آراء
الأحد ١٥ يوليو ٢٠١٢
لم يتوقف التضامن بين سورية وإيران على الجانب السياسي بالإضافة لما يقال عن الجانب العسكري، بل تعدى الأمر ذلك إلى الجانب الفني، من خلال تعاون البلدين في برنامج المسابقات "أنتم والدراما" الذي سيعرض في رمضان المقبل، وتتولى التحكيم فيه لجنة سورية من أعضائها الفنانين عبد الرحمن أبو القاسم ونادين خوري، ومظهر الحكيم، ويخرج البرنامج السوري عناد شيخاني، ويقدمه يامن الحجلي. تلك الحالة تبدو كأنها جزء من ردّ النظام السوري للجميل الإيراني، بإبراز أعمالهم الدرامية للمشاهد الإيراني على قناة "آي فيلم" الإيرانية، وكذلك المشاهد السوري.. أما المشاهد العربي فلديه ما هو أهم من الاحتفاء السوري بالدراما الإيرانية، وفي فضائه قنوات أكثر جذبا ومتعة من قناة "آي فيلم". فالزمن الحالي ليس لإيران فيه حصة على المستوى العربي رغم تطور أفلامهم السينمائية وقد ينطبق ذلك على أعمالهم الدرامية، إلا أن استفزازاتهم المستمرة للعرب في موضوع الجزر الإماراتية المحتلة، واصطفافهم إلى جانب النظام ضد الشعب السوري وتصريحات مسؤوليهم بما يخص البحرين وغيرها من مسائل سياسية أفقدتهم القبول لدى المواطن العربي عامة، ولن ينفع برنامج مسابقات يرقّع فيه بعض السوريين صورة النظام الإيراني المشوهة تماما لدى العرب، في رسم صورة أحسن.. فمشاهد من أفلام إيرانية، يتعرف من خلالها المتسابقون على الممثلين، وتقديم المتسابقين لمشهد تمثيلي، أو حالة إيمائية يعرف المتسابق عبرها فريقه باسم الفيلم أو…
آراء
الأحد ١٥ يوليو ٢٠١٢
قال مواطن من بلاد الخليج لصديقه الفرنسي: كم أنتم محظوظون بهذه الأمطار والغيوم والمساحات الخضراء. رد عليه الفرنسي: أنتم المحظوظون بالشمس والصحراء والطقس الحار. مرة قابلت في دبي رجلا ألمانيا وزوجته، وكان الجو في دبي غائماً كأن الأرض تتهيأ لرشة مطر. قلت لهما: عسى أن تكونا مستمتعين بهذا الجو الجميل. ردت السيدة سريعاً: لا! جئنا من أجل الشمس ولم نرها حتى الآن. ضحكت وقلت: انتظري ساعات قليلة وستعود الشمس في أنصع إطلالتها! أهل البرد يتوقون للدفء. وأهل الدفء يبحثون عن البرد. يروى أن نابليون سأل قائداً عسكرياً روسياً: لماذا تحاربون؟ فرد عليه الروسي: من أجل العزة والكرامة. فعلق نابليون ساخراً: كل يبحث عما ينقصه! وبعيداً عن سخرية نابليون، هي حقيقة أن الكل يبحث عما ينقصه. فالفقير يبحث عن المال. والغني يبحث عن مزيد من المال. وكلاهما يبحث عن السعادة. مشيت يوماً مع رجل أعمال ممن أنعم الله عليه بنجاحات كبيرة في استثماراته وتجارته. لكنه لا يتحرك إلا وفي جيبه أنواع كثيرة من الأدوية: للقلب وللسكر وللقولون وللكولسترول. قال لي: قليلاً ما اجتمعت الثروة والصحة. وأشار بيده نحو عمال يفترشون الأرض وقال: ربما أنهم يشتركون في أكل قطعة خبز وحبة بصل. ولعلهم أكثر صحة وسعادة مني ومنك. سألني "أين تجد سعادتك؟". قلت في كتابة مقال وفي قراءة كتاب. ثم استدركت وقلت:…
آراء
السبت ١٤ يوليو ٢٠١٢
مع اعتدال درجات الحرارة وسعي الشمس نحو الأفق الغربي، تتدفق العائلات السعودية إلى منطقة المسجد الأزرق بوسط إسطنبول. إنها المنطقة التاريخية من المدينة، إنها مركز القسطنطينية أولا والآستانة لاحقا. في الجزء الجنوبي من الساحة الكبيرة يوجد مسجد أيا صوفيا، الذي كان مركز المسيحية لقرون ثم المسجد لاحقا وعلى طرفه الشرقي يقع قصر توب كابي الذي حكم منه سلاطين بني عثمان معظم العالم الإسلامي لمئات السنين. وفي الجهة الشمالية من الساحة ينتصب مسجد السلطان أحمد بقبابه الهائلة ومآذنه النحيفة، كما هو طابع العمارة العثمانية. في أسفل الجنوب الشرق من المسجد يمتد أراستا بازار التاريخي الذي يأتي على شكل ممر طويل تتقابل على جانبيه المحلات التي تبرز وجه تركيا/ الخلافة: ملابس السلاطين وأزياء الجواري وسجاجيد القصور الغابرة ومخطوطات علماء الإسلام ورسوم فنانيه. كل إلتفاتة في هذا السوق تجعل ناظريك يقعان على علامة من الماضي الإمبراطوري لهذه البلاد. في نهاية السوق وبشكل مفاجئ، يبزغ مطعم أراستا الذي ينثر كراسيه وطاولته في الهواء الطلق في ساحة تطل عليها مآذن أياصوفيا والسلطان أحمد وتحيي أماسيه فرقة موسيقية تركية بسيطة مكونة من عازف ومطرب وراقص يؤدي رقصة الدراويش الصوفية التي تقوم على الدوران والثبات والتأمل. يتعهد المطعم بتقديم الدرويش بشكل يومي طوال العام. تؤدي الفرقة أغاني تركية وبعض الأغاني العربية، مسحة دينية تغلب على الأغاني التركية،…
آراء
السبت ١٤ يوليو ٢٠١٢
«الوطني» عند البعض هو من يبصم، على طول الطريق، على كل قرار رسمي سواء صدر من مكتب معالي الوزير أو من مكتب مدير فرع وزارة الصحة. الوطني هنا هو من يمدح كل قرار ويطبل لكل تصريح. إنه ذلك الذي يؤمن بفكرة «النصيحة بالسر» ومهما تكن الأخطاء فنحن «أفضل من غيرنا». إنه ذلك الذي يرى في «خصوصيتنا» شماعة لكل خطأ وتبريراً لكل قصور. «الوطني» عند هذا البعض هو من لا يجرؤ ويشير إلى مواطن الخلل أو إلى ما قد يقود للكوارث. إنه ذلك «المطيع»، «المسالم»، الذي «لا يهش ولا ينش» ولا يرى في المستقبل سوى الخير الكثير حتى إن أحاطت بالوطن المخاطر من كل صوب. وفي المقابل هناك «بعض» آخر يرى في «الوطني» نقيضا شاملا. فالوطني عنده هو المتشائم على طول الطريق وهو الحاد السليط في نقده لكل موقف أو قرار. بل عنده خيانة أن تكون على علاقة محترمة مع أي مسؤول وربما يعدك في دائرة «البطانة الفاسدة» إن قبلت دعوة لحوار أو نقاش مع مدير أو وزير. أما إن جمعتك صداقة مع مسؤول فأنت هنا قد بعت كل مبادئك الوطنية وأصبحت «مثقفاً» ما أسهل شراءه! الوطني عند هؤلاء هو من يعادي السلطة ولا يقول كلمة خير، أو كلمة حق، في أي مسؤول أمين نظيف يحب وطنه. وهو من لا يمتدح…
آراء
السبت ١٤ يوليو ٢٠١٢
باستقبالها الحافل للرئيس محمد مرسي الأربعاء الماضي، وجّهت المملكة 3 رسائل صريحة وواضحة، لمصر ورئيسها الجديد والقوى السياسية فيها، وهي «لا مشكلة عندنا مع الثورة، ولا مع الإخوان، وتجاوزنا مثلكم مرحلة مبارك»، وبالتالي لنا أن نتخيل المستقبل بين البلدين كورقة بيضاء كبيرة على ملف كبير «بعجره وبجره» اسمه «العلاقات السعودية المصرية». الرسالة نفسها موجهة أيضاً للداخل السعودي بتياره الليبرالي الذي انشغل بالتخويف من صعود «الإخوان المسلمين»، وتياره الديني الذي يرى في «الإخوان» منافساً له، لنضع ما سبق خلفنا ولنمضي معاً نحو آفاق واسعة لا حدود لها في العلاقة بين البلدين في زمن متغيّر. يعرف البلدان فائدة الشراكة بينهما واحتمالاتها، ثمة تجارب لذلك، ولكن الزمن العربي القديم أحبط جلها، ذلك أنه كان مليئاً بالشخصنة والتقلبات السياسية والفساد والمصالح الخاصة. الروح الجديدة السائدة في العالم العربي والقائمة على الانتخاب والشفافية والمحاسبة تعطي تفاؤلاً بأن إحباطات الماضي لن تتكرر. لنتخيل السعودية ومصر تحييان «الهيئة العربية للتصنيع» وفق تلك الفكرة الرومانسية التي انطلقت بها عام 1975. كانت مصر تعيش نهضة ما بعد حرب تشرين الأول (أكتوبر)، بينما المملكة ودول الخليج تنهال عليها إيرادات مالية غير مسبوقة بفضل ارتفاع سعر النفط بسبب تلك الحرب، فانطلقت فكرة اجتماع المال العربي مع الخبرة واليد العاملة المصرية، فخصص للهيئة نحو بليوني دولار ضختها المملكة وقطر والإمارات، وهو مبلغ…
آراء
الجمعة ١٣ يوليو ٢٠١٢
في إحدى دورات الحوار الوطني، شاركت في دورة حملت عنوان «نحن والآخر». وكنا نبحث في آليات التواصل والحوار مع الآخر. كانت مداخلتي الأولى سؤالاً عن كيفية الحوار مع الآخر في زمن يتهم فيه من يسعى لفتح قنوات حوار إيجابي مع الآخر بالعمالة للخارج. تريدون منا أن نتواصل مع الآخر وحينما نفعل نُتهم بأننا عملاء لأمريكا وللغرب؟! واليوم، ونحن بأمس الحاجة لمتخصصين يفهمون في الشؤون الدولية، عن دراية ومعرفة، كيف نحمي خبراءنا في الشأن الإيراني -مثلاً- من التهم التي توزع على قارعة الطريق كأن نتهمهم بالعمالة لإيران وخيانة الأوطان؟ ماذا عمن يجيد اللغة العبرية -وكم نحن مقصرون ومتأخرون في فهم ما يجري في الداخل الإسرائيلي- كيف نحميه من الجهلة (من أصحاب النفوذ) ممن سيسارع لقذفه بالعمالة لإسرائيل والدليل أنه يقرأ صحفهم ويتكلم لغتهم ويفهم تاريخهم؟ الجهل مصيبة. لكنه كارثة حينما يعشش في مؤسسات رسمية حيوية. وأنا أتلقى رسائل كثيرة من طلابنا في الخارج -ومن أمريكا بشكل أخص- يسألني أصحابها عن أفضل الطرق للاستفادة القصوى من تجربة الابتعاث. لكنني أخشى عليهم أحياناً من نصائحي. فإن نصحتهم بالتفاعل الإيجابي مع أنشطة الجامعة وفعالياتها، والمتابعة الدقيقة لما يبث في إعلام البلاد التي يدرسون بها، والاحتكاك عن قرب بقضايا المجتمع الذي يعيشون فيه، من أجل فهم أشمل للثقافة السياسية والاجتماعية للبلاد التي يدرسون بها، من…
آراء
الخميس ١٢ يوليو ٢٠١٢
سمعت هذه القصة، وربما سمعها بعضكم، وكانت قد روت أحداثها بطلتها عندما اتصلت بأحد البرامج الفضائية، وسألت الشيخ إن كان لها توبة؟ تحكي السيدة أنها ذات يوم غضبت من زوجها، وصرخت فيه تطالبه بتطليقها، وارتفع صوتها وهي تقول له: طلقني إن كنت رجلاً !.. تقول المرأة أن زوجها لم يرد .. اكتفى بوضع ذقنه على يده متكئاً عليها ناظراً في صمت .. وهي تزداد صراخاً وغضباً مكررة كلامها السابق، والزوج على حاله صامتاً ينظر لها دون رد .. حتى طال صمته .. عندها اقتربت منه وقد انتابتها الهواجس وسألته لم لا يجيب، إلا أنه بقي على حاله .. ثم اقتربت منه أكثر، لتعرف حينها فقط أنه مات .. أو بالأحرى، أنها قتلته ! قبل نحو 600 سنة وأكثر، كان القائد العثماني "بيازيد يلدرم" في أوج انتصاراته العسكرية، تلك التي قالوا أن من كان يمر بعدها على ساحة القتال كان يظن أنه لم يبق أحد من المعسكر الآخر لكثرة المقتولين، ومن كان ينظر لحجم الأسرى لديه كان يظن أنه لم يقتل أحد لكثرة الأسرى! بيازيد هذا الملقب لشدته بالصاعقة (يلدرم باللغة التركية) تعرض للهزيمة على يد القائد المغولي "تيمورلنك" في معركة (سهل أنقرة)، فأسره هذا الأخير ووضعه في قفص يطاف به في المدن ليعرض على الناس إذلالا له، الأمر الذي انتهى…
آراء
الخميس ١٢ يوليو ٢٠١٢
لم يكن ثمة خيار من قضاء الإجازة بعيدا عن وطن مضطرب لا أمان فيه لعائلة صغيرة لم يتمكن أفرادها من رؤية أهلهم هناك بسبب "كرسي" يتشبث به من يصر على عدم القبول بإرادة الشعب وحتمية التغيير. وعلى العكس من ذلك، وبكل ديموقراطية اجتمعت الأسرة ووضعت خيارات السفر إلى أن استقر التصويت على زيارة إسطنبول وما حولها مثل "يلوا" و"بورصة". وهناك رأيت في قصور السلاطين العثمانيين كثيرا من "الكراسي" التي صنعت تاريخ دولتهم، وباتوا اليوم يستفيدون منها ومن الآثار الأخرى في السياحة الثقافية والدينية أيضا. وعلى الرغم من أن تركيا تحولت في الكتابة من الحرف العربي إلى اللاتيني منذ عام 1926 إلا أنها ما زالت تحتضن روائع الخط العربي في متاحفها وقصورها ومبانيها التاريخية. والكتابات الموجودة على المقتنيات في قصر "الباب العالي" وعلى جدران مسجد "آيا صوفيا" الذي كان كنيسة تؤكد اهتمام العثمانيين بالكتابة العربية. ذلك الاهتمام الذي توّجوه بأكبر جائزة عالمية للخط العربي يمنحها مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في إسطنبول (إرسيكا)، الذي يضم هو الآخر عددا كبيرا من الوثائق والمخطوطات النادرة بالإضافة إلى لوحات الخط العربي القديمة والحديثة، ما يجعله من أهم المراكز في العالم لخطنا الذي أزاحته اهتماماتنا الأخرى، بالإضافة إلى "الكيبورد" الذي يكاد يقضي على مرونة الأصابع في الكتابة وعلى جماليات اللوحات الإعلانية بعد أن تقدمت…
آراء
الخميس ١٢ يوليو ٢٠١٢
المواطن العربي اليوم، بزخم الثورات العربية المحيطة بالمنطقة، بدا متحمساً للترصد والتتبع لدكتاتورية بعض الحكام من حوله! بدا متربصاً لها أكثر من أي شيء آخر، فهناك كم من الحديث السياسي والعراك التحزبي، وكم من التحليل الاستراتيجي والغلط المعلوماتي ممتد على قهاوي أرصفة العالم العربي، من شرقنا إلى غربنا.. فالغفير والنقيب يحلل اليوم! والكل اليوم يفتي بالسياسة! مما خلق موجة من الوعي والفهم، وأحياناً التخبط، بحقوق المواطن البسيط التي بالكاد لم يكن بالأمس يعي القليل منها. إلا أنني أجد أن كل هذا الاكتساب الثقافي والتطور التحليلي الجلي، الذي عاشه وما زال يعيشه الجمهور العربي في الثمانية عشر شهراً الأخيرة، لم يغيرا من حال هذه الجماهير العربية بين بعضها، فتجد أن هذه الجماهير نفسها التي تترصد للحاكم كل زلاته، هي نفسها التي لا تملك حصانة فكرية أو نفسية ضد دكتاتورية الأفراد عليها! فتجدها تحولت إلى جماهير ترتزق بسب حاكم كل يوم فقط لأنه الحاكم! متنكرة لجمهور يحركها بفكر خبيث من بعيد؟ تسب الحاكم في مجالسها وأرصفتها، بينما هي نفسها منخدعة بشعارات وخطابات تروج لها أصوليات بأوطان أخرى… وقد تكون على بعد أميال عن بيت العربي المسكين! وهي نفسها، هذه الأصوليات التي أصبحت تعاني من «داء العظمة» بسبب انبطاح كم من البشر تحت قدميها! نمر النمر كان أحدهم! أحد هؤلاء الذين يرمون السباب…
آراء
الخميس ١٢ يوليو ٢٠١٢
لم يكن مفاجأة لي الإعلان عن أن أول زيارة رسمية للرئيس المصري الجديد ستكون إلى المملكة العربية السعودية، نهاية هذا الأسبوع. ربما كان الإعلان عن الزيارة مفاجأة للمصابين بقصر النظر، الذين لا يدركون حقاً حجم المملكة وحجم مصر، ليس الحجم الجيوسياسي فقط، بل الحجم العقلاني الذي يحكم سياسة العلاقة بين البلدين الكبيرين منذ عقود. الضيف هو رئيس دولة مصر العظيمة، وليس مجرد عضو حزبي .. أيّاً كان حزبه! والمضيف هو ملك المملكة العربية السعودية، بلد الحرمين الشريفين والمسلمين جميعاً. تُسارع السعودية بدعوة الرئيس (الإخواني) لتثبت، مجدداً لا جديداً، أن «خصوصية» هذا البلد هي في «عموميته»، لجميع المسلمين .. السلفي والإخواني والصوفي والليبرالي والسني والشيعي، شئنا أو أبينا، أحببنا هذا أو كرهنا ذاك. هذا هو العقد التوافقي، الديني/ الاجتماعي، الذي لأجله وبه استحققنا شرف رعاية الحرمين الشريفين. يتحسس البعض من الوصف بالعمومية ويعدّه من التمييع للخصوصية الفاضلة. رغم أن ميزة الإسلام عن سائر الأديان والنبي محمد صلى الله عليه وسلم عن سائر الأنبياء والرسل هي في عدم خصوصيته لفئة من البشر، بل في عموميته للخلق أجمعين (وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً)، (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين). وهنا تكون مهارتنا في الحفاظ على خصوصيتنا التي تنبع من عموميتنا. عندما كتبت مقالتي: «السلفية» .. هل هذا وقتها؟! (صحيفة «الحياة»، 4 /…
آراء
الخميس ١٢ يوليو ٢٠١٢
أمر يدعو للدهشة أن يصر كوفي عنان، ومن إيران، أن إيران هي «المفتاح الذهبي» لوقف المجازر في سوريا. ولم يقل لنا عنان لماذا إيران تحديداً. هل لأن عناصر إيرانية موجودة على الأرض السورية، دعماً لنظام الأسد، تقتل وتعذب كل ضابط أو عسكري يرفض أوامر قتل المدنيين من المعارضة؟ أم لأن حزب الله، برعاية إيرانية، شريك في جرائم الأسد وبالتالي يكون الحل في طهران؟ موقف كوفي عنان الغامض يعيدنا إلى أسئلة وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة الأسبوع الماضي، خلال مؤتمر أصدقاء سوريا في باريس، عن غياب عنان المشبوه عن المؤتمر وهو من صميم مسؤولياته. ولعل الشيخ عبدالله بن زايد لم يسأل أسئلته تلك، بألم وإلحاح، لولا الإحباط -وربما الشكوك في دور عنان أو تواطئه. آلة الموت الأسدية تواصل زحفها على المدن والأرياف السورية. والمئة قتيل، وأكثر، يومياً أصبح خبراً يومياً مألوفاً لم يعد يستفز الضمير العالمي. وبشار الأسد يواصل -بكل وقاحة عناده وتحديه للمجتمع الدولي مراهناً فقط على الحل الأمني لقمع غالبية الشعب السوري التي ترفضه ويصر على البقاء في السلطة مهما يكن الثمن. ومع ذلك يأتي عنان، من إيران، منادياً بأن الحل في طهران. إذن فلتكف إيران يدها عن الشأن العربي وتنشغل بقضاياها واقتصادها المنهار. ولو كان كوفي عنان محايداً فعلاً لأدان إيران، من إيران نفسها، على دعمها المخجل لنظام…
آراء
الأربعاء ١١ يوليو ٢٠١٢
في مجتمعنا تغلب العاطفة في الحكم على الأمور ولا سيما في موضوع مثل إعفاء معالي د/ عبدالله العثمان الذي صاحبت فترة إدارته للجامعة إحتواء وسيطرة كبيرة على الإعلام بالرغبة والرهبة لرؤساء التحرير وأيضاً ما يسمى ويطلق عليهم "الكُتـَّاب المؤثرين" بالدور الخامس!، مما ساهم في صنع صورة تخيلية مثالية عن إدارة جامعة الملك سعود يشوبها الكذب والتزييف. لقد كان هناك خلط خطير بين الصفات الشخصية للدكتور العثمان في الجانب الإنساني وتواضعه ومهارات المبادرة والقيادة لديه وعفة يده من جهة، ومن جهة أخرى أدائه العملي والإداري في تسيير دفة الجامعة خلال السنوات الخمس الماضية أدت إلى أحكام عاطفية خاطئة عند كثير من الكتاب والمغردين. إن إقالة د/ عبدالله العثمان كانت لها حيثيات ينبغي التوقف عندها وتأملها ودراستها للاستفادة منها. لقد كان واضحاً لكل من حضر لقائه الأول مع أعضاء هيئة التدريس بعد تعيينه مديراً لجامعة الملك سعود قبل خمس سنوات عندما قال مراراً وتكراراً أنه سيكون فاشلاً إن بقي في هذا المكان بعد أربع سنوات، في إشارة جلية لطموح توزيره، وكذلك ما ينقل عنه بقوله "يا أطلع ويشير لأعلى أو أطلع ويشير للباب!" وهنا خلل كبير يفسر الأحداث الدراماتيكية التي حدثت لاحقاً. الأخطاء الكبرى التي أدت في نظري إلى إعفاء د/ عبدالله العثمان هي: (1) شغف د/ العثمان الكبير بالإعلام والأضواء، جعلته…