على تطوير أول هاتف ذكي يحمل علامتها التجارية بحيث سيتم إطلاقه منتصف 2013 أي بعد أقل من عام، ورغم إعلانها كذلك عن إطلاق موقع جديد يحمل اسم "قصص فيسبوك" Facebook Stories تقوم فكرته على السماح للمستخدمين بإرسال قصصهم الواقعية التي حصلت معهم والتي يعتقدون بأنها مثيرة للاهتمام؛ إلا أن الموقع ما زال يخسر مشتركيه من جهة، ومن جهة أخرى تتكشف حقيقة الأرقام الفلكية التي كانت تعلن، حيث كشفت الشركة ذاتها أن الأرقام التي…

آراء

جمهورية الجماجم.. بانتظار فعل

السبت ٠٤ أغسطس ٢٠١٢

علينا أن نفكر في عدد من السيناريوهات التي يمكن أن تتكشف عنها الأحداث في سوريا، حيث إن الربيع العربي ليس عملية تلقائية، كمثل فعل الحياة التي نهايتها الموت! بل هو كمثل قطار يمكن تعطيل طريقه. واحد من السيناريوهات - وهو الأكثر قربا إلى المنطق - وأيضا ما يتوقعه العالم، سقوط النظام الحالي. يحتاج المرء إلى خيال واسع كي يتصور طريقة السقوط تلك. قد تكون واحدا من سيناريوهات ربيع العرب العسيرة، وهما اثنان اليمني والليبي، وقد يكون هناك سيناريو آخر - غير متخيل الآن - قد يفاجئ الجميع، حيث يبقى ذلك الوجه من النظام السوري، أو يبقى منه صلبه إلى فترة أطول، وربما على رأسه القيادات الحالية. على أي وجهة يمكن أن تنتهي الأحداث، يمكن باطمئنان أن نقول: يعتمد على اللاعبين الكثر وطريقة استجابتهم للتحديات في الملعب! السيناريو الثاني لا يريد أحد أن يفكر فيه، ولكنه مع ذلك ممكن الحدوث، ويجب أن لا يغيب عن الأذهان، لأن بعضنا فقط يرغب في اختفاء النظام السوري سريعا، مما يزيح التفكير الآخر والممكن. ما يمكن أن يبقي النظام ليس مصداقيته أو أصدقاءه أو قدرته على المرونة في الحكم، إنه أهم من ذلك بكثير، هي الأداة التي اعتمد عليها في الأربعين عاما الماضية، البطش المفرط وغير المتحفظ، مع كل من يعارضه. من الحقائق التي ظهرت…

آراء

ديموقراطية إبراهيم القحطاني

السبت ٠٤ أغسطس ٢٠١٢

ثمة أكثر من معنى خلف الطرافة التي غلف بها إبراهيم القحطاني مقالته في “الشرق” أمس. ففي “برجر التنمية وبطاطس البيروقراطية” تلخيص لنقاش طويل حول التنمية والديموقراطية: من يسبق من؟ هل تأتي التنمية بالديموقراطية أم تأتي الديموقراطية بالتنمية؟ مشكلة مثل هذا النقاش أنه ينطلق أحياناً من النظرة المثالية لهذه الأفكار المهمة. لكن إسقاطها على الواقع يصيبك بإحباط شديد، فبعض من ينادي بالديموقراطية إنما يبحث عن “ديموقراطية” توصله هو، دون غيره، للسلطة. فإن أوصلت غيره تصبح -عنده- ديكتاتورية أو كذبة كبرى. وإن أوصلته هو جاءت الخشية -وهي مبررة- من أن يتشبث بالسلطة ويحرم غيره منها. وهنا يأتي السؤال: من الضحية هنا؟ أليست التنمية؟ على الورق، توجد “ديموقراطيات” رائعة، لكنها تتحول إلى أدوات لاحتكار السلطة كما فعل علي عبدالله صالح ويفعل الآن قيصر موسكو. الخشية أن نخرج من المولد بلا حمص. أي ألا تتحقق ديموقراطية ولا تنمية. وفي الوقت ذاته لا أرى تعارضاً بين التنمية والديموقراطية، فإن تحققتا فذلك المبتغى وإن تحققت إحداهما فذلك أيضاً منجز جدير بنا أن نحرص عليه، أما عن جهوزية المجتمع العربي لأفكار جديدة مثل التنمية والديموقراطية فإني أضرب مثلاً بجهوزية المجتمع لقيادة السيارة قبل ستين سنة. ماذا لو انتظرنا أن يجهز المجتمع لقيادة السيارة؟ هل كنا سنقود سياراتنا اليوم في مدننا وقرانا؟ أم كنا سنظل نسافر كما سافر…

آراء

«الأماكن كلها مشتاقة لك»

السبت ٠٤ أغسطس ٢٠١٢

هل تشتاق لنا الأماكن أم نحن الذين نشتاق لها؟ أتخيل أحيانا أن للمدن قلوباً كبيرة تحتضن بشوق سكانها، تماماً كالأم الرؤوم برحمة وحب تعتني بصغارها، وأومن أيضا بأن المدن تعشق مثلنا وتختار قبلنا، تختارك حتى قبل أن تختارها ومهما أتعبتها وقسوت عليها ونسيتها، مصيرك كتفاحة نيوتن تسقط في أرضها. للمدن ذاكرة لا تنسى ذاكرة تتجدد ونحن إحدى خلاياها بعض المدن تعاني من أهلها وأصعب أنواع المعاناة عندما تأتي من الداخل عندما يظن الآخر أنه يملك الحقيقة المطلقة و يريد بجفاء أن يفرض أجندته على الآخرين هذا التفكير الأحادي والفكر المستورد يضيق بالمكان الذي كان متسعا للجميع وواسعاً بأفكاره وثقافاته وحبه للآخرين .هنالك بجهل من يساعد هدم المكان بتنظيماته وتياراته وحرصه على تحقيق رغباته ضارباً عرض الحائط بالقيم والثقافات الموروثة والمنهج الصحيح الذي يسير به المكان. هنالك مدينة للعيش ومدينة للقلب ومدينة للـ.. تخيل أنك تقف في طابور طويل حتى تحصل على تأشيرة زيارة لمدينة تعشقها وفي المقابل تخيل أيضاً أنك تقف في نفس الطابور هرباً من مدينتك مهاجراً لمدينة أخرى وتعتقد في قرار نفسك أنها ستوفر لك ما لم تستطع أن توفره لك مدينتك الأم. نفس الطابور يحمل العديد من المشاعر والأحلام. هنالك من يبحث عن حريته عند الآخرين وهناك من يجدها في مدينته. وهناك من يزور المدن فرحاً وحباً…

آراء

شكراً للإقصاء

السبت ٠٤ أغسطس ٢٠١٢

نشرتُ الأسبوع الماضي مقالا بعنوان "الانتماء الإماراتي" وكان مقالا موجها للداخل الإماراتي، ولو أنه وُجّه لمجتمع آخر لكُتب بطريقة وأفكار أخرى؛ فالمجتمعات تتباين وتختلف وتحدد حاجاتها حسب ما يلائمها لا ما يلائم الآخرين. تحدثتُ في المقال عن بعض منجزات الإمارات ودعوتُ فيه إلى أمرين مهمين. الأول هو التلاحم وجمع الكلمة وتعزيز الوطنية ونبذ الاصطفاف بكل أشكاله، الديني والسياسي والاجتماعي. والثاني هو عدم توجيه التهم إلى أي شخص أو أي فئة طالما أننا نؤمن بالقانون والعدالة التي تعد مبدأ رئيساً من مبادئنا الدستورية، وقيمة إنسانية عظمى لا يمكن لكاتب أو مثقف إلا أن يطالب بها للجميع، بمختلف طوائفهم ومعتقداتهم وانتماءاتهم. ومن ربط توقيت مقالي بقضية الموقوفين في الإمارات مؤخراً، واستغل الفرصة لاستثارة مشاعر الجمهور فإنه قد أخطأ الظن والتفسير، ولقد كان بإمكاني إدانتهم واتهامهم، ولكنني لستُ قاضياً لأفعل ذلك، وليس من حقي أو من مبادئي إدانة أحد. ولكنني أعترف بأنني قد خانني التعبير حين قلتُ إنني أرفض الانتماءات الأيديولوجية، وكان الأحرى بي أن أقف عند رفض الانتماءات الحزبية السياسية الخارجية. وأنا هنا لا أتحدث عن الإمارات فقط، بل عن المنطقة بشكل عام، فكما أن بعضنا يعتب على بعض الشيعة انتماءاتهم السياسية لإيران، والعابرة للحدود، وما يترتب على ذلك من أخطار ومشكلات، فلا بد أن نجعل من هذا الرفض مبدأً عاما نطبقه…

آراء

حان وقت التضامن الإسلامي

السبت ٠٤ أغسطس ٢٠١٢

لم يشر البيان السعودي بدعوة خادم الحرمين الملك عبدالله لمؤتمر التضامن الإسلامي في نهاية رمضان الجاري، إلى دعوة «التضامن الإسلامي» التي نشطت في الستينات الميلادية أو إلى مؤسسها المغفور له الملك فيصل، ولكن الإعلان عنها استدعى على الفور صورةَ مؤسسها وذكرياتها وأدبياتها. من الصعب أن تجد تعريفاً لحركة التضامن الإسلامي يشرحها أفضل من اسمها المباشر، ولعل ذلك سر قوتها وقتذاك وسر قوتها اليوم، لو اتبع النهج نفسه، إنها دعوة للتضامن بين المسلمين، بغض النظر عن مذاهبهم وأعراقهم، مسلمون وكفى، عبارة راجت في تلك الفترة واستخدمت عنواناً لبرنامج في الإذاعة السعودية. كانت حركةً لمواجهة الشيوعية، التي نشطت يومها وتمددت بالثورات والانقلابات، وكانت اختيار «التغيير» للشباب، بما في ذلك العرب والمسلمون. ودخلت الحركة مع الشيوعية في معركة شرسة، ذلك أنه ما كانت ثمة نقطة لقاء بين الإسلام والشيوعية، التي تحمل موقفاً مبدئياً معادياً للأديان. وكانت حركةً لمواجهة «القومية العربية» التي قُدمت «بديلاً» للإسلام، ولكنها لم تكن ضد الانتماء القومي المتكامل معه. كان الفيصل يفخر بانتمائه العربي ولكن يقدم عليه اعتزازه بالإسلام، فشكّل بذلك تياراً عروبياً إسلامياً نجح في خلق توازن خفف من غلو التعصب القومي، الخطاب الرائج وقتذاك للقوى التقدمية العربية. كانت حركةً للدفاع عن الإسلام، الذي استهدفته وقيمه ومرجعيته هجمة شرسة، حين انقسم العرب بين معسكرين: «الرجعية» و «التقدمية»، وكان الإسلام…

آراء

فيصل المالكي: «لا تعلِّم أحد»!

الجمعة ٠٣ أغسطس ٢٠١٢

العنوان أعلاه للصديق فيصل المالكي. فيصل كتب عن معاناته كمصور سعودي تُنشر صوره في أشهر المجلات المتخصصة في فنون التصوير وتعرض في معارض عالمية. يتألم فيصل أن أغلب صوره الشهيرة التقطت خارج بلاده. فصوره من بيروت وإسطنبول وأبو ظبي ومدن أوروبية كثيرة تحظى باهتمام عالمي لكنه حزين أن صوره من بلاده، السعودية، هي الأقل حظاً في الانتشار العالمي. أما السبب فليس في المصور أو في ندرة الفرص الذهبية لالتقاط صور يمكن أن تطرق أبواب العالمية. المشكلة أن المصور في السعودية يعاني الأمرين مع منع التصوير في الأماكن العامة. وعلى الرغم من صدور قرار تنظيم التصوير، الذي ساهمت في إنجازه، قبل ست سنوات، الهيئة العليا للسياحة، فإن المصور السعودي ما إن يُشاهد في مكان عام – في المملكة- يلتقط صوراً حتى يوقف وقد يودع الحجز ولا يطلق سراحه قبل مسح الصور مع كتابة تعهد بعدم تكرار “المخالفة”! هكذا يشتكي فيصل المالكي وهو المصور السعودي “النجم” الذي قال لي عنه الفنان خالد شاهين إن “فيصل المالكي قد أسس مدرسته الخاصة في تصوير المباني والميادين العامة حتى صار يضرب بأسلوبه مثلاً بين المصورين المحترفين حينما يقولون: هذه الصورة “فيصل ستايل”! وبينما يحمل جميعنا -في الغالب- جوالاً بكاميرا يلتقط بها صوراً في أي مكان، ولا يستطيع أحد منعه، يطارد المصور المحترف ويمنع ويحجز لأنه يحمل…

آراء

كل الخيارات مرة أمام أوروبا

الجمعة ٠٣ أغسطس ٢٠١٢

لا أحسد زعماء أوروبا الحاليين على المهمة التي يواجهونها، فعلى مدار الأعوام الـ60 الماضية، تحولت أوروبا إلى أكبر اتحاد سياسي وأكبر سوق اقتصادية رآها العالم، ويعد الحفاظ عليه مسؤولية ضخمة؛ لذا فأنا أكتب بإحساس عميق من التواضع والاحترام تجاه من يطالبهم الناس بتحمل هذه المسؤولية. إن الأزمة الراهنة هي مسألة حياة أو موت بالنسبة لأوروبا؛ فقد صار جليا الآن الخلل الهيكلي الذي شاب عملة اليورو. صحيح أنه من حيث المبدأ كان مشروعا صحيحا مائة في المائة - وذلك بالجمع بين سوق واحدة وعملة واحدة - إلا أن الطريقة التي تم بها، وكذلك السرعة التي دخلته بها البلدان، كانت تعني أنه مشروع تحركه السياسة، ولكن تم التعبير عنه من خلال الاقتصاد (وقد كانت توجد لدى بريطانيا شكوك سياسية بالطبع، لكنها ظلت خارجه لأسباب اقتصادية في الأساس)، والآن صار هناك تضارب بين السياسة وعلم الحساب. ويبدو المأزق خطيرا بالنسبة لألمانيا، ففقد اليورو الآن قد يكون كارثة، ليس من الناحية السياسة فحسب، بل من الناحية الاقتصادية أيضا. وعلى الجانب المقابل، في سبيل «إنقاذ» العملة الموحدة، تتم مطالبة ألمانيا بتمويل حزم الإنقاذ المالي، ورفع معدلات التضخم في اقتصادها، والوقوف وراء ديون البلدان التي لم تقم بالإصلاحات اللازمة، وبالتالي لم يكن من المستغرب أن يعارض الشعب الألماني الاضطلاع بهذا الدور. إذن، فإن السياسة في أوروبا…

آراء

حتى في المساجد هناك فساد

الجمعة ٠٣ أغسطس ٢٠١٢

جاري أبو سعد مبسوط من مبادرات هيئة مكافحة الفساد المتمثلة في الإعلان عن ضبطها لفساد هنا وهناك، وتحويل بعض ما وقفت عليه في هذا الجانب إلى هيئة الرقابة والتحقيق، ولأن جاري بات ينظر لأي قصور في أي عمل على أنه نوع من أنواع الفساد، فهو لم يعتق حتى بيوت الله من تهمة الفساد، فقد أشار لي بعد تسليمة الإمام مباشرة في صلاة العشاء قبل يومين قائلا: "شوف الفساد" فقلت له بصوت منخفض: "وين"؟ فقال: "شوف هالوساخة كل أماكن السجود غير نظيفة مملوءة بالشعر وما يتساقط من ملابس المصلين وبقايا أكل من يفطرون هنا، ولا يوجد من يكنس المسجد ولو مرة واحدة في اليوم بينما في رمضان وبسبب كثرة المصلين ينبغي كنسه يوميا ولأكثر من مرة" . قلت له وما علاقة الفساد بكل هذا؟ فقال: "الفساد يكمن في أن العامل المعني بنظافة المسجد مشغول بتنظيف سيارات أهل الحي لحسابه الخاص، وفي الصباح مشغول بتوصيل الموظفات أو الطلبة (أيام الدراسة) وفي العصر يعمل بائعا في أحد المحلات التجارية فمن أين له وقت لينظف المسجد"؟ قلت له رغم تحفظي على كلمة فساد إذ لست أدري هل هذا يمكن تصنيفه على أنه فساد أم لا، لكنني حتما أشاركك الرأي في أن بيوت الله عز وجل لا تلقى من الاهتمام ما ينبغي وما يفترض، سواء…