آراء
الإثنين ١٣ فبراير ٢٠١٢
وشهد شاهد من أهلها! لقد ثبت علمياً أن جميع أجناس البشر ينحدرون من أصول عربية. يعني أن كل العالم عرب! هكذا خلصت دراسة في علم الوراثة بجامعة “ليدز” حسب ما نشرته مؤخراً وكالة أنباء الشرق الأوسط. إذن نحن أصل العالم؟ وكل أجناس البشر، من أقصى الشرق وأقصى الغرب، هم أولاد عمنا ومنا وفينا؟ لكنني حينما قرأت الخبر سألت نفسي: وهل نحن ناقصون استعراضاً وتعالياً على كل الأمم؟ ألم نمن على العالم أننا اكتشفنا الصفر ولولا هذا الصفر العظيم لما نشأت حضارات ولا ظهرت اكتشافات؟ ألم نرفع ضغط العالم بالخوارزمي وابن سينا وابن بطوطة؟ ألسنا من أشغل نفسه وأشغل العالم كله بالحديث الطويل والممل عن أمجاد الماضي وأخباره، الصحيح منها و”المزبرق”؟ اليوم معنا كامل الحق أن نذّل العالم كله بهذا الاكتشاف الجديد. فشكسبير فعلاً طلع الشيخ زبير كما أفتانا القذافي وسخرنا به. وسيتسابق العرب على تصنيف أصول مشاهير العالم ومجانينه. سيظهر لنا من يزعم أن بيل كلينتون من حمولته وآخر سيقسم بأغلظ الأيمان أن في كاسترو عرقاً من قبيلته. وهكذا تصبح كل الحضارات الإنسانية عربية لأن أصحابها من أصول عربية. تقول الدراسة إن كل الأجناس البشرية “قد أمضت مئات الآلاف من السنين في بلاد العرب قبل أن يهاجروا إلى أوروبا وآسيا والمناطق الثلجية والأمريكيتين في العصر الحديث”. يا ساتر! ماذا لو…
آراء
الأحد ١٢ فبراير ٢٠١٢
إلى عهد قريب، ما كان بإمكاننا أن ننشر أفكارنا على الملأ سريعاً. كانت المسألة معقدة: تكتب أفكارك ثم ترسلها للجريدة ليستقبلها صف طويل من «طوال الشوارب» من محررين ومدققين ورؤساء تحرير يقررون هل يجوز نشر رأيك أو لا يجوز. فيما مضى، لن يُنشر لك حرف واحد لو «اشتُمت» فيه رائحة غريبة حتى لو انطبقت السماء على الأرض. فوراء المراقبين مراقبون. أما اليوم فحبل النشر على الغارب. وقد استوى -في النشر- الذين يعلمون والذين لا يعلمون. اكتب. انشر. غرد. فتويتر قد أعطاك كل المنابر. ولا أظن أن مؤسسي تويتر أدركوا معنى أن تعطي بعض العرب منبراً للتعبير الآني والمكشوف وما يفضي إليه أحياناً من «صراخ» و»فوضى» و»قلة أدب». وفوق ذلك فقد قدم تويتر أكبر خدمة لأجهزة الرقابة العربية. أصبح المواطن العربي اليوم -عبر تويتر- مخبراً على نفسه، يُبلغ عن نفسه إن قرأ كتاباً أو التقى صديقاً أو فكّر في فكرة. ولأننا أمة تحب «الفضفضة» فقد أتاح لنا «تويتر» أن نفضفض بكل فكرة حتى إن كانت وليدة اللحظة. وكل كلمة تكتبها في تويتر مرصودة و»في الحفظ والصون». وحتى لو كان ما تكتبه ليس سوى أفكار عابرة ووليد اللحظة فالمرء في بلداننا اليوم يؤخذ بجريرة أي كلمة يغرد بها في تويتر. كم من تغريدة قالت لصاحبها دعني! الأخطر أن ذلك الرقيب الذي كنا…
آراء
السبت ١١ فبراير ٢٠١٢
كانت ليلته قلقا وأرقا. غزته الهموم من كل صوب. تقلب ذات اليمين وذات الشمال وما هزم الألق. كان يرى الجانب الأسوأ من كل شأن مر بفكره. تزاحمت الهموم في رأسه. ولم ير ضوءاً في آخر النفق. نهض من سريره ليتوضأ. صلى ركعتين وكان في أصدق حالات الخشوع. بدأ الضوء يدب في قلبه. ثم استعرض قائمة بأسماء الأصدقاء الذين يأنس لهم حتى وجد أحدهم يرحب بفكرته: فنجان قهوة في الصباح الباكر. ولم يعد من قهوته تلك إلا ومعه أكثر من مفتاح لأبواب الحل والأمل. حينما تظن أن الأبواب كلها مغلقة في وجهك فانهض وأطرق باب ربك. لن تعود خائباً. ابحث دائماً عن الصديق الذي يرى في نجاحك نجاحه. فكم من صديق ساعدك – ولو على فنجان قهوة – كي ترى الأبواب المفتوحة أمامك وما كنت لتراها وأنت غارق في سوداويتك. ما ضاق هماً من رزق بصحبة الأنقياء. ابتعد دائماً عن أولئك الذين يبالغون في وصف الجانب السيئ من مشكلتك. وابتعد أيضاً عن أولئك الذين يبالغون في تبسيط مشاكلك. كن مع أولئك الصادقين في نصيحتهم الواقعيين في اقتراحاتهم. إنك لن تقوى على مواجهة مشكلة إن كنت – بداخلك – مقتنعا أنها لن تحل. لا توجد مشكلة من دون حل. المهم أن تتعرف على أفضل الطرق التي توصلك لبر الأمان. تلك مهمة تتطلب…
آراء
السبت ١١ فبراير ٢٠١٢
«عزيزي الذي لم أُحبه يوماً.. هل ما زلتَ تذكرني؟ لا أدري إن كان هناك من يذكرني حقاً! لقد كنتُ أكرهك جداً، وطوال سنين قضيتها متتبعاً لأخطائك، مقتفياً لزلّاتك، كان كرهي لك يزداد يوماً بعد يوم. كنتُ أغضب كلما سمعتُ أحداً يُثني عليك، وكنتُ أستعيذ بالله كلما وقعت عيناي على شيء كتبتَه. إلا أنني أعترف الآن: كنتُ أحب أسلوبك الصريح، وحججك التي كنتَ توردها عندما تتحدث عن خلل في المجتمع، أو في الإنسان. كنت أحب عملك وأكرهكَ أنت.. نعم أنت، حتى أحسستُ أن الكُرْهَ قد استحال كائناً بشرياً يقفزُ في وجهي كلما نظرتُ إلى المرآة. عزيزي الذي لم أحبه يوماً.. أعترفُ الآن: لم أكتفِ بشتمك، وتشويه سمعتك، واتهامك بهتاناً وزوراً، بل ذهبتُ إلى حد تمني موتك حتى طالبتُ يوماً بإقامة الحد عليك وقتلك عندما هنّأتَ النصارى، الذين يتآمرون علينا ويكرهوننا ويصنعون لنا الدواء والسيارات والهواتف والأحذية… بأحد أعيادهم. ولأنكَ كنتَ، كما قيل لي: (ليبرالياً). لم أدرِ ماذا كانت تعني تلك الكلمة، ولكنها كانت بالنسبة لي رديفة للشيطان، أو لكل شخص سيء يحارب الدين ويبغي زواله. ولكنني فهمتُ أخيراً أن الليبرالية هي استقلال الفرد، واحترام الحريات الشخصية، وحماية الحريات الاجتماعية والسياسية والمدنية. لن تصدقني لو قلتُ لك إنها كانت المرة الأولى التي قرأتُ فيها كلمات كـ (احترام) و(حريات) فلم يسبق لي أن…
آراء
الجمعة ١٠ فبراير ٢٠١٢
كتب تحت هذا العنوان قبل زمن ولا بأس من الإعادة للتذكير! لماذا ما إن انتقد مثقف موقفا تنمويا خاطئا أو بحث عن رؤية تنموية جديدة في وطنه حتى اتهم بأنه يبحث عن وزارة؟ أستغرب أيضاً أن من يلقي هكذا تهمة يظن أن “الوزارة” هي غاية مطاف الأحلام الكبيرة وكأن صاحبها قد حقق المجد كله أو أن منصب الوزير هو للتكريم و ليس للعمل الجاد والركض المضني. لكن البعد الثقافي في مثل هذه التهمة – طلب الوزارة – يغريني بطرح أسئلة أكثر: ما الذي يمنع المرء خاصة إن كان مؤهلاً من أن يطمح في الوزارة؟ ولماذا نستكثرها على المؤهل الطموح إن عبر علانية عن طموحه بالمنصب الأعلى في قطاعه؟ قال لي يوماً صديق من طلب الإمارة فلا تؤمروه. وقلت له لا يا شيخ! الغريب أن أكثر من يستدعي مقولات التراث من تلك التي تستكثر على المرء أن يعبر علانية عن طموحه في المنصب هم أناس يقبعون على كراسي المناصب العليا طويلاً. يعني حلال عليهم حرام على غيرهم! أما أحد زملاء الدراسة من أمريكا اللاتينية فما أن عين وزيراً للمالية في بلاده حتى سألته: كيف أصبحت وزيراً؟ قال لي لأنه واثق من كفاءته فقد سعى علانية للموقع وفق نظام بلاده السياسي الذي يجعل الأحزاب تتنافس على المناصب القيادية العليا بكفاءات مرشحيها لا…
آراء
الخميس ٠٩ فبراير ٢٠١٢
الأخبار القادمة من نجران تتناقل ابتهاج أهلها بإطلاق سراح هادي آل مطيف بعد سجنه الطويل. هذا الحدث، على أهميته إنسانياً، فيه أبعاد أخرى، لعل المرحلة تفرض أن نقرأها بوعي وعقلانية. ما من مصلحتنا -كمجتمع- أن نعمق «الاحتقان» -أياً كان شكله- لأسباب كان من البساطة تلافيها أو تجاوزها. هادي دفع ثمن موقف غاضب، أو كلمة قالها في لحظة انفعال، وهو اليوم مع أسرته وقبيلته الكريمة، يحتفل بنهاية أزمته. لكن قصة سجنه درس علينا أن نقرأه جيداً. فلو أننا أدخلنا السجن كل «مراهق» تلفظ بكلمات جاهلة في لحظة انفعال أو تهور لأوجدنا في كل مدينة وعند كل قبيلة أزمة. ولو أننا أخذنا بكل فتوى أو نصيحة لربما خسرنا الآلاف من شبابنا؛ بسبب «رأي» لا يرى في الدين العظيم غير ما يراه من يعتقدون أنهم ملائكة وغيرهم شياطين. الحق أن صاحب القرار الأعلى في البلاد أكثر حكمة وأعمق رؤية، وإلا لو تركت المسألة لآخرين لكان أكثرنا في قائمة هادي آل مطيف، وربما أسوأ. هنا دعوة مخلصة أن تكون الحكمة والمصلحة الوطنية هما مرتكز نظرتنا وتعاملنا مع شبابنا، خاصة حينما يعبرون عن اختلافهم أو انفعالاتهم بلغة قاصرة أو متطرفة. ومن يعتقد أن كلمة جاهلة ضد الدين تشكل تهديداً للدين ذاته، فإنما يقزم ديننا العظيم كما لو أنه -حاشاه- مجرد فكرة عابرة قد تتهاوى أمام…
آراء
الأربعاء ٠٨ فبراير ٢٠١٢
ينادي بعض الناشطين في الإمارات والخليج بحملة منظمة ومستمرة للمطالبة باستعادة الجزر الإماراتية المحتلة من قبل إيران. في ظني أن الحملة يجب ألا تتوقف. توقيتها مهم خصوصاً ونحن نتوجس من “لعبة” دولية في المنطقة. من المهم ألا يعتقد أحد أن دول الخليج ستسمح أن تكون الجزر الثلاث كبش الفداء في أي تسوية قادمة. السكوت عن الجزر المحتلة ليس من شأنه فقط زيادة التمادي الإيراني في نظرته الفوقية لدول وأهل الخليج ولكنه أيضا -مع الوقت- قد يقلل من أهمية القضية عند الناشئة في الخليج. إيران تتعمد كثيراً تصعيد التوتر في المنطقة مستغلة الطائفية كورقة للمساومة أو الابتزاز. لم يعد المنطق مجديا في نظرتنا لمواقف إيران من دول الخليج خصوصاً وقد نجحت في استغلال الفراغ السياسي في العراق لصالحها. هي اليوم تشعر بقلق كبير إزاء قرب نهاية حليفها السوري. ومع زيادة الضغوط الاقتصادية والسياسية ستفتعل أكثر من مشكلة في المنطقة من أجل الخروج من مآزقها الداخلية والخارجية. أما الحكمة والصبر اللذان تعاملت بهما السياسة الإماراتية مع عنجهية الإيرانيين في قضية الجزر فلم يعدا صالحين مع نظام يشعل فتيل الفتنة في كل أرض عربية يجد فيها موطأ فتنة. أنت تتعامل بالعقل والمنطق حينما يكون خصمك ممن يؤمن بالعقل والمنطق في خصومته. لكن الراصد لسلوك إيران في السنوات الأخيرة سيلحظ أن الضغط الدولي يربك…
آراء
الثلاثاء ٠٧ فبراير ٢٠١٢
حينما كنا صغاراً في قرية قصية في الجنوب، كنا نسمع عن شخص من قرية مجاورة كان يدرس في فرنسا. كان مثل أسطورة يضيف الرواة فصلاً جديداً من فصولها كل مرة يحكونها. كان أحمد أبو دهمان يواصل دراسته العليا في باريس. وكانت أقصى مسافة في عالمنا لا تتجاوز أبها. فضول الطفولة يقود إلى اعتقاد أن عالما آخر، عالما جديدا، يختفي خلف الجبال التي تلف بناظري من كل اتجاه. ظننت يوماً أن فرنسا التي يدرس فيها أبو دهمان تقع خلف جبل من تلك التي تحاصر قريتي. كانت رحلة أبو دهمان الدراسية حافزاً للبحث عن ذلك العالم الغريب خلف جبال قريتي. بل كانت وقود هواجس الاغتراب من أجل البحث الذي لاينتهي عما يختفي خلف الجبال. جبل يقود لجبل. رحلة اكتشاف تقود لأخرى. كان أحمد يمثل لي “قدوة” في الذهاب للبعيد. في اكتشاف عالم يختفي خلف تلك الجبال. وكانت الخطوة الأولى في رحلة الاغتراب رحلة الدراسة الجامعية في الرياض. وبعد السنة الأولى في الجامعة ذهبت لزيارة أخي محمد في أمريكا وكان وقتها طالباً في ولاية منسوتا. يا له من عالم جديد وغريب وبعيد. هناك تأكدت أن هاجس الاغتراب قد تمكن مني. لكل تجربة ثمنها. لكننا دوماً نحتاج لتجارب من بيئتنا تحفزنا على قفز خطوة جديدة في مسيرتنا. وحينما تتذكر أن تجربة ما، لقريب أو…
آراء
الإثنين ٠٦ فبراير ٢٠١٢
إلى قريب، كنت وحيداً في صفحة «قضايا» كافياً «خيري شري»! لم يكن حولي جيران من كتاب الشرق المبدعين بل كنت مطمئناً أن قارئ «قضايا» ما أن يمل من قضاياه حتى يلتفت يساراً فيقرأ ما تيسر له من مغامرتي. ولهذا فإني أحذر العزيز عبدالرحمن الشهيب، وقد احتلت زاويته مساحتي في قضايا، ألا يعتقد أن مكانه الجديد صار ملكاً خالصاً إذ قد أعود قريباً وأظهرله صكوكاً تثبت أن المساحة إياها ملك ٌخاص ٌ وبأختام رسمية. أما وقد زج بي مع أصدقاء من نجوم الشرق في «الأخيرة»، فلعل شيطان الطمع يشعل فتيل الرغبة في التوسع شمالاً ولو قليلاً. سأحرص على الالتزام بأصول «الجيرة» لعلي لا أعتدي على زاوية إبراهيم القحطاني في ليلة ظلماء فيصبح وقد أخرجت له صك ملكية أصدره كاتب عدل ليس فيه مس من الجن، فلا يملك بعدها إلا «سنين الضياع» في المحاكم. وإن نازعتنا رغبة التمدد – يا أبا خليل – فشهودنا جاهزون وسيقسمون بأغلظ الأيمان أن مساحتك حق لي، أباً عن جد، حتى من قبل ولادة «الشرق». أما أخي منصور الضبعان فإني أحذره ألا يشمت أو يسخر من حرب الحدود بيني وبين ابن العم إبراهيم فقد أظهر له من الدلائل ما يثبت أن مساحته هي امتداد لمساحتنا وعندي من الشهود ما يملأ محكمة. وبما أن في ثقافتنا ما يوصي…
آراء
الأحد ٠٥ فبراير ٢٠١٢
أكتب هذا المقال على متن طائرة “فلاي دبي” المتجهة من دبي إلى أبها. شكراً فلاي دبي أن جعلتِ زيارة والدي وبعض أقاربي في أبها رحلة سهلة وسريعة وغير مكلفة. وشكراً أن أنقذت أمثالي من المرور بمطارات المدن الكبرى في بلادي حيث يكون السفر عبرها معاناة وهدر للوقت. في تلك المطارات، لا تستبعد بعد أن أكدت حجزك وودعت مودعيك أن تكتشف – من دون سابق إنذار – أن مقعدك قد نهب – عيني عينك – أو أن رحلتك قد ألغيت أو أجلت لأجل غير معلوم. تخطط أحياناً أن تسافر ليومين فتضطر أن تغيب عن أعمالك لأيام لأن مطارات المدن الكبرى ما زالت “مغرزة” في فوضى الزمن الذي مضى. أو أنها قد ازدادت تراجعاً. يا لسوء أحوالنا، كيف صرنا نفرح أننا لم نعد نمر بمدننا الكبيرة حيث ذكريات الصبى و موطن الأصدقاء الذين نشتاق فعلاً لرؤيتهم؟ سامح الله من “كرّهنا” في مطاراتنا ومن جعلنا نضع أيدينا على قلوبنا ونحن نسافر بين مدننا. أم أنهم أرادوا لنا أن نؤمن فعلاً أن من شروط المواطنة الحقة أن يمتحن صبرك وسعة صدرك على معاناة السفر في بلادك. كثيراً ما أقترح على بعض المسؤولين في بلادي ممن يتهمني بالمبالغة في وصف سوء مطاراتنا أن يجرب السفر كما يجربه أغلب الناس ممن لا يركبون طائرة خاصة ولا…
آراء
السبت ٠٤ فبراير ٢٠١٢
في المملكة العربية السعودية، كما في غيرها، نجوم اليوتيوب هم اليوم من نجوم المرحلة المؤثرين. ثمة ثقافة إعلامية جديدة تتشكل مع وعي شبابي جديد ليس له علاقة بالخطابات التقليدية في محيطه. جيل ليس بالضرورة متورطاً في لعبة «الأدلجة»، بين تيار وآخر، على حساب همومه واهتماماته اليومية. وحينما تقارن وعي وأداء نجوم اليوتيوب بمن سبقهم في الإعلام التقليدي والرسمي ربما تساءلت: من أين جاء هؤلاء الشباب؟ أو: هل هم فعلاً من كوكبنا؟ إنهم عملياً أبناء زمنهم لا زمن من سبقهم. مشكلة الإعلام التقليدي العربي أنه «مغرز» في مرحلة قديمة تجاوزها نجوم الجيل الجديد، بل ليس لهم علاقة بها. في جولة سريعة على أعمال بعض نجوم المرحلة الجديدة تدرك الفارق بين الإعلامي الذي ينتمي ليومه وآخر متورط في أمسه. وهنا قائمة قصيرة بنجوم المرحلة، نجوم اليوتيوب السعوديين، مع اعتذاري للقائمة الطويلة التي لا تسعها هذه المساحة: بدر صالح، فهد البتيري، فراس بقنه، ماجد أيوب، عبدالرحمن البلوي، محمد الغامدي (كلاش)، عبدالرحمن العمار، بدر الإبراهيم (و فريق مونوبولي) وعلاء المكتوم. بعض أعمال هذه القائمة يفوق عدد مشاهديها على اليوتيوب في أسبوع ما لا يتحقق لكثير من الأعمال التقليدية في سنة كاملة. السبب أن هذه الأعمال تخاطب جيلاً مختلفاً يريد أن يتحدث لغة عصره وأن يتعاطى مباشرة مع مشكلاته وهمومه. إنه جيل يعيش ظروف يومه…
آراء
السبت ٠٤ فبراير ٢٠١٢
أخبرني أحد العاملين في قناة تلفزيونية عن دراسة أعدتها شركة أبحاث متخصصة في الدراسات الإعلامية، حول أكثر البرامج مشاهدة في العالم العربي، فاحتلت الدراما العربية وبرامج الإفتاء المباشر رأس القائمة. وحدثني أحد أصدقائي أن زوجته أرسلت رسالة نصيّة عن طريق الهاتف إلى الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف تستفتيهم في قضية ما، فجاء الجواب بجواز فعل ما سألت عنه. فطلب منها زوجها أن ترسل نفس السؤال مرة أخرى بعد نصف ساعة، فجاءها الجواب بالتحريم. فتساءلتُ: لماذا يستميت الناس في البحث عن فتوى في كل شيء؟ وما الجدوى من توفير خدمات (الفتاوى المستعجلة) في كل مكان؟ فهناك عشرات المواقع الإلكترونية، والخدمات الهاتفية، التي لا تكتفي بالفتيا، بل تُفسّر الأحلام أيضاً، حيث قرأتُ قبل أيام إعلاناً وضعته إحدى الجهات (الرسمية) عرضت فيه رقماً مجانياً لاستقبال طلبات تفسير الأحلام! أستغرب كثيراً عندما أدرك بأننا أكثر شعوب العالم دراسة للدين وقراءة لكتب الشريعة، إلا أننا مازلنا أكثرها سؤالاً عن الأحكام الفقهية! وأشعر أحياناً بأن الناس لا تعرف شيئاً في الدين، وتخاف فعل أي شيء في الحياة دون الحصول على فتوى. وعلى الرغم من كثرة انشغالنا بإنتاج الكتب الشرعية، إلا أن معظم مؤلفاتنا الدينية هي إعادة إنتاج للقديم، ومعظم الاستشهادات هي نفسها التي نسمعها مذ كُنّا في المدرسة، ولا يكاد يأتي فقيه معاصر بشيء جديد إلا…