أخبار
الثلاثاء ١٢ يونيو ٢٠١٢
لم تتأخر المناهج الدينية في مدرستي بتعليمنا تعاليم الدين حينما كان الأمر متعلقا بالزواج. ولعل أهم حديث نبوي شريف ذكر في ذلك السياق كان قوله عليه الصلاة والسلام "من جاءكم من ترضون دينه وخلقه، فأنكحوه". حينها كنت، وزميلاتي، يافعات تغرينا فكرة الزواج ويخيل إلينا أنه بداية السعادة الأبدية، ورحنا نتخيل ذلك القفص الذهبي المورد بالود والرحمة. بقي الحال كذلك حتى صرنا في الثامنة عشر حينها بدأنا نشعر بعدم صلاحية الحديث النبوي لنا، والحقيقة هي أننا فقدنا صلاحية تنفيذه. فقدنا الصلاحية لعدة أسباب أولها. لأن الواقع تغير، أو نحن من تغيرنا، ربما الاثنين معا، وربما سبب ثالث. من أهم التغيرات التي حدثت هو دخول المرأة الجامعة وبلوغها مرحلة متقدمة من العلم بأشياء كثر. بالتالي أضف إلى الدين والخلق، العلم. إنه أمر لا أستطيع تخيله أن أتزوج برجل لم يكمل تعليمه. قالت لي إحدى الصديقات ووافقتها الرأي. ليس عجيبا، لأن فارق التعليم سيخلق فجوة بين الرجل وزوجته، وربما سيحاربها زوجها لأنها أعلى منه، وقد يمنعها من إكمال ما تريد غيرة منها، أو حبا بممارسة سلطته التي ظن أنها حق مشروع لأنه "قوام". أليس سببا كافيا؟ قد تختلف معي لكن لا ضير، فالحياة تجربة تعلم. هل انتهى الأمر إذاً؟ اتفقنا على أن العلم هو عنصر جديد ليضاف إلى الدين والخلق وإن كان أقل…
أخبار
الثلاثاء ١٢ يونيو ٢٠١٢
تقول لنفسك: حان الوقت للاعتناء بالصحة، لا شيء أغلى من الصحة. تضع لنفسك مخططاً محكماً يبدأ بالاستيقاظ وممارسة الرياضة في الصباح الباكر وينتهي بالنوم بعد صلاة العشاء، ثم تذهب لناد رياضي كبير لتسجل فيه، فيعطيك المدرب جدولاً تدريبياً لا بأس به.. ينتابك الحماس فتبدأ القراءة والبحث عن أفضل الممارسات للحفاظ على الصحة، فتجد الجميع يتحدث عن أمرين اثنين: التغذية الصحية والنوم مبكراً .. تقرر أنك ستنام باكراً وستترك السهر مع الأصدقاء في المقهى وستهجر مباريات الدوري الإسباني، تقول لنفسك إنك فقط ستشاهد مباريات الكلاسيكو. تبحث عن الأكل الصحي فلا تجد إلا دجاجاً محقوناً بالهرمونات ولحوماً لأبقار وحيوانات تتغذى على فضلات حيوانية وبشرية. تبحث فلا تجد سوى مزروعات مليئة بالكيماويات، ومشروبات مسرطنة. حتى العصائر الطبيعية تحتوي على نسبة كبيرة من الضرر بسبب طريقة العصر التي تجعلها ملوثة كما تفيد التقارير.. تقول في نفسك إنك ستحاول الاعتماد على لحوم الأسماك، فتتذكر كارثة مفاعل فوكوشيما النووي وكيف أن الأسماك تنتقل في البحار والمحيطات وأنك قد تأكل أسماكاً ملوثة بالإشعاعات النووية كما حذر الخبراء حينها، والذين أشاروا إلى أن آثار التلوث الإشعاعي قد تستمر لملايين السنين.. لن تأكل الأسماك وسيكون عليك أن تحذر سلالتك من تناول الأسماك لمئة مليون سنة قادمة ! تفكر في حلول لهذه المشكلة، وتتذكر محاولات بعض الدول - كالإمارات -…
أخبار
الثلاثاء ١٢ يونيو ٢٠١٢
يُعد التواصل من أسهل الأمور التي يقوم بها الإنسان، ففي عصرنا هذا أصبح التواصل بين أفراد المجتمع بسيطا للغاية، فمن خلال مكالمة هاتفية تستطيع أن تطمئن على صديقك، وبـ"بوست" على الفيس بوك تهنئ آخر بمولود جديد، ويسمح لك "تويتر" أن تغرّد بما يدور بداخلك للجميع، أما الـ"بلاك بيري" فييسر عليك نقل تهاني الأيام المميزة لمئة شخص في أقل من دقيقة. العجيب أننا لم نر أي أحد منهم، نقلنا لهم أجمل الكلمات وأرق العبارات، ولم نكترث بنقل المشاعر التي بُنيت على أساسها تلك العلاقة التي تربطنا أو تجمعنا بهم.. في المنزل يحتل كلٌ منا غرفته الخاصة، ويجلس أمام الحاسوب ليبدأ في الإبحار بمواقع التواصل الاجتماعي، فيبدأ بالتواصل مع ألف شخص لا يعرف منهم إلا مئة ولم يقابل منهم إلا خمسة!! وعندما يقرر الخروج إلى أحد المقاهي مع أصدقائه، يبدأ بالتواصل مع مئة شخص عبر جهاز الـ"بلاك بيري" ويترك البقية! ويستمر إبحاره في هذا العالم الافتراضي إلى أن يشاء الله أمراً كان مفعولا. لا أعرف سبب عشقنا لما يسمى بالعالم الافتراضي، متجاهلين العالم الواقعي الذي نعيشه بكل بساطة، ربما يكون ضعف الشخصية هو السبب وربما الخوف من العالم الافتراضي هو السبب، ولكن ألا نشتاق لعاطفة العالم الحقيقي؟ أم أصبحت بعض الكلمات تغنينا عنها. عمر تنيرة لمزيد من المعلومات عن الكاتب انقر هنا
أخبار
الثلاثاء ١٢ يونيو ٢٠١٢
يسألني أحدهم مستهزئاً عن فوائد الشعر، وكأن القصيدة عشبة أو حبة فاكهة وعلى خده أن يحمر قليلا، أو يزداد الشعر بضع سنتميترات بعد القراءة. حينها لم أصب بالدهشة لكن شيئا ما منعني من الجواب. ربما لم يكن السؤال متوقعا أو أنني فقط لم أستطع الإجابة. كل ما أذكره أنني بدأت بالتفكير جديا بفوائد الشعر وفكرت أكثر، ما الذي دفع ذلك الرجل ليسأل ذلك السؤال. وبعد تفكير طويل أدركت أنني بعالم يسوده تفكير مادي يفرض على معتنقيه البحث عن كل فائدة محسوسة أو ملموسة. كما أن هناك دراسات تثبت فوائد الشاي الأخضر أصبح علينا أن نجري دراسات نخضع فيها عددا من الأشخاص تحت تجربة سماع أو قراءة قصائد شعرية. وقد نحتاج لأن نقيس معدل نبضات القلب، مستوى بعض الهرمونات ربما وأشياء أخرى علنا نصل إلى نتيجة تثبت أن للشعر فوائد جمة والابتعاد عن قراءته هي خسارة كبيرة. هي كذلك، الخسارة فعلا كبيرة، ولأنها غير ملموسة لن تعرف حتى تجرب الاستمتاع بقراءة ما جادت به أرواح قبل أقلام الشعراء. الشعر نزف روحي لا حبري، رحلة طويلة إلى أعماق الذات المنسية، عالم بحد ذاته ننصر به من نحب وندحر من نراه على باطل. بهذا العالم نحق الحق ونبطل الباطل، وننتصر ألف مرة وننهزم أكثر من ذلك. ولأن العقل لا يميز بين الوهم والحقيقة،…
أخبار
الثلاثاء ١٢ يونيو ٢٠١٢
السلام عليكم شيخنا الفاضل، يرد الفاضل بالسلام، ويسألني عما أريد. فسألته عن حكم صديقة لي لم تفِ بنذرها لأنه فوق استطاعتها أولا، ولأنها كانت صغيرة عندما نذرته، ولم تدرك حينها حجم ما تفعل. سكت الشيخ ثم تمتم ببعض الكلمات التي لم أفهمها، حشرج قليلا، سعل، وقال سأعود إليك. دقائق من الانتظار وإذا بالمكالمة تنتهي دون رد، اختتمها صوت المجيبة التلقائية بأن شيخنا الفاضل مشغول وأن علي إعادة المحاولة لاحقا. فامتثلت للأمر وأعدت المحاولة بعدها بنصف ساعة، ولكن غيرت السؤال هذه المرة، ليس اختبارا لعلم شيخنا الفاضل، لكن ليطمئن قلبي على علم هذه الأمة. اتصلت ورد الشيخ الفاضل، فسألته عن اللباس الشرعي للمرأة المسلمة وبكل سرور جاء الرد سريعا. أذكر أنني لم أنتهِ من قول كل ما أريد حيث كان الشيخ متحمسا للإجابة. وراح يمطرني بأحاديث من السنة وآيات ومواقف ذكرت عن الرسول صلى الله عليه وسلم وما اتفق عليه أهل العلم والثقات و... و... و... حتى تمنيت لو ذلك الصوت يعود لي فيقول إن الشيخ مشغول أو أن عليّ إعادة المحاولة "لاحقا". لا أعلم لماذا.. لم أجرب الإجابة بعد على السؤال، لكنه شعور يراودني أن هناك اهتماما كبيرا جدا بحفظ كل ما ورد عن لباس المرأة، وهناك تجاهل، عند بعض أهل العلم، لما ورد عما سواه من قضاياها. ومادفعني لقول…
أخبار
الثلاثاء ١٢ يونيو ٢٠١٢
لفتني بقوة تقرير وثائقي شاهدته حديثا عن رصد لتجارب أناس التهمت أجسادهم نار جعلت بعضهم رمادا لا يصلح حتى للدفن، ونجا آخرون ببدنهم منها مع بعض الآثار الجلية على الجسد. هذه النار لم تأتِ من عوامل خارجية قط، وهو ما جعل هذه القضايا لغزا للعلماء والمحققين بحوادث الحرائق الذين وقفوا مدهوشين أمام ضحايا الاحتراق الذاتي. أما الاحتراق الذاتي فيعرف علميا على أنه حالة احتراق داخلي للجسم دون أي عامل أو مسبب خارجي ويحدث على مستويات خفيفة كحروق بسيطة أو بثور أو مستويات كبيرة كالاحتراق الكامل المؤدي للموت. أسبابه محل دراسات كبيرة، النتائج اختلفت باختلاف الحالات التي تم تسجيلها مصابة باحتراق ذاتي. وهناك، بالمناسبة، تساؤلات كبيرة حول حقيقة هذه الظاهرة أو زيفها، إمكانية حدوثها لأي شخص تحت أي ظرف أم لا. وأنا أشاهد هذا التقرير خطرت لي أفكار كثيرة بعضها كانت متعلقة بما رأيت وأخرى ليست كذلك. وتذكرت حينها قصة الشاب التونسي الذي حرق جسده بيديه لينهي حياته ويعلن بدء عصر جديد يسمى "الربيع العربي" أو "ربيع الثورات العربية" أو ما شابه. ذلك الشاب حرق نفسه أيضا لكن الفرق هو أن احتراقه الذاتي سبقه احتراق داخلي لم تظهر ندباته على جسد الضحية، لذا وحينما شعر أن أحدا لم يشعر باحتراقه الداخلي قرر أن يفعل ذلك بنفسه. ربما لم يكن واعيا، وربما…
أخبار
الإثنين ١١ يونيو ٢٠١٢
"لم يكن باستطاعي فعل شيء حيال ذلك"، وقد تسمع من آخر "لا وقت لدي لأفعل هذا الشيء النبيل"، ولا تستغرب فقد يقول لك أحد الأصدقاء يوما "أنا لست كما تظن". نحن نكثر الكذب ونبالغ في وصفه إلى الحد الذي يجعل وقعه كوقع الحقيقة على مسامعنا. يسميه ستيف تشاندلر، مؤلف كتاب مئة طريقة لتحفيز نفسك، بأنه أخطر أنواع الكذب وأشده فتكا بالإنسان. وأود أن أسميه بأنه الثقب الأسود الذي يلتهم كل ما هو أمامه مهما كان عظيم القدر أو الحجم. الكذب على الذات، على العقل، على الروح هو الكذب الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه. وقد تسأل نفسك وأنت تقرأني الآن، أين نحن يا حنين، وإلى أين وصلنا؟ أقول لك إننا على مشارف الدرك الأسفل إن لم نكن فيه أصلا. والدرك الأسفل هو ببساطة التخلف عن العالم هذا الذي يتابع سيره قدما نحو تطورات لا نتخيلها تماما، كجدي الذي لم يتخيل يوما أن الإنسان "سيطير". أنا اليوم أتخيل بأن شيئا ما سيحدث بهذا القرن سيصيبني بالذهول وهذا الشيء بالضرورة من صنع الإنسان. أي إنسان قادر على ذلك؟ لا... فقط الإنسان الذي لا يكذب على نفسه، لا يشكك بقدراته وحدوده، إنسان لم يرَ يوما للمستحيل ملامح. ستقول نحن كذلك. سأقول لا.. إذ إنني مذ كنت بالسابعة من العمر وأمي تخبرني يوميا تلك…