آراء

آراء

أصدقاء سوريا

السبت ٠٧ يوليو ٢٠١٢

أمس، في مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في باريس، رأى العالم أن سوريا تعود، تدريجياً، لأهلها. ثمن باهظ يدفعه السوريون منذ أربعين عاماً من أجل استعادة وطنهم. اختطف آل الأسد سوريا بتاريخها العظيم وحولوها إلى «غنيمة» لطائفتهم. المؤلم أن سرقة سوريا تمت باسم العروبة والبعث ومقاومة العدو. ومن لديه أدنى شك في نظرة آل الأسد الطائفية لسوريا فليفكر في آلية القتل المنظم ضد السُنَّة تحديداً في سوريا. نحن – بالتأكيد – ضد الظلم والقتل الموجه لأي أحد، في سوريا أو خارجها، باسم الطائفة أو تحت أي ذريعة. ونحن بكل تأكيد ضد التحريض الطائفي، أياً كان شكله ومصدره. ولكننا – في المثال السوري – معنيون أن نفهم كيف يفكر النظام الطائفي في سوريا مع التذكير بأن هذه السياسة الطائفية (العنصرية) كانت من مبادئ نظام آل الأسد منذ بداياته. ولهذا جاء مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في باريس أمس من مؤشرات اقتراب الفرج في سوريا. لا حل مع نظام قمعي وهمجي وعنصري إلا باللغة التي يفهمها: القوة. والسوريون قالوها صراحة: ادعموا الجيش الحر وسنحرر سوريا. والدعم الأساسي – ولنقلها صراحة – يأتي بتزويد الجيش الحر بالسلاح النوعي لمواجهة آلة الموت التي يمتلكها نظام الأسد بدعم روسي صيني إيراني لم يتوقف. ودعم الجيش الحر عسكرياً قد يكون أفضل الحلول لمواجهة مخاطر انتشار الجماعات المسلحة التي…

آراء

«أرامس» في مدينة لن تعود

الخميس ٠٥ يوليو ٢٠١٢

أسافر كثيراً، كلما كنت في مطار، ولدي الوقت الكافي للتسكع في سوقه الحرة، أتوجه لقسم العطور فيه، أبحث عن عطر أرامس، أبخ منه عدة بخات، ثم أمضي خارجه دون أن أشتري زجاجة منه، استنشق عطره الذي يذكرني بأيام زمان.. زمان جداً. أرامس من العطور الكلاسيكية التي بقيت حتى اليوم، قليل هي العطور التي تعيش أكثر من عقد من الزمان، ولكن أرامس واحد منها، عرفته منذ أيام الثانوية عندما اشتريت في العيد أول زجاجة منه، كانت بنحو 60 ريالاً، مبلغ كبير بأسعار ذلك الزمن، ربما لو وفرت قيمة عشرة منها لاشتريت قطعة أرض بأسعار ذلك الزمان. لا بد أن لدى النساء أيضاً عطوراً كلاسيكية، تعطرت بها الأم والجدة والحفيدة اليوم، أخمن أن شانيل 5 منها. أرامس ورائحته القوية تحملني إلى أيام زمان، أتذكرها الآن مبتسماً، في المدينة المنورة التي رحلت، بكل تفاصيلها الجميلة، بناسها وعاداتها، ليس بمبانيها فقط، حتى البلاد التي مرت بحرب وقصف، بقي بعض من عبق تاريخها، وحافظت على شخصيتها، المدينة لم تمر بحرب وإنما مرت بعاصفة سميناها «نهضة» أو «طفرة». ما الذي أحن إليه في مدينتي؟ اللون البني الغامق في أعمدة الحرم المدني بعمارته المجيدية العثمانية التي لا تزال قائمة «الحمد لله»، كان يضفي على المكان هدوءاً وشعوراً بالبرودة، أحد ما قرر أن البني الغامق غير مناسب، واستبدله…

آراء

في جدوى الديمقراطية

الخميس ٠٥ يوليو ٢٠١٢

أثارت حالة "الربيع العربي" جملة كثيرة من التساؤلات على مختلف المستويات، ومنها من يمثلون النخب الفكرية العربية، إذ كان بعضهم قبل قيام الثورات لا يؤيد فكرة وجود ديمقراطية عربية لأسباب عدة منها أن العرب بانتماءاتهم القبلية والطائفية والعرقية غير صالحين للديمقراطية، ويرى آخرون أن اختصار مسألة الديمقراطية في انتخابات شكلية يسيء إليها ويجعل الشعوب تنفر منها. إلى ذلك، يعلل الكثير أن الوصول المتأخر للديمقراطية إلى البلاد العربية أدى إلى الخلل الأكبر في تكوينها العام وفهم الناس لها، فقد عجنها الغرب وغربلها ثم صدّرها إلى الشرق في هيئة مسخٍ عن حالتها الأم، فلم يفهمها الشرق إلا من باب ادعاء وجودها، فظهرت في خطابات الطغاة لتبرير استبدادهم، وصارت شعارا لهم كلهم في انتخابات هزلية أو "استفتاءات" كم تندر العرب وغير العرب على نسبتها التي كانت غالبا 99.99%. والديمقراطية بهذا الشكل تصبح مفصلة على مقاس "الزعيم" الأوحد، وإن اختل المقاس قليلا نتيجة مطالبة جماهيرية بالديمقراطية الحقيقية أو ممارسة شعبية سليمة، فإن ذلك الزعيم على استعداد لتجنيد قواه الأمنية والعسكرية وفعل أقصى ما يستطيع من قمع وقتل وسحل وسجن لإعادة المقاس إلى الوضع الذي صُمم من أجله. وهذا ما حدث في دول "الربيع العربي" مع اختلاف نسب القمع بين دولة وأخرى. بعد مرحلة "الربيع العربي" ومع سلبية كثير من النخب الفكرية والثقافية تجاه سعي…

آراء

تحولات مصر الموعودة

الخميس ٠٥ يوليو ٢٠١٢

يتجسد التاريخ في مصر كائناً حياً ذي قدرة أبدية على مواصلة المنشط البشري على ضفاف النيل والأهم من ذلك القابلية لإجتراح تحولات مفصلية في مسيرة الثقافة المصرية بل والعربية كذلك. تحولات لا تبدو واضحة في سماء المرحلة الإنتقالية التي تمر بها مصر حالياً. المرحلة الإنتقالية التي تموج بصراعات حية ويومية على شكل الدولة، تلك الصراعات تبدأ من الاستحواذ على كعكة قطاعات وأجهزة الدولة الصلبة إلى جدل بيزنطي ولكن صحي أيضا يتردد صداه عبر الإعلام المصري حول هوية الدولة وماهية الفكرة التي تقف خلفها. يجب علينا أن ننتبه هنا إلى أن التاريخ إذ يصنعه البشر سواء بأفعالهم المتراكمة أو بهباتهم المفاجأة التي لا تعرف اللونين الأبيض والأسود فحسب، بل تتخللها الكثير من الظلال المواربة والمناطق الرمادية بين المثاليات التي تحرك جماهير الناس وينّظر لها المشتغلون بالسياسة والفكر ووقائع الحاضر، ونقصد هنا حاضر العرب بكل مافيه من احتقانات اجتماعية واقتصادية وسيناريوهات تفكك كياني يزّنر عدداً لا يستهان من بلدانهم، لذا كان من الطبيعي حد البداهة توقع أن تكون مآلات الثورات العربية المتتالية والتي أنحرفت في غالبها عن مسارها السلمي مرتبطة بتجربة الحراك الشعبي المصري التي استطاعت أن تمضي في درب الآلام الخاص بها رغم كل الكبوات التي لم تغير الإتجاه العام (دون نسيان الثورة التونسية) والسؤال هنا : لماذا؟ وإلى أين تتجه…

آراء

جامعاتنا: نهاية البريستيج!

الخميس ٠٥ يوليو ٢٠١٢

إعفاء مديري جامعتين سعوديتين وتعيين مديرين جديدين لهما قرار يصب في مصلحة الطلاب أولاً. وهذا عين العقل. نحن بأمس الحاجة أن تكون اهتمامات جامعاتنا منصبة على الطالب قبل غيره. ومهم جداً أن تكون إدارة الجامعة في صف الطالب لا ضده. ومسألة «البهرجة» الإعلامية التي انشغلت بها بعض جامعاتنا، على حساب هموم الطلاب وتطوير مخرجات التعليم، ضررها أكثر من نفعها. ولهذا فرحت كثيراً بالتعديلات الأخيرة في المناصب العليا لجامعتين من أهم جامعاتنا. فالأحداث الخطيرة التي شهدتها جامعة الملك خالد ما كان لها أن تمر من دون تحقيق ومحاسبة. ولو لم تتم المحاسبة لزاد إحباط طلاب الجامعة واشتعل غضبهم. ما مضى مضى. ولكن لنتعلم من دروسه. وأهم الدروس أن إدارة الجامعة – أي جامعة – لا بد أن تضع مصلحة الطالب فوق أي اعتبار. فالطالب الجامعي مهموم جداً ليس بالأربع أو الخمس سنوات التي سيقضيها في جامعته ولكنه مهموم أكثر بما بعد الجامعة. سنوات الدراسة الجامعية، في أغلب الجامعات في العالم، تعد من أجمل سنوات العمر. وهي أيضاً معمل جاد يهيء الطالب للمستقبل بتحدياته وإحباطاته وفرصه. إن الجامعة التي تركز اهتماماتها على «البريستيج» الكاذب، من خلال الفرقعات الإعلانية، ولا تعطي ذات الاهتمام لتحسين وضعها الأكاديمي، إنما هي مثل من يعتني بمظهر سيارته الخارجي فيما ماكينتها لا تقوى على السير مسافة نصف ساعة.…

آراء

«ملتقى الباذنجان»

الأربعاء ٠٤ يوليو ٢٠١٢

1- في إحدى دول الشرق الأوسط تم منع ملتقى ما وليكن اسمه «ملتقى الباذنجان» مثلاً، قبل المنع قرأت عن الملتقى وقلت في نفسي التي تأمرني بالتأمل أحياناً: هؤلاء هم نفس الجماعة التي ساهمت في منع ملتقى آخر قبل بضعة أشهر – وليكن ملتقى الكوسة مثلاً – واليوم يتباكون على منع ملتقاهم. الأمر ليس له علاقة بالعقل فأنا مجنون وهم كذلك، الأمر له علاقة بالتاريخ، كل الحروب والمعارك والمجازر والدمار والتحريض على مدى التاريخ حدثت لأن مجموعة ما تريد أن تفرض نفسها على المجموعات الأخرى مهما كان الثمن، الإنسان البدائي في زمن التوحش كان إذا جاع يهجم على الإنسان الآخر ويسرق منه طعامه وشرابه و«فنيلته» الداخلية أحياناً ثم يهرب، فيقوم الإنسان المسروق بالترصد لهذا السارق لسرقة طعامه وشرابه و«فنيلته» الداخلية من جديد، فالبشر طوال هذا التاريخ لم يتعلموا ولم ولن يتوقفوا عن ممارسة هذا الخطأ إلا بعد استخدام شيء جميل يدعى «القانون» الذي يسود فوقنا جميعاً وينبع منا جميعاً، ومن دونه نبقى في «عصر الباذنجان». 2- بالصدفة فقط وعبر إعلان مجاني علمت أن الرئيس الأمريكي أوباما سيلتقي بمؤيديه من الحزب الديموقراطي في إحدى القاعات بمدينة بوسطن، هذه القاعة تبعد ثلاث دقائق عن مقر سكني هذا الصيف، لا لافتات، لا شعارات، لا صور للزعيم القائد، لا قصائد شعر، ولا مواطنين يصفقون وهم…

آراء

جيل «السكتة»

الأربعاء ٠٤ يوليو ٢٠١٢

لكل واحد منا مجموعة «طويلة الأجل» من الأصدقاء. وأعني بها «الشلّة» من أصدقاء حارة الطفولة أو من زملاء المرحلة الابتدائية أو ما بعدها حتى الجامعية. البعض يتأخر في انتقاء الشلّة الطويلة الأجل حتى يكونوا ربما من زملاء التجربة الوظيفية الأولى. وجود هذه «الشلّة» الأثيرة، وامتداد العلاقة معها منذ ذلك العهد القديم حتى اليوم لا يعني انتفاء وجود مجموعات صداقية أخرى حديثة العهد، وقد تكون العلاقة معها أعمق وأكثر نضجاً.. لكن القديم يبقى له نكهة وطعم مختلف! (راجع مقالتي: شيخوخة الشباب، صحيفة «الحياة» 30/ 7 / 2008). تمر هذه العلاقات، المتقادمة خصوصاً، بتحولات الحياة الطبيعية، من ارتقاء أو اغتناء أو انتكاسة صحية أو مالية أو شهرة أو عزلة، لكن أكثر التحولات تأثيراً في هذه الحياة هو الموت! علاقتنا مع الموت «فن»، هو بالطبع فن كريه لا نريده ولا نختاره، لكنه فن إلزامي يدندن على أسماعنا دوماً لحن القطيعة مع سائر فنون الحياة الأخرى. من فنون الموت المتينة والأساسية هو سيناريو المغادرة! حين كنا أطفالاً كان الموت بين مجموعة أقراننا نادراً، وإذا حدث أن مات أحد في عمرنا ذاك وسألنا عن سبب وفاته، قالوا: غرق في بركة أو صدمته سيارة عند باب بيتهم. ثم تعقب الخبر المفجع موعظة من الأهل في التحذير من السباحة كيفما اتفق أو من اللعب في الشوارع. في…

آراء

لماذا لا نكون مثلهم؟

الأربعاء ٠٤ يوليو ٢٠١٢

أمس، في مترو باريس، وقد شاهدت آلاف الناس تنتقل من محطة لأخرى بكل انسيابية ونظام، تساءلت: لماذا لا نكون مثلهم؟ ما الذي ينقصنا لكي نبني طرقاً وسككا حديدية ومطارات منظمة نظيفة وعملية؟ وفي البرازيل، قبل أيام، وأنا أشاهد مساحات واسعة خصصت لحدائق وملاعب عامة، تساءلت أيضاً: لماذا لا يكون لدينا مثل هذه الحدائق وممرات المشاة والشواطئ الجميلة التي هي ملك عام لم تطالها «شبوك» أو أيد عابثة؟ أكثر ما أثارني وأنا أسأل هذه الأسئلة أن هذه البنى التحتية المتينة بُني أكثرها منذ عقود ومع الصيانة والرقابة والمتابعة، ما زالت تعمل بحيوية كما لو أنها بنيت أمس. حتماً أن من يبني بنية تحتية قوية، لا تطالها يد الفساد لا من قريب أو من بعيد، إنما يستثمر عملياً للمستقبل. وهذه الخدمات – من مواصلات وحدائق عامة – لم تعد تكلف خزينة الدولة إلا أقل القليل لأنها بنيت على نظام «التمويل الذاتي» الذي يجعل مستخدميها يشعرون فعلاً أنهم شركاء في تلك المنجزات ومعنيون بالحفاظ عليها. وما زلت أسأل: بالله عليكم ما الذي ينقصنا كي تكون لدينا بنى تحتية متينة تكون لنا استثماراً في المستقبل وتذكرنا، بها، أجيالنا المقبلة بالخير؟ متى تكون هذه المشروعات عندنا مشروعات وطنية -لا تجارية – نتباهى بها لأنها عملياً منجزات تعد «مفخرة وطنية»؟ متى نرى خطوط سكة الحديد وقد…

آراء

مصر… بلا فرعون

الثلاثاء ٠٣ يوليو ٢٠١٢

الذي فاز بمنصب الرئيس في مصر، أمس الأول، ليس «إخوانياَ» أو سلفياَ أو ليبرالياَ أو ماركسياً. الذي فاز كان «مصرياً» جاء من وسط زحام المصريين. ولذا فمن البساطة، أو التبسيط، اعتبار كل من فرح بفوز محمد مرسي هو «إخواني»، والحال كذلك عند اعتبار كل من أيّد أحمد شفيق معادياً للدين. الذين فرحوا بفوز محمد مرسي هم: «إخوان مسلمون»، وإسلاميون ليسوا «إخواناً مسلمين»، ومسلمون ليسوا إسلاميين، ووطنيون أقباط ليسوا مسلمين، وثوريون ليس في أجندتهم لا الإسلام ولا القبطية، ومواطنون اعتياديون يريدون التغيير. وعلى المنوال ذاته يمكن رسم طيف المؤيدين لأحمد شفيق أو بالأصح، المستائين من فوز مرسي. والذين فرحوا بنتيجة الانتخابات ليسوا كلهم يريدون الدولة الدينية أن تحكم مصر، وإلاّ لما رأينا ملتحين ومحجبات يؤيدون شفيق وحليقين وسافرات يؤيدون مرسي. في داخل كل ناخب مصري ذهب إلى صندوق الاقتراع كانت توجد شخوص عدة في جسد واحد: الشخصية الدينية والشخصية الوطنية والشخصية النفعية والشخصية العبثية. وهكذا هي صفات كل ناخب ديموقراطي في أي بلد. يختلف طغيان شخصية عن أخرى وفق نضج التجرية الديموقراطية ووفق المناخ الشعبي المهيمن. من خلال النسبة المتقاربة لمرشحَيْ الرئاسة المصرية يتضح أن كثيراً من شباب الثورة المصرية لم يكن يرغب في أن تذهب رئاسة مصر إلى «حزب» الاخوان المسلمين، لكنهم أُسقط في يدهم حين وجدوا أنفسهم أمام خيارين…

آراء

العولمة في فرنسا

الثلاثاء ٠٣ يوليو ٢٠١٢

 حينما كانت «العولمة» جدالاً عالمياً خلال التسعينات من القرن الماضي كان الفرنسيون من أشد من يعادي فكرة العولمة. وحجتهم كانت أن العولمة ليست سوى غطاء أنيق لمشروع أمريكي يهدف لأمركة العالم. صباح أمس، وفي جولة ممتعة في منطقة اليورو ديزني، في ضواحي باريس، رأيت الفرنسيين في قلب «الأمركة» من خلال أهم رموز أمريكا اليوم: ديزني لاند، ماكدونالدز وستار بوكس. في كل مرة أزور فيها فرنسا أشعر أن أعداداً أكبر من الفرنسيين يتحدثون الإنجليزية. وإن كنت من زوار فرنسا فتأمل في الهواتف الذكية الأكثر انتشاراً بين شباب فرنسا اليوم. لقد أثمرت جهود ستيف جوبز في انتشار منتجات «أبل» بين شباب العالم ومنهم الفرنسيون. إننا في زمن يقترب فيه العالم من بعضه أكثر فأكثر. ومع الوقت سوف تتأسس قيم عالمية (شبابية) جديدة تجتمع تحت مظلتها أجيال قادمة من شرق الأرض وغربها. ثمة تفاعل إنساني سريع بين الثقافات المتنوعة التي هي تجارب إنسانية يمكن أن تنتقل من مكان لآخر بسرعة وسهولة. ولم تعد «الخصوصية»، ثقافية كانت أو سياسية، عائقاً أمام الجيل الشاب أن يتواصل مع أقرانه من كل أنحاء العالم. ولم يعد بإمكان أحد أن يعزل نفسه عن هذا العالم المتجدد سريع الحركة خوفاً على «الخصوصية» أو إدراكاً بأن العالم يتحرك سريعاً. فالعزلة تعني الموت. ولا سبيل أمام أي أمة تسعى للبقاء في…

آراء

الأمير سلمان وعامل جديد في الخلافة السعودية

الإثنين ٠٢ يوليو ٢٠١٢

منذ وفاة الامام محمد بن سعود اول حاكم سعودي للجزيرة العربية عام 1765 كان للعمر وحده القيمة الحقيقية في خلافة العرش على مدى مائة عام . وتجسد ذلك اثناء انتقال الحكم الى ابنه الاكبر سعود ثم ذريته من بعده عبد العزيز و سعود ثم عبد الله التي سقطت الدولة السعودية الاولى في عهده على يد القائد العسكري المصري ابراهيم باشا ابن محمد علي. وفي عهد الامام تركي بن عبد الله الذي اقام الدولة السعودية الثانية دخل عنصر جديد في الخلافة هي الجدارة السياسية والعسكرية فتولى الحكم بعده ابنه الامام فيصل بن تركي ليس بسبب سنه فحسب بل وباعتباره قائدا عسكريا وسياسيا قديرا ايضا استطاع الثأر من قاتل ابيه واسترداد الحكم. وبعد وفاته تنازع ابناه سعود وعبد الله في خلافته حول اهمية الجدارة السياسية ام الاسبقية بالعمر. وبسبب هذا الصراع الذي خلفته المنافسة السياسية وليس ارساء نظام حكم متطورسقطت الدولة السعودية الثانية ما قوض نظرية العمر في الخلافة . وعندما استعاد الملك عبدالعزيز ملك اجداده بتأسيس الدولة السعودية الثالثة اعتمد العمر في الخلافة وهو الخيار التقليدي تاريخيا . وبعد تسلم ولي العهد سعود الحكم نشأ بسبب المصاعب المالية التي واجهت حكومته وبسبب الصلاحيات جدلا مع ولي العهد فيصل الى ان تولى الاخير رئاسة مجلس الوزراء لكن الملك حل الحكومة وشكل حكومة…

آراء

في الرياضة والانتقام من الألمان

الإثنين ٠٢ يوليو ٢٠١٢

بعد الهزيمة الكبيرة التي مني بها منتخب ألمانيا لكرة القدم أمام فريق إيطاليا، قبل أيام، شعرت أن الله قد انتقم لي من الألمان بعد مرور عشر سنوات على مقلب ألماني أكلته فجر يوم بائس في بوسطن. وهنا القصة. خلال بطولة كأس العالم 2002، صادف أنني كنت أسكن مع أصدقاء ألمان يقيمون في بوسطن. أصر صديقي، سباستين، وهو أستاذ في الإم آي تي، أن أرافقه فجراً لمقهى قريب يعرض مباريات كأس العالم. وكانت المباراة «الفضيحة» بين ألمانيا والسعودية. ذهبت والنعاس ما زال مهيمناً. جاء الهدف الألماني الأول. صرخ سباستين من الفرحة وكأن وجودي معه قد منحه الفرصة الذهبية للاستعراض بالهدف الأول. تتابعت الأهداف الألمانية سريعاً. وعند كل هدف ألماني يواصل صديقي صراخه أمامي كما لو كنت فعلاً مدرب المنتخب وقتها. بعد الهدف الخامس خفت نشوة النصر عند سباستين. كأنه لحظتها أدرك أن الفوز بتلك الطريقة محرج حتى للفريق الألماني نفسه. اعتذر لي صديقي متعاطفاً معي بعد الأهداف الثمانية المخجلة. وهو لا يعلم أن الرياضة عندنا ما تزال ضحية الأهواء. صديقي جمال الشحي، وهو لاعب كرة قدم إماراتي سابق، يصف حال كرة القدم في الخليج بـ«قليل من الرياضة كثير من السياسة». فالرياضة عندنا، مثل أي شيء آخر، مُسيسة. ومع الوقت، ملّت الناس من أنديتنا ورياضتنا. ثم فتح الله علينا بتقنية الاتصال الجديدة.…