آراء

آراء

الدولة الأموية لم تسقط على أيدي العباسيين!

الجمعة ٠٣ أغسطس ٢٠١٢

مازال المسلمون يعتقدون أن الدولة الأموية سقطت فعلاً على أيدي بني العباس! وأن الدولة العباسية قامت على أنقاض الدولة الأموية بفعل الدعوة السرية وعدد من العوامل الأخرى، ونجحت باقتلاع البيت الأموي من رأس الدولة بعد ثمانين عاماً من الحكم. هكذا يردد بكل سطحية وكأن سقوط الدول يجري بهذه الصورة تماماً كما لو أن الأمر نزهة. لكن المعطيات التاريخية تنقل لنا مآل الدولة الأموية والسبب المباشر في سقوطها. وإلا فالدعوة العباسية كانت قائمة طيلة ثلاثين عاماً قبل أن تنجح في انتهاز الفرصة للوصول للخلافة. بداية لم يكن لآل عباس أدنى طموح سياسي، إذ إن الطموح كان في البيت العلوي، لكن عندما توفي محمد بن علي بن أبي طالب المعروف بابن الحنفية، تولى «الأمر» ابنه عبدالله، الذي لم يمهله الموت طويلاً، فقد قيل إنه مات مسموماً على يد سليمان بن عبدالملك، فعندما أحس بدنو أجله أوصى بالأمر لابن عمه علي بن عبدالله بن عباس. ومنذ ذلك اليوم انخرط آل عباس في السياسة حتى نجحوا في الوصول للخلافة وأقصوا العلويين عنها بعد ذلك! وقد ظلت دعوتهم سرية طيلة ثلاثين عاماً كما ذكرت. أما الدولة الأموية فكان السبب الرئيس في السقوط هو الصراع داخل النظام السياسي وعدم مقاومته صيرورة الحياة، فالنظام السياسي التقليدي القائم على حكم الأفراد لا يحيد عن نظرية ابن خلدون حول…

آراء

برجر التنمية وبطاطس الديمقراطية

الجمعة ٠٣ أغسطس ٢٠١٢

التنمية والديمقراطية والحريات مثل الوجبات السريعة، بحيث يمكنك أن تذهب إلى المطعم وتطلب البرجر وحده دون أن تأخذ معه المشروب الغازي والبطاطس المقلية، هل تتوقع أن يرفض المطعم طلبك؟ هل سيشترط عليك أن تأخذها مجتمعة؟ هل ستصاب بتسمم لكونك لم تأخذ الوجبة مكتملة؟ بكل تأكيد الجواب عن كل الأسئلة السابقة، هو: لا، فأنت من تحدد ما تشتهيه وتطمح له، فإن كنت ترى أن المشروب (يجيب لك حارق) فهو حقك وإن كنت لا تستوعب أن تأكل البطاطس المقلية مع البرجر في نفس اللحظه فهو من حقك أيضاً، ولكن لا يحق لك أن تنتقد من يطلب الوجبة كاملة، فكما أنك ترى أن البرجر وحده يكفي، فمن حق غيرك أن (يمخمخ) على الوجبة مكتملة الأطراف (لا وزيادة جبن بعد)، وكل واحد «ينام على الوجبة اللي تريحه»!. نشرت هذه المادة في صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (٢٤٣) صفحة (٢٨) بتاريخ (٠٣-٠٨-٢٠١٢)

أخبار بلدنا حلوة (بس لا تعلم أحد!) – فيصل المالكي

بلدنا حلوة (بس لا تعلم أحد!) – فيصل المالكي

الخميس ٠٢ أغسطس ٢٠١٢

تصور معي... تقود سيارتك بكل نظام، ويتم فجأة ايقافك عن القيادة.  رجل الأمن يعترف بأن قيادتك نظامية، وأوراقك سليمة، ولكنه ليس متأكداً بأن قيادة السيارات مسموحة في السعودية، ولعدم المخاطرة، سيتم احتياطاً ارسالك لقسم الشرطة للتحقيق معك لأنك ضبطت متلبساً بقيادة السيارة في وضح النهار وأمام مرئى الناس. وسيتم حجر سيارتك وتفتيشها لنفس الأسباب. هذا هو احساسي بالضبط، التعجب، عند سماع الكثير من الحكايات عن ايقاف مصورين، هواة أو محترفين، في أماكن عامة ومفتوحة في السعودية – من سواحل وحدائق الى أبراج وأسواق، بـ "تهمة" التصوير.  وتبدأ الأسئلة: "ليش معاك كاميرا؟ وليش تصور؟ وايش تصور؟".  في كثير من الحالات يتم أيضاً تفتيش الكاميرا – وأحياناً حذف الصور منها، وأخذ المصور الى قسم الشرطة للتحقيق – وفي حالات حجزه. سبب مقارنتي للتصوير بشي بسيط ونظامي ومعروف كقيادة السيارة – للرجل - هو استمرار وتكاثر حالات "منع التصوير" رغم صدور قرار "تنظيم" التصوير قبل 6 سنوات في العام هـ1427.  صدر "تنظيم التصوير في الأماكن العامة" بمجهود رائع من الهيئة العليا للسياحة و وزارة الثقافة والإعلام، وقرار سامي من مجلس الوزراء السعودي ومن لجنة مؤلفة من وزارة الداخلية، رئاسة الحرس الوطني، وزارة الدفاع والطيران، رئاسة الاستخبارات العامة، بالاضافة إلى وزارة الثقافة والإعلام والهيئة العليا للسياحة. (رابط لنسخة من القرار)  مجهود رائع وتوقيت ممتاز…

آراء

أحفاد الكواكبي

الخميس ٠٢ أغسطس ٢٠١٢

لم تنس مدينة حلب مفكرها عبدالرحمن الكواكبي (1855-1902) صاحب الكتاب الشهير "طبائع الاستبداد"، ففيها شارع الكواكبي وثانوية الكواكبي.. وعن "طبائع الاستبداد" صدرت تحقيقات ودراسات كثيرة من أهمها الطبعة التي حققها وعلق عليها ابن حلب الدكتور محمد جمال طحان. وطحان الذي يحمل الدكتوراه في الفلسفة، وأمضى النصف الثاني من العام الماضي في معتقلات الجهات الأمنية السورية، سار على خط الكواكبي في رفض الاستبداد، ووقف إلى جانب الثورة ضد الطغيان.. ذلك الطغيان الذي تحدث عنه بعمق في تحليله لكتاب "طبائع الاستبداد"، لكن مشكلة الأنظمة الاستبدادية أنها لا تكترث لكتابات المثقفين، وتمضي في غيها لتصل الأوضاع إلى الكارثة. في مقدمة الكتاب السابقة للثورة يتساءل طحان عما إذا كنا قد "وصلنا إلى أفق مسدود فيما يتعلّق بمسألة الديمقراطيّة، أم أنّ في جعبة التراث أفكاراً يمكن أن تعبر بنا إلى شواطئ الوحدة والديمقراطيّة والتقدّم؟ وما الخطوات الآيلة إلى ذلك؟" ويؤكد بعد ذلك ضرورة العبور "إلى مغامرة استشفاف المستقبل التي حاولها مفكّرونا، بناءً على فهم الواقع وفهم التاريخ، وتأسيساً على فهم الذات وفهم الآخرين. لعلّ التراكم المعرفي يفتح لنا كوّة على مستقبل أفضل. ومن هنا تأتي أهميّة العودة إلى التراث". ويختم طحان مقدمته مشيرا إلى أن الهم يكبر حين يرى المرءُ الوطنَ يذوي أمام عينيه وهو يكتفي بالقول، بينما يقهره الآخرون. وعندما يكبر الهم، تصبح المجابهة…

آراء

ودي أصدق!

الخميس ٠٢ أغسطس ٢٠١٢

وسط ضجيج قنوات التواصل الاجتماعي، وبين أمواج لغة الشتيمة والتخوين والتكفير، تستطيع أن ترى ملامح وعي سياسي وثقافي جديد. هناك خطاب نقدي مختلف يتشكل وقد يقود المشهد. ومهما تعبنا من «فوضى» هذه الظاهرة الجديدة في مجتمعنا فليس أمامنا سوى الاعتراف – بإيجابية – أننا أمام لغة جديدة تعكس وعياً بالحقوق ومصلحة المجتمع ربما كانت الغالبة في مقبل الأيام. ثمة من يقول إن هذه الفوضى التي نشتكي منها هي ضريبة الخروج من هيمنة الخطاب التقليدي القديم، الخطاب المغرق في نفاقه وتضليله للمجتمع وقياداته حول مشكلات البلد ومعاناة الناس وتأخر مشاريع التنمية. ولكنني هنا أفرق بين أصوات شابة من منطقتنا تشعرك بصدق نواياها وهي تمارس نقدها وبين فئة نعرفها جيداً وكانت إلى الأمس القريب جزءاً أصيلاً من الخطاب القديم، فجأة ركبت قطار الدعوة للتغيير مستخدمة كلمات كبيرة في الإصلاح والديموقراطية والحكم الرشيد. خطابها نسخة من بعضه حتى تكاد تشك أن «تغريدات» اليوم أرسلت –دفعة واحدة – ليلة أمس. قرأت تغريدات أحدهم، وهو من الفئة «المطبلاتية» في بلاده، فصعقت من هذه اللغة الشاتمة ضد دول الجوار «المعطلة لقطار الربيع» كما يشتكي. وقلت بيني وبين نفسي، على طريقة سعد الفرج: ودي أصدق! معقولة… صاحبنا الذي يثور غضباً لو ألمحت بالنقد الخفيف لمشكلة في بلاده يطالب بلاد غيره بقبول النقد وركوب موجة التغيير؟ وأنا أعذره…

آراء

التقنية .. أداة لنشر الجهل والشائعات والعنصرية!

الأربعاء ٠١ أغسطس ٢٠١٢

ثورة الاتصالات جعلت العالم قرية واحدة، وأتاحت للإنسان معارف الدنيا بضغطة زر، وفتحت للبشرية أبواباً للتطور في كافة مجالات الحياة، لكن في المقابل، فإننا في غمرة الاحتفاء بالتقنية، نسينا أو تناسينا أن ننظر لوجهها الآخر، وجهها القبيح، فكما أنها أتاحت للعلماء والمفكرين وعموم الناس حرية وسهولة التواصل، فقد أتاحت بالدرجة نفسها ذلك للمجرمين والإرهابيين وللطغاة والمستبدين. فقد استخدمت هذه الثورات الرقمية أيضاً في تعزيز الجريمة المنظمة، وفي التحرش بالأطفال، وفي التجسس، وفي نشر الشائعات، وفي شن حملات تشهير بالغة السوء، وحتى في تهديد الأمن الوطني للدول. في مقالي هذا سأختار الحديث عن جزء بسيط من سلبيات هذه التقنية على العامة في مجتمعنا. في السنوات الأولى لدخول الإنترنت للمجتمعات العربية، عرفنا عددا من الرسائل الإلكترونية التي كان يُعمل لها "فورورد" (إعادة توجيه) بسرعة البرق ما بين صناديق البريد الإلكترونية الشخصية والمجموعات البريدية، والتي كانت تحتوي على كم هائل من المعلومات المغلوطة والرسائل الدعوية غير الموثقة والتي يمتزج فيها الدين بالخرافة أحياناً والتي تذيل بـ"انشر تؤجر" أو "في حالة عدم تمريرك للرسالة ستقع لك مصيبة عظمى" (المشكلة أن هناك من كانوا يصدقون ذلك!). هذه النوعية من الرسائل وهذه الممارسات لا تزال قائمة اليوم ولكن بطرق مختلفة، فقد ظهرت في مواقع أخرى وبصيغ جديدة، فأنت تجدها في الفيسبوك بصيغة: "هل تخجل من أن…

آراء

هل هم أسرى الأسد تاريخيا؟

الأربعاء ٠١ أغسطس ٢٠١٢

عندما سأل مذيع المحطة الأميركية «إي بي سي»، الصحافي البريطاني المخضرم روبرت فيسك، عما يحدث في مدينة حلب، أجاب بأن صديقة قالت له إن صديقة اتصلت بها من حلب، وكان صوتها يصعب أن تسمعه، ولم يكن ذلك بسبب أصوات إطلاق النار، بل لأنها كانت في مطعم وسط حلب وفيه صوت موسيقى في الخلفية. المعنى هنا أن قوات الحكومة تمسك بوسط المدينة، وأن الحياة فيها عادية، بخلاف كل الصور والتقارير وعشرات الآلاف الذين ينزحون من المدينة التي تدور فيها معارك من أعظم المعارك في تاريخ الثورة السورية. طبعا، هذا هراء لكن فيسك حر في التفتيش - كما يفعل منذ بداية الثورة - عن أعذار وأوصاف لدعم نظام الأسد، مختصرا انتفاضة السوريين بأنها بفعل جماعات سلفية و«القاعدة» وبدعم سعودي قطري. الحقيقة على الأرض أهم من شهادات صحافيين عواطفهم مع النظام السوري، وسيرى العالم أن حلب ستسقط في يد الثوار، وقوات النظام ستدحر، ثم ستلاحق وتحاصر في دمشق ثم يسقط النظام إلى غير رجعة. هذه حقائق الأرض وتطوراتها، وهي رغبة أغلبية السوريين، وليست مشروعا سعوديا أو غربيا. وما كتبه الزميل الأستاذ مشاري الذايدي، أمس عن باتريك سيل صحيح أيضا، باستثناء أن سيل يبقى مدافعا لينا عن نظام الأسد، وليس مستميتا من أجله مثل البعض الآخر. الذي حدث في منطقتنا كبير جدا، أكبر من…

آراء

أفقر رئيس دولة في العالم

الأربعاء ٠١ أغسطس ٢٠١٢

حين وصل للسلطة بعد الانتخابات الرئاسية مطلع العام 2010 صرح بممتلكاته للجنة الشفافية كالتالي: سيارة فولكس فاجن ماركة بيتلز العتيدة موديل 1987 قيمتها الفعلية 1900 دولار ومزرعة صغيرة يسكن فيها هو وزوجته وليس له حساب بنكي أو أي ممتلكات أخرى، وفوق هذا أعلن عن تبرعه رسمياً بـ%87 من راتبه لدعم مشاريع السكن والتموين للفقراء في بلاده. يقول إن المتبقي من راتبه الرئاسي 1300 دولار تكفيه للعيش، هذا خوسيه موخيكا الرئيس الحالي لدولة الأورغواي وأفقر رئيس دولة في العالم. الأرغواي ليست دولة فقيرة ولكنه التواضع وحب البلد والشعب، قبل حضوره قمة الأرض قبل شهرين ولأن الشتاء في نصف الكرة الجنوبي يبدأ مع صيفنا فقد استغنى خوسيه عن القصر الرئاسي الباذخ الذي تم بناؤه على الطراز الأوروبي مطلع القرن العشرين للفقراء والمشردين، ما تبقى من القصر هو جناح يستقبل فيه خوسيه الوفود الرسمية قبل أن يغادر كل يوم بسيارته الصغيرة التي يقودها بنفسه عبر العاصمة إلى منزله. حياة خوسيه الطويلة والجديرة بالقراءة تمثل ثمرة الكفاح من أجل وطن أجمل فحين تولى العسكر الحكم في السبعينيات تم اعتقاله 13 سنة حتى أزهرت الديموقراطية في دولة أمريكا الجنوبية منتصف الثمانينيات، خرج من السجن وتحيز للفقراء وشارك في الحياة السياسية وزيراً ونائباً حتى وصل للرئاسة، اليوم وبفضل الديموقراطية وأشخاص من أمثال خوسيه ودا سيلفا في…

آراء

التنمية وصراعات النخب!

الأربعاء ٠١ أغسطس ٢٠١٢

نتفق فكرياً أو نختلف مع التيارات التي تنادي بالتغيير في منطقتنا، نظل أمام حقيقة شديدة الوضوح: نحن أمام عالم يتغير باليوم الواحد.الخطورة ألا يعي صانع القرار أن وتيرة التغيير متسارعة على كل الأصعدة! أما وقودها الحقيقي فهم «الشباب» الذين يطمحون في مستقبل آمن. وحينما تتسع الفجوة بين مطالب الناس وصانع القرار فإن أصحاب الأجندات الخفية يجدونها فرصة ذهبية للاستثمار في هكذا بيئة: فالشباب يبحثون عمن يتبنى مطالبهم وصناع القرار يكرسون خطابهم القديم لكنهم لا يكلمون أحداً غير أنفسهم. من يتعامل مع تحديات اليوم بعقلية الأمس إنما يزيد من عمق الأزمة. ومن يتجاهل مطالب الشباب في التغيير إنما يعاند «سنة الحياة»؛ لكأنما يناطح الجبال! ولا يمكن أن نتعامل مع تحديات التنمية في بلداننا وفق مقولة «الزمن كفيل بحلها». إنما نحتاج لمنظومة ضخمة من المشروعات والأفكار التنموية التي تبدأ بالبنى التحتية لكنها تطال بناء المؤسسات الحقيقية التي تعنى بالرقابة والمحاسبة والصرامة في تنفيذ وعود التنمية. جدالاتنا وصراعاتنا الفكرية -في غالبها- عبث، القطاع الواسع من أبناء المجتمع مهتم بقضاياه الأساسية -وهي جوهر التنمية- في وجود بنى تحتية وفي وجود الخدمات -الحقوق- الأساسية من مدارس ومستشفيات وطرق لائقة. أما الهم الأكبر فهو الحصول على «حقه» في الوظيفة واقتناعه بأنه فعلاً شريك. وبعدها تستطيع النخب أن تختلف أو تتجادل أو تمارس الصراخ ضد بعضها البعض…

آراء

النرويجيون عرب بعيون زرق

الثلاثاء ٣١ يوليو ٢٠١٢

بدأت بكتابة مقالي في شرفة مطلة على مدينة أوسلو، منظر رائع، بحر وبحيرات وخضرة على مد البصر، المدينة أنيقة ولكن ليست فارهة، على رغم أنها تنفق الكثير في بناء معالم حضارية عدة، آخرها دار الأوبرا.قال لي رفيقي الفرنسي في الرحلة، هذه المدينة تذكرني بدبي، كلما زرتها أجد فيها شيئاً جديداً، لم أشاركه الرأي، فهي مدينة أوروبية ثرية، ولكن بدون مبالغة، يختلف الأوروبيون عن العرب والأمريكيين في إنفاق المال، إنهم يضعونه في المكان الصحيح. إيرلندا مثلاً، وهي مديونة اليوم بسبب إنفاقها المبالغ فيه في زمن الرخاء، إلا أن مشاريعها لم تكن عبثية، بنت شبكة طرق ممتازة ستبقى لأجيال قادمة، دبلن تكاد تكون متواضعة، هل هو بخل؟ هل من الضروري عندما ينعم الله عليّ أن أعيش في قصر منيف على 10 آلاف متر مربع، مغني البوب الراحل مايكل جاكسون فعل ذلك، ولكن «وران بوفيت»، وهو أغنى منه، لا يزال يعيش في بيته المتواضع الذي اشتراه قبل 54 عاماً، إنه ليس متواضعاً تماماً، إذ أجرى عليه تحسينات، ولكن يظل بيتاً عادياً بالمقارنة ببيوت بعض محدثي النعمة. كم يحتاج الإنسان مساحة ليعيش سعيداً؟ ليس هذا موضوعنا، وإنما حديثي عن النرويج، كانت الساعة تقترب من العاشرة مساءً عندما بدأت أكتب موضوعي هذا، وكل ما حولي يوحي بأن الوقت لا يزال عصراً، ذلك أن النرويج في…

آراء

إخوان الخليج: أسئلة التبعية!

الثلاثاء ٣١ يوليو ٢٠١٢

كنت من الذين اقترحوا على دول الخليج أن تتعامل بإيجابية مع من اختاره الشعب المصري رئيساً لمصر، كمنهج سياسي استراتيجي وقطعاً للطريق أمام إيران لكيلا تستغل الظروف لتطويق مصر الجديدة كما فعلت مع العراق. لا نريد أن نكرر خسارتنا في العراق بخسارة أكبر في مصر. قبول الواقع والتعاطي معه لا يعني تبني «الأيديولوجية» التي تقف وراءه. والتعاطي السياسي، بما تفرضه المرونة السياسية، ليس ركوباً في قارب أيديولوجية الإخوان في مصر وإنما من منطلقات المصالح والعلاقات الدبلوماسية المعتادة وقبل ذلك احتراماً لما قرره المصريون لأنفسهم. أما «الحميّة» الحزبية التي يتعاطى بها اليوم «إخوان الخليج» مع مصر فإنها تفتقد لفهم أبعاد اللعبة السياسية الجديدة في المنطقة. ربما فهمنا أن ينتشي إخوان الخليج بفوز مرجعيتهم الفكرية في مصر أو خارجها لكن ذلك لا ينبغي أن يكون على حساب مصالح بلدانهم ومستقبلها. وإن لم يتم الانتباه لخطورة ذوبان «الفرع» في «الأصل» فإن ذلك قد يكون مؤشراً خطيراً لتبعية فكرية وسياسية يريد البعض في الخليج أن يزج بنا نحوها. الخوف هنا أن تكون تبعية «العقيدة السياسية»، في علاقات إخوان الخليج بمرجعيتهم السياسية في مصر، غالبة في نظرتهم لأوطانهم. ولهذا تبدو العلاقة ملتبسة وشائكة، ويشوبها الحذر الشديد، بين المثقف الخليجي -من خارج دوائر الإخوان- وبين التيارات والأسماء المحسوبة على فكر الإخوان. لم يعد سراً أن إخوان…

آراء

نعترف الأن بأنا كنا منك نغار

الثلاثاء ٣١ يوليو ٢٠١٢

أتصفح مجلة أجنبية، أبحث عن خبر غير مكرر عن الحقائق بعيون مختلفة، وأجدها حاضرة في أغلب الصحف والمجلات، وأتساءل عن سر هذه المدينة الصغيرة الكبيرة؟!. ينقذني المترو من زحمة مفاجئة وأجد نفسي  فى الموعد المحدد لاجتماعي، ويزيد ايماني  بمدينة الحلول المبتكرة . قد نختلف فى تعريف النجاح والإنجاز، لكننا جميعا سنتفق على الكم الهائل من الخيارات والخدمات التي توفرها هذه المدينة للفرد والجماعة فى جميع المجالات، ونتفق بما لاشك فيه أن العقلية أو المنهجية الإدارية الحديثة التي تدار بها المدينة صَنَعَت الفرق في تميزها إقليميا، وجعلها تقود كثير من التغيرات الإيجابية في المنطقة بطريقة مباشرة وغير مباشرة . انتبه الإعلام الغربي وبصورة دقيقة لمعطيات التطور والتنمية التي تتميز بها هذه المدينة، وركز غالباً على الواقع فى تعاطيه مع المعلومات، وطريقة إبرازها للقارئ كان محايدا أحيانا وغاضبا أحيانا، ورغم تصنيفه للتجربة على أنها قصة نجاح إلا أنه كان قاسيا فى التعامل مع الأخبار السلبية الواردة من المنطقة،  ورغم التناقض الواضح مابين الدفاع و الهجوم فى الإعلام الغربي لاتزال هذه المدينة متفردة بشكل لايخلو من الإعجاب، ومازالت بصورة متكررة فى قلب الأحداث لكن ما يهمنا الأن كما يقول محدثي هو كيفية التعامل مع الأحداث. هل للمدن طريقة تدافع بها عن منجزاتها؟ أتساءل وأنا أرى الفجوة مابين المنجَز وطريقة التعامل مع الأحداث والأزمات،…