آراء

آراء

بقع ضوء من الميدان السوري

الأربعاء ٢٥ يوليو ٢٠١٢

مع أنه كثيرا ما كان ينتقد سلبيات النظام، إلا أن المسلسل السوري الناقد "بقعة ضوء" لم يتطرق لأحداث الثورة السورية خلال عرضه في رمضان الماضي، رغم كثرة المفارقات التي يمكن الاستفادة منها من غير انحياز لطرف بعينه، وننتظر ذلك في نسخته التاسعة التي تعرض حاليا، فالبقع الضوئية كثيرة.. ومنها ما شد اهتمامنا طوال الأيام الماضية. بعضها قابل لأن يكون دراميا، وبعضها هو "الدراما" ذاتها.. ومن هذه الأخيرة أنه ولأول مرة منذ بداية الثورة سيطرت الأزمة السورية على شاشات تسمر أمامها الناس لمتابعة أحداث تفجير مبنى الأمن القومي في دمشق. ولأول مرة في تاريخه يقوم التلفزيون السوري ببث الحقائق والاعتراف بها مع ملاحظة تأخره عن الآخرين في ذكر أسماء القتلى في الأخبار التي كانت تأتي على دفعات. ورغم أنه بادر ببث خبر تفجير المبنى بعد دقائق من حدوثه، إلا أن الحقيقة ظلت غائبة والأمور ضبابية، إذ لم يبث صور موقع التفجير الذي نسبه إلى انتحاري، ولعله ضرب الرقم القياسي في زمن اكتشاف أسباب الأحداث. كذلك، ضاعت أخبار الفيتو الروسي والصيني الثالث في زحمة أخبار سيطرة الجيش الحر على منافذ حدودية، وفيما كانوا ينقلون على الهواء مباشرة الجدل حول إصدار قرار تحت الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة، كانت الأخبار تشير إلى أن الجيش الحر بدأ على أرض الواقع بتطبيق الفصل السابع، وثمة…

آراء

الإمارات: سابقة في المقارنات

الأربعاء ٢٥ يوليو ٢٠١٢

ليس جديداً أن أكتب عن إعجابي الصادق بما تشهده الإمارات من تنمية متواصلة على أكثر من صعيد. وأكتب هذا الكلام عن خبرة ومعايشة طويلة وليست وليدة لحظة أو زيارة عابرة. للتو أعود من “سفرة طويلة” شملت البرازيل وفرنسا. اكتشفت خلال رحلتي أن الإقامة في الإمارات قد رفعت كثيراً من سقف توقعاتنا. في باريس تنتظر أحياناً لساعات قبل أن توفق بتاكسي فيما يأتيك في دبي بلمحة بصر. والانتظار الطويل في طوابير المطارات التي مررت بها يضطرني فجأة للمقارنة بمطارات الإمارات حيث لا تستغرق المسألة سوى دقائق قصيرة إلا وأنت خارجها. وكلما انتظرت طويلاً لتفعيل خدمة الإنترنت البطيئة في أكثر من مكان مررت به خلال رحلتي قلت: الله عليك يا الإمارات! وحينما كنت أقود سيارتي في شوارع باريس، وكنت على أعصابي خوفاً من فوضى السير من كل اتجاه، هدأت من روعي وقلت: كلها أيام وأعود لمتعة القيادة في شوارع دبي وبين دبي وأبو ظبي. هذه الأمثلة ليست “تفاصيل صغيرة”! تلك من صميم التنمية التي يريد البعض أن يختزلها في “الكلام الكبير” عن السياسة وصراع التيارات. أو يجعلها في مرتبة لاحقة بعد همومه “الأيديولوجية”!إنها -التنمية- تمس حياة الإنسان اليومية وتنعكس على كل دقيقة في يومه. وهي تبدأ من توفر الخدمات الراقية في منزله ولا تنتهي عند أدائه الوظيفي. فالمعاملة التي تأخذ أحياناً أشهراً…

آراء

فيلسوف يدعو إلى الإيمان! «موعظة» من جان جاك روسو

الأربعاء ٢٥ يوليو ٢٠١٢

يتزامن هذا المقال عندي مع ذريعتين: الأولى أننا الآن في حضن «رمضان» الحاني، هذا الشهر الذي يغمرنا بالإيمان والرحمة ويغسلنا من رهق الشهور الدنيوية الأحد عشر. والذريعة الأخرى هي ما شاع من تزايد الحديث عن الشك والإلحاد بين الشباب، والتساؤل إن كان عددهم حقاً في ازدياد أم أن جرأتهم على إعلان شكوكهم هي التي زادت؟ ومن دون الدخول في جدلية شطري السؤال فإن نشوء التساؤل ذاته هو مبعث قلق كافٍ للمؤمنين. هنا بالذات تكمن فرادة هذا الكتاب لجان جاك روسو. فالكاتب فيلسوف، ولطالما عُرف الفلاسفة بإسهامهم القديم في تعزيز نوازع التشكيك وتقويض فكرة الإيمان الفطري. أما كتاب روسو هذا فهو إيماني فطري خالص، ولذا فضّل مترجمه إلى العربية المفكر عبدالله العروي أن يجعل عنوانه: (دين الفطرة)، عوضاً عن العنوان الأصلي: عقيدة قس من جبل السافوا. لماذا يعمد المفكر العربي الكبير إلى ترجمة هذا الكتاب، شبه المنسي الآن، لكبير مفكري عصر الأنوار (القرن الثامن عشر)؟! يقول سعيد بنسعيد العلوي، في قراءة نقدية صحافية للكتاب، أن ترجمة العروي لهذا الكتاب ليست اعتباطية، كما يعبّر العروي أيضاً في مقدمة الكتاب، بل هي ذريعة من أجل تفكيك بعض مشكلات الوجود الفكري العربي اليوم. وأفضّل أنا من جانبي، حتى أنسجم مع ذريعتي التي ذكرتها أعلاه، أن أختطف الهامش الذي وضعه المترجم / العروي في الصفحة…

آراء

السعودية.. عندما تلوح الفرصة التاريخية

الأربعاء ٢٥ يوليو ٢٠١٢

مثل الربيع العربي اهم المنعطفات في السياسة الدولية منذ احداث سبتمبر 2001م وتزامن ذلك مع انحسار تدريجي للقوة الامريكية بسبب الازمة الاقتصادية وخسائر الحرب على العراق وأفغانستان مما جعل روسيا تستغل ذلك عبر العودة التدريجية للشرق الاوسط للبحث عن الدور المفقود ونجحت الى حد كبير في حشد التأييد الصيني والايراني لملء جزء من الفراغ الامريكي في الشرق الاوسط والذي تزامن مع انكفاء تركي نتيجة القلق من انعكاسات الوضع السوري على الداخل التركي، ولقد اثبتت الازمة السورية ان الشرق الاوسط يشهد تحولا في مراكز القوة واعادة تشكيل الوضع الاستراتيجي واعادة ترتيب الأدوار السعودية والتركية والإيرانية. ويفرض الدور العدائي الروسي في سوريا والمشاريع الايرانية والمتمثلة في تقوية سيطرتها في العراق ولبنان والبرنامج النووي الإيراني وخططها لاستغلال العامل الطائفي في الدول العربية حتمية قيام السعودية بإعادة تنشيط قواها الذاتية وبرمجة عوامل التفوق الاستراتيجي لديها واعادة تحديد مصالحها بكل واقعية لمواجهة السياسات العدائية وإيجاد الخطط المضادة لها للتقليل من خطرها. وبقدر ما تمثل الاخطار الحالية والتحديات الكبيرة تحديا امام السعودية فإنها تمثل فرصة ايضا في نفس الوقت وخاصة على المستوى الاقليمي وتتمثل في استعادة دورها وما تحتاجه فقط يتمثل في تعزيز الجبهة الداخلية ورفع مستوى المشاركة من الجميع واستغلال كل الطاقات والحاجة لخطاب اعلامي جديد والتحدي الاكبر هو اعادة النظر في اداء الدبلوماسية السعودية…

آراء

الإمارات… ماذا كسب “الإخوان” وماذا خسروا؟

الثلاثاء ٢٤ يوليو ٢٠١٢

الخطأ الاستراتيجي الذي وقعت فيه جماعة "الإخوان المسلمين" في الإمارات أنها اختارت التوقيت والمكان الخطأ لتحركها، فرغم ما يتكلم عنه البعض من قصور تعانيه الإمارات وخلل في بعض الجوانب -كما في أي دولة في العالم- إلا أنها تعتبر دولة ناجحة ومجتمعها متماسك ولم تكن جاهزة لتتقبل ذلك التحرك الذي بدأه "الإخوان". "الإخوان" في الإمارات لم يقرأوا الواقع بشكل سليم فجاءت أخطاؤهم متتالية وقوية ونسوا أن الإماراتيين كانوا يتعاطفون معهم على أساس أنهم أشخاص متدينون ودعاة دينيون همهم الآخرة وليس الدنيا... فاكتشفوا عكس ذلك، لذا فبمجرد أن اتضح أنهم من جماعة "الإخوان المسلمين" وليسوا دعاة إلى الله فإن الكثيرين اتخذوا موقفاً رافضاً لهم... فشعر "الإخوان" في الإمارات أنهم أصبحوا في قفص الاتهام أمام الشعب وهم عاجزون عن الدفاع عن أنفسهم أمام الدولة وذلك طبيعي لأنهم سلموا أمورهم للقيادات المتشددة في الجماعة المحظورة التي تتلقى تعليماتها من الخارج، هذه القيادات التي أخذت الجماعة إلى المجهول، فضلاً عما سببته من جروح عميقة في المجتمع الذي ظل لسنوات يحافظ على تماسكه ووحدته ومساواته‬. وقد شهدت الأشهر الماضية انسحاب كثير من أعضاء "الإخوان" من هذه الجماعة بسبب تطاول بعض أفرادها على رموز البلد وبسبب عدم إعلانها عن موقف واضح تجاه التحديات التي تواجه الدولة... وانسحاب البعض الآخر كان بسبب أن "إخوان" الإمارات أصبحوا يلجأون إلى…

آراء

مؤتمر للتضامن الإسلامي

الثلاثاء ٢٤ يوليو ٢٠١٢

الدعوة السعودية لإقامة مؤتمر استثنائي للتضامن الإسلامي في مكة المكرمة تعيد للسياسة الخارجية السعودية وهجها. هذا المؤتمر في غاية الأهمية لأن الظرف العالمي الراهن في غاية التعقيد، (تحديات اقتصادية مستمرة وانقسام في المواقف الدولية حيال ما يحدث في العالم العربي وفي سوريا تحديداً). الدور السعودي، خصوصاً فيما يحدث على مستوى المنطقة، مهم وحاسم في كثير من المواقف. وأهمية الدور الاقتصادي للسعودية في التأثير الإقليمي والعالمي يوازيه مصدر آخر للقوة، ربما أكثر أهمية، ألا وهو قيادتها الروحية للعالم الإسلامي. ولهذا يمكن أن نقرأ دعوة المملكة لمؤتمر استثنائي للتضامن الإسلامي كخطوة جيدة لإحياء مصدر مهم من مصادر قوة السياسة الخارجية للسعودية. لا يمكن أن تترك ورقة التضامن الإسلامي لعبة من ألاعيب “السياسة الخارجية” الإيرانية أو التركية فيما المملكة هي الأجدر والأصدق في محاولات “لم الشمل” الإسلامي. منذ عهد الملك المؤسس والمملكة لاعب فاعل في السياسات العربية والإسلامية. وجدارتها في قيادة العالم الإسلامي لا تأتي فقط من مكانتها الروحية للعالم الإسلامي ولكنها أيضاً تنبع من حنكتها السياسة وقدرتها في “لم الشمل” الإسلامي. ولهذا فإننا دوماً نلح أن تبقى المملكة “حاضنة” لكل المسلمين مهما تنوعت مذاهبهم ولغاتهم ومواقفهم. وفي السياسة الخارجية، من حق الدول أن تستثمر في كل الأوراق التي تجيد التعامل معها. وبما أن منطقتنا تمر اليوم بتحولات مهولة -وفي غاية الخطورة- فإن…

آراء

عناد الساعات الأخيرة

الثلاثاء ٢٤ يوليو ٢٠١٢

قبل الهجوم على بغداد في عام 2003 بلغ الضغط أشده على الرئيس العراقي حينها صدام حسين. كان من الواضح أن الهجوم الأميركي واقع، وهزيمة صدام أكيدة، وتقلصت خياراته إلى اثنين: الخروج أو القضاء عليه. للتاريخ، صدام اختار الأول، حيث وافق من خلال مبعوثه وسكرتيره الشخصي عبد حمود على التخلي عن الحكم وتجنيب العراق الحرب بوساطة مع القيادة الإماراتية. اجتمع القادة العرب في قمة شرم الشيخ، حيث رفض حينها الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إدراج الحل الإماراتي، وانتفض رئيس الوفد العراقي بحجة أنه لا يمكن لصدام أن يستسلم. صدام في بغداد صار في موقف محرج وأخذته العزة، فتراجع عن الاتفاق وكان ما كان، ولو خرج لتغير تاريخ العراق من دون دماء. قبل أيام، ألقى السفير الروسي في باريس قنبلة عندما كشف عن أن الرئيس السوري بشار الأسد وافق على التنحي بصورة حضارية، ضمن اتفاق جنيف الذي طبخه المندوب الدولي كوفي أنان، إلا أن المتحدث الرسمي في دمشق سارع لينفي الرواية. ومن المؤكد أن السفير الروسي يدري الحقيقة، لأنه يعرف التفاصيل. وما سماه التنحي «بصورة حضارية»، الأرجح أنه كان يعني تذكرة سفر بلا عودة. ومن المفهوم أن ينفي بشار الرواية السر، لأن فضح الاتفاق قد يسبب انهيارا معنويا سريعا بين قواته وقياداته، إذا علموا أن الرجل الذي يدافعون عن جرائمه يخطط…

آراء

حركيو “تويتر” وأمن الخليج

الثلاثاء ٢٤ يوليو ٢٠١٢

في العقد الأول من الألفية الثانية تغيرت شعوب الخليج في تلقيها للمعلومة.. حيث انتقلت من تلقي المعلومة الحكومية إلى معلومة الفضاء المفتوح. في الوقت نفسه كانت حكومات المنطقة تكافح التطرف وتبحث عن نماذج معتدله تظهر على الشاشات لتصنع رأيا دينيا معتدلا، تلقف هذه الحاجة من يسمون بـ"حركيي التيار الإسلامي" وغيروا جلدهم فورا من معارضين إلى موالين تائبين ليفتح لهم المجال. اقتنصوا فرصة عشر السنوات الماضية لتكوين الشعبية على القنوات الفضائية، فأخفوا مخالبهم تحت غطاء القصص المؤثرة، والبرامج الاجتماعية، وفقه التسهيل الذي يجذب الجماهير ويبعدهم عن العلماء الثقات.. إلى أن جاءت سموم الربيع فتغيرت النغمة وخشن الصوت وظهر المخلب.. وجاءت فرصتهم التاريخيه التي لا تتكرر، فبدأوا يركزون على الإعلام الجديد الذي غير المنطقة أملا في أن يوصلهم إلى ما وصلت إليه مرجعياتهم من كراسي الحكم. وعقد اجتماع في بيت أحدهم في أكتوبر العام الماضي ضم كثيرا من أعضاء الاتحاد العالمي للعلماء (الحركيين) وعلى رأسهم أمينه المساعد لشؤون الإعلام لإعلان خطة التواجد في "تويتر". مستعجلون هم وخائفون من ضياع فرصتهم.. لا يتطرقون أبدا للفوضي والانهيار الاقتصادي في بعض دول الربيع.. ولا لسلبيات من يمولهم.. مطبلون هم لأي سلبية في دولهم وأي منتحر. في الأسابيع الماضية بدأوا في تناغم هجوم ضارٍ على الإمارات.. هدفه إما حكم الإمارات أو فلوسها.. فلوسها طبعا ليست لهم،…

آراء

اليوم التالي… بعد رحيل بشار

الإثنين ٢٣ يوليو ٢٠١٢

سيستيقظ قادة المنطقة ذات صباح قريب على شرق أوسط من دون بشار الأسد، وعلى سورية متفتحة عليهم، من دون نظام قمعي شمولي، خطفها بعيداً عن عالمهم وأغلق أبوابها عليهم، وحوّلها من شريك إلى تهديد، كلهم يعلمون أن ذلك سيؤثر في بلدانهم بشكل أو بآخر. إنه عالم جديد يطلون عليه في ذلك الصباح بكل ما فيه من فرص ومخاطر وتحديات. أخيراً سقط النظام ومن الداخل، ومن دون تدخل منهم، يتنفسون الصعداء، فلم يكونوا يرغبون في التدخل مباشرة حيث مخاطر حرب لا تضمن عواقبها على دولهم. كان رأي خبراء الأمن عندهم أن لا داعي للتورط فيها طالما أن السوريين يقومون بواجبهم، اكتفوا بالدعم المالي وبعض من السلاح والسماح للمعارضة بحرية الحركة، ولكنهم قلقون الآن من تداعيات الوضع المنهار في سورية. بالكاد نجت من حرب أهلية ماحقة. لقد انهار الجيش النظامي، تفرق بين منشق وهارب، لم يقم بشبه انقلاب كالجيش التونسي أو يحافظ على الدولة ويسمح بالثورة كما فعل المصري. حارب حتى الرمق الأخير، تفكك بين منشق التحق بـ «الجيش الحر»، وفار ألقى بسلاحه والتحق بعشيرته لتحميه، باستثناء أفراده العلويين الذين انسحبوا بشكل منظم الى جبالهم وقراهم بكامل عتادهم وعتاد غيرهم، وهنا مساحة تدعو للقلق وملف خطر لم يغلق بعد في سورية الجديدة. لم تنجح المعارضة في توحيد «الجيش الحر» فلا توجد غرفة…

آراء

الغوغائية والنخبوية.. (بين العريفي وخصومه)

الإثنين ٢٣ يوليو ٢٠١٢

تحدَّث ابن منظور في قاموسه الشهير «لسان العرب» عن لفظة غوغاء فذكر من معانيها: أنها من مراحل نمو الجراد، وأنها شيء مثل البعوض لا يؤذي، وأن الغوغاء هم السفلة من الناس، والغوغاء هي الفوضى والجلبة. يتّبع المثقفون والمصلحون طريقتين شهيرتين في نشر الثقافة والإصلاح، الطريقة الأولى تعتمد على إعداد مثقفين ومصلحين آخرين ورفع كفاءاتهم، وهذه الطريقة هي الأسهل لأنها لا تحتاج لمهارات «خاصة» في التعامل مع الجمهور ولا لبراعة تبسيط المعلومة، فالمتلقي هنا أصلاً مثقف، أو عنده استعداد لنيل الثقافة وقبول الرأي المخالف، كما أن هذه الطريقة توافق هوىً في نفس المتكلم حيث «يأخذ راحته» في الاستعراض بألفاظ رنانة ومصطلحات معقدة يبرز بها -بقصد أو بغير قصد- علوَّ كعبه في المجال الذي يتكلم فيه. أما الطريقة الثانية فتعتمد على توجيه الخطاب المباشر إلى الشعب، وأقصد بالشعب هنا الطبقة غير المثقفة، التي تتأثر بالإعلانات التجارية وتقتنع بالأصوات العالية وتنخدع بالمصطلحات اللذيذة، حيث يسعى المثقف أو المصلح إلى «تخدير» عقول المستمعين بإحدى تلك الوسائل، ومن ثمَّ توجيههم وإملاء الأفكار عليهم، وغالباً تجد هذه الأفكار طريقها فيقتنع بها المتلقون إما لسذاجتهم، أو لما يُسمى بـ «العقل الجمعي» الذي هو بالعامية «مع الخيل ياشقرا». هذه الطريقة -الثانية- يتحاشاها كثير من المثقفين، لبعدها عن المعايير الموضوعية وخُلُوِّها غالباً من الإنصاف، ولا يتصدى لها إلا من…

آراء

الحب فضيلة تزداد طُهراً ..

الإثنين ٢٣ يوليو ٢٠١٢

لا يخفى على أحد أن الوطن هو الحب الخالد والقيمة الأسمى بعد حب الله عز وجل، وقد سعت قيادتنا الرشيدة لترسيخ قيمه العليا، على النهج الذي تركه المؤسس الكبير (أبونا زايد) طيّب الله ثراه، وعلى ذات المنهج سار خلفه، (خليفة الطيب والخير)، فتوالت المنجزات التي تتكئ على هذا الحب، واستمر نهر العطاء بالتدفق، فروى أرض الإمارات ووثق المحبة بين الشعب والقيادة. ومن أهم ما اتخذته القيادة من آليات وتميزت بها وبتفرد، هو مبدأ سياسة الأبواب المفتوحة، وتحديداً "الميالس" الأسبوعية للقيادات ومتخذي القرار، وهو تقليد إماراتي عريق، حيث تلتقي في هذه المجالس القيادات بأعداد كبيرة من المواطنين، فتستمع وتصغي لهم ولاحتياجاتهم، وتوجه باتخاذ كل الإجراءات المؤدية لتلبيتها، على وجه السرعة، بل وتتابع شخصياً تنفيذ ما تم التوجيه بخصوصه. إن فكرة التواصل بين القيادة والشعب من أهم استراتيجيات الإدارة الواعية لمصلحة الفرد والمجتمع، والساعية لتحقيق أعلى معدلات السعادة والرضا، وهذا ما شهد به مؤخرا تقرير دولي صدر عن الأمم المتحدة تناقلته وسائل الإعلام العالمية والعربية بأن شعب الإمارات يعتبر من أكثر شعوب العالم العربي سعادة، بل جاء في المرتبة الـ 17 فى قائمة الشعوب الـ 20 الأكثر سعادة فى العالم، وذلك طبقاً لنتائج أول مسح دولي شامل عن السعادة تجريه الأمم المتحدة. إن السعادة والرضا من أهم أسس النجاح والتميز لكل أمة،…

آراء

تمر مرسي وبلح ليلى علوي..!!

الإثنين ٢٣ يوليو ٢٠١٢

يخترع المصريون (الظرف) كل دقيقة ليسهلوا طرق حياتهم الصعبة جدا، وليشعروا بأنهم على قيد الحياة الكريمة التي يستحقونها، ومع اقتراب شهر رمضان سمى المصريون تمورهم بأسماء الساسة المتنازع عليهم، فأصبح هناك (تمر مرسي) و (تمر شفيق) و (بلح الشعب)، والأخير هو الأرخص في التقاط ذكي لقيمة الشعب إذا ما قورن بالإخوان الأغلى في مصر الجديدة، وبالفلول الذين لا يقلون غلاء سوى بنسبة واحد فاصلة بالمائة.!! ويقول أحد الباعة الظرفاء : إن كل شيء في أرض الكنانة تغير بعد ثورة 25 يناير ، حتى مسميات التمر التي نداعب بها الزبائن، فبينما كانت أسماء تمر رمضان تخييلية عاطفية تتوزعها ليلى علوي وهالة صدقي وإلهام شاهين، سميناها هذا العام بأسماء واقعية سياسية لعلمنا بهموم جمهور الثورة، والقصد الذكي للبائعين ـ فيما يبدو ـ هو أن تتلذذ بالتمرة إن كنت تحب مرسي أو تسحقها بأسنانك إن كنت تكره شفيق والعكس صحيح، وفي الحالتين البائع هو المستفيد، سواء تلذذ المشترون بالتمر أم مارسوا السحق، الذي لا يعاقب عليه القانون. وقد توقعت أن يكون من بين أسماء تمر مصر الرمضاني تمر (الإعلان الدستوري المكمل) وتمر (أحمد الزند) رئيس نادي القضاة، حيث من المتوقع أن يقبل جماهير الإسلام السياسي عليهما أيما إقبال ليعبروا بوضوح عن مدى سحقهما بأسنان الصائمين الجائعين، وسيكملون بذلك ما فعلوه إلى الآن من…