آراء
الأحد ٠٣ مايو ٢٠١٥
واجه شيجيتاكا كوريتا عام 1998 صعوبة بالغة في إيصال مشاعره إلى أبناء جلدته اليابانيين عندما يبعث لهم برسالة إلكترونية. يضطر في أحيان كثيرة أن يهاتف زميله حتى يوضح له أنه غاضب أو سعيد. فالكلمات القصيرة المحدودة في الإيميل، وقتئذ لم تشفع له بضخ انفعالاته في الرسالة. تصل ببرود شديد يصقع متلقيها. كانت طبيعة عمل كوريتا تتطلب أن يرسل إيميلات عديدة على مدار الساعة. إيميلات إلى زملاء وغير زملاء. تشتمل هذه الرسائل على مضمون حساس. شعر بالحرج لأنه يتبع كل رسالة باتصال. أحس أن الإيميل لم يساعده على تسهيل مهامه؛ بل عقدها. فكر في ابتكار وجوه تعبيرية بسيطة تكون مرافقة للكلمات التي يكتبها لتمنح الرسائل المشاعر المفقودة. برمج أكثر من صورة تعبيرية على الشبكة الداخلية في الشركة التي يعمل فيها لعلها تساعده على تأدية وظيفته على نحو أفضل. وسمّاها (إيموجي) وتعني الوجوه التعبيرية باللغة اليابانية. بعد مضي شهور قليلة أصبح كثير من زملائه يستخدمون هذه الوجوه التعبيرية البسيطة الباسمة أكثر منه. بعد مدة قصيرة طلبتها مؤسسات يابانية منه بعد أن فاحت رائحتها في الجوار. وفوجئ كوريتا عندما زار أمريكا لاحقا بالاستخدام الواسع للوجوه البسيطة التي ابتكرها بين الأمريكيين. والطريف أن كوريتا الشخص الذي أسس هذه الوجوه أكثر شخص يهوى العزلة والغياب ولا يحب أن يشاهد وجهه الكثير. يختفي خلف أجهزته. يكرر…
آراء
الأحد ٠٣ مايو ٢٠١٥
سأصدقك القول.. الحب من عند الله.. أحببته حين شدا بـ«صاير إنتا سندباد». كنت أحياناً أسمعها ثم أستغفر، وأحياناً أخرى أستغفر، ثم أسمعها! وأحببته حين وصل إلى ما يعرف بالقمة/القاع، بحسب المتحدث، وفي أي اتجاه يتحدث. أحببته حين أصبح ثورياً يطالب بالحريات، ويقف في وجه الميليشيات الدموية التي تعطي ولاءها لما وراء حدود العروبة، على حساب أبناء الوطن، والمصير الواحد، أحببته حين رحل أو حين جاء، وأحببته حين عاد أو حينما ارتحل، أو قل انتكس، إن شئت هذا، لا يهم بحسب أي أرض تقف عليها، وأي عرض تنتوي انتهاكه اليوم! لحية فضل شاكر، التي أصبحت قضية لبنان والوطن العربي الأهم، في فترة ما، هي فعلياً ليست لحيته صدقني، لا أقصد أنها تركيب، ولكنها حقيقة لحيتنا جميعاً، هي ذلك الرمز الذي نضعه في أحيان معينة لظرف معين، ثم نراجعه أو نتراجع عنه. لحية فضل شاكر حين وضعت فقد أظهرت مخاوفنا كلها، في داخل كل منا فضل شاكر، يخاف على «طرابلس» الخاصة به، بعضنا يخاف عليها من دولة تعتقد أنها عظمى، وبعضنا يخاف عليها من ميليشيات الموت، وبعضنا يخاف عليها من انقلابيين جهلة «يحوثون» النار أينما وجدوا، نختلف في درجات الخوف، ونختلف في طرق التعامل معه، البعض يتجاهل كل المؤشرات ويردد أن الأمور طيبة، حتى يجد نفسه يُطارد كمطلوب للعدالة بتهمة الإرهاب، والبعض…
آراء
الأحد ٠٣ مايو ٢٠١٥
كتبت في تغريدة لي وأنا أستمع إلى الأوامر الملكية الكريمة الأخيرة فجر اليوم الذي أعلنت فيه: "اليوم ـ الأربعاء ـ عرفت بلاد الحرمين الشريفين معنى دعوة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "اللهم بارك لأمتي في بكورها".. ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين ـ أيده الله ـ صبَّح شعبه الذي يثمن له كل الذي قام به منذ أن بايعوه ملكا عليهم، على كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ؛ يومها بجملة قرارات دقيقة، أهمها ـ في نظري ـ ذلك التغيير الجذري في منصبيْ ولاية العهد، وولاية ولاية العهد، وإسنادهما لكُفئين من أكفاء هذه البلاد المباركة ـ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، أعانهما الله، وأدام توفيقه عليهما ـ، اللذين أجدد لهما البيعة على كتاب الله تعالى، وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ. قبل الدخول في شجون الموضوع، واجب الوفاء يفرض علي أن أقدم جزيل الشكر مع كل الشاكرين إلى مقام صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، الذي رغب في ترك منصبه، بعد أن نقش حبه في قلوب الناس بفضل المكانة الكبيرة، والخبرات العريضة التي متعه الله بها، والواجب ذاته يفرض وصل الشكر بشكر آخر لصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل، الذي قدم ـ ومازال ـ كل…
آراء
الأحد ٠٣ مايو ٢٠١٥
نجحت إيران في فرض خطاب مذهبي على المنطقة. كانت البداية بتبنيها مشروعاً مذهبياً، وتبعاً لذلك وتكاملاً معه تبني آلية الميليشيا المذهبية ذراعاً للمشروع. كلاهما، المشروع والآلية، أساس دور إيران الإقليمي. على الناحية الأخرى، وكما هو متوقع، استفز تمدد هذا الدور الطرف الآخر مذهبياً، فتكامل الفعل ورد الفعل في تناسل الميليشيات كبديل للدولة، وتفشي الخطاب المذهبي كبديل لخطاب الدولة. السؤال: لماذا نجحت إيران في فرض هذا الواقع المظلم على المنطقة؟ سأعود إلى هذا السؤال لاحقاً. قبل ذلك لا بد من تناول سؤال مهم طرحه داود الشريان يوم الأربعاء الماضي من وحي الواقع المظلم. يقول السؤال: هل نستمر (أمام هذا الواقع) في النقاش المذهبي أم نتوقف؟ هناك إجابتان وفق الشريان: الأولى تقول إن «الخوض في الصراع المذهبي هو خدمة لدول وأحزاب تدير الصراع بشعارات دينية»، وبالتالي المفترض «تفويت هذه الفرصة عليها، ولجم هذا النوع من النقاش». الإجابة الثانية ترى أن «المسيطرين على الساحات طائفيون، والتعفف عن الخوض في هذا النقاش ليس هو الحل. لا بد من تعرية القضية لدى الجانبين وصولاً إلى محاربتها ببديل». بمقارنته بين الإجابتين ينتهي الشريان إلى أن الإجابة الأولى هي الأفضل والأجدى. لماذا؟ لأننا «أمام عنفوان وسطوة أحزاب وجماعات وتيارات تقف خلفها دول وأجهزة استخبارات تسعى منذ عقود إلى تكريس الحس المذهبي والطائفي بين أبناء هذه المنطقة»، ولذلك…
آراء
الأحد ٠٣ مايو ٢٠١٥
الصراع الدامي الذي طال كل بيت في اليمن شمالاً وجنوبًا - وإن تفاوتت درجات العنف والقتل والدمار - سينتج أجيالاً من البشر يحترفون القتل والنهب ولن تختلف نفسية القاتل الشاب عن ذلك الذي يدافع عن عرضه وأرضه فالاثنان ضحايا جشع طبقة سياسية تفرغت لتضخيم رغباتها وجعلت من الشباب والأطفال وقودًا لتحقيقها، وحين تضع الحرب أوزارها سيرى الجميع ذلك الركام المفزع من الدمار، وكيف تحولت مدن اليمن إلى أكوام من الأطلال، وسيتذكر من يسكنها ومن عرفها ومن سمع بها بحرقة وحسرة أنها تحولت بفعل الأحقاد والنفسيات الصغيرة إلى مقبرة كبيرة ستظل تنتج سيلاً من الأحزان على القتلى من شبابها وكهولها وعلى الدمار غير المبرر، وسيكتب أهلها أنه ذات يوم تحول شقيق الوطن إلى قاتل حاقد. الحرب في كل مكان وزمان تترك من الندوب والآثار ما يحتاج إلى عقود لتصير قصصها عبرة وذكرى، وسيكون الأطفال والشباب هم من يستعيد قسوة لحظات المعارك ويحكي القصص وسيشرحون كيف تجاوزهم الموت وسينقلون معاناتهم وكيف أحسوا بها وتعايشوا معها وسيكتبون مشاعرهم وكيف كانوا يذرفون دموعهم بصمت حتى لا يزيدوا من قهر أهلهم على مآل حياتهم. قبل أيام التقيت صديقي السياسي النبيل الأستاذ سالم صالح محمد عضو مجلس الرئاسة اليمني السابق، وطبيعي أن الحديث لم يتجاوز الأحزان والقهر والغضب والعجز الذي يختزنه قلب كل يمني وعربي، وتبادلنا…
آراء
السبت ٠٢ مايو ٢٠١٥
السيد الرئيس نشكرك على شعورك الطيب تجاه منطقتنا، ولكنْ في ثقافتنا هناك مثل يقول إن الطريق إلى جهنم مفروش بالنيات الطيبة، كما أن هناك فرقا شاسعا بين «النشاط» و«الإنجاز»، وما تشهده المنطقة منذ سنوات لحقت وصولك إلى الحكم هو نشاط بعيد عن الإنجاز. فالمنطقة جهنم مشتعلة نارها حتى اليوم. بعد ستة أشهر سوف تبدأ عجلة الانتخابات عندكم في التدحرج، ففي يناير (كانون الثاني) المقبل، ومن خلال بدء الانتخابات الأولية في هامبشاير، يبدأ العد التنازلي لعهدكم، وهذا يعني أنكم خلال سنة ونصف السنة من الآن ستكونون في التقاعد، الذي نتمنى أن يكون تقاعدا مريحا لكم. ما تتركونه للتاريخ من أفعال، وليس من أقوال، هو الذي سيبقى عنوان الحقيقة لمدة حكمكم التي امتدت لفترتين. في بداية حكمكم اعترفتم في خطاب القاهرة 2009 بأن هناك «توترا يشوب العلاقة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي»، وتتركون المنصب والتوتر أكثر حدة وفي أعلى مستوى، فقد أورثت سياستكم شعوبا تنزف تحت وطأة آلام بشرية غير مسبوقة إلا في عصر الظلمات. لم يحصل رئيس للولايات المتحدة على بطاقة تصرف مجانية كما حصلتم عليها، فأنتم أول رجل أسود يصل إلى أعلى سلطة في هذا البلد، وفقط قبل خمسين عاما كان إخوانكم السود ممنوعين حتى من ركوب الحافلات نفسها، كما أنكم خلال أسابيع من الحكم نلتم أعلى وسام للسلام، وهو…
آراء
السبت ٠٢ مايو ٢٠١٥
أعلنت هيئة السوق المالية منتصف حزيران (يونيو) المقبل موعداً لبدء تداول المؤسسات الأجنبية مباشرة في سوق الأسهم السعودية، على أن تصدر الهيئة اللائحة النهائية المنظمة لدخول الاستثمار الأجنبي في الرابع من أيار (مايو)، الذي يبدأ اليوم، وتكون نافذة ويعمل بها اعتباراً من الأول من يونيو 2015. بالتأكيد فتح السوق المالية للاستثمار الأجنبي خطوة مهمة في الطريق الصحيح لتحولها للتداول المؤسساتي وتقليل سيطرة التداول الفردي، الذي يشكل ما يزيد على 90 في المئة من حجم تعاملاتها اليوم، وما يتبعه وينشأ عنه من سلوك مضاربي غير مبرر، وظاهرة «سلوك القطيع» Herd behavior، وسيطرة عديمي الخبرة Noise Traders على مفاصل السوق بما يجعل «تطايرية» Volatility السوق مرتفعة، واستقرار أسعارها أمراً غير وارد. وسيطرة الاستثمار الفردي في المملكة ظاهرة سلبية، ومتجاوزة لحدود المنطق، ولا يمكن مقارنتها بأية سوق أخرى (في الهند يمثل التداول الفردي 34 في المئة، وفي أميركا اثنين في المئة فقط، تقرير جدوى - أبريل 2015). أيضاً فتح السوق للاستثمار الأجنبي سيرفع تصنيف السوق من «مبتدئ» إلى «ناشئ»، وسيجعلها مسجلة في المؤشرات الدولية المعروفة، كمؤشر «مورغان ستانلي للأسواق الناشئة» بعد عامين تقريباً من دخول الأجانب، ومن المتوقع أن تحصل السوق السعودية على وزن يعادل ما حصلت عليه السوق الروسية في المؤشر (حوالى أربعة في المئة). التخوف الآني حالياً وفي المستقبل القريب هو…
آراء
السبت ٠٢ مايو ٢٠١٥
في 15 شباط (فبراير) 1989 عبر قائد القوات السوفياتية بأفغانستان الجنرال بوريس غروموف على قدميه جسر الصداقة الفاصل بين أفغانستان وأوزبكستان السوفياتية آنذاك، ليكون آخر جندي روسي يغادر أفغانستان بعد غزو وحرب دامية استمرت عقداً كاملاً انتهى بهزيمة السوفيات ومؤذناً بتغيرات هائلة في بلاده والمنطقة. في أفغانستان كانت الأجواء احتفالية، بدا لهم أن جهادهم على وشك أن يكمل انتصاره، وأنها مسألة وقت وتسقط حكومة كابول الشيوعية التي تركها الروس مثخنة بالجراح وسط محيط شعبي يرفضها وثائر عليها، أجواء الانتصار امتدت إلى حلفاء المجاهدين الأفغان في الرياض وإسلام آباد، أيام وندخل جميعاً كابول نحتفل بالانتصار على تلك الدولة العظمى التي طالما هددتنا جميعاً. اجتمع قادة المجاهدين، وحولهم مئات الأفغان، قضاة وسياسيين، قادة ميدانيين، تجاراً ومهاجرين في روالبندي في أكبر «لويا جيركا» شهدها تاريخ أفغانستان، يحلمون ببناء أفغانستان جديدة قوامها الإسلام والحرية، كنت يومها واحداً بين عشرات الصحافيين الذين جذبهم هذا المنظر السينمائي، وكأنه من فيلم «لورانس العرب» الشهير، وخصوصاً لقطات اجتماع العرب في قاعة عربية واسعة بدمشق، إذ اختصم عودة أبوتايه (أنطوني كوين) مع الشريف (عمر الشريف)، بينما يتحدث الجميع في وقت واحد من دون ضابط أو رابط. الأفغان فعلوا الشيء نفسه، بدا بعد يومين أنه من المستحيل أن يتفقوا على تشكيل حكومة انتقالية لتتسلم السلطة من حكومة كابول، لم يستطع…
آراء
السبت ٠٢ مايو ٢٠١٥
استقرار السعودية، ركن أساس في تحقيق الأمن العربي. هي عمود الخيمة، وهي الملاذ بفضل الله، بعد أن تأرجحت أوتاد الخيمة العربية بانحسار دور العراق وتعثر سورية وتأزم الأحوال في ليبيا واليمن وسواهما. إن الصورة العربية تبدو في منتهى السوء، ولكن التفاؤل بدأ يسود مع استعادة مصر لدورها، وانخراطها مع السعودية ودول الخليج العربي ضمن تحالف “عاصفة الحزم” التي وقفت بالمرصاد للمصيدة الفارسية التي تستشري في الوطن العربي المنهك بالخلافات بين أبناء الوطن الواحد. لقد كان قدر السعودية، باعتبارها بلد الحرمين الشريفين، أن تكون محط أفئدة وقلوب العرب والمسلمين. وهي كانت ولا تزال، تمارس دورها بمسؤولية وجسارة. وهذا حتما لا يعجب من في قلبه مرض، فيفجر في خصومته، ولكن هذا الفجور يرتد عليه. ولقد كانت القرارات التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -يحفظه الله -، منذ توليه أمانة الحكم، تستحضر روح المسؤولية تجاه الداخل والخارج. ومن هنا فقد أطلق خادم الحرمين عملية “إعادة الأمل” إلى اليمن، التي جاءت استكمالا لمسيرة “عاصفة الحزم”، ودعمت السعودية التقارب ورأب الصدع وتأليف قلوب العرب. وعلى الصعيد الداخلي، عزز الملك سلمان -يحفظه الله- التوجه لإعطاء الشباب الدور الأهم في إدارة شؤون البلاد، وكان التتويج الأكبر إثر طلب الأمير مقرن الإعفاء من الملك، بفتح المجال للجيل الثاني من الأسرة الحاكمة الكريمة، فكان اختيار…
آراء
الجمعة ٠١ مايو ٢٠١٥
منذ أن خلق الله الدنيا وما عليها وكل شيء يتغير فيها ما عدا التغيير نفسه. ولذلك فالتغيير سنة الحياة وسمتها الأزلية، ومن لا يتغير فيها فقط هم الأموات لا غير. ومن أشنع مثالب الإنسان التي قد يقع فيها؛ عدم قدرته على التغيير، حيث يتشبث بصفة من صفات الأموات وهو بين الأحياء. لا تطور في الحياة دون تغيير، ولا تغيير دون تطور. إذا فالتغيير محمود بذاته، ومن أجل ذاته؛ حتى لو لم تتجلّ نتائجه للناس ساعة إحداث التغيير. وعلى هذا الأساس؛ فالتغييرات الجديدة التي أحدثها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله ورعاه، تعد مفتاحا للتطور والتقدم وضمان مكان لنا في المستقبل. إن الغالبية العظمى من الشعب السعودي، هم من الشباب والشابات. فمجتمعنا مجتمع شاب بامتياز؛ ولذلك فاختيار الملك سلمان، قيادات شابة، لتقود الدولة والمجتمع هو عين الصواب والحكمة. عندما تجتمع حكمة التجربة والدراية، بحيوية الشباب وطموحه؛ يكون غدنا بإذن الله آمنا، كما هو اليوم آمن. تولى الأمير سلمان منصب أمير الرياض، وهو في عز شبابه، وهو في سن التاسعة عشرة من عمره، وذلك عام 1373؛ وترك المنصب عام 1432، ليتولى وزارة الدفاع والطيران؛ ليكون قد قضى في منصبة كأمير لمنطقة الرياض، حوالي 59 سنة. السؤال هو، وما دخل ذلك بالتغيير؟ قبل أن يتولى الأمير سلمان، إمارة الرياض بعدة…
آراء
الجمعة ٠١ مايو ٢٠١٥
بينما تقود السعودية حربًا تتاخم حدودها، حربًا تؤرق أي دولة في العالم، تواصل المملكة المستقرة ثباتها وتواصل استراتيجيتها في نقل الحكم إلى الجيل الثاني، بل والثالث. لا يهم ماذا يحدث خارج حدودها حتى ولو بلغت تلك الاضطرابات حروبًا وليس قلاقل فقط، فالجبهة الداخلية السعودية تثبت يومًا تلو آخر أنها أكثر ما تعوّل عليه الدولة؛ جبهة تتناغم في إيقاع متوازن كلما استدعت الحاجة لأن تتماسك بشكل أكثر قوة. هكذا كانت قرارات الدولة السعودية على مر تاريخها، وكذلك كانت القرارات التي أصدرها أمس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وكان على رأسها تعيين الأمير محمد بن نايف وليًا للعهد، والأمير محمد بن سلمان وليًا لولي العهد. لم تكن قرارات فجر أمس قرارات عادية أو روتينية، بل من نوعية القرارات التي لا تصدر إلا مرة كل بضعة عقود. يعيد الملك هيكلة الدولة وينظم عمل الحكومة. يعفي ولي العهد بناءً على طلبه. يعين ولي عهد وولي ولي عهد، ناهيك عن جملة من التعيينات والإعفاءات الوزارية، كل هذا والمملكة تقود تحالفًا وتحارب لإعادة الأمن والاستقرار في بلد جار، وخصمها يشاغلها ويحاربها على الحدود، وجنودها مرابطون يحرسون بوابتها الجنوبية. هذه المملكة لديها من الثقة والقوة والاستقرار ما يغري خصومها للغوص ومعرفة أسرار القدرة العجيبة التي تتجدد بها الدولة كلما ظنوا أنها هرمت وباتت متأخرة…
آراء
الجمعة ٠١ مايو ٢٠١٥
القرارات الملكية التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز نهاية هذا الأسبوع تؤكد حرص القيادة السعودية على قضايا متعددة مهمة للوطن في حاضره ومستقبله؛ فالتغيرات التي حدثت في قمة الهرم السياسي بتعيين الأميرين محمد بن نايف ولياً للعهد والأمير محمد بن سلمان ولياً لولي العهد تؤسس لمرحلة استقرار سياسي في عملية انتقال السلطة لفترة مستقبلية طويلة، وهذا في الحقيقة ما يحتاج إليه وطننا الذي يعيش مرحلة بناء من النواحي التنموية على صعد كثيرة، وقد شاهدنا في دول كثيرة أن مكتسبات الشعوب في تلك الدول تتعرض للدمار والفوضى؛ بسبب الصراعات السياسية وعدم مواكبة تلك الأنظمة السياسية لمتغيرات العصر أو لمطالب شعوبها المشروعة. القيادة الحكيمة في المملكة، تقرأ المستقبل بشكل واقعي، يجنبنا مثل هذه الصراعات التي قد لا تبقي ولا تذر من منجزاتنا الوطنية. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، وكما أكد الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله- أن الأصلح للحكم هو من يتمتع بالكفاءة في إدارة البلاد، أتى الملك سلمان -يحفظه الله- في كلمة قالها قبل حوالى شهر، وأكد أن لا فرق بين مواطن وآخر، وأن معيار الكفاءة هو الحكم والفصل لمن يتولون الوظائف العامة، كبر أم صغر حجمها، والقرارات الأخيرة أتت معبرة عن رؤيته، سواء في المناصب السيادية أم الوزارية. إن المملكة دولة شابة تصل نسبة الشباب فيها نحو…