أخبار
الإثنين ١١ مارس ٢٠١٣
يتندر السعوديون في قنوات التواصل الاجتماعي بما تحرص الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد على نشره في وسائل الإعلام عن حالات الفساد التي كشفتها، ولعل آخرها قضية تقشر الدهان في أحد مستشفيات وزارة الصحة، وهذا يشير بشكل أو بأخر إلى حالة من الإحباط الشعبي بما أنجزته الهيئة. وأنا هنا أشفق كثيرا على الهيئة ومسئوليها الذين لا زالوا يناورون في المنطقة الرمادية بين الرغبة والقدرة. فهم بدون شك راغبون وحريصون في جهودهم لانجاز ما أوكل إليهم من مسئوليات، ويعملون بإخلاص على تحقيق ما جاء في الخطة الإستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد، والتي سبق إقرارها من مجلس الوزراء قبل قيام الهيئة بأربع سنوات. لكن في الوقت ذاته اشك في قدرتهم على ذلك. فالبينة السياسية والتشريعية في المملكة لم تتوفر فيها بعد المقومات اللازمة التي تسمح للهيئة - أو حتى غيرها من المؤسسات الحكومية أوالأهلية- على القيام بذلك الدور. لذا لا يفترض ان نستغرب ان سارعت الهيئة في النشر الاعلامي عن حالات هي اقرب الى سوء الادارة من ان تكون حالات فساد، ويبدو ان ذلك محاولة لتقديم اي منجز يخفف من عبء ذلك السقف العالي من التوقعات لدى الشارع السعودي. الفساد، وما يترتب عليه من ضياع للمصالح والحقوق، ينمو ويترعرع في الملفات السرية وخلف الأبواب المغلقة، وليس هناك من مؤسسة قادرة على كشف تلك الملفات وفتح…
آراء
الأحد ١٠ مارس ٢٠١٣
يذكر الكاتب الإنجليزي، كولن ويلسون، في كتابه "الإنسان وقواه الخفية"، أسطورة تدور حول قسيس يدعى ثيوفيلوس، رفض عرضاً قدم إليه ليكون أسقفاً بسبب خوفه من المسؤولية، ليقبل المنصب رجل آخر الذي ما إن استلم منصبه، حتى راح يعذب ثيوفيلوس أشد العذاب، إلى أن أشرف على الموت، فيتواصل معه يهودي عجوز شرير، استطاع أن يستحضر الشيطان، ويعرض على ثيوفيلوس إنكار عقيدته التى يؤمن بها، فينكر مريم ويسوع، اللذان قال عنهما الشيطان بأنهما يعذبانه وبمقابل ذلك يخلصه الشيطان مما هو فيه من عذاب. يوافق ثيوفيلوس على العرض، لتنقلب حظوظه، فيخلع منافسه ويصبح هو أسقفاً في مكانه. ولكنه بعد حين، بدأ يخاف من خلاصه الأبدي، فتاب وعاد الى إيمانه، وفي الأخير يحرق الشيطان. لن نذكر في هذا المقام، أولئك اللذين تعاقدوا مع الشيطان لأجل خلاصهم الفردي دون أن يلتفتوا للآخرين، فمصيرهم ومسألة بقائهم هي الأهم، وليموت، من يموت بعدهم، "أنا ومن بعدي الطوفان"، أمثال هؤلاء يحملون معهم دائماً مبررات قوية لأنفسهم يعتقدون أنها تكفي لبيع أرواحهم للشيطان. ولكن سنأتي على ذكر أولئك، الذين لا يهدد بقائهم أي خطر، بل يمتلكون كل شيء، ويتمتعون بكل متع الحياة، ورغم ذلك يلجأون الى التعاقد مع الشيطان، حتى أن الشيطان نفسه يستغرب من رغبتهم بالتحالف معه، فالشيطان، قد تعمد على مر العصور، بإيضاح طبيعته الشريرة، وأهدافه بنشر…
أخبار
الثلاثاء ٠٥ مارس ٢٠١٣
1- طالب القرب من بنات الأفكار ! محتضنةً أول كلية دراسات عليا في التاريخ الأكاديمي الأمريكي ، تشمخ جامعة ييل ، المتأسسة مع انعطافة القرن الثامن عشر الميلادي ، قبلةً للبحّـاثة و مزاراً لسياح المعرفة . حرمها الجامعي الباذخ في قلب مدينة نيو هايڤن في الشمال الشرقي لــ"جمهورية النظرية" يردد صدى مقولة مؤرخها جورج پيرسون : "ييل هي تراث و تجمّع للباحثين و مجتمع من الأصدقاء في وقت واحد" . الجامعة , بهذا , هي منجمٌ للذاكرة الجمعية , يحفر فيه مجموعة من أصدقاء نادي المعرفة تحت مصابيح أسئلتهم المعاصرة لاستخلاص عروق ذهب التجربة البشرية التي تخرج التراث من صقيع المعاد المكرور إلى نار المعرفة الولود . تصورٌ كهذا لا يبدو غريباً من جورج پيرسون ؛ فهو سليل بيت ييليٍّ عريق ( نسبة إلى ييل ) يتزعمه جده آبراهام پيرسون ، أول رئيس للجامعة و أحد آبائها المؤسسين . في عام ١٨٤١ ، و اتساقاً مع روح مؤسسيها الوثابة إلى الأصالة و السبق ، دشنت ييل برنامج الدكتوراة في الدراسات العربية و الإسلامية ليكون الأول من نوعه في أمريكا الشمالية . و بدأ البرنامج الوليد مسيرته مقتفياً آثار الفيلولوجيا الأوروبية . مئة و اثنان و سبعون عاماً أو يزيدون من دراسة ييل للتراث العربي كانت كفيلة بإيقاد شمعة الفضول :…
آراء
الإثنين ٠٤ مارس ٢٠١٣
عندما تسأل غالبية العراقيين عن أوضاع بلادهم، يأتيك الرد بنبرة حزن: «ليست بخير طالما نوري المالكي يمارس الطائفية والعنصرية، ويعمل على تصفية الحسابات، مع غياب العدالة الاجتماعية، وتزايد المحسوبية ونسب الفقر والبطالة، إضافة إلى تدخل إيران في شؤوننا». شعارات ولافتات عدة ترفعها المدن والمحافظات العراقية في الفترة الأخيرة لمواجهة حكومة المالكي، مثل: «العراق أولاً» و«قادمون يا بغداد» ونحو «إسقاط حكومة إيران في بغداد»، بعد أن نفد صبرها، وفاض الكيل بها وفقدت الثقة بالحكومة جراء سياسات طائفية لا تفكر في العراق بقدر ما تفكر في رضا طهران. في البلاد العربية لا يعد المالكي الصنم الأول الذي تصنعه وتروّج له بشعارات كاذبة، فتكتشف متأخراً بعد أن يجلس على كرسي السلطة كذب شعاراته وزيف مبادئه ما يحتاج من الشعوب إلى تصحيح الأوضاع وتحطيم الصنم! رئيس الوزراء العراقي الحالي لم يصل إلى السلطة على الأقل في الانتخابات الأخيرة، وإنما عبر التفاهم السري بين واشنطن وطهران! والمالكي لم يواجه صداماً آنذاك من الداخل كما فعل غيره، بل فرّ إلى إيران ثم سورية، ثم عاد إلى بغداد عبر سورية على ظهر دبابة أميركية في عام 2003. وفي انتخابات 2010 رفض المالكي تسليم السلطة، وعض عليها بالنواجذ، على رغم فوز ائتلاف «العراقية» الذي يتزعمه إياد علاوي. وخلال الثورات العربية لكنس الحكومات المستبدة ظهر مؤيداً لها في تونس…
آراء
الخميس ٢٨ فبراير ٢٠١٣
حدث كوني عجيب تعرض له كوكبنا الأزرق منتصف فبراير الجاري ، سلّمنا الله وحمانا بقدرته نحن معاشر "الأرضيين" من كويكب يدعى دي أي 14 2012 وهو الأكبر حجماً والأقرب محاذاة لكوكب الأرض على مر التاريخ بحسب تقديرات العلماء ، جسم فضائي يبلغ حجمه نصف ملعب كرة قدم كان يمكن أن يرتطم ببقعة ما فيحدث كارثة تضاهي مئات أضعاف أضرار قنبلة هيروشيما اليابانية ، مر "الكويكب" من جانب "الكوكب" وعرج قريباً جداً منشرق أوروبا و استراليا و قارتنا الصفراء ، مر في طريقه بسرعة هائلة بلغت 13.000 كيلو متر في الثانية دون أن يلتفت له أو حتى يعرف عنه مليارات الأرضيين حتى لو من باب الثقافة العامة والمعلومة التاريخية ، لم يلتفت له بعض الناس ، بينما في " ناسا " الأمريكية رصد العلماء والباحثون تحركات الكويكب وحسبوا كل شاردة وواردة حجماً وبنيةً و تركيباً ، بل ونظر له بعض المختصين بمنظار مادي بحت ، حيث تضاهي قيمة المعادن والمواد المختلفة الموجودة فيه ما قيمته 195 مليار دولار أمريكي ! لا أدري إن كان هنالك ثمة مراكز بحثية شرق أوسطية مماثلة قد أدلت بدلوها وقامت بدورها تجاه هذه الظاهرة أم أنها اكتفت بالتعامل معها على طريقة أغنية طلال رحمه الله " مرت ولا حتى تلتفت مرت " !لقد اقترب الكويكب بالقدر…
آراء
الثلاثاء ٢٦ فبراير ٢٠١٣
يتساءل جبران خليل جبران في إحدى قصائده متجاوزاً النظرة التي تعودتها الأهرامات إلى ما هو أعمق فيقول: "أكل هذه الأنفس الهلكى غداً، تبني لفانٍ جدثاً مخلداً". اليوم ونحن نشهد أصواتاً تطالب بهدم الأهرامات يعود السؤال يطرح وتعود القضية هذه المرة لا لتشمل كل تلك "الأنفس الهلكى" التي خلدت حضارة عريقة وتاريخ عظيماً فقط وإنما لتضم إليها أنفساً هلكت وتهلك كل يوم وستهلك غداً أيضاً. هي جموع على تباين توجهاتها واختلاف قناعاتها إلا أن ما يوحدها هو حقها في هذا الارث الوطني والملكية الحضارية العامة. يختفي تمثال لعميد الأدب طه حسين في المنيا المصرية فيعد وزير الثقافة محمد صابر عرب بصب آخر من البرونز، يتبعه قطع رأس تمثال العملاق أبو العلاء المعري في إدلب السورية فيعبر كثيرون عن استنكارهم وبغض النظرعن كون التمثالين لأديبين عملاقين كلاهما كان فاقداً لنعمة البصر وهي أول نقطة أثارت اهتمامي مع أن الأمر قد لا يكون ذا صلة تذكر، وبعيداً عن تساؤلات تتعلق بمصير "الربيع العربي" والمنعطفات التي تسلكها مجريات الأحداث وبعيداً عن الفتاوى الدينية أوما يتعلق بوجهات نظر طائفية، لا يبقى غير الجانب الثقافي الأدبي بعد أن سقط الوجه الإنساني أيضاً من حسابات المعادلة. ترى هل تدرك اليد المتجنية العلاقة الطريفة التي تربطهما إذ إن نحات تمثال المعري هو الفنان فتحي محمد الذي نصحه الأديب…
آراء
الخميس ٢١ فبراير ٢٠١٣
لا داعي أن تشجعوا أبنائكم على القراءة، ففي بحث أجري في الغرب، من قبل الصندوق الوطني لمحو الأمية، وهو صندوق خيرى معني لزيادة الوعي لأهمية محو الأمية، لوحظ تصاعد مشاعر الإحراج من القراءة من قبل الأطفال والمراهقين، وتقول الدراسة أن خمس الأطفال والمراهقين، الذين أجريت لهم المقابلات، أفادوا أنهم يشعرون بالإحراج، إذا رآهم أصدقائهم وهم ممسكون بكتاب، كما أفادت الدراسة، أن 33% فقط من الشباب يعتبرون القراءة أمر عصري "كول" وتلك النسبة تنخفض إلى 14% وسط المراهقين في ما بين سن 14 و15 سنة. مما يعني أن عدد القراء في الأجيال الغربية الجديدة، آخذ في الانخفاض، وبذلك وبعد مضي عدة سنين، ستتشابه المجتمعات العربية والغربية في عدم قراءتها، وسنخرج نحن العرب من دائرة أمة لا تقرأ. غير أن الواقع يقول عكس ذلك تماماً، سواء عندنا أم عندهم، إذ أن الملاحظ حولنا وأينما وجهنا وجوهنا، هو ارتفاع نسبة قراء وسائل التواصل الاجتماعي، وأن الذين يتبادلون الأحاديث مع بعضهم البعض، سواء وجهاً لوجه، أو عبر الهاتف، هم بعض من بقايا الجيل القديم، الذين ما زالوا متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم الصوتية، أو كبار السن "الطيبين"، بينما الجيل الجديد، فأغلبه إن لم يكن جميعهم، لا يتبادلون الأحاديث مع بعضهم، وإنما يتواصلون، بالرسائل المكتوبة عبر أجهزتهم " بلاك بيري مسنجر، الواتس اب .. الخ". وهذا يعطينا…
آراء
الخميس ٢١ فبراير ٢٠١٣
لا أجد مبرراً في أن يتجاهل بعض المسؤولين العاملين في مختلف الجهات الحكومية والخاصة رسائل البريد الإلكتروني، دون أن يعتذروا لإنشغالهم أو تواجدهم بعيداً عن مهام أعمالهم أو أن يرُدوا برسالة بريدية إلكترونية ولو بعد حين، حتى وإن لم يأتوا بنبأٍ مُبين. لعلي هنا أتلمس جراح البعض من الزميلات والزملاء العاملين في بلاط صاحبة الجلالة وكذلك أصحاب الشأن الراغبين في التواصل الإلكتروني مع المسؤولين لطرح إحتياجاتهم من بُلدان ما وراء البحار والأنهار، لعلي أتلمس جراحهم حينما أناشد المسؤولين في دول مجلس التعاون الخليجي وذوي الوعي من المسؤولين والإداريين والتنفيذيين لبذل الجهود الداعية إلى توثيق الإتصال عبر البريد الإلكتروني وتأصيل اللغة الإلكترونية والإتصال (بِـ و فيـ) حكوماتهم. عندما ذكرت "تأصيل اللغة الإلكترونية"، عادت بي الذاكرة لروايات جيل الأجداد "حيث لا بريد إلكتروني حين ذاك" بينما نجد هناك مكامن للأصالة، إذ يأتيك الرّد ولو بعد حين.. لم يكن لديهم وسائل إتصال حديثة بل إمتازوا بالأصالة في التواصل بينهم البين ، فلم نسمع بنصف حكاية أو نصف رواية أو نصف تجربة مرّوا بها ولو كانت قاسية، بل سمعنا التفاصيل وتفاصيل التفاصيل فـ لكل فعل ردّة فعل و لكل رواية حكاية ثمينة ونهاية أثمن. بينما نسمع "أحياناً" برسائل البريد الإلكتروني ولا نستمع للرّد عليها أو تأصيلها. قرَّر مجلس الوزراء البحريني إنشاء هيئة عليا للإعلام…
آراء
الجمعة ١٥ فبراير ٢٠١٣
نحن معاشر الرجال نقف بقوة أمام كل دمعة توشك أن تتحدر على أحداقنا ، نريد أن نظهر دائما في مظهر الأقوياء الشجعان الذين لا تهزهم صنوف الدهر ولا تحركهم نوازل الأيام ، ونحن في ذلك نختلف عن شقائقنا النساء ، هن الأكثر كرماً في دموعهن ولو على أحد وجهي الوسادة . لا أعتقد أن الدمعة عيب ، ولو كان البعض مقتنعاً بأنها عيبٌ فمصير تلك القناعة الزوال . في بعض المواقف لا تختبر الدموع شجاعتنا ولا تستأذن حضرة كبريائنا كي تعبر جفوننا بأمان. أما دموع الأطفال فشأن آخر ، لا يجيد الأطفال استخدام سلاح دموعهم ! والكبار بدورهم لا ينساقون خلف مسلسل دمع صغارهم ، وحدها الأيام كفيلة بأن تجعل كل كبير يعرف بالضبط نوع دمعة صغيره وكيفية التعامل معها ، فما بين دمعة تنطوي على استجداء بعد أن فشلت كل الأساليب الأخرى ، وبين دمعة وجع لم يعد يطاق فيعبر عنه بنهر دموع ، كل تلك الدموع يمكن مسح أثرها من عيون الطفل بل وحتى تجفيف منبعها متى عرف سببها . ثمة دمعتان يصعب التعامل معهما ، يصعب الوقوف أمامهما ومجابهتهما بصلابة ، دمعة طفل خائف في مدن تحولت إلى جبهات قتال ، وأخرى لطفل جائع في غياب رغيف خبز ، هاتان الدمعتان تسيل بغزارة في مواسم حماقات الكبار…
أخبار
الثلاثاء ١٢ فبراير ٢٠١٣
الدموع لا تسترد المفقودين ولا الضائعين ولا تجترح المعجزات!! كل دموع الأرض لا تستطيع أن تحمل زورقا صغيرا يتسع لأبوين يبحثان عن طفلهما المفقود... جيفارا بعد منتصف الليل بقليل, الثانية عشر بتوقيت الحزن، تلك الساعة التائهة بين يومين, يتصل صديق ليفجعني بنبأ رحيل صديق عزيز.. وكان مما قال بصوته المحزون سيصلى عليه ويدفن بالغد! في مقبرة مختبئة بأقصى المدينة! أحيانا لا تستوعب دموعنا صدمة الفقد، يتساقطون أحبابنا أمام أعيننا.. لا نملك حولا ولا قوة، نعلم يقيناً أن الأوراق المتساقطة لن ترجع ثانية، وأننا لن نرجع نحن كما كنا بدونهم، لكنها دورة الحياة نودع اليوم أحبابنا وغداً أحبابنا يودعونا. بقيت اثنتا عشر ساعة قبل الصلاة عليه, عيني مغمضة وروحي ساهرة معي تفكر فيه، ستمضي هذه الساعات سريعا كما مضت حياته، كيف خسرنا من كان بالأمس معنا؟ ضاع غفلة من بين أيادينا! لست ضد المقادير لكننا بشر فعل الفقد فينا ما فعل، نحت أحاسيسنا، أذاب ثلوج عواطفنا، تركنا في حسرة، نقلب كفوفنا ونتذكر أيامنا معه ولحظات لا تنسى، كيف ننسى من لا ينسى؟ لو كنت أعلم أنك اليوم سترحل، لمزقت كل دفاتر مواعيدي مسحت أرقامي كتبت في مفكرة حياتي بخط عريض اسمك. لصليت معك الفجر وأخذتك في جولة قبل الشروق، أبدأ يومي بك وحياتي معك. لاخترت أطول طريق ومشيت فيه معك بفرح،…
أخبار
الأحد ١٠ فبراير ٢٠١٣
هناك نوعان من البشر ممن نقابلهم ونصاحبهم في هذه الدنيا: نوع يرافقنا في مسيرة الحياة، لفترات طويلة، و هو بطبيعة الحال يؤثر ويغير من طبائعنا وقناعاتنا ببطء، وعلى المدى الطويل، حتى يأتي اليوم الذي لا نستطيع فيه أن نتخيل الحياة من دونه، لأنه أصبح جزءا منا، والصحيح، هو أن أفكارنا باتت تتلاقى في أكثر من محور. أما النوع الثاني فهو ذلك الذي يمر على حياتنا لفترة قصيرة، ولكنه يقودنا الى منعطفات حادة، تؤثر فينا ما تبقى لنا من حياة، وتغييره يظهر فجأة وندركه في حينه، يتركنا مندهشين، نسائل أنفسنا، أين كنا قبل أن نقابله، وكيف سمحنا له أن يغيرنا بهذه السرعة، لنتوصل الى حقيقة مفادها أننا كنا في حاجة له لينير لنا ما ظلم من حياتنا، وأن مروره القصير بحياتنا كان له غايات أسمى من مجرد معرفته. هكذا التقيت المغفور له بإذن الله، ثامر سعيد سلمان، عرفته شخصاً ودوداً، بشوشاً، في نظراته دفء يرحب بمن يلتقيه لأول مرة، كنت على معرفة سابقة به، ولكن علاقتي به كانت سطحية، وكنت في كل مرة ألتقيه، لا يزيد حديثي معه، عن سؤال الحال والأحوال، إلى أن اجتمعت به في مأدبة عشاء، ملبياً لدعوة صديق مشترك. تناولنا ليلتها نقاشاً لبعض المواضيع المختلفة، ومع أنه كان أعلى كعباً وأرسخ قدماً، من أغلب الحضور، بالنسبة للمواضيع…
أخبار
الأحد ١٠ فبراير ٢٠١٣
من المعروف أن الفقر المزمن والبطالة كانا لعقودٍ طويلة ولا يزالان المرادف الفعلي لمعظم الاقتصادات العربية. فبينما يقع 30-40 في المائة من سكان الدول العربية الغير منتجة للنفط في دائرة الفقر، تحرم البطالة أعداداً كبيرة من الشباب العرب من الحياة الكريمة والمنتجة. ولذلك فمن الواضح أنه وفي غياب حلول مبتكرة وجريئة للتعامل مع هاتين المشكلتين، أو بشكل أدق، للعمل من أجل التنمية الاجتماعية الاقتصادية في مجتمعاتنا، سيستمر الفقر المزمن والبطالة بملاحقة الأجيال القادمة ووإحباطها كما فعلا مع الأجيال السابقة. اليوم، ومع التغيرات الجذرية التي يشهدها العالم العربي، يجب علينا في القطاع الخاص التحرك الفوري، توظيف معارفنا وخبراتنا العميقة، استخدام مواردنا بالشكل الأمثل للمساهمة المحورية في تنمية منطقتنا وتنفيذ رؤيتنا وتطبيقها على أرض الواقع. ولاشك أن القطاع الخاص جاهزٌ لهذا التحدي. فحتى قبل أن يصبح العام 2011 عاماً مفصلياً، كنا قد بدأنا بتبني مفهوم المواطنة للشركات، من خلال التفاعل مع فئات أوسع من المجتمع، وفهم المصالح المشتركة التي تربط أساس القطاع الخاص بأساس المجتمع. فقبل ما لا يزيد عن عشر سنوات، كان مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات لا يزال غريباً في غالبية أنحاء العالم. أما اليوم، يمكننا القول أن المسؤولية الاجتماعية للشركات تلقى رواجاً كبيراً. فهناك عدد متزايد من الشركات تتبنى هذا المفهوم كجزء أساسي من سياساتها. إلا أن معالجة العقبات العديدة…